كاتب الموضوع :
ذكرى المرجوحه
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
7- دمعة وابتسامة
تقرر بث العرض الأول من ةبرنامج (النساء الجميلات)يوم السبت في الساعة الثامنة مساَ.
لم يكن آي جاي معتاداًعلى إقامة حفلة للعاملين لمناسبة بث أول حلقة من برنامج ما،
لكن عندما اقترحت لوري أن يقيموا حفلة هز رأسه موافقاً.تقرر أن تقام الحفلة في صالةالعرض
الخاصة بشركة جي بي سي الساعة السابعة ،فيما يبدا البرنامج الساعة الثامنة.
عند الساعة الثالثة من بعد ظهر نهار الجمعه ،كان آي جاي في المكتبه يقوم بإنهاء بعض الاعمال
بعض الأعمال المكتبية.اتصلت به السيدة بيتر سون عبر الهاتف الداخلي ،وقالت:(إن امرأة لارمي
ترغب برؤيتك).
-هل اعرف امرأة تدعى شارين لارمي؟
-أنها صديقة تانيا الفضلى ومديرة وزميلتها.تقول انها بحاجة لرؤئتك.
جلس آي جاي للحظة مستنداً الى الوراء،ثم قال:(حسناًأدخليها ).
قد يلائم ربما واحداً في المئة فقط من الإناث.
هم بالوقوف لدى وصولها ،لكنها لوحت له وهو جالس في كرسيه،ثم ارتمت على الكرسي المخصص للضيوف
وقالت:(أراهن انك تتسال عما افعلة هنا.اليس كذلك؟)
-حسناً !مرت الفكرة ببالي .
نظرت شارين حولها،وقالت :(حسناً!انا واثقة بانك مشعول،لذا لن اؤخرك)
-شكراً.
-بالمناسبة انت اكثروسامةعندما يراك المرء شخصياً،كما ان شعرك ليس
بهذا السوء. أنا صديقة تانيا المفضلة,وأنا أدير الصالون أثناء غيابها .
أصبحنا صديقتين منذ أن ضربت تانيا الصبي تايلو ماكوي في الصف الخامس الابتدائي
لذا فإن صداقتنا تعود إلى زمن بعيد ،حتى إننا نتشارك في السكن.
أومأ آي جاي ، ولم يعرف بما يفترض به أن يجيب
-على أي حال ،أتيت لتمضية عطلة نهاية الأسبوع ،لأنها أرادتني أن أتي معها إلى حفلة مساء الغد.
اصطحبتني تانيا اليوم إلى هنا لتأخذني بجوله في ارجاء الاستوديوهات،لكن عندما سحبتها جانباإحداهن
وتدعى لوري،تركتها ورحت أسأل عن مكتبك حتى وجدته.
تدبر آي جاي أن يقول :(حسناً!ماذا يمكنني أن أفعل لأجلك؟)
قاوم رغبته بتمريرأنامله عبر شعره ،فيما شعر بالانزعاج لان تانيا أظهرت تذمرها من شعرة وأطلعت
رفيقتها على ذلك عبر المسافات.
-يمكنك أن تساعدني على أخذ تانيا إلى هذا الحفل الهوليودى مساء الغد.
-ما الذى يجعلك تعتقدين لن تحضر الحفلة؟
-عرضت على اصطحابي إلى روديو درايف عوضاً عن ذلك ،أناأعرف تانيا ،وأعرف أن
التسوق في ذاك المكان ليس من ضمن قائمة نشاطاتها المسلية ،لذا فإن قررت أن ترشوني
بالذهاب إلى روديو فذلك يعني أنها قررت ألا تحضر الحفلة.
لم يستطع آي جاي أن يصدق الأمر،في الواقع شعر بالاهانه إلى حد ما من دون أن نذكر الغضب ،القليل من الالم
الكثير من الغضب ،سألها :(لم لا ترغب بالمجئ إلى الحفلة برأيك؟)
-الشاشه العملاقه....ظهور وجهها...احتمال شرب الأنخاب ..ذاك النوع من الاشياء ،لو اعتقدت أنها موضع الاهتمام
سوف تقفز خارج ذاك المكان اأسرع مايمكنكها
-أتعلمين؟انت على الارجح محقه.
-آه!أنا واثقه أنني محقة
بعد لحظة وقف آي جاي ،وقال:(انا ممتن لك لانك اخبرتني)
-تانيا قد تقتلني لو علمت بالمر.
-لن أتفوه بكلمه حول لقائي بك لكن ...لا ترفعي آمالك بالذهاب إلى روديو ،ليس مساء الغد على الاقل
قفزت شارين فوقفت على قدميها،وقالت :(أنالا أستطيع تحمل نفقات شراء أي شئ في جميع الاحوال ،كما ان ذاك
الشارع لن يغادر مكانه أما هذه فربما ستكون الحفله الوحيده التي أحضرها في عالم الاستعراض )
-سوف أحرص على ان تحضر إلى هنا في الوقت المناسب.
-جيد.
-هل شعرى بهذا السوء؟
-لا ،إنه ليس بهذا السوء ،إنها تبالغ لانك تخيفها
-حسناً!شكراً
أضافت شارين وهي متوجهه نحو الباب :(لكنني قد أطرد مزين شعري لو كنت مكانك)
تم استدعاء تانيا على وجه السرعه ،فقد تجرأ السيد(مهم جداً)على استدعائها إلى مكتبه المقدس ،وجهت ابتسامه
إلى السيدة بيتر سون التى تعتبرها حليفه لها ،لكنها كانت تستشيط غضباًمع دخولها إلى مكتب آي جاي
لذا قالت وهي تستند إلى الباب لتعلمه أنها تخطط للخروج سريعاً:(هل اتصلت بي؟)
-اجلسي!
-لا .لدي عمل أريد القيام به وانت تؤخرني.
-تانيا ،اجلسي فقط.
أدركت أنها ليست الوحيده التى تستشيط غضباً في هذه الغرفه ،فقد بدأآي جاي غاضباً فعلاً
وقد ظهرت غمازتاه ،تلك بدت إشارة غريبة تنذر بالسوء.
صحيح أن تانيا تحب إزعاج آي جاي وإثارته ،لكنها لم ترة مطلقاً غاضباً بصورة جديه من قبل
وذلك أمر أزعجها على عدة مستويات هي تعلم أنها مزعجه لكنه أيضاً مزعج لذا فهما متساويان
هو لا يستحق أن يجعله أي شئ أو أي شخص منزعجاً إلى هذا الحد مشت الى داخل المكتب وجلست
ثم قالت :(ما الخطب؟)
أخفض آي جاي نظرة ،وقال:(أعلم أنك لا تحترمينني.....)
-ذلك غير صحيح!
-.....ولا تحبينني.
-ذلك غير صحيح ،أيضاً....أنا حتماًلا أكرهك.
-أعلم أنك تكرهين هذا كله ،البرنامج ،المدينه،العقلية الموجودة في لوس انجلس .
-أنا لا أكره البرنامج ،من أين أتيت بهذا القول؟
-فضلاًعني ،فأنت لا تحبين فريق العمل الذي يعمل في البرنامج.
-هذا غير صحيح.
-هل تظنينهم يحبونك؟
-أظن ذلك.
-هل تحترمينهم؟
-بالطبع !وأحاول أن أظهر لهم ذلك كل يوم .
-هل تظنين أنهم يعملون بكد لأجلك؟
-حتماً.
عندئذٍ وقف آي جاي .
-أنا لم أقم أية حفلة لإطلاق العرض الأول لأي من البرامج التى أخرجتها طيلة سنوات
عملى هنا ،حفلة مساء الغد ليست فكرتي أنا اجتمع أفراد فريق العمل سويا ورغبوا
بالاحتفال لأجل شخص يودون أن يكونوا معه امشاهدة إطلاق البرنامج ذلك لم يحصل أبدا
من قبل تانيا في أي موقع تصوير خاص بي .
لم تكن لدى تانيا ايه فكرة عما ستقوله ،فقالت :(أرجوكم لا تفعلوا ذلك لاجلى )
-أعتقد أن هنالك بضعة أسباب جعلتهم حقاًيرغبون بفعل هذا .السبب الاول هو أنهم جميهم
يدركون أنهم يستكشفون أراض جديدة هنا في شركت جي بي سي إنهم أيضاً يدركون أن البرنامج
قد يفشل حقاً،كما أنهم يدركون تماماً أن هذه أرض جديدة بالنسبة إليك أكثر مما هي بالنسبة
أليهم،وأنك اضطررت إلى التأقلم مع أشياء كثيرة أكثر من مجرد تعلم أساليب الإنتاج التلفزيوني
-إنهم.......رائعون.
توقف آي جاي عن السير في الغرفة ،ثم واجه تانيا قائلاً:(القائمون بهذه الحفلة هم مجموعه من
الاشخاص الذين رغبوا بأن يظهروا لك كم هم فخورون بك وبالبرنامج ،لماذا إذا قد تتصرفين
بأنانية فتصفعيهم على وجوههم بعدم ذهابك إلى حفلة تقام على شرفك؟)
حدقت تانيا بآي جاي كما لو أن هذه الحقيقة سقطت عليها كالصاعقة ،فتنفست قائلة :(أنا آسفه ،لم أظن
...أنا .....أنا لن أؤذي أبداًأي شخص منهم عن قصد )
-انت لست غبيه ولست عديمة الإحساس،لذا فالأمر يحيرني فقط .
وضعت تانيا يديها على مكتب آي جاي خشية أن تضعف وتلتوي، ثم قالت :(أنت محق ،لست أدري ما الذي
كنت أفكر به ،ظننت أن لا أحد سيلاحظ أو يهتم فعلاً)
-بل سيلاحظون وسيهتمون ،اذهبي إلى الحفلة ،تانيا.
-سوف أذهب.أقسم أنني سأفعل.
استدار آي جاي من خلف المكتب وقد اختفى غضبه ،أمسك بكتفيها وسحبها عن كرسيها ،وقال:(شكراًلك)
مرر إبهامه تحت إحدى عينيها ،ثم الأخرى ،لم تدرك تانيا حتى أنها ذرفت دموعاً،شخرت قائلة:(أنا
حقاًآسفه جداً)
-أعلم ،لذا توقفي عن البكاء ،أنااكرة ذلك.
قالت تانيا برقه ،وقد تاهت في عينيه قليلا :(آي جاي !أتمنى لو أنك تحضرها أيضاً)
عبس آي جاي ،وقال :(سوف أكون هناك)
سألته وهي تحاول ألا تبدو سعيدة الى حد يدفعها لمعانقته:(أحقاً؟)
-أتظنينني كنت لأستاء منك لو لم أخطط لأكون هناك أيضاً؟
آه!أنا فقط ....سمعت شيئاً في موقع التصوير .
رفع آي جاي حاجبيه ،وسألها :(ما الذي سمعته؟)
-انك ستذهب في موعد غرامى مع نجمه ...رائعه الجمال ،فتصحبها إلى العرض الاول لفلمها السينمائي
أو شيئاًمن هذا القبيل .
في الواقع احست كما لو أنه يخونها وادركت أن ذلك سخيف جداً
ابتسم آي جاي وقال:(لا تخبري احداً،ولكنني سمعت أن الفيلم سيءجداً)
-آه ...حسناً!ذلك سيكون هدراًكبير لوقتك .أليس كذلك؟)
-على الارجح أنني سأسبب الحرج للمرأة حين أغفو خلال عرض الفيلم.
-وهل تقوم عوضاًعن ذلك بمشاهدة بث برنامج شاهدته لحوالي المئة مرة؟)
هز آي جاي رأسه ،فيما داعبت أنامله البشرة الحساسه تحت أذنها وقال
-ما يدعو إلى الاستغراب حقاًهو أنني لا أمل من مشاهدتك أنت بالذات
ما يدعو إلى الاستغراب أكثر هو أنها صدقته فآي جاي ليس من الصنف الذي يطلق الكلام هباء وهذه
الميزة أعجبتها كثيراً كما أحبت ملمس يديه على بشرتها ،أحبت عينيه ،انفه ،ذقنه...
قالت:(لكن ليس الغمازتين)
-ماذا؟
أنبت تانيا نفسها ذهنياً على زلة لسانها ،لكنها أعجبت به منذ دقائق لانه واجهها بصراحه
لذا فهي لن تتصرف معه بأقل من الصراحه قالت:(عادة أحب الغمازتين كثيراً)
-لكنك لا تحبين غمازتي
هزت تانيا رأسها موافقه
-لم لا؟
لأنهما لا يظهران عادة حين تبتسم بل حين تكون غاضباًأو محبطاً
-لم أدرك أنهما كذلك
-هما كذلك وهذا أمر مؤسف حقاًفالغمازتان يجدر بهما أن تظهرا عند الشعور بالسعاده .
وقفا هناك صامتين للحظه طويله هادئه ،لكن ما إن راقبته حتي بدأت غمازتاه تظهران شيئاً
فشيئاً في خديه مجدداًسألته منتبهه:(ماذا؟أأنت غاضب بسبب شئ آخر ؟
-أبداً.لماذا؟
ارتفعت يدا تانيا إلى صدرة وتمكنت من القول :(الغمازتان)
-أنا حتما لست غاضباً.
من دون أية كلمه إضافيه أو طلب انحني آي جاي وعانقها أحست تانيا كأنها عادت إلى
ديارها إلى حيث يجب أن تكون منذ وقت طويل....طويل ...جداًسبحت أحاسيسها فوق طبقات
من الغيوم اللطيفه فيما عانقها آي جاي بأرق وأحلى أسلوب يمكن تخيله ،التفت يداها
حول عنقه فيما ضمتها ذراعاه القويتان في عناق رائع.
كادت تصرخ حين قطع آي جاي ذلك العناق ،وانتقلت أصابعه لتحدد خط فكها وصولاً إلى
أذنها ،قبل أن تنزل نحو عنقها ببطء...
جاء أزيز الهاتف الداخلي كالصدمه الكهربائيه لهما معا استقام آي جاي ودفع رأسه
إلى الوراء وهو يزأر محبطاً، فبدأإحباطه صدى لما تشعر به هي أيضاً،تراجعت تانيا
خطوة إلى الوراء لكي تعطيه المجال للوصول به إلى الهاتف ،أغمضآي جاي عينيه للحظه
بدت كأنها فترة عذاب ،ثم تلمس طريقه للعودة ألى الواقع أخيراً أستسلم واستدار
نحو مكتبه ،ممسكاًبالسماعه
-نعم؟
أقرت تانيا أنه يستحق التقدير على أدائه الجيد فهو لم يسكب إحباطه على سكرتيرته
-شكراًلك سيدة بيترسون ،رجاء هل يمكن أن تقولي لمساعدته إننيبحاجه إلى سحب ملفه
وسوف أعاود الاتصال به؟
أوما آي جاي وأضاف:(شكراً)
وضع السماعه وعاد لمواجهة تانيا قال وهويشير بإصبعه إلىأنفها :(إياك أن تندمي على
ذلك العناق)
أطلقت تانيا ضحكه قصيرة وقالت :(لِمَ أفعل ذلك)
-لست أدري ،فكرت أنك ربما ظننت أنني استغلك بشكل غير عادل هنا في منطقتي أنا
ضحكت تانيا من جديد وقالت :(حسناً!عندما أشعر أنك تستغلني بشكل غير عادل سوف أحرص
على إعلامك)
-لكن برفق
-سأحاول.
هز آي جاي كتفيه وقال بنبرة ملؤهاالاسف :(أنا ...كان على أن أردعلى ذاك الاتصال)
-أعرف وأنا علي ان اجد صديقتي من يعلم في أية ورطه هي الان ؟
-أراك مساء الغد إذا هل انت بحاجه إلى من يقلك؟
هزت تانيا رأسها بالنفي قائله :(سنكون على ما يرام )
أخيراًتوجهت نحو الباب وقبل أن تدير المقبض استدارت نحوة وقالت :(شكراًلك آي جاي )
ضحك آي جاي وقال :(علام تشكرينني ؟)
قالت تانيا :(ليس على العناق ..حسناً!ربما هذا أيضاًلكنني أشكرك لأنك ساعدتني كي أنضج)
-أنا لم أطلب منك أن تنضجي تانيا
ربما أنت لم تدرك ذلك لكنك فعلت كنت بحاجه لسماع ما قلته لي لذا فقط قل :(على الرحب
والسعه)وسوف أدعك تعود إلى عملك
-على الرحب والسعه
أومأت تانيا ثم أطلقت نحوة ابتسامة أخيرة وقالت:(أتعلم يبدو أنني لم أعد منزعجه
من غمازتيك على العكس مما كنتهقبل دخولي إلى هنا)
استطاعت أن تستنتج من النظرة المرتسمه على وجهه أنه شعر بالارتباك.
|