-لكن ...هو المضيف.
-ليس بعد الان,انت لا تحتاجين أليه,كما ان البرنامج ليس بحاجه الية.
-إذا,انت طردتة ؟
-كان الشعور متبادلا,فهو لم ير حاجه لوجودة,ايضا.
اتهمتة مجددا:(انت قمت بطردة)
-سوف يبدو مملا وثقيلا.انت هي النجمه
ردآي جاي مدافعا,ثم بدا كأنه يتشنج ,استنشق نفسا عميقا,واردف:(لسنابحاجة لان نجعل المشاهدين يضيعون بين النجمه وبين القرد المدرب)
حدقت تانيا الي الوحش العديم القلب الذي يجلس امامها ,وقالت :(ذلك ليس قولا لطيفا)
شبك آي جاي يديه ,ثم اتكأ الي الوراء في كرسيه وقد بدا ساخطا وهو يقول:(اسمعي ,يا جميلتي !أدرك أن هنالك الكثير الذي لا تعرفينه عن هذا العمل بعد ,لكنك سوف تتعلمين . لو أنطلق هذا البرنامج مع وجود السيد بورتر ,أراهن أن الرسائل الاولي التي ستصلنا ,ستكون من أشخاص يطلبون منا ان نتوقف عن هدر وقتهم بنكات لا جدوى منها ,ذلك لان الناس يحبون مشاهدتك وانت تقومين بعملك ).
صدمها ذلك الواقع ,فتصاعد الرعب المرير نحو حلقها ,قالت لنفسهابصوت مسموع :(هل سأكون بمفردي تماما؟)
لكن في تلك اللحظه بالذات أقتربت النادلة ذات القوام الصغير المتمايل مجددا ,فتجولت حول الطاولة واعدتها بفعالية وحماس .وبدا أن آي جاي نقل تفكيرة الي موضوع آخر .
-كالعادة,سيد لاندري؟
-من فضلك!
في تلك اللحظة بالذات وصل ديني ,قال وهو يسقط في كرسية :(مرحبا!ما الذي فاتني ؟)
بدا شعر ديني أجعد كثيفا , فتاقت تانيا أيضا لوضع يديها ومقصها علية .الا يعرف الرجال الذين يعملون خلف آلات التصوير في هوليود مزينين با رعين ؟ كان مدير برنامجها يضع نظارتين مخيفتين من الطراز الذي تضعة جدتها ,أما وقفتة فبدت سيئة تماما .لكن بدا من الواضح انه لطيف نوعا ما .فكرت تانيا فورا انه سيكون شريكا ملائما لشارين .لكن سرعان ما تلت هذه الفكرة فكرة أخرى مرعبه .رايهاهذا يبدو شبيها بافكار والدتها .يا الهي ,أرجوك!لا أريد التصرف مثلها.
-أن الرئيس هنا كان يدهشني بتفاؤله الحماسي.
تبادل الرجلان نظرات استمتاع ,وقال ديني :(لطالما عرف كيف يسحر النجمات )
أدركت تانيا انهما يسخران منها ,إذ شعرت منذالبداية انها من خارج التيار ,لم ترغب بان يراها اي منهما تحمر خجلا ,او ربما حتي تنفجر بدموع خرقاء ,لذا تلعثمت قائلة :(إعذراني ).
ثم توجهت في خط متعرج نحو الحمام داخل المطعم .
رمشت تانيا بعينيها وهي تحدق في صورتها بالمرآة ,فأحست كأنما امرأة غريبة ترمش لها في المقابل . أن المرأة الظاهرة في المرآة تتناول الغداء مع شخص قوي نافذ في مجال صناعة البرامج , هذه المرأة توشك أن تبث مواهبها وتظهر وجهها امام البلد باسرة ,حتي تكون بمتناول استهلاك واستهزاء اي شخص كان ,حسنا !تانياليست تلك المرأة البادية في المرآة, بل هي الطفلة التي تبكي حين يجبرها اساتذتها علي المشاركه في مسرحيات المدرسة ,إنها المراهقة التي كاد يغمي عليها لدي تفكيرها بتقديم تقرير شفهي امام صفها .
والان ,ينتظر منها ان تؤدي دورها امام .....آلاف الاشخاص ؟
لسبب ما ,لم يأخذ احد خوفها علي محمل الجد .لطالما سمعت الناس يقولون إنها خجولة ,ويطلبون منها ان تتغلب علي خوفها ,كما لو ان بمقدورها ان تدير الخوف او تطفئة ساعة تشاء ,أما المشكلة فهي ان والدتها وجدتها تؤمنان بقدرتها علي تنفيذ هذا البرنامج ,وكذلك العم فرانك ,الرجل الذي اقسم امام قبر والدها انه سوف يهتم بها جيدا ,ثم اعتني بها كما لو لنها ابنتة .
ادركت تانيا ان هنالك الكثير من المسائل المتداخله في هذا الامر . آة!العم فرانك لن يرغب في ان يجعلهاتشعر بالذنب ,وهي واثقة انها لو خيبت ظنه ,فهو سيحاول الا يظهر ذلك لها ,اما ماماوالجدة .....لربما
تستطيع التعامل مع هاتين المرأتين ,فهما ستحبانها في جميع الاحوال ,
بعد زوال كرب الشعور بالذنب , فكرت تانيا انها تستطيع الابتعاد عن المرأة البادية في المرآة من دون ان تلقي نظرة الي الوراء ,لولا مشكلة واحدة :آي جاي لاندري !!إنه غير مؤمن بقدرتها علي تنفيذ البرنامج .تستطيع استنتاج ذلك من موقفة المتعاطف ,ومن تكشيراتة التي تدل علي انه يعرف ما يقول ,
يا الهي !!الانتقام هو دافع جيد تماما .قومت كتفيها ,وقالت :(استعدا ,ايها المخبولان .انا علي وشك ان اسرق منكما الاضواء).
ادركت تانيا حينها انها ليست بمفردها في الغرفه ,فقد وقفت امراة اكبر سنا تحدق بها ,وهي تحمل في يدها منديلا ورقيا ,حاولت تانيا ان تبتسم لتطمئن المراة انها ليست مجنونه ,بالرغم من ذلك ,قفزت المراة مسرعه خارج الغرفه ,عندئذ قالت تانيا لنفسها ولصورتها المنعكسه في
المرآة (ذلك هو آخر فشل اسمح لك به ,امامنا رجل مغرور ....لنسقطه)
اخذت نفسا عميقا,لابأس أذا كانت ستصبح نجمه ,بل يجدر بها ان تكون نجمه حقا كيف يستطيع المرء ان يتخلي عن فرصه ان يصير نجما ؟حسنا !افترضت تانيا انه يجدر بها ان تقوم بابحاث حول ذلك ربما يجدر بها ان تنشد نصيحة العم فرانك حول ذلك الامر ,استدارت ومشت نحو الطاولة
في الخارج بعد ان هزت راسها بتصميم وعزم .
سال ديني بعد ان جلست :(اين كنا اذا؟)
قررت تانيا ان تتولي زمام الامور بما يشبه تصرف النجوم,فقالت :(لدي بعض الافكار بخصوص البرنامج)
نظر كلا الرجلان بشفقه الي تانيا . منيومين فقط كانت لتنزلقتحت الطاولةمن شدة خجلها ,لكن كلما عودت نفسها علي فكرة تقديم البرنامج كلمااحست بحاجتها الي تقرير مصيرها ,لكي تجعل العم فرانك فخورا بها,يجدر بها ان تقوم بالعمل بالشكل الصحيح ,كما يجدر بها ان تقوم بالامر بشكل حسن لتبرهن للسيد (مغرور)انه مخطئ بشانها ,
سال ديني اخيرا :(ماذا تقترحين ؟)
-اولا ,لا اريد اشخاصا مشهورين من هوليود,
بدا الرجلان وكانهما قد اهينا .
فقالت تانيا بسرعه :(ما اقصدة هو انني لن اجري تغييرات تجميلية لاي نجمه من هوليود .ساقوم بتغييرات لاشخاص عاديين )
ثم قال ديني :(يعجبني ذلك)
اما آي جاي فاوما فقط .تابعت تانيا بنبرة قوية :(أريد أشخاصا يعتقدون انهم بحاجه الي تغيير فعلي ,ويؤمنون ان التغيير الكلي قد يغير حياتهم )
خبط آي جاي علي الطاولة قائلا :(اليست توقعاتك مرتفعه؟)
-بالطبع!
-إن فشلت بتحقيقها,قضي علينا .
تجاهلت تانيا وقوف شعر عنقها ,وقالت :(اولا يا سيد مخرج ,لن أفشل بتحقيق ما اصبو أليه ,ثانيا ياسيد مخرج إن التوقعات المرتفعه هي ما اسعى اليه .علي العكس من بعض البرامج الاخرى ,لا أريد ان يدخل اي شخص الي البر نامج وهو يشعر بالقلق خشية ان اجعله يبدو سخيفا ,فنضحك علي حسابة , بل اريد ان يكون المشاركون متفائلين ومتحمسين, فذلك هو بيت القصيد,ثالثا يا سيد مخرج ما دمت لا تعرف اي شئ بخصوص برامج التغييرات التجميلية , ما الذي تفعله هنا اصلا )
حدق آي جاي فيها للحظه ,وقال :(يجدر بي ان اطردك بالفعل )
-آة !أرجوك هلا فعلت ؟
عاد الرجلان بعد الغداء الي مكتب آي جاي ,فيما اخذ مساعد ديني تانيا في جوله علي ارجاء موقع التصوير,بما فيه غرفه تبديل الملابس خاصتها .ما زال آي جاي يرغب بطرد تانيا ,والسبب هو انها تتمسك بموقف سلبي حقا من البرنامج .حسنا !ليس بخصوص البرنامج بالذات لكن موقفها سئ حقا حيال دورها الشخصي في البرنامج ,حسنا !ليس سيئا تماماانها خائفه ,فهذا الامر غريب بالنسبه اليها ,بل من الغباء الا تشعر بالتوتر نوعا ما حيال المشروع باكمله .
بالرغم من ذلك ما زال موقفهاسيئا حيال .....حياله هو!حسنا!لا يفترض ان يكون موقفها سيئا حيال رئيسها ,ذلك ببساطه ليس امرا اعتياديا,لو ان اي شخص آخر غيرها ,قام بمواجهته فانه سيطرده فورا ,هذا واما ...سوف يعانقها بلا هواده .
تدخل ديني مقاطعا افكارآي جاي :(عانقها)
طرف آي جاي بعينيه .ثم نظر نحوه قائلا :(عفوا؟)
-من تعابير وجهك بدا انك تحاول ان تقرر بين ان تخنق تانيا او ان تعانقها .
-الا تري معي انها يمكن ان تسبب المشاكل للبرنامج؟
-كلا .بل اعتقد انها مناسبه تماما.
-اليست بالغه السذاجه ؟
-قليلا ,لكنني اظن ان ذلك جزء من فتنتها.
إنه حتما كذلك .وهو يكرة بجديه حساسيتها بالنسبه له ,فذلك يجعله يهتم .الاهتمام قد يسبب بمقتلك في هذا المجال من الاعمال ,او قد يورطك في زواج ,قال :(اتظنها تملك موهبه ؟)
هز ديني راسه وقال :مع هذه الفتاةالصغيرةالجميله القادمه من القرية ,والتي ترغب بصدق في ان تغيير مظهر الاشخاص نحو الافضل ,سوف تحصل علي واحد من خمسة عشر من المشاهدين الاميركيين الذين سيبرمجون حياتهم ليكونوا في المنزل لمراقبتها وهي تقوم بعملها )
أحس آي جاي انه خارج التيار قليلا وذلك جعله يشعر بالحزن نوعا ما ,أخرج آي جاي نفسه بالقوه من افكاره الكئيبه ,وقال:( إذا هل تعتقد انها ستكون جيده؟)
-جيدة؟بل سوف تكون نجمه .
-انا ايضا اظن ذلك.
رمقه ديني بنظرة متأمله ,وقال :(لماذا إذا لا أرى علي وجهك نظرة حماسيه ؟)
-انا لا أحب النجوم.
لوح ديني بيدة امام وجهه .وقال :(انت تعمل في مجال النجوم ,يا صديقي .هذا هو عملك )
رد آي جا ي من دون ان يعتقد ذلك مطلقا :(نعم)