كاتب الموضوع :
ذكرى المرجوحه
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
13-رسالة وداع....
وصل آي جاي إلى غرفة الجلوس في منزلة من دون أن يتذكر كيف وصل إلى هناك
أفضل ما يمكنة القيام به الآن هو تناول حبة دواء منوم ثم الاستغراق في النوم
حضر لنفسه كوبا من الشاي ثم جلس على الأريكه وقد وضع أمامه رزمة أوراق وقلم
بدا له أن الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو تدوين أفكاره لأنه عاجز عن فعل
آي شيء آخر...
لم يكن لدى آي جاي أي شك بأنه خسر تانيا إلى الأبد فهو قادها مباشرة إلى المذبح
لابد أن تكون إما قديسة أو غبية حتي تسامحه الآن وهي ليست أيا من هاتين المذكورتين
مهلاً لحظه....ماهو ذنبه بالضبط؟
لم تكن لديه أي فكرة مطلقاًبأن زوجته السابقة قد تذهب لرؤيتها .......
لابد أن هيذر يائسة جدا لإنجاح فيلمها لتعرض على تانيا أموالاً طائلة بهدف
المشاركة في برنامج في تلفزيون الواقع .
مهلاً لحظة مجددا ...وافقت تانيا على تصفيف شعر هيذر خارج البرنامج
فلماذا تراها ترغب بالحصول على الأموال الطائلة ؟
في اللحظة التالية راودته فكرة أخرى ،كان يجدر به إخبار تانيا من كانت
زوجته السابقه إلا أن الأمر ببساطة لم يبد مهما لانه لم يتوقع أن تظهر المرأة
في عالم تانيا يوما ما .
تانيا هي من طلبت ألآ يستضيفوا شخصيات مشهورة وهي من تراجعت عن طلبها ذاك
وها هي الآن متحمسه لتظهر في برنامج لينو.
هنالك سبب واحد فقط يجعل المرء يتحمس لذلك :المقام الرفيع ،أما الخلاصة
من كل هذا فهي :لايمكن لومة في كل ما جرى أليس كذلك ؟
أقر آي جاي بطيبة خاطر أن هنالك على الارجح العديد من الاشياء التى فعلها
على نحو خاطىء لكنه لم يستطع التفكير بأي خطأ الآن بالذات .
ابتلع حبة المنوم وارتشف القليل من الشاي الساخن ، فشعر بالسخونه تشق طريقها
نزولاً في حلقه لتصل إلى معدته ،مع ذلك فكر،لعل هذا الاحتراق ينسيه ألمه الحقيقي
وخوفه من خسارة تانيا ،وضع كوب الشاي من يده ،ثم اتكأ إلى الوراء شابكاً يديه
خلف رأسه ،لابد أن تانيا سوف تعتبر أن الامر كله خطؤه هو حتى لو التزم الصمت
وتقبل كل اتهاماتها ،فذلك لن يغير حقيقة أنه أفسد الأمر بشكل ما كان يجدر به
أن يصغي إليها فيطردها على الفور لتعود مسرورة وآمنه إلى ديارها ،هكذا ستبقى
تانيا الخجوله ابنة القريه لا تانيا المتحمسة للظهور في برنامج لينو....
نهض آي جاي ومشى نحو جهاز التسجيل الخاص به ألقى نظرة على كدسة الشرائط المسجله
فوجد ما كان يبحث عنه ووضعه داخل جهاز عرض الشرائط ،أدار جهاز التلفزيون ثم عاد
إلى الاريكه مع جهاز التحكم عن بعد هذا شريط يحتوي لقطات متكررة لتانيا ،من اللقطات
التجريبيه التى أخذت لها حتى تجربة الاداء الاولى الكارثيه وصولا إلى الحلقة الثالثه
من البرنامج اعتاد آي جاي مشاهدتها على الشريط خلال تلك الليالي التى لم يحظ بفرصة
لرؤيتها شخصيا فذلك أمر جعله يشعر كأنه ما يزال برفقتها إلى حد ما .
تلك هي تانيا ،إنها تستخدم الموسيقى لضبط الأجواء ،تستخدم المزاح لتجنب أي موقف حرج
انطوى آي جاي على نفسه مغطيا وجهه فقد ألمه ذلك كثيرا ليس فقط لأنه خسر تانيا بل لأن تانيا
نفسها خسرت تانيا ،اعتقد آي جاي أنها لن تنغمس في ملذات الشهرة لكن يبدو أنها سارت مع التيار
هي ايضا ،ياإلهي ،كم يؤلمه ذلك .
التقط القلم ثم أمسك قطعة من الورق وراح يكتب :
-تانيا ...
بغض النظر عما تظنين أنني فعلته ،فأنا لم أقصد إيذاءك مطلقا
أفضل قطع ذراعي قبل أن أفعل أمراًمماثلا ،قلت لي مرة إنك سوف تحبينني
إلى الابد،لكن لابد أنك غيرت رأيك ،وأنا لن أسامح نفسي أبدا على ذلك .
اعلمي فقط أنني وقعت في غرام تانيا التى جاءت أول مرة إلى مكتبي حاملة
الفطائر المشوية ،ولم أتوقف عن حبها أبداً....ولن أفعل ،أنت أفضل شيء حصل
لي على الإطلاق ،أما اسوأشيء حصل فهو أنني أضعت هذه الفرصه لذا سأكتب الكلمات
التى يصعب على قولها :أنا أحبك..وسأحبك دوماً!
اتمنى أن تحققي كل ما ترغبين به في الحياة ،وإذا احتجت لأي شيء سأكون
موجودا لاجلك دوما ،أعدك بذلك.
مع حبي آي حاي ....
قذف آي جاي القلم ثم وقف وهو يشعر بعدم الثبات في قدميه ،أمر جيد!هذا يعني
أن مفعول حبة الدواء قد بدأ ،حسناً!ّأمل أن تكون كلمات الرسالة جلية مقرؤه فكر
أنه بحاجه إلى الطعام لكن لسوء الحظ إن الطعام الوحيد الموجود في منزله هو
الحبوب المخصصه للعصافير التى تغط على الشرفه الخلفيه توجه نحو الهاتف فأتصل
سريعا بالمطعم الصيني الذي يبعد بضعة مبان عن منزله بعد أن طلب طعامه المعتاد
القريدس مع الارز المقلي الكثير التوابل ـاسقط الهاتف ثم ارتمى على الكنبه لينتظر
لم يكن ذلك السوشي لكنه من عائلة الاسماك لذا فهو قريب نوعا ما .
أغمض آي جاي عينيه ،فتذكر الغبطة التى ظهرت على وجه تانيا وهي تلتهم السوشي
لو أنه تمكن من الاحتفاظ بها لتعلم كيفية تحضير السوشي ،
يمكنهما أن يجلسا على الأرض ليتناولاه ،فيما يستمتعان إلى موسيقاها المفضلة ويغرقان في
عناقات محمومه لا تنتهى ....
ياإلهي !أنه لا يسدي نفسه أية خدمة بتفكيره بهذا الأسلوب الآن ،عندما يتوقف هذا الألم الذي
يشعر به ،لعله سيتمكن من استعادة هذا الذكريات والتلذذ بها فعلاً ،أما الآن بالذات فإن
التفكير بتانيا اصلاً هوعمل أحمق ومؤلم ،إنه مثير للشفقه !الدواء المنوم لم يوقف الالم ولم
يجعله ينسى.
قُرع جرس الباب ،فمر آي جاي بالقرب من التلفزيون وابتسم ،إنها الفقرة المتعلقة بماريا ،وتلك
هي حلقته المفضله ،بحث في جيبه الخلفي ،وتطلب الامر منه محاولات ليستخرج حافظة نقوده ،فتح الباب
وراح يبحث في داخلها ليستخرج النقود .
-بكم أدين لك ؟
-من أين أبدأ؟
تجمد آي جاي في مكانه ،صوت تيمي تشانغ بدأ كصوت تانيا رفع نظرة إلى الاعلى أهو يتخيل أن هذه تانيا؟
-ماذا تفعلين هنا ؟
-أريد أن أتحدث أليك!
-حسناً!
-هل تمانع لو دخلت ،أم تفضل أن تقفل الباب وتدعني أتحدث عبر ثقب المفتاح؟
-آه !أناآسف إدخلي.
-هل أنت على ما يرام ؟
-آمل ذلك لكنني...أشعر بألم في رأسي .
-هل تناولت الأسبرين ؟
-لا .تناولت دواء منوم .
تراجع آي جاي إلى الوراء فكاد يتعثر وقال :(آه!ياإلهي !أظن أنني سأنام )
-لا .لا تفعل الآن .
-أعلم أنك بحاجه إلى التحدث إلى ،وأعرف أنني أدين لك بالإصغاء ،لكن هل تمانعين لو غفوت قليلا ؟
لاأريد أن أتكلم معك وأنا على هذه الحال .
-أتفقنا،لكن هل يمكنني البقاء وتناول ما سيصلك من طعام أثناء نومك؟
=القريدس الذي طلبته هو لك .
-لا بأس بذلك هيا بنا دعنا نوصلك إلى الأريكه .
-هل ستجلسين معي ؟
-بل سأفعل ماهو أفضل من ذلك سأدعك تستلقي في حضني .
جلست تانيا وربتت على حضنها ثم قالت :(هيا أيها الفتى الكبير )
سقط آي جاي كالمرساة ،فجذبته تانيا نحوها وقالت :(تمدد ،آي جاي )
-تانيا ؟
-نعم!
-أنا أحبك !
استيقظ آي جاي بعد وقت طويل ,تلمس ما حوله قبل أن يشق عينيه فيفتحهما
استنشق الهواء ،فأحس برائحة منزله و....بتانيا ،يمكنه أن يتعرف إلى رائحتها في أي مكان
ذلك بالتحديد بدأ كافيا حتى يجعلة يفتح عينيه جيداً.
همس قائلاً:(مرحباً)
-مرحباً يا مغفل.
جاهد آي جاي حتى يجلس منتصباً وقال :(كم دام نومي ؟)
قالت تانيا وقد بدت غاضبة :(حوالي الساعة ،ماخطبك؟)
لابد أنها كانت تغلي على نار خفيفه طيلة الساعه المنصرمة.
-هل تمانعين لو ذهبت لأرش الماء على وجهي وأنظف أسناني؟
-بالطبع لا .أنعش نفسك قليلاً
نهض آي جاي فتوجه إلى غرفة نومه ،اللعنه!إنه يبدو في حاله يرثى لها .
عندما احس آي جاي ببعض التحسن عاد إلى غرفة الجلوس وجلس مواجها لها
ثم قال :(أنا غبي ، أنا آسف جداً)
-ما الذى دهاك بحق الجحيم آي جاي ؟
-كان نهاراً سيئاً بأسره وفكرت بتناول حبة منوم علها تريحني .
-كنت تهرب من نفسك إذاً.
لم يستطع آي جاي مجادلة تلك الملاحظة فقال :(أنا آسف ،ظننت أن ذلك سيريحني
لم أعلم أنك ستحضرين إلى هنا تصرفت كالحقير ولم أظن أنك ترغبين بالتواجد معي
لذا ..تصورت أنك تفضلين القيام بأي شيء أخر ،أنا آسف على كل شيء)
جلست تانيا بصمت لبرهه حتى لم يعد قادراًعلى التحمل فنظر إليها وقال:(حسناً؟)
-ذلك يعتمد على تعريفك (لكل شيء)فأنا لم أولد البارحة ،ولا أقبل باعتذارات
غامضة.
-بالطبع لا.
جلس آي جاي بتثاقل ،فواجهها مباشرة ،لطالما تعاملت تانيا معه بصدق وصراحة
وذلك أقل ما يمكن أن يبادلها به ،قال :(هذا سوف يبدو مؤلما ،وأنا لاأجيد التألم
بشكل جيد)
-هل يؤلمك أنت أم يؤلمني أنا ؟
-ماذا؟
-هل لديك الانطباع بأن الناس ستسقط على رأسك أم على رأسي؟
-على رأسي...على رأسينا ...لست أدري!
-ما الذي يجري آي جاي ؟هل يمكننا أن ننطلق من البداية؟لأنني مرتبكه فعلاً.
-أنا لست مرتبكاً
-حسناًإذا ابدأ أنت بالحديث.
|