هناك جاسوس إسرائيلي بالغ الخطورة,
في قلب( مصر)..
بهذه العبارة المثيرة, بدأ واحد من أهم اجتماعات المخابرات العامة المصرية, في تلك الفترة من أواخرخمسينيات القرن العشرين.. وعلي الرغم من خطورة ماتحمله العبارة من معان, ظـل الرجال المجتمعون حول مائدة الاجتماعات الرئيسية, محتفظين بهدوئهم وتماسكهم, وعيونهم متعلقة بمديرهم, الذي واصل حديثه, قائلا في حزم: أحد جواسيسنا المزدوجين, الذين يعملون لحسابنا,ويوهمون العدو بأنهم من رجاله, تلقي ثلاث حوالات بريدية, بما مجموعه مائة جنيه مصري, علي صندوق بريده مباشرة,في قلب( القاهرة), والمعني الوحيد لهذا, هو أن الإسرائيليين قد أرسلوا أحد جواسيسهم إلي هنا;لمتابعة عمل جاسوسنا المزدوج, وتمويله, والإشراف علي تطورات مزمعة قادمة. ولأن جميع من حضروا الاجتماع, كانوا من أفضل عناصر المخابرات المصرية, ومن المتابعين لقضية ذلك الجاسوس المزدوج الشاب, فقد انبري بعضهم علي الفور يطرح مجموعةمن الأسئلة, حول هوية ذلك الجاسوس, والحجة التي دخل بهاإلي البلاد, والسمة التي يتخفي خلفها, و..., و.. وجاء الجواب حاسما حازما, علي لسان المدير: ـ كل هذا مجرد أسئلة.. مطلوب منكم الأجوبة لها..
وبأسرع وسيلة ممكنة... كان تكليفا مباشرا بالقيام بمهمة, قد تبدو للوهلة الأولي مستحيلة تماما, لولا نقطة واحدة.. أن هؤلاء الرجال من طراز خاص جدا.. طراز لايعرف المستحيل!.. فقبل مرور ساعة واحدة, علي إنتهاء الاجتماع, كان الرجال قد انقسموا بالفعل إلي عدة فرق,مهمتها, وبكل اختصار,أن تمشط ( مصر) تمشيطا للعثور علي جاسوس, لاتوجد عنه أية معلومات واضحة محددة.. وفي نشاط منقطع النظير, وبأسلوب مدروس عبقري, قدر الفريق الأول أن ذلك الجاسوس قد دخل البلاد خلال الأشهر الستة الأخيرة علي أقصي تقدير, وأنها ليست المرة الأولي, التي يصل فيها إلي( مصر); نظرا لما درسه خبراءالمخابرات المصرية, من أساليب وطرق المخابرات الإسرائيلية, التي تتميز بالحذر الشديد, وتعتمد علي توطين الجاسوس لفترات متقطعة; لدراسة ردود الأفعال المصرية تجاهه,
وللتأكد من استيعابه لإمكانيات المغادرة, أو الفرار بأقصي سرعة, إذا مادعت الحاجة إلي هذا.. وبناء علي المعلومتين, تمت مراجعة كشوف أسماء كل الأجانب, الذين تنطبق عليهم تلك الشروط; لتقليل أعداد المشتبه فيهم,وحصر دائرة البحث في قائمة محدودة.. في الوقت ذاته, كان الفريق الثاني يضع الحوالات البريدية تحت البحث, ويجري كل التحريات الممكنة, حول كيفيةووسيلة إرسالها, وهوية مرسلها, في سرية بالغة, حتي لاينتبه الجاسوس لما يحدث, فيبادر بالفرار, قبيل الإيقاع به.. أما الفريق الثالث, فقد استعان بالقائمة المصغرة, التي وضعها الفريق الأول, مع تقرير دقيق للخبراء, حول أماكن السكن المثالية للجواسيس, والتي تناسب إحتياجهم لتلقي التعليمات, عبر وسائل الإتصال اللاسلكي, كما تتيح لهم إمكانيات كشف المراقبة في الوقت ذاته, ومزج كل هذا بقاعدة ذهبية, تؤكد أن الجواسيس نادرا إن لم يكن من المستحيل أن يميلوا الي الإقامة في الفنادق العامة, أو الأماكن التي تفرض نظما خاصة,وأن طبيعة عملهم تدفعهم إلي اختيار الأماكن الخاصة,
التي يمكنهم السيطرة عليها تماما, وإخفاء أدوات التجسس وأجهزته فيها, دون أن يخشوا فضول أحد الخدم, أو عمال النظافة, أو أية احتمالات أخري غير متوقعة.. وهنا أصبحت دائرة البحث محدودة للغاية, فالمطلوب شخص أجنبي الجنسية, دخل البلاد أكثر من مرة, ويقيم في إحدي
الشقق المفروشة علي الأرجح.. ومن هذا المنطلق, بدأت عملية البحث الدقيق عن الهدف.. واقتصرت الدائرة علي خمسة أفراد فحسب, تنطبق عليهم الشروط الثلاثة, علي نحو يجعلهم المشتبه فيهم الأكثر احتمالا.. وبدأت عملية مراقبة دقيقة للمشتبه فيهم الخمسة.. لدرجة أن التقارير الرسمية يمكن أن تحوي عدد خطواتهم, وتردد أنفاسهم, وكل لمحة حملتها خلجاتهم, طوال فترة المراقبة.. ولأن الجاسوس المنشود هو محترف بكل المقاييس, كان من العسير أن يقع في أي خطأ يكشف أمره, حتي إنه من الممكن أن تشتعل الحيرة في نفوس الرجال طويلا.. لولا لمحة واحدة.. هوائي بسيط, معلق في شرفة منزل مواجه للبحر, في مدينة(الأسكندرية).. ذلك الهوائي, الذي ورد ذكره في تقرير المراقبة, الخاص بأحد المشتبه فيهم الخمسة, توقف عنده رجال المخابرات, وطلبوا التقاط بعض الصور الواضحة, وعرضها علي خبراء الإتصال اللاسلكي بالجهاز.. وجاء تقرير الخبراء بسرعة مدهشة, ليحسم الأمر تماما.. ذلك الهوائي, الموجود في شرفة شقة الدور العلوي, في المنزل رقم(8) في شارع الإدريسي في( جليم)( الأسكندرية), تنطبق عليه شروط الهوائيات المستعملة, في إستقبال وإرسال البث اللاسلكي, وأن موقع الشقة, المطل علي البحر, يرجح وجود جهاز اتصال لاسلكي داخلها.. وهنا, تحولت الجهود كلها نحو ذلك الهولندي, المقيم بتلك الشقة, والذي يدعي( مويس جودسوارد).. وبسرعة ونشاط, يعجز العقل العادي عن استيعابهما, بدأت عملية تطويق الجاسوس, وسبر أغواره في الوقت ذاته,ففي نفس الفترة, التي أستأجر فيها بعضهم ذلك المحل الصغير,عند ناصية الشارع, ووضع فوقه لافتة متهالكة, تشير إلي أنه متخصص في إصلاح أجهزة الراديو القديمة, ونقل إليه بعض الأدوات, وأجهزة الراديو الضخمة, التي تخفي أدوات الرصد والإعتراض اللاسلكي, علي مسافة أمتار قليلة من منزل الجاسوس, كان رجال المخابرات المصريةيجمعون كل مايمكن جمعه من معلومات, عن( مويس سوارد) هذا, في قلب وطنه نفسه.. والمدهش أنه خلال ثلاثة أيام فحسب, وصل أحد عملاء المخابرات المصرية من( أمستردام) مع ملف كامل عن الجاسوس.. اسمه( مويس جود سوارد) المولود في( أمستردام),في يوليو1892 م, والذي عمل بالتجارة في( هولندا),في عام1929, وحتي عام1942 م. وفي الفترة من1942 م, وحتي نهاية الحرب العالمية الثانية, ترك العمل بالتجارة; ليتفرغ للعمل السري,ضد الإحتلال النازي.. ومع إنتهاء الحرب, عاد( مويس) إلي مزاولة نشاطه التجاري,وسافر عام1952 م إلي جنوب أفريقيا, إلا أنه لم يستطع تحقيق أي نجاح يذكر, فعاد إلي( هولندا) في أوائل عام1955 م,وقد ساءت أحواله المادية, مما أدي الي مشكلات عنيفة, بينه وبين زوجته, ثم طلاقه منها فيما بعد, مما ضاعف من سوء أحواله المادية, وفي موقفه العام أيضا. ولأنه صار لقمة سائغة مثالية, فقد وجدت المخابرات الإسرائيلية سبيلها إليه, فالتقي بأحد رجالها, في منتصف عام1957 م, داخل القنصلية الإسرائيلية نفسها, وقبل القيام بأعمال جاسوسية في( مصر), لصالح( إسرائيل), مقابل ثلاثمائة جنيه شهريا, بخلاف أجور السفر, وكل المصاريف التي يتم إنفاقها, أثناء المهمة.. وفي( باريس), بدأت عملية تدريب( مويس سوارد),
علي إستخدام أجهزة الإتصال اللاسلكي, للإرسال والإستقبال, وترجمة الشفرة, وكتابة وإظهار الحبر السري,وتصوير المستندات, والتصوير بصفة عامة, وطرق إخفاء الأفلام في أماكن سرية بالطرود, وتمييز الأسلحة
والمعدات المريبة بصفة عامة, والبحرية بصفة خاصة.. وفي نهاية نوفمبر1957, جاء( مويس) إلي مصر,مع أوامر بإجراء معاينة كاملة لمدينة( القاهرة), والحصول علي سكن مناسب للإتصالات اللاسلكية,مع إدعاء تنفيذ بعض العقود التجارية الهولندية في( مصر).. وفي( القاهرة) إستغل( مويس) مالديه من توكيلات تجارية, للإتصال ببعض الشركات المصرية, وأجري بعض الإتصالات اللاسلكية, ولكنه لم يتلق ردا عليها, ووصلته بعض الخطابات بالحبر السري, ولكنه فشل تماما في إظهارها, فوصله أمر بالعودة, في أواخر إبريل1958 م,ليسافر مع كل معداته إلي( أمستردام) في1958/4/28 م.. ومرة أخري, راح( مويس) يتلقي تدريبات مكثفة, لفشله في الإتصالات, في المرة الأولي,واستمرت عملية تدريبه, حتي1958/7/15 م,
بعد أن أطمأن مدربوه إلي أنه قد أجاد عمله بالفعل هذه المرة. وفي هذه المرة, عاد( مويس) إلي( القاهرة),مع كل معداته, في نهاية يوليو, في العام نفسه,ولكنه لم يقض وقتا طويلا, إذ وصلته إشارة لاسلكية,جعلته يعود إلي( أمستردام), بكل معداته وأدواته السرية,
في نهاية مارس1959 م.. في تلك الفترة, كان ذلك العميل المزدوج الشاب, الذي يعمل لحساب المخابرات المصرية, قد بدأ بإيعاز منها ـ
يلح علي تلقي تمويله, وعلي سرعة وصول راتبه, وعلي ضرورة زيادة مكافآته, وأبدي غضبا وتبرما, خشيت معه المخابرات الإسرائيلية أن تفقده,وأن تفقد معه سيل المعلومات الخطيرة, التي يرسلها إليها
بإنتظام, فما كان منها إلا أن أعادت( مويس) إلي( مصر) عن طريق البحر, ليصل مع كل أدواته ومعداته السرية إلي الأسكندرية, في منتصف يوليو1959 م, وكان ماكان.. وبعد كشف أمر الجاسوس, بدأت عملية مراقبته بتركيز أكثر,ودقة أشد, مع حرص شديد علي ألايشعر بهذا قط,
ولو حتي عن طريق الشك أو الحذر.. ومن الواضح أن الرجال, الذين قاموا بالمهمة, كانوا خبراء بحق, فالجاسوس المحترف لم يشعر بمراقبتهم له لحظة واحدة, حتي وهو يسافر إلي( القاهرة). ويقيم في فندق( سميراميس), ثم يجري اتصالاته بالجاسوس المزدوج, من فندق( هيلتون) للتمويه.. ومن خلال مراقبة( مويس) اعترضت المخابرات المصرية
كل اتصالاته اللاسلكية, وكل مايستقبله من بث, وحلله خبراؤها, وتوصلوا الي طبيعة الشفرة المستخدمة,بل وقرأوا كل ماأرسله إلي رؤسائه في( تل أبيب),من الرسائل المكتوبة بالحبر السري, وكل ماوصل منهم بالوسيلة نفسها أيضا.. وكان( مويس) قد انتحل هوية عالم آثار بريطاني, ووضع بعض التحف في شقته للتمويه, وكان شديد الحذر,
بحيث لايفتح باب الشقة, إلا إذا تأكد من هوية القادم أولا,وذلك حسب تعليمات المخابرات الإسرائيلية, حتي يمكنه تدمير بعض الوثائق التي تدينه, أو التخلص من جهاز الإتصال اللاسلكي, لو حاصره رجال الأمن بوسيلة ما.. وعلي الرغم من هذا, فقد تم إتخاذ قرار, في التاسع من نوفمبر1959 م, بإنهاء العملية, وإلقاء القبض علي( مويس جود سوارد)
نظرا لقرب إنتهاء تأشيرته السياحية, وخشية أن يغادر البلاد فجأة, فتفشل مع رحيله العملية كلها.. وفي الساعة الثانية إلا عشر دقائق ظهرا, تم استخدام أحدمعارف( مويس) لطرق الباب, وما أن تأكد من هوية الطارق, وفتح باب الشقة, حتي انقض عليه رجال المخابرات المصرية كالأسود,وسيطروا عليه في لحظات, وكبلوا حركته, حتي لايمكنه لمس أي أداة من أدواته.. وبدأت عملية تفتيش دقيقة للغاية, أسفرت عن ضبط كل أدوات التجسس, في شقة( مويس)... جهاز الإتصال اللاسلكي, وزجاجات الحبر السري ومظهره,وأدوات التصوير, والأفلام البحرية التي إلتقطها, وكذلك آخر رسالة وصلته بالحبر السري, من قلب( تل أبيب).. وعلي الرغم من كل هذا, فقد ثار( مويس), وهاج, وماج, وطالب بإبلاغ السفير الهولندي, وأنكر كل صلاته بما عثر عليه رجال المخابرات, في وجود النيابة العامة,وأكد أنه يخص الساكن السابق للشقة,وأنه لم يدرك ماهيته, عندما استأجرها للسكن, و.. و.. وفي هدوء, ودون أن يلتفت إلي ثورته الزائفة, إتجه ضابط المخابرات إلي منضده قريبة, تراصت فوقها مجموعه من الكتب, والتقط من بينها كتابا بعينه, وهو رواية( ذهب مع الريح), والتفت الي( مويس سوارد) قائلا بإبتسامة ذات مغزي: قل لي ياسيدي( مويس) هل تعتقد أننا يمكن أن نجد في هذه الرواية مايفيدناولم ينبس( مويس جود سوارد)بحرف واحد, ولكن ملامحه حملت كل الإحباط واليأسوالإنهيار, فالرواية التي التقطها رجل المخابرات والتي انتقاها بالذات من بين كل الروايات الأخري,كانت كتاب الشفرة, المستخدم في بث واستقبال الإتصالات اللاسلكية.. وكان هذا يعني أن الرجال يعرفون, ويدركون وليست لديهم ذرة من الشك, يمكن إستغلالها لتمييع الموقف,بأي حال من الأحوال.. وفي إستسلام تام, طلب( مويس) بعض الأوراق وقلما,وجلس يكتب اعترافا تفصيليا بكل ماحدث, منذ لقائه الأول برجال المخابرات الإسرائيلية,وحتي لحظة سقوطه.. بل واعترف بالمصطلحات والإصطلاحات الخاصة, التي ينبغي أن يستخدمها في رسائله وإتصالاته,في حال إلقاء القبض عليه وإضطراره للعمل تحت سيطرة الدولة التي ذهب ليتجسس عليها.. وهنا تم إتخاذ قرار حاسم, بإستمرار العملية, تحت سيطرة المخابرات المصرية, وإجبار( مويس) علي مواصلةإتصالاته مع الإسرائيليين, كوسيلة لكشف أي عملاء جدد,قد يطلب من الجاسوس الإتصال بهم أو تمويلهم,والتعرف علي إحتياجات وأهداف المخابرات الإسرائيلية, في المرحلة التالية. وبناء علي هذا, تم نقل( مويس), من الأسكندرية الي القاهرة, وهناك بدأ أول إتصالاته المحاصرة مع العدو, ليبرر إنقطاعه عن التراسل,خلال اليومين السابقين, متعللا بإصابته في حادث سيارة خفيف, وبخضوعه للعلاج في مستشفي( المواساة) لبعض الوقت.. ولقد ابتلع الإسرائيليون الطعم, وأرسلوا يتمنون له الشفاء والصحة. واستمرت إتصالات( مويس) مع المخابرات الإسرائيلية,
حتي يوم26 فبراير1960 م, وكان يتلقي بعض الأوامر, لجمع بعض المعلومات العسكرية, حيث راح أحد ضباط المخابرات المصرية يتعامل معهم, متظاهرا بتنفيذ أوامرهم,ومنفذا بعض تعليماتهم, بنفس الأسلوب والإمكانيات, التي ساعدت علي خداع الإسرائيليين تماما, فلم يكشفوا
سيطرة المخابرات المصرية علي الموقف لحظة واحدة, بدليل أنهم واصلوا كشف عملائهم في( القاهرة),من خلال تعليماتهم لجاسوسهم( مويس).. ورويدا رويدا, حصلت المخابرات المصرية علي قائمةبأسماء مجموعة من أخطر جواسيس العدوالإسرائيلي في( مصر).. كان معظمهم من الأجانب المقيمين, والعاملين في( مصر)مع قلة من المصريين, الذين أغواهم الشيطان, فنسواماأرضعتهم أمهاتهم من ماء نيل مصر, وسعوا بكل الطمع والجشع والشر لخيانتها, وبيع أمنها وأمانها للعدو, مقابل حفنة من النقود.. وانطلق رجال المخابرات خلف أهدافهم.... وتساقط الجواسيس كالذباب... شبكة هائلة من جواسيس العدو, تساقطت في قبضةالمخابرات المصرية, في وقت واحد تقريبا,وهو نفس الوقت الذي استقبل فيه رجال المخابرات الإسرائيلية رسالتهم الأخيرة, من جاسوسهم الهولندي( مويس جود سوارد)..
تعاونكم معنا, خلال الفترة السابقة, كان مثمرا بحق, ومنحنا أكثر بكثير مما كنا نحلم به.. مع شكرنا وتحياتنا..
المخابرات المصرية...
وجن جنون الإسرائيليين, وإنهار رئيس مخابراتهم, وتم استدعاؤه للمساءلة, أمام مجلس الوزراء الإسرائيلي, حيث إضطر لتقديم استقالته, والخروج من الخدمة مكللابالعار في نفس الوقت الذي كان رجال المخابرات المصريةيتلقون فيه خالص التهنئة, علي نجاحهم المدهش,
في هذه العملية المتقنة, التي ألقت الإسرائيليين وجواسيسهم في أعماق الهاوية.
هاوية الهزيمة والعار..!
دكتور / سمير محمود قديح
باحث في الشئون الامنية والاستراتيجية