كاتب الموضوع :
mahana
المنتدى :
القصص المكتمله
ميم،
كان الدور عليها لنتحدث، لكنها كانت اقساهن قلبا، وبقيت صامتة طوال الوقت، لا تتحدث ولا تريد الاستماع، بينما حاولت التواصل معها بكل الطرق، وبعد ان انهيت حديثي، وأصابني الملل، نظرت لي بتحدٍ، وحملت حقيبتها وهمت بالخروج وهي تقول: تنصحيني أن اتخلى عن حبيبي، الانسان الوحيد الذي فهمني وقدم لي الحب، الشخص الذي يهتم بي، تريديني ان اتركه لأجل خائن كاذب جبان، لن اترك حبيبي، مهما حدث، ولا يهمني موقف واو او شين، فأنا لم أخن زوجي بسببهن، ولن اترك حبيبي لأجلهن، أنا لي شخصيتي إن كنت لا تعلمين، ولن تأثري بي، ........
بينما رحلت واو، وفي جعبتها خطة للعمل، وآتت الخطة ثمارها سريعا، وعادت القدرة والكفاءة الجنسية لزوجها فيما بعد ببطئ، زارتني عدة مرات، لتتعلم العلاج الطبيعي المساعد ليستعيد زوجها عافيته، كما استشاراتني حول إستعادة علاقتها بطفلتها، وصارت تتواصل معي بين فترات متباعدة، وفي كل مرة تحكي لي عن حياتها الجديدة، والسعادة التي تحياها مع زوجها الذي تغير كثيرا، واصبح انسانا جديدا،...
تميزت شين عن صديقتيها، بوعي أكبر، ويعود السبب في ذلك لدراستها وثقافتها العالية، التي اصابت زوجها بالإحباط، وبالرغم من ذلك لم تكن واعية بالقدر الذي يساعدها على فهمه وتجاوز مشكلتها معه،
عادت شين إلى بيتها، حاملة أملا جديدا، بأن الحب بينهما موجود، وزوجها الحبيب لم يكن يوما خائنا، بل ضعيف يحتاج إليها، وإلى دعمها النفسي، والعاطفي، ومع الاستشارات المتوالية، استطاعت أن تتعرف عليه أكثر،
وقد عملت معها عبر مراحل، وفي كل جلسة كانت تحضر صورته، فتحليل الصورة لا ينتهي في جلسة واحدة، عندما ارغب في دراسة شخصيتة من حيث الإرادة، احتاج للصورة، وفي جلسة أخرى أدرس شخصيته من الناحية العاطفية احتاج لرؤية الصورة، ولا أفضل الإحتفاظ بصور الأزواج في الملفات، لذلك اطلب من عميلاتي أن يصطحبن الصورة معهن دائما،
كما اعتمدت بشكل كبير على ردود فعله على الإجراءات التي اتخذناها، والتي لا أحب أن اضمنها سطور الحكاية لكي لا تعتمدها بعض القارءات بالخطأ، فلا تفلح، ففي الواقع كل شخصية ولها علاج خاص ولا يصلح ان تطبقي ما وصفته لأحدى عميلاتي على زوجك، مهما بدا لك انهما متشابهان، وخذي هذا المثال، زارتني إحدى العميلات من الدول العربية مصطحبة صورة لزوجها، وقالت انها قرأت في منتدانا بوصلة الشخصية، وعبر الاختبار وجدت أن زوجها جنوبي غربي، ...... فنظرت في الصورة وقلت لها، لكن زوجك شمالي شرقي، ..... استغربت، طبعا، ثم قالت: لكن التحليل اكد لي أنه جنوبي غربي، ...... فسألتها عدة اسأله تخصه، وكانت تؤكد ان كل ماذكرته يفعله زوجها، وأني كمن تعيش بينهم من دقة وصفي لسلوكه، فقلت لها هذا الرجل شمالي، وعلمت ذلك من تحليل الصورة، ولهذا فقد كنت طوال الوقت تتبعين معه وسائل غير صحيحة في العلاج، تخص شخصا مختلفا،
بوصلة الشخصية غير دقيقة، فهي أحيانا تعتمد على فئة الدم، ثم يقولون لك، أن هذا التصنيف غير دقيق، وأن هناك استثناءات، ثم يضعون لك أختبارات معينة، لكن اجابتك بشكل عام تخضع في الكثير من الأحيان لاتجاهات نفسية تخفي الحقيقة، ولهذا فهي لا تقدم لك نتائج صحيحة، وحدهم قراء الوجوه لديهم القدرة على تصنيف الشخصيات، بشكل دقيق، .......
بعض الرجال لا يرون النساء بعيونهم، وهذه حقيقة، بعض الرجال يرون المرأة بموروثاتهم، أو طبائعهم، او ذوقهم الخاص، ويحدث ذات الشيء مع المرأة، فهناك رجال لا يحملون أي سمة جمالية ومع هذا نالوا اعجاب النساء، مثل الممثل ( كرم مطاوع)، فهو بمقاييس الجمال السائدة يعتبر شخصا بسيط جدا، بينما يتسبب في إثارة إعجاب العالم من حوله، لأنه يتمتع بالجاذبية وقوة الشخصية، لذلك تعتبره بعض النساء بطلا مثيرا للأفلام الرومانسية، ..........!!!!
وهناك الكثير من الأمثلة في الحياة، كذلك الرجال، تصيح النسوة، وتحتج على أزواج يخونون مع نساء لا جمال بهن، ولا جاذبية، والموضوع لا يتعلق بالجمال العام، وإنما بما يتناسق مع ذوقه الخاص.
فكانت الخطة هي البحث عن الذوق الخاص لزوج شين، وبعد ان تعرفت على ذوقه، اخبرتها، وخيرتها بين ان تحاول التقرب إليه عبر تمثيل الدور الذي يحبه للمرأة في الحياة، او أن تدفعه إلى حب دورها، وفي كل الأحوال كانت هناك استراتيجيات عمل طويلة، تعتمد على العلاج الشرطي، لكن باسلوب راقي، وليس كما يمكن ان يرد لأذهان المعالجين والمحللين،
بعد عدة محاولات أحبت شين الدور الذي يثير اعجاب زوجها، وشعرت انه متناسق مع اعماقها، ولا يختلف عنها، ولكنها كانت تخفيه عميقا طوال حياتها بسبب ما عانته من اضطهاد،
تمتعت شين بقوة الشخصية، كما ارادها دائما، مع ابتسامة عريضة جدا، ومشاكسات مرحة دائمة، وضعي تحت كلمة مشاكسات خطين، فهذا الرجل يحب الجسد النحيل الصغير، الذي يساعد على اللهو واللعب، ويريد ان تبقى انثاه دائما صغيرة ونحيلة، ليتمكن يوميا من حملها واسقاطها على السرير بلهو، ويحب أن يستشعر هيبة جسده على نعومة جسدها ورقة تكوينه، ليشعر بتميزه كرجل، يعوض من خلاله احساسه بالنقص، عملنا على تقنيات عديدة، وشين التي شعرت ببوادر تحسن، عملت الكثير من التغييرات في حياتها، وبعد عدة زيارات، كانت انسانة جديدة، اكتشفت مواطن جمالها، بعد ان ادركت أن جسدها النحيل الصغير هو أكثر ما يجذب زوجها لها،
تأكدت شين أن زوجها لم يكن خائنا، وساعدته كثيرا عندما واجهته بالأمر، وطلبت منه أن يعالج مشكلته بدلا من التستر عليها،
وبمرور الأيام اصبح حاله افضل، وباتت شين سعيدة قريرة العين.
وفي أحد الأيام، زارتني عميلة قديمة دائمة بدأت استشاراتها معي قبل زيارة الثلاث بفترة قصيرة ،
- استازة ما بتصدقي، أخيرا عرفتها للبنت اللي زوجي ماشي معاها، كلامك طلع صحيح، ... زوجي عنده عشيأة، ( عشيقة) ......
سوسن عميلتي الجميلة، رشيقة القوام، إلى درجة النحول، ذات وجه دائري ممتلئ، غير محجبة، وتضع دائما أقراط ملونة كبيرة، ترتدي الجينز باستمرار، والبودي لا يمكن ان يكون عاريا، أنيقة، ومهذبة وعالية الذوق، تعاني من مشاكل زوجية، وبدأت تشك في وجود علاقات نسائية، فصارت تفتش خلفه بحثا عن دليل، حتى وجدت ظرفا كبيرا يخبأه في مكتبه، مع هاتف نقال، ويقفل عليهم بالمفتاح، وبطريقتها استطاعت اقتحام مكتبه وسرقة المفتاح، وحصلت على الظرف والهاتف، .....
- شوفي بنفسك، شوفي الصور، أكتشفت انها مواطنة، ومو حلوه، أبدا، بدي اعرف شو عاجبه فيها، أنا راح بجن، ما بسدأ، ........... لا أصدق خيانته، كنت اشك به، ولا أصدق شكوكي، والأن تأكدت، ماذا أفعل، سأنتقم منها، يجب أن انتقم منها، ومنه أيضا، هل تعرفين ما سأفعله بها، سأتصل بزوجها واخبره بكل شي، سأرسل له صورها مع زوجي، فهي متزوجة ياأستاذة قرأت لها كم رسالة تقول فيها ((لا تتصل فزوجي في البيت))، لا أريد الاستمرار مع زوجي أبدا، لا أحبه، هل تعلمين ما سأفعله بها، سأضع صورها على النت، وأفضحها لأنتقم منها شر انتقام، وسأرسل بصورها لكل افراد عائلتها، لن أسامحها، لقد استفسرت عنها وعلمت كل شي، وسأفضحها...........
كنت استمع لها بنصف تركيز، فعقلي مشوش، وانا أرى الصور، إنها واو في اوضاع مشينة مع وائل، أخذ لها صورا عديدة، ويبدو ان بعض الصور كانت برغبتها وصور اخرى على ما أظن انها لم تعلم عنها، صور عارية، وصور بقبلات، و........................ أشياء مرعبة، .........
- مارأيك، ...... هل أنتقم منهما الآن أم انتظر حتى يعود من السفر...؟؟؟
تمتمت وهمهمت، وصرت احدق بها لا أعرف ماذا أقول، ...... صدمة وحيرة، تستوجب قرار سريع، فجمعت الصور سريعا، جميع الصور، وأعدتها للظرف، وأبعدته عن منتناول يديها، وتوجهت بوجهي نحوها مباشرة وسألتها: لماذا تريدين فضحها، .........؟؟
- كيف لماذا..؟؟ هذه المخلوقة عذبتني فترة طويلة، حرمتني زوجي، وآلمتني، وسببت لي المشاكل، كانت السبب في كل ما عانيته من فشل وأحباط في حياتي الزوجية، لن اسامحها، الله لا يسامحها، كيف تقولين لي أن اهدأ لن أهدأ، ألست انت من طلب مني ذلك، كيف تغيرين رأيك، ماذا حدث لك......؟؟
- لا شيء، لكن قد تكون هذه العلاقة قديمة، وربما انتهت الآن، ......؟؟
- لم تنتهي فزوجي لا زال غربيا عني، لا زال سارحا، وطوال الوقت في الخارج.....؟؟
- قد تكون هناك امرأة أخرى، فالصور تحمل تواريخ قديمة، هذه العلاقة من الواضح انها منتهية، وربما لو أعدت البحث فيها فستفتحين بابا مغلق ...... لن ينفعك فتحه.
- كلامك غريب، ما لذي يجعلك متأكدة من أنها علاقة قديمة، ..... ربما تكون لازالت معه؟
- إذا فلنتأكد.......؟؟
- لماذا لا أنتقم منها الآن، ...... أعذريني فكلامك غير مقنع، وأريد الانتقام منها، واتفقت مع ( خيي) أخي، أن نقوم بنشر صورها عبر المواقع الإباحية،..
- لكن الصور تحمل وجه زوجك ايضا، وهذه فضيحة تمسه وتمس اسرتك، ثم لا تنسي أن هذه المرأة مواطنة، وتعرفين كيف سيتصرفون هنا مع الأمر، قد يقتلها زوجها وأهلها، لكنهم أيضا سيقتلون زوجك، وأنت وأخيك، لأنكم فضحتموهم، فلا تتهوري، ما تفكرين في القيام به، سيقضي عليك وعلى عائلتك قبل أن يقضي عليها، ثم عزيزتي، ما ذنب أمها وأبوها، ما ذنب أخوانها وذووها، لا ذنب لهم، وبنشر صورها على الأنترنت، ستسببين الألم الشديد، لكل هؤلاء بلا ذنب اقترفوه.......
تفكر، تنظر لي بشك، تفكر، ثم تقول: كلامك صحيح، بس حاسة إنه في شي مش مزبوط، اسلوبك غريب، استازه في شي مش مريحني،
غيرت الموضوع، واستطعت اقناعها بنسيان الأمر، وتابعت حالتها، وحققت بعد فترة طويلة الوفاق ولله الحمد مع زوجها، بينما لم تعلم واو حتى اليوم عن امرها، ورغم ان واو ستقرأ سطوري هذه الآن، لأني علمت منها انها تتابع، كل ما أكتب، فهي ولأول مرة ستعلم بأن زوجة وائل عميلتي أيضا، ولأول مرة ستعرف أي خطر داهم كان يتربص بها لولا رحمة الله، وفضله.
لم يكن بإمكاني أخبار أي منهم عن الأخرى، فهذه أسرار، وأمانة مهنية، .. لكن الدور الذي يلعبه الاستشاري هنا، يحتاج إلى الصبر والجلد، ورباطة الجأش.
وفي احدى استشارات واو، اخبرتني:
- ميم، تعرضت لحادث سير بينما كانت مع عشيقها في أبوظبي، نقلت أثره للمستشفى وتم استدعاء زوجها واهلها، ............. علم الجميع بما كانت تفعل، فطلقها زوجها وهي في غرفة الإنعاش، وأخذ ابناءه منها، وحرمها من رؤيتهم، بينما كان أخوانها مصرين على استلامها من المستشفى وهي في حالة خطرة، بغية قتلها، الشرطة كانت تحرسها طوال الوقت، وبعد ان استعادت صحتها سلمت كعهدة لأحد أقاربها الذي تعهد بالحفاظ عليها سليمة، وهي تعيش هناك اسيرة غرفة، ..............!!!!
|