-8-
وأجتاز المدينة ومرا أمام بار فناداه صوت أنثوي أنها فتاة ترتدي ملابس غير محتشمة ومنحنية علي نافدة الطابق الأول وتشير له بيدها لكنه رد جوناثان التحية دون أن يتوقف . ولكن ليزي تعرفت علي الفتاة بسهولة , رأتها مع جوناثان .منتديات ليلاس
(( أنها أحدي صديقاتي )) قال لها جوناثان لكنها لم تجبه (( أدائما مستاءة ليزي ؟)) سألها مداعبا .
(( أنا لا أستطيع الحكم علي أحد )) أجابته ببرود .
(( لكن صمتك أبلغ من النقد اللاذع ! ألا تعلمين حقا من هذه الفتاة و ....)).
(( ولست أرغب بمعرفتها )).
(( بدون شك تفضلين أن تتركي الزمام لخيالك . آه , أنا أعرف هذه العوانس وأفكارهن العنيدة عن العفة !)).
(( أنت حر بالتعرف علي من تشاء ولكن أعلم أن ملابسها وشكلها ... بغاية الاستهتار )).
(( آه ...أنا أجدها مثيرة ... وأنا متأكد أنك سترتدين بنفس طريقتها ...)).
(( لن أتركك تهينني طويلا !)).
(( حسنا حسنا , أهدأي ولنغير الموضوع قولي لي أين تعلمت هذه المهنة ؟ لقد كلمتني أختك عن مكان في لندن ...)).
(( نعم لقد تعلمت لمدة ثماني سنوات عند اللورد هاستينغ , وبدأت كعاملة في المطبخ ثم تعلمت القيام بكل شيء وكنت سأصبح في رتبة أفضل لو لم أقع مريضة و اضطر للرحيل ....)).
(( الرحيل؟)).
(( نعم وقضيت عاما في المأوي , ولكنه كان مريحا أؤكد لك ذلك . وعندما شفيت منحوني عملا لديهم و ....)).
(( أتقصدين أن أصحاب المنزل وضعوك في المأوي عندما مرضت ولم تعودي قادرة علي العمل ؟)).
(( وماذا كان بإمكانهم أن يفعلوا غير ذلك ؟)).
(( أتجدين أن هذا طبيعيا !)).
(( وكيف كان بإمكاني أن أعترض كنت مريضة جدا )).
(( كم أتمني أن أقول لهؤلاء الناس رأيي بهم وأقسم لك أنني سأفعل !)).
وبعد صمت قصير أصبحا في سهل واسع تمتد فيه المزارع الخضراء .
(( أنها منطقة رائعة تشبه الجنة )) قالت ليزي بإعجاب .
(( لست الوحيد التي تفكرين هكذا فالجبال الزرقاء تشبه الجنة الموعودة والكثيرون يتمنون المغامرة بالوصول إليها )).
(( ألا يوجد أراض تكفي الجميع ؟)).
(( للأسف لا )).
ثم وصلا إلي حقل يعمل فيه عمال كثيرون تحت المراقبة رجل يركب حصانه .
(( لم يكن لنحقق شي لولا جهود المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة ويبدو أن هؤلاء التعساء هم هنا من أجل خدمتنا وليس من أجل تنفيذ أحكامهم )).
(( ألا تزال مزرعتك بعيدة ؟)).
(( سنرتاح قليل ونريح الحصان . وبعد ذلك نتابع رحلتنا وسنصل قبل حلول الظلام )).
وعندما نزلا في الفندق طلب جوناثان لنفسه كوبا من البيرة .
(( ماذا تريدين أن تشربي آنسة )).
(( بإمكانك أن تنعشي نفسك في الغرفة الصغيرة هناك لقد طلبت منهم أن يحجزوها لكي )).
(( آوه شكرا )) واحمرت وجنتاها.
(( يبدو أنك متعبة )) ثم رفع وجهها نحوه (( هل أنتي بخير )).
(( نعم سيد غراي أنا صلبة أكثر مما كنت أعتقد )).
ثم دخلت إلي الغرفة وغسلت وجهها جيدا وتنهدت وتساءلت ماذا يصيبها ؟ لماذا فقدت هدوءها ورقادها , وفجأة دخلت فتاة إلي الغرفة.
(( لقد طلب مني زوجك أن أطمئن إذا كنت بحاجة لشيء )).
(( آوه أنا ...)).
(( بإمكانك أن تتمددي علي هذا السرير لساعة أو لساعتين هذا ما قاله لي . لأنكما لن تتابعا السفر في هذا الحر )).
(( أنا لست زوجة )) قالت لها ليزي بحدة .
(( أكنت زوجة أم لا فهذا لا يعنيني )) أجابتها الخادمة مبتسمة .
(( أنا ... أنا مدبرة منزل السيد غراي )).
(( مثلي تقريبا )).
(( هل أنتي مهاجرة ؟)).
(( لا كنت محكومة بسرقة ونقلت إلي هنا و قضيت عدة أشهر في سيدني ثم عملت في هذه المدينة في محل لبيع الحلوى . وبعد أن أفلس صاحب المحل عملت هنا )).
(( يبدو أنه من السهل وجود عمل هنا)).
(( نعم أذن أنتي مدبرة منزل السيد جوناثان غراي ! نعم ... لقد سمعت الكثير عنه ألا يزال يحب أنجيليكا بيلي ؟)).
(( لست أدري )) أجابتها ليزي بدهشة .
(( آه أنتي لا تعرفين ؟ لقد رأيتها هنا ذات مرة كانت فخورة بنفسها كأنها الدوقة وهي رائعة الجمال ولكن ... أخيرا ... ألا يهمك هذا )).
(( لا وأنا أشعر بالتعب سأستلقي قليلا ...)).
(( حسنا سأتركك الآن )).
(( فليعلمني السيد غراي عندما يريد أن يرحل )).
((آه . أهو السيد غراي نفسه الذي معك ؟ اعتقدت أنه أحد مستخدميه الآن فهمت ...! إذا من الطبيعي أن تفتن به كل النساء )).
وصلا إلي المزرعة مع مغيب الشمس وكان المنزل يقع علي رابية منخفضة .
(( أكل هذه لك أنت ؟))سألته ليزي مندهشة.
(( نعم )) أجابها ضاحكا (( أقدم لكي أل ايكاليبوس مزرعتي )).
(( مساء الخير سيد غراي )).
(( مساء الخير رالف أهتم بالحصان )).
نزل جوناثان ثم مد يده نحو ليزي وضمها إليه ثم أنزلها إلي الأرض فتعثرت رجلها وكادت تقع لو لم تتمسك بسرعة بجوناثان أمام نظرات رالف .
ثم تبعثه إلي المنزل حيث كانت سيدة شابة تنتظرهما أمام الباب .
(( مساء الخير سيد غراي )).
(( مساء الخير . جيزي زوجة رالف أنها الطباخة وتهتم بكل شيء ريثما أجد فتاة مثلك تحل مكانها)).
رغم تعبها الشديد لاحظت ليزي نظرات الكره في عيون جيزي .
((تفضلي آنسة بانيستر إلي الصالون ريثما نحضر الشاي.لابد أنك جائع سيد ؟)).
(( قليلا جيزي, غدا صباحا تعطي الآنسة بانيستر كل المعلومات, وهذا المساء يجب أن ترتاح )).
(( بالطبع سيد )) وابتسمت له ابتسامة حنونة تقريبا ثم نظرت إلي ليزي بكره.