المنتدى :
الارشيف
زمــن الكـــحيلة (غير مكتملة في الجزء الخامس)
بسم الله الرحمن الرحيم
!.•ღ .. زمــن الكـــحيلة...•ღ !
في محرابه يعيش
ـــــ
خالد يجد نفسه في محرابه
يجد روحه الفقيرة من قلبه
ينادي دائماً أن أيها الساقي
إملئ كأسي من شراب الروح
وأسقني من شفاه كأسك الدري المجوهر
اسقني نشوة تهيج قلبي الغادر الراحل
أسمعني يا ساقي الروح عزفاً ونغماً
أسمعني نغم الناي والكمان
اطربني بالدف والعود
أبهج عيني برؤية الورود والغصن المتمايل
ادعوا كل من يأخذني بمشاعري وإحساسي
ليسكرني عن هذا الوجود الذي حولي
ويفقدني الإحساس بجسدي والمادة من حولي
وأسافر بقلبي وروحي
وأدرك فيض نور الكحيله
فتنعكس في نفسي إشراقة وتقذف الكحيلة في نفسي الضياء
فيصفو قلبي واعقل ما حولي
وأبدأ بالبكاء
...
البداية
المملكة العربية السعودية
المنطقة الشرقية
حدثت هذه الأحداث في حوالي العام 2004
في مدينة الخبر
هذه المدينة التي تقع في المنطقة الشرقية ويمتد بحدودها الخليج العربي
ومدينة الخبر تصنف بانها ثاني أجمل مدينة عربية فهي تمتاز بجمالها وينعكس عليها بريق الخليج العربي الذي يحفها من الشرق
تنطلق أحداث هذه القصة من قصر خالد
مالك شركة
KAJ
للإتصالات
التي ورثها عن أبيه الشغوف بالتقنية والتكنلوجيا والإتصالات
الجدير بالذكر أن خالد لم يكن ذا كفاءة عالية فقط
بل كان يتمتع بغنى واسع وبمظهر فاتن والأمر المهم أنه استطاع أن يملك قلوب الكثيرين وأولهم الكحيله
وذلك جعله مشهور في محيطه ومشهور على مستوى شركات الإتصالات بالمملكة
وقصره لم يكن كباقي القصور التي حوله
بل كان آية من آيات الفن والجمال والإبداع
فلقد صرف عليه الكثير من الموال الطائلة وبذلت الكحيلة الكثير من أجل تصميمه وتشييده مع حبيبها خالد
ولم يكن جماله في الخارج فحسب بل حتى من الداخل قد ملئ بالتحف واللوحات الفنية والبوابات التي جلبت خصيصاً من الهند والصين لتزيده غرابة وفخامه.
ومن أجمل المناطق في هذا القصر تلك النافورة التي انتصفت في الساحة الخارجية التي يحرسها دلافين مهمتها إخراج الماء من أفواهها .
لكن
ما يقلب الصورة الجميلة في أعيننا إلى صورة سوداء
هو ان القصر خاوٍ من الأحياء غير تلك الأم المكلومة وخالد القابع في محرابه يقف على أطلال الكحيلة
وحراس البوابات والمداخل ينشرون الرعب في قلب كل من يحاول تسلق جدار القصر أو اقتحامه .
عودة للمحراب وصفاء الروح
ــــــ
حكم الله أزلي والقدر قضاء لا يتراجع
ما يغنيك يا خالد في التأوه والضجر
وأي فائدة ستجنيها من الألم والتوجع
ربما يعيش خالد في قصر جميل مظهره لكنه بنظر خالد سجن تمتد أغواره وظلماته لداخل روحه .. ضيق عليه حتى وإن اتسع لا نور فيه ولا شمس تزوره اللهم إلا من تلك النافذة هي وحدها وسيلة النور لعالمه بالمحراب
عندما أفاق خالد من بكائه التفت حوله فلم يرى سوى ظلام يداهمه ولم يعد يبصر شيئاً سوى أشباح يتلبسون السواد أيضاً
جمد خالد في مكانه وبدأ يخطو في حذر يتلمس الأرض من حوله حتى وصل لأحد الجدران ومن خلاله وصل للنافذة
استغرب من ذلك الزائر والطاقم الذي معه يتبعه لبوابة القصر
لكنه عندما شاهد النافورة وجفاف الماء منها
تذكر الكحيله
وأخذته امواج الذكريات لتنبعث من نفسه الخاوية
وينطق أخيراً بهذه العبارات :
هيييه يا خالد توك الحين تتذكر شبابك
توك تتذكر قوتك وعزتك
توك تتذكر أعز صديق لك
توك تتذكر يوسف الي ضحى بالكثير لأجل سعادتك
خالد تذكر الحين الألم الي تتجرعه لفقد الكحيله
تذكر كل أمل انزرع فيك
تذكر كل فرحة وبهجة بعرس يوسف
تذكر صفعة الدنيا لك وانكسار قلبك
قلبك الي ما رحمه احد حتى انت
وما عطف عليه حد غير الكحيله
الكحيله الي تمنت الموت ألف مرة
على انها تكشف شي من جسمها
توفت وغادرت دنيتنا ومناها انك تلحقها مباشرة
لكنك حتى اليوم عايش لكن عيشتك سوداء
عيشتك ليالي عشتها بزفرات وألم
عيشتك عيشه عشتها ولا حد شافك ولا حس فيك
عيشتك عشتها ودموعك راح تعميك
عيشتك عشتها وضاع منك من يواسيك
لا يوسف ولا الكحيلة
حتى أمك أعجزت انها تردك وتمنع من هلاك نفسك بأيدك
خلااااااااص
اسكت اسكت
تعبتني كل يوم وكل ليل على هذي القصة
تعبتني
ااااااااه
انت ما تحس
انت ما تعرف ان الكل ظلمني
وانا ما ارتكبت أي ظلم لأي حد
وش ذنبي الي سويته عشان اخسر حبيبتي الكحيلة
وش ذنبي الي سويته عشان أخسر أختي أمل
انا ما تعمدت احط خيوط الغدار قدام طريق سعادتي
ولا طلبت من الغدار أنه يغضب علي ويسرق كل شي حلو في دنيتي
حتى يوسف صديقي وعزوتي تركني ورحل
تركني ورحل
ــ
بدأ قلب خالد يعطف عليه ورحمه من هذا العذاب
وبدت الدموع تنهمر من خالد حتى تبللت الأرض
بدأ يبكي فيها عمره الي ضاع
وامانيه الي خابت
وقلبه الدامي الي سحقته الأقدام
ما شاف حوله أي شي وهو يناظر في محرابه
ما شاف إلا مصلاه
فرفع يده ورفع راسه
ونظر لأعلى بنظرة يبعث فيها كل ألم وزفرة بصدره وقال:
يا رب يا رب
أنت تراني ولا أراك
انت تعرف أني أنا عبد ضعيف
كيف أعاني من كل هذي الآلام الي ما اصبر عليها ؟!
يا رب عبيدك الي بالارض ما اوصلوا لتعاستي وشقائي
يا رب عبيدك الي بالارض اظلموني وزادوا من جراحي مثل ما تراني الان
حتى انهم حرموني من كل أمل ممكن يعيد الحياة لي
ارحمني انت يا ربي
ارحمني انت يا ربي
وربي وجلالك وحقك علي
ماراح اتوسل بعد اليوم لغيرك
وماراح اسكب دموعي إلا لك وبين أيديك
وماراح اتذللك إلا لجلالك
ـــ
لم ينتهي خالد من هذا الدعاء
إلا وتسري لنفسه روح جديدة
لمست قلبه لمسة بعثت بها برداً وراحة وطمأنينة
وغابت تلك الوحشة من عالمه
فوقف وأستقبل القبله ودعا الله سبحانه وتعالى
" إلهي لقد اهتديت إلى لطفك إذ فقدت من الدنيا كل أسبابها وىمالها وحق وجهك لن احيد عن بابك بعد اليوم وإن عادت إلي الدنيا بكل ما فيها ليظلمني الظالمون وليكيد من اجلي الكائدون وليشعل العالم بقلبي ما شاء من نار وليحبسوني في الظلمات وفي كل وكر موحش فوحق ربوبيتك علي لن اخنع إلا لك ولن يضرني شيء ما دمت راضٍ عني
ما أجمل الصبر لقلبي يا مولاي ما دمت استمتع بهديك الذي يشع في روحي الآن
اما اليأس .. فهل للدنيا كلها أن تجعل لليأس سبيلاً لقلبي ؟!
أقسم بك سبحانك ان كل هذا العذاب مهما أفقدني من هدوء وقرار فإنه لن يفقدني الأمل في الوصال معك حبيبي حتى غن غابت عيني عن هذه الدنيا
فسعادتنا انا والكحيله بقربك سبحانه فأنت تعلم أن روحينا طاهرتين عفيفتين لم تتزود في هذه الدنيا إلا بسعيرها وألمها فرحمتك اوسع لي من ضيق الدنيا وعدلك أشمل
واشوقاه يا ربي لجوارك وجوار نبيك صلى الله عليه وسلم
إذ أمضي ذلك اليوم وبقربي حبيبتي في الله الكحيله
ونتمسح بيمين لطفك عن كلينا مدامع الظالمين وتضمنا بذراعيك لرحمتك
اللهم امين اللهم امين "
ـــ
بعد هذا الدعاء شعر خالد بأنس يخفف ألمه وحزنه
واجاب على جواله الذي لم يصمت أبداً
السكرتيرة : أستاذ خالد قد حضر طاقم جريدة الحرية للقيام بمقابلة معك .. فهل نأذن لهم ؟
خالد يجيب وهو مرتاح : قلت لك ألف مرة انا رافض أي مقابلة وش يبون يعرفون أكثر عني
السكرتيرة : معذرة أستاذ خالد .. راح أبلغهم برفضك للمقابلة
يصل صوت خالد في آخر اللحظات بأنه موافق على المقابلة وسينزل في الحال لقاعة الضيوف
سارة سكرتيرة خالد الخاصة يؤلمها حال رئيسها من بعد نشاطه ومثابرته و إرادته الغير محدودة
قامت سارة بالترتيبات اللازمة للمقابلة
استعد الجميع لمقابلة سيد الأعمال الأول في منطقته خالد الدبل
عندما انتهى خالد من لبس ما يليق به للمقابلة قام برش عطره المفضل
Black X
الي أهدته له الكحيله في رابع مقابلة جمعته فيها
سرح خالد بريحة العطر ولا شعر بأمه وهي داخله للغرفة
عائشة هي أم خالد الي عانت بحياته أكثر من خالد لكن بنظر خالد محد ذاق المرارة كثره
عائشة ظاهر عليها الفرحة لهذا التغيير في ولدها : يا قلبي .. خالد
انتبه خالد لأمه واتجه ناحيتها لتقبيل رأسها : أمي ليه ما خبرتيني انك هنا
طبع قبله على رأسها وقال: أيش رايك بابنك وسيم ولا
ما تمالكت الأم نفسها وبدات شلالات الدموع تنهمر على خديها
خالد " يمه رحمي حالي كافي دموعي الي مو راحمتني .. وش تتوقعين أكون ان شفتك دموعك "
امسحت الأم دموعها " يا ولدي من زمان ما شفتك كذا صح قلبي منفطر على امل لكن رجعتك للحياة ترد روحي وتحسسني أن فيه أمل فيه أمل "
خالد " يمه ما تدرين وشو الاحساس الي أحسه الان .. أحس روحي ترفرف أحس نفس اكتسبت روح جديده .. الحمدلله يا رب الحمدلله "
ـــ
استقبل خالد ضيوفه وبدأ المقابلة على الفور
سارة ما نزلت عينها من على خالد تراقبه في حركات يده وفي همساته وفي تحركات عينه
حس خالد بهالشي ونظر لها بحنيه .. أفهمت منه انه بخير وأفضل من أول
في وسط الحوار
ـــ
المذيع : أستاذ خالد ما يخفى على الكثير المكانة الي وصلت لها شركتك في الأسواق السعودية ويستغرب الكثير عطائك الغير محدود في تنمية هذي الشركة فهل هنالك سبب ؟
خالد : بالطبع فيه دافع يحركني ويقويني حتى إن تراخيت أوقات إلا أني أشعر أني أرجع بقوة للعمل يكفيني أن والدي رحمة الله عليه وصاني أن أهتم بالشركة وأهتم بالناس من خلالها وأنت تلاحظ الآن أني أنزلت ربع الشركة في سوق الأسهم من أجل أن يكون لكل عميل معنا ولكل مواطن حصة في هذي الشركة ويحس انه مسؤول عنها وعن تطورها
المذيع : أستاذ خالد عفواً كيف يكون لكم عطاء على المواطنين من خلال شركتكم ؟
خالد بإبتسامه حانية : العطاء ولله الحمد غير محدود وأنا عن طريق شركتي أستطيع إدخال السرور على كل قلب من خلال إتصال كل محب لحبيبته وكل أب على طفله وكل ام على أبنتها من خلال توفير خدمة افنترنت اكون وفرت الكثير من سبل الراحة للعائلة وللمستثمرين وللتجار من خلال هذه القرية الصغيرة .. صدقني نحن نعيش في زمن الإتصالات ولابد أن يكون فيه أثر في كل بيت يحمل أسمي خالد الدبل
المذيع : أستاذ خالد أشكرك على قبول إستضافتنا وأن هذا شرف لصحيفتنا الي ما سبقتها أي صحيفه للوصول لك في هذه الأيام واتمنى منك تكرمني بالابتعاد قليلاً عن عالم الشركات والمال وتطلعني على قلب وروح خالد الدبل وتحدثني عن الحب في عالم خالد لأني أظنك بعيد عن عالمه ؟
انصدم خالد من السؤال لدرجة انه نسى من حوله
سارة انفعلت وبدات تشتم المذيع وتسأله : من أعطاك الحق في الحديث عن أمر ما يخص الجريدة ولا يخص العامة ؟!
المذيع تمنى أنه ما سأل مثل هالسؤال لأنه يجهل حياة خالد وعالمه واحواله الحالية
بدأ خالد بالتعرق والسرحان مع الكحيله وروحه الي غادرته من بعد فقدها
سارة تحاول تنبيه خالد للواقع حتى ما أفاق من شبه غيبوبه عن عالمه
سارة والغضب شرار بعينها : أستاذ خالد أعتذر لك لتجاوز المذيع لكن في إمكانك إنهاء المقابلة والإكتفاء بما قلته
خالد يحاول انه يجمع أفكاره ويعيد تركيزه وبنبرة إستغراب : ليه اوقف المقابلة ؟ لا تخافين يا سارة لازلت انا خالد الي تعرفين
وجه خالد نظره للمذيع وقال : أخوي أحس انك ترميني بفقر في العاطفة او جهل في الحب .. الغريب في الأمر أني ماني أديب لحدثك عن الحب والروح والعشق لكني أنا أحد طلاب وتلاميذ الحب درست في اكاديمية الحب وما درسته غير لحظات معدودة فأصبحت متذوق للحب من اول محاولة أصبحت عاري بسبب فقدي للحب أصبحت خاوي النفس لفقدي للحب .. اخوي كيف يجهل خالد الحب وهو الي ذاق بقلبه زهرة الحب .. كيف أنكر طعم الحب وانا احمل خلف ضلوعي اللينة قلب يخفق بأسمها
الي ما تعرفه أني تجرعت من كؤوس الحب العلقم وما ذقت الحب الا قليل وما ذقت منه أي رحيق وإن بداخلي كلام طويل عن الحب لو تركت القلم يكتب فيه ما توقف وأنا أحمل بداخلي قصة ألم لو عرفها الخلق لبكوا اعوام ..
سارة ما تمالكت نفسها وغادرت المكان لتخفي دموعها فهي أعلم بخالد وقصة حبه مع الكحيله
يتابع خالد حديثه للمذيع : اخوف ما أخاف منه يا اعذرني ما تعرفت عليك !!
المذيع : معك سلطان
يتابع خالد : اخوف ما أخافه يا سلطان أني إن تحدثت عن الحب كما اعرفه وأقدسه .. ما يصل لمسامع الناس إلا وأفسده المجتمع .. وشوه النقاد تصوري للحب .. فيفهم الناس الحب على غير ما اعنيه وأقصده ويحكمون على خالد بأنه صاحب شر لا فضيلة
ولو كتبت وكتبت لما فهم الناس غير الذي يعيش في تصوراتهم وأحلامهم عن الحب .. شهوات داعرة يطلقون عليها اسم الحب فهذا ظلم وجور .. وحيوانية هائجة يغلفونها بأرق ألفاظ العواطف.
يقاطع سلطان خالد : أستاذ خالد دعك من الناس فأنا أريد أن أعرف الحب الذي تقدسه .. رجاءاً لا تحرمني هذه اللحظات معك .
يتنهد خالد قليلاً وينظر لسارة كعلامة استفهام منه
وتعجب من كون سارة أشد من سلطان في التركيز والإستماع له عندما سألها : سارة أنتي معنا او مع الحب
ارتبكت سارة وقامت برفع نظارتها : نعم أنا معكم .. من فضلك استاذ خالد لا تحرمه !!
خالد يبتسم : طيب ما سأقوله الآن خارج النص رجاءاً يا سلطان .. أنا على استعداد لأحكي لك قصة أضمنها لك بأنها أشجى وأسمى خفقات القلوب المعذبة .. وأترجم لك نجوى السرائر والأرواح .. تحت جنح الليالي الحالكة حيث يكون حقاً أدعياء الحب هنالك يشتاقون ويتيهون في بحر الحب وأمواجه ..
الماضي
ـــــــــــــــــ
ينظر خالد للماضي وكأنه أمامه وسيبدأ بسرد قصة الحب لمقدسة
ينظر خالد لبيتهم القديم الذي ينتصف حارتهم القديمة
ينظر خالد لبيت العائلة الكبير وحوله بيوت أعمامه والجيران
ينظر خالد لذلك الجمال الذي ينبعث من بيتهم عندما كان بعمر الثامنه
وذلك الجمال لم يكن سراً يخفى على الناس بل كان ذلك الجمال بسبب تلك الطفلة أمل التي خلقها الله كمثلاً اعلى للجمال ونموذجاً كاملاً للفتنة وللسحر الإلهي في أسمى مظهرها وكأنها أبدعتها يد الخلاق هذا الابداع العجيب في هذا البيت ليؤمن كل فنان بارع ومبدع وصانع أن الجمال إنما هو أمل .. فأمل تبهر القلوب وتسكر الألباب وهي رونق يبرق في الأعين .
كانت أمل طفلة رضيعه لم يمضي على ولادتها سوى ستة أشهر تميزت ببياضها وحمرتها .. تمتلك عينين دعجاوين اودع الله فيهما كل آيات اللطف والفتك التي تتسامى عن التعبير
لم يكن شعرها سوى أسود كالفحم وقد أحاط كسحر الليل بوجهها الذي قسم الله ملامحه أبدع تقسيم حتى أصبحت أبرع من السحر وأبلغ من الفتنة .
ولم تكن أمها سوى عائشة التي ذاقت مر فقد الأم والأب فلقد كانت إبنة لرجل هاجر من السعودية لفترة زمنية طويلة وعندما عاد عاد ومعه طفلة وكان يتمنى ان يتزوجها احد ما كي يصونها ويحفظها من يدي أمها الساحره التي هددت زوجها بان يعود لها وإلا دبرت له من يعيده رغماً عنه .. فلم يكن من والد عائشة سوى طلب زواج عائشة من والد خالد لأنه يعلم أن أبو خالد أأمن من يستأمنه في عائشة ..
ولم يكن أبوها سوى سعود المغامر الذي لم يتوقف في طلب العلم والتجارة فلقد كان يتاجر مع والده وفي نفس الوقت يطلب العلم في هندسة الإتصالات حتى حصل على شهادة الدكتوراة من الخارج .. ومعنى هذا انه كثير السفر حتى أنه لم يرى إبنته حتى الآن
ولم يكن اخوها سوى انا خالد الذي لو تجمع جمال الطبيعة ما بلغ جمالي وفتنتي فلقد كنت أثير عواصف الدهشة لدى كل من يراني ويلمحني لما آتاني الله من جمال
ولم يمر بي أحد إلا وقف وقفة ذهول لفترة وربما سألني من أنت ووما تتكون وهل انت ملاك ؟!
يرتفع صوت طرق الباب وهنا عبدالرحمن ينادي : خالد .. خلودي .. خويلد .. خلود .. افتح الباب انا عبدالرحمن
عبدالرحمن صفي وصديق خالد الوحيد جعل الله سبحانه وتعالى بينهم مودة وإخاء يندر أن تجدها بين اخوين او صديقين ولعل ما جمعهما على التحابب والإخاء ما عرف عنهم من تعلق بالجمال لما لهما من جمال ومنظر بديع وكان امنية حالية لهم أن يلمحون فتاتين يملكون مثل جمالهم !!
لازال خالد نائم على سريره ولم يكن من مفر إلا ان تقوم عائشة بفتح الباب لعبدالرحمن ..
ترقبوا الجزء الثاني ^_^
|