كاتب الموضوع :
four seasons
المنتدى :
الارشيف
الجزء الرابع
أثر الحب
إنشغال خالد بفرسه البدري نساه أمر صديقه عبدالرحمن .. عبدالرحمن الي سكنه الحب عبدالرحمن الي سكر من جمال بدرية حتى غاب عقله وبنانه
.. عبدالرحمن من يوم القرقيعان ورؤيته لبدرية وكأنه تعرض لطعنه قضت عليه وصدعت قلبه ..
وما كان هالشي يفقد عبدالرحمن وعيه وإدراكه لولا أن فيه حقيقة وحده واضحه بالنسبه له وهي حقيقة روحانية طغت على كل شيء .. وهي حقيقة الحب
.. الحب الروحاني النقي من كل الشوائب النقي من كل الشهوات الجسدية .
الحب الي ارتفع فوق الشهوات الجنسية من ذكورة وانوثة
لأن هالحب صدع قلب عبدالرحمن هالحب لمس سويداء قلبه .. هالحب أذهل روح عبدالرحمن لأنها التقت بجسدها أخيراً ألتقت ببدرية ..
عشان كذا ماهو غريب لعين عبدالرحمن أن تغيب وأن عقله يسكر
ولا غرابة ان يتغلب الحب ويصرع عبدالرحمن وخالد ويطرحهم كفراشتين قتلتا من اللهب
بعد أسبوع من الحادثة استطاع عبدالرحمن ان يستيقظ ... استطاع عبدالرحمن أن يعيد له عقله ويرجع لرشده
استيقظ عبدالرحمن وحس بأنه وحيد في هالعالم لأن الظلام كان مثل الوشاح يغطيه حتى ضوء النجوم والقمر اختفى
كان عبدالرحمن مستغرب ليه هو كذا ليه يشعر انه غريب عن عالمه
الشي الوحيد الي شعر فيه عبدالرحمن ان فيه نبض غير طبيعي بقلبه وشعر ان جسمه فاتر يحتاج للتنشيط
وفي هذي الأثناء دخل والد عبدالرحمن ابن الاهدب وفي عينيه يتطاير شرار اللهب وقال له :
أنت أصبحت عار علي أسبوع كامل وانت هنا بالبيت ما تتحرك ولا تشتغل .. والله ثم والله لو رجعت من سفري ولا شفتك رجعت مثل الي أخبره ..
والله لأشويك بالنار لين ما تشوف عظمك الأبيض
راح ابن الاهدب يحضر حقيبة سفره على استعجال وترك ابنه في ظلمته يعيش .. ولا أهتم لأمره
يا ترى وين مسافر ابن الأهدب وليه مستعجل ؟!
ــــــــ
بدأ يشعر عبدالرحمن بآلام يجهلها تشتد عليه أيام وفي أيام تلين
بدأ عبدالرحمن يرجع لحياته الطبيعية لكنه يحس أن الطبيعة من حوله تغيرت حتى الناس تغيروا يحس ان كل شي تغير عن أول
بدأ عبدالرحمن يشعر بالوحده ويشعر بالملل من كل شي حتى من صديقه خالد
وكأن عبدالرحمن يبحث عن شيء بداخله افتقده ؟ وكل هذي الأمور كانت أسرار غامضة يجهلها عبدالرحمن كان يحوم حول السر لكنه يجهل كيف يحله
لدرجة ان عبدالرحمن ما كان يخبر خالد بمشاعره واحاسيسه لأنه يشعر بإحراج من خالد الي يخاف انه يفسره بأمور بعيده عن الي يحسه
التقى خالد بعبدالرحمن في أحد الطرقات
عبدالرحمن انت مثل الأخ لي وانت صديقي ما تشوف حالتك وش صار لها ما تشوف شكلك كيف ذبل وكيف اصبحت كسول من كثرة تفكيرك الي اجهله يقول خالد
تعرف يا خالد اني أحس براحه لما اجتمع فيك .. أحس اني ابتعد عن همومي ومواجعي لما اسولف معك لكن .. يقول عبدالرحمن
تعرف يا دحوم انا لازم ابارك لك هالخاتم الي بيدك لكن الغريب اني لاول مرة المحه بيدك .. متى اشتريته ؟ يقول خالد
نظر عبدالرحمن للخاتم وشاف زمردة جميلة في منتصف الخاتم لكن الغريب انه ما حس بهالخاتم من قبل !!
وفي لمح البصر سحب عبدالرحمن الخاتم من اصبعه ودققوا بالخاتم وهم مستغربين ومتعجبين
وفي هذي الاثناء انتبهوا ان مكتوب على الخاتم اسم " بدرية " منقوش بأجمل نقش
تمكنت الحيرة منهم من جديد
وازداد السر غموض على غموضه
وبدأ كل واحد يردد بدرية في كل ثانية .. وللأسف ما قدر أي واحد منهم يتعرف على صاحبة هالخاتم
السؤال الي محير عبدالرحمن وخالد من هي بدرية وكيف وصل الخاتم ليد عبدالرحمن
رجع كل واحد بالذاكرة للماضي الي كان غيب عنهم وسر يجهلونه
تذكر كل واحد منهم أنهم في يوم القرقيعان حاولوا رؤية أجمل الفتيات بقريتهم ..
لكنهم للاسف ما احصلوا على ما تمنوه
ومن ثم تذكروا يوم اعزموا على الرجوع لبيوتهم
وتذكروا انهم المحوا في طريق العودة شاب لكنه مو مثل كل الشباب
..
كان جميل للغاية . لدرجة انهم اقتربوا منه عشان يتعرفون عليه
.. وفي هاللحظة توقفت ذاكرتهم عن العمل
لكنهم تأكدوا ان فيه أمر غير طبيعي صار لهم بسبب هالشاب
وان الاغماء الي حصل لهم على الطريق كان له سبب بهذا الشاب
وان هالخاتم الي بيد عبدالرحمن يتعلق بهذي الحادثة
في الاخير صاح كل واحد منهم وقفز من مكانه وقال :
عرفت اللغز عرفت من هو هالشاب
يقول خالد بحماسة لعبدالرحمن : تعرف هالشاب الي اعطاك خاتمه هو نفسه بدرية لكنها اهربت قبل لا تنفضح في القرية واعطتنا دليل للوصول لها وهي نفسنا كانت طالعه ومتنكرة بزي رجل ..
يوم انكشف السر الي كان يتعب عبدالرحمن لانه ما يفهم سبب آلامه واحاسيسه الي يحس فيها .. شعر عبدالرحمن وقتها بالراحة واطلق تنهيدة قوية من صدره
خالد رغم استغرابه من الي يصير لهم الا انه قدر يتجاوز مشاعره الي كان يخفيها عن صديقه عبدالرحمن والسبب تواجد الفرس البدري الي كانت شاغلته عن الدنيا وما فيها
لكن عبدالرحمن من يوم فكر بالموضوع حتى ما ارجعت حالته مثل السابق وأقوى من السابق أيضا
عبدالرحمن يخاطب خالد : تعرف يا خالد احس بنار تشتعل بداخلي الان احس بدقات قلبي تزداد وتخفق بقوة
.. كان روحي كانت ضالة الطريق حتى جيت اليوم واهتدت روحي للطريق الصحيح اهتدت لسبب شوقها وألمها تعرف يا خالد اليوم روحي اعرف الانسانة الي راح تسلبني هالروح
تعرف يا خالد روحي ماراح تهدأ أبداً ما دامت بدرية بعيده عني
وهيهات يا خالد ان تهدأ روحي حتى ما اجتمع ببدرية
حس خالد بالحزن على صديقه فراح له ووضع يده على كتفه وقال :
اسمع يا صديقي .. علمتني امي ان من الخطأ اني اسلم نفسي إلى مشاعر غير مستقرة مثل الي تواجهه الان
.. لأن نتيجة هالمشاعر ازيداد في الألم والحسرة .. وانت تعرف ان هالشي ما يناسبني ولا يناسبك
تعرف يا عبدالرحمن ان كل واحد مننا معروف في هالقرية معروف بقوته وباقدامه وبعزمه وببأسه
قولي لو عرف الناس عن أمرنا هذا وش بيقولون عنا ؟
قولي كيف تكون انت صاحب العزيمة والشجاعه ومن اختبار واحد تخاذلت عزيمتك وانهارت قوتك بسبب فتاة ؟
يا صديقي ارجوك اطرد هالحياة الي تعيشه الان وهالمشاعر الي تتملكك وابتعد عن هالألم الوهمي وتذكر أن الضعف مستحيل يتمكن ويصل لنفوسنا
عبدالرحمن ما كان يعي شيء من الي يقوله خالد لأنه كان واضح عليه أنه يعاني من آلام بداخله مؤلمة وقوية وظاهره على خفقات قلبه واظطراب عينه
كان الاسم الوحيد الي يردده عبدالرحمن هو " بدرية "
والشي الوحيد الي يشعر فيه وينتبه له هو الخاتم الي في يده
فكان في أوقات يتأمل الخاتم وفي أوقات يقبل الخاتم لدرحة أنه يبقي شفتيه ملتصقة بالخاتم لوقت طويل
في الأخير نظر عبدالرحمن لخالد وقال له :
يا خالد الي تكلمه الان ماهو عبدالرحمن الي تعرفه من قبل .. الي تكلمه الان انسان ثاني
وارجوك لا تبحث عن الصبر والعزم والبأس بداخلي .. لني والله فقدت كل الي تتكلم عنه ..
والي تشوفه الان ماهو الا جسد ضعيف عشش الألم في كل نقطة منه ..
وقلب مكلوم تشتعل النيران بداخله ولا تعرف لهول لهبها نهاية
أما عن الراحه والطاقة والقوة والصبر فما اخفيك ان انتهت علاقة جسمي وكل جوارحي منهم وأرجوك انك تخليني انتظر قدري واستقبله إن سمحت لي
ما سمع خالد الكلام هذا من عبدالرحمن الا وتأكد أن حالة عبدالرحمن تجاوزت النصيحة والارشاد
وانه ما وجد جواب على أسئلة عبدالرحمن غير الصمت
ـــــــ
بدرية
عادت بدرية لبيتهم دون أن يعلم عنها أحد وقامت باستبدال ملابسها الذكورية بملابس انثوية
ولما انتهت بدرية من تبديل ملابسها واجلست عشان تستريح من التعب الي لحقها من يوم القرقيعان حتى اشعرت بقلق واضطراب واضح على نفسها
وما كانت بدرية تعرف سر القلق الي تشعر فيه لكنها متاكد ان هالقلق له علاقة بالفتاتين الي التقت فيهم في الطريق
من تذكرت بدرية الفتاتين .. تذكرت كيف كان منظرهم وهم على حالتهم من ذهول وغياب عن الوعي تذكرت الجمال الي كان واضح على أوجهم
تذكرت أن فيه أمر غريب في هالحادث الي حصل
فقط شيء واحد تمكن من بدرية وهو معرفة حقيقة هالفتاتين
لكن ايضا تمكن من نفسها شعور ثاني اتجاه الفتاتين وهو الحنان والاعجاب بل الحب ازداد واشتد في قلب بدرية اتجاه هالفتاتين رغم انهم فتاتين مثلها كما تظن هي وتعتقد
ومن هنا بدأ التفكير يتمكن من بدرية .. يتمكنها منها لدرجة انها ما تفكر الا في هالفتاتين وبدت احاسيس الشوق لهم تزيد يوم بعد يوم لدرجة ان ام بدرية ما كانت تشوف ابنتها في اليوم الا قليل
ما تشوفها الا بغرفتها او بالمطبخ لحالها او بغرفة الضيوف
وهي تفكر في هالحادثة وتتسائل ليه قلبها ينبض كذا !!
حتى ما جاء يوم واجتمعت ام بدرية بابنتها وقالت لها :
بروحي انتي يا اميرتي الصغيرة افديك واسال ربي كل يوم انه يكون حافظ لك .. لانك عيني الي اشوف فيها يا بنتي
وانتي حبي الي سكن في قلبي
تعرفين يا بنتي احس ان البيت ذهب بريقه وذهبت روحه من اسبوع تقريباً
..
فهل تسمحين لي اسألك عن سر انعزالك ووحدتك ؟ لا تستهينين فيني يا بنتي فانا لك معين في اي امر ولو كان صعب
انظرت بدرية لامها الحزينه لحزنها ومن ثم قالت :
يا امي ما فيني الا كل خير وعافية ويمكن اني اشعر بضيق بصدري او هم ما اعرف له سبب ويمكن ان هالهم لازال يواردني لكن بإذن الله راح يزول في اقرب وقت
اشعرت ام بدرية ان بنتها تحاول كتم سر عنها
وحست ان في الامر ربما حب او غرام بداخلها لاحد ما فقالت لبنتها :
بدرية .. أظنك حتى اليوم ما تعرفين مقدار الجمال الي وهبه الله لك
فما عرفت انا حد في هذي القرية يملك مثل جمالك الا يخشع جماله لجمالك
فمين الي تمكن حبه من قلبك وما قدرتي تخلينه يخشع لجمالك ويخضع لك .. حتى اني اتوقع انك اتعبتيه معك وجعلتيه في حيرة واشعلتي النار في قلبه ؟
ممكن تقولين لي يا بنتي عشان اساعدك واعينك مو انا صديقتك ؟
جاوبت بدرية بسرعة : يا امي الامر ماهو بمثل ما تفكرين .. لكن السبب في امر اخر اشعر انه لغز ما استطيع حله ولا اقدر اكتمه اكثر وراح اخبرك عنه لكن اوعديني انك ما تعاقبيني
ارحمت ام بدرية بنتها وقالت لها وعد مني ما اعاقبك .. وافرحت ام بدرية واستعدلت في جلستها وحدقت في بدرية وقالت :
اعدك اني ما اعاقبك على شي ولك الامان مني وان شاء الله اني احلها لك
وابتدت بدرية بسرد القصة على امها وامها مستغربة من كيد بنتها ومن الي حصل للفتاتين
تابعت بدرية حديثها : يا يمه كانت الفتاتين مثل الماء النقي مثل الكأس البلوري الصافي وأنا مثل العصير الي يسكب فيه بل يا يمه كانو اجمل من كذا كانوا مثل مصباحين مضيئين وانا مثل النور المتوقد بداخلهم
بل يا يمه كانوا اجمل من كذا كانوا مثل المرآتين الساطعتان بنور الشمس الي هو انا
تركتهم يمه على حالهم واغمائهم من دون ما اعرف عنهم اي شي لدرجة اني اكذب نفسي اوقات واقول ممكن هذا حلم شافته عيني!!
الام خافت على بنتها وقالت :
يمه هذا حلم من احلام الشياطين شكله او انك ما كنتي مركزة في يوم القرقيعان لانه مستحيل فيه فتاتين بمثل ما وصفتي ويمكن يوم شفتي هالفتاتين تمنيتهيم لك صديقات او دميتين معك طول الوقت
يا بنتي من يصدق ان المراة يتم جمالها الا ان كان الرجل هو مرآة جمالها
ومن يصدق ان الرجل يمكن ان يكون لجماله معنى لو ما جات له المرأة لتضع فيه هذا المعنى
وهل اثبت جمال ليلى وفتنتها وسحرها غير مجنونها ؟ وهل كان لليلى ان يصل للدنيا حسنها لو ما انعكس هالشي في شعر قيس وحبه لها
وهل في عمرك سمعتي ان فيه زهرة افتتنت بزهرة او ان بلبل كان يغني فوق عش البلابل !!
يا امي يا نور عيني يا بدرية كل الي قلتيه اكيد انه خيال وحلم من احلامك .. فلاتضيعيني وتيضعين نفسك خلف اوهام واحلام ول اتجعلين للقلبك طريق ليعكر يومك ويومنا
ردت بدرية بحزن ورحمة : يمه انا اكلمك في امر ماهو خيال او وهم والي اكلمك فيه حقيقة شاهدتها بعيني وما اكذب عليك ان حب هالفتاتين دخل بقلبي بل في سويداء قلبي وانا معي برهان على كلامي
معي هذا الخاتم الي سحبته من اصبع واحدة منهم عشان يكون لي دليل لاتبع اثرهم
اخذت الام الخاتم وتمعنت فيه وتقلبه وازدادت حيرة مع ابنتها !!
لا نعلم ماذا سيحدث لبدرية لكننا نعلم انها ستزداد حباً لتلك الفتاتين
ـــــــــــ
فرحة أهل القرية بالفرس
عندما علم اهل القرية بما حدث للفرس وأنه استعادت حيويتها بدأت التهاني تتواصل على بيت سعود ولخالد الذي غمرته الفرحة لكون البدري عادت للحياة من جديد حتى ان النساء بدات تزغرد ( تلولولوللوش ) ووصل بخالد الحال ان بدأ يغني مع شباب القرية وبدأروا يرقصون بسيوفهم
حتى ان الأطفال من سعادتهم بداو يقلدون الخيل وهي تركض وذلك برفع ثيابهم والركض والصراخ بصوت صهيل الخيل
لم يعتقد خالد أن البدري ستسكن قلبه في يوم من الأيام .. لأنه لم يحلم يوماً بأن توافق له بان يمتطيها ويصعد على ظهرها
نظرت عائشة لأبنها وقالت : كنت اعتقد انك بدأت تصدأ وانت ترى الفرس تنتحر وأنت تعرف أن ما فيه حزن أقوى من الحزن على رجل يصدأ وهو في ريعان شبابه .. وسبحان اله أيام قليلة مع الفرس غيرتك واعادت لنا الفرس ابننا الغالي يوم ظنينا اننا بنفقدك .. يا ولدي خالد أبي أوصيك على شي ؟
هز خالد رأسه بالموافقة
- لا تنزل عن ظهرها اليوم حتى ما تحس انها اصبحت فيك تغمرك بروحها
لمدة أسبوعين وخالد يحس ان البدري استعادة قوتها لكنه ما قدر يطرد الخوف الي يسكنه ويعكر عليه طعم السعادة وهو الخوف من فقد البدري لما يجي صاحبها ويبحث عنها لان مثل هالخيل مستحيل حد يتركها من دون البحث عنها
تذكر خالد متى بدأت علاقته مع الحيوانات وبالاخص الخيول والجمال
لما كان عمره سبع سنوات
يوم ركب الجمل وكان فرحان بهذي التجربة لأنه يصعد على ظهر مخلوق ضخم
وكان يرى الناس من حوله صغار لانه مرتفع عنهم فزاد هذا من سعادته وفرحه
وبعد ما تجول بالجمل من مكان لمكان حب انه ينزل من على ظهر الجمل لكنه نسى الكلمة الي يقولها عشان ينزل الجمال وينزل منه
فبدل ما يقول : اخت اخت جلس يقول حيت حيت فيواصل الجمل مسيره حتى وصل فيه لقرية قربهم ولما شاف خالد ان ما فيه امل ان الجمل يتوقف وينزل
ما وجد حل سوى انه يقفز من اعلى الجمل ويوم قفز وطاح على الارض تلاحقوا عليه اهله لانه اصيب برضض خفيفه لكنها كانت تؤلمه
في ليلة من الليال
نزع خالد السرج من ظهر البدري وكان يحس بأنه من الخطأ ان يفصل بين جسده وجسد البدري أي شيء .. وبعدها انطلق بعيد عن قريته ونزع ثيابه ووضعها تحت أحد النخيل ومن ثم قفز من جديد على ظهر البدري
ليلة كاملة ينطلق هو و البدري ويحس كل احد منهم ان له جناح وكان يحلق في السماء حتى اقترب الفجر فعاد للنخلة الي ترك عندها ثيابه
لبس ملابسه ولمح وقتها ظل رجل مستلقي على احد التلال وينشد نشيد يوجع القلب والفؤاد
فقرر الاقتراب منه وما كان هالانسان الا صديقه عبدالرحمن
ــــــ
سر ابن الأهدب
اختفى ابن الاهدب عن الاعين فترة من الزمن عندما شوهد آخر مرة وهو يركب مع رئيس الشرطة
لكن لا أحد يعلم ما حدث بينهما ولما ذهب معه وما هي جريمته وما السبب في سفره المفاجئة للخارج !!
رئيس الشرطة :
انت تجهل سبب دعوتي لك لحضورك هنا في مكتبي
لكني اعلم انك رجل قوي وشجاع ولا تهاب احد عشان كذا عينت مسؤول عن الأمن في القطاع الشرقي كامل من أول الساحل حتى نهايته
وحاب أقول لك اهم شيء بالنسبة لي وهي الفلوس المال الدراهم
في الماضي كنت ارتب للتجار تجارتهم وأسهل عليهم امور كثيرة ومنها يدفعون لنا ضرائب على تجارتهم لكن هذا غير كافي ما يشبعني الان راح ناخذ الضرايب عن كل نفس حيوان كان او انسان وانت مسؤول عن تجميع هالفلوس واحضارها لي
لان الناس تخافك وتهابك وهذا واضح عليهم
وثق ان كل شي تتمناه راح يكون بين ايديك ولك مطلق الحرية في التصرف وضبط الامن في منطقتك واهم شي لازم تبدا فيه هو اذلال اهل المنطقة وابعاد كل المطالبين بالعدالة تذكر هالشي
ما قدر ابن الاهدب ان يسنى هذي اللحطة
لانه شعر بأن الشمس اشرقت في حياته
وان اسمه راح يكون على كل لسان
وانه راح ينفذ وصية ابوه بقهر واذلال بيت ابو سعود لانهم اخذوا الزعامة على القرية غدر حسب قوله
تغيرت نبرة صوت رئيس الشرطة وحاب يختبر ابن الاهدب وقال له :
لو قلت لك ان فيه سلطة اكبر من الي بتتسلمها توافق او لا
- اكيد بوافق
- اجل تجهز لسلطة اكبر من كذا لكن هالشي ما اقدر اقوله لك الان لكن اقدر اقول لك انك لازم تجهز حقايبك وتسافر لدولة راح تسعدنا كثير كثير
- بس كيف عندي ولد هنا
- انت تعصي الاوامر من الان خبري فيك ذيب ابنك راح نهتم فيه الان ابيك تستعد للسفر لتلك الدولة وابيك توصل هالملف للضابط ستيف .. تدبرت انا كل شيء من اجلك من مال من تذاكر من سكن هناك وفي المطار راح ستقبلونك ويسهلون عليك اجرائات السفر
- سمعا وطاعة سيدي راح اجهز شنطتي وانطلق للمطار حالاً
ـــــــــ
أنين عند التلال
اختفى ذلك الشاب المعتز بقوته وشجاعته فظهر لنا إنسان آخر يثير الحزن والشفقة عليه والرحمه فلقد أصبح عبدالرحمن نحيل الجسم لا نور له ملامحه ذابله ينظر لكل ما حوله بعينين شاردتين كأن فيها جنون يهيم على وجهه ليل نهار يتنقل بين بحر وتلال فلا مقر له ولا مكان ولا يفرح بأي إنسان حتى خالد
فهاهو عبدالرحمن العاشق الذي صدمه اليأس في قلبه صدمة قوية بعد ان شعر بان الأمل يذوي في قلبه لمعرفة بدرية
وعندما كان يضيق صدره ويهيج به الدمع كان يخلو بنفسه وفي يوم من الايام اختلى بنفسه قرب الفجر عند ذلك التل وهنالك يبعث زفراته واناته ودموعه سكبها دون ما يعكر صفوه احد حتى انه كان يخاطب النجم والسماء لعلها تريحه ويطمئن قلبه برؤية معذبته بدرية فقال حينها :
يا رياح الشوق فينـي
خلني نجمـة فسمـاه
أبعث بنوري في ليله
تنتعش روحي بضياه
أقطع دروب المحبـة
أصبـر أتأمـل لقـاه
يارياح الشوق هبـي
صبري متجاوز مداه
في مدارالحب بشـرق
يعني بشرق في فضاه
كوكبه ينادي شموسي
زهري عطشان لمـاه
في مجـرات المحبـة
نتحـد (قـلـب وآه)
نندمج ونذوب روعـة
بسمتي تعشـق شفـاه
نرتوي حلم وحقيقـة
شي ما يشبـه حـلاه
نغرق فبحر المحبـة
عشقنانبـض الحيـاه
نبدي كل يوم نتجـدد
صبح ما يشبه مسـاه
هوشموسي واناقمـره
يعشق ترابـي دفـاه
يحضن آلامي وخوفي
يكسي ليلي من سنـاه
ينثرطيوفـه فدربـي
وتسكن طيوفي حشاه
عشق حالم ،حلم عاشق
هاذي هي قصتي معاه
أحلم بكـون خيالـي
وعشق يسبـح للإلـه
للحفظ ملحنه بصوتي
لم ينتهي عبدالرحمن من شدوا هذه القصيدة الا وخالد قد غرق بدموعه لحزنه على صديقه عبدالرحمن
اقترب خالد من عبدالرحمن فرأى في وجه صديقه الألم والهموم تسكنه فقال له :
أقسم لك يا صديقي أني لو عرفت ان فيه طريق اقدم فيه سعادتك على سعادتي لذهبت له ولو عرفت ان فيه طريق افتدي فيه هنائي وراحتي بلحظة وحدة مع حبك وسعادتك لما توقفت ثانية
لكنك تعلم يا عبدالرحمن ان ما فيه طريق واضح لنا حتى الان لنوصل لبدرية واننا ننتظر قضاء ربنا وقدره في هذي القصة وثق يا صديقي اني ماراح اذوق طعم السعادة حتى ما انسعد بتوفيقك وايصالك لمناك وحبك
شكر عبدالرحمن خالد على وقفته معه وسأله عن الفرس كيف حالها
- الفرس ما تتوقع ايش سميتها سميتها البدري
ندم خالد على نطق البدري نسى تشابه الاسماء بين بدرية والبدري فندم لانه لاحظ حزن صديقه من جديد ولاحظ الدموع تتساقط من عينيه
فربت على كتفه وقال له فقط اصبر الان وراح تفرج قريب
ما أثمن الصديق الي يتسع قلبه المحروم للابتهاج بسعادتك ويقيم وراء صدره المفجوع عرس لك يفرحك
هذا هو الصديق الي ان امنحتك الدنيا مالها كله وجواهرها فافده بكل ما تملكه من اموال فدوا لعيونه لان صديقك سراج وضياء لك في الظلام وهو امل لقلبك عند اليأس
ــــــ
محراب الحزن
مضت حتى الان سنة كاملة
خلفت وراها غاده كانت تسحر بجمالها كل من يراها فخلفت بدل الغادة وردة ذابلة خلفت ورائها بدراً قد خسف
وما خفي على فتيات القرية ما حصل لبدرية فعزموا يوما على ايناسها وطرد الاحزان من قلبها رغم انهم لا يعرفون ما بها لكنهم ظنوا بأنها بسبب فقرهم وبسبب فقدها لوالدها وهي صغيره لعلها حزينه عليه
وفي يوم تجمع الفتيات لدى بدرية
وجلسن حولها يواسينها ويخرونها عن قصص القرية والطرائف المضحكة
لكنهم راوا انها لا تضحك او تبتسم بل لازالت حزينة
فقالت لها احدى الفتيات :
كم لك يا بدرية وانتي تبكين وتتألمين وتعيشين مع هذه الاحزان والهموم ؟
ابوك وان فارق الحياة فله رب يرعاه ويرحمه وان كان بسبب ضيق الحياة فربي يفرجها عما قريب فقولي لي لاي سبب الان انتي حزينة هل لان ربي يرعى ابوك او بسبب قدر الله بضيق حالكم ؟ ليه تبكين وتذرفين الدموع ؟
توقفي يا بدرية خلاص نحتاجك معنا ترجعين وردة فواحة بطيبها واريجها قومي واتركي هالهموم والاحزان جففي عينيك من الدموع واطردي الوحشة عشان يرجع لبيتكم فرحته وانسه
الحياة حلوة يا بدرية وانتي اجمل ما فيها والدنيا لازلت نضرة مشرقة لنا وانتي اكبر ضياء فيها قومي وافرحي معنا وابتسمي عشان نفرح كلنا بفرحتك وتتكتمل فرحتنا برجوعك معنا
سكت الكل ولاحظوا ان بكاء بدرية يزداد وان دموع بدت تذرف من جديد
هم ما يعرفون ان الشوق تمكن من قلبها وان النصيحة في هالوقت ما تفيد
تحسفت الفتيات انهم كلموا بدرية لانهم شافوا اننها زادت حزن على حزنها ولاموا انفسهم انهم جاوا لها
غادر الجميع وهم ندمانات
اغلقت بدرية على نفسها باب الغرفة وتخيلت ان الي باقي من في الغرفة اشباح حولها يفرحونها ويسلونها في وحدتها واصبحت تخاطب هؤلاء الاشباح وتقول :
مرحباً بكم أيها الأصدقاء الأوفياء .. انتم أصدقاء للنفوس البائسة والندامى للقلوب المكلومة .. أنتم الشركاء في سر ما وراء الجوانح المعذبة .. وأطياف العيون لخواطر حزينة .. أنتم كوؤس الراحة للحلوق المريرة .. وانتم منظر البهجة للعيون القريحة ..
جميع العشاق قد وصلوا لمحاريب الألم وباقي البشر يعيشون في أنسهم وسعادتهم .. ولكن قلبي مهجور لا ساكن له فيما بينكم وخال من أجل الحب والحبيب .. لا يجوبه غيركم أشباحي ولكم اليوم أن ترتعوا فيه وتعيشوا كما تشاؤون وكيفما أردتم ان تتصرفوا .. ولكم أن تتجولوا في كل جهة من مشاعري وأطرافي وجوارحي .. فلقد اتخذتكم لعيناي شعاعاً للرقاد .. وجعلتكم شراباً يفقدني عقلي وكؤوساً لشفاهي وجعلتكم في أيام السود بنات أفكاري .. وما شوقي لكم واااااااا شوقاه لكم فأنتم انسي في لياليي الظلماءِ
تبين لي يا اصدقائي ان من ابحث عنهم ليسوا فتيات بل هم شباب كالقمر فاتنين فلقد حضر لي في منامي ناج يناجيني ان عبدالرحمن سيقبل عليك قريباً وان الفتاتين ليسوا سوى شباب ومنهم صاحب الخاتم عبدالرحمن
لا أعلم يا اشباحي هل هي حقيقة ام خيال هل اصدق ذلك ام اكذب هل انا عاقلة ام مجنونة
لا أعلم صدقوني
هكذا كانت تمر حياة بدرية خلوات طويلة مع الأشباح والحديث مع الخيال والوهم كل هذا تعيشه في يومها وفي الاخير يستقر في قلبها شيء واحد تنتظره وهو اسم عبدالرحمن وسر اللغز
تنتظره ليخرجها من هذه الهموم لافراح الدنيا ونعيمها
هل سيصل لها عبدالرحمن ام لا ؟
انتهى
ترقبوا الجزء الخامس قريباً :)
|