كاتب الموضوع :
four seasons
المنتدى :
الارشيف
تنبه ( كان هنالأ في الجزء الثالث فقمت بتصحيحه )
الجزء الثالث :
ـــــــ
في الثالث عشر من رمضان
أذن المؤذن لصلاة العشاء واستعد خالد مع والده سعود للذهاب للصلاة في المسجد
عائشة تحتاجين شي للبيت ناقصك شي ؟ يقول سعود
يا ابو خالد ودي اتزين لك الليلة .. ولا ودي اطبخ .. ممكن تجيب لنا عشاء من المطعم تقول عائشة وهي مستحيه بسبب نظرات خلود لها
من عيوني من لي غيرك .. يقول سعود
تسلم عيونك يا عيني .. تقول عائشة
ما كنت اقصدك انا يقول سعود والمكر واضح عليه
أجل من تقصد تقول عائشة
أقصد أمل بنتي يقول سعود
خالد مات من الضحك وعايشة انقهرت ( طيب خل تنفعك أمول وشف من يتزين لك )
ههههه امزح لا تاخذين بخاطرك يالله في أمان الله يقول سعود
ــــ
والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ... الله أكبر
كبر الإمام للركوع وبطمأنينة وخشوع ركع جميع المأمومين بما فيهم سعود وخالد
أثناء ركوع سعود سقط من جيبه مئتين ريال فوق السجادة .. وما لاحظ سعود المئتين الي اسقطت من جيبه بسبب خشوعه .. وفي هذي الاثناء التقط الطفل الي بجانب سعود المئتين ريال واخفاهم بجيبه .. خالد كان منتبه للي صار وشاف الطفل وهو يسرق المال
سلم الإمام وسلم المأمومين
يبه يبه ما شفت الي جنبك وهو ياخذ الفلوس
انتبه الطفل لصوت خالد ..سلم على جماعة المسجد وطلع قبل لا يلحقه خالد او سعود
أكمل خالد حديثه : يبه الطفل سرق فلوسك يوم ركعت ..
طلب سعود من خالد السكوت : يا خالد يكفي لا تتكلم كثير عنه .. لأنك انت ما تعرف ليه أخذ الفلوس انت ما تعرف هل هو محتاجها هل امه تعبانه هل اخته مريضة هل ابوه عاجز .. شف يا ولد محد يسوي الي سواه داخل مسجد الا انه محتاج وحاجته اجبرته يسوي كذا .. عشان كذا لا تحكم على الناس من مظاهرهم والحين ابيك تروح للطفل وتتبعه من دون ما يدري عنك واعرف لي مكان بيته ومن ثم تعال لي في مطعم عمك ابو بدر بسرعه
إن شاء الله يبه .. يقول خالد كذا وعرف ان ابوه كبير بأخلاقهــــــ
كان الطفل متجه لبيتهم وما كان يعرف ان الي خلفه ويتبعه هو خالد لأن خالد كان حريص انه ما يظهر أي صوت او أي حركة للطفل عشان ما يهرب
بالفعل وصل الطفل لبيتهم الي مستحيل حد يسميه بيت لأنه كان قديم وواضح انه بينهدم في أقرب وقت ممكن ..
ضرب الطفل باب بيتهم وانفتح له الباب ودخل البيت
ــــــــــــ
يوم تأكد خالد من عنوان البيت رجع ادراجه لمطعم عمه ابو بدر
وهناك قابل ابوه الي كان محضر وجبتين عشاء واحد لبيتهم والثاني لــ
خالد انا بسبقك للبيت وانت مطلوب منك توصل هالأكل لبيت الطفل الي عرفت وين بيته يقول سعود
تعرف يبه احمد ربي ان لي ابو مثلك يعلمني كيف نتعامل مع الناس ..
أخذ خالد الأكل من أبوه وراح لبيت الطفل .. ويوم وصل للبيت ضرب الباب
كان يوسف وأمه وأخته بدرية جالسين بالصالة يوم اسمعوا صوت الباب
بدرية لا تفتحين الباب .. يقول يوسف
ليه يا يوسف تقول لاختك كذا فيه شي صاير أكيد ..
لا يمه ما صار شي بس .. الوقت متأخر الحين
خلك هنا يا بدرية انا بروح اشوف الباب .. تقول لها امها
مين على الباب .. الام تقول
أنا خالد جاركم وأمي أرسلتني أعطيكم هالعشاء بمناسبة رجوع ابوي
خالد .. خالد .. خالد الأم تفكر من هو خالد
قرب يوسف من امه وقال لها : مين الي يضرب الباب
يقول انه جارنا واسمه خالد
انتبه يوسف للأسم وحاول انه يهرب
اطلبت امه منه انه يستقبل الولد وياخذ منه الأكل لأنها تعرف أن ما عندهم أكل ولا شي
فتح يوسف باب بيتهم وطلع لخالد الي أول ما شافه حس بقهر كيف يسرق الفلوس من المسجد
لكنه يوم شافه وشاف بيتهم وثيابه القديمة تذكر كلمة أبوه وعرف ان يوسف طفل فقير يحتاج من يعتني فيه
السلام عليكم انا خالد وهذا هو الاكل لي وصتني امي عليه يقول خالد
شكرا يا ولدي وربي يخليك لامك ويبارك فيك تقول الأم
كان يوسف منزل راسه للأرض دايم وخايف من خالد
لكن خالد حط ايده على راس يوسف وقال له : يالله أشوفك وقت ثاني يا بطل
أنا بطل !! كيف يقول لي كذا وانا الي سرقت فلوسهم .. وش اسوي طيب انا الحين .. وهالفلوس ما اخذتها الا عشان اختي الي مو محصله ملابس ولا جزمة للمدرسة وانا رجال البيت لازم اهتم واجيب الفلوس لهم
نادت الأم يوسف عشان يدخل وياكلون الي جابه لهم خالد
في الصالة تجمع كل من خالد وعائشة وسعود على العشاء
وكانت امل بقربهم تناظرهم بعيون طفله
بالجانب الاخر كانت بدرية وامها منشغلين بالطعام واما يوسف فكان يفكر بالي سواه خالد معهم
يمه باقي يومين ويجي قرقيعان .. ممكن اطلع مع البنات وألبس البخنق وأقرقع تقول بدرية
وش تقولين انتي كبرتي عن هالامور وما فيه طلعه انا من عمري ما خليت حد يشوفك والكل يتمنى يشوفك لكن ما احب ارخصك لحد .. ما فيه طلعه تقول الأم
ضاق صدر بدرية الي كانت تتمنى انها تطلع وترفح عن نفسها اشوي لان كل صديقاتها بيطلعون ويقرقعون في هاليوم
ــــــ
بعد صلاة العصر انتظر يوسف خالد حتى ما يطلع من المسجد
طلع خالد مع عبدالرحمن من المسجد ويوم لاحظ خالد يوسف اعتذر خالد من يوسف انه ما بيكون معه بالعصرية
ما عليك يا صديقي انا بروح احضر الأغراض المطلوبة لبكرة يقول عبدالرحمن
قرب خالد من يوسف ومد يده له : السلام عليكم انا خالد
رفع راسه يوسف : وعليكم السلام انا يوسف .. قبل لا تقول لي شي حاب اقول لك شكرا لك ولامك وابوك على عشاء الامس ويبقى عندي سؤال .. ليه ما لحقتوني وبلغتوا الشرطة عني ليه ؟
مسك خالد يد يوسف : شكلنا بنطول كذا قدام المسجد تعال نروح لعاليه ونتكلم هناك
ــــــــــــ
قرب مبنى الخيول
الحين انت جايبني هنا هشان تقول لي الجواب يقول يوسف
طبعاً لا جبتك عشان امشيك واركبك الخيل
عندكم خيل هنا يقول يوسف
ايوه عندنا خيل وأفضلهم عاليه هي أقرب فرس لي
يطلب يوسف من خالد ركوب الخيل فحضر خالد سرج الخيل وجهز له احد خيولهم وامتطاه يوسف بمساعده من خالد
واثناء مسيرهم بالخيل قال يوسف : خالد أعرف ان ابوك الي كان بقربك بالمسجد بس ودي اعرف ليه تساعدونا انتوا ؟
تعرف يا يوسف أسهل شي على الواحد فينا انه يحكم على الثاني يوم ما تتوافق أفعاله مع الي يتوقعه منه او مع امر يخالف عاداته .. ابوي امس علمني شي اهم من اني احكم على الناس علمني اني ابحث عن النور الي بداخلهم لان هذا هو التحدي لي كرجل
ترك يوسف السراج وبدأ يبكي : يا خالد وش اقول لك عني وش اقول لك عن هالطفل الي تمشي معه انا جسمي جسم طفل لكن ابوي توفى وما بقى لي غير امي واختي الكبيرة . تعرف يا خالد امي دوم تقول لي سهل اننا نرجع ديننا للناس ذهب لكن الانسان يكون مدين لاخر العمر للي يعامله بكرم
اختل توازن يوسف وسقط من الخيل الا ان يد خالد اقدرت تمسك يوسف وترجعه للخيل
امسك السراج لا تطيح الان ههههههههه يقول خالد
ما عليك انا خيال والخيل على خيالها هههههه يقول يوسف
اثناء انشغالهم بالحديث قرب النخل ..
إذ بغبار قادم لهم ويصاحبه صوت غريب ومع مرور الوقت الغبار يتلاشى ويحل مكانه بياض لم يرى مثله خالد ولا يوسف من قبل وظل البياض يزداد نوراً مع الوقت
لم يكن يفتن خالد كفتنة الخيل له فهو جميل ويقدر الجمال
في هذه الأثناء حضر يوسف وشاهد ما شاهده البقية
خالد تشوف الي اشوفه ؟!! يقول عبدالرحمن
محد تكلم والتفت لخالد و يوسف وشاف انه متفاجئين من هذا الجمال
سكون عم المكان
لم يكن يقطعه سوى عدو الخيل المجنون
كان فارس الخيل يحاول السيطرة على الخيل لكن الخيل كانت تعانده ورافضه الانقياد له رغم الألم الي يسببه لها اللجام .. انظرت الخيل للسماء واصهلت بصهيل المجروح المتألم الفزعان
صاح خالد:عبدالرحمن الفرس حرة وتستغيثنا .. لازم نحررها من سارقها !!
توقفت الخيل امام خالد ويوسف مثل الصخر ما تحركت خطوة واحده للأمام
خاف الفارس من قرب خالد ويوسف وعبدالرحمن وضرب الخيل بعصاه عشان تتحرك
لكنها ارفضت التحرك
تركها ورجع دربه الي جاء منه وهو يركض ويطيح كذا مرة
ما بلغ مراده الفارس الا وخالد يحيطه بالفرس
من وين سرقت الخيل ؟ يقول خالد
ما جاوب الفارس
تقدم خالد بفرسه اكثر للفارس وارتفعت رجلين الفرس واصرخت الخيل بصهيل قوي غاضب وراحت رجلينها تتجه نحو الفارس الخايف
فصرخ بخوف سرقتها من عرب
ابعد خالد فرسه عن الفارس السارق : من وين هالعرب
قال الفارس : من غرب هالمدينة
كم لك من سرقتها يقول خالد
لي يومين وانا امشي فيها
قال خالد : انت ما تعرف ان سرقة الفرس مثل سرقة الروح لأصحابها ..تعرف راح ارحمك حتى غروب الشمس وان اغربت وشفت لك اثر في هالمنطقة راح اطعم لحمك للكلاب
هرب الرجل من خالد وهو يتمنى انه الشمس ما تخونه مثل ما خان الفرس المسروقة
اقترب يوسف من الفرس لكنها كانت تدور حول نفسها بجنون .. ابتعد عنها وتوقفت
خلها ياعبدالرحمن وخذ معك يوسف ... انا بعتني فيها الان .. يقول خالد
كان خالد يتأمل الفرس فقط وكان يشوف فيها جمال ما شافه من قبل في حياته .. وفي الاخير عرف ان افضل حل للفرس انه يبتعد عنها ومن ثم يعود لها ان اطمئنت
اغربت الشمس واختفى النور لكن نور الفرس ما اختفى
يا خالد من الخطأ ان نخلي الفرس كذا في الخارج يقول عبدالرحمن
قال خالد : خلها هي حرة ... أبي منك تاخذ يوسف لبيتهم وراح اقابلكم بكرة
رحل عبدالرحمن ويوسف وبقى خالد ما تحرك من مكانه وهو يتأمل الخيل وسهر بقربها وهو يسأل نفسه ليه هالخوف بداخلي ليه انا خايف هل انا خايف من اني اتعلق في هالخيل وهي مو لي او اني خايف ان اصحابها يطلبونها .. لأني أعرف ان لو كانت لي خيل بجمالها وضاعت لمضيت عمري كله ابحث عنها
لا نعلم ما يخبئ القدر لخالد وهل سيمضي عمره يبحث عنها فعلاً أم لا ؟ــــــ
ابن الأهدب
كان الجميع يتحاشاه وكانوا يتمنون التخلص منه في أقرب وقت إلا أن عبدالرحمن وهو ابنه يبقى سبباً لتحاشي كثير من رجال القرية الاصطدام به
فلقد حضر في يوم من الأيام رئيس الشرطة للمدينة ولفت انتباهه ابن الاهدب الي يمشي وهو متكبر وواثق من نفسه ويوم شعر ابن الاهدب برئيس الشرطة ما خاف وظل يمشي بنفس طريقته .. زاد من حيرة رئيس الشرطة عدم اهتمام ابن الاهدب فيه وطلب منه الحضور له
اقترب ابن الاهدب منه و ضرب رئيس الشرطة كتف ابن الاهدب ومن ثم دار حوله وما زاد هالشي في ابن الاهداب أي شيء بل زاده ثبات .. اخرج رئيس الشرطة سلاحه ولم يهتم ابن الاهداب بالسلاح
قرب رئيس الشرطة السلاح اكثر لجسم ابن الاهدب وما خاف ايضا
حتى ما تجمع الناس حولهم وزاد رئيس الشرطة بالضغط على كتف ابن الاهدب لكنه عرف انه مهما فعل ما راح يقول ابن الاهداب كلمة آآآآه ابدا
من وين انت يسأل رئيس الشرطة ابن الاهدب
انا من هذه المدينة يقول ابن الاهدب
طلب رئيس الشرطة من ابن الاهداب مرافقته
بعدها غاب ابن الاهدب
.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت بدرية تتحدث مع نفسها وتقول : اقترب العيد واقترب زمن البسمة والفرحة
اقترب العيد مع اقتراب فصل الربيع اقترب جمال الخضرة والنخيل اقترب جمال البدر والنجوم لكن أكيد فيه جمال أبلغ من كذا مهما كان فجمال الطبيعة جماد لكن جمال الروح جمال وإشراق والروح هنا روح لقيا روح الرجل بالمرأة
متى راح اشوف الرجل الي أنعجب فيه متى راح اشوف الرجل الي يبفتني عن هالطبيعة وجمالها .. معقولة فيه انسان جميل واجمل من الطبيعة وهل اتوقع انا ان الرجال يعيشون مدللين مكرمين .. لا لا لازم فيه رجل يسرقني من عالمي وجماله وهو موجود اكيد .. لكن كيف راح اشوفه انا مش رجل اخالط الرجال واشاهدهم .. ليتني رجل !! ..
اصمتت بدرية حتى ما انقزت من مكانها وهي فرحانه تضحك : أخيرا حصلت فكرة اقدر من خلالها اطلع بيوم القرقيعان .. أكيد بكرة محد راح يجلس ببيتنا وأمي بتروح لبيت الجيران تخدمهم وتنظف بيتهم .. وان فضى البيت راح ألبس ملابس دحوم واتنكر فيها على اني ولد ومن ثم اختلط مع البنات والاولاد الي يحتلفون بالقرقيعان وقتها اقدر اشوف الاولاد واشوف الي بيسلبني قلبي !!
ــــــــــــــــــــــ
عصر يوم القرقيعان
انتشر الأولاد والبنات في كل بيت يغنون بأغنية القرقيعان واختلط الفقير والغني في هاليوم لكن أكثر من سرق قلوب الناس وأخذ الكثير من الحلويات والمكسرات والمال هو ذلك الفتى الي لو تجمعت الطبيعة بفتنتها لما بلغت جماله وإبداع خلقه
كان كل من شافه يندهش من جماله الغريب وكان كل من يمر عليه يتوقف مذهول وكأنه يسأل من يكون هذا ؟ هل هو ملك ام هو أخ للطبيعة الجميلة .. أم هو هدية من الله لننعم بالجمال ونراه !!
وما كان هذا الشاب سوى بدرية !! الي اطلعت من بيتهم تشارك الجميع فرحة القرقيعان بعد ما تنكرت بملابس عبدالرحمن وكل هذا من اجل ان تبحث عن الجمال الي يفتنها ..
للأسف لم تجد بدرية أي شاب يفتنها لأنها كانت تنظر للجمال بمقياس خاص فيها
لازال الاولاد والبنات ينتقلون من بيت لبيت عشان القرقيعان حتى ما اقترب غروب الشمس
في العودة حبت بدرية انها تسلك طريق غير الي فيه ازدحام من الناس عشان محد يحس فيها
لكن فيه أمر غريب صار !!
انتبهت بدرية أن فيه فتاتين يقتربون لها بخطى متعثرة وواضح الاحراج الي كان على الفتاتين
اقتربوا الفتاتين لدرجة انهم ما عرفوا ان هالشاب هو بنت مثلهم لكن الاغرب من هذا ان الفتاتين لما اقتربوا وتأملوا عين بدرية اصابهم ضعف ودوران وفقدوا توازنهم واسقطوا على الارض حتى غابوا عن الدنيا وما فيها !!!
بدرية خافت من الي صار قدامها وكان امنيتها تعرف مين هالبنتين ومن أي عايلة لكنها خافت انها اطول اكثر ويتجمعون الناس حولها وينكشف سرها .. لكن قلبها انسرق لاحدى الفتاتين وتأملت في ملامحها لعلها تتعرف عليها لكنها اكتشفت انها ما شافت أي وحده منهم من قبل
كان على وجه الفتاتين جمال طبيعي وعزة غريبة وكانت ثيابهم بتطريز واحد وشكل واحد وهالشي يدل على انهم قريبتان او اختين وكان واضح ان اللباس كان غالي السعر
انظرت بدرية للبنتين بنظرة شفقة وكانت تعزي نفسها بانهم لازالوا احياء لاثر التنفس
انزعت اهم هديه عندها خاتمها وألبسته احد الفتيات الي سلبت قلبها
انقلب الاشفاق عليهما لحب غريب غير مفهوم !!!
ما اطالت بدرية في الجلوس قرب الفتاتين لانها احست بقرب اقتراب الناس لهم فارجعت لبيتها وهي تمني نفسها بان احد الفتاتين تشوف الخاتم وتتعرف عليها من خلال الاسم المكتوب بباطن الخاتم ...
ــــ
سر الفتاتين
لم تكن الفتاتين الي انصدموا من منظر بدرية غير شابين جميلين وهم خالد و عبدالرحمن ومثل ما قلنا في السابق ان خالد وعبدالرحمن جميلين للغاية ويقدرون الجمال وأهله
لذلك تنكروا بزي فتيات كي يبحثون عن فتاتين يسرقون ألبابهم من صدورهم
لكن خاب ظنهم وفي رجعتهم لبيوتهم رأوا بدرية بزي رجل فكان منظرها مثل الطعنه للقلب وما كان جمال بدرية يفقدهم وعيهم الا لانهم ادركوا حقيقة الروح الي طغت على مشاعرهم
وكان الي يواجهونه هو الحب .. الحب الروحاني الخالص الي يتسامى عن شهوات الجسد
وهذا الحب لمس مكنون قلبهم حتى انطلق في أرواحهم فضلوا الطريق في هذا العالم لأنهم يبحثون عن قرين لهذا الجمال في الطبيعة في الزهور في الانهار فلم يجدوا غير هذا الوجه الملائكي الاجمل على ظهر هذه الارض .. حينها لا غرابة ان ذهلت الروح وغابت العين ورحل الاحساس عنهم فيصرعان وكأنهم فراشات تقذف بنفسها للنار كي تموت
بعد فترة استطاع خالد وعبدالرحمن الاستيقاظ والعود للرشد من بعد ما اكتشفوا ان الليل اصبح رداء لهم والنجوم حراسهم
لم يكونا يذكران أي شيء عما حدث ولا يعلمون لما هما هنا في هذه الارض ولما غابا عن الوعي ما وجدوه خفقان بالقلب فقط وفتور عام في جسديهما
ودع كل واحد منهم اخاه وانطلق لبيته كي ينام
مضى يوم ويومان وأسبوع وعبدالرحمن لازال غائب عن خالد
خالد الذي كان مشغول بتلك الفرس التي رفضت الطعام لمدة يومين متتاليان
لم يستطع احد ان يحركها او ان يطعمها حتى ان سعود قرأ عليها قوله تعالى ( والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا وإنه على ذلك لشهيد إن الإنسان لربه لكنود .. )
لكنها لم تتغير
كان سعود متعجب من جمالها بعد ابنه خالد لكنه لم يستطع ببوح ذلك لمنصبه ولعلمه
لكنه لم يستطع ان يوقف التفكير فيها
ففي ثالث يوم استيقظ سعود وشاهد ابنه في الحوش نائم يرعى الفرس وعندما نظر للفرس نظر لبدر لا يعرف الخسوف ابداً اقترب منها اكثر وزاد نورها كلما اقترب منها حتى بدأ يتأملها وتذكر مقولته بان الخيل من معجزات الله وما زاد يقينه بهذا الا عندما شاهد الفرس عاد لبيته قبل ان يستيقظ ابنه خالد
علم سكان المدينة بخبر الفرس وزاد عدد الزوار لها والمنبهرين من جمالها
في رابع يوم خاف الجميع من فقدها لانها لم تأكل ولم تشرب
خالد لم يتحمل رؤية الفرس وهي بهذا الوهن والضعف فهو لن يتحمل فراقها ابدا
وعند الليل عزم خلد على الاقتراب من الخيل فاقترب واقترب وظن انها مستسلمة فهي لا تتحرك رفع يده ولمس وجهها فنظرت إليه وأصبح وجهه مقابل وجهها
انحدرت الدموع من عيني الفرس فبكى خالد معها لشيء بقلبه
التقط خالد سطل ماء قريب منه وبدأ بغسل الفرس واطلق عليها اسم البدري
غسل خالد وجه البدري وبلل فمها فأخرجت لسانها لتلحس الماء فرفع لها الماء واختفى رأس البدري في السطل قليلاً
تعذب خالد من سماع صوت حشرجات أنفاسها وهي تشرب الماء
اقترب سعود من ابنه الذي كان مسرور لما فعله
واقتربت عائشة التي حضنت ابنها لحسن سنيعه
ذهبوا جميعا لرؤية الخيل فوجدوها تنظر لهم وبدأت الخيل بالاقتراب لهم حتى وصلت لخالد وسعود وعائشة فأنزلت رأسها كشكرِ لهم
فسعدوا لذلك وفرحوا كثيراً
نام خالد قرب الخيل وفتح الباب لها كي لا تحبس
وعند الفجر أحس بأنفاس دافئة تلفح وجهه ففتح عينيه ليرى جمال الله في وجه البدري ويرى تلك العيانان السوداوين الناعستان
عندها علم ان البدري اطمئنت وارادت النوم الان لأول مرة منذ أن قدمت....
ترقبوا تكملة الجزء الثالث اليوم
|