المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
حوار دافئ
هل تذكرون الصفحات الجميلة و التي تعبق بالعاطفة في المجلات و الجرائد القديمة ؟منتدى ليلاس الثقافي
أقصد الصفحات التي تخاطب القلب بطريقة سحرية
هل تتذكرون صفحة حوار دافئ في جريدة الرياضية مثلا ؟
لقد بحثت عن تلك الصفحات و لكن دونما جدوى . حتى إنني تمنيت أن أحصل ولو على صفحة واحدة.
كانت قصص عبير و أجاثا كريستي و غيرها مساحة خاصة في حياتنا.
لقد كانت مرحلة المراهق في ذلك الزمن ينعزل في إحدى تلك الزوايا الهادئة عاكفا على الرسم و القراءة و حتى لو لم تكن له هواية فتراه في حالة تأمل و شعور أشبهه بالتالي (عندما يحزن يريد من الجميع أن يتعاطفون مع حزنه و عندما يفرح يريد من الدنيا أن تغني معه لحنه السعيد ).
أعتقد أن ظروف تلك الأيام ساعد ت في تكوين ملامح تلك المراهقة.
بهذه الكلمات أنهت صديقة حياتي كلماتها عن مرحلة عشناها معا بحلوها و مرها و هي مراهقة أيام الثمانينيات . لقد كبرنا الآن و أصبحنا سيدات , لكن ما زال تأثير تلك الفترة مستمر .
ماذا لو بحثت لها عن إحدى تلك الجرائد و أعطيتها لصديقتي كتذكار عند وداعها الأسبوع القادم .
شرعت في البحث فورا , حتى أنني سألت صديقاتنا جميعا , و لكن دونما جدوى . و يبدو أن فكرتي قد لاقت قبولا عندهن و قررن أن يقدمن هدايا من زمن الطفولة و المراهقة .
منتدى ليلاس الثقافييئست من العثور على تلك الصفحات . و لكن بالمصادفة كانت أختي تخرج درج من مكتبها القديم فوجدت صفحات قديمة من جريدة استبشرت من لونها فلم يكن أبيضا . فتحت الجريدة و إذا هي صفحتي حوار دافئ من جريدة الرياضية . قرأت فيها بعض الخواطر لكاتبة باسم مستعار عاشقة السهر , كانت خواطرها تفيض بالعاطفة , يالذلك الزمن الجميل . و لم أضيع أي وقت فذهبت مباشرة لصديقتي وبدون أي كلمات أعطيتها الظرف و عندما فتحت الظرف وجدت الصفحات فرحت كثيرا و عندما فتحت صفحة حوار دافئ دمعت عيناها بغزاره , استغربت من ردة فعلها و لكن زال استغرابي عندما علمت أنها هي نفسها عاشقة الليل و ياللغرابة كانت المشاركة الوحيدة لها و لم تعلم أنه تم نشرها . قالت صديقتي إن فرحتي بنشرها لم تقلل منها كل تلك السنين إنني أشعر بالفخر و العرفان و كل المشاعر الجميلة و صحيح أن المشكلة فينا و الزمن لا علاقة له بما صنعنا بأنفسنا .
|