المنتدى :
المرأة والزينة
أنفك .. دليلك لاختيار الشريك المناسب
أنفك .. دليلك لاختيار الشريك المناسب!
عندما تغنت المطربة المعتزلة سعاد محمد بأغنيتها "مين السبب فى الحب.. القلب ولا العين" متسائلة عن السبب الذى يجعل المرأة تعجب برجل دون آخر، ويجعل الرجل على استعداد أن يفدى بروحه امرأة معينة دون غيرها، حصرتنا وكاتب الأغنية بين خيارين لا ثالث لهما وهما إما القلب باعتباره المسئول عن المشاعر والأحاسيس، أو العين باعتبارها هى التى ترى وترصد الجمال.
وطوال هذه السنوات لم يستطع أحد حسم هذه القضية الجدلية التى تشبه الجدل حول أيهما أقدم البيضة أم الدجاجة، والمفاجأة التى كشفها لنا العلماء أخيرا حول السبب فى الوقوع فى الحب كانت مدهشة للجميع، وصادمة أيضا لصاحبة الأغنية وكاتبها، إذ تبين أنه لا القلب ولا العين مسئولين عن الوقوع فى الحب، بل إن رائحة الجسد الطبيعية هى المسئولة عن انجذاب الشخص لشريك حياته!
رسالة غامضة
قد تبدو هذه النتيجة من أول وهلة غير مقنعة لكل من جرب الحب وعاش آلامه، لكن عندما نتعرف معا على الدراسات العلمية المدعمة بالبراهين والتى أثبتت دور رائحة الجسد الرئيسى فى الوقوع فى الحب سوف ندرك حقيقة ما توصل إليه العلماء ونقتنع به تماما.
لكن قبل أن ندخل فى تفاصيل هذه الدراسات تعالوا بنا نتعرف على رسالة غامضة تعد من أغرب رسائل نابليون بونابرت لزوجته والمتعلقة بموضوعنا.
هذه الرسالة أرسلها نابليون العائد من أحدى معاركه منتصرا إلى حبيبته جوزفين يبلغها أنه فى الطريق إليها لتستعد لاستقباله ومشاركته ليلة غرام ساخنة.
إلى هنا والرسالة عادية جدا، لكن الغريب فيها هو جملة الختام التى ناشد فيها حبيبته ويرجوها ألا تستحم!
وقديما لم يتوقف المؤرخون أو الباحثون قليلا أو كثيرا أمام هذه الرسالة القصيرة ولم يلتفتوا أصلا لهذا الطلب الغريب لنابليون من حبيبته بألا تستحم، ربما لأنهم اعتقدوا جميعا أن فى حياة نابليون وحروبه وغرامياته ماهو أهم وأعمق من مثل هذه الحكاية وهذا الطلب الغريب، ولم يملك أحد من هؤلاء جميعهم رفاهية التساؤل أو جرأة التفتيش عن تفسير طلب رجل من الحرب مجهدا ومنهكا إلى أحضان امرأته فيصبح كل ما يبغيه ويركز عليه ويشتهيه عند لقائه هو ألا تستحم قبل لقائه.
رائحة الأنثى
ومن بين كل حكايات نابليون بونابرت التى لا أول لها ولا آخر سواء فى ميدان القتال أو الفراش، ظلت هذه الرسالة تحديدا بلا معنى أو قيمة حتى وقت قريب، حيث أخرجها العلماء أخيرا من كتب التاريخ وأخذوها معهم إلى معامل الطب ومراكز أبحاثه لدراستها بشكل علمى.
ففى الولايات المتحدة اهتمت الأكاديمية الوطنية للعلوم بدراستها وتطبيق محتواها على الحيوانات، فثبتت أن الذكر فى عالم الفئران يختار أنثى تملك جهاز مناعة مختلفا عنه لترافقه، ويعرف ذلك عن طريق رائحة هذه الأنثى، ثم جاءت الدكتورة كارول أوبير فى جامعة شيكاغو وانتقلت بأبحاثها ودراساتها من الفئران إلى الإنسان وبدأت تكتشف أننا نقع فى الحب اعتمادا على رائحة الآخرين، وربما كان نابليون العائد من الحرب لا يبحث عن جوزفين نفسها ولا يشتهى جمالها أو جسدها، وإنما كان عائدا إلى رائحتها وهو ما جعله دون أن يدرك أو يقصد يطلب منها ألا تغتسل لتحتفظ برائحتها التى كانت سببا فى وقوعه فى غرامها أكثر من أى امرأة أخرى!
بصمة الرائحة
هكذا وضع العلماء نهاية للغموض الذى ظل ملاصقا لهذه الرسالة قرونا طويلة، فلم تعد تشكل لغزا امام من يقرأها، لكن نتائجها مازالت تحير البعض، حيث توصل العلماء من خلالها إلى أن الرائحة الطبيعية المميزة لكل فرد هى السبب وراء إطلاق كيوبيد الغرام لسهام الحب نحو شخص معين.
وبناءعلى ذلك يمكننا القول إن أنف المرأة هو دليلها للرجل المناسب لها، حيث أكد فريق البحث الأمريكى بإشراف الدكتورة مارثا مكلينتوك من جامعة شيكاغو أول دلائل ملموسة على ذلك، بعدما قاموا بدراسة على أكثر من 500 امرأة طلبوا منهن شم ملابس ارتداها رجال لليلتين متتاليتين، وتحدد كل امرأة بعد ذلك رائحة القميص الذى جذبها، وكانت النتيجة أن المرأة ترغب فى أن يمتاز زوج أو شريك المستقبل برائحة قريبة من رائحة جسد أبيها، والسبب فى ذلك هو أن الرجل صاحب الرائحة القريبة من رائحة أبيها يمتلك جهاز مناعة متناسبا ومتلائما مع جهز المناعة لديها، كما يعنى انجذاب النساء للرائحة القريبة من رائحة الأب أن المرأة تسعى إلى ضمان أن يكون ابناؤها محميين بجهاز مناعة معروف ومجرب كما هو حال جهاز المناعة فى الأب.
وعلميا تسمى الرائحة الطبيعية التى يفرزها جسم الإنسان بـ "الفيرومونات" وسبب اختلافها من شخص لآخر هى أنها تحمل المورثات المتصلة بجهاز المناعة.
رائحة الخصوبة
ونفس الشئ يحدث عند الرجل أيضا ولكن بشكل أكبر، ففضلا عن انجذابه لرائحة جسد امرأة معينة، فهو أيضا يمكنه تميز الفترة التى تكون فيها المرأة فى قمة خصوبتها عن طريق رائحتها، حيث تكون بالنسبة لها فى تلك الفترة ذات رائحة الطف واجمل وأكثر جاذبية، مما يؤكد أن الأنف يلعب دورا مهما فى حياتنا الزوجية، وتعد هذه الرائحة من المثيرات التى تحفز الرجل على لقاء زوجته، ومن خلالها أيضا يمكنه أن يعرف إذا ما كانت زوجته فى أقوى حالات خصوبتها من أيام الشهر حت يمكن حدوث الحمل أو تجنبه.
وقد توصل لهذه النتيجة علماء جامعة تكساس بالولايات المتحدة، بعد أن أجروا دراسة على مجموعة من 20 امرأة طلبوا منهن ارتداء قمصان نومهن لمدة ثلاث ليال متتالية، على أن تكون هذه الليالى الأكثر خصوبة، كما طلبوا منهن بعد ذلك ارتداء قمصان نوم أخرى خلال الأيام الأقل خصوبة.
ولم يسمح الباحثون لهن فى جميع الأحوال وضع مساحيق التجميل أو الروائح حتى لا تضيع رائحة الجسم الطبيعية.
ثم قام العلماء بعد ذلك بترقيم القمصان وتصنيفها لتوزع على مجموعة مكونة 50 رجلا وطلبوا منهم تقييم القمصان من ناحية كثافة وحلاوة وجاذبية رائحة كل قميص منها على حدة.
وكانت النتائج صاعقة، حسب قول العلماء، حيث وجدوا أن رائحة القمصان التى ارتديت خلال فترة الخصوبة من الشهر عند النساء كانت المفضلة عندهم بنسبة عالية.
وبناء على ذلك توصل الباحثون إلى أنه للتغيرات الهرمونية التى تحدث للمرأة خلال الدورة الشهرية دور ملموس على تغير رائحتها فى كل مرحلة من المراحل الزمنية التى تمر بها.
وتتطابق نتائج هذه الدراسة مع نتائج دراسات أخرى أكدت أن الرجال الذين يشتمون رائحة شريكاتهم فى الحياة ربما يرصدون رائحة خصوصا تنبعث منهن خلال فترة الإخصاب الشهرية.
وكانت دراسة الفريق البحثى بقيادة البروفيسور جان هافليسك عالم الأنثروبولوجى بجامعة تشارلز فى براغ إحدى هذه الدراسات أكدت أن الرائحة الأكثر جاذبية للمرأة تنبعث خلال فترة الخصوبة.
ويقول البروفيسور هافليسك إن نتائج فريقه تشير إلى أن الرجال يمكنهم استخدام حاسة الشم كآلية لمعرفة فترة الخصوبة عند زوجاتهم، وهذا الأمر يعد مفيدا جدا بالنسبة للأزواج الذين يريدون زيادة فرص الإنجاب أو تجنب حدوثه.
تأثيرات الحب على المخ
صدق المثل القديم الذى يقول بأن الحب أعمى، أى أنه يصيب صاحبه أحيانا بالتسرع فى اختيار شريك حياة غير مناسب، ولكن معذور هؤلاء الذين يصيبهم الحب بالعمى أو سوء الاختيار، حيث اكتشف علماء بجامعة "لندن" أن الوقوع فى الحب يؤثر بالفعل على الدوائر العصبية الموجودة بالمخ التى لها وظيفة التقييم الاجتماعى للأشخاص الآخرين، حيث تتوقف هذه الدوائر عن العمل عندما يقع الإنسان فى الحب، وهذا التأثير يفسر أسباب تغاضى بعض الأشخاص عن أخطاء من يحبون.
ويؤكد لنا صحة المثل الذى يقول "الحب أعمى". ومن جامعة بيزا الإيطالية جاءت دراسة أخرى تؤكد ماسبق وتقول: إن الحب يؤثر على كيمياء المخ بشكل لا يجعلنا نرى معه عيوب من نحب، حيث يقل هرمون التوستستيرون "هرمون الذكورة" عن معدلاته الطبيعية عند الرجال، بينما يزداد عن معدلاته الطبيعية عند النساء.
وتقول الدكتورة دوناتيلا مارازيتى بجامعة بيزا إنه فى حالة الوقوع فى الحب يصبح الرجال بشكل ما أكثر شبها بالنساء وتصبح النساء أكثر شبها بالرجال، فيبدو الأمر وكأن الطبيعة تريد أن تمحو مايمكن أن يكون اختلافا بين الرجال والنساء لأن الحياة فى هذه المرحلة أكثر أهمية.
خلاف بين أطباء القلب والعيون
على الرغم من أن الدراسات الحديثة قد حسمت بالدليل العلمى العامل المسئول وراء وقوع الإنسان فى الحب والذى يتمثل فى الأساس فى رائحة الجسد، فإن خبراء طب القلب والعيون مازالوا مختلفين فيما بينهم، فعلماء طب العيون يرون أن العين هى السبب فى الحب ويبرهنون على ذلك بأن العين هى المدخل الرئيسى الذى يغذى المخ بما يفكر فيه والقلب بما يشعر به، ويضيفون بأنه إذا كان الحب يعمل على حدوث تغيرات كيميائية فى الدم حيث يزداد هرمون الأدرنيالين، ويكون الجهاز العصبى السيمبساوى أكثر نشاطا، فإن له تأثيرا أكبر على العين أيضا، حيث أنه من الممكن أن تؤثر الانفعالات العاطفية على الشبكية، ففى أصحاب العيون الضيقة والصغير ومن عندهم بعد نظر ترتفع حذقة العين ارتفاعا حادا وربما تأتيهم المياه الزرقاء وتحدث إصابة فى العصب البصرى.
أما اطباء القلب فلديهم ادلتهم أيضا على أن القلب يعشق قبل العين، منها الحب بين المكفوفين، والحب عبر المكالمات التليفونية ومحادثات الإنترنت، هذا بالإضافة إلى تأثيرات الحب على القلب حيث إنه يسرع ضربات القلب وذلك فى حالة اللهفة، واثناء عملية الحب يعمل القلب 5 أضعاف طاقته، فإذا كان يضخ 5 لترات دم فى الدقيقة ففى حالة الحب يضخ ما بين 20 إلى 25 لترا فى الدقيقة.
- لكل جسم رائحة طبيعية تميزه عن غيره تسمى الفيرومونات والمرأة غالبا ما تفضل الارتباط برجل له نفس رائحة أبيها
- رسالة نابليون لزوجته بألا تستحم قادت العلماء لمعرفة السبب الرئيسى فى الوقوع فى الحب
- أنف الرجل يمكن أن يكون دليله لمعرفة أكثر الأيام خصوبة عند زوجته... حيث تنبعث منها رائحة أكثر جاذبية
|