كاتب الموضوع :
الاميرة ايما
المنتدى :
الارشيف
الفصل الاول
الشيك بدون رصيد مرفوض من البنك كان نص البرقية قصيرا وواضحا وأخذت جوانا تفكر في الطبيعة الحريصة التي تتميز بها أمها ماجي لكن إحقاقا للحق فقد اتضحت لها الأمور الآن تماما فلقد وقعت هي وأمها ضحيتين لعملية نصب محكمة هكذا وبكل سهولة عندما فكرت جوانا في الأمر علي هذا النحو ،انتابتها فجأة رغبة في الضحك .إنها الصدمة في الغالب وبحركة عنيفة راحت تدس تلك الورقة في جيب معطفها بعد برهة من الوقت أدركت الفتاة الشابة أن تلك البرقية لايمكن ان تكون نتيجة خطأ وقع فيه البنك وداخلها يقول إن المسؤلية تقع علي عاتق شارلز فهو الذي أعطاهما شيكا بغير رصيد هذا هو كل مافي الأمر.
راحت جوانا تتكئ علي نافذة حجرة الفندق وهي غارقة مع أفكارها أخذت نظراتها تتسلل حتي وقعت علي الحديقة العامة الموجودة بالأسفل وقد تشبعت برطوبة المطر مطر شهر فبراير الله وحده يعلم كم أن البرودة قارسة في الخارج بل حتي في هذه الحجرة حيث المدفأة العاجزة دوما عن بعث الدفء بالمكان .انتابت جوانا قشعريرة من البرد فراحت تضم المعطف بقوة حول جسدها كيف يمكنها التفكير وسط هذا الشتاء اللندني فهناك في موطنها بأستراليا لم تكن جوانا لتتخيل أبدا أن يكون الشتاء بمثل هذه القسوة التي تفتك بالجسد وبالتفكير وخرج من فمها زفير عميق راح يضبب زجاج النافذة أمامها فراحت المراء الشابة بوحي رغبة ألمت بها فجأة ترسم حروفا علي تلك المساحة المضببة فكتبت غبيتان نعم فهي وماجي ليستا سوي غبيتين مسكينتين .رويتون ...رويتون الجواهريأتتذكرينه جوانا أخذت المرأة الشابة تتذكر كلمات أمها .لقد كلفت ماغي الكثير بسبب شغفها الذي لاحدود له حيث سلبت منها أروع قطعة من حليها تلك القلادة ذات حجر الزفير الاسود _نوع من الاحجار الكريمة _التي لاتقدر بثمن .لقد حدث هذا علي الرغم من أن ماجي ليست حديثة العهد بالمهنة فهي ليست امرأة ضليعة تماما بكل خبايا مهنتها فقط :تجارة الزفير ،بل هي أيضا خبيرة متمكنة في كشف الأحجار المزيفة لكن كان من الواضح أن أمها قد اصطدمت هذه المرة بمن يفوقها ذكاء حين التقت ب شارلز ميللر أو ربما تكون خدعت بالشهرة الواسعة لبيت جواهر رويتون بحيث تخدرت تماما كل حواسها وفطنتها .مسكينة ماجي ولكن الخطأ ليس كله خطأها ف جوانا أيضا قد وقعت في حبائل شارلز فلقد تخيلت أنها هنا في لندن ستأسر أصحاب رويتون بجواهرها التي تصممها وتصنعها وأنها ستجني ثمار كل ذلك نقودا وشهرة واسعة ربما يكون ذلك النجاح المتوقع قد أسكرها كيف لا بعد تلك الشهرة المشرفة التي اكتسبتها عندما عرضت تلك القلادة الشهيرة في هذا المعرض الأخير الذي أقيم لصانعي الجواهر في سيدني لقد كان هذا المعرض هو المناسبة التي تعرفت فيها ب شارلز ميللر وكيف تنسي ذلك القاء حين نالت أول أستحسان لتحفتها حيث أتاها ليعرفها بنفسه طويل أشقر يمشي مشية رجل يثق بنفسه وبجاذبيته أما هي فقد أثرت فيه بلا شك بشعرها الطويل العسلي وقوامها الممشوق في ذلك الثوب الحريري الأسود الذي كانت ترتديه لقد أحست المرأة الشابة بذلك في نظرات الأعجاب التي بدات في عينيه الزرقاوين حين راح يتفرسها من أخمص قدمها وحتي أعلي رأسها فهي لم تزل في الرابعة والعشرين من عمرها ولم يكن من المستغرب أن تروق في عينالرجل مع أن نظراته الناعسة رغم جاذبيتها لم تكن هي بالتحديد السبب الذي أدار رأسها .إنما الذي أدار رأسها حقا أن شارلز ميللر الوريث الحالي لمؤسسة رويتون هو الذي قال إن تلك القلادة هي أروع ما شاهده منذ زمن طويل .
كان ذلك اللقاء هو بداية ذلك الحب الساذج بينها وبين شارلز أو بمعني أدق ذلك الغزل المتبادل بينهما لأنه في الحقيقة لم يكن بينهما سوي بضع وجبات من العشاء كما قد خرجا معا مرات معدودة لم يدم كل ذلك سوي ثلاثة أسابيع وهي الفترة التي قضاها شارلز في أستراليا أما بالنسبة ل جوانا فقد كانت ثلاثة اسابيع من الأحلام الوردية حيث قد بهرها اسم عائلة رويتون ووعود شارلز ولفتاته الرقيقة وخصوصا تلك النهاية الفريدة حيث أخبرها شارلز برغبته في شراء قلادتها وهو ما كان شيئا طبيعا انذاك حيث كان ينوي كما قال لها أن يقوم بعرضها في صالون عرض سيقام بلندن حيثتعرض أعمال كبار صانعي الجواهر وهي قفزة لم تكن جوانا لترفضها أبدا حتي اتت إلي لندن . خططت المرأة الشابة أن تقوم بزيارة بريطانيا بعد ذلك بأربعة أشهر فقد بهرها شارلز بالأخبار الجديدة حين عرض عليها أن تعمل لدي مؤسسة رويتون حيث قد تتخصص في تصميم المشغولات المرصعة بالزفير علي أن تستخدم أفضل الحجارة التي ستمدها أمها بها بالتاكيد كيف تشك بعد ذلك في صدق شارلز كما أن فترة الأشهر الأربعة كانت طويلة ولذلك قبلت العرض في الحال فلم تقاوم جوانا وسافرت إلي بريطانيا بعد ثمانية أيام من تلقيهالذلك العرض مدفوعة بتشجيع أمها الحار لها .
|