الفصل قبل الأخير ..
الفصل العشرون : الورقة الأخيرة ...
دفتري الوردي مليء بالأحلام ..
أوراقه البيضاء معكرة بالآلام ..
لا بأس سيبقى دفترا للذكريات ..
.
.
.
قلم ذهبي ذاك الذي خطها ..
.
.
.
طفولتي الجميلة بأحلى أراجيحي ..
صباي الفوضوي بأغبى تصرفاتي ..
مراهقتي الغريبة بأعتى أفكاري ..
ريعاني المرح بأرق أحاسيسي ..
شبابي الغريق بأبسط همومي ..
مستقبلي المجهول بأجمل آمالي ..
.
.
.
خطها بلا استثناء ..
.
.
.
لعبي وحلوياتي ..
مقالبي وصراعاتي ..
مشاكلي و اضطراباتي ..
حبي وصداقاتي ..
واجباتي و التزاماتي ..
ظلامي و بعض أضوائي ..
.
.
.
..... و .....
.
.
.
ورقتي الأخيرة !!
ماذا عساي أن أكتب فيها ..
سؤال شغلني كثيرا منذ أول حرف خُط ..
أشكركم ..
أحبكم ..
تذكروني ..
أم وداعا ..
لابد أن تكون معبرة لمن سيقرأ دفـ ..... لحظة .
......... لحظة !!
.
.
.
ستُقرأ !!!!!!..
بكل تفاصيل كلماتها ..
إختلاجات حروفها ..
تلون خطوطها ..
لابد إذن من تنميقها ..
.
.
هكذا الدنيا ..
صحائف تكتب وتطوى ..
ستحاسب و تجازى ..
وأهمها الورقة الأخيرة ..
.
.
.
إلـــــــــهي ارحمني ..
إلـــــــهي أحسن خاتمتي ..
إلــــهي اجعل آخر أوراقي .......... قول لا إله إلا الله ...
يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :
وقف وتشبث بالحاجز وهو يلهث , كان حمل أمه طول هالمسافة وعبر الدرج وسط الزحام يعتبر مجهود كبير بالنسبة لجسمه , طالع في أمه واقفه جنبه بينه وبين أزهار وقال بداخله ~ عمر , خليك متماسك , إن شاء الله ما بيصير شي , إن شاء الله تجي المساعدة , عمير , عمير وينك ؟؟ لو غرقت السفينة كيف بيسبح ؟؟ هذا عمار الحمد لله , لمن نلبس ستر الـ .... ~ خرج من عمق أفكاره لمن مالت السفينة بعنف مفاجئ خلى توازنه يختل وتنفلت أمه من بين يدينه و أزهار تصرخ : مااااااااااامااااااااااااااا ..
صرخ بداخله برعب ~ لاااااااااااااااااااااااااااا ~ و مد يد اليسار بسرعة وقبض على يد أمه اليمين , لمن حس بثقلها بيسحبه تشبث في الحاجز ولفه بذراعه بقوة , غمض عيونه بقوة وهو يكتم آهته لمن حس إنه ذراعه بتنخلع من مكانها من قوة الجذب , حاول قد مايقدر يلهي نفسه عن صراخ الناس اللي بدأ يزداد بشكل مرعب ..
: بنتييييييييييييييييييييييييي ...
فتح عيونه على صرخة حرمة , شافها تهوي للحاجز ومن بعده للمجهول , انتبه من ذهوله لمن حس بأصابع أمه تنزلق من قبضته , أخذت ضربات قلبه تسرع وتسابق أنفاسه اللي تزايدت بشكل خرافي وهو يصرخ بداخله ~ أتوسلك ياااااااااااااربـــــ , لاتخليني أفلتها , أتوسلك ما أبغى أفقدها , أمييييييييييييييييييييييي ~ رص يد أمه بقوة , همست بضعف : عمر سيبني لا تطيح ...
هز راسه بلا وهو يقبض على يدها اللي كل مالها تتفلت أكثر , كان مقهور من الرؤية اللي بدأت تتشوش قدامه , قال بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمها تنزلق من يده شويه شويه , وبسرعة مفاجأة انفلتت منه وبدأت تتزحلق على الأرضية مع ناس كثير قبل ماتصدم في الحاجز صرخ بحرقة وهو يفلت يده بلا تردد : أمييييييييييييييييييييييييييييي ...
انزلق بسرعة و ضرب صدره في الحاجز المعدني اللي ما قدر يتفاداه من سرعته , حس بالأكسجين يختفي دفعه وحده من صدره لكنه قاوم هالشعور وهو يرمي نفسه من الحاجز نحو الظلام , ثواني وسمع صوت طرطشة المويه مختلطه ببرودة خلته يحس بجلده ينكمش , صارع المويه لثواني حسها بلا نهاية وهو يجاهد إنه يطلع للسطح , صارع أجسام كثيرة إلين خرج راسه للسطح وهو يشهق بكل قوته شهقة مااكتملت بسبب الجسم اللي طاح فوقه ودفعه لداخل المويه مرة ثانية , اندفعت موية البحر المالحة داخل أنفه وفمه وهو يغطس تحت ثقل الجسم , حاول يبعد الجسم وهو يحس رئتينه بتتفجر من قل الأكسجين لكن الجسم تشبث فيه بقوة وهو يحاول يستند عليه عشان يطلع للسطح ~ يااااااااااااااارب ~ صارع وصارع إلين خرج , شهق شهقات متتالية وهو يمسح وجهه ويكح , وتلفت يمينه ويساره ودار حولين نفسه وهو يصرخ : أمييييييييييييييييييييييييييييي , أميييييييييييييييييييييييييي ...
كان يتخيلها تصارع الموج لوحدها بأرجلها العليلة وجهلها للسباحة , تخيلها تنخنق نفس خنقته و ... صرخ وهو يمسح دموعه : أميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
وسبح وهو يطالع بجنون محاول إختراق ظلمة الليل المختلطة بظلمة البحر , تمنى لو النيران تزيد عشان تضيء له المكان أكثر , كتم صرخات الخوف والألم وهو يهتف : أميييييييييييييييييييييييييييي , أم عماااااااااااااااااااااااااااااااار ..
: عمـ ... عمـ ...
صوتها رغم تقطعه إلا إنه ميزه , لف يمينه فلمح وحده تصارع عبايتها و الموج في وقت واحد , سبح لها بسرعة , ولمن ميز وجهها عبر الضوء الخفيف ضمها بقوة وهو يهتف : أميييييييي , أمييييييييي ...
تشبثت فيه أمه بقوة وهي تشهق , انصدم عمر لمن لقي نفسه داخل الموية وأمه تجاهد عشان تصعد للسطح عشان تتنفس , تذكر إن الغرقان ممكن يغرق غيره , حاول يبعد عنها عشان يمسكها من وراها لكنها كانت متشبثه بتلابيبه بقوة , بلع شويه من موية البحر وهو يحاول يكلمها , رجع رفع نفسه وقبل ما يسحب نفس سحبته أمه لداخل الموية , حرك يدينه بكل قوة في جسمه وقبض على أمه وحاول يطلع بها للسطح لكنها كانت تتلوى وهي تسحبه بلا شعور داخل الموية , لمن حس برئتينه تستصرخ مطالبة بالهواء , حاول مرة ثانية إنه يسبح للسطح وهو يمسك أمه من كتف جلابيتها وعبايتها لكنها كانت تحاربه وتسحبه أكثر للداخل , ولمن شاف إنه مافي مفر , تملص من أمه بكل قوته عشان يقدر يطلع ويمسكها بطريقة صحيحة قبل ما يغرقون الاثنين , انفلتت أمه منه , رفع نفسه بسرعة وسحب نفس سريع ورجع غطس , كان يحس صدره يتفتت من المجهود اللي بذله لكنه قاوم عشان يمديه يلحقها , أول ما غطس حس بيدين تقبض على خصره بقوة قبل ما تتراخى , عرف إنها أمه , مد يدينه بسرعة وعلى غير هدى عشان يمسكها لكنه تفاجأ بيدينه تتلاقى وسط المويه و .... ~ غااااااااااصت , أمي غرقـــت , لاااااااااااااااااااااااااا , يارب أتوسلك , يارب أرجوووووك ~ سبح أعمق يحاول يلحقها لكن أنفاسه اللي بدأت تخرج من فمه وأنفه من شدة الإختناق أجبرته إنه يرجع للسطح مره ثانيه , أول ما حس بالأكسجين يندفع لصدره صرخ بحرقة ودموعه تتفجر : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , كان يصرخ ويبكي بداخله وهو يسبح بلا هدى , يتلمس كل شي امامه وحولينه وألمه يزيد مع كل ثانية , ولمن بدأت أنفاسه تخرج صرخ بداخله ~ إذا خرجت دحين مستحيل تلقاها , مستحيل تلقاها , عمر استحمل , عمر استحمل , عمر ~ سبح نحو السطح بإجبار من جسده و طلع هو يشهق بقوة , شهقة اختناق وبكا في نفس الوقت ..
: ماما فين ؟؟
لف عمر لمن سمع صوتها الخائف الكسير , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ غرقت , غرقت , أنا قتلتها , أنا سبتها , أنا فضلت نفسي عليها , ماتت , ماتت , أمي ماتت ~ , حمد ربه إنه مو شايف نظراتها لأنه صمتها كان كافي إنه يوجعه ويحسسه بالذنب أكثر , لمن غطستها موجة كبيرة اندفع وأمسكها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
~ لا تسأليني هالسؤاااااااااااال ~ قاوم ألمه وقال بصوت مخنوق وهو يخنق دموعه : أزهار , الغريق شهيد إن شاء الله ..
كان يتمنى لو يقدر يشوف وجهها عشان يقرأ أفكارها , كان يحس العالم والأصوات والصراخ كله يتلاشى وهو يطالع في أخته اليتيمة الأب واللي صارت يتيمة أم وهي تقول بصوت غريب وهي تمسح عيونها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كلماتها بثت قوة غريبة بداخله وهو يتذكر إنه ما أصابه من الله مكتوب من يوم انخلق , ثواني انزاح فيها إحساسه بالذنب قبل ما يرجع أقوى من قبل وهو يشوفها تسبح على ورى مبتعدة عنه و هي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
قال بصوت جهوري قوي يحاول فيه إنه يقنع نفسه قبل ما يقنعها : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
اندفع عبر المويه و ضمها بقوة وهو يصرخ من بين دموعه : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت بأكتافه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ماااااااااااااااااااااامااااااااااااااااا..
كانت صرخاتها المختلطة بأنواع الصرخات تطعن قلبه آلاف المرات وهو يصرخ بداخله ~ لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عمر , خليييييييك أقوى , خليك أقوى , يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب , يااااااااااااااااااارب ~ ..
*************************
في الوقت الحالي :
يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1427 هـ :
الساعة 9,30 مساء في الرياض :
من كانت صغيرة وهو بطلها , فارسها الوحيد , الفارس اللي تقرأ عنه في القصص وتشوفه في الرسوم المتحركة اللي تخلت عنها في مرحلة مبكرة من عمرها , ومع مرور الوقت تناست هالمشاعر واليوم وهو يندفع قدام عيونها ويجثم على فيصل ويكيل له الضربات استعادت بداخلها شعورها الطفولي القديم لمن كانت تشوفه يدافع عنها بين أولاد الحارة , خرجت من أفكارها و جلست على سريرها بخوف و صوت عبد الكريم الهادر وهو يهزئ سطام وصقر يوصلها رغم باب غرفتها المغلق , غمضت عيونها وهي تسمعه يخص سطام في تهزيئه صرخت بداخلها ~ سامحني يا سطاااااام , سامحني ~ من كان صغير وهو يتلقى عنها الكثير من الضرب , و بالرغم من إنه أصغر منها إلا إنه كان يحس بشيء في نظرات فهد لها , كان دايم يسألها ليش يطالع فيها بهالطريقة و يقولها ما أحب هالرجال وعيونه تخوف وغيره من هالكلام الطفولي وكانت تتمنى لو تقدر تحكي له اللي صار لها منه واللي مازالت تتلقاه منه لكنها كانت تشوف إنه أصغر من إنه يعرف بهالأمور رغم إنه مايصغرها إلا بثلاث سنين لكن اللي صار لها كان يخليها أكبر من عمرها مئات المرات , انفتح الباب وقطع أفكارها , دخلت منه نجلاء وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها و طالعت فيها بصمت , تقدمت نجلاء وضمتها وهي تقول بعدم تصديق : اللي يراسلك هو فيصل ..
زفرت وقالت وهي تريح جبينها على نحر أمها : إيوه ماغيره , ماحبيت أقولك عشان ماتصير مشاكل مع الجيران ..
زفرت أمها وقالت : لو إنك تكلمتي من بدري كان سوينا أي شي , نقلنا ولا وقفته عند حده من قبل ما يتمادى ..
همست وسام وهي تتشبث بجلابية نجلاء : ما أدري , كنت خايفة , ما فكرت بأي شي غير إنه ممكن يفضحني ويتبلى عليه لو تكلمت ولا قلت شي , كنت خايفة ..
قالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل عليه , الحيوان الحقير اللي ماعنده لاذمة ولاضمير , ياخي روح دور في أي مكان , هو ما يعرف حرمة الجار , ياويله من ربي ...
و بعدتها وسألت بحيرة وخوف وهي تزيح خصلات شعرها عن وجهها : وهو اش دراه باللي صار ؟؟
هزت أكتافها وهمست بتعب : ما أدري , يمكن أبويه تكلم مرة وهو مو بوعيه ولا ...
وهزت راسها وقالت : كل شي جايز هالأيام , المهم اش بيصير دحين ؟؟ خالي ..
قالت تقاطعها وهي تريح يدها على خدها بحنان : ماعليك منهم , رجال يخرجون نفسهم من اللي صار , خالك عبد الكريم يقول هم ماغلطوا لمن دافعوا عنك لكن المفروض ما يتهورون بهالشكل , لأنه لو مات الرجال بيروحون فيها ..
زفرت بحرقة وقالت : أمي , صقر قرأ الرسايل وخايفه إنه شاف ذيك الرسالة اللي .. اللي ....
واختنق صوتها وهي تغطي وجهها وهي تقول بألم : انفضحت , انفضحت يا أمي ..
قالت تقاطعها بهدوء : لا يا قلبي إنت مسحتيها ..
رفعت راسها بذهول وهي تقول : والله ..
ابتسمت وقالت : إنت قلتيلي إنك بتمسحينها عشان تخافين هيام تفتح الجوال وتشوفها ..
زفرت براحة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , يعني ماقرأ إلا الرسايل الأخيرة , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد ..
ابتسمت نجلاء بشفقة ومسحت على راسها وهي تقول : ريحي راسك دحين , خالك بيروح المستشفى وبيتطمن على فيصل وبيشوف اش حيصير ..
انسدحت وسام ودفنت وجهها في المخدة وهي تحاول تهدي قلبها اللي كان يضرب بعنف من شدة الخوف والتوتر , كان كل جسمها يرتجف , كل جزء منه ينتفض وهي تفكر باللي ممكن يصير لا انتشر الخبر , أكيد هم ما حيقدرون يخبونه بسبب الأثار اللي في سطام وصقر وهنا حيبدأ القيل والقال اللي كانت تخشاها طول حياتها ,..
خرجت نجلاء بعد ما طفت النور وراحت للمجلس وتوقفت في طريقها عند هيام اللي كانت جالسة تقلب في جوال وسام تحاول تركبه , ابتسمت وجلست جنبها وهي تقول هيام , لفت هيام وجهها وهي تسحب أنفاسها من أنفها وهي تمسحه بالمنديل , انتبهت نجلاء لوجهها المحمر , حطت يدها على كتفها بحنان وهي تهمس : هيومه , حبيبتي , الموضوع معقد شويه عشان كذا ما أقدر ..
همست هيام تقاطعها وهي تمسح دموعها : عارفه كل شي ..
طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تسأل : عارفه إيش ؟؟
غطت هيام وجهها وهي تهمس بوجع : عارفه عن وسام وأبويه , عارفه كل شي , بس ما قدرت أسوي شي , ما قدرت أقدم لها شي لأني عارفه إنها ماتبغى أحد يدري ..
وبعدت يدينها تمسح دموعها وهي تقول : ما تشوفيني ما أسأل ولا أزن عشان أعرف اش يصير حوليني ؟؟
شهقت نجلاء وهتفت برعب : لا تقولين إنت كمان ...
قاطعتها هيام وهي تهز راسها : لا , لا , هو حاول كم مرة لكن وسام كانت دايم تجرني وما تخليني معاه لوحدنا , وكانت دايم تلهيني عشان ما أفكر باللي كان يبغاه أبويه بحركاته لكن ..
سكتت و كملت : الأطفال يفهمون حتى لو كانوا صغار ..
ودمعت عيونها وهي تخفض صوتها وهي تهمس : كنت عارفه إنه يبغاني لأنه وسام صارت كبيرة وتقدر تدافع عن نفسها وتهدده من دون ما تخاف , سمعتها مرة تقوله نجوم السما أقرب لك من هيام , لا يمكن أخليك تسوي فيها زي ما سويت فيني , وهنا عرفت إنه , إنه ....
ونزلت دموعها وهي تسأل بحيرة : ليه يا أمي ؟؟ ليه سوى فيها كذا وهو عمها ؟؟ وكان يبغاني كمان , هو ما يخاف من عقاب ربي ؟؟ هو مافكر في مستقبل بنت أخوه ومستقبلي .. هو .. هو ...
ضمتها نجلاء لمن بدأ صوتها يتقطع من صياحها وهي تهمس : كان مو بوعيه , هواه كان أقوى منه ..
ضمتها أكثر وهي تحس بالقهر يذبحها , كيف ما حست بهذا كله ؟؟ كيف ما انتبهت للي يصير تحت سقف بيتها ~ أنا السبب , أنا السبب ~ ..
: نجلاء ..
بعدت عن هيام ولفت على أخوها اللي طالع فيها بنظرات رقيقة وهو يقول : وسام نامت ؟؟
ابتسمت وقالت : منسدحة ..
زفر وقال : أنا رايح المستشفى دحين , ولمن أرجع بيننا كلام ثاني ..
ودعته بحرارة وهي تشكر له حضوره السريع معاها من تلقوا اتصال هيام ..
*****************************
في نفس الوقت في جدة :
: عازمكم على عشااااااااااا ..
قالها بصوت ممطوط ساخر , وكمل بعدها بحدة وهو يأشر على الطاولة اللي جالسين حولينها الشباب : القرموشي , من قلة مطاعم ..
قام عبد الرزاق وقال بحدة مصطنعة وهو يحط رجله على كرسيه : حدك عاااااااد , إلا القرموشي ما أرضى عليه ..
وأشر على اللائحة اللي في يده وقال : معصوب بأنواع وأشكال , فته , عريكه , فول , قلابة , تميس من اللي يحبه قلبك , هذا كلللللللللله مو عاجبك ..
الكل كان يضحك عليه و حسان يقول : يوم شفتك متحمس وضارب الصدر قلت بيعزمنا على مطعم صيني , إيطالي ..
قال وهو يجلس : معليش كل يمد رجوله على قد لحافه , أعرفكم آفات لو بآخذكم لواحد من هالمطاعم بتفقروني وتصفرون محفظتي , بعدين ياكثركم ..
قالها وهو يطالع فيهم برعب ضحكوا وقال عمر باستنكار : عبد الرزاق قول ما شاء الله ..
قال جاسم وهو يحس بسعادة مالها وصف وهو يشوف عبد الرزاق يحاول يفرفش قدامهم : كلنا خمس أنفار وإنت السادس قلت يا كثركم , يالبخخخخخخخخل ..
قال وهو يوزع عليهم ورقة القائمة : هذا مو بخل , هذا حرررررررص , أخلصوا لا أطلب لكم من عندي بثلاث ريال فول وريالين تميس ..
قال عبد الإله وهو يسحب القائمة : يلعن أبو المذذذله , أنا اش خلاني أقبل عزيمتك ..
طلبوا طلباتهم وجلسوا يتبادلون الأحاديث , قام عدنان وهو يقول : أروح أغسل يدي ..
دقايق وقام عبد الإله وهو يقول : أروح أغسل أنا كمان ..
لمن دخل عبد الإله لدورة المياه شافه في جهة المغاسل منحني على مغسلة وهو يغسل يدينه , زفر وتحرك بتردد , لف عدنان وجهه وابتسم له , قال وهو يحزم أمره : عدنان بأستشيرك في موضوع على السريع إذا ممكن ..
إعتدل عدنان ونشف يدينه بالمناديل وهو يقول : تفضل بسسس , هنا ..
ابتسم عبد الإله وقال : ما أبغى أحد يسمعه وإنت بتسافر فـ ..
قال : هات اللي عندك ..
سأله بسرعة : لو جاك واحد تعزه وله أفضال كثيرة عليك وعرض عليك بنته الكبيرة لأنه معجب فيك اش تسوي ؟؟
ابتسم عدنان وقال بدون تردد : إذا كنت عارف هالرجال وأقدره وأعزه و ماني مرتبط ومستعد للزواج أوافقك , ليه لا ؟؟ ترا مو شرط لأنه عرض بنته يعني إنه فيها عيب , محتمل من شدة حبه لبنته ما يبغى يزوجها إلا شخص يستحقها ..
زفر عبد الإله و قال : وإذا كنت تعرف إنه في وحده في العائلة تحبك ..
التزم الصمت وهو يطالع فيه بتفكير , هز أكتافه بعدها وقال : لو كنت قابل هالبنت الأقربون أولى بالمعروف , يعني لو الشاب ما أخذ وحده من العائلة وراح لغيرها مين بياخذ بنات العائلة ..
طالع فيه عبد الإله للحظة فضحك عدنان وقال : أنا حالة خاصة , تقدمت لبنت عمي و انرفضت بطريقة تقدر تقول عنها ... بشعة , فصار من المستحيل والمحرج إني أتقدم لغيرها ..
ضحك عبد الإله على طريقته في التبرير وقال بعفوية : حتى أنا رفضتني العنـ ..
و انخرست الكلمات لمن تذكر إن اللي قدامه زوجها , معلومة راحت عن باله لثواني وبطريقة عجيبة , اتسعت عيون عدنان وبان الذهول على وجهه غصب عنه رغم إنه جاهد عشان ما يبين انفعالاته , قال عبد الإله بسرعة وهو مصدوم من زلته : رفضتني عشان البنت اللي قلت لك عليها , هم زي التوائم ..
دخل حسان وقال : وينكم تصنعون صابون وتغسلون به , الأكل جـ ..
وسكت لمن شاف وقفتهم قدام بعض , حس بشي في الجو فقال وهو يتراجع : أسيبكم تكملون اللي كان بينكم ..
وخرج , تمالك عدنان نفسه لمن شاف الإحراج والتلعثم اللي صاب عبد الإله , وابتسم وقال : استخير وتقدم لقريبتك أحسن ..
تمنى عبد الإله لو إنه يسترجع الثواني ومايقول هالكلمة ~ اش خلاني أنســــى ؟؟ اش خلاني أنسى إنها زوجته , ياربي اش هالفشلة ؟؟ ~ , رفع راسه لمن حط عدنان يده على كتفه وهو يقول : شكله عندك شي ثاني ..
زفر عبد الإله وقال : حكاية إنها تحبني صراحة ...
قاطعه عدنان بحزم : الحب مو حرام ..
وكمل يسأله بنفس الحزم : شفت على البنت شي غلط ؟؟ حاولت تلين معك بالحديث ؟؟ تفتح موضوع معاك وتطول الكلام ؟؟ ..
هز عبد الإله راسه وقال : أبدا , أخلاقها مافي زيها ..
ابتسم وقال : أجل لا تظلمها لأنها تكن لك مشاعر , أكيد شافت فيك شي عجبها أو راقها , هو مو معناته إنها غلطت , هي بشر وعندها مشاعر , شوف إحنا الرجال نتقدم لمن يعجبنا شي سمعناه عن البنت , أخلاقها , جمالها , طيبتها , أخلاق أهلها وغيره , صح ولا لا ؟؟ يعني نتقدم وإحنا حابين شي معين في اللي متقدمين لها , ولو أعرف إنه في وحده تحبني بأتقدم لها وأنا مبسوط ..
وطبطب على كتفه وقال : الله يسهل لك , مو سهل اختيار شريكة الحياة ..
وخرج وسابه يفكر في كلامه , ضرب عبد الإله جبينه وقال من بين أسنانه : أنا اش خلاني أنســـــى ؟؟ آخ ياربي ..
وقف عدنان عند جاسم وقال : جاسم ممكن جوالك شوي ..
قام جاسم وناوله جواله وهو يقول : خير , الأكل انحط , مابتأجل مكالمتك شوي ..
هز عدنان راسه وقال : مكالمة مهمة , دقايق وراجع ..
وتحرك وخرج من المطعم بعد ما قال : ما حأتأخر إن شاء الله ..
دق رقمها اللي حافظه وابتسم لمن شاف اسمها (( عمود الكهرب )) وقال : الله يقطع سوالفك يا جاسم ..
استمع لرنات الجوال المتقطعة وهو يحس بمشاعر غريبة ..
******************************
كانت تلف التل حول الكيس الصغير وعقلها غصب عنها يستعيد كلماته وسكناته , ولمن بدأ عقلها يستعيد ملامحه والابتسامة تغزو شفايفها هزت راسها وهي تقول : عنيدي خلاااااص , بلا هبالة ..
التفتوا لها كلهم وقالت أزهار : عنود اسم الله عليك تكلمين مين ..
انتبهت إنها تكلمت بصوت عالي , طالعت في التل اللي مو مرتب وقالت : هااا, لا التل مو راضي يلف زي الناس ..
: الحمد لله والشكر , تكلم تل ..
رن جوالها اللي في حضنها وسط أكياس الفوفل اللي غلفتها ولفتها بشريطة وورد , أول ما شافت اسم جاسم قالت لأزهار وهي ترفع الجوال : زوجك الدب ..
وردت وقالت تقاطع سلامه وهي تحشر الجوال بين كتفها وإذنها عشان تكمل تغليف الفوفل : ماني راضية , إلا لمن تحسن الصورة قدام صاحبك ترا أزهارووو رهن الإعتقال يعني لا تحسب إنه مافي فـ يدي شي ..
وكملت بحزم مصطنع : قد أنذر من قد ...
ولفت على البنات وسألت : اش تكملتها ؟؟ ..
ضحكوا وسفانة تقول : يالخبلة قد أعذر من أنذر ..
قالت وهي تأشر على سفانة : إيوه , هذي هي , سمعتها ..
فكر إنه عاشر سحر بهدوءها و حكمتها ورزانتها , وسلافه بدلعها ولا معقوليتها في كثير من الأمور , لكن هالبنت شي جديد ما قيد مر عليه , مسك ابتسامته وقال بهدوء وهو يطالع في السيارات المتحركة على الطريق : الصورة ما تغيرت عشان يحسنها ..
طاح الفوفل من يدها وانزلق الجوال من كتفها وهي تطالع فيهم برعب , طالعوا فيها بحيرة وقالت ريم : عنود ..
سحبت العنود الجوال وقامت , طاحت الأكياس اللي غلفتها من حضنها , قالت الهنوف : بنت , حاسبي ..
رصت العنود بطنها بيدها الثانية وهي تهمس بدون صوت : حمام ..
ودخلت الحمام وصكت الباب وهي ترجع الجوال لإذنها , أول ما سمعته يناديها~ ياربي هو , والله هو , يافشلتيييييييييييي أنا ليه دايما أم الفشايل ~ غمضت عيونها وهمست : نعم ..
حس بسخافة الموقف اللي حط نفسه فيه بدون تفكير , واقف برا المطعم عند الرصيف ومو عارف اش يقول وليش اتصل , قال وهو يحك حاجبه بإحراج : وين رحتي ؟؟
حست برعب إنه يعرف إنها في الحمام فقالت بسرعة : أنا هنا , يعني وين بأروح يعني ؟؟
ابتسم على طريقتها شبه الهجومية وقال بعفوية : طيب لا تضاربين ..
~ لاااااااااااااااا , دحين يحسبني وحده حونشية , ياربييييي ليش لازم أكلمه , ياربي عشان كذا أكره الملكة و ~
: اشتقتلك ..
فتحت عيونها على اتساعها و حست الزمن تجمد حولينها وهو يكمل : اشتقتلك فقلت أتصل أسمع صوتك ..
~ اشتقتلك , يا ماميييييييييي , أنا مو قد هالكلام ~ تخافق قلبها بجنون فغمضت عيونها وهي تحاول تضبط أنفاسها اللي تسارعت فجأة والخجل يتصاعد لوجهها ..
مجرد ما عرف إنها رفضت عبد الإله بسبب قريبتها اللي تحبه حس برغبة غريبة مجنونة إنه يسمع صوتها , ابتسم لمن ما سمع أي صوت من جهتها وهمس : عنودي ..
~ هنا وخلااااااص , حدك عاااااااااد , تراك زودتها , شوي شوي علي , بطنييييييييييي , بطني راحت فيها , مطيح الميانة الأخخخخ ~ لسانها اللي لصق في سقف فمها منعها من كلمة نعم فهمهمت ..
زفر وقال بصدق : ترا شكلي يضحك وأنا واقف على الرصيف قدام المطعم , الداخل والخارج يطالع و ..
ولف يطالع في قزاز المطعم وابتسم للشباب اللي يأشرون له على الأكل اللي على الطاولة وكمل : والشباب ينادون ..
مسكت ضحكتها وهمست بأذية : طيب روح لهم ..
رفع حواجبه وقال بتريقة : سكت دهرا ونطق كفرا , اش قصدك ما تبغين تكلميني , ولا هذا اختبار مين أفضل ؟؟..
انصدمت من كلمتها اللي فعلا كانت تقصد بها تشوف رده , قالت بتلعثم : هااا , لا والـ ...
وسكتت وهي تقول لنفسها : بنت لا تقولين اسم الله في الحمام ..
سأل باستغراب : إنت في الحمااااام ؟؟
شهقت وسألت بدون تفكير : اش دراك ؟؟
سكت لثواني وقال بحيرة : إنت قلت ..
صرخت بداخلها وهي تحس إحراجها يزيد ~ لااااااااا أنا كنت أفكر بصوت عالي مرة ثانية , لااااااااااا , اش معنى هو بالذات تفكيري يطلع عنده بصوت عالي ~ وصلها ضحكته الهادئة قبل ما يقول : بعدين تراك نطقتي اسم الله ..
~ لا والله , كني ماني عارفه يعني , فيلسووووف ~ لمن شافها عازمه على الصمت قال : شكرا على كل حال , من أرجع الشريحة أعطيك خبر إن شاء الله , يلا أستأذن دحين و ..
سكت مرة ثانية وقال : لا عاد تتكلمين في الحمام ..
لفت بوزها وقالت بداخلها بغيظ ~ بدأنا نصايح من ثاني مكالمة , مالت , يعني ماني عارفه إنه مو زين الكلام في الحمام , كللللللله منك ~ وهزت راسها بطيب , قال باستغراب لمن ما سمع لها حس : مع السلامه ..
هزت راسها مرة ثانية , قال : عنود ..
انتبهت لبلاهتها وقالت : أوووو مع السلامة ..
وصكت الجوال وزفرت براحة ~ اش هالتوتر ؟؟ ماني عارفه أركب كلمتين على بعض ~ , خرجت من الحمام وهي تطالع في البنات بتوتر , تشاغلوا بالفوفل اللي بين يدينهم , جلست ومسكت واحد من الأكياس الصغيرة و بدأت تعبيه وهي تطالع فيهم كل شويه ولمن رفعت بصرها و شافتهم يطالعون في بعض قالت بسرعة وهي تحس بالحرج : هو اللي كان يكلمني , عندكم شي , إذا عندكم شي قولوه بصوت عالي ..
انفجروا بالضحك وقالت الهنوف : يكاد المجرم يقول خذوني ..
وقالت سفانة وهي تضحك : أصلا من خرجتي كان مكتوب على جبينك , كنت أكلم عدناااااان , الوجه رايح طمااااااااطم ..
لفت بوزها وقالت وهي تركز عيونها في اللي بين يدينها : مالت عليكم ..
جلس ياكل بصمت وهو حاس بنظراتهم , رفع راسه لهم فشافهم مبتسمين , قال بهدوء بعد ما بلع لقمته : خير شاقين الحلق ..
قال حسان وهو يزفر بشكل مسرحي : شكلك مهموم ليش بترجع الرياض , ما ألومك , إحنا في نفس المكان وبالقوة صابرين ..
ضحكوا عليه وجاسم يدقه وهو يقول : هيييييي استح على وجهك , ياخي احتفظ بشوقك لنفسك ..
لف عليه حسان وقال بقهر : آآآآآآآآآآخ وياليته فايدني الكلااام , أنا عند ناس حجر ما يفهمون حتى الكلام المباشر ماعاد يفيد فيهم , بأتزوج قلتها بعااااااالي الصوت ومحد معتبر فيني , ترا صبرت إلين مل الصبر مني ..
زاد ضحكهم عليه , حتى عدنان غرق في الضحك وهو يطالع في عبد الرزاق وجاسم اللي يطيبون خاطره وهم يوعدونه إنهم يكلمون أبوهم بس يسكت و ما يفضحهم في المطعم , كان مستغرب جرأته في التصريح قدامهم عن رغبته في الزواج بأسرع وقت , ولمن تخيل لثانية إنه ممكن يسوي زيه حس بالرعب فنفض هالخيال عن راسه ..
***********************************
الساعة 11 مساء في فيلا أحمد :
لبست عبايتها وهي تقول : والله كان ودنا نخلصها اليوم ..
ابتسمت أزهار وقالت : الله يسعدك يارب , والله ما قصرتي يا قلبي ..
ولفت على سفانة وهي تقول : حتى سفسف ماقصرت , جزاك الله خير ..
ابتسمت سفانة وقالت : هذا أقل شي نقدمه , بعدين لا تنسين إحنا أهل العريس ..
تأثرت أزهار بكلمتها فطالعت فيها بامتنان , وتفاجأت لمن قالت الهنوف : طبعا , أنا والعنود أخوات العريس ولازم نكشخ ونتعب في زواج أخونا ..
ضحكت لمن قالت ريم باعتراض : حتى أنا أخت عمور ..
و سفانة تأيدها وهي تقول بصوت ممطوط : كلللللللللللللللنا أخواته ...
قالت بصدق : والله يا سعده وهناه ..
قالت ريم وهي تطالع في جوالها : هذا عبد الإله ...
طالعت العنود في سفانة وقالت بتريقة : مالت عليه أبو رنة , نص رنة ما كملها البخيل , الله يعين حرمته ..
رفعت سفانة حواجبها وهي تخزها بنظرة حادة بمعنى اش عندك تطالعيني , ابتسمت العنود وقالت وهي ترفع يدينها : بنات قولوا آمين ..
قالت أزهار : آمين ..
واستغربت لمن ما أمن أحد , قالت ريم وهي تشيل شنطتها : معليش أأمن ورى أي أحد غير العنود ..
وقالت سفانة وهي تلف طرحتها : زهوره قلبي ما حفظتي الدرس إلى الآن ترى ما تنضمن دعاويها هالبنت ..
قالت العنود بعصبية وهي تضرب ريم وسفانة : يا نذلااااااااااااات , قولوا آمين ..
طالعت فيها الهنوف وقالت : آخر مرة أمنا , طلعت دعوة على أم حمد جارتنا ..
قالت باستنكار : ما دعيت عليها , دعيييييييييت لها , في فرررررق ..
رفعوا حواجبهم وهم يدققون النظر فيها , ابتسمت وقالت : قلت يا رب تقطع لسانها ..
شهقت أزهار فتابعت العنود بحماس : ياناااااس هذي دعوة لها لأنها من كثر غيبتها ونميمتها وكذبها قاعدة تجري لجهنم , أنا بأريحها من الذنوب ..
زفرت أزهار وقالت : مو إنت دحين اغتبتيها يا ست هانم , هذا شي , والشي الثاني مادام ما نصحتيها في وجهها لا تتكلمين من وراها وتدعين عليها ..
زفرت بطفش وقالت : طيب قولوا آآآآآآآآمين ..
أمنوا وهم يضحكون قالت بحماس وهي ترفع يدينها : يااااااااااااارب اللي في بالي يتحقق و ...
قالت سفانة بتريقة : إنه يتصل عليك عدنان مرة ثانية ..
انفجروا بالضحك فقالت بغيض : لا يا حماره ..
ضربتها الهنوف على كتفها وهي تقول باعتراض : كم مرة قلنالك مايجوز السب يا بنت ..
قالت بغيض : قهرتني ..
وكملت : قولوا آمين ..
أمنوا بطفش وريم تقول : آمين , استعجلي عبد الإله حينحرني على حس دعاويك ..
قالت وهي تطالع في سفانة : يااااااارب اللي في بالي يتحقق و بعض الناس اللي أحبهم يرزقهم ربي بـ ..
نطت سفانة وصكت فمها وهي تقول : شكرا , سمعنا من دعاويك ما يكفي , يلا ريم ..
وتحركت خارجة من الغرفة ووراها العنود وهي تقول : تعالي لسه ما دعيت ...
ما فهم أحد اللي صار لكن ريم حست إنه العنود تقصد سفانة وعبد الإله بشكل أو بآخر , هزت أكتافها وخرجت وهم يمشون معاها يودعونها , لفت سفانة على العنود وهي تمشي في الدرج وهمست من بين أسنانها : صدق ما عندك مخ , اش كنت بتقولين ؟؟
ابتسمت العنود وقالت وهي تحرك حواجبها : كنت بأقول يارب الناس اللي أحبهم ربي يرزقهم باللي في قلبهم ..
لفت عليها وقالت باعتراض وهي ترص على الداربزين : عبد الإله مو في قلبي ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ما دام مو في قلبك ليش عرفتي إني أتكلم عنه ..
كانت سفانة مصدومة , لأول مرة تعلق عليها العنود بهالشكل , هتفت باستنكار : عنووووووووووووووود ...
وكملت بغيض : ما كنت أعلق عليك يوم يجي طاري عدنان أبو شخصية رزة ..
تصنمت العنود وقالت : واش دخل مدحي لعدنان بموضوعك ..
طالعت فيها من فوق لتحت وقالت بتريقة : مين اللي كانت تقول أول لو أبغى واحد أتمنى يكون شخصية رزة زي عدنان أخو سحر ..
شهقت العنود لمن تذكرت كلمتها اللي قالتها مرة من المرات قبل سنة وشوي وقالت بجدية : هذا زماااااان وإنت قلتيها بنفسك أوووووول , بعدين ما كنت أقصد شي بهالكلمة , مجرد تقريب للصورة اللي أتمناها في الرجال لا أكثر ولا أقل , ما كان هالرجال في بالي أبد ..
هزت راسها وقالت بسخرية : إيييييي فهمت , فهمت ..
وتحركت نازلة , ضحكت عنود ولحقتها وهي تهمس : من زيك ياعم , بتركبين مع حبيب القلب مازولا , بتتنفسون نفس الهوا و ..
شهقت سفانة ولفت عليها و ضربتها بقوة وهي تقول بعصبية : اش قاعدة تقوليييييييييييين ؟؟ صدق سخيفة , عقلك صار في شي ..
ضحكت العنود وقالت بصدق : صراحة ما أدري اش فيني , أحس نفسي خفيفة بزيادة ..
شاركتها سفانة الضحك وهي تقول متفهمة : مو منك , من مكالمة بعض نااااااس شخصيتهم رزة ..
تغير وجه العنود وهي تمسك بطنها وتهمس : تكفين لا تطرينه , والله إني بغيت أموت لمن عرفت إنه المتصل , قلبي خرج من مكانه ..
ضحكت سفانة وقالت : يالخبلة توني طريته ما انمغصت بطنك , اش معنى دحين ؟؟
همست وهي ترص بطنها : لا دحين طريتيه بشكل ثاني ..
قهقهت سفانة وقالت بلهجة نابعة من الأعماق : الله يسعدكم دنيا وآخرة ..
وغطت وجهها لمن نزلت ريم جري وصوت جوالها يقطع سكون المكان , قالت ريم بغيض وهي تمر من عندهم بسرعة : سفانه ليش ما خرجتييييييييييييي , ياويلي منه , ياويلي منه ..
تبعتها سفانة بهدوء وهي تعدل عبايتها على راسها وهي تقول : حلوة , تبغيني أطلع السيارة قبلك , تهـــرج وتقول يا ويلي , تستاهلين ..
ولوحت للعنود مودعة , غمزت لها العنود وقالت : سفسف , مثلي إنك طحتي وانلوت رجلك وخليه يجي يسا...
صرخت سفانة باستنكار : عنوووووووود وبعدين معااااااااااااك , فيلم هندي هو ..
وصكت الباب بقوة وهي مقهورة من قهقهة العنود , أول ما شافت سيارة الأجرة و لمحته خلف المقود تذكرت كلام العنود , تصاعد الدم لخدودها وصرخت بداخلها ~ الله يقطع شرك يا العنود , كلللللللللللللله منك ~ فتحت الباب ودخلت وهي تسمع ريم تقول : سورييييييييييي والله سوري , أخذتنا الهرجة ..
قال بتريقة : وإنتم الحريم ماتحلى لكم الهرجة إلا عند البيبان ..
سلمت بهمس وصكت الباب , رد سلامها بصوت هادئ وهو يحرك السيارة ~ غريبة ما قال كيف حالك يا سفانة زي دايما ~ أول ما سحبت نفس تذكرت كلام العنود زاد إحراجها وهي تصرخ ~ الله يسامحك يا عنوووووووووووود , اش سويتي فيني ؟؟ سفانة بلا هبالة , هذي مهي أول مرة تركبين معاه , صدق البنات ما يحسبون بالكلمة , خيالنا واسع ~ لمن ذكرت نفسها بهالشي حست بنفسها تستكين , أكيد هالتوتر مجرد تأثر وقتي من اللي قالته العنود ..
: الله يخليك عبوووووووود ..
ابتسمت وهي تسمع رجاء ريم لأخوها إنه يمر على البقالة قبل البيت , قال بحزم : لا يعني لا , واعتدلي في جلستك قربنا من إشارة , و أصلا مافي بقالات فاتحة هالوقت ...
لفت بوزها واعتدلت في جلستها وهي تقول : السواقين عندهم إجازة ومحد يجيب لنا شي من البقالة منكم , ما كإننا في عيد ..
ورجعت لفت عليه وهي تقول بخبث : سفانة تبغى البقالة كمان ..
شهقت سفانة بخفة ودخلت يدها من ورى الكنبه وقرصت ريم , تجاهلت ريم قرصتها وهي تقول : عبود الله يخليك ..
زفر بطفش و لف الدركسون وما أخذ اللفة اللي تودي على البيت , صرخت ريم بحماس وهي تشوفه يخرج من الحارة يدور على سوبر ماركت , زفر هو يلف على سوبر ماركت قريب وقال : اش تبغون ؟؟
قالت برجاء : الله يخليك أبغى أنزل ..
لف عليها وقال بحدة : نـــعــــم , في هالوقت ؟؟
قالت وهي تمسك ذراعه : الله يخليييييييييييييييييييييييييييييييييك ..
طالع في واجهة السوبر ماركت وقال وهو يصك السيارة : طيب إنزلوا ..
صرخت بحماس : شكراااااااااااااااااااااااااا ..
ولفت على سفانة وهي تقول : سفسف يلا ..
همست سفانة برعب : من جدك , أنا بأجلس في السيارة ..
قال عبد الإله بهدوء وهو واقف عند الباب ويده على زر إغلاق الأبواب : ما في جلوس في السيارة , ما أقدر أخلي ريم تخرج لوحدها وما أقدر أخليك لوحدك , تحركي يلا ..
قالت ريم برجاء : سفانة الله يخليييييييييك ..
زفرت سفانة وخرجت , ثواني و كان يمشي وجنبه ريم , حرصت إنها تمشي وراهم بمسافة , مسكت ضحكتها لمن شافته يضرب جبينه لمن سحبت ريم عربية من العربيات وهو يقول : أنا اش خلاني أنصفق على راسي وأخليك تخرجين يالسعلية ..
تنحى عنهم وراح جهة المكتبة الصغيرة الملحقة بالسوبر ماركت وراحت هي مع ريم اللي ماخلت شي مااشترته , قالت سفانة وهي تشوفها تاخذ ثلاث شيبسات كبيرة : ريمان بتنتفخين , هذا كله بتاكلينه لوحدك ..
قالت ريم : لا هذا لنا إحنا البنات , مخزون ..
ولفت على سفانة وقالت : ما تبغين تشترين شي ..
هزت سفانة أكتافها وقالت كاذبة وهي تفكر في شنطتها اللي سابتها في السيارة عشانها مزبرقة وتلفت النظر : ماني مشتهية شي ..
: خلصتم ..
لفت ريم على عبد الإله وقالت : عبود سفانة ما تبغى تشتري شي لأنه ما معها فلوس ..
انصدمت سفانة من تصرفها وقالت بثبات : لا مو كذا , عندي فلوس بس في السيارة ..
قال بحزم : اشتري اللي تبغين , مابينا شي ..
وتحرك للمحاسبة وهو يقول : أنا عند الكاشير ..
ضربتها سفانة وهي تقول بغيض : يا دببببببب فشلتيني عنده , اش ماتبغى تشتري عشان ماعندها فلوس , صدق ماتستحين ..
ضحكت ريم وقالت : ما قلت شي غلط , أعرفك أنا ..
وقف عند الكاشير وهو ماسك قارورة موية الصحة اللي شربها ~ عبد الإله هذي مهي أول مرة تخرج معاك سفانة , اش معنى دحين أحس نفسي متوتر , حتى حروفي محسوبة ما تخرج بسهولة , حتى كيف حالك ما قدرت أخرجها من فمي زي العادة , يكون أنا كذبت على نفسي وصدقت الكذبة ~ طالع في سفانة بحيرة , ما كان ملاحظ أي شي منها , تصرفاتها ما تدل على اهتمام أو أي شي من هالقبيل , حتى كلامها معاه هادي ومتزن , بعد بصره عنهم وزفر وهو يحس نفسه في دوامه , جات ريم وحطت العربية عنده وهي تقول : عبود , حاسب على بال مانشوف المجلات ..
وسحبت سفانة اللي قالت باعتراض : ماكفاك هذا كله ..
قالت : لازم المجلات ..
اشترت مجلتين أطفال تحبها وجلست قدام مجموعة من روايات أحلام , قالت سفانة : إنت برضك في هالروايات اللي مامنها فايدة ..
قالت ريم بحماس : حلوة تعجبني ..
ضحكت سفانة وقالت : ما أقول ما كانت تعجبني بس كلها خرابيط , واحد مغصوب على وحده ولا العكس , ولا وحده انحشرت في مكان مع واحد وطول الوقت يتضاربون وفي الصفحتين الأخيرة يتصافون ..
ضحكت ريم وقالت : هذا أححححححلى شي , المضاربة ...
قالت سفانة : لكن تأثيرها يطلع فيما بعد ..
قالت ريم باستنكار : ما أثرت فيني ..
طالعت فيها سفانة وقالت بتريقة : ما أثرت فيك , شوفي ثلاث أرباع كلامها , نظرت إلى كتفيه العريضين أو صدره العاري أو شعره المبلل و اللي ما أدري اش فيه , اقنعيني إنه هذا ما أثر فيك بشكل غير ملحوظ وخلاك بدون تفكير تتأملين في الرجال , هذا عيونه ما أدري اش فيها وهذا شعره وهذا جسمه رياضي , ترا هذا كلللللللله من تأثيرها , بعدين يكفي إنك تصرفين 10 ريال و تقعدين ثلاث ساعات على شي فاضي و هذا محسوب عليك , المال والوقت ..
وابتسمت وكملت بلطف : تونا خارجين من شهر فضيل وإن شاء الله إننا معتوقين من النار , خلينا نحاول نحافظ على نقاء صحائفنا , من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ..
زفرت ريم وقالت وهي ترجع الرواية : إن شاء الله ..
وحاسبت على المجلتين وخرجت , كان عبد الإله ينتظرهم عند الكاشير وهو شايل الأكياس , قالت ريم : أخرناك ..
ابتسم وقال : خلاص مادام وافقنا ما نقدر نشتكي , نتحمل الله يعينا ..
وركبوا السيارة , كانت سفانة طول الطريق تضحك بداخلها على حماس ريم وهي تفكك الأكياس تدور على أشياء سفانة عشان تعزلها وتثرثر بكلام ماله نهاية واللي يقابله ابتسامة هادئة من عبد الإله وهو يهز راسه بمعنى إنه يستمع لها , لمن وصلوا لبيت جدتها قالت بعد ما تناولت كيسها من ريم : جزاك الله خير , سامحنا على التعب ..
قال : لا ما فيها شي ..
واستنى إلين دخلت الفيلا , لمن حرك السيارة انتبه لصمت ريم , لف عليها وانصدم لمن لقيها تتأمله بصمت , ~ أسألها عن سفانة ؟؟ يمكن مهي هي اللي رفضتني العنود عشانها ولا .... ~ قال وهو ينفض أفكاره ويطالع قدامه : ليش ماتلبسين غطى زي سفانة ما شاء الله عليها ما يبان منها شي وإنت عيونك غير باينة ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ويييييي , عشنا وشفنا , من متى الأخ يقارن ..
قال بعصبية غير مبررة : اش قصدك ؟؟ ترا يكون في علمك حتى نزولك السوبر ماركت وإنت لابسه هالصندل ورجولك على ماهي قدام الرجال مو عاجبني لكني سكت عشان ماتزعلين ولا كنت ناوي أرجعك السيارة ..
قالت بانحراج : ما كنت داريه إننا بنوقف في سوبر ماركت , قلت من بيت عمي لبيتنا , ولا أنا حريصة على الشراب ..
سكت وما قالها إنه سفانة كانت لابسة شراب أسود عشان ما تقعد تقول يقارن مرة ثانية , وقف السيارة عند الباب ودخل وهي وراه شايله الأكياس وهي تشكره للمرة العاشرة , ابتسم وقال : خلاص , حسستيني كإني سويت المستحيل ..
: وين كنتم ؟؟
التفتوا لعهود اللي سألت سؤالها وهي حاطة يدينها على خصرها , قالت ريم : كنت في بيت عمي أساعد أزهار في الفوفل حق الجواز و ..
قاطعتها بطفش وهي تأشر على الأكياس : ماتهمني هالتفاصيل المملة , قصدي هالأكياس ..
قال عبد الإله باستنكار : عهووووووود , كتمتي البنت , كان خليتيها تكمل هرجتها ..
قالت ريم بحماس : لا عادي , متعودة على دفاشتها ..
وكملت بعناد : مرينا على السوبر ماااااااااااركت واشتريت لي مخزون سهرة محترم على حساب الشيخ ..
وكملت تطيب خاطرها : واشتريت لك البسكوت اللي تحبينه ..
ولمن شافتها مهي متفاعلة معاها قالت وهي تحط الأكياس على الطاولة وتفك عبايتها : كيف كانت زيارتك لجيهان ..
قطب عبد الإله حواجبه وهو يتذكر البنت اللي شافها ذيك المرة , ما ارتاح لها أبد , نظراتها كانت عابثة رغم البراءة المصطنعة اللي حاولت تكسيها لنفسها ..
هنا ابتسمت عهود وقالت بلطف : جيهان , طيبة الحمد لله , تسلم عليك وتقول المرة الجاية لازم تجين معايا لأنك واحشتها ..
قطبت ريم حواجبها بصدمة ~ ويعللللللللللها بمصيبة , جيهان تسلم وتسأل , خيييييييييييييير , اش عندكم إنتم الثنتين , ناوين على إيه ؟؟ الله يستر , والله هذا التطور ما يطمن , ياويلي إنه كانوا مخططين على شي ضدي , ياربيييييييي أشتكي لمييييييييييييين ؟؟ ~ تحركت وسحبت الأكياس وهي تقول بهدوء : عن إذنكم , تعبانة من الشغل وبأروح أرتاح ..
استغرب عبد الإله هروبها واستغرب أكثر لمن سحبته عهود وهي تقول : تعال خلينا نجلس نتكلم شويه , من زمان ماتكلمنا مع بعض ..
جلس على كنب الصالة و نزل عقاله وشماغه وخلى الطاقية وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول : خير اش عندك , مو من عوايدك تكلمين أحد منا , العادة عازلة نفسك ..
جلست جنبه وقالت : لا ولا شي , بس من بعد ما سافر عبد الرحمن ووضع البيت مايشجع على الجلسة والأخذ والعطاء ..
زفر لمن انذكر اسم أخوه وقال بحسرة : قصدك من شرد ..
قالت بدفاع : يعني بالله كنت تبغاه يـ أخر سفره , الرجال عنده ارتباطا...
سكتت لمن شافت عيونه المتسعة على آخرها وهو يطالع فيها باستنكار , قال بعصبية : ارتباطااااااااات , الله يلعنها من ارتباطات اللي تخليني أسافر و عروستي لسه ما اندفنت تحت التراب , جسمها لساعه دافي و هو طالع الطيارة ومسافر بلا كلمة وداع ..
قالت ببرود : هو كان مغصوب عليها إذا ماكنت تدري ..
قال بعصبية : حتى لو , هي لو جات على البندري الله يرحمها كان قلنا عادي ميتة وماتدري عن شي لكن عمي وعمتي , أخوانها وأخواتها , ما فكر فيهم أخوك الخسيس , مافكر في مشاعرهم قليل المروة , والله لو جاسم ولا عبد الرزاق ذبح أخوك ما ألومه , اللي أمي كافيها وجعها ومصيبتها في فقد بنتها يوم عرسها يزيدها هالحيوان بحركته اللي ما بقي أحد من الـ .... ما تكلم فيها , صرنا لبانة في حلوقهم والسبة أخوك الحقير ..
قالت بهدوء : خلاص , لا يطق لك عرق , ما أدري على إيه هالحماس كله , ما يسوي , كلمة وقلناها , أنا جالسة أبغى أتكلم معاك ..
طالع فيها باستنكار وقال : على إيه هالحماس ؟؟ صدق إنسانة غريبة , اش قصدك بكلامك هذا , إنك موافقة على تصرف أخووووووك ..
لمن حست إنها بتخسر اللي تخطط له لو ظلت تدافع عن عبد الرحمن قالت : لا , مو هذا قصدي , المهم , بشرني عنك ..
زفر وقال بطفش : بخير مادام ماتجيبين سيرة أخوك اللي خلصنا ثاني يوم العيد وهو مافكر يرفع السماعة يعايد على أهله ويطمنهم عليه لو بالكذب ..
ضحكت وقالت : أوكي حبيبي ما حأجيب سيرته بعد كذا ولا تزعل ..
سألها : بكرة رايحين فن تايم كالعادة إن شاء الله ..
هزت أكتافها بحيرة وقالت : ما أدري , ما سمعت أحد يتكلم عن هالموضوع ..
سكت شويه وهو يفكر في صواب السؤال اللي بيطرحه عليها وبعد تردد قال بتساؤل : عهود لو بأتقدم لوحده من العائلة مين تشوفينها تناسبني ..
ما تخيلت عهود إنه ممكن يتسهل موضوعها بهالطريقة , قالت وهي تخفي حماسها : من العائلة !! ما أظن في وحده تناسبك , بعدين إنت انرفضت مرة يعني مابتقبل بك أي وحده ثانية ..
لف عليها بصدمة وقال : محد داري بخطبتي للعنود , كانت مجرد كلام وجس نبض ..
قالت كاذبة : يتهيأ لك , الكل داري إنها رفضتك عشان الغريب ..
قطب حواجبه وهو يطالع فيها , كان عارف إنه العنود ما دريت بخطبة عدنان وما فاتحها عمها فيها إلا بعد ما رفضته لسبب يعرفه تماما ~ اش اللي يخليها تكذب ؟؟ تبغى توصل لإيه ؟؟ كلامها هو أكبر دليل على إنه محد داري عن خطبتي للعنود ~
قرر يماشيها فقال : يعني آخذ بكلامك ..
قالت بحماس : صدقني لو انرفضت مرة تنرفض مرات فأحسن لك تدور برا العائلة , بعدين أحسن لك شكل جديد ما قيد شفته من وحده عارفها من كانت صغيرة ..
قال بهدوء : يلا على حطة يدك , دوري لي وحدة مناسبة ..
~ ياااااااااااي خطتي تمشي تماااااااااام , الحمد لله ~ حطت نفسها تفكر وبعدين هزت أكتافها وقالت ببراءة مصطنعة : ما أعرف أحد غريب عن العائلة غير بعض جيراننا ووووو صحباتي ..
رفع حواجبه وقال بدهشة : صحباتك !!
قالت تبغى تبعد الشك عنه : وبعض الجيران , في بيت الـ... اللي بين بيتنا وبيت جدتي , عندهم بنت في الكلية ووحدة ثانية في الثانوية العامة ..
رجع على ورى وسند ظهره على الكنب براحة وهو يطالع فيها بهدوء وهو يقول : ماشاء الله , وبنتهم اللي في الكلية هذي كيف ؟؟
قالت بسرعة : ما عاشرتها عشان أقولك هي كيف ..
~ أهااااااااااا وصلنا ياعهود , وصلنا للي تبغينه , ماعاشرتيها يعني بالمختصر إسئلني عن ناس عاشرتهم , صحباتك مثلا ~ التزم الصمت عشان ما ينولها مرادها , وهي كانت تثرثر وهي تحاول تلقى طريقة تعرض فيها جيهان عليه , جيهان اللي من ذاك اليوم حطت عبد الإله في راسها و طلبت منها تضبطها معاه عشان تسوي لها الحجاب اللي تبغاه لجاسم , وبعد فترة قالت كإنها تذكرت شي : أووو صح , فاكر صحبتي اللي قابلتها بالغلط ذاك اليوم في رمضان ..
قطب حواجبه وقال : جيهان ..
ابتسمت بفرح وقالت : هي ماغيرها , ما شاء الله عليها جمال و شخصية و ..
قاطعها بحزم وهو يعتدل في جلسته : ما تجي ظفر وحدة من بنات عماني وعماتي , أنرفض منهم عشرة ولا أتقدم لوحده بهالشكل , وينها ووين الحشيمة , ماشية في البيت كإنه بيت أهلها وبذاك اللبس الخليع ..
قالت باعتراض : أي خليع , بنطلون وبلوزة , هذا يسمى موضة , هذي هي الملابس اللي في السوق ..
طالع فيها باستنكار و قال : يقطعها من موضة , كل شي رميتوه على الموضة , الواحد يقدر يختار وينقي الشي الزين ويبعد عن غيره , بعدين اش معنى ريم تلقى ملابس حشيمة وحلوة ؟؟ اللي يدور يلقى ..
لفت بوزها وقالت : يووو إنت ليه متعصب كذا , أنا ألبس زي كـ ..
قال يقاطعها : ومين قالك إني راضي عن لبسك , أنا مو عاجبني بس ساكت عشان ما يقول أبوية إني أتدخل فيكم وهو موجود ...
زفرت وقالت : يووووووووو , هي ما سوت حرام , كانت عندي وأنا بنت زيها , يعني ماخرجت قدام رجال , يعني حتى لو سيقانها باينة وأكتافها باينة , المرأة للمرأة من السرة للركبة ..
ضحك وقال : ماشاء الله , متى نصبوك المفتي العام للديار السعودية , شوفي هو مو حرام لكنه من الحياء والحياء شعبة من الإيمان , بعدين هذا كله تقليد للغرب , ماكانت عندنا هالأشياء وماجاتنا إلا من عندهم وثالثا وهو المهم , ثلاث أرباع هذي الملابس لاصقة في الجسم يعني كاسية عارية وأظن حكمها واضح ...
حست بالغيض من كلامه وحاولت تمسك نفسها وهي تقول : و ما شاء الله عليكم كلكم صرتم مطاوعة فجأة , هذا إنت وهذا جاسم لا وعبد الرزاق كمان في الطريق ..
رفع حواجبه باستنكار من نبرتها ونظراتها الغريبة وقال : نـــعــــم ..
وقام من مكانه و كمل بعصبية وهو يهز يده : إش حارق رزك ؟؟ اش لك دخل صرنا مطاوعة ولا مجاهدين , عشنا وشفنا , صدق بنات ما عاد عندهم حيا ..
قامت بسرعة وقالت بهدوء تحاول تمتص غضبه : لا ما قصدت تدخل ولا شي , كنت أمزح ..
طالع فيها بحدة وعقله يدور بأفكار كثيرة نفضها برعب , وهو يتحرك لغرفته وهو يقول : أروح أنام أبرك ..
طالعت فيه بغيض وضربت الأرض برجلها بعد ما دخل غرفته , زفرت وهمست بقهر : كيف أقنعه ؟؟ ياربيييييييييييي , أنا كل ما أقول تعتدل تخرب أففففففف ..
****************************
........................ يتبع
يوم الأربعاء 3 / 10 / 1427 هـ ..
الصباح في الرياض :
في فيلا سلطان :
: إذا محفلة عليكم البنية ومتعبتكم أنا أتزوجها ..
كبح عبد الكريم ضحكته ولف على أبوه اللي قال هالكلمة بعد ما سمع حكاية فيصل ووسام اللي كان يتناقشها مع عبد العزيز وتأمله بصمت , قال سلطان وهو يهز عصاه : اش فيك تطالعني , مو عاجبك الكلام ..
ضحك عبد الكريم وقال : أنا ماقلت شي ..
ابتسم عبد العزيز ودنق على أخوه وهو يهمس : أبوي من جده يتكلم , وسام !! حاط عينه على وسام ..
هز عبد الكريم راسه وهمس : لا بس هو يبغى يتضارب مع أمي ومو عارف كيف يستثيرها بطت كبده ببرودها ..
ضحك عبد العزيز وهو يطالع في سلمى اللي جلست تحرك الراديو تدور على إرسال واضح لقناة القرآن , مد سلطان عصاه ودقها في الراديو وهو يقول : هي , أكلمك أنا , اش رايك في وسام ؟؟
قربت سلمى الراديو من إذنها و قالت بدون ماتلتفت له : الله يسهل لك دربك , دربك أخضر إن شاء الله ..
طالع فيها سلطان بغيض وبدأ ينغز خصرها بالعصا وهو يقول : يعني أتوكل على الله ..
زفرت وبعدت شويه إلين صارت بعيدة عن مستوى عصاته ورجعت تقلب في الراديو , مسكوا ضحكهم وقالت أم عادل وهي تضحك : أبوي وسام ما بتقبل بك ..
قال وهو ينفخ صدره : ليش أنا اش فيني , مو ناقصني شي , خير ومال وعيال ..
قالت سلمى ببرود مستفز : ناقصك شباب ..
لف عليها سلطان وبدأ يناكشها , قالت أم عادل وهي تزفر : أخيرا نولته أمي اللي يبغاه من أصبحنا ..
ضحك عبد الكريم وقال : زين , بعد شويه بيهدأ إلى آخر اليوم ..
قال عبد العزيز : صراحة , ماقيد شفت أحد بصبر أمي ..
جات أم أيمن أصغرهم وهي شايلة صينية القهوة , جلست وقالت بمزح وهي تصب القهوة : طلع أبويه حرته أخيرا , يوم أشوفهم أقول الحمد لله اللي مات زوجي وما وصلنا لهالسن عشان مايعذبني زي مايعذب أبويه أمي ..
نقل عبد الكريم بصره بين أم عادل المطلقة وأم أيمن الأرملة براحة , الهدوء مستتب بينهم من فترة , خفت المشاكل اللي بينهم من بدأ الأولاد يكبرون , ساقه تفكيره منهم لنجلاء اللي رفضت تنتقل بيت أبوها بسبب هالمشاكل , من تطلقت أم عادل وجات البيت صارت تعصب على أقل كلمة , وماتبغى أحد يكلم أولادها الخمسة اللي رماهم أبوهم عليها بلا اهتمام وهو عارف إنها لا هي موظفة ولا عندها دخل تصرف منه , وكانت تصب غضبها على أصغر أخواتها اللي سبقتها لبيت أبوها بسنتين بسبب وفاة زوجها اللي ما خلف لها وراه إلا أيمن وإسراء ~ الآن لازم أتصرف مع نجلاء لازم , يا تجي بيت أبويه وتتحمل ولا تسكن في الملحق اللي عندي , أو أتفق مع عبد العزيز و أخرج المستأجر اللي في عمارته و أسكنها مكانه أو ... آآآآآآخ لو يتحقق اللي في بالي نص هالهم اللي في راسي ينزاح و ...~
: خالي ..
رفع راسه لأثير وقال بابتسامة وهو يمد يده ويقوم : هلا بنتي ..
منعته من الوقوف و سلمت على يده وراسه وهي تقول : إرتاح , اش أخبارك ؟؟
هز راسه وقال : الحمد لله , إنت كيف حالك ؟؟ ماشاء الله صاحيه من بدري ..
ابتسمت وقالت بتلعثم وتردد وهي تختلس النظرات لأمها : أبويه جاي عشان ياخذنا , بنروح أنا و تغريد ويمكن تلحقنا غدير وعيالها إذا رضي زوجها ..
التزمت أم عادل الصمت وهي ترفع فنجانها وتشرب منه بهدوء , قال عبد العزيز : ماشاء الله , الله يسعدكم يارب ..
وسألها عبد الكريم : أخوك عادل ما بيروح ؟؟
هزت راسها بلا وقالت : متفق على خرجة مع الشباب , حتى طارق بيحط حرمته عند أهلها و بيروح معاهم ..
هز راسه لمن تذكر اللي سامر وماهر اللي خبروه بالطلعة اللي بيخيمون فيها برا الرياض و قال بابتسامة : لا جا قوليلي عشان أسلم عليه ..
هزت راسها بحماس وخرجت , لفت أم عادل على عبد العزيز وقالت باستنكار : تسلم عليييييييييييه , عبد العزيز شوف اش يقول أخوك ..
قال عبد الكريم بهدوء ولطف و هو يذكر نفسه إنها أكبر منه : مافيها شي , صلة الرحم واجبة , مادام هو قاطع إحنا نكون أحسن منه , بعدين أنا كنت أبغى أفرح أثير , شفت كيف فرحت , لا تحسسينها إنه جية أبوها وخرجتها معاه غلط , مالها ذنب في عدم تفاهمك إنت وزوجك ..
زفرت وقامت , قال سلطان اللي انتهت مضاربته لمن قامت سلمى وخرجت للحمام وهي تتوكأ على عصاتها : أختكم هذي ناشف راسها , لها سنة من تطلقت وإلى الآن معصبة وتنافخ , الرجال أحسن منها لقي رزقه وتزوج ..
قالت أم أيمن بتعاطف : أبوية الطلاق مو سهل خاصة على الحرمة , والله مو سهل ..
قال بحدة : لو هي صبرت ماكان صار هذا كله ..
زفرت وهي تلف وجهها وهي تقول بحدة : هذا اللي دايم تقولونه , اصبري واصبري إلين تموت الحرمة وتطق , إحنا الحريم مظلومين والله ..
ابتسم عبد العزيز وقال بضحكة : والله محد مظلوم في هالدنيا غيرنا إحنا الرجال اللي متحملين غثاكم يالحريم ..
شهقت وقالت : نــعـــم نــعـــم ..
ضحك عبد الكريم وقال وهو ينقل بصره بينهم : عبد العزيز , حسناء اش فيكم ؟؟ بترجعون على بعض دحين , ترى محد مظلوم في هالدنيا ..
قال سلطان وهو يأشر على سلمى اللي توها وصلت للباب بسبب بطء حركتها : والله مو مظلوم غيري اللي صابر على أمكم لو أدور لي وحدة صغيرونه ترد لي شبابي و ............
هشت سلمى بيدها وهي تقول : الفكه من جحا غنيمة ..
: اش تقوليييييين ؟؟ ماسمعتك , هي , يالعجوز تعالي ..
سدت حسناء أذنيها وهي تهمس لأخوانها اللي يضحكون : بأتجنن ..
***************************
الظهر في جدة :
في بيت صالح :
زفرت وقالت وهي تكتم غيضها : جي جي حبيبي إنت تعرفين إنه مابيدي شي , الحقيقة عبدالإله مو حق بنات يعني ما يهمونه البنات ولا يحب يتكلم معاهم كيف أضبطه لك ..
وصلها صوت جيهان المغنج وهي تقول : سوري حبيبي الدنيا أخذ وعطاء , أخوك في مقابل جاسم ..
قالت عهود : بس أنا أعطيتك 400 ريال حق الحجاب اللي بتسوينه , سويه ولك علي أحاول قد ما أقدر ..
: لا يعني لا , واحد بواحد ..
كان ودها تصرخ في وجهها وتصك السماعة بعد ما تسبها لكنها كانت عارفه إنه جيهان ممكن تطلع هذا كله من عينها , كبحت مشاعرها قد ما تقدر وقالت بهدوء مصطنع : أحاول بس ما أوعدك بعد اللي بأسويه شي لأنه ورقتي الأخيرة في هاللعبة ..
وصلتها ضحكة جيهان اللي قالت : أوكيشن , استخدمي ورقتك الأخيرة وأوعدك إني أسلمك الحجاب اللي تبغينه , لا تتأخرين علي , تشاااااااو ..
صكت عهود السماعة وهي تقول من بين أسنانه : شوووك في جهنم يالكلبة يالـ ### ..
وقامت وهي تقلب الفكرة في راسها من جميع النواحي ولمن حست إنها حبكتها وصاغت كل أركانها ابتسمت وقالت : أخيرا ..
وتحركت بسرعة لغرفة أمها ...
**************************
العصر في الرياض :
في بيت عبد العزيز :
: الرجال قال إنه ماتعرف على المعتدين عليه وانتهت القضية قبل ما تبدأ , ليش معصبة ...
صرخت : أنا ما يكفيني مشاكل من عايلتك الزفت يجيني ولدي مشوه دحين عشان وحده شحادة ..
هتف صقر باستنكار : أمييييييييييي ..
وصرخ عبد العزيز وهو يفز من مكانه : صكي حلقك ..
وقفت قدامه و قالت بعصبية وهي تأشر على سطام : ماني صاكة حلقي , شوووف , شوووووف ولدي كيف صار وجهه , وبكرة رايحين نعايد أهل خطيبته , اش أقول لأمه , معليش ولدي كان يدافع عن البنت اللي رفضته من جارها اللي حاول يتحرش فيها ..
قال عبد العزيز بتحذير : احفظي لسانك و لا تخليني أسوي شي ما يعجبك ..
قام سطام بسرعة ووقف عندهم وهو يحرك يدينه , كانت اليمين تتحرك بصعوبة وبطء من شدة الألم رغم الرباط الضاغط اللي لفوه له في المستشفى , ولمن شافهم متجاهلينه وأمه تقول باستفزاز : يعني اش بتسوي يعني , من تزوجتك وأنا ما ألقى غير المشاكل من أهلك , أتحدى لو ماكانت هذي اللي يدافع عنها الكل هي ورى كل هالمصايب ولا الرجال ما يتجرأ لو ماشاف تشجيع ..
صرخ عبد العزيز : عاااااااااااااااااليه ..
وأشر سطام بعصبية وهو مقهور إنه محد يستمع له , قال صقر باستنكار : أمي سطام صادق اللي تقولينه يعتبر قذف , وسام ماسوت شي ..
قالت باستهزاء وهي تلف على سطام : إنت أسكت , مابيني وبينك كلام اللي مسوي في نفسك كذا على وحده ولا افتكرت فيك ..
وكملت ببرود : بعدين اش دراكم , مو هم ثلاث حريم في بيت وماعندهم لا حسيب ولا رقيب ....
رفع عبد العزيز يده وهوى بها على وجه مرته , صرخ صقر : أبويه لاااااااااا ...
وقبل ما توصل كفه لوجهها كانت يد قوية تقبض على معصمه , التفت عبد العزيز لسطام اللي قبض عليه بيده المصابة وانصدم لمن شافه يمسح وجهه ودقنه بيده الثانية يترجاه , قالت باستنكار : بتضربني يا عبد العزيز , أنا تضربني عشان وحده زي وساااااام , أنا نفسي أعرف اش السحر اللي مسويته هالبنت فيكم , لكن والله مالي قعده عنك بعد اللي سويته ..
وتحركت خارجة من الصالة وصقر يلحقها وهو يقول : أمي , أمي اصبري , أمييييييي ...
وقف عند باب الصالة وهو يطالع في أمه اللي طلعت الدرج بسرعة , زفر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ولف بيرجع وانصدم لمن شاف أريام ضامه ساري لصدرها عشان مايشوف اللي يصير وجنبها أريج , قال : إنتم هنا ..
قالت أريج بعصبية : مامن حقه أبويه يسوي كذا في أمي عشان حيا الله وحده زي وسام ..
قال باستنكار : أريييييييييييييج , اش هالكلام ؟؟ اش حيا الله هذي , البنت ماسوت لك شي عشان تتكلمين عنها بهالطريقة , بعدين أبويه تنرفز من كلمتها اللي قصدت فيها عمتي نجلاء مو عشان وسام ...
طلعت أريج ورى أمها وقالت أريام بتساؤل : أمي بتخرج من البيت من جد ..
بعد ساري عنها و همس : عادي ويعني , هذي مهي أول مرة تطلع فيها ..
طالعوا فيه باستنكار فقال : أنا ماني صغير زي أول عشان ما أفهم اللي حولي ..
قالت أريام بألم : ساري ..
قال بعصبية : بعدين اسمي ساااااااالم مو ساري أفففففففففف , الله يلعنها من عيشة , حتى العيد عندكم نكد ...
وتحرك وهو يكمل : البلاي ستيشن أصرف من مشاكلكم اللي مالها أول ولا ثاني ...
زفر صقر وقال : الله يسامحك يا أمي ..
قالت أريام تحاول تلقى لها عذر : الأم ما يهون عليها تشوف ولدها مضروب عشان وحده بنت خاصة وهي رافضته ..
قال بحزم : مهي هذي الحكاية أنا لو شفت بنت تتعرض للي تعرضته وسام بأدافع عنها حتى لو كانت غريبة خلي عاد وحده من الأهل , أمك مافكرت بهالشي فكرت بنفسها وباللي بيقولونه الناس لا انتشر الخبر بس , يعني لو وحده فيكم اللي تحرش فيها واحد ما بندافع عنكم ...
قالت باعتراض : صقر لا تقول هالكلام ..
قال : ليييييه ؟؟ ليه ما أقوله ؟؟ عشانه الحقيقة , أمك طول عمرها وهي رافعة خشمها وشايفة حالها على أهل أبويه ..
قالت باستنكار : صــقــــر ...
تابع بغيض : أريام خلينا صريحين , أمك متعبة أبويه اللي يحاول قد ما يقدر يرضيها , موعاجبها شي ودايم الدوم تخلي من الحبة قبة , تختلق مشاكل من لاشيء , ماعمرها حاولت تضغط على نفسها ولا تصبر على شي , نفسي يمر يوم من دون ما أسمع تعليقاتها الجارحة لسطام وتأففاتها رغم إنه كل شي متوفر عندها , نفسي أحس مرة إنها أم تهمها مصلحتنا , شوفيها اش مسوية في أريج , تشيش راسها على ماهر وأهله من دحين , من ملكوا وهم في مشاكل وهي سبب طلقتها الأولى ..
كانت أريام تعرف هذا كله لكنها ماحبت التصريح به بشكل علني كذا عشان كذا قالت تسكته : خلااااااص , ما أبغى أسمع أكثر , مهما كان هذي أمك ومفروض ما تتكلم عنها بهالطريقة ..
تناهى لهم صوت اصطكاك مفاتيح ببعضها مختلط بصوت صفير رايق , دخل أسامه وهو يلعب بميداليته ولمن شافهم واقفين قدام بعض وقف عن التصفير وقال : أمسينا وأمسى الملك لله , اش عندكم ؟؟
ولمن سمع صوت زعيق أمه مختلط بتوسلات أريج , ابتسم وقال : حماااااس , مضاربة جديدة وثالث يوم العيد , صراحة تطور , خسارة فاتني المشهد ..
لفت عليه أريام وقالت باستنكار : أساااااااااامه ..
ولفت على صقر لقيته مبتسم شبه ابتسامة جانبية وهو رافع واحد من حواجبه بسخرية , قال أسامه وهو يطالع للدرج : دحين تنزل ومعاها شنطتها لإنهاء المشهد الأول من الفصل , ترارارااااا..
وبدأ يلحن مقطوعه موسيقيه حماسيه وهو يحرك يدينه بطريقة مسرحية , ضحك صقر وقال وهو يأشر براسه على أخوه : شفتي إني صادق ..
وزفر وكمل : ما أقول غير الله يعوضك الجنة يا أبو سطام , الصابر والشاكر في الجنة , هو صابر وله الجنة إن شاء الله لكن أمك في شكك إنها شاكرة ...
نزلت عاليه وهي شايلة شنطة صغيرة وهي تقول : والله مالي قعدة بعد مارفع يده , الكل شاهد إنه كان بيضربني , أنا تحملت من أبوكم كثييييييييير ..
قالت أريج برجاء وهي تقبض على عباية أمها : أمي الله يخليك استهدي بالله , مو كل ماصار شي خرجتي , هذا مو حل ..
قال أسامه بلا اهتمام وهو يدور الميدالية بسبابته : أشغل السيارة , لساعها حارة ..
قالت أمه : تحرك واقف ليه ..
ولفت على صقر وقالت بعصبية : خلوا وسام تنفعكم ..
زفر وهو يطالع فيها وهي خارجة , قالت أريج من بين دموعها : بس , هذا اللي استفدنا منه من ورى هالبنت , كنا بخير , حتى التمشاية اللي كنا مخططين لها تفركشت ..
طنشها ودخل لأبوه اللي كان جالس وهو دافن وجهه بين يدينه وسطام جالس جنبه وهو حاط يسراه على كتف أبوه اليمين ..
قال بداخله ~ الله يسامحك يا أمي , الله يسامحك يا أمي , من طفولتنا وإحنا نعيش هالمنظر , إلى متى ؟؟ إلى متى ؟؟ ~ زفر وقال : أبويه بعد إذنك بأروح أخرج أخواني شويه ..
وراح لهم و بالقوة أقنعهم يخرجون عشان يشمون شوية هوا ويمرون على محل ألعاب وبلاي استيشن عشان يشتري ساري بعض الأشرطة بعيديته ..
****************************
بعد المغرب في جدة :
فيلا الدكتور حامد :
كان يحس أطرافه كلها تنتفض وهو جالس بثبات مصطنع قدام حامد , ابتسم حامد وقال : يا هلا والله بالطيب ولد الطيب , يا هلا ومرحبا ..
~ ما أدري ليه أحسه يخوف أكثر وهو هادي ورايق ~ قال عبد الإله وهو يتناول القهوة من مراد : من هلا ما ولا , هلا فيك يا عم ..
ابتسم مراد وقال وهو يحط الدلة على الصينية : تو ما نور بيتنا , اش البركة اللي حلت علينا , يومين ورى بعض تنورنا ..
حس بإحراجه وتوتره يزيد وهو يقول : منور بأهله ..
لف حامد على ولده وقال : مراد روح لأمك وقولها تجهز العشا ..
كتم عبد الإله شهقته وقال وهو يحس بالعرق يندي جبينه : الله يهديك يا عمي , ما يحتاج تكلفون على نفسكم ..
ابتسم حامد و قال وهو يرجع جسمه ويريحه على ظهر الكنب : ولو , بعدين إحنا بنحط من أكل البيت محنا متكلفين و جايبين شي من برا , بعدين فرصة تتعرفون إنت والعيال ..
قال مراد وهو يتحرك : لو يدري سند يموت غيض ليش جيت وهو مو في ..
ابتسم عبدالإله وهو يتذكر إنه سند من مرة حامد الثانية , ولمن اختفى مراد عبر الباب قال بداخله ~ يلا يا عبد الإله , هذا الوقت المناسب اللي تتكلم فيه ومافي أحد غيركم , هيا تكلم ~ لكنه حس لسانه معقود وهو مو قادر يكسر فرحة حامد بشوفته وهو ينقل له إنه مايقدر يتقدم لبنته , الكلام اللي جهزه واللي راجعه مئات المرات قبل ما يتشجع ويجي بيت حامد طار من عقله , كان يحس عقله صفحة بيضاء ..
: عبد الإله ..
رفع عبد الإله راسه بسرعة وقال : سم ..
ابتسم حامد وقال بلطف : جاي عشان الموضوع اللي كلمتك فيه أمس ..
سكت عبد الإله ونزل راسه بإحراج شديد ورجع رفعه بحزم وقال بهدوء : والله يا عم حامد أنا عارف إني لو بأدور الدنيا مابأناسب ناس زيكم , ماشاء الله عليكم كل يتمنى يناسبكم وطيب أصلكم يشهد به الجميع و متأكد مليون إنه بنتك لو مهي غاليه عليك وتستاهل كل خير ما كان ..
و سكت لمن شاف اتساع ابتسامة حامد وخاف إنه فهم الموضوع بشكل ثاني , وقبل ما يفتح فمه عشان يكمل قال حامد بهدوء : أنا فخور و سعيد جدا بمعرفتي لشاب زيك يا عبد الإله , أنا قلت لك إني معجب في عصاميتك وكفاحك والآن أضيف لها أدبك ..
وكمل وهو يطالع في فنجان قهوته وهو يدوره : لو واحد غيرك كان طنش الموضوع وحط كإنه ماصار شي , لكن إنت ..
رفع راسه وكمل : معني نفسك وجاي عشان تخبرني بعدم رغبتك بـ ...
قال عبد الإله يقاطعه : عن إذنك يا عم لكن الموضوع مو حكاية عدم رغبة , هو في وحدة في بالي ..
ابتسم حامد وقال : الله يوفقك للي فيه الخير , سامحنى اللي حطيتك في هالموقف , كان مفروض أسألك إن كنت معزم على وحده لكن هالسؤال راح عن بالي لمن قلت إنك تقدمت لوحده ورفضتك ..
حس عبد الإله براحة مالها حدود وهو يقول : صدقني لو غير كذا كان ما ألقى أحد أحسن منك أناسبه ..
غمز له حامد وقال : الله يعيني من بكرة أدور عريس ثاني ..
وكمل : ماتوصيني على أحد ..
ضحك عبد الإله و التزم الصمت , دخل مراد ووراه أخوه عزام اللي سلم على عبد الإله وهو يهلي ويرحب , قال مراد : دقيت على سند وقال مسافة الطريق وجاي ..
وبعد دقايق , دخل سند وهو يقول : سلااااااااااااام عليـ ...
وانقطع سلامه لمن ضرب فنجان القهوة في راسه قبل ما يطيح ويتكسر على سطح السيراميك , فتح عبدالإله عيونه على اتساعها بصدمة وهو يشوف حامد يقوم من مكانه وهو يسأل بعصبية : كم كانت سرعتك يالكلب ؟؟
قال سند وهو يحك مكان الضربه : 90 ..
: كذااااااااااب ..
ابتسم وقال باعتراف : 100 ...
مسك فنجان ثاني لكن مراد سحبه منه وهو يحمحم ويقول : أبويه عندنا ضيوف ..
لف حامد وقال : عبدالإله مو ضيف ..
وتقدم من سند اللي غمض عينه بكل بساطة وتلقى ضربه من يد أبوه على ذراعه , خرج حامد وهو يقول : عبد الإله إعتبر البيت بيتك , وشغلك عندي يالكلب , إن ماسحبت منك مفتاح السيارة ما أكون أنا حامد ..
ثواني صمت تلاها موجة ضحك بين الأخوان الثلاثة , تقدم سند وسلم على عبدالإله وهو يقول بضحكه : مادرى عني كنت مطير 120 ...
صفر مراد تصفيرة طويلة و قال عزام : أما لو نطقت هالرقم عند أبويه كان صلينا عليك العشا ..
قال مراد : ياخي لا عاد تعيدها لمصلحتك , لو انفقع عليك كفر كان رحت فيها , أبويه حكيم لو سحب منك المفتاح , إنت دومك مطير ..
ضحك عبد الإله لمن بدأوا يتناقشون كإنه رمي الفنجان والضرب شي عادي من يوميات الحياة , كان يحس براحة كإنه ثقل جبال كانت على أكتافه وانزاحت , لفته في تصرفاتهم علاقة المحبة والمودة بينهم رغم إنهم من أمين مختلفتين ورغم عنه قارنهم بعبد الرحمن وأخواته , كإنه كل منهم في كوكب رغم إنهم من نفس الأم والأب , ما انتبهوا إن الوقت مر إلا لمن وصلتهم صرخة حامد وهو يقول : يا عيااااااااااااااال الصلااااااااااااااااااااااة ..
**************************
يوم الخميس 4 / 10 / 1427 هـ :
بعد العصر بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :
: أمي إنت ليش معارضة رفضي لخالد ..
زفرت نجلاء وقالت : وسام قلبي , خالد أحسن خيار لك , صدقيني ما بتلقين زيه ..
قالت بألم : قصدك إنك منتي موافقة على الخيار الثاني ..
نزلت نجلاء راسها وقالت : ما قصدت كذا ..
طالعت فيها وسام للحظة و سألت : إلا , ليش مصرة على خالد أجل ؟؟
قالت بهدوء : خالد رجال والنعم فيه ..
همست : قصدك أكبر مني في حين سامر أصغر مني لأنه حتى سامر رجال والنعم فيه ..
وقامت من مكانها وقالت : أصلا أنا معارضة على هالطريقة من أول لكنكم إنتم اللي أصريتم , أنا ما أبغى لا خالد ولا سامر , خالد متزوج وسامر أصغر مني ..
قالت نجلاء وهي تجلسها : إنت ليش زعلتي ؟؟
لفت على أمها وقالت بحزم : أمي , خالد إنسي إني آخذه , أفضل إني آخذ واحد أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج وأكون الثانية ..
قالت نجلاء باعتراض : واش فيها الثانية ؟؟ أصلا إنت في سنك هذا لا يمكن يتقدم لك إلا واحد أصغر منك أو واحد متزوج لأنه مافي رجال بيوصل الـ 33 وهو ما تزوج ..
قالت باعتراض : مطلق , أرمل , ممكن لكن متزوج لااااا , إنت تقولين هالكلام , أنا ماني متزوجة وأعرف اش شعور الحرمة لو أخذ عليها زوجها الثانية , بعدين إنت ماتشوفين اللي يصير دحين , ماعاد في رجااااااال , رجل حقيقي بمعنى الكلمة مافي , العدل عندهم ممحي , مو موجود في قواميسهم , يجيك الرجال يا يطير بالثانية كإنه مو شايف خير وينسى زوجته الأولى ويخليها تحقد وتكره وتغار وممكن ينهدم هالبيت على كل من فيه حتى أولاده ولا العكس , من اللي تسويه الأولى يطلق الثانية حتى لو كان معاها عيال و ينسى إنه هو اللي أقدم على هالخطوة بإرادته , يطش الثانية بطول يده وتقعد تتحسر الحرمة لو إنها ظلت بلا زواج كان أحسن لها من إنها ترجع لأبوها مطلقة ومعاها طفل..
قالت نجلاء : أنا عارفه إنك طيبة و ما بتدخلين على طمع ومابتحاولين تسرقينه من زوجته زي مايسوون بعض الحريم ..
قالت باعتراض : اش دراااااااك ؟؟ ممكن بعد ما أتزوجه أخاف تأثر عليه مرته ويطلقني فأحاول إني أعلقه فيني وأنسيه اسمه مو بس حرمته , أمي محد يعرف اش بيصير , صحبتي في المدرسة تقول والله إني ما تخيلت نفسي بأسوي اللي أسويه , تقول ودي أكون الوحيدة اللي في قلبه , أموووووت غيرة من مرته وأولاده , هذا ومرته الأولى متزوجها من فوق العشر سنين , وتضاربت مع معلمة ثانية كل يوم تصيح من الظلم اللي لاقيته من زوجها اللي أربع وعشرين ساعة يقارنها بزوجته الثانية , يعني دخلت تبغى تتستت على قولتكم ودحين ماهمها لو خربت بيت الحرمة , أنا ما بأغامر , بعدين اش يضمن لي إنه خالد ما بيطلقني لمن تهجره هند من زعلها ولا غيره ..
قالت نجلاء باعتراض : وتقعدين في البيت بدون زواج ..
قالت بحزم : لا صرت في أواخر الثلاثينات ذاك السااااااااع أوافق على واحد متزوج , لكن دحين لااااااا ..
وقامت وهي تقول : وخلاص قولي لخالي أنا رافضة الخيارين , خلوها على الله ..
قالت نجلاء : توك تقولين إنك موافقة على سامر ..
لفت وقالت باعتراض : أنا ما قلت كذا , قلت أفضضضضل أتزوج أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج , بعدين هو أصغر مني بـ ست سنين كمان مو سنة ولا ثلاث زي سطام لمن تقدم ذيك المرة عشان أتغاضى ..
وتلعثمت وهي تكمل : و أصلا .. مين قال .. إنه سـ .. سامر بيوافق على وحده أكبر منه و ..
سكتت للحظة وهمست بعدها : صار لها زي ما صار لي ..
حست بالرعب من فكرة إنهم يشرحون له اللي صار لها وياخذها شفقة و ... قالت بحدة : إنسوا , إنسوا كل اللي صار ..
وحست بخنقة الدموع فكملت بوجع : حرام تظلمونه وتظلموني معاه , كنت مرتاحة قبل ما تدرون بشي , والله كنت مرتاحة ..
وخرجت من الغرفة بسرعة , ونجلاء تقول بصوت عالي تذكرها : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
و طالعت في باب غرفتها اللي خرجت منه وسام وهي تحس قلبها يتقطع عليها , هي ماهي معترضة على سامر لكنها كانت تفضل خالد , زفرت وهي تقول بحسرة : لو إني دريت قبل ما يخطب سطام كان ...
واستغفرت وهي تذكر نفسها إنه لو تفتح عمل الشيطان وهي تقول بداخلها ~ يمكن مالها خيرة مع سطام , إي صح , آآآآآنا كيف نسيت عاليه ؟؟ الحمد لله اللي ربي رحمها من أم زوج زيها , حبيبي أخويه ربي مبتليه بزوجة زي هالحرمة , نجلاء لا تغتابينها , قولي الحمد لله على كل حال وبس ~ قامت ودورت على جوالها ولمن لقيته ضغطت رقم عبد الكريم و رجعت فصلته وهي تفكر أكثر بألطف طريقة ممكن تقوله فيها إنه وسام رافضه مبادرته هذي ..
***************************
في نفس الوقت في جدة :
في بيت حمدة :
: سمعتي اش صار ؟؟
همست سمية في إذن الخنساء : إيوه سمعت , شوفي مرة خالي تتكلم مع جده ..
: شتسووووووووووون ؟؟
انتفضوا لمن حطت سفانة يدينها على أكتافهم وقالت سمية وهي تحط يدها موضع قلبها : خاله فجعتيني ..
ضحكت سفانة على عيونهم اللي بتخرج من محاجرها من شدة الرعب وقالت أسماء بهدوء : لو ماعندكم شييييييي ماكان خفتم , اعترفوا اش عندكم ؟؟
قالت الخنساء بتلعثم : ولا شي قاعدين ..
رمتها سفانة بنظرة شك وهي تأشر بيدها وهي تقول : اعترفي ياقلبي , اعترفي اش عندك , خرجي المصيبة اللي سويتوها عشان نحاول نتداركها في أسرع وقت ممكن أنا وأسماء ..
ضحكت سمية وهمست : والله ماعندنا مصيبة ..
وكملت بهمس أكثر انخفاضا وهي تأشر على أم عبد الرحمن : مرة عمي عندها مصيبة وجدتي مهي راضية عنها ..
طالعوا بحيرة في حمدة اللي ماسمعوا هي اش تقول لكنهم عرفوا إنها معصبة من ملامحها , هزت الخنساء راسها وهمست : مرة عمي جايا تقول لها إنه عبدالإله يبغى يخطب صحبة عهود وتطلب الإذن منها , فاكرتها , ذيك اللي حضرت زواج البندري الله يرحمها و .....
اختفت كل الأصوات فجأة وماعادت تسمع إلا ضربات قلبها اللي ضخت الدم بقوة في عروقها , كانت تشوف شفايف أختها تتحرك لكنها ماتسمع أي حرف تقوله , ماكانت صدمتها من خطبة عبد الإله بقدر ماهي مصدومة من البنت اللي اختارها ~ مستحيل يكون هذا ذوقه , من العنود بكل أدبها لجيهااااااااااااااان ~ كانت تقاوم إنها تخرج من المكان بسرعة وتجري لغرفتها , أجبرت كل خلاياها على الخضوع لها وهي تصرخ بداخلها ~ سفانة لو خرجتي دحين بيشكون , كوني طبيعية , كوني طبيعية , هو حر , هذي حياته وهو حر فيها , إنت من زمان كنت تقولين إذا تزوج الله يسهل له , لكن جيهااااااااان , ليييييييييه ياعبد الإله ليييييييييييييييييه ؟؟ من زينها هالبنت , من شكلها ولبسها وطريقتها باين إنه وينها ووين الأدب , الأدب ينرسم على جبين البنت من بعيد , اش جاب العنود لجيهان , اش هالتناقض العجيب في الذوق ؟؟ ~ ..
: الشهادة لله البنت جميلة جمااااااااااال مو طبيعي ..
التفتت سفانة لسمية اللي قالت هالحملة واللي وافقتها عليها الخنساء وهي تقول : مع إنه ماعجبني لبسها بس صراحة جسمها جنااااااااااااااان ماشاء الله ..
قال أسماء بهدوء رغم إنها ماتحب تدخل في مثل هالنقاشات : إحنا لا لبسنا عريان وبينا السيقان وتغنجنا بنطلع أحلى مليون لكننا حشيمات الحمد لله ومخبين نفسنا عن عيون اللي يسوى واللي مايسوى , بالله لو وحده لبست عريان وقصير وبينت مفاتنها بتجذب الأنظار ولا وحده لابسه لبس طويل ساتر , شي أكيد المفسخة ..
ولمن شافتهم يطالعون بعدم استيغاب قالت بحدة : يعني بالمختصر جمالها عادي وطبيعي مو بالشكل اللي صورتوه لكن الرتوش الخارجية هي اللي أظهرته , فهمتوا قصدي ؟؟..
فكروا شوية بعدين قالت سمية : صراحة ما أنكر إنه التفسخ كان له دور في جمالها و ...
قطبت حواجبها وقالت بتريقة : يعني نتفسخ ونتعرى عشان يشوفونا الناس حلوين ..
ضحكت الخنساء وقالت أسماء بعدم تصديق : شوفوا الغبية , دحين إنت فهمتي من كلامي إني أشجع على التعري , يالخبلة الأكل المكشووووووف كل يطالع فيه ويتجمع عليه حتى الذبااااااان , لكن الأكل المغطى هو اللي الكل يبغاه فهمتي ..
أخيرا فتحت فمها وقالت بلهجة حاولت تصبغها بالهدوء : هذاك أول اللي يدورون على الأخلاق دحين الشباب مايبغون إلا بيضا وغنجاء زي نانسي وشعرها ناعم طويل زي أليسا وجميلة ودلوعة زي ما أدري مين , تغير تفكيرهم تماما من الأشياء اللي يشوفونها ..
كانت تقول هالكلمات وهي ماهي مصدقة إنه عبد الإله من هالنوع ~ اش اللي قلبه فجأة ؟؟ اش اللي غيره ؟؟ ~ , زفرت أسماء وقالت : والله إنك صادقه ياخاله , ماعاد يهمهم إلا هالأشياء الله المستعان ..
: اش اللي يهمهم ؟؟
التفتوا على خولة اللي دخلت مع أمها واللي توهم رجعوا من غدا في بيت جيرانهم , قالت الخنساء : عبدالإله خطب جيهان صحبة عهود ..
دقتها أسماء وهي تقول بحزم : اشششششششششش , لسه ما سمعنا هالكلام بإذننا , كذا تطلع الإشاعات ..
: لا مهي إشاعات ..
التفتوا لأم عبد الرحمن اللي كملت بفرحة : إن شاء الله يسعدني عبد الإله ويفرح قلبي اللي احترق من وفاة البندري ...
ترحموا عليها وهم يطالعون في جدتهم اللي نفضت يدها بقرف وهي تقول : بناتنا ملي البيوت ويروح يخطب غريبة , أفففففففففف ...
استنت سفانة إلين جلسوا والتهوا بأشياء كثيرة وسحبت نفسها وخرجت متوجهة لغرفتها , دخلتها وقفلت الباب وراها وهي تسحب نفس عميق , سمحت لنفسها بدقائق معدودة من الحيرة والألم هتفت بعدها بداخلها ~ لازم أدق على العنود وأخبرها , لازم ... , سفانة لا تزعجينها , اش بتسوي يعني ؟؟ ايش بتكون ردة فعلها , لو ربي كاتب لك شي أهل الأرض كلهم لو اجتمعوا مابيمنعونه عنك ولو مو كاتب لك شي مابيجيبونه لك , خليك مؤمنة , عسى أن تكرهوا شئا وهو خير لكم ~ حست براحة نفسية كبيرة فرسمت على وجهها أرق ابتسامة ورجعت لهم وهي شايلة صينية الشاهي اللي كانت مع الخدامة ..
****************************
يوم الجمعة 5 / 10 / 1427 هـ :
بعد صلاة الجمعة في جدة :
شقة جاسم وأزهار :
زفر وهو ماسك غراء المسدس , طالعت فيه بابتسامة وقالت بتريقة : لو سمعت خف يدك , لسه ورانا كثير ..
لف عليها جاسم وقال وهو يلصق الفوفل بشريط كاسيت مغلف : كم وحدة مسوين من هالخرابيط ..
ضحكت وهي تغلف واحد من الأشرطة اللي جابها عمر وطلب منها توزعها في الزواج وقالت : 300 ..
شهق وقال : ثلااااااااااثمية , الله أكبر , بتحاربون إنتم ..
ابتسمت وقالت وهي تناوله الشريط اللي أنهت تغليفه : على قد الكراسي اللي في القاعة ..
ضغط الغرا وهو يسأل : ولو زاد ..
قالت وهي تهز أكتافها : عادي نوزعه على العاملات اللي في القاعة , زين يستفيدون منه و ..
شهقت وقالت : جااااااااااااسم لا تخلي الغراء كثير عشان مايخرب الفوفل ..
قال وهو يرميه من يده بطفش : طفشت , واسمه كمان يجيب الغثيان , اش فوفل ؟؟ ..
ضحكت وقالت وهي تسيب اللي في يدها : خلاص سيبه ..
وبدأت تلم الأشياء وهي تقول : أروح أجهز الغدا ..
زفر وقال وهو يمسح وجهه : بكره دواااااااااااااااااااااااام , يالطفـــــــش ..
قالت تذكره : بس الحمد لله صار عندك أصحاب وبدأ رئيسك يشوف إنك موظف كفوء ونشيط ..
زفر وقال :الحمد لله , بس تصدقين , لساعه حاطني تحت الإختبار ..
قالت بمزح : إنت دق التحية وإنت تسلم عليه كل صباح له وابتسم ذيك الابتسامة الحلوة ..
وقطبت حواجبها وقالت : مو ابتسامة الإغراء اللي ترسمها لا رحنا السوووووق , تراه عميد مو بنت ..
ضحك وقال وهو يضربها : والله ما أحاول أغري , كم مرة قلت لـ ..
قالت تقاطعه وهي ترد الضربة : أولا لاتحلف , كني ما أشوفها يعني , بعدين لا تضرب ..
ولمن شالت الأكياس ضربها مرة ثانية , لفت عليه وقالت بتهديد : مردوده , مردوده خلني بس أودي الكيس ..
ابتسم وهو يطالع فيها بتسلية , راحت ودت الكيس وركبت الكافتيرا ورجعت وهي تقول : المهم , ارسم ذيك الابتسامة الودودة كل مامر من عندك , حتى لمن يهاوش وغيره ابتسم وإنت تقوله ابشر , و حاول تسأله عن حاله وغيره , صدقني بيتغير معاك ..
قال بأنفه : نقص أذل نفسي عند واحد زيه , بعدين ما أحب دهن السير أنا ..
قالت : هي مو حكاية تذل نفسك , لا تحط في بالك إنه رئيسك وإنت بترشيه بكم ابتسامة , فكر إنه واحد مسلم وبينك وبينه عداوة , الله يقول ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} , آيه عظيمة ..
قال بعدم اهتمام : انسي الموضوع , مايهمني هالرجال ..
هزت أزهار أكتافها وتحركت للمطبخ , رن جرس الباب نص رنة , ابتسم جاسم وقال بصوت عالي : أزهااااااااااااااااااار , أكيد هذا أخووووووووووك ..
فتحت أزهار الباب بسرعة وابتسمت لعمر وقالت : هلا حبيبي ..
ابتسم بحرج وهو يسلم , ضحكت وقالت بصوت عالي : طلع هووووووو ..
وصلهم صوت جاسم وهو يقول : مافي غيره المؤدب اللي مايحب الإزعاج ..
همس عمر بإحراج : والله إني مستحي منك ومن ...
سحبته لداخل الشقة وهي تقول : أقوووووووول بلا حيا ماله داعي , تحرك , جاسم في غرفة التلفزيون , دقايق وألحقكم جالسه أجهز الغدا ..
ووقفته وهي تسأله : بالنسبة للـ ..
قال يقاطعها : أعطيتها مهند من يومين وهو بنفسه بيقسم الفلوس بين المسجد اللي يبنونه وبين الأرملة اللي قلت لك على حالتها ...
قالت بحسرة : وياليته كثير ...
ابتسم وقال : زهره الريال اللي هو الريال لازم ماتستصغيرنه لأنه الصدقة ماتقاس بالكم عند الله , الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل .
هزت راسها وهي تصلي على الرسول وتقول : ما حأنسى هالكلام إن شاء الله ..
ابتسم لها ودخل الغرفة , ضحكت لمن سمعت جاسم يقول بتريقة لمن دخل عمر : إيوه شارد وقت الشغل ومخليه على راسي ووقت الفضاوية والأكل والطفححححح راز وجهك سيد عمور ..
همست بداخلها ~ يارب تحفظهم وتخليهم لي يارب ~ رن جوالها فراحت له واستغربت لمن شافت رقم غريب , هالرقم دق عليها أكثر من مرة , ردت عليه وهي تقول بهدوء : نعم ..
كان صمت الطرف الثاني هو الجواب , شكت إن الطرف الثاني ما سمعها فقالت بصوت أعلى : نعم ..
: أزهار ..
الصوت الناعم الرخيم خلاها تقطب حواجبها وهي تقول محاولة تذكر صاحبة الصوت : إيوه , مين معايا ؟؟
: كيف حالك ؟؟
ضحكت وقالت : بخير الحمد لله بس سامحيني ترى ما ميزت صوتك ..
صمت ساد قبل ما يوصلها الصوت الناعم وصاحبته تقول : ما حتميزينه لأنك ما تعرفيني بس أنا وحده أبغى لك الخير ..
اندفعت صورة ليلى الضبابية لعقلها لكنها أزاحتها بسرعة وهي تقطب حواجبها وتقول بتوتر : سامحيني أختي إذا ماعرفت مين معايا حأضطر أقفل الخط ..
حافظت المجهولة على صوتها ثابت وهي تقول : آسفة ما أقدر أقولك أنا مين لكن ......
اتسعت عيون أزهار على آخرها وهي ترص الجوال بقوة , استندت بيدها الثانية على الطاولة وهي تحاول تحس أنفاسها تختنق , غمضت عيونها وهمست : شكرا , شكرا ..
وصكت الجوال وطالعت فيه بخوف , تحركت للمطبخ وقفلت الباب وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار فكري بهدوء , أزهار فكري بهدوء , لازم تتروين و .... ~ ماقدرت تتحمل أكثر , دقت على رقم بسرعة وانتظرت قرابة النصف دقيقة قبل ما يوصلها الصوت المرح وهو يقول : أهلييييييييين ...
همست بخوف : عنود , عهود معاها أثر من جاسم ..
اخترقت صرخة العنود المدوية إذنها وهي تقول بعدم تصديق : إيييييييييييييييييييش ؟؟
حطت أزهار يدها على قلبها وقالت بسرعة تنافس سرعة ضربات قلبها : عنود قلبي يعورني , والله قلبي يعورنييييييييي , أنا محافظة على الأذكار والحمد لله وأقرأ على جاسم كل صباح وواثقة إنه مابيصيبنا إلا اللي كتبه ربي , لكن الرسول وهو الرسول انسحر , خاااااااايفة , أنا خايفة , هالحقيرة اش تبغى من زوجي ؟؟ يعني عشان جاسم ما حيتزوجها لو انطبقت السما على الأرض تجي وتسحره و ..
قاطعتها العنود تهديها : زهره قلبي شويه شويه أنا ماني فاهمه ايش قاعدة تقولين , حكيني من الأول عشان أستوعب و ...
حست دموعها تتسلل لعيونها وهي تتذكر مشاعل وناصر , فهمست تقاطعها : عنود ما أبغى يصير لي زي مشاعل , عنود ...
وهزت راسها وهي تتخيل رجعتها مطلقة لأخوها و .. . صرخت : ما أبغى يصير لي زي مشاااااااعل ..
: أزهااااار قلبي إهدي , إن شاء الله مايصير شي ..
قالت أزهار وهي تحس أفكارها مهي مستقرة : أحسن شي أكلم جاسم دحين و ...
قالت العنود بحزم : أزهااااااار إهدي ..
وكملت بلطف : حكيني اش صار وكيف عرفتي وأنا أتصرف , أوعدك إني أسوي كل اللي أقدر عليه ..
سحبت أزهار نفس عميق وهي تحاول تهدي نفسها , اندق باب المطبخ ودخل منه عمر وهو يقول : وينك ؟؟ هذا كله غرف ..
لفت عليه وقالت بتلعثم وهي تمسح دموعها : ها , كنت أكلم عنود , روح دحين جايه ..
طالع فيها بصدمة وهو يقول : كنت تصيحين ؟؟
هزت راسها بلا وهي تقول بتهرب : هااا , لا لاتشغل بالك ..
ولمن شافت نظرات الشك قالت برجاء : لاتشغل بالك ..
خرج وقال بهمس : لا تتأخرين ترى جاسم يسأل عنك ..
هزت راسها وقالت بعد ما خرج : عنود أكلمك شويه , بأحط الغدا لهم ..
صكت الجوال وغمضت عيونها وهي تدعي بداخلها إن الله يحفظهم ويحميهم , وكلت أمرها لله وراحت تغرف الغدا ...
***************************
بعدها بساعة في فيلا حمده :
في غرفة سفانة :
: شوفي والـــــــلــــه أنا حلفت يا أنا ياهالحقيرة اللي اسمها عهود ..
غمضت سفانة عيونها وهتفت في الجوال : عنود بلا خبااااااااااااال أنا اش خلاني أقولك على السالفة ..
وصلتها صوت العنود وهي تصرخ بطول صوتها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآ يالقهـــــــر , بأذبحهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , والله لا أوريها نجوم الظهر في عز الليل ..
ضحكت سفانة وقالت : قصدك نجوم الليل ..
لمن وصلها هتاف العنود يقاطعها بغيض : سفاااااااااااانة , أحر ما عندي أبرد ما عندك ..
زفرت وقالت : حبيبتي الموضوع قسمة ونصيب , بعدين اش دخل عهود حرام تظلمينها بعدين هي أخته وهي حرة في اللي تختارها لأخوها ..
سمعت صوت ضربة غريبة تلاها صوت العنود تقول : أشق هدومي , أشق هدومي من طيبتك الزايدة , بلاااااااااك ماتدرييييييييييييين اللعيـــــنة اش مسويه , والله إنها أنجس خلق الله بنت الـ ..
قاطعتها سفانة بحدة : عنوووووووووووووود اش هالسب وهالكلام ؟؟ ترى ما أحبك لمن تتكلمين بهالطريقة , ويا ما قلت لك اللعن مايجوووووووز ..
لحظة صمت سادت قبل ماتقول العنوج ببرود : طيب مع السلامة ..
انذهلت سفانة من برودها فقالت : عنود اش فيك ؟؟ ...
قاطعتها بحدة : مع السلامة قبل ما أقفل الخط في وجهك ..
قامت وسألتها برعب وهي تعرف هالصوت من العنود معناته وراها مصيبة : عنود اش بتسويييييييييين ؟؟
وتفاجأت لمن سكت العنود الخط بدون ما تجاوبها , طالعت سفانة بذهول في الجوال وهتفت : ياربي اش بتسوي هالمجنونة ؟؟ هذا كله عشان عبد الإله تقدم لجيهان ..
: نـــــــــعـــــــم , ومين تطلع هالبنت ؟؟
لفت على حسان اللي كان واقف عند باب غرفتها وهو شايل أكياس البيك , قالت بفرح : أخيرا , كنك حاس إني بأموووووووووت من الجوع ..
ناولها الأكياس وسأل : من هي هالبنت ؟؟
قالت بهدوء وهي تتحرك للغرفة جدتها بعد ما قالت للخنساء تنادي أمها وأبوها : هذي تطلع صحبة عهود من أيام الثانوي والجامعة لقبها الـ .....
قال بتفكير : بنت محمد الـ ... اللي كان جار عمي يوم كان ساكن في النزلة ..
هزت راسها وقالت : علييييييييييك نوووووووووور , هذي هي ..
قطب حواجبه وقال من بين أسنانه : النذل اللي ماله صاحب , ليش ماخبرنيييييي ؟؟
وطلع جواله وهو يكمل : والله لا ألعن جدفه ..
ضحكت وقالت : إلعن جدفه بعد الغدا ..
رجع جواله لجيبه وهو يقول : إي صادقة , البيك أصرف من قليل الصحبة عبود , إن ماذبحته ما أكون حسان ..
**************************
في نفس الوقت في بيت صالح :
: عهوووووووووووووود , تلفووووووووووووون ...
زفرت عهود وسحبت سماعة التلفون اللي حطتها ريم عشان تجيب الشاهي لأمها وأبوها الجالسن في الصالة , قالت بنعومة : ألوووو ...
سمعت أنفاس متسارعة قبل ما يقول صاحب هالأنفاس بحدة : اتــــق اللـــــه , خااااااااااااااااافي الله في اللي تسوينه ...
كلمة اتق الله قشعرت ببدنها وخلتها تبهت للحظات وهي تحاول تستوعب صاحب الصوت , ~ عنود , هذا صوت عنود ~ ..
وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : الطير الأخضر قااااااالي إنك ناوية على شي .......... سحر مثلا ..
قالتها ببطء صدم عهود قبل ما تكمل بنفس السخرية والبطء : عشان كذاااااااا اتصلت أقولك ...
واكتسى صوتها ببرود وهي تقول بتهديد : يكووووووووووووووون في علمك لو صار لأخويه شي ولا لأزهار شي والله ثم والله ثم والله لا أذبحك بيديني وتراني مجنونة أسويهاااا , تراني عارفه بكل بلاويك , إعرفي إنه عندي أوراق فيها كلللللللللللللل فضايحك , حتى اللي كنت تهددين البندري الله يرحمها به عندي , ماخلت البندري على قلبها شي قبل ما تموت و الحمد لله , وشوفيني أحلف بالله يمين لو صار أقلللللللللللل شي لواحد فيهم كل فضايحك عند عمي هذا إن مانشرتها على الملأ وأخلي اللي مايشتري يتفرج ..
وضحكت وقالت بجرأة : تعرفيني ست عهود فوق جنوني مرجوجة , وأسوي زوبعة في فنجان , إلا إعصااااااااااار أسوي مو بس زوبعة , أحسسسسسسسسن لك تبعدين عن كل شخص يهمني وكللللللللل شي يخصني , وطبعا هذا يشمل عدنان ..
قالت عهود ببرود بعد ماتمالكت نفسها : إنت حقت كلام وبسسسس , ياحبك للشوشرة في كل مكان تروحين له , لكن إعرفي أنا ماتهزني ولا كلمة من كلماتك السخيفة اللي مالها معنى ..
زفرت العنود وقالت بتريقة : جبتيهاااااااااا , أحب الشوشرة , والمثل يقول يافهيمة إن كان في راسك مخخخخخ إبعد عن الشررررررر وغني له ..
وضحكت وقالت : أنا الشرررررررر فإبعدي عني أفضل لك ..
حست عهود بدمها يفور من الغيض فقالت : شوفي يا ...
قاطعتها العنود بحدة : حسسسسك عييييييييينك تتلفظين علي , إنت اللي بدأتي الحرب .. وكملت بسخرية : ويكون في علمك أنا عارفه إنه حكاية جيهانوووووو من ورى راسك لكن بأقولك شي , لو أخذ عبد الإله جيهانوووو أحلق شعر راسي بزنوبة ..
وانصك الخط , طالعت عهود في السماعة بقهر وضربتها بكل قوتها على الطاولة وهي تقول : حيواااااااااااااااانة , حقيييييييييييييييييرة , ##### ..
ودارت في مكانها وهي تصرخ بداخلها ~ إش دراها بحكاية السحر ؟؟ يكون جيهان تلعب على الحبلين ؟؟ والله يجي عليها الـ #### الـ ###### ~ وخرجت من أفكارها لمن شافت ريم جاية لها وهي تسأل بخوف : اش فيييييييه ؟؟ اش هالصوت ؟؟؟
سحبت نفس خفي عشان تهدأ أعصابها وابتسمت وهي تقول : لا ولا شي , انفلتت السماعة من يدي ..
ودنقت ورجعت السماعة مكانها و تحركت للصالة وهي تقول بمرح : تعالي نشوف أبويه اش عنده ؟؟
كانت تمشي وهي تقول بداخلها ~ خطتك محبوكة ولا يمكن تهزها وحدة زي العنود , فارغة زي الطبل اللي صوته عالي , مجرد كلام وبسسس ~ جلست وتناولت فنجانها وهي تبتسم للكل , ابتسم صالح لعبد الإله المستغرب من إصرار أبوه عليه إنه يجي يتغدى في البيت ويجلس معاهم في الصالة بعد الغدا , قال صالح : سمعت من أمك إنك ناوي تخطب ..
رفع عبدالإله راسه بحدة ولمن شاف ابتساماتهم والفرحة اللي في عيون ريم ابتسم وهو يقول بمزح : دايم أسمع بشعور الأمهات والتخاطر وأول مرة أصدق فيه , زين اللي افتكرتوني وجبتوا سيرتي ..
ضحكت أمه وقالت : هذي الساعة المباركة يا عبود اللي قررت فيها تتزوج أخيرا ..
قال أبوه : والله إني فرحان أكثر من أمك ولو مو الـ....
ورص فكه عشان مايسب عبد الرحمن وكمل بعد زفرة مريرة : ولو مو أخوك اللي أشغلنا كان خطبنالك من زمان , اللي في سنك جايبين ولدين دحين ..
قالت عهود بضحكة : تأخر الزواج صار موضة عند الشباب يا أبويه ..
قال أبوه بحيرة : بس اش معنى جيهان اللي اختارتها أمك ما أدري !!
طالع فيهم بصدمة وهتفت ريم وهي تفز من مكانها : نـــــــــعـــــــم , جيهاااااااااااااااااااااااان ..
وبلا شعور قالت بعصبية : قلوا بنات العالم ومابقي إلا هالبنت ...
قالت أمها بحدة : بـــنـــت احفظي لسانك ..
طالع عبدالإله في عهود بنظرات غضبى فتصنعت البراءة وهي تهتف : جيهااااان , اش معنى ؟؟ صراحة فاجأتيني يا أمي ...
قالت أمها بابتسامة متسعة : البنت تقول للقمر قوم وأقعد مكانك , بعدين دلع وعلم , إنت داري إنها مقدمة على الماجستير ماشاء الله عليها , بعدين خدومة و .....
كان يستمع لأمه بذهول وهو يقول بداخله ~ مستحيل أمه تختار لي جيهان , أكيد عهود في السالفة , والله أكيد إنها في السالفة ~ ..
: وصراحة لمن قلت الخبر لجدتك اليوم وقلتلها على اللي ناوية أخطبها ...
فز من مكانه وقال يقاطعها : خبرتي جــــــــده ..
وهز يده بعصبية وهو يقول : ليييييييه يا أمي , لييييييييييه ما سألتيني أول ؟؟
قالت بتلعثم : أنا عارفه إنك مابتعارض , وجدتك صح ماعجبها الموضوع في البداية لكنها وافقت لمن فهمتها عمتك نورة إنه مو شرط تاخذ وحده من العايلة وإن الشباب دحين يفضلون وحده من برى العايلة ...
~ عمتي نورة تدخلت في السالفة أجل دريت , سفانة دريت , وصلها الخبر , أكيد وصلها الخبر ~ طالع في أبوه وشاف في عيونه تأييد لكلام عمته وهو يقول : كان ودي تاخذ من العايلة لكن ما أشوف فيها شي إنك تتقدم لبنت من برا العايلة مادام قبيلتها معروفه و أهلها طيبين , بعدين البنت منا وفينا من دخلت أختك الجامعة وهي خادمتها بعيونها ..
قال بنفاذ صبر وهو يتذكر موقفه مع حامد وبنته ودحين مع أمه وصحبة أخته : أنا بكيفي أختار اللي أبغاها , وعهود هذي ما أبغاها , الله يسهل لها وين ماراحت ...
وكمل بضيق : لا تقولين لي يا أمي إنك اتصلتي على أهلها كمان عشان ما أموت بغيظي ..
هزت راسها بلا وهي تقول : لا ماخبرتهم لسه مو قبل ما أكلمك , بس لييييييه , إنت قلت إنك ناوي زواج و البنت طيبة وحبوبة ...
قال بلا تردد : أنا أبغى أتقدم لسفانة ..
شهقت ريم وغطت فمها بسرعة قبل ما تخرج صرخة الحماس اللي حستها بتقتلها من شدة الفرح وطالعوا كلهم فيه بذهول , كان أشدهم ذهولا عهود , قال بثبات : أبغى أتقدم لسفانة بنت عمي علي ..
طالعت أمه في عهود بحيرة ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بس عهود ...
انقطع كلامها بهتاف صالح اللي قام وهو فارد يدينه على اتساعها وهو يقول : هذا ولدي , يعلني أفرح فيك يارب ..
وضمه وهو يقول : ونعم , ونعم والله مااخترت , أنا من بكرة أخطبها لك لو تبغى , الليلة الليلة ...
ابتسم براحة وربت على ظهر أبوه وهو يشكره , نطت ريم من الفرح وهي تصرخ بحماس : ياااااااااااااااااااااااااااي عبود بيخطب ..
وجريت له لمن بعد أبوه وضمته بفرح وهي تقول بلهجة عميقة : ألللللللف أللللللللللللللللف مبروك ..
وهمست وهي تضمه أكثر : مبروك عليك سفسف مقدما ..
طالع في عهود اللي طالعت فيه بذهول وقال ببرود : مابتباركين لي ..
~ مستحيل خطتي تنهار بهالشكل , أكيد العنود ورا اللي يصير , ليش كانت متأكدة إنه ما بـ يوافق على جيهان ~ قالت ببرود وجمود : مبروك ..
لف على أمه اللي قالت : بس البنت صلعاء إنت عارف هالشي ولا لا ..
هتف صالح باستنكار وهو مو هاين عليه هالصفة المنسوبة لبنت أخته رغم حقيقتها : أم عبد الرحمــــن ..
قالت : أنا اش قلت قلت الحقيقة ..
قال بحدة : قولي ماعندها شعر ولا شعرها طاح , اش صلعاء هذي ؟؟
ابتسم عبدالإله وقال يقاطع نقاشهم : عارف إنها بلا شعر وراضي ..
قالت ريم وهي تصفق : يااااااااي والله ودي أطير من الفرحة , ودي , ودي ....
وضحكت وقالت : ما أدري اش ودي فيه , بس أحس فيني طاقة بتتفجر ...
ضحكوا على حماسها فتحركت عهود خارجة من الصالة متوجهة لغرفتها بضيق ~ لييييييييه ؟؟ لييييه ما نجحت هالخطة ؟؟ هذي كان آآآآآآآآآخر شي أستخدمه , ياربي اش أسوي , دحين لايمكن الزفت ذيك تسويلي الحجاب ولا يمكن ترجع لي الأثر , اش أسوي ؟؟ أتخلى عن جاسم يعني و ..... ~ شهقت وهي تمسك بطنها لمن تذكرت عملية الإسقاط اللي سوتها مؤخرا ~ لايمكن تفرطين فييييييييييييه , إنت مين بياخذك ويستر عليك غيره , بعدين هو حبي الأول , قبل ما تسرقه الحيوانة أزهار اللي ما أدري من فين طلعت , لاااااااا لايمكن أتخلى عنه , من سنين وجاسم لعهود وعهود لجاسم , من أيام الطفولة , لايمكن أتخلى عنه دحين , مستعدة أسوي المستحيييييييييييييييييل عشان أرجعه لي , هو حقي اللي سلبته أزهار ~ , طالعت في انعكاس صورتها في المراية , كانت جميلة ورشيقة القوام , هتفت بداخلها بغيض ~ أنا أحلى من ذيك الصلعاء , أحلى منها ميييييييييية مرة , ليه هي تقدم لها أحد وأنا لا , أزهار العفنة بشكلها ذاك ولا تجي نص جمالي ليش فضلها جاسم ووافق إنه يتمم زواجه بها , اش شاااااااف فيها ؟؟ اش اللي خلاه يتغير عشانها , آآآآآآآآخ يالقهر هالجمال كله اللي مطير عقل نص شباب الرياض والوحيد اللي حاولت أبهره مو داري عني ~ ضربت المراية بقهر وتحركت لسريرها وجلست عليه وهي تعض شفتها بقهر , لمن اندق الباب وانفتح قالت بحدة : إطلعي برا أبغى أجلس في الغرفة لوحـ ....
وسكتت لمن طل عبد الإله من ورى الباب , طالعت فيه بحيرة للحظة قبل ما تقول بطفش : حسبتك ريم ..
قال ببرود : حتى لو كنت ريم مفروض ما تطردينها بهالطريقة لأنه الغرفة مشتركة بينكم الثنتين ..
لفت وجهها وهي تتأفف , طالع فيها بنظرات ثاقبة وهو يقول بلهجة غريبة : ممكن أعرف عرضتي جيهان على أمي ليه ياست عهود وإنت عارفه رأي في الموضوع ..
حست بالخوف من لهجته وزاد خوفها لمن التفتت وشافت نظراته , قالت وهي تدعي الهدوء : اش قصدك مافهمــ....
قاطعها وهو يقفل الباب بالمفتاح : تراني سألت أمي من فين لها حكاية جيهان وقالت لي بالحرف الواحد , أختك قالت لي إنه ودك فيها لكنك مستحي تقول لأنك ماتبغى تقول إنك شفتها وانعجبت فيها ..
هزت راسها بلا وهي تفز من مكانها وهي تقول بتلعثم : هاااا , لا , صدقني أكيد أمي اختلط عليها و ...
قاطعها وهو يتقدم منها : لا اختلط عليها ولا شي , قالت كللللللللل السالفة , حضرتك كنت ناوية تحرجيني وتحطيني قدام الأمر الواقع وإنت وااااااااااثقة إني بأوافق احترام لرأي أمي , و ماحطيتي في بالك إني ممكن أرفض لأنك ماتدرين إني حاط سفانة في بالي , المقصد هنا ......
ورماها بنظرات حادة وهو يقول بتحذير : أبغى أعرف إش عندك إنت وجيهان هذي ..
حست الرعب يجتاحها فهزت راسها وقالت بعصبية : ولااااااااشـــــــي , اش فيــــــك ؟؟ لي تطالع فيني كذا ..
وقف قدامها للحظة وهو يضيق عيونه ورجع جلس على سرير ريم وقال بهدوء مثير : أنا ماني متحرك من هنا قبل ما أعرف اللي في راسك ..
ودخل مفتاح الغرفة في جيب بنطلونه الجنز الأسود وقال : وهذي قعدة يا ست .... عوعو ..
~ لااااااااااااااااا أكيد أنا في كابوس وحأصحى منه بعد شويه , مستحيل هذا يصير لي دحين , مستحيييييييييييييل , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , لاااااا , لااااااااااااااااا , استر يارب , استر يارب , عبد الإله لا عصب يصير مجنون , آنا اش خلاني أفكر بهالفكرة !! يارب استر , يارب استر , عهود خليك قوية , إنت دايما تخرجين منها زي الشعرة من العجين , شغلي مخك بس , شغليييييييييييييه ~ ....
************************.................... يتبع
في نفس الوقت في فيلا أحمد :
قلبت الجوال بين يدينها وهي تمشي في غرفتها رايحة راجعة وهي تسحب أنفاسها سحب , طالعت فيها الهنوف وقالت : عنود حولتي عيوني , إجلسي لك ساعة تدورين ..
رصت العنود الجوال وقالت : قاهرتنييييييييييييييييييييييييييييي ..
وعضت الجوال وبعدته وهي تقول : والله لو إنك مامنعتيني كان طقيت عبايتي ورحت قلتلها هالكلام في وجهها بعد ما أصفعها وأطلع كل حرة قلبي منها ...
قالت الهنوف بخوف : إنت ماتخافين , وحدة وصلت بها الحقارة إنها تاخذ من أثر واحد ماتخافين تسوي فيك بلى ..
وقفت العنود عن الدوران وقالت بحدة : لاااا ست هنوف , أجلس متخددة وأستناها تهدم حياتي بالرعب والخوف والشك , توكلي على الله و إقرئي على نفسك وإن شاء الله ما يصير لك شي , بعدين هالأشكال على كثر القوة والحقارة اللي فيهم أجبن خلق الله , صدقني إنها بتخاف من هالكلام وربي إن شاااااااااااااااااء الله يفضحها ربي قبل ما تسوي شي ..
وضربت صدرها بقهر وهي تقول : ياااااااااااارب أشوف فيك يوم يا عهود ..
زفرت الهنوف وقالت : لاتدعين عليها , قولي الله يهديها ولا ..
قاطعتها بحدة : أنا ماني زي أزهاااااااار ولا زيك , سوري , ماعندي هالصبر و الإحتساب و الطيبة الزايدة اللي في قلوبكم , قولي قلبي أسود عادي لكن وحدة نجسة زي عهود تاخذ من أثر أخويه وتبغى تهد بيته وتقولين أقول الله يهديها , الله لا يهديها ..
قالت الهنوف وهي تحط يدها قدام فمها : أسكت أحسن لي لأنك كل مالك تزيدين ..
وسكتت شويه بعدين همست : ترا مايجوز تقولين على مسلم إنه نجس و ...
صرخت العنود تقاطعها : هنووووووووووووووووووووووووووووووووووف ...
ولمن شافت الهنوف مغمضة عيونها ومدنقة راسها مستعدة لضربة منها زفرت وقالت : خليني لوحدي لأني بموت من الغيض وودي أفش غلي في أحد ومافي غيرك قدامي ..
ضحكت الهنوف وقالت : عادي خذي راحتك , كم عنود عندي ..
ماقدرت العنود تبتسم من كثر الغليان اللي تحسه في كل جسمها , سألتها الهنوف لمن شافت جمودها : طيب لو عرفت إن هالأوراق اللي قلتي عنها مجرد حيلة عشان ماتسوي السحر ..
زفرت وقالت وهي تجلس جنبها : شوفي حبيبتي نوع عهود اللي ما همه غير نفسه واللي يسوي المستحيل عشان رغباته وسعادته الشخصية بس يتخيل كللللل الناس زيه , يعني مستحيل تكذبني , ممكن تشك لكن يتظل حاطه في بالها إني ممكن أكون صادقة وأفضحها لو صار شي ..
فكرت الهنوف وقالت : صدقيني لو قلتيلها إنك تعرفين اش ناويه حتخاف وماتسوي شي , ولو علمتي أمي ولا أبوي كان حل الموضوع ..
ضحكت العنود ومدت يدها ومسدت كتف أختها وهي تقول : ياحلاتك ياشيخة , الله يعطيك على قد نياتك ..
وهزت راسها وقالت بطريقة مسرحية : إنت طيبة عشان كذا ربي موفقك ..
وتحولت للجدية وهي تقول : يا ماااااااماااااااا هالبنت عقرب ثرى , عارفه اش هو عقرب الثرى ..
استغفرت الهنوف وهي تطالع في العنود اللي كملت : تقرص قرصتها وتختفي في التراب , حتى لو قلت لها إني أدري ما بتخااااااااف وبتسوي اللي في راسها لأنها ذكية , بتعرف إنه حتى لو صار شي لجاسم ولا أزهار وخبرتهم إنه هي اللي سحرت وين الدلييييييييييل ؟؟ الحرمة المجهولة اللي ماترد واللي طلع رقمها باسم واحد باكستاني ..
قطبت حواجبها وقالت وهي تحط يدها تحت دقنها : إي صحححححح , إنت كيف عرفتي إنه صاحب الرقم باكستاني ..
قامت العنود وقالت بحماس : حبيبتي أنا ماعندي واحد اثنين , من خبرتني أزهار رجعت اتصلت عليها وأخذت الرقم وأعطيته لريوف صحبتي أخوها يشتغل في الاتصالات , ما أخذت خمس دقايق الله يسعدها إلا وهي جايبة الاسم , بسسسسسسسسس ..
ضربت يدها وقالت : آآآآآآآآه يالقهر , ماردت علي , دقيت فوق العشر مرات ولا ردت ..
وزفرت وقالت : يعنيييييييييييي مافي دليل , يعنيييييييييييي لازم أكذب وأقول للـ ### إنه عندي شي ضدها ...
: عنووووووووووووووود , ترا فمك يبغاله غسل , اش هالألفااااااااظ ؟؟
لمن رن جوال العنود قالت : استغفر الله , استغفر الله , الله يغفر لي , هالبنت ركبتني ذنوووووووووووووب ..
وردت على الجوال وقالت بحدة : نـــعــــم ..
وسكتت لثواني قبل ما تشهق و تصرخ : كذاااااااااااااااااااااااااااااااااابــــــــة ..
واستمعت لثواني هتفت بعدها بفرح : يااااااااااااااااااااااااااااااي , إحلفيييييييييييي , قولي والله ...
وقامت تنطط وترقص وهي تقول بفرح : مابأحلق شعري بزنوبة , أهااااااا , ما بأحلق شعري بزنوبة , أهااااااااا ..
ضحكت الهنوف على خبالها وقالت : اش فيييييه ؟؟
وقفت العنود وقالت و السعادة تلمع في عيونها : عبود رفض يتقدم لجي جي ..
شهقت الهنوف فكملت بحماس : وقال إنه بيتقدم لسفسف ..
صرخت الهنوف : واااااااااااااااااا , من جــــــــــد ..
نطت العنود لسريرها وربعت فوقه وعدلت جلستها وهي ترجع الجوال على إذنها وهي تقول : قوليلي السالفة من طقق للسلام عليكم وركزي أبغاها بالألواااااااااان ...
وبعدت الجوال وغطته بيدها وهي تقول بتشفي : ياشماتتي فيييييييييك يا عوعو ..
وضحكت بساعدة , ضربتها الهنوف وأشرت لها على الجوال وهي تهمس : لا تسمعك أختها ..
وطالعت فيها باستنكار وهي تكلم ريم بحماس وهمست تكلم نفسها : صدق مجنونة , يا باغي الشر توطا عباتي , ذبحت البنت وهي ما توطت العباية أجل كيف لو ..
رجعت العنود وغطت الجوال وقالت تقاطعها : إلا من استخدمت اسمي في صياعتها تعتبر توطت عباتي ..
ورجعت تكلم ريم والابتسامة شاقة الحلق , قالت وهي تتحرك خارجة من الغرفة : أهم شي لا تنسين تتصلين بأزهار وتخبرينها بالهباااااااااب اللي سويتيه ...
رفعت العنود يدها إشارة النصر وهي تهز خصرها , ضحكت الهنوف وقالت : الله يكملك بعقلك ...
ولمن خرجت سمعت صوت غريب تحت الدرج , نزلت وطالعت للمحزن , شافته حايس عند عتبة المخزن ودافن راسه في كرتون كبير , تقدمت منه وحطت يدها على ظهره وهي تقول : عبد الرزااا ..
وانفجعت لمن انتفض وهو يشهق , طالعت فيه برعب وقالت : اش فييييييك ؟؟
ابتسم بهدوء وقال وهو يرجع للكرتون : فجعتيني ..
لفت براسها تحاول تشوف اش يسوي وهي تسأل : اش عندك ؟؟
قال بهدوء : أدور دفتر فاضي ..
رفت بعيونها بحيرة وهي تقول : دفتر !!
قال وهو ينفض الغبار عن دفتر من الدفاتر ويتصفحه : رحلتي قربت ومايمديني أشتري دفتر قلت أدور في المخزن , أعرفكم تموتون على التجميع ..
ابتسمت وقالت لمن شافته يبتسم للدفتر الخالي من الكتابات : ممكن أعرف اش تبغى فيه , إذا مافيها فضول يعني ..
ابتسم وقال : لو كنت عنود ماكان قلت لك لو تفحطين لأنه ما حأوصل غرفتي إلا وخبري منتشر عند كل العايلة ..
وهز الدفتر وقال : قررت أكتب يومياتي في البحرين ..
قالت بحماس : وااااااو حاجة حلوة ..
ابتسم مرة ثانية وقال : الله يسعدك , كذا التحميس لو كانت العنود كان قالت أول كم يوم بعدين بتطفش ..
فكرت في العنود الشمتانه في عهود وقالت : مهي فاضية لك دحين , يادوبها تشكر ربها إنها مابتحلق شعرها بزنوبة ..
ضحك من قلبه وهو يقول : برضاها في تحدياتها لازم تحلق شعرها بزنوبة , خبله هالبنت , ما أدري متى بتعقل ..
فرحت لمن سمعت ضحكته فقالت بصدق : والله ما تصدق قد إيش اشتقت لضحكتك يا عبد الرزاق , جد جد وحشتني ..
زفر وقال : الحمد لله على كل حال ..
مدت يدها ولمست لحيته الخفيفه ورجعت سحبتها بخجل وهي تقول بتلعثم : هو , قصدي , أول مرة أشوفك , قصدي ...
قال ينقذها : اش رايك فيها ؟؟
قالت بسعادة : حلوة , تجنن ..
رفع حاجبه وقال بتريقة : ما أشوفك مجنونة ؟؟
طالعت فيه بذهول قبل ما تصرخ بحماس : رزوووووووق ..
وضمته وهي تقول : وحشتنيييييييييييييي ..
ضحك وقال وهو يدفها عنه : أقوووول إبعدي عني وعن عنود كمان , تراك صايرة زيها هالأيام ..
انتبهت لنفسها فنزلت راسها وفركت يدينها بخجل وهي تقول : نسيت نفسي من زود الفرحة ..
لمن سمع رنة جواله قال : هذا عمر جاي يوديني المطار , سلمي على عنود ..
: رزووووووووووووووووووووووووووووووووق ..
لمن سمع مناداتها وهي تجري على الدرج رفع ثوبه وجري لغرفته وهو يقول : مع السلامـــــه ..
ضحكت من قلبها لمن صرخت العنود وهي تلحقه : استنـــــــــى بأسلم علييييييييييييييك , ياحمااااااااااااااااااااااااااااااااار ...
ونطت عليه وضمته بقوة وهو يدفها وهو يقول : فكينيييييييييي , يالنشبة , غثــــــــى ...
ولمن شافها مهي راضيه تفكه قال : الله يعين عدنان على حضنك ..
انفكت يدينها بسرعة وبعدت عنه وهي تقول بصوت بطئ : يا قليــل الأدبــ ...
ضحك من قلبه وقال : شكرا ياجاسم , السلاح السري نفع ..
وسحب شنطته وقال وهو يلوح بيده : مع السلامة ..
قالت الهنوف : لا تنسى تقرأ سورة الكهف قبل المغرب ..
قال وهو يخرج : قريتها بعد الفجر ..
حطت يدها على قلبها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , يامقلب القلوب ثبت قلبي وقلبه على دينك , وهم كذا تحسين براحة لمن يروحون ويرجعون مو زي أول طول الوقت أفكر لو قبض ربي روحه وهو يتسمع أغاني ولا ...
وسكتت لمن شافت العنود مدنقة وهي ماسكه بطنها , زفرت وقالت : مغص عدنان ..
وانصدمت لمن رفعت العنود راسها وهي تضحك وتقول : بالقوة مسكت ضحكي عنده ..
سلمت الهنوف على وجه وقفا يدها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , أهل العقول في راحة ..
وزفرت وقالت : أتاريها من جدها يوم تقول حالة المغص تحولت لرغبة في الضحك ..
ورجعت لفت عليها وقالت : لا خلصتي ضحك دقي على أزهاااااااار لا تنسين ..
****************************
الساعة 12 في الرياض :
فيلا عبد الكريم :
صك الجوال وزفر وهو يسند راسه على يدينه المقبوضة وهو مستند بأكواعه على سطح مكتبه , طالع فيه خالد اللي دخل المكتب لمن ماسمع جواب أبوه على دقه وقال بحيرة : أبويه عسى ماشر ..
زفر عبد الكريم وقال : ولاشي , سويت اللي قلت لك عليه ..
قال وهو يأشر له على الملف اللي على الطاولة بين يدينه : أهي الأوراق بين يدينك , جيت أشوف قرأتها ولا لا ..
وجلس على الكرسي المقابل للمكتب وهو يكمل : سويت كل المطلوب بعد ما تكلمت مع أصحابي اللي في وزارة العدل , الأسبوع الجاي لازم تروح عمتي نجلاء للمحكمة مع جدي عشان ينهون الأوراق ..
وطالع بحيرة في أبوه وهو يقول : ليش تدور على فهد دحين و طلبت طلاق عمتي منه في المحكمة بعد هالسنين ؟؟ ..
زفر و قال : لأن الحيوان كمل خمس سنوات من شرد من البيت , و لأني ما عاد أبغى أختي في عصمته , عرفت ليش ؟؟
وسكت وكمل بغيض : أما ليش دورت عليه فهذا لسبب ثاني ..
وطالع فيه بحسرة وهو يتساءل بداخله ~ ليش ماوافقت ؟؟ ليش ؟؟ كان ارتحت , كان ... ~
: أبويه ..
خرج من سرحانه و طالع في خالد اللي طالع فيه بحيرة وهو يسأل : تبغى تقول شي ..
قال وهو يهز راسه : لا , بس ناديلي ماهر ..
قال : توني وأنا داخل لك كان خارج مع سامر ..
طالع في ساعته وقال : دحيييييييييييين , خارجين دحييييييييين ..
رفع جواله ودق على ماهر , استغرب خالد من عصبية أبوه المفاجئة وهو يخاطب ماهر و استغرب أكثر لمن سمعه يقول بعصبية : وحضرتك ناسي إنه أخوك عنده بكرة دوام يوم إنك خارج معاه الساعة 12 الليل , و ... لا تقعد تبرر , ما عندكم أب تستأذنون منه وقت الخروج , اش بتفيديني رجعتكم دحين , روحوا وين ما تبغون تروحون , مع السلاااااامة ..
وصك الجوال وهو يزفر بعصبية , التزم خالد الصمت وهو منزل راسه للأرض , قام عبد الكريم من مكتبه وبدأ يدور في الغرفة وهو يسحب أنفاسه بضيق , قال بعد فترة وهو يزفر : أنا كيف خاطبتهم بهالطريقة , أعوذ بالله منك يا شيطان ..
ابتسم خالد وقال : الواحد لمن يكون معصب وزعلان يـ ...
قاطعه أبوه بحزم : القوي الذي يمسك نفسه عند الغضب يا خالد ..
وزفر وهو يقول بداخله ~ الحمد لله دايم أمسك نفسي عند الغضب لكن ... ~ غمض عيونه لمن تذكر وسام , اللي صار لها واللي عرف به ما يخليه ينام الليل , وزاد لمن عرف بحكاية فيصل جارهم , قال خالد وهو يسمع زفرة أبوه وهو يفرك عيونه بتعب : أبويه قول اللي في خاطرك , ترا زفراتك تحرق القلب ..
همس وهو يرجع يجلس على مكتبه : الله كبير يا خالد , خلني لوحدي ..
قام خالد ولمن خرج لقيهم قدامه , متشابهين تماما ببنطلونهم الجيشي وبلايزهم الزيتي ابتسم وقال : اش رجعكم ؟؟
سأل سامر بتوتر : أبويه جوه ..
قال : إيوه بس يبغى يجلس لوحـ ...
ما خلص كلمته إلا وهم مقتحمين الغرفة وهم يدقون الباب , رفع عبد الكريم راسه وكبح ابتسامته لمن شافهم , كان عارف إنه زعلهم بعصبيته اللي مالها داعي وعارف إنهم بيقدرون هالعصبية منه لأنه من كبروا وهو تارك لهم الحرية في أمورهم و مخاويهم و معتبرهم أصحاب أكثر منهم أبناء وتوقع إنهم يتأسفون منه على أي شي يعتبره خطأ حتى لو ماكان خطأ في نظرهم , لكن ما توقع إنهم يرجعون بهالسرعة عشان يراضونه , قال ماهر هو يبتسم : كيف حال الناس المعصبة ؟؟
تحركوا له و جلس ماهر على الكرسي المقابل للمكتب و وقف سامر عن يساره وهو يكبس أكتافه وهو يقول : والله سمعنا إنه مغضوب علينا اليوم ..
قال وهو يقطب حواجبه : أجل تبغوني أضحك , هذا مو وقت تخرجون فيه , لو خرجتم دحين متى بترجعون ومتى بتنامون ومتى بتصحون لصلاة الفجر ..
قال ماهر وهو يخاطبه بطريقة رسمية جادة : طويل العمر إحنا كنا رايحين نجيب عشى ونرجع محنا رايحين ديوانية شباب , كلها نص ساعة بالكثير وراجعين ..
قال بعصبية : وليه ماقلت هالكلام في الجوال ؟؟
قال سامر وهو يضحك : إنت خليت له مجال , ماسمعت إلا نص سلام ماهر وبعدها ما أسمع إلا ..
ومثل كإنه ماسك جوال وهو يقول : .. طيـ .. أبو .. اسـ .. أنا ... أ .. أ .. مع السـ ..
قهقه عبد الكريم على تمثيله وقال : الله يقطع شرك , اش قصدك بهالكلام ؟؟
قال ماهر بابتسامة : إنت ما أعطيتني فرصة أقول شي ..
ابتسم وقال بصدق : كنت زعلان بس مو منكم ..
وزفر بداخله لمن تذكر وسام , طالع فيهم و شافهم ساكتين ابتسم وقال : مادامكم هنا , أبغى سامر في كلمة راس ..
رفع ماهر حواجبه وقال : أكشخ , طردة محترمة لشخصي الكريم ..
قال عبد الكريم بحزم : بعده إنت في كلمة راس , ترا يكون في علمك إنت الأساس , واصلني كلام ما يسر يا سيد ماهر ..
قام ماهر وقال : سنفروااااااا بجلودكم ..
ضحك سامر من قلبه وقال بخبث : اش قصدك ؟؟ أبويه شرحبيل ياللي ما تستحي ..
لف عليه عبد الكريم وسأل بحيرة : شرحبيل منه ؟؟..
شهق ماهر وسامر يقول بخبث : ذاك المخيف اللي يحاول يقتل السنافر ..
قطب حواجبه يفكر وسامر يذكره : فاكره فيلم الكرتو ..
صك ماهر فمه وهو يقول : أبويه إنسى , أنا ما قصدت شي , يا كلمة ردي مكانك ..
ودعس قدم سامر وهو يهمس : أسكت يالنذل , لله بيشرشحني بعد شويه حشمت الزفت أريجو ..
بعده سامر وقال بأذيه : تستاهل اللي يجيك , مابقي شي على جوازكم و ...
سكته ماهر فقال عبد الكريم : هي إنت وإياه , استحوا على وجيهكم , واحد مدرس والثاني مضيف وقاعدين تضاربون كنكم عيال متوسط ..
قال ماهر بضحكة وهو يلف على سامر : زين رقانا أبويه ..
شاركه سامر الضحكة وقال له وهو يتكي بكوعه على كتفه : العاده أمي تقول عيال إبتدائي و ...
قاطعهم بعصبية لمن شافهم يهرجون مع بعض ومهم معبرينه : بسسسسس , تحركوا ...
انتفضوا في مكانهم وتحرك ماهر خارج وهو يقول : ماعاد أحد يعرف له هالأيام , غير معصب و ..
: ماااااهر ..
ابتسم لأبوه وهو يخرج ويقفل الباب , زفر عبد الكريم وطالع في سامر اللي ابتسم وهو يقول : ترانا مخبل بس نعجبك وقت الجد ..
ابتسم وقال : عارف , إجلس اللي يصلحك ويصلحه ..
أول ما جلس سأله بشكل مباغت : اش رأيك في وسام ؟؟..
طالع سامر في أبوه بحيرة و قال وهو يقطب حواجبه : وسام !!
ولمن تذكرها قال : آآآه وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
طالع فيه عبد الكريم وقال بهدوء : هي ما غيرها , تعرف عنها شي ؟؟
قطب حواجبه وهو يتذكر شكل سطام بعد المضاربة اللي الكل تكلم عنها وعن خروج أمه من البيت بعد ما تضاربت معاهم بسببها , قال : أعرف عنها اللي يعرفه الكل , قصدي إنها معلمة وعايشة عند عمتي نجلاء من صغرها ..
قال عبد الكريم كإنه يقول تقرير و عيونه مركزه على وجه سامر : مولوده سنة 1394 , عايشة عند عمتك من كان عمرها 3 سنين وعمتك تقول عنها إنها وحده حبوبة وطيبة وجميلة , وهي دحين ما شاء الله موظفة تشتغل مشرفة اجتماعية في مدرسة عبارة عن مجمع متوسط وثانوي ..
كان سامر يستمع لأبوه وهو في حيرة مهو فاهم سبب هالكلام كله لكنه ما حب يقاطع أبوه خاصة وهو يشوفه يقبض يدينه بقوة لدرجة حس إنه أظافيره بتخترق جلده من قوة الضغط , ولمن سأله أبوه بعد ما أنهى كلامه : سامر ما تبغى تتزوج ؟؟
بدأ عقله يدور على رابط بين الحدثين ~ وسام , الزواج , لا يكون .... ~ طالع في أبوه بصدمة , أول ما شاف عبد الكريم نظرته تغيرت ملامح وجهه وهو يسأله بتردد : ما تناسبك ؟؟
تأكد سامر من رأي أبوه فقال بدون ثانية تفكير : أنا من مواليد 1400 , يعني 6 سنين فرق ..
قال عبد الكريم وهو يدعي ربه إنه يسهل ويقدم اللي فيه الخير : بالضبط 5 سنين وشهرين , أنا حسبتها بالتاريخ ..
طالع فيه بحيرة وهو يقول : حسبتها , كيف يعني ؟؟
تردد عبد الكريم وأخيرا قال بحزم وهو يكسو وجهه بجمود : شوف الكلام اللي أقوله لك دحين ما يطلع من فمك ولا تكلم فيه حتى خيالك , أنا ما أجبرك على شي بالكلام اللي قلته , هذي حياتك وإنت حر فيها , لكن أنا ودي إنك تتقدم لوسام لأسباب أحتفظ بها لنفسي حاليا , أعرف إنها أكبر منك لكن أنا أشوف إن السن مو عيب , يمكن إنت لك وجهة نظر غير وجهتي ..... هنا أقولك هذي حياتك و إنت حر فيها , فكر وقولي رأيك ..
وسكت وهو يشوف نظرات سامر التايهة , زفر وقال : شكله كلامي مو مترابط ومو مفهوم ..
ابتسم سامر وقال بلطف وهو خايف على أبوه اللي أول مرة يكون بهالشكل : المهم إني فهمته , صراحة ما أدري اش أقولك يا أبويه ؟؟ أنا حاط في عقلي الزواج ورغبان فيه حتى كلمت سحر عشان تجس نبض أثير ..
قطب عبد الكريم حواجبه وقال بتساؤل : أثير بنت عمتك ؟؟ إنت تبغاها ؟؟ ليش ما خبرتني ..
قال بصدق : لا مو حكاية أبغاها ولا شي معين , هي أكبر الموجودات من بنات عماني وعماتي و لمن سألت عنها سحر مدحت لي فيها فقلت أتوكل على الله وأجس نبضها ..
تذكر عبد الكريم إنها ولدت قبل سحر بكم شهر , طالع فيه عبد الكريم وقال يستحثه : و ..
ابتسم وقال : ولاشي , رفضت ..
اتسعت عيون عبد الكريم وهو يقول بصدمة : كييييييييييييييف ؟؟
قال سامر يهديه وهو عارف إنه ما حيهون عليه إنه بنت أخته رفضت ولده : مو هذا الموضوع يا أبويه , الموضوع إني ناوي أتزوج في أقرب فرصة إذا سهل ربي لكن وسام ...
وسكت وكمل : ما قيد فكرت فيها , أقصد ..
هز عبد الكريم راسه وقال بصوت كسير : فاهمك ..
ابتسم وقال : بس أوعدك أفكر ..
ابتسم له أبوه وقال : الله يقدم اللي فيه الخير ياولدي ..
وزفر وقال : نادي أخوك خليني أشوف مشكلته مع مرته هالمرة ..
قام سامر وقال : طيب عن إذنك أروح أشتري العشا على بال ماتتفاهمون لأنه لو دريت سلافة إننا ماجبنا العشا بتذبحنا ...
قال بضحكه : تحرك بسرعة مادام في السالفة أختك الزنانه هذي , مافينا على صوتها ..
ابتسم سامر وقال : أبويه ترا شكلك مشتاق لشركاتك وشغلك , قاعد ورى مكتبك و ....
ضحك عبد الكريم وقال : تحرك وإنت ساكت ...
خرج سامر وابتسم لماهر الجالس في الصالة مع سحر وخالد وأمه وقال بمزح : التالي ..
قام ماهر وقال بصوت أنثوي وهو يحط يده ورى ظهره ويقدم بطنه كإنه حامل : يوووه يالإنتظار في المستشفيات يطلع روح الوحده , ومع الحمل , أفففففففف ..
وتحرك ببطء وهو يتمايل ولف عليهم وهم غرقانين في ضحكهم وقال وهو يزفر : إدعولي , دكتورتي في إجازة و محوليني على هالدكتور ..
رفع خالد قدمه لمن مر من عنده ماهر ورفسه بقوة وهو يقول : تحررررررك ..
كان بيطيح على وجهه من قوة الرفسة لكن سامر سنده وهو يضحك من قلبه على خبالهم , وأمه تقول باستنكار : خاااااااااالد , بتذبح أخوك ...
لف ماهر على خالد وقال بعصبية : هييييييييييييييييي ..
وحط يده على بطنه وهو يكمل : بسسسسس , بغيت تولدني ..
قال خالد بتريقة : أووو سامحيني ياوخيتي بس إنت مأخره المريضات اللي وراك قلت أعجلك شوي ...
ضحكت سحر من قلبها وقالت : الله يخلف علييييييييييك يا أمي ..
زفرت حنان وقالت : يا حسرتي العاقل الوحيد فيهم ربي قدر وبعده عني , كان خفف من خبال اللي عندي ..
ولفت على خالد وقالت بتريقه : إنت متى بتسافر ؟؟
قال بأذيه : لمن تخطبين لي ..
سكت الكل و قال ماهر : إنت من جدك تتكلم , تبغى تتزوج وحده ثانية , أنا وحده ما دخلت عليها وودي أفتك منها ..
شهقت سحر وقالت أمه باستنكار : مااااااااااااااهر ..
زفر وقال : لاحق على هالكلام مع أبويه ..
وتحرك ودخل الغرفة وصك الباب , قالت حنان وهي تزفر : يا حسرتي على عيالي , فرحت بعدنان وقلت العقدة انفكت يجي ينكد علينا ماهر , مابقي على زواجه شي , شهرين بس , الله يهدي سره ..
قال خالد بهدوء : أصلا من بداية خطوبتهم وهم في مشاكل , يعني لا تنكدين على نفسك يا أمي كل ما صارت مشكلة بينهم ..
جلس سامر وقال : خالد من جد تبغى تاخذ على أم غيداء ..
طالع فيهم باستنكار وقال : اش فيكم كل يسأل هالسؤال ؟؟ من جدي أتكلم , ولو مادورتم لي عروسة ترى بأخطب من نفسي ..
التزمت سحر الصمت وأمها تقول : طيب فكرت في الموضوع زين ؟؟
قال بحزم : فكرت وقررت كمان ..
طالع فيه سامر بحيرة وهو يتساءل بداخله ما دام هو مصر على الزواج ليش ما عرض عليه أبوه وسام بدل عنه , يكون أبوه فكر في هالشي واستبعده ولا ..
: أمي أنا ما قلت إنه هند مقصرة معاي في شي ..
قالها خالد بنبرة حادة خرجته من أفكاره وخلته يطالع في وجه أمه اللي تغير , اعتذر خالد وقام بسرعة , لحقته سحر قبل ما يطلع للملحق اللي مجهزه أبوه له ولحرمته وهي تقول : خالد , خالد ..
التفت لها وزفر بضيق وهو يقول : خير ..
ابتسمت وقالت وهي تكبس أكتافه : اش فيك معصب ؟؟ تعال أسويلك كاسة عصير على بال ما يجيب سامر العشاء ..
قال بضيق : متى بيروح ومتى بيجي أنا تعبان بأروح أنام و ...
قالت تقاطعه : أخليه يطير دحين ..
ولفت على الصالة وقالت : سموووووووووووووور , تحرك جيب العشاااااااا , سلافه بتنزل دحين ...
قام سامر بسرعة وقال : ياويلييييييي ..
ضحكت وقالت : شفت , للمريخية هذي محاسن كثيرة , الكلللللللللللل مايبغى يسمع زنها ...
ولمن شافت ملامحه المقطبة سحبته للمطبخ , جلسته وفتحت الثلاجة تخرج له العصير اللي كانت حافظته في جك كبير , صبت له في كاسة , ولمن لفت عليه شافته دافن وجهه بين كفوفه وهو مستند بأكواعه على الطاولة , حطت الكاسة قدامه على الطاولة و قالت وهي تمسد أكتافه بحنان : خالد ..
قال من دون ما يتحرك : مفتقد زي هالحركة اللي تسوينها يا سحر ..
وبعد وجهه ولف طالع فيها وقال : مفتقد اهتمام و حنان ..
نزلت راسها بصمت , قال وهو يلتفت لها بكامل جسده : هند على بالها لأننا متزوجين من عشرة سنين وعندنا ثلاث بنات إني ماعاد أحتاج هالإهتمام , ما أنكر إنها تغير في شكلها كل فترة ومتابعة لأحدث صرعات الموضة لكن ياما قلت لها إنه هذا مايهمني بقدر مايهمني اهتمامها فيني ..
قالت تدافع عن هند : طيب مو التغير في شكلها وحفاظها على أناقتها عشانك و ..
قال يقاطعها : مو على حسابي , ياليتها تصرف نص الوقت اللي تصرفه في الصالونات وقدام التلفزيون والكمبيوتر على الجلسة معايا , اش أستفيد أنا من وحده طول وقتها مشغولة عني بنفسها وبأناقتها ..
قالت باعتراض : حاولت تكلمها وتفهمها , مافي زي الصراحة ..
زفر وقال : مليون مرة تناقشنا على هالموضوع وكل ما فتحته تقعد تقول هذا جزاتي اللي أتعب وأحاول أكون في أحسن شكل عشانك , وياما قلتلها ماأبغاك تتزينين إذا هذا بيشغلك عني لكنها ما تفهم , لاهية في نفسها وفي بناتها وأنا مخصصة لي الوقت اللي تخلص فيه أشغالها وزياراتها ومكالماتها و غيره ..
قالت تحاول تفهمه رغم إنها بدأت تفهم سبب رغبته في الزواج : طيب لا تلومها , مسؤولية بيت وثلاث بنات وطبخ وغسيل و ...
قال يقاطعها : جبت لها شغالة تسوي الغسيل والكوي والتنظيف و مابقيت لها إلا الطبخ كله عشان تتفضى وبرضووووووووو ما نفع , تعبت , تعـــبت , حتى لمن نجلس جلسة هادية والبنات نايمات والبيت هادي ما تحاول ..
وأشر بيده وهو يحاول يشرح لها وزفر وقال : مختصر الكلام إني محتاج وحده تحسسني لمن أجي إني أنا اهتمامها الوحيد ..
ابتسمت سحر وقالت : ولمن تجيب عيال و تنشغل و تسوي زي هند , اش بتسوي ؟؟
قال بحزم : سحر أنا كنت عارف إنك بتدافعين عن هند , ياما حريم بيتهم متروس عيال وماعندهم شغالات وقدروا يوفقون بين هذا كله وبين أزواجهم , هند تهمها خرجاتها وصحباتها أكثر مني وإذا كلمتها تقول ..
سكتت وما علقت على كلامه , قال وهو يطالع فيها بتقطيبة : إنت بداخلك موافقتني لكن ما تبغين تقولين ..
سكتت لفترة قالت بعدها بهدوء وهي تطالع فيه بثبات : مو عن كذا , أنا ما أقدر أحكم إلا لمن أسمع من الطرفين , يعني إنت أخوي وممكن أتعاطف معاك و غيره لكن لو حكمت على كلامك أكون ظلمت هند ..
ابتسم وقال بتريقة : ما يجي أتزوجك ..
طالعت فيه بعيون متسعة بصدمة وضحكت وهي تضربه على كتفه , قال : ودي أتزوج وحده توزن الأمور في راسها وتفكر في الصح والخطأ بحكمة و ..
زفر وقام , قالت بلطف وهي تسحب الكاسة وتناولها له : اشرب شويه على الأقل ..
شرب العصير وهي تطالع فيه بصمت , قالت بعد ماناولها الكاسة الفاضية : تبغاني أتكلم مع هند بدون ما تحس و ..
سكتت لمن هز راسه بلا وهو يقول : سحوره خلاص حطيت في راسي الزواج ولا يمكن أخرجه , ما دامها ما عقلت بالكلام اللي أقوله الثانية تكسر راسها , سعيد يقول لي من تزوجت وحرمته متغيرة و صايرة تهتم به وبنفسها , تمشي على العجين ما تلخبطه عشان تنافس الثانية ..
لفت بوزها وقالت : يا كرهي لهالنوع من الرجال , ما قالك على المسؤولية اللي زادت عليه والمشاكل اللي يواجهها كل يوم , فالح يقول هالكلام , إذا زوجها قال هالكلام أجل ما ألوم الحريم يوم يتكلمون على الأولى و يقولون الزواج نحفها ولا غيره ..
ضحك وقال : بيني وبينك , الحرمة اللي تهمل نفسها وتهتم بعد ما يتزوج زوجها تستاهل الكلام اللي يجيها , لو كانت مهتمة في نفسها من البداية ما كان جاها هالكلام ..
وسكت وقال : أنا وضعي غير بيتكلمون علي وبيقولون ماقدر النعمة اللي هو فيها لأنهم شايفين الظاهر بس و ما يعرفون أسرار البيوت ..
وتحرك خارج وقبل مايختفي لف على سحر وقال : تعرفين وحده على المواصفات اللي أبغاها ..
رفعت يدينها باستسلام وهي تقول : أمشي في جنازة ولا أمشي في جوازه ..
ضحك وقال : ما شاء الله عليك حكيمة ..
غمزت له وقالت : أعجبك ..
وطالعت في الباب اللي اختفى من عنده وزفرت وهي تقول : الله يهديك يا هند ..
كانت تلاحظ بعض الإهمال من مرة أخوها لكنها ما توقعته حتى في البيت , توقعته هنا بس لأنها تكون في بيت أهلها أكثر الفترة اللي يجون فيها من السفر بحكم إنها مشتاقة لهم بسبب غيابها الطويل ..
: Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii..
لفت عليها سحر وقالت بتريقة : وعليكم الهايات ..
وكملت بضيق : ماعندنا تحية تحين فيها ست سلافه ..
قالت سلافه : السلام عليكم ..
ردت عليها سحر السلام وهي تغسل الكاسة وتحطها على المجلى , قالت سلافه وهي تفك دولاب التخزين الطويل : يووو ما في مارشيملو ..
قطبت سحر حواجبها وسألت : إيييييييش ؟؟ واش هذا ؟؟
قالت وهي تحرك أصابيعها تحاول تشرح : المارشيملو , هذا الحلاوة اللي تجيك ملونه بألوان فاتحه على شكل دوائر زي زي , اش اسمه هذا اللي يغسلون به الصحون ..
زفرت سحر وقالت : اسفنج ..
صفقت بيدها بحماس وقالت وهي تأشر عليها : هو هذا المارشيملو , الحلاوة اللي شبه الإسفنج ..
طالعت فيها سحر بطفش وقالت : هذا الشرح كلللللللللللله والاسم المعقد على حلاوة اسفنج , صدق أهل العقول في راحة ..
طالعت فيها سلافة للحظة قالت بعدها وهي تلف على الدولاب : الحق علي اللي أحاول أشرح لك ..
دخل ماهر بوجه مقطب وهو يقول : سحر أبغاك في ...
وسكت لمن شاف سلافة , لفت سلافة وطالعت فيه من فوق لتحت وزفرت وهي تقول بصوتها النحيف : سوري , لا تستناني أطلع , إذا تبغاها خذها , أفففففف ..
ولفت على الدولاب , ابتسمت سحر وتقدمت له وهي تقول : خير ..
قطب حواجبه وسحبها برا المطبخ وهو يهمس : أبويه مصر يتدخل هالمرة وأخاف تصير مشاكل مع عمي ..
قالت بهمس : طيب خلاص انهي الموضوع بنفسك قبل ما يتطور و ..
قاطعها بحدة : أنا مابيني وبين ذيك الزفت أي تفاهم ..
رفعت حواجبها باستنكار لكنها التزمت الصمت , زفر وهمس : شوفي هو بداية الموضوع كان ...
~ ياربيييييييييييي أنا ليه الكل يشكي لي ؟؟ توني خارجة من هم خالد ~ استمعت له وعيونها تتسع أكثر وأكثر من شدة الصدمة وأخيرا وبعد نصف الساعة من الوقوف قالت بهدوء : أتكلم مع أريج قبل ما أحكم ..
قال باستنكار : يعني منتي مصدقة كلامي ..
قالت بهدوء وهي تتذكر خالد : ما أقدر أحكم من سماع طرف واحد , مادام كلمتني في الموضوع استنى إلين أتكلم مع أريج وأحل الموضوع ..
وابتسمت بتشجيع وهي تقول : إن شاء الله خير ..
زفر وتحرك لغرفته , طالعت فيه بحسرة وهي تقول : ياربيييييييي استر ..
: سحر ..
لفت بصدمة وقالت بحدة : خييييييييييييييييييييييير , لا تقول عندك شي انت الثاني ...
ضحك سامر على رد فعلها وقال وهو يرفع أكياس العشا : العشا ..
ضحكت وقالت : سامحني , كنت مشحونة شوي ..
وسحبت منه الأكياس , حك حاجبه وقال : طيب ممكن أكلمك على بال ما ..
لفت وطالعت فيه بصدمة وهي تقول : لااااا عاااااد , ترا الموضوع تجاوز المعقول , خالد و ماهر ودحين إنت , اش عندكم ؟؟ متفقين علي !!
ضحك وقال بمزح : محد قالك تكونين حكيمة وكتومة , تستاهلين ..
قالت باعتراض وهي تحط الأكياس على الطاولة : عندكم خلود , ماشاء الله عليها , العقل كله ..
قال وهو يسحب كرسي ويجلس : خلود بعيدة , وصعب نتكلم في التلفون , مو زيك إنتي متوفرة قدامنا والزين كله فيك ..
هزت راسها وهي تخرج الأشياء وتقول : إيوه , إيوه , اشتروني بكم كلمة لكن ما أقول غير ..
وتنهدت وهي ترفع يدينها وهي تقول : حسبي الله على اللي ما يتسمى , حسبي الله عليك ..
قطب حواجبه وسأل : مين ؟؟
قالت : في غيره , سيد سين اللي ماشرف إلى الآآآآآآن , أمووووت وأعرف اش اللي مأخره ..
: سيد سين ..
قالها ماهر بحيرة وهو واقف عند باب المطبخ اللي رجع له لمن سمع صوت توأمه , قالت وهي تكتب حرف السين في الهوا : س في الرياضيات ..
ولمن شافتهم متنحين قالت : دلالة على المجهول ..
ولمن استمروا في عدم فهمهم زفرت وقالت : قصدي عريس الغفلة ..
ضحك سامر وقال : حللللللللللوة س , تسمية جديدة COOOOOL ..
وشاركه ماهر الضحك وهو يقول بتريقة : في اللفة , في اللفة , شفته بعيوني راكب حصان أبيض ..
قالت بتريقة وهي تعقد يدينها قدام صدرها : أي لفة هذي ؟؟ هذا قاعد يدور في دوار مو لفة , والله لو إنه في ألاسكا كان وصل من زمان , صدقني هذا راكب سلحفاة و حولاء كمان عشان كذا مضيع دربه ..
قهقه سامر ورجع راسه على ورى وهو يتخيل السلحفاة الحولاء , وقال ماهر من وسط ضحكه : الله يقطع شرك يا بنت , قطعتي ولد الناس وهو ما جا ..
ابتسمت لضحكهم ورجعت ضحكت معاهم وهي تقول : هذا الرجال يطلع أسوأ ما فيني , والله إني حزنانة عليه ..
مسك سامر ضحكه وهو يقول بتريقة : قصدك مين ؟؟
قال ماهر بزفرة : السيد س ..
وانفجروا بالضحك مرة ثانية , مسكت الكيس الفاضي وكورته ورمته على وجه سامر وهي تقول بضحكة : خلااااااص ..
وضربت ماهر على كتفه وهي تقول : بسكم , ما حسبتم بالكلمة ..
دخلت سلافة وقالت : وااااااو جا الأكل At laaaaaast , شميت ريحته من بعيد ..
وسحبت كرسي وجلست عليه وهي تقول : ماهر نادي بابي ومامي ..
قال وهو يحمحم ويجلس : خليه هو يناديهم أنا أكبر منه ..
لف عليه سامر باستنكار و سأل بعفوية وهو رافع حواجبه : قصدك مين ؟؟
لف عليه ماهر وقال بتريقة : السيد س ..
وحرك حواجبه ورجعوا يضحكون , زفرت سحر وقالت : ياربي على البزران اللي عايشة معاهم ..
وخرجت تنادي أمها وأبوها وخالد للعشا وسلافة متحمسة تسألهم عن هذا السين ..