أغلق عمر باب الغرفه ورائه بحده .......لفتت أنتباه ....ياسمين التي كانت واقفه بجوار الشرفه ....تنظر للأفق كأنها تستعيد الذكريات الماضيه
كان في قمه غضبه وغيظه منها ......وهو يشير أمام عينيها ....بخطاب مسجل ....لم يهمها محتوياتها ....قدر أهتمامها بأسم البنك المكتوب عليه.....
وقال بحده وغضب ......
:- هل تسمحين بتفسير لي معني هذا الخطاب الغريب......؟؟؟؟؟
أشاحت بوجهها ثانيا وهي ترفض الحديث معه....كي لا تجرحه بأي قول
وهذا ماكانت تحاول تجنبه بشده طوال الفتره الماضيه ....
المواجهه....
ولكنه أمسك بوجهها بقوه ....كي تواجهه وتتقابل عيناهما .....بصمت متوتر كاد أن يدمر الغرفه من حدته......
عيناها برجاء ....تخشي القادم ....وترفضه ....تخشي أن تحدثت تجرحه
وتلومه علي كل ماحدث لخالد ولها.......
ولكن لا....لا ....انها مؤمنه وموقنه أن كل شيئ بقدر ......ولكل أمرئ كتاب فأذا جاء أجله فلا يتأخر ساعه ولا يتقدم.......فلم أذا يملئها الشعور بالذنب .....وتلوم عمر علي رد فعله بعد ذلك الحادث المؤلم.....
علام تلومه .....علي حبه ....وغيرته من خالد....ام علي صدمته ...ورد فعله حين عادت للمنزل ...
.أنطلقت منها أهه.....
وهي تشعر بالهموم تتكالب عليها ....والأفكار تتصارع بداخلها....
ولا تدري ما الصح من الخطأ....
أما عيناه .....فنظرتا اليهها بمشاعر متصارعه....
.بين الغضب والغيظ ......واللهفه والحب ......والألم كل الألم
غضب منها لمخالفته وخروجها عن طوعه.....
غيظ ....لأنها أخفت أمر هام كهذا عنه.........ولم تشاركه بهذا الأمر الجلل وتقدير ....شديد ....لتضحيتها بميراثها كي تنقذ
كل أماله واحلامه .....
.وحب .....يكبر يوما بعد يوم.......ولكن للأسف
لا يستطيع التعبير عنه لأن خالد ما زال يقف عائق بينهما حتي بعد موته......
وقال بضيق وقد بدأ يفرغ صبره من تعاملها الجاف معه.....
:- تكلمي ....أنطقي .....لقد مللت ...من صمتك الذي لا ينتهي ....
لا أريد منك سوي الحقيقه .......كيف تضحين بميراثك ....وتخاطرين
هذه المخاطره كلها .....كي تنقذيني من الأفلاس .....لم ؟؟؟؟؟؟
أغلقت عينيها كي تمنع دموعها من الأنسياب علي خديها ....الا أنها لم تستطع.....أن تخفيها أكثر من هذا .....لتظهر حبات اللؤلؤ...
وهي تتمتم بصوت منخفض ......سمعه عمر بجهد شديد...
:- لأنك زوجي ......ولأني لطالما أعتقدت أنك أغلي شيئ بحياتي ......
ومن الممكن أن أفديك بروحي نفسها ....افلا أفديك ببعض الأموال التافهه
والتي لا تسوي في نظري شيئ بدونك.....
مسحت دموعها بيد ترتجف ......قبل أن ترفع رأسها بكبرياء وهي تكمل
:- اليس هذا ما أردت معرفته......أعتقد أن الأمر أنتهي هكذا ولا داعي لمزيد من الكلمات......
وأشاحت بوجهها وهي تحاول الأبتعاد عنه...ألا أنه جذبها من يدها بحده
فلن يتركها لتهرب منه ثانيا .....فلقد بدأأ المواجهه ولابد أن يتما الطريق
لأخره....
:- ولم أخفيتي علي أذا .....ولم تخبريني الحقيقه.....لم تركتني تائها أضرب أخماسا بأسداسا .....ولا أعرف بدايه الطريق من نهايته....لم؟؟؟؟؟
لم تلحظ أن صوتها بدأ يرتفع ....وهي تواجهه بكلمات ....ربما قضت علي كل شيئ بينهم......
:- لأني أنتويت أن أعد الأمر مفاجأه لك .....وهديه بعيد ميلادك.....ولقد كنت في قمه سعادتي ...وانا عائده للبيت ...واحاول أن أتخيل رد فعلك
وسعادتك بهذه البشري العظيمه حين أخبرك....
ولكن بعد ما حدث ما حدث لخالد.....وموته امامي .....شعرت بمدي ضعفي وقله حيلتي .....شعرت بأني أرغب بحمايتك والأمان معك وبين يديك.......ولكنك بمنتهي البساطه ....حين رأيتني ....لم تهتم سوي
بتأخيري .....وأشعرتني بأن خالد الذي ضحي بحياته من أجلي
ما هو الا شخص أخونك معه.......تناسيت كل شيئ ....ولم تهتم سوي بغيرتك اللعينه منه......
لو كنت أبديت بعض العطف والحنان نحوي لأخبرتك علي الفور أين كنت
ولكنك لم تراعي حالتي ......وكل أهتمامك...كان بخالد فقط....
لقد نسيتني يا عمر .....أنستك غيرتك الشديده....حبك لي وعطفك علي
بالرغم من أني أخبرتك أكثر من مره....بأنني لست علي علاقه بخالد
وانني لست من كان معه بالحديقه.....فلم لم تصدقني لم ؟؟؟؟؟؟
ابتعد عنها عمر بألم ......من كلماتها التي أتغرزت بقلبه المكلوم كالسكين الصدئه.......وقال بصوت مرتجف.....وهو يهتز من فرط الغضب..
:- أذا من كان معه بالحديقه من؟؟؟؟؟؟......
وجذبها من ذراعها بحده .....جعلتها تصرخ متألمه.....
:- لا تنكري ....وتقولي أنكي صادقه .......فأذا لم تكوني أنت .....من كان معه أذا ؟؟؟؟.....
ارتبك لسانها وتجمدت أطرافها ....وهي تبتلع الكلمات التي كانت علي وشك الظهور للعلن.......
لم تستطع أن تنطق وتخبره الحقيقه.....فهكذا ستدمر علاقته تماما
بأخته.......
هل تصدمه و تخبره الحقيقه .....بأن عبير هي من كانت بالحديقه.... لا هي ......
ورفعت عينان مليئتان بالحزن والأسي.....للسماء ....ترجو رحمه الله
ولا تعرف ...ماذا تفعل .....
هل تفضح ما ستره الله.....
أم
تدمر
أواصر أسره كامله
كانت تقف خارج الغرفه ....وهي تضع يدها علي قلبها ....
ترتقب قول ياسمين لعمر......شاعره بالخوف والفزع من أجابتها المرتقبه
لا تدري ما الذي جذبها من غرفتها لتستمع لحديثهم ....الذي
جمد أطرافها ....واثار البروده بأعضائها....
ربما العصبيه الشديده التي رأت عمر عليها وهو يدخل للغرفه
هي ما جذبها ....اوتلك الأصوات الغاضبه....التي تعالت من الغرفه
لأول مره منذ زواجهم.....
شاب رأسها وهي تسمع عمر يتهم ياسمين مع خالد......هل حدث لبس بتلك الليله .....وظلم عمر ياسمين من تحت رأسها
أرتجف قلبها وهي تنتظر بلهفه وألم أجابه ياسمين علي عمر
حين ساد الصمت علي الجو المتفجر بينهم.....ورفضت الأجابه علي عمر
انغرز الشك باعماقها.....لم لم تجب عليه ياسمين....وتخبره حقيقه ما حدث يومها ....
هل تعلم ياسمين بالحقيقه~؟؟؟.؟
بالطبع.....يالي من غبيه......ولذا لزمت الصمت ولم تدافع عن نفسها
خوفا علي .....اذا انكشفت الحقيقه وعلم عمر
وهطلت الدموع كالشلال ......وهي تعيد السمع لصوت عمر
الذي قال بصوت متألم
:___ كما توقعت تماما......ترفضين الأجابه علي سؤالي.....ولكن لا يهم
فلقد وضحت الأمور تماما......وادنتي نفسك برفضك أخباري الحقيقه
.وخير دليل علي أدانتك .....هو عودته لمقابلتك ثانيا ....وبكل بجاحه علي طريق المزرعه......ثم في النهايه دفاعه عنكي ليله الحادثه....
صاحت وهي تمسك رأسها بألم......وقد تاهت أمامها ملامح الغرفه ....
:- لقد مات .....لقد مات ......دفاعا عني....
وكل ما تهتم به أنت هو غيرتك اللعينه.....
وهل قابلته بالحديقه أم لا,,,,!!!!
رد عليها بصوت جاف......وهو يستفزها لأخراج المشاعر المكبوته بداخلها
:- كفي عن هذا الهراء فخالد لم يمت......وأذا كان كلامك صحيحا .....لظهرت جثته.....
ولكنه كما المعتاد منه......علم بما سيجر عليه مقابلته لكي من المشاكل ....ففضل الأختفاء.......كي لا أحطم وجهه.....
صرخت بكل قوتها .....
:- لقدحماني من الأذي ...ورأيته بعيني يطعن بسكين
لقد ....مات.....وأنا قتلته .......قتلته
لقد مات بسببي ......
وأرتفع صراخها أكثر وأكثر...
.مات خالد ......مات .....
واناوأنت السبب
لقد قتلناه
لقد قتلناه
فليرحمني أحد ....فالشعور بالذنب يقتلني
فلترحموني
أنا السبب
أنا السبب
وأرتجت الغرفه بها.....ودخلت بدوامه سوداء...بدأت بالأطاحه بها
واهتزت فجأه صوره عمر بين رموشها... وفي عينها .....
حتي اختفت
وظلت تصرخ ....وتصرخ
ولم تشعر بنفسها وهي تنهار فاقده وعيها....
بين يدي عمر .وعبير....التي أقتحمت الغرفه فجأه ....وقد أنسابت من عينيها أنهار من الدموع.....
بعد سماعها لحديث ياسمين كاملا مع عمر .....وأدركت أخيرا ....مدي الشرخ الذي حدث بينهما بسببها...... دموع لطالما أقضت مضجعها
من الذنب ......الذي ملأ روحها وفاض .....حتي وصل أخيرا
الي لسانها ......وكاد ينطق بالحقيقه .....
الا أنها صمتت ....وقد أنتوت ....ان تتم المواجهه....وتصفي الأمور كلها
في وجود وليد .....كي يشهد علي ما حدث
ويصدقها عمر
وحينها
سيعلن برأه ياسمين
من كل التهم
أدخلني حبك سيدتي
مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم اعرف أبدا أن الدمع هو
الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
***************************