لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (2) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-07, 10:05 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8173
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليندا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليندا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليندا المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

شكرا على الانتظار و لنبدأ






4) اختطاف و هروب


وقفت آن ذاهلة لكي تستوعب ماذا حدث و كيف انقلب الوضع لا يمكن ان يظهر والد بيتر الحقيقي, صحيح انه امر جيد لبيتر فهو بذلك سيجد متبرعا و لكن ان يأخذ بيتر بعيدا عنها فهو امر صعب رغم انها لم تعرف بيتر سوى لمدة اسبوع الا انها قد تعلقت به كثيرا فهي لا تعرف ماذا ستفعل اذا رحل بيتر عنها فهي لا تستطيع العيش مع جوزيف ابدا لأنه سيحول حياتها جحيما.
امسكت آن اعصابها و قالت بهمس:
- الا تستطيع ان تعطيه المال دون ان ياخذ بيتر فهو ابنك و هو مسجل كابنك على الاقل في القانون فلا تنفع صلة الدم فيجب ان يكون ايضا اباه بالأسم, ارجوك جوزيف افعل أي شيء او دع المحكمه تدخل فيما بينكم.
- الامر ليس بهذه البساطه صيحيح اني استطيع ان اكسب القضيه بسهوله و لكن لا تنسي انه يستطيع ان يثبت اني كنت اعامل بيتر بالسوء و ما ادهشني انه كان يعرف كل شيء يجري في هذا البيت و اكتشفت حينها انه كان يخدع الخادمه بيرا و يوهمها بحبه حتى تخبره عما يجري في بيت اسياده و يستخدمه ضدي.....اني افضل ان يبقى بيتر معي و يموت هنا على ان يهبه والده احدى كليتيه.

في ذلك الوقت كان هناك من يسمع الحوار الذي دار بين آن و جوزيف و نزلت الدمعه على خده و اذن والده يكرهه و يريد موته, انه يكرهه نعم يكرهه و يتمنى موته على صحته. و انسحب الى اعلى و هو يفكر بما سمعه للتو.

************

كان الجو كيئبا و مكهربا في وقت العشاء و بيتر لم يمس طعامه حتى و هذا امر غريب فهو كان دائما يلتهم الطعام, و كلما طلب منه جوزيف ان يأكل, يمسك بيتر بالملعقه ويلعب بالطعام, قلقة آن من تصرفات بيتر فهو عادة لا يفعل هكذا و الان يبدوا و كانه يحمل مصائب الدنيا على راسه و هو صغيرفقالت له بقلق:
- هل انت بخير يا صغيري... لماذا لا تتناول طعامك, فيجب عليك ان تاكل لتقوى و تصبح رجلا قويا.
نظر بيتر بعينين دامعتين الى آن ثم انفجر بتصريحه الاخير قائلا:
- انا لن اصبح ابدا بخير انا لن اكبر و اصبح قويا انا سأموت.
ترك الطعام و هرول الى غرفته ليحبس نفسه هناك, و قفت آن لتذهب الى بيتر لكن زوجها منعها من ان تذهب اليه و اخبرها ان تتركه وحده الان, فهو مضطرب قليلا, و ان تذهب الى غرفتها و انه سيتوجه اليها لاحقا.

استيقظ بيتر مبكرا و اعد ملابسه مستعدا للرحلة التي سيقوم بها الى كالفورنيا مع المدرسه, فقد كان في شوق لهذه الرحله خاصه انه لم يغادر نيوجرسي ابدا و هذه المره الاولى التي سيغادرها و كم هو سعيد بذلك, و لن يعيقه أي مرض من الذهاب الى الرحله و ان كان يعني ذلك انه لن يعيش طويلا فسوف يستمع بوقته هناك و يسبح و يركب لوح التزلحق سيفعل كل شيء ممنوع له من الرياضات و لن يوقفه شيء.
طرقت آن على باب غرفة بيتر و دخلت, و راته للمرة الاولى سعيدا و وجهه مشرقا من الفرح و السعاده فابتسمت له قائله:هل انت مستعد للرحلة يا بيتر, و هل اعددت كل شيء. فقال لها بيتر بسعاده: بالتأكيد فكل شيء معد و انا متشوق لارحل الان الى كالفورنيا.
- ليس بهذه السرعه يا صغيري, فعليك اولا ان تتناول فطورك هيا بنا.

جلس كل من بيتر و آن و جوزيف على طالوة الطعام و تناولوا افطارهم دون مشاداة كلاميه بل تحدثوا كعائلة سعيدة و كم كانت آن سعيدة و هي تسمع بيتر يتحدث بسعادة عن اصدقائه و عن تشوقه للرحله, و حتى انه كان يلقي الدعابات و هي تضحك بسعاده فلقد نسيت للحظه مشكلة بيتر و ظهور والده الحقيقي و عن مرض بيتر بل عاشت دقائق خاليه من الالم و الحزن.

بعد ان انتهوا من تناول الافطار توجه جوزيف الى عمله و ذهبت آن لتستبدل ملابيسها لتوصل بيتر الى مدرسته حيث موقع انطلاق الحافلة المتوجه لكالفورنيا و حين علم بيتر بأن آن من ستقله فرح و ابتسم:
- هل حقا ستوصليني الى المدرسه, هل سمح والدي بخروجك دون رقابه.
-ليس حقا فقد وافق ان اذهب معك شرط ان يكون رجاله خلفي, و الان هيا فنحن لا نريد التأخر

وانطلقا متوجهان الى المدرسه و رجال جوزيف يتبعانهما. و صلا بوقت ابكر بقليل من انطلاق الرحله و ساعدت آن على حمل اغراض بيتر الى الحافله المنطلقه و عانقها بيتر قبل ان يذهب, و لكن آن استوقفته قليلا و نظرت البه مطولا و كانه سيرحل عنها الى الابد فقالت له:
- هل يجب عليك الذهاب حقا, لما لا تبقى.
- امي انت تعرفين كم انا متشوق للرحله.
تنهدت آن قائلة:
-اعلم و لكن حدسي يقول بان هناك امر سيء سيحدث, و لكن عدني ان تعتني بنفسك جيدا ولا تعرض نفسك للخطر.
- اعدك لا تقلقي,

ركب بيتر الحافله, و شاهدت آن الحافلة و هي تنطلق و لكنها لم تكن راضيه عن الوضع فحدسها ما نفك ينبأها بحدوث أمر سيء و هي تشعر بانه امر كبير و خطير. عادت آن ادراجها و هي تفكر ببيتر صحيح انها سعيدة لساعدته و لكنها قلقه ايضا عليه فهو لا يزال مريض و لكنه يحاول ان يظهر بمظهر الطفل الصحي الذي لا يشكو من شيء, و بعد ان دخلت آن الى القصر جلست على الشرفه و هي تتأمل المكان.
جلس بيتر في الخلف مع اصدقائه و مرح معهم و لعب و لقد كان يشعر بالسعاده الحقيقيه فهو لم يشعر هكذا ابدا و هذه المره الاولى التي يستمتع فيها في يومه, و لقد اعجبته المناظر التي كانوا يمرون بها و عندما وصلت الحافله الى محطة التوقف لتتزود بالبترول نزل بيتر مع اصدقائه ليشتروا من المحطة بعض الحلويات و العصائر و لاحظ عندها بيتر السيارة المكشوفه التي كانت تلاحقهم منذ انطلاق الحافله, ظل ينظر اليها فترة من الزمن ثم دخل و شترى الحلويات له و لاصدقائه و اعطى المال لصديقه حتى يدفع و توجه بيتر الى الحمام و لم يعلم احد اصدقائه بانه دخل الحمام و عند خروجه اصطدم برجل في طريقه فاعتذر منه و اكمل طريقه الا ان الرجل ناداه بامه مما جعل بيتر يتوقف عن المشي و يلتفت للرجل و اقترب الرجل منه و ظل ينظر الى بيتر, كم كان يشبهه كثيرا فقد ورث جميع صفاته فساله قائلا:
- هل تعرف من أنا.
- نعم انك والدي..... والدي الحقيقي.
ابتسم الرجل له ثم احتضنه قائلا: اسمع لقد كنت اتبعك منذ ان ركبت الحافله كنت اريدك ان تكون معي, لقد تحدثت مع والدك اللا انه رفض ان يجعلني اقابلك.
فقال له بيتر:
- ان والدي لا يحبني فهو يريد موتي لهذا لم يجعلك تقابلني فقد سمعته يتحدث مع امي انه يتمنى موتي.
- نعم اعلم ذلك فوالدك شرير, اسمع ما رأيك ان تاتي معي و اعدك ان اساعدك في مرضك و ان نعيش بسعاده.
نظر بيتر بشك الى الرجل الواقف امامه و الذي يشببه طويل و عريض المنكبين ذو شعر اسود و عينين رماديتين كعينيه, ثم وافقه فهو على كل حال لا يزال صغير لا يفهم شيء و والده يكره و يتمنى موته و لهذا سيرحل بعيدا مع هذا الرجل.

توجه بيتر و الرجل الذي بسحبته الى سيارته الواقفه خلف الحافله و عند وصوله الى السياره سمع مدرسه يناديه و هو يقترب فدفعه الجل بسرعه الى السياره و اسرع ليجلس خلف المقود و انطلق بالسيارة بسرعة جنونيه, و كان معلم بيتر يركض خلف السيارة و هو يصرخ مناديا بيتر, ذهل بيتر من الموقف الذي حصل الآن والتفت الى خاطفه الذي بقربه فصرخه بوجهه: لماذا فعلت ذلك, كيف تستطيع ان تفعل ذلك.
فضحك الرجل قائلا:
- ماذا كنت تنتظر مني ان افعل فوالدك لم يوافق ان تكون معي و ها انا اخذك معي فاذا ارادك سيدفع لي مبلغا من المال و مال اضافي اذا اراد ان اعطيك احدى كليتي. و اكمل ضحكه و ستهزائه و هو يتخيل منظر جوزيف عندما يتلقى خبر اختطاف بيتر.

بعد نص ساعه دوة صافرات الشرطه و هي تلحق بالسيارة التي فيها بيتر, فشتم والد بيتر عندما سمع الصافرات و زاد من سرعته و الشرطة خلفه تقترب اكثر فأكثر و بيتر يبكي على الذي جرى فهو لم يسبق له ان وضع في موقف كهذا. عند وصول خاطف بيتر الى مفترق الطرق شاهد رجال الشرطه في طريقه فالنحرف الى طريق الجبال و هو ينطلق بسرعه جنونيه و ظلت الشرطه خلفه تتبعه و كان خاطف بيتر يسلك طرقا متعرجه خطيره و هو لم يقلل من سرعته كذلك و هو يصعد للقمه.ظل بيتر في مكانه و هو يبكي فهذا الرجل لا يختلف عن والده جوزيف لماذا يجب ان يتحمله هو ايضا فهو لا يريد ان يكون معه او مع والده جوزيف, فانتشب بيتر بيدي خاطفه و غرز اسنانه على ذراعيه, فصرخ خاطفه و قام بدفع بيتر عنه و هو ينظر الى بيتر و يشتم فانتبه بيتر الى ان خاطفه لم يري نهاية الطريق فصرخ به: انتبــــــــــــه.
حاول ان يسيطر على السيارة و لكن الانزلاق منعه و ارتطمت السيارة بشجره عملاقه و بقوه مما ادى الى اندفاع بيتر و خاطفه الى الامام ليسقطوا في الوادي.

***************

اغمضت آن عينيها و غرقت في نوم عميق و لم يوقذها شيء سوى صوت سيمون المضطرب يوقضها من نومها المتقطع: سيدتي..... سيدتي.
-نعم , ما الامر سيمون.
- هناك رجال شرطه يريدون التحدث مع السيد و لكن السيد غير موجود فقد اتصل السيد قبل ساعتان و اخبرني انه سافر في رحلة عمل ولن يوعد الا غدا صباحا و رجال الشرطه يريدون التحدث معك.

قفزت آن بسرعه و اسرعت الى الاسفل فوجدت رجال الشرطه ينتظرونها ولا شعوريا قالت يا الهي بيتر و فكرت بما حدث.
-عفوا, سيده لوكارس. قطع تفكيرها صوت رجل الشرطه فخافت آن مما ستسمعه و ظل قلبها يدق بسرعه اكثر فأكثر و هي تنتظر الخبر.
-نعم ,......ما الأمر سيدي الضابط.
- اننا هنا لنبلغك ان ابن السيد لوكارس قد توفي.

توقف الوقت في تلك اللحظه بالنسبة لها كيف يحدث هذا لطفل صغير لم يعش حياته بعد و ما سيكون شعور جوزف عندما يعرف بخبر وفاة ابنه و لكنها هي من سيكون العاتق عليها لتخبر زوجها بموت ابنه.
فتلعثمت قائله: و لكن كيف توفي.
فقال الشرطي: لقد اختطف من قبل رجل تبين انه والده الحقيقي و عندما كان يحاول الفرار سقطا في الوادي و لم نعثر بعد على جثثهما و نظن انهما قد اختفيا في الوادي العميق.

مرت ساعات و أنا في غرفتها و الظلمة تعم المكان وحينها وصل زوجها فرأى ان المكان هادىء على غير العاده و بييت ليس في الحديقه و عندما وصل الى غرفته رأى ان المكان مظلم و أنيتا صغيرته جاثمه فوق السرير فقال لها: يبدو انك مستعده على غير العاده, هل هناك شيء.
لا لكن.... أنا.... أنا.
- ماذا بك, ماذا حدث. فأخذت تبكي و قال لها: يا صغيرتي لما كل هذا النظال, فانت زوجتي و من حقي ان آخذك بالطريقه التي انا اريدها, ياله من رجل كيف يفكر بامور كهذه وهم يمرون بمرحله عصيبه بسسب وفاة ابنه, و اقترب منها و ادارها اليه قالا: لماذا تبكين اخبريني. لقد شعر جوزيف بان هناك خطب ما.
- انه بيي...بييت... جوزيف بيتر .. لقد قتل. بقي للحظه مسمره و لكنه وقف و ابتعد عن السرير قائلا: و كيف حدث هذا,..... حسنا كان هذا قدره و القى الكلمة كالمدفع على آن كيف يقول هذا و هو ابنه انه فعلا متحجر القلب كيف سيعامل طفلهما اذا انجبت له طفل سوف يكون قاسي و هذا الطفل لن يكون له اب بمعنى الكلمه فقط اب بالاسم و سيلتزم عليها ان تكون الام و الاب معا رغم و جود الاب. لا لن تظل هنا مهما حدث.

*************

مرت أربعة اسابيع على حادث وفاة بيتر و آن لم تستطع تحمل تصرفات زوجها و كيف هو لا يبالي بطفله الذي فقده حديثا و لقد اصبح متحجر القلب اكثر من ذي قبل, و لكن ما هذا الذي تشاهده هل يعقل ان تكون لمحة حزن في عينيه لا يمكن.

-آني لقد احظرت معي اختبار الحمل و اريدك ان تجربيه بعد ان ننتهي من العشاء.
- و لكني قلت لك بأني لست حاملا, فنظر اليها عاقدا حاجبيه لا ضرر من ان نتأكد و ان لزم الامر ان اخذك لدي طبيب نسائي.

فستأذنت من على الطاوله قاصدة الذهاب الى النوم و اخذت حماما منعشا و لفت شعرها الذهبي بالمنشفه و خرجت بعد ان ارتدت لبس النوم الرقيق فهي تكره ما احظره جوزيف فلقد رمى جميع ملابسها حجة انها لا تناسب من في مقامها, و تسمرت امام باب الحمام قابضة المقبض بكل قوتها حتى ابيضت يداها كيف تستطيع ان تتجاهل هذا الجسد النصف العاري بعضلاته و سمرته القاتله كل ما فيه جذاب و ساحر لا بد ان هذا الحضن استقبل العديد من النساء بمن فيهم هي و لكن لماذا هي لماذا لم يختر امراه اخرى و من الغريب انها لم تشاهد حتى الان عشيقاته يأتين لزيارة عدا كارين سكرتيرته.

- لقد قلت لك باني تزوجتك لاني لا اريد ان اتزوج امراة تطمع بمالي و كنت اريدك ايضا أما لـ..توقف فجأه و صوته مشبوب بالمشاعر ثم اكمل لبيتر. و لم تستغرب آن من قرائته لأفكارها فقال لها هل جربت اختبار الحمل,فأجابته بالنفي.
- ولكن ماذا تنتظرين اذهبي و اجري الاختبار حالا ام انك تريدن ان اقوم انا بهذه المهمة لك, فاحمرت و جنتاها و قالت: ابقى ساقوم انا وحدي بالاختبار. و دخلت الحمام و كلها رجاء ان لا تكون حامل و لكن النتيجه اتت ايجابيه و لكنها قالت لجوزيف بأنها ليست حامل و لم يصدقها و سالها اين وضعت انبوب الاختبر قالت بانها رمته لكنه اخرجه من السله و تاكد من انها حامل و اقترب منها محذرا و الشرر يتطاير من عينيه لكنه حملها الى السرير و اطفى النور.

في صباح اليوم التالي رأت ان سيمونا احضرت لها الافطار في الغرفه و عندما سالتها اين جوزيف قالت لها:
لقد ذهب السيد باكرا الى العمل و طلب منا ان نحضر لك الافطار هنا, كما انه احضر مهندسين لكي يعملوا في غرفة بيتر و يجهزوها للمولود الجديد, آه يا سيدتي لو رأيت السيد كم هو مسرور بذلك آه نسيت ان اهنئك انا اكيدة بانك ستكونين اما حقيقيه.

عند عودت آن من الطبيب قال لها جوزف قبل ان ينعطف بالسياره الى محل ملابس: اذا انت حامل في شهرك الاول لقد كان طفلنا ينمو من الليله الاولى لنا, يا االهي كم انت سريعة في الاخصاب حسنا هيا بنا نشتري الملابس لوريثي.

و استعدت آن لن تعترض و لكنه كان قد خرج و وصل ليفتح الباب بها فقالت بصوت متهكم: لا اعدك بطفل يمكن ان تكون طفله. فقال بلا مبالاه لمشاعرها: لا يهم سنقوم عندها بعد ولادت الطفله بمشروع انجاب وريث لي و صبي.

كان محل الاطفال يعج بالأزواج, كم هم محظوظين السعاده باديه عليهم فمنهم من يشتري للمولود الاول و منهم من يشتري لمولود اخر و هكذا هي بينهم غريبه لا زوج يحبها و مصير هذا الطفل ان يولد في بيئه لا يسودها الحب, و لكن على الاقل لها زوج وسيم و جذاب و سيوفر لطفله كل وسائل الراحه, فاعادها جوزيف الى الواقع: آني ما رأيك في هذا, كان يحمل ملابس زرقاء جميله و باهضة الثمن: ياألهي... جوزيف كم هو جميل, و لكن الا تظن ان سعره باهض, فاقترب منها قائلا: لا تقلقي بشأن المال فهو جميل الى حد انه سيظهر طفلنا جميلا جدا اذا كان يشبهك.
قاموا بشراء ملابس جميله و مهد و بعض الالعاب, ففكرة آن كيف سيبدو جوزيف و هو يحضن طفله و يداعبه, مجرد التفكير بهذا جعل جسدها يقشعر.

لدى وصولهم المنزل كان المهندسون قد بدأو بطلاء الغرفه باللون السماوي مع رسوم جداريه من السحاب و ستائر بيضاء جميله مطرزه, و قد و صل مهندسوا (( بايبي هوم )) و جلست آن بالقرب من جوزيف ليختاروا السرير و باقي معدات الغرفه, و قد و قع اختيارهم على أثاث رائع ابيض مرسوم بدببه العسل (( ذا ويني ذا بوه )) تعجبت آن من ذوق جوزف في الاثاث فهو اختار اغراض جميله جدا و لقد سعدت آن بهذه اللحظات.

************

مره شهرين و آن غير مرتاحه , جوزف لا يتكلم معها كثيرا غير عن الطفل المنتظر و هو يقضي اوقاته خارج المنزل كثيرا اما في العمل مع سكرتيرته الجميله او خارج العمل و ايضا يأخذ معه سكرتيرته بحجة انها امرأه و المرأه ضوقها رفيع في اختيار ملابس الاطفال و هي حامل ولا يستطيع ان يأخذها معه اينما ذهب.
- سيده لوكارس, لقد طلب مني السيد ان اخبرك بانه سيأتي على العشاء مع ضيفين و يطلب منك الاستعداد.
- شكرا جازمين. ان جازمين قريبة سيمونا فهي ابنت خالتها و لقد اتت حديثا لكي تصبح مربيه ابنها المنتظر.
ذهبت آن لتستحم و تخفي الوهن من جسدها لكنها لا تستطيع ان تمحو الالم الذي تشعر به في اعماق قلبها فخيانة جوزيف لها لا تحتمل, رغم انها لا تحبه لكن لا تستطيع ان تراه يلهو كما يريد و كأنه غير متزوج, و عندما انهت الاستحمام تجمدت في مكانها لقد كان جوزيف امام النافذه بملابس انيقه و التفت لها قائلا: احضرت لك هذا الملابس و ارتدي هذا لان كارين و اخوها ريد في انتظارنا على العشاء و لا اريد ان تكون زوجتي ليست بالمقام المناسب لها,فأحست بالوهن في عظامها كان لابد ان تعرف بانه سيحضر سكرتيرته معه.
-حسنا, دقائق و انتهي.

وضعت فقط الكحل و لمسه خفيفه لقلم الشفاه, و رفعت شعرها الذهبي الى اعلى و ارتدت الثوب الذي احضره جوزيف لها. و عندما نزلت الى غرفت الطعام كانت محط الانظار خصوصا بعد لمست الحمل الخفيفه الظاهره عليها جعلتها تزداد جمالا. ها قد اتت زوجتي الجميله, قالها جوزيف بكل فخر و اسطنعت كارين الابتسامه و عكس اخيها ريد و هذا الثاني اندهش من جمال آن و قال لجوزيف دون ان ينظر اليه: ياترى هل ستقتلني ان قبلت زوجتك الجميله فاندفعت كارين للقول طبعا... فلا اظن ان جوزيف يغار لهذه الدرجه على زوجته, و الا ما رأيك يا جوزيف ,فوافق و طبع ريد قبله على وجنتي آن.

وقت العشاء لم تبعد كارين نظرها عن جوزيف و ريد كان يلمسها برجله, فاحست آن بالغثيان كارين تتغزل بزوجها امام ناظرها و اخوها يتحرش بها. فاستأذنت منهم قائله بأنها تشعر ببعض الارهاق و ستذهب الى غرفتها, و عندما وصلت الى اعلى ذهبت الى غرفه تبديل الملابس و عندما خرجت وجدت كارين هناك فسالتها كارين: اتعتقدين باني اصدق بأنك متوكعه, فهذا لا يبد لك... اعترفي بأنك لا تستطيعين ان تنظري اليه و هو يتغزل بي امامك.
- فردت آن بكل احتقار: انه انت من تتغزلين به و ليس هو.
-اسمعي آن لقد تزوجك لانه يريدك اما لابنه الراحل فقط و ليس زوجة له لانه كان سيتزوجني و هو يعرف بأني لا أصلح اما لبيتر لهذا تزوجك , و هذا يناسبني لكي يستر عن علاقتنا بزواجك.

لم تعي آن كل هذا فكل ما شعرت به في تلك اللحظه بالظلمة تبتلعها,و اغمي عليها و عندما علم جوزيف لم يستطع ان يخفي قلقه لان آني في الاونه الاخيره دائما ما يغمى عليها و استدعى الطبيب ليعاينها, و بعدما انتهى الاخير قال: ان زوجتك في حالة نفسيه تعبه وهذا يؤثر على الطفل فقد تخسره في اي لحظه, بكت آن بعد ان سمعت ما قاله الدكتور لكن جوزيف لم يفهم ما قاله الطبيب فظن ان طفله سيموت في اي لحظه و هذا يعني انها ستفقده.

*********

انكب جوزف في العمل في اليومان الاخيران فهو لم يستطع ان ينظر الى آن خصوصا بعد فقدانه طفله فهو يظن بان آني فقدت الطفل بسببه و أحس بتأنيب الظمير و الالم فدخلت عليه كارين المكتب قاطعه تفكيره قائله: عزيزي لم كل هذا الارهاق يجب عليك ان تستريح قليلا, لم يرفع جوزف رأسه عن المكتب و لكن قال:لا استطيع لقد فقدت آن الطفل بسببي و انا لا استطيع حتى النظر اليها.

خرجت كارين من المكتب و تركته قليلا ليستجمع شتاته و يستحم ,رن هاتف مكتبها و اخبرتها الموظفه في الخارج: السيدة لوكارس هنا, فقالت كارين بكل احتقار:ادخليها الى هنا. و اسرعت الى دخول مكتب جوزف و انتظرت امام مدخل الغرفه المجاوره التي تؤدي الى الحمام و عند دخول آن قالت: حبيبي هيا يكفيك استحمام فلا تقلق انا متأكده ان آن لن تشم رائحتي عليك فهي غبيه ولا تعرف بأمر علاقتنا.
والتفتت كارين الى آن قائله: أوه...آن لم اعرف انك هنا, ان جوزف يستحم الان بعد ان قمنا بعلاقة مثيره. لم تشعر آن الا وهي تهوي بيديها على كارين بصفعة قويه, وخرجت مسرعه الى الخارج مستقله سيارة اجره. كيف يكون جوزف بليد عديم المشاعر هكذا فهي خرجت من عند الطبيب فرحه لتخبر جوزيف بانها لم تفقد الطفل و هو في ذلك الوقت يطارد امرأة اخرى دون ان يشعر بالذنب و كيف يشعر و هو الذي لم يهتم عند وفاة ابنه و لن يهتم لطفلها المنتظر.

عند عودت جوزيف للبيت ذهب قاصدا غرفته لكن سيمون اتت اليه تهرع و القلق بادي عليها: سيدي لقد اختفت السيدة آن. وقف جوزف مذهولا للحظه ثم افاق على كلمات سيمون, فزمجر قائلا: و اين يمكن ان تكون ذهبت لابد ان تكون في مكان ما و هل ملابسها موجوده قالت سيمون بقلق: نعم و لكني اظن بانها رحلت لانها وضعت هذه الرساله فوق السرير. قرأ جوزف الرساله فامتقع وجهه فقد ذكر في الرساله:


عزيزي جوزف

(( لقد زرت الطبيب النسائي اليوم لاني كنت اشعر بطفلي و أن هناك
حياة في احشائي وقد اكد الطبيب ظنوني فقد قال بانها معجزة أني
لم اخسر الطفل نظرا للضغوط النفسيه التي كنت فيها و لكنني قررت
ان ارحل بعيدا عنك فانا لا اريد ان اخسر ابني و انا اعرف بانك
لا تكترث لابننا فارجو ان تنساني)).

اتمنى ان تنسى وجودنا
آن لوكارس


جن جنون جوزيف وتعكر مزاجه و استقل سيارته قاصدا المطار و عندما دخل اخذ يبحث عنها في كل مكان و لم يجدها فقصد مكتب المطار باحثا عن تذكرة سفر باسم آن لوكارس فلم يجد حجزا و استعلم عن آن بيترسون فلم يجد ايضا شخصا بهذا الاسم و عاد الى المنزل متجهما و مرهقا فاين يمكن ان تكون آن.

في ذلك الوقت بقيت آن مع احدى فتيات المخيم يومان ثم استقلت القطار عائدة الى نيويورك حتى لا يعرف جوزيف مكانها و لكان كشف مكانها ما اذ استقلت الطائره و اضافة انها لا تملك الكثير من المال حتى تشتري تذكرة سفر بالطائرة.

 
 

 

عرض البوم صور ليندا  
قديم 08-06-07, 03:00 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Apr 2007
العضوية: 27261
المشاركات: 81
الجنس أنثى
معدل التقييم: Pearl عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Pearl غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليندا المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

تفضلوا

4) المطارده


تذكرت آن هروبها و كلما تشعر بقدوم جوزف تستعد للرحيل و الاتنقال الى منطقه اخرى و لقد قامت بتغير شهرتها الى ديكاربيت على شهرة والدتها و في باديء الامر لم تغير شهرتها بعد الزواج وحين علمت بأن هناك من يبحث عنها هربت من المدينه الى الارياف و غيرت شهرتها الى بيترسون و تذكرت عندما ولدت الطفل لم تسجله على شهرة زوجها بل على شهرة بيترسون , و اخبرتها الممرضه بعفويه في ذلك اليوم ان هنالك رجل يبحث عن طفله و لم يترك مكانا لم يبحث عنه و اخبرتها عن سوء المراة زوجته اذ تركته و هربت و بانها بالتأكيد لا تصلح اما.

آن عرفت انه زوجها الذي يبحث عنها و لكنها لم تخبر الممرضه بأنها مخطئه و انها هي هذه الزوجه بل اخذت الطفل و اسرعت بمعاملات الخروج, و غيرت شهرتها الى ديكاربيت حتى لا يعلم زوجها بمكانها و كلما ذهبت لتبحث عن عمل رفضوها بسبب انها ام لطفل صغير ولا يوجد من يعيله سواها.

كل هذه الامور كانت هموم آن الاخيره فقد مرت ثلاث أعوام و نصف على هروبها و لكنها كل يوم تشعر بقرب زوجها. اخرجها من عالمها صوت طفل يبكي في الغرفه المجاوره فذهبت الى غرفة الطفله و راتها تبتسم لها

-ليلي طفلتي ارى بأنك قد افقت من نومك, فابتسمت لها ليلي قائله: مامي...ماما...ما...مي....طعام اريد طعام,ليلي تريد طعام.
فنظرة الام بنظره حانيه لها: حسنا لنعد الطعام لك و ثم نستعد للذهاب الى سيدة سنوغلز.

- سوف آخذ لعبتي التي اعطتني اياها الىسيدة سنوغلز...قالت انها تلعب معي و مع بيبي. و اخذت آن معطفها و البست ليلي حذائها لتأخذها الى العجوز السيده سنوغلز و تذهب هي الى عملها في المقهى. ليلي كانت طفلة محبوبه من جميع الناس في ذاك الحي و آن كانت تفضل ان تصحب ليلي هناك فمنطقتها فقيره جدا و مكان لا يناسب ليلي و لا يناسبها .وقفت آن امام منزل السيدة سنوغلز و فتحت لها العجوز الباب: اهلا أنيتا ....اهلا ليلي كيف حالك, ابتسمت الصغيره لها قائله بخير.
-حسنا سيدة سنوغلز يجب علي ان اذهب الى العمل الان...الى اللقاء ليلي احسني التصرف و ساحضر لك هديه.

وصلت آن الى العمل في المقهى و باشرت بأخذ طلبات زبائنها فلدى آن عملان تقوم بهما فهي تعمل بالمقهى كل يوم و تناوب أحيانا في حضانة الأطفال اذا طلبوها هناك و اليوم لم يطلبوها و ها هي تعمل في هذا المقهى الذي يثير فيها القلق و الخوف و الترقب لأن كلما دخل رجل تنتفض من الخوف و يتجسد لها زوجها فباتت تخاف من ان تلتقي زوجها و عندما ذهبت الى الطاوله السابعه حتى تأخذ طلباتهم كانوا ثلاثة رجال وقد تحرش فيها اكبرهم فاشمئزت منهم و ذهبت لتحظر طلباتهم فقد كانت ستصاب بالغثيان من رائحة عرقهم و فجاءه دخل رجل المقهى و بدخوله عم الهدوء المكان و قد اكفهر و جهه و كانت تحيطه هاله من الثقه و الجاذبيه فتوقف قلب آنيتا نعم انه هو هذا جوزف زوجها فأخذت معطفها من المشذب و خرجت من الباب الخلفي فهو لم يرها بعد, نعم انها واثقه بأنه لم يرها.

وصلت الى الشارع العام حتى تأخذ سيارة اجره و لكن يد اطبقت عليها بقوه قبل ان تصل الى مكان وقوف الحافلات, وقال لها صوت جاف مملوء بالغضب: انه انا جوزف لا داعي للخوف و ان كنت تعرفين مصلحتك تعالى معي ولا تفتعلي اي مشكله. فاطاعته آن فورا فهي تعرف ما هو قادر على ان يفعله بها.

وصلا الى سيارة فخمه و هي من نوع البنتلي متوقفه امام المقهى و ركبت في المقعد الامامي و جلس جوزف خلف مقود السائق و انطلقا بالسياره , نظرة آن الى جوزف لقد رأت قبلا كيف ان الاشخاص عندما يبحثون عن شخص او يعيشون في قلق يخسرون قليلا من وزنهم و يصبح وجههم شاحب لكن جوزف قد اصبح وجهه اكثر قساوة و جاذبيه و اصبح جسمه اضخم و عضلاته مفتوله و قد التصق قميصه الحريري بجسده ليكون كانه جلد آخر.

قطع جوزف عليها تفكيرها قائلا: هل انتهيت من تقيمي و هل تغيرت خلال السنوات الثلاث فانا استطيع ان اقول بانك لم تتغيري كثيرا و لقد حان الوقت لكي نسوي الموضوع, فانظرة اليه آن ماذا هل يريد ان يطلقها كي يتزوج مره اخرى فقالت: حسنا اذا كنت تريد الطلاق, فلا مانع لدي, زم جوزف فمه حتى اصبح كأنه خيط رفيع فقال: و الجحيم.... كيف تريدين الطلاق و انت لا تستقرين في مكان فكيف تصل اليك ورقة الطلاق فكلما وصلت الى عنوانك هربت.... وحق الجحيم لن تهربي مني مرة اخرى.
- ايتها اللعينه,اين ابني خذيني اليه,هل تعرفين اني لا اعرف ما هو جنس الطفل هل صبي او فتاة. سكت قليلا ثم قال لها هيا ارشديني الى مكانه, فأخذته آن الى الحظانه و نزلا من السياره ليأخذا الطفل من الحضانه و هو مقر العمل الثاني لآن , وكان جوزف سعيدا فرحا لانه سيرى ابنه اخيرا ابنه الذي كان بعيدا عنه لفتره طويله و ها هو سيراه الان و سيحمله بين ذراعيه, اوقف آن قليلا و سألها عن اسم ابنه فأجابته: اسمه سيث
و هو طفل حيوي ذو شعر ذهبي و عينين سوداوتان كلون عينيك تماما.
نزلت آن و اخذت الحقيبه و توجهت نحو الحضانه ثم توجها الى ساحه اللعب في الحضانه و حيث انها تعرف الحضانة جيدا و تعرف الاطفال هناك فلم يحصل معها اي تعقيدات بل رحبوا بها و توقفت آن بالقرب من طفل صغير يلعب وحده و جلست قليلا معه و تبعها جوزيف و قامت بتعريفهما على انه السيد جوزيف و أن الطفل هو سيث.
اعتذرت من جوزيف لتذهب الى المديره كي تأخذ الاذن منها لتصحب طفلها و تركت جوزيف مع الطفل و خرجت من غرفة اللعب مسرعةً بالهرب مره اخرى و اتجهت الى ممر ضيق ثم الى تقاطع في شارع سانيديل و صوت حذائها يقرقع على الطريق, كم من الوقت سيمر حتى يعلم جوزف انها خدعته وصلت الى منزل السيدة سنوغلز و فتحت لها الباب ثم قالت: آنيتا حبيبتي لقد وصلت بسرعه هل انتهى دوام عملك لا تزال هناك نصف ساعه متبقيه, فالتقطت آن انفاسها و قالت: نعم لقد انتهى دوام عملي لكني سأرحل الان مع طفلتي فقد حصلت على عرض عمل جيد في نيويورك, اين صغيرتي.

- مامي,مامي..هنا مامي. حظنت آن ليلي و كأنها تحميها من شيء مجهول و ودعت المرأة العجوز و عندما وصلت الى منطقه حيها شعرت بقليل من الراحه و عندما ادخلت المفتاح في القفل و فتحت الباب صمعت صوتا غاضبا يقول: مرحبا آن., و اكمل بنبرة استهزاء : مرة اخرى. توقف قلب آن في لحظه لقد لحق بها جوزبف و ها هو الان واقف معها امام المنزل فاحتضنت آن الطفله خوفا عليها فتململت و بكت

- لقد ازعجت الطفله يا آن ما أسمها, تمتمت آن ببضع كلمات ثم قالت: ليليان بيترسون و ليس لوكارس فهلا سمحت و خرجت الان من هذا المكان و اسرعت بالدخول لكي تقفل الباب في وجهه و لكنه دفع الباب بيده مزمجرا: ليس الان يا صغيرتي فانا هنا لكي آخذ الطفلة معي فهي لن تعيش و لو للحظه واحده في هذا المكان القذر.

اعمى الغضب بصيرتها و قالت: كيف تقول هذا لقد كرست وقتي كله في تربيتها و لا يحق لك ان تأخذها., ران صمت قليل ثم قال لها:نعم معك حق لقد ربيتها لدرجه ان الرجل الذي شاهدته يتغزل فيك في المقهى لم تمنعيه...فانا واثق ان تربيتك لبنتك صحيحه, قالها بسخريه و تهكم و لكنها لم تعترض فمعه حق يجب ان توفر لها عملا و لأبنتها حياة صحيه. قالت الطفله الصغيره بعد انزعاجها من الموقف:امي قولي وداعا للسيد..انا الان...اخاف مامي.

و لكن جوزف لم يتحرك من مكانه بل ظل ينظر تارة الى آني و تاره الى طفلته فقال بصوت منخفض غاضب: ولكني والدك يا ليلـــ...... و توقف فجأه و قال لآن اسمعي لقد جئت لآخذ ابنتي و ان رغبتي يمكنك الذهاب معنا و لك اعلمي باني لن اسمح لك بأخذها مره اخرى هل سمعتي.... و سوف آتي لاصطحابكما غدا صباحا ولا تفكري بالهرب فهناك من يراقبك.

************************

تململت آن في فراشها فهي لم يغمض لها جفن, منذ أن دخل جوزيف حياتها مرة أخرى فهي حتى الآن لا تصدق أن جوزيف عثر عليها و أنه سيصطحب ليلي معه الى موطنه فقد عرفت عندما تزوجته ان له أكثر من منزل في كل بلد له عمل فيها, و هي عاشت سابقا معه في يوركشاير لذا هي لا تعرف اين استقر فهو لديه سلسلة مصانع للمعادن و شركات عالمية لتصدير الالكترونيات.

رجعت بذاكرتها خلال العامين الماضيين عندما كانت تستيقض كل يوم و تجد اخباره تتصدر عناوين الصحف و الاخبار و غالبا ما كانت ( اختفاء زوجت المليونير الشهير جوزيف لوكارس ) و ( حياة المليونير الشهير ج. لوكارس ), اما الذي لم تعرفه من قبل هو العنوان الذي قرأته الاسبوع الماضي ( سعي الكونت السابق جوزيف لاستعادة ارثه و لقبه جوزيف الرابع ). هذا الخبر الاخير صدمها فهي لم تكن تعرف بأنها تزوجت كونت و هي الان تعرف لماذا فعل جوزيف هكذا معها بان تزوج فتاة لا تهمها حياة الرفاهية ولا اللقب حتى يحصل على وريث و يكون له حياته المعتاده ولا تهتم ام وريثه بحياته.

استحمت آن و ارتدت روب الحمام الابيض و خرجت و شعرها الذهبي يسترسل على اكتافها مبللا, و قصدت غرفة ابنتها فوجدتها مستيقظه تلعب بألعابها في السرير, فاقتربت منها آن قائلة: آه... يا صغيرتي انتي هادئه كوالدتك فانت دون الاطفال الاخرين تستيقضين دون ان تعلمين احد باستيقاضك بالصراخ. فابتسمت لها الصغيره ووقفت رافعة لها يدها, فحملتها آن و قامت بتحميمها و البستها افضل الملابس و وضعتها في الكرسي الذي في المطبخ و ذهبت تعد لها زجاجه الحليب فجوزيف سيصل في أي لحظه فهي تحمد ربها بانها انتهت من تحزيم الحقائب بسرعه فهما لا يملكان الكثير و قامت في ذلك الوقت بتقديم استقالتها في عمليها تاركه التساؤلات بين اصدقائها, في تلك اللحظه و هي في شرودها رن جرس الباب و اسرعت بفتحه فصدمت آن بجوزيف و قد قام بحلق ذقنه و لبس ملابس غالية الثمن و عطره الرجالي بالنعناع و القرنفل يعبق في كل مكان, و ظل جوزيف ايضا مسمرا عينيه على آن بملابس الاستحمام و شعرها الذي لا يزال مبتلا, و لكن كل العاده ذهوله كان لبره ثم قال لها:
- ألن تدخليني؟!

انتبهت آن فقالت له: تفضل ادخل..... اعذرني على مظهري فلقد استيقضنا منذ قليل.
دخل جوزيف و اشعرها بمدى صغرها بجانبه و بصغر الشقه و كانه محبوس في قفص, فتمعن الاخير النظر في ارجاء الشقة و النظرة الساخرة التهكمية على ملامحه فقال: كيف يعقل أن تعيش طفلتي في هذا المكان القذر الموبوء و في بيئة فقيرة ملؤها الاجرام و السرقات, فقالت له:
هذا بسببك فأنت لم تمل من مطاردتنا فلولاك لكنت الآن موظفه في شركه محترمه و لي منزل مناسب ليلي.
- أسمعي لا تظني بأني سأترك طفلتي, يكفي انك قد اخذتها مني قبل ان اعرف بوجودها و لم تجعليني موجودا لأشاركك فرحك بولادتها.

و كان في صوته شيء لم تستطع ان تميزه.... لا انه غاضب و هو ينوي قتلها بسبب هروبها بطفلته التي لم تكن مولوده حينها, فتراجعت غريزيا الى الوراء لحماية نفسها من غضبه القاتل فقالت بصوت يخنقه البكاء: جوزيف ارجوك اتركنا بسلام فهي ابنتي انا و ليست ابنتك. فنظر اليها جوزيف بغضب و لكنه قال بهدوء: و ما الذي تقصدينه بانها ليست ابنتي. فتلعثمت آن قليلا:
- انـ.... انها كانت في احشائي تسعة اشهر فهي ابنتي من لحمي و دمي و ما انت الا من..... الا من ساعدني في انجابها.
ان لم تكن من قبل رأت جوزيف ثائرا كالبركان فهو الان سينفجر من الغضب الى درجة انه قد يقتل أي شخص امامه, فاندفعت آن الى الوراء و اقترب منها جوزيف مزمجرا: ما الذي تقولينه بحق الجحيم انا والدها و انت امها, و لسوف أخذها معي الى اسبانيا و ان رغبتي في تركها فاتركيها و لكن اعلمي باني لن افرط بطفلتي مرة اخرى.

ارتعبت الصغيرة من الجو المشحون فقررت ان تعلن حظورها ببكائها, و هرعت آن لتحمل ابنتها و تحميها من غضب والدها, فتكلمت الصغيرة: مامي انا خائفه... هذا الرجل شرير يجعل امي تبكي.
- اسمعي آن لا وقت لدي هيا الان فنحن راحلون رأسا الي برشلونه في اسبانيا و الطائرة ستقلع في أي لحظه فهيا اجهزي و بسرعه.

المطار كان يعج بالناس في هذا الفصل من السنه فهناك من يسافر في زيارة و هناك من يسافر ليقضي عطلتة الصيفية خارج البلاد, و بقيت ان بالقرب من ليلي في قاعة الانتظار حتى لا تتوهان وسط الزحام بينما ذهب جوزيف لينهي معاملات السفر فقد حجز لهم في الدرجه الاولى, و جلست آن على الكرسي ترح بفكرها في مصيرها هي و ليلي و الحياة التي سيعيشونها, فهي تعرف بأن جوزيف في صدد استرجاع لقبه و استعادة رمز العائلة, فبعدما قرأت عن حياة زوجها الذي كانت تجهل عنه الكثير باتت تعرف عنه اشياء لم تظن بانها ستعرفها يوما.
فقد قرات ذات يوم في الصحيفه ان والد جد جد جوزيف بنى امبرطورية عملاقه من السفن
ثم اصبح ذا املاك اقطاعي و تزوج من الليدي اليزبيث ابنة اللورد هنري فلتش و لكن ابناء عم الليدي كانوا قد غضبوا بسبب زواجها فقد كان عمها يريدها لابنه الاكبر و لكن اللورد زوجها من الكونت جوزيف, و عندما توفي جوزيف في ظروف غامظه و هو لا يزال شابا استولت عائلة هنري على ثروة الكونت و اخذت شعار العائلة و كانت وقتها الليدي حاملا و تأكدت عائلة عمها من عزلها و طردها من اسبانيا و عندما ولدت الليدي طفلا أسمته جوزيف باسم زوجها الراحل, و عندما كبر جوزيف الثاني و علم بقصة والده قرر ان يثأر لوالده و بعد ذلك قام بفتح محل صغير لبيع الشكولاته و البودينغ و شركة المعادن و ربح من محله و الذي سرعان ما اشتهر و بذلك وفر الرفاهية لوالدته و تزوج بعدها من ابنة صديقه في العمل و رغم انها كانت تصغره بـ 25 سنه الا انها كانت زوجه مطيعه و ام محبه فقد انجبت له طفلان تشارلز و كيانو و لكن ظهور سلاله هنري سببت المعاناة لجوزيف الثاني فقد خسر ابنه كيانو ذو الثلاث سنوات و زوجته و ظل له ابنه تشارلز ذي الثماني سنوات و انتقل الثأر لابنه تشارلز و توفي جوزيف الثاني بعد ان بلغ ابنه 18 سنه و دخل البحرية و لكنه لم ينسى تاريخ عائلة و ظهر منتصرا بلقبه الكونت و تزوج من احدى البربريات و لكن زواجه كان كارثه فقد زرع زواجه حقل الغام في حياته فقد كان اخ زوجته متعاون مع عائلة هنري مما سبب بخسارة جميع امواله الا انه نجح في مهنة جده صناعة الشكولاته و البودينغ و ظلت زوجته تسانده هي و ابنها الوحيد جوزيف الثالث و عندما كبر جوزيف الثالث جد جوزيف الرابع ورث شركة والده لصناعة الشوكلاته و البودينغ و افتتح بنفسه شركة لصناعة المعادن و تصديرها و تزوج من غجرية كانت دائما ما ترتاد محل الشوكلاته و عاش معها بسعاده و انجبت له سبستيان و الذي اكمل مسيرة اجداده و قرر الثأر لعائلته و استقر بحياتة بالزواج من امرأة يونانية ثريه و التي توفيت فور انجابها للوريث الذي سيكمل الثأر لاجداده و قد ذكرت الصحف بان سبستيان كان واثقا من ان ابنه سينهي الحرب و سيسترجع ارث عائلته و ستستمر السلاله و الارث معهم و بعد ان توفي والده و هو في الرابعة عشر ورث جوزيف كل املاكه و اضاف الى امواله و شركاته شركة للالكترونيات و التي زادت من نسبة ثرائه و ها هو يكمل مسيرة عائلته و السؤال الذي يدور في اذهان الصحافه هو هل سيحقق فعلا النصر و يسترجع ارث عائلته.

 
 

 

عرض البوم صور Pearl  
قديم 19-07-07, 09:02 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8173
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليندا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليندا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليندا المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
Ciao

 



6) غيرة أم تملك



كان الطقس في أسبانيا حارا جدا و كانت درجه الحرارة فوق 40 و عندما نزلت آن من الطائرة حرقها الهواء الساخن و غطت ليلي بالبطانية حتى لا تتأثر بشرتها الطفوليه, و أخذت تسير خلف جوزيف لأنها لم تزر أسبانيا من قبل لم تزر بلد مصارعين الثيران, و دائما كانت تتمنى أن تزور هذه البلاد و تستمتع و لكن لم تحلم أن تزورها في ظل ضروف كهذه.
كانت قاعة الشخصيات الهامة هادئة و غير مزدحمه مثل القاعة العامة و أخذت كرسيا لتجلس عليه ريثما يحضر زوجها السيارة و أخرجت زجاجة الحليب لتعطيها لطفلتها و بينما هي منشغلة في البحث شد انتباهها جسد طويل و ممشوق القوام وشعر بني يتوج راس صاحبه طويل و جميل و عينان تحملان كل صفات الشر و اللؤم, إنها ليزا.... ليزا مونتيز التي سرقت خطيبها و عملها و كأن هذه الأخيرة شعرت بمن ينظر إليها و ألقت بنظرها على المرأة التي تجلس في القاعة بملابسها الغير الأنيقة و العينين الزرقاوتين التعبتين و الهالات السوداء تحت عينيها, في بادئ الأمر لم تعرفها و عندما أمعنت النظر علمت بأنها آن و توجهت نحوها تمشى الهويناء و عينيها تقيمان آن من رأسها إلى أخمص قدميها و ابتسمت بمكر:
- عجبنا عجبنا آن بترسون ما الذي تفعلينه هنا في أسبانيا.
- أهلا آنسة ليزا
نظرت ليزا إليها باحتقار و ضحكت بمكر:
- بل تستطيعين قول السيدة ليزا...السيدة ستيوارت.
ظلت آن تنظر إليها و تنقل بصرها من عيني ليزا إلى يدها اليسرى و شعرت في بدء الأمر بالحقد و الكره لهذا المراه فقد كانت هي من يجب أن تحمل لقب السيدة ستيوارت و هي من كانت يجب ان تضع هذا الخاتم في يدها اليسرى و لكنها سرعان ما ابتسمت :
- أنا سعيدة لأجلكما.
نظرت إليها ليزا لفتره غير متأكدة ما اذا كانت آن حقا تعني ما تقول ام انها تقول ذلك بدافع الغيرة و لكنها قالت بتعالي:
- ارى بأنك في اسبانيا و في هذه القاعة ماذا تفعلين, و جالت بنظرها على العربة التي بقربها و بالطفلة التي تحملها فقالت: إذا أنت مربية و انت مع هذه الطفلة تنتضرين اصحاب عملك.
و فقط في ذلك الوقت تقدم مايكل بمظهره الوسيم و الجذاب و ابتسم عندما عرف انها آن فقال لها:
- يا لها من مفاجاه سارة ماذا تفعلين هنا.
فقالت له زوجته: انها مربية.
فنظر مايكل الى الطلفلة التي بين يدي آن وقال ذاهلا: احقا.
ابتسمت له آن: ليس حقا بل يمكنك القول بانها ابنتي.
ذهل الاثنان و نقلا نظرهما من آن الى الطفله فصرح مايكل قائلا:
- نعم فالطفلة تشبهك كثيرا.
شعرت ليزا بالغيرة من اهتمام زوجها بآن فقالت تحقر من شأن آن
- و اين زوجك العتيد ام انه لا زوج لك.
- لقد ذهب ليحظر الحقائب و يضعها في السيارة.
- اذا فهو سائق او خادم و هو الان يحمل اغرض اسيادكم.
لم تضف آن شيئا آخر فقد اعتبرت أي كلمة اخرى تعدٍ على خصوصيتها, و اعتذرت منهما.
- ارجو المعذرة يجب ان اذهب لابد من أن زوجي ينتظرني بالخارج. و قد كانت سعيدة لاول مره لانها تلفظ بفخر كلمة زوجي و حتى تثبت لمايكل و ليزا انها تغلبت على حزنها و انها ايضا لم تتأثر بمعرفة انهما قد تزوجا, و توجهت الى الخارج حتى تنتظر قدوم جوزيف و ياخذها بعيدا عنهما, و في تلك اللحظه خرج مايكل و زوجته لينظرا سائق الذي سيوصلهما الى فندقهما الفخم.
كرهت آن تأخر زوجها و ظلت تشتم اليوم الذي تعرف فيه على هذان الشخصان, و عندها ظهرت سيارة الليموزين السوداء و خلفها سيارتان سوداوتان و سيارة شرطه, و لفترة ضنت بان هذه السياره اتت لتقل احد الشخصيات الهامة و لكن عندما رات من نافذة السائق انه لوكاس سعدت لفتره الا انها لم تفهم سبب كل هذه الجلبة باحضار سيارة شرطه و معها سيارتان مرافقتان.
قالت ليزا و هي ذاهلة:
- انظر عزيزي الى هذا لابد ان هذه اللموزين اتت لتقل شخصية هامه, و شعرت آن انها ستنفجر من الضحك و ارادت ان تعرف ردت فعلها اذا ما عرفت بان هذا السيارة هنا لتقلها هي. و قال يوافقها مايكل: معك حق و لابد ان صاحب هذه السيارة شخصية نافذه و صاحب شركات و انا واثق انني سأتعامل مع امثاله لانهم هنا يعظمون كثيرا من هؤلاء الاثرياء.
و نزل جوزيف من الليموزين و هو يضع نظارته السوداء مما جعله شخصا مرهبا و يلفت انظار جميع النساء. صرخت ليزا قائله: يا الهي انه جذاب جدا انظر اليه.و قال مايكل عابس امام هذا الرجل:
- ليزا لا تنسي انك زوجتي و انك معي.
- اعرف و لكن يجب ان تعترف بانك لا تقارن امامه.
تنهد الاثنان و ظلا ينظران اليه و هو يتقدم نحوهما.
اقترب جوزيف و خلفه اثنان من حراس الامن من آن و اعطى آوامره بحركة من يده حتى يحملان حقيبة ليلي و ياخذان ليلي عنها و لكن آن رفضت و سمحت لهم فقط بأخذ حقائبها, و ابتسم جوزيف من حركة آن الدفاعية و تنهد:
- هل انت جاهزة.
و اومئت آن برأسها وقالت ليزا وقتها.
-آن هل تعرفين هذا الرجل.
فابتسمت و استعدت لتلقي بالقنبلة و قالت:
اوه نعم, جوزيف هذان الزوجان مايكل و ليزا ستيوارت,.... ليزا هذا جوزيف لوكارس زوجي و والد طفلتي.
-ما...ما...ماذا, زوجك. قالتها ليزا و هي تصرخ و عندما شاهدت انهم ينظرون اليها خجلت قليلا فقالت:
لا يبدوا واضحا فمظهر زوجك انيق, اما انت فتبدين مزريه امامه بل قولي تبدين وكأنك خادمه.
عندها شد مايكل من يد زوجته قائل:
- ليزا لا يجوز قول هذا.
فقال جوزيف:
- مع زوجتك الحق و لكن نستطيع تصليح الوضع اليس كذلك عزيزتي.
شعرت آن باعصابها تغلي و انها على وشك دق عنق زوجها, لماذا قام بتصغيرها و جعلها وضيعه هكذا امامهم, الا يعرف كم اغضبها و اهانها امامهم و اذا لم يكن يعرف اذا سوف تجعله يعرف بما فعل و ما ردة فعلها, الا انها قررت الا تسبب فضيحة هنا و قالت:
- بالتأكيد عزيزي, و لكن هل لنا الذهاب الى المنزل فانا تعبه من السفر.
- بالتأكيد, ارجو المعذره منكما و تشرفت بلقائكما.
ركبت آن الليموزين و كانت على وشك ان تنفجر غضبا الا انها نظرت في عينين جوزيف و راته يبتسم, اذا فهو يعرف بانه احرجها و لكنها نظرة اليه بازدراء فهي ليست على استعداد لتبدأ الشجار و امام ليلي فهي لا تريد تخويف ابنتها و أن تجعلها تعيش في وسط يسوده الحقد و الشجار, بالتأكيد لا و سوف تتأكد من جعل حياة ابنتها هانئة.

دخلت السيارة في طريق فرعي تحيط به الاشجار الى ان وصلت امام قصر كبير يعود الى العصر الفيكتوري بلونه البني المائل الى الرمادي, لقد كان قصرا كبير يوحي بمدى سيادة صاحبه و نفوذه و عندما فتح لوكاس لها الباب حيتة بابتسامه و شكرته و عندما قادها جوزيف الى الداخل شدها المنظر فقد كان البهو واسعا جدا و فسيح و يتوسطه بركة مياه و المرايا على الجدار من اول المدخل الى نهاية البهو, و صور عائلة جوزيف تتزعم الجدار الاخر بدءا بسلالة جوزيف الاول الى صوره زوجها و لا يزال هناك مكان يتسع لباقي السلاله و بالتأكيد طفلتها لن تكون بينهم فهي فتاة و تذكر بأن جوزيف كان يريد ولدا و لكنها لا تعرف هل هو يحب الطفله بعد ان عرف انها فتاة ام هو يريد صبيا, يجب ان تسأله و تعلم لماذا احضر طفلته الى هنا و لما كل هؤلاء الحرس هل هذا بدافع الحب و الحمايه لابنته ام لشيء آخر, و عندما همت بسؤاله خرج سيمون من الباب الموجود في آخر البهو.

-آه سيدتي مرحبا بك اخيرا لقد عدتي, و من هذا الصغيرة الجميلة لابد من أنك ليلي.
ذهلت آن كيف تعرف سيمون بانها انجبت فتاة و كيف تعرف اسم طفلتها.
نظر جوزيف اليها قائلا:
لقد اخبرتها عندما عثرت عليكما.
فقالت سيمون سعيدة:
- كم انا سعيدة يا سيدتي و كم فرحت بخبر ولادتك هذة الطفلة الجميلة هل لي بان احملها.
و عندما ارادت حملها خبأة الصغيرة وجهها في عنق والدتها فابتسمت لها سيمون و قالت عندها آن:
هيا يا حبيبتي فسيمون ستعطيك حلاوة.
فاشرق وجه الفتاة و ابتسمت:
- انا احب الحلاوه....أنا اريد حلاوه. و رمت بنفسها في احضان سيمون و اخذتها سيمون نحو المطبخ و عندا ظل جوزيف و آن في البهو وحدهما فقالت حينها آن:
- اسمع انا تعبه و اريد ان اذهب لارتاح بينما تهتم سيمون بليلي و اذا ما ارادت شيء فالتأتي و توقظني.
فقد كانت آن بحاجه الى الراحه و ان كانت تسعى اليها فهي جد تعبه و هي لا تضع ليلي لدي أي احد لا تثق به و لكنها واثقه بسيمون و هي لا تهمل الطفله بل هي بحاجه الى كل الطاقه لأنها تعرف بان في وقت ما سيحدث صراع بينها و بن زوجها لذلك هي بحاجه الى اكبر قدر من الراحه لتستعد للمواجه المحتومه.
اخذها جوزيف الى غرفة كبيرة لونها اخضر فاتح و يتوسطها سرير ضخم و باب لابد من انه يؤدي الى الحمام و باب آخر ضخم يفصل الغرفه عن الغرفة المجاوره و اشار جوزيف بان الباب يفصل غرفة الحضانة و هنا ستكون ليلي بالقرب من غرفتها و تابع قائلا:
- خذي قسطا من الراحه حتى يحين موعد تناول الشاي فلا نزال في اول الصباح و لك فترة حتى وقت الغروب و لا داعي للقلق على ليلي فهي في ايدي امينة.
كانت الغرفة معتمة عندما استيقظت آن و توجهت بسرعه الى الحمام لتستحم و تستعد للعشاء و عندما خرجت من الحمام شاهدت صندوق كبير على السرير و عليه بطاقة كتبت عليها.
( هذا الثوب ارتديه للعشاء و باقي صناديق الملابس ستصل غدا صباحا و بالنسبة لملابسك و ملابس ليلي فقد اصدرتها الى الجمعيات الخيرية و استعدي لان لدينا ضيوف)

كرهت آن تصرف زوجها بحاجياتها و بأوامره التي لا تنتهي و ارتدت الثوب و جلست على طاولة الزينة لتضع احمر الشفاة و قليل من الظلال على عينيها و قامت برفع شعرها الى العلى و توجدته بمشبك فضي اشترته و جعلها تظهر كالأميرات, ها خي مستعدة لجوزيف و لتبين له انها تغيرت و انها ليس بمظهر خادمه او طفله, و عندما نزلت الى الاسفل شاهدت سيمون و ليلي معها تلعب و ذهب لتقبل طفلتها و قلت هذه الاخيرة:
- امي انظري لدي دمى كثيرة و الرجل اشترى العاب كثيرة لي.
ذهلت سيمون عندما سمعت ليلي تنادي ابيها بالرجل, فقالت لا آن بان الصغيرة لم تعتد على والدها بعد و ستمضي فترة حتى تناديه بوالدها. و تركتهما آن و توجهت الى غرفت الجلوس فرأت جوزيف و يتحدث مع رجلان واحد منهم عرفته و هو شقيق كارين و الاخر لم تعرفه و رأت كارين تجلس على الكنبة حتسي النبيذ بثوبها الاحمر الذي يظهر قوامها.
- ها انت يا عزيزتي لقد كنت على وشك ارسال فرقة بحث عنك.
ابتسم لها ريد لها قائلا: مرحبا يا سيدة لوكارس لقد مرت سنوات لم نشاهدك فيهافقد اخبرنا زوجك بانك كنت مسافرة لفترة نقاه حتى تعودي لوعيك بعد صدمة مقتل بيتر. اتسعت عينان آن ليس بسبب كذبة جوزيف بل بتذكرها بيتر فقال بصوت مختنق: آه نعم, حسنا لقد كان عزيزا علي.
فقال جوزيف يلطف الجو: عزيزتي لا أضنك تعرفين صديقي اورلاند بسفيكي.
و حياها السيد بسفيكي و قبل يدها قائلا انها جميله جدا و مهنئا صديقه بزوجته.

دخل الجميع الى غرفة الطعام لتناول العشاء و كانت كارين تجلس بالقرب من جوزيف و بجانبها السيد بسفيكي و كان ريد بالقرب من آن و اقتصر الكلام على المائده على العمل و بما ان آن لا تعمل معهم فهي لم تشركهم و نادرا ما كان جوزيف يشملها بحديثهم فضلت فقط تستمع اليهم و تتصنع الابتسام, و بعد ان انتهوا من تناول الطعام توجهوا نحو غرفة الجلوس و اقترب منها ريد و جلس يتحدث معها:-اذا آن بما انك قد عدت ما مخططك للغد.
- لا شيء حتى الان
- هل هذه اول زيارة لك الى أسبانيا
- نعم.
- اذا دعيني آخذك غدا للتعرف على هذه البلاد الجميله
فأومئت برأسها موافقه على الخروج معه, ثم جلسا يتحدثان بأمور كثيرة و مضحكه ما جعل آن تضحك أكثر من مره و تضع يدها بطريقه عفوية على كتف ريد و جوزيف لم يفته هذا و في كل مره ترى فيها آن جوزيف ينظر اليها بنظرة وعيد تكثر هي من ابتساماتها و ضحكها , عندما شاركهم السيد بسفيكي الحديث و الضحك, زاد الامر من غليان جوزيف فقالت له كارينك
- يبدو ان زوجتك تستمتع بصحبت هذين السيدان و تترك هنا دون ان تعيرك أي اهمية.
اعطى جوزيف كأسه لـ آن و توجه نحوها و آن لم تنتبه له و لا السيدان و عندما اراد الجلوس تعثرت فأمسكها اورلاند حتى لا تقع فشكرته و في تلك اللحظه اكن جوزيف بالقرب منهم و لكنه فهم الموقف خطأ.
فقال بصوت ناعم و لكن لا تخلو منه نبرت الغضب:
- ارى بأنكم تستمتعون بوقتكم الا تشركوني معكم... و أراك يا اورلاند اعجبك الجلوس مع زوجتي و مغازلتها.

فترك بسرعه يدها و انسحب , و اعطى جوزيف نظرة الى ريد جعله هو لاخر ينسحب, فغضبت آن من تصرفه هذا ثائرة:
- أكان يجب ان تفعل هذا فقد كنا نستمتع بوقتنا ولا تسأ ففم السيد بسفيكي فقد امسكني بعد ان تعثرت و كدت اقع.
- ارجو منك في المرة القادمه الا تقتربي من أي شخص ولا تضني باني لم اشاهدك تمسكين كتف ريد بين حين و اخرى و انبهك بانك لا تزالين زوجتي.
- تنبيه و تهديد الا تمل يا زوجي العزيز.

و في لحظه تصاعد الصراع بينهم انفتح باب غرفة الجلوس و دخلت منه ليلي تبتسم و تهرع الى حضن امها و تتبعها سيمون.
-امي امي.....انا اريد امي.
فقالت سيمون تعتذر:
اعذروني فقد رفضت الانسة الصغيرة ان تستحم و تنام دون ان تراك.
فابتسمت لها آن : حسنا ساحضر الآن شكرا لك سيمون. و اعتذرت من الضيوف و ذهبت الى الاعلى حتى تحمم ليلي و تأخذها الى السرير و قد اخذ منها الامر ساعه حتى نامت و قد كانت تعبه جدا ولم تشأ ان تنزل الى الاسفل و هي تعرف بأنهم سيعذرونها ان اوت هي الى الفراش فهي فقط منذ ساعات وصلت, و ذهبت الى سريرها لتنام و لكنها لم تشاهد حقيبتها و رأت صندوق آخر و لكنه لا يحمل بطاقه و عندما فتحته شاهدت ثوب نوم رائع الا انها رفضت ان ترتديه فهي لا تريد ان تقل من الحشمه و حمدت ربها لأنها وضعت بعض الثياب في حقيبة اليد التي تحتوي قليلا من اغراض ليلي التي اخذتها حتى تغير لـ ليلي في المطار.
و عندما ارادت ان تنام انفتح الباب و دخل منه شبح اسود و بما انها تعرف انه جوزيف فهي لم تفتح الاضاءة و اغلق جوزيف الباب خلفه و ضلت آن متوجسه فهو لا يزال في الغرفه و هي تعلم ذلك و شاهدت ضوء الحمام يفتح و يدخل منه جوزيف و ضلت هي ذاهلة نتنظر الى الاضاءه و عندما خرج توجه الى الخزانه و استبدل ملابسه بملابس النوم و كانت آن لا تزال تنظر الى الاضاءة و لكنها انتبهت عندما شاهدته يقترب فصرخت به:
- ما الذي تظن انك فاعل.
- اريد النوم.
- اعلم ولكن لا أظن هنا.
- و لما.
فصرخت به آن مرة اخرى: لا فهذه غرفتي انا.
فابتسم لها : لا تقولي بأنك ظننت باني ساعد غرفة لك فانتي ستنامين معي فلا تنسي باني زوجه.
فخرجت هي من السرير و بسرعه الا انه امسك يدها بقوة فصرخت به: انك تألمني اتركني.
- ولما اتركك فانت ستنامين معي و لن تذهبي الى أي مكان.
- لا.... لا تظن باني سأنام معك, سوف اذهب الى الغرفة المجاوره لغرفة ليلي فلا مكان لي معك.
- كفي عن اللعب معي يا آن.
- ارجو الا تظن باني اتيتن الى هنا لأرتمي الى احضانك فأنا هنا فقط من اجل ليلي و ليس لأجلك و اعلم باني لن اسمح لك بلمسي مرة اخرى اتفهم.
و لكن جوزيف اقترب منها اكثر فقامت بصفعه, فاتسمر جوزيف لفتره ليستوعب فلم يجروء احد من قبل ان يقوم بضربه و لن يجعل بالتأكيد الامر يتكرر ومن من....من آن فلمعت عينان جوزيف و رغم ظلمة الغرفة الا انه هناك ضوء القمر و قد استطاعت ان ترى لمعان عينين زوجها فلم تدري الا و هي مرمية على السرير و جوزيف فوقها يثبت ذراعاها فضلت تحاول ان ان تتملص منه الى ان غرزت اضافرها في ظهره وسال الدم و تركها, فقفزت بسرعه من السرير و زمجرت متوعده:
- السبب الوحيد الذي جعلني ابقى هنا هو ليلي فلا تجعلني ااخذها مرة اخرى و نرحل الى الابد.
- لن تأخذيها بالتأكيد فان اخذتها سارفع دعوى و ليكن بعلمك اذا اخذتها انت ستوقيعين نفسك في مشكله و هذه المره المحكمه ستطاردك.
- لن تفعل هذا.
-لا تراهني.
- قد تكون اصدرت حكما و لكني استطيع ان اصدر حكما اخر و بحكمي هذا تكون انت قد جعلت من نفسك اضحوكه و لن تشاهد ليلي بعدها, و اني انبهك مرة اخرى ان لا تتعرض لي فلست تلك المراهقة الصغيرة التي لا تعرف الدفاع عن نفسها,لا فانا قد تغيرت و عندما تهان كرامتي اصبح كالقطه و ادافع عن نفسي و اعلم بان مخالبي قوية كما تعرف و اتعرف امرا اخرج انت من هذه الغرفه لاني لن اخرج ففيها باب يفصل بيني و بين ليلي و بحث لك غرفة اخرى فانا وثاقة بان في هذا القصر الكبير العديد من الغرف.
ظل جوزيف منبهرا ينظر الى آن لفتره فهو لم يتصور انها قد تكون تغيرت بهذه السرعه و التحدي الذي خلقته في داخله و الدفاع جعلته ينبهر, لقد تغيرت فعلا فابتسم بمكر:
- انت لست جادة.
- بل جادة فعلا و اذا لم ترد خلق فضيحة هنا آمرك بالخروج و البحث عن غرفة و بعدها أأمر خدمك بان يجهزوا لي غرفة خاصه و بها باب يفصل غرفة اخرى لأضع فيها ليلي لاني لن انام معك مرة اخرى و ارجو الا تهين نفسك اكثر من ذلك.
فخرج جوزيف من الغرفة فعلاو و تهاوت آن على السرير, قد تكون ربحت هذه المعركه و لكنها تشعر بانها خسرتها لانها جعلته يباختها هكذا و لكنها ستتأكد الا يحصل هذا مرة اخرى فالرجال لا ينفع معهم الطاعة العمياء بل يجب على النساء الدفاع و النضال عن معتقداتهم و حقوقهم.

 
 

 

عرض البوم صور ليندا  
قديم 04-08-07, 09:28 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8173
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليندا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليندا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليندا المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

سوووري على التأخير و على الاخطاء الكتابيه كنت مستعيله شوي




6) أريد وريثا آخر





كانت قد انتهت من الاستحمام عندما سمعت طرقا على باب غرفتها و عندما سمحت بالشخص للدخول دخلت ليلي تجري نحوها و خلفها جازمين معتذره:
- ارجوا عفوك سيدتي و لكن ليلي اصرت ان تدخل غرفتك قبل ان تنزل للأسفل.
- لا داعي للاعتذار فتستطعين ان تحضريها في أي وقت, و كم انا سعيدة بأن ارلااك تعملين هنا.
فقالت لها خجله:
- شكرا لك سيدتي.... و ايضا جميع من كان يعمل في المنزل الذي تعرفينه حضر الى هنا, فبعد و فاة السيد الصغير و رحيلك ترك السيد المنزل و لم يذهب الى هناك الا في العطلات السنويه او اذا اراد الابتعاد عن العالم المحيط به.
اذن هو يتهرب من الماضي و هذا امر لم تعهده آن فيه.

توجهت آن و طفلتها الى غرفة الالعاب التي خصصها جوزيف لـ ليلي و جلست معها تلعب فتره قصيرة و حضرت بعدها جازمين لتأخذ ليلي و توجهت آن الى غرفة الطعام لتناول الافطار و عند دخولها صادفت مدام لونغ تخرج من غرفة الافطار:
- سيدتي كم انا سعيدة برؤيتك مرة اخرى, لقد اشتقنا لك و ارجو ان لا ترحلي مرة اخرى اه لو تعرفين كم تعذب السيد عندما رحلت و ها هو يتعذب الان لان ابنته عاشت بعيدة عنه ولا تعرفه.
- اه مدام يونغ انا سعيده برؤيتك...... و لكن آمل ان تعرفي بان رحيلي فوق ارادتي.

دخلت آن الغرفة و لم ترى احد فيها, و استدعت سيمون تسألها اين رحل جوزيف و اخبرتها بذهابه الى العمل فابتسمت آن بسخرية وصلت بالأمس و الان يرحل, و هذا امر اكيد لابد انه رحل الى كارين فهو لا يستطيع الاستغناء عنها. تناولت فطورها بصمت ثم خرجت تتجول في ارجاء قصره لتتعرف على المكان, صحيح انها صممت انها لن تظل هنا كثيرا و لكنها يجب على الاقل ان تعرف القصر لانها متأكده بانها ستعود في يوم الى هنا, لقد اتتها فكرة للأنتقام و لكنها ستجعلها تخسر اغلى ما تملك و لكنها يجب ان تفذها من اجل ليلي و من اجلها, و بينما هي تمشى في حديقة القصر نادتها سيمون لتخبرها بأن السيد فليبس يطلبها و عند دخولها تخيلت ضحكت طفل يلعب في البهو مع الكلب, ضلت لفتره ثم شاهدت الكلب هيبي قابع في زاوية حزينا و تذكرت بيتر و نزلت دمعة الم دون ارادتها على خدها.
- اهلا ريد.
-اوه اهلا آن, هل انت مستعده.
-لماذا.
- انسيتي باني سآخذك في جولة في المدينة.
و تذكرت آن انها قررت ان تزور المدينة و تتعرف عليها, فقد نسيت تماما انها وعدته بالخروج اليوم و هي لم تخبر جوزيف حتى, و ما المهم لن تخبره فهي راشدة و هي مسؤولة عن نفسها:
- حسنا سوف اجهز بعد دقائق.
و توجهت آن لترتدي ملابسها الذي طلبها جوزيف لها, و قد كانت قمت في الاناقة و بدت و هي ترتديها كانها عارضة ازياء سابقه, حسنا لقد احسن جوزيف الاختيار, ثم خرجت و توجهت الى جازمين لتطلب منها ان تلبس ليليان لأنها ستأخذها معها, في بادىء الامر رفضت جازمين و بعد اصرار آن وافقت على مضض قائلة:
- حسنا سيتدتي و لكن السيد سيغضب مني كثيرا.
- لا تخافي سوف اتفاهم معه.
و بعد ان اصبحتا جاهزتين وصل ريد ليقلهما و كان قد ارتدى قميصا ابيض انيق و جنيز ازرق باهت اضفى اليه اناقه و وسامه. نظر ريد الى آن و الى جمالها الاخاذ فاقترب منها يبتسم:
- سيحسدني جميع من في البلدة لان بصحبتي سيدة جميلة مثلك و طفلة تشبه والدتها.

عند خروجهما من القصر لحقت بهما سيارة سوداء, في بادىء الامر ظن ريد انهم ملاحقون من قبل عصابه ثم انتبه ان السيارة تحمل شعار عائلة جوزيف فقال لـ آن مستغربا:
-هنالك سيارة زوجك تلاحقنا.
فقالت شبه غاضبه من تصرفات جوزيف التي اصبحت مزعجه: لانه يخاف من ان يحدث أي شيء ليلي او لي فهو كما تعرف ابنه بيتر اختططف و قتل و هو لا يريد ان يحصل هذا مجددا.
- معك حقا, احيانا اشفق على زوجك فقد تركته زوجته الاولى و كانت تريد الهروب بابنه و ثم يختطف ابنه و الان هو في صراع مع لقبه, فاءذا لم ينجب وريثا خلال السنوات القادمه و تقدم به العمر الي منتصف الثلاثين فسيخسر كل شيء.
لم تكن تعرف آن المعلومة الاخيره و تركها الخبر مرتبكه فقالت تستوضح من ريد ما سمعته للتوء بان زوجها يجب ان يحصل على وريث:
- ماذا تقصد فهو لديه ليلي.
- اعرف و لكن الوريث يجب ان يكون صبيا, لقد ظننت انك تعرفين ذلك و انك يجب ان تنجبي له صبي.
حل بعد ادلاء ريد بجملته الصمت و لم يعيدا فتح الموضوع مره اخرى, و وصلى الى مقصدهما, و اولا ذهبا لتناول الغداء ثم تجولى في ارجاء المدينه و اخذها ريد الى محل ملابس راقي و خجلت ان تقول له بان ياخذها الى مكان رخيص و لكنها سكتت لانها بهذا تشوه سمعت زوجها و سيظن بعدها ريد بان جوزيف لا يعطيها النقود و لكن في الحقيقة هي التي لا تريد نقوده.
اشترت آن ملابس صيفية جميله لها و لـ ليلي و اخذت تذكارا لهذه البلاد لانها تعرف بانها لن تظل كثيرا هنا و عندما اتت لتدفع اصر ريد على انه هو من سيدفع, و بعد ان دفع خرجا من المحل ليذهبا الى الشاطيء يتنزهان قبل العودة و في الشاطيء جلست آن و لحظه خاليه الهموم و التفكير في قضيتها مع جوزيف الى ان حضر مايكل و زوجته اليهم فقالت ليزا:
- اوه اهذه انت يا آن لم اعرفك جيدا فأنت تبدين الان كسيدة مجتمع لا كخادمه قذره كما شاهدتك بالأمس.
فقالت آن و هي سعيدة لانها تبدو جميله:
- ليزا كم انا سعيدة بلقائك حقا, فانت تبدين جميله ايضا..... اوه اهلا مايكل.
فابتسم مايكل محييا لها و يسأل عن حالها, و انتبه الى ان آن ليست وحدها فرأت آن في عينيه غيره و تعجبات كثيره فاعرفتهم على بعضهم البعض, حينها قالت ليزا زاجرة:
اوه عيب عليك ان تتركين زوجك و تخرجين مع شخص آخر, و كم انا سعيدة ايضا ان امسكك مايكل مع اخي تخونينه فانا لا اتصوره سيحتمل خيانتك له.
ثارت آن من الغضب و كادت ان تقوم بضرب ليزا و لكنها امتنعت عن ضربها لا لانها خائفه بل لانها في مكان عام و هي لا تريد خلق مشهد مثير فقالت غاضبه:
-اوه انا متأكدة بانك كنت ستخففين عنه فانت على كل حال لا يسلم منك و انبهك يا عزيزي مايكل ان تتنتبه منها فهي خطيرة جدا, فانا لا اريدك ان تتأذى.
صرخت ليزا غاضبه: كيف تجرؤين على قول كهذا....انت ..انت.
فانفجر بكاء طفل فجاءة و صرخت ليلي خائفه: امي اريد ان اعود, امي هذه شريرة انا خائفة.
عندها قال ريد: ارجو المعذره و لكن اظن بان علينا الرحيل و سعدت بلقائكم.

كان في طريق العوده صامتين لفترة وقال عندها ريد: ما الذي حدث بينكما و المذي تقصده بان زوجها امسك بك و انت تخونينه.
تنهت آن و هي تملس شعر صغيرتها و قالت:
- لقد نصبت ليزا فخا لي, فقد كنت خطيبة مايكل و ليزا كانت تريد مايكل لها فقط و لانه صاحب شركة ايضا و عندما عرفت ان زواجنا قريب خططت هي و شقيقها بخطه بان تجعله يدخل شقتي و يجلس فيها الى ان اعود و تتاكد هي بان مايكل قريب من شقتي حتى يصل بسرعه ليرى شقيقها معي و كان هو لا يرتدي سوا ملابس الاستحمام, و بعدها حصل الخلاف و اظن ان غيرة مايكل اعمته عن الحقيقة.
-اوه لم اكن اعرف ذلك.

وصلت آن على وقت المساء , و قد ارتاحت عندما علمت أن جوزيف لم يصل بعد و لم يتصل ليسأل عنهما, فاخذت آن حمام دافيء و معطر و استرخت بساعده, و اغلقت عينيها لتسرح بخيالاتها و بمخططاتها المستقبليه فهي لا تريد ان تبقى هنا طويلا و هي ستحارب جوزيف حتى تحصل على حق الحضانه لطفلتها الوحيده, و لكن ما الذي سيحدث فلقد صدمها خبر ان جوزيف يجب ان يحصل على صبي و بذلك سيستمر الصراع بينها و بين جوزيف و يجب ان تنهيه هي و بسرعه مهما حدث يجب الا تجعله يقترب منها و يجب ان ترحل بسرعه. حبست نفسها و غطست تحت الماء لثواني و عندما عادت للسطح للتنفس اتتها فكره لترحل صحيح انها ستكون مؤلمه من الناحية النفسية اكثر من الجسديه و لكنها يجب ان تنفذها من اجلها و من اجل ليلي.
فتح باب الحام و رأت جوزيف يدخل الى الحمام و اقترب من المغطس و في يده المنشفه و سحب آن من الحوض و دثرها و اخرجها و هو صامت, ثم فعت به آن بعيدا عنها صارخه: ماذا تفعل ايها المختل.
-اخرجك من الحوض و البسك لاننا سنرحل الى المطعم الآن فنحن على موعد مع وكيل اعمال شركة ضممتها حديثا و هو وزوجته ينتظرانا.
ارتدت آن اجمل ما لديها من ثياب اشتراها لها جوزيف و كان انيقا عليها بلون اسود و فتح في الظهر و وضعت الشال فوقها حتى تغطي ظهرها و جوزيف لم ينتبه فقد كان يلاعب ابنته و بعد ان انتهت صعدت معه في سيارته البيضاء البنتلي و نوجها الى ارقى مطاعم اسبانيا و لقد جعلت آن جميع من في القاعة يلتفت اليهما و تحديدا اليها فقد كانت رائعه جدا, و اخذهم مدير المتعم الى القسم المخصص بالشخصيات الهامه و بعد ان سحب جوزيف لآن الكرسي وصل ضيفاه و المفاجأه ان الضيفان كانا السيد و السيدة ستيوارت فقالت آن:
- اوه يالها من مفاجاة ان تكونا انتما من ننتظركما.
-نعم انها حقا مفاجأه ساره.
و طوال فترة تناولهم العشاء كان العداء واضحا بين ليزا و آن و بعد ان انتهوا من تناولهم الطعام قال مايكل لـ آن:
- هل تسمحين لي بهذه الرقصه فقال جوزيف بسرعه: لا أظن
نظرت اليه آن بكره فقالت لمايكل: بكل تأكيد
و اخذها مايكل الى حلبة الرقص و اخذا يرقصان و جوزيف ينظر اليهما طوال الوقت و آن شعرت بانظاره نحوهما و لكنها لم تعره أي اتمام و عندما اصبحت الاغنية هادئه و رومنسية واقترب كل شخص من مراقصه ثار غضب جوزيف و اراد الوقوف الى ان ليزا سبقته و سحبته الى الحلبه لترقص معهو عندها نتبه الى ان فستان آن مكشوف الظهر و ان مايكل يضع يده على ظهر زوجته فترك ليزا و اندفع ينتزع مايكل عن زوجته تقريبا بوحشيه فزجرته آن:
- لقد اخفته يا جوزيف, لما كل هذه العدوانية.
- الا تعرفين لماذا.....لانك ترتدين فستانا فاضحا جدا.
- اتسمي فتح الظهر امرا فاضح.
- نعم فاضح و انا انبهك الا تقتربيمنه لا الان أو لاحقا, لا تقتربي منه اتسمعين.
اومأت برأسها و راقصته غاضبه و عندما عادا الى الطاوله قالت ليزا بدافع الغيره:
-بالمناسبة آن اين السيد فليبس لما لم يحظر معك.
نظر جوزيف اليها و متعجب فقال لها: اتعرفين ريد.
فقالت بمكر: اوه لا لكن آن فامت بتعريفه علينا اليوم.
غضب جوزيف و التفت الى آن: و متى حدث هذا كيف خرجت معه.
فقالت و هي تحاول ان تخفف الضغط على يدها: لقد خرجت انا و ليلي معه هذا الصباح للتعرف على هذا المدينه.
زاد جوزيف من ضغط يده على يد آن حتى ظنت ان عظامها سوف تتكسر: الم اخبرك الا تذهبي معه الم اقل لك الا تأخذي ليلي خارج القصر. افلتت آن يدها من جوزيف و قالت: لم يحصل أي شيء.
فقالت ليزا و الابتسامه على وجهها: انا آسفه لم اعرف بأن زوجك لا يعرف بخروجك معه, آسفه اذا سببت مشاكل لكم.
- لا انا مسرور لانك اخبرتني...و الان اعذرونا فيجب ان نذهب لان ليلي في المنزل.

رات آن في نظراته تهديد و ان عقابها آت و حاولت ان تستجمع شجاعتها حتى تحاربه, و فور وصولهم الى المنزل اخبره جوزيف بانه ينتظرها في المكتب بعد ان تذهب للاطمئنان على طفلته.

ذهبت آن للاطمئننان على ليلي ثم استبدلت ملابسها و ارتدت ملابس النوم لتستعد للنوم فهي لا تريد مواجهة جوزيف و تفضل النوم على مواجهته,لا لن تخاف ستواجهه فهي لم تفعل أي شيء. توجهت نحو المكتب و طرقت على الباب ثم دخلت و كان جوزيف ينظر الى النافذه و يداه في جيبي سرواله, و لم يلتفت بل ظل واقفا و تحدث:
هل تشرحين لي لما عصيتني, لما خرجت معه و ليلي اخذتها معك.
-ليس في نيتي الهرب بها, اما بالنسبة لخروجي معه فقد دعاني هو بالامس ان اخرج معه و وافقت فقد قلت له اني اتمنى زيارة المدينه .
- و رغم ذلك عصيتني يا آن و انت تعرفين باني لا احب ان تخرجين مع أي شخص و خاصه اذا كانت ليلي معك.....فانا لن اكرر الخطأ مرة اخرى.
عرفت آن انه يتحدث عن زوجته الاولى, فحاولت ان تطمأنه: و لكني لن اهرب صدقني لن اهرب بابنتك مع عشيق, فانا لست بهذه القذاره.
توجه جوزيف نحو فقال: لا لن تهربي لاني سأقيدك بطفل آخر و الان اريد صبيا افهمت.
لم تستوعب آن ما يقصده بقوله و لكنها عندما فهمت ما يقصد كان الاوان قد فات.

***********

استيقضت آن ثم تذكرت ما حدث بالأمس و نظر بقربها فشاهدت جوزيف نائما, لقد كان مسالما و هو هكذا و وسيم ايضا و قاومت ان تلعب بشعره و توقضه و عندما استسلمت و قررت ترك السرير سمعت صوتا يقول: لما لم تغرسي يدك بشعري لما تصارعين رغباتك.
شهقت آن فهي لم تعرف ان جوزيف كان مستيقضا و انه شاهد صراعها مع رغباتها,فابتسمت له و ذهبت الى الحمام و عندما خرجت كان جوزيف قد ترك الغرفه و توجهت الى ليلي لتوقضها و تحممها ثم تطعمها و بعد ان انتهت توجهتا نحو الحديقه لتلعب ليلي مع الكلب, كان صباحا منعشا و الجو جميل و هي بين احضان الطبيعه و الازهار تحيط بها و صوت ضحكات ليلي مع الكلب حولها, و تذكرت بيتر و هو يلاعب هيبي و لوهله تخيلت بيتر مع الكلب يلاعبه فتدخل ليلي معه لتشاركه اللعب و طفل آخر شبيه بجوزيف ينضم ايضا.استيقضت من احلامها على صوت جوزيف يناديها:
- اوه آسفه لقد سرحت بفكري قليلا.
-اسمعي دعي سيمون تأتي لتلعب مع ليلي و انا اريد التحدث معك في المكتب في امر مهم.

توجهت آن معه الى المكتب و اغلقت الباب خلفها و قلبها ينبض بقوه ليخبرها بان الامر المهم بالتأكيد لن يعجبها, و جلست على الكرسي الذي بالقرب من المدفأه تنتظر جوزيف ان يتحدث بالامر المهم الذي يريد ان يحدثها عنه. جلس جوزيف خلف المكتب و اخرج وثيقه اتفاق و قدمها الى آن, و آن لم تفهم ما هي.

-انها اتفاقيه على ان تمنحيني وريثا صبي ليحمل اسمي و اجعلك بذلك حرة الذهاب الى أي مكان مع ليلي شرط ان تعيش ليلي معي و مع وريثي و اعدك بمنزل خاص بك في أي مكان تريدين مع خدم يخدومنك و مبلغ كبير من المال شرط ان تكوني زوجتي, فلا طلاق.

لم تفهم سبب تغير جوزيف رأيه بشأن حريتها الا انها لن تظل هنا و يجب ان تنفذ خطتها الان قبل ان تفشل فهي لا تريد طفلا آخر من جوزيف, وليس هذا بمعنى انها تكره ليلي بل انها لن تتحمل ان يعيش طفل آخر في اسرة مفككه كما عاشت هي, يجب ان تنفذ خطتها و ان كانت مؤلمه.ارجعت الورقه الى جوزيف و تأسفت:

- انني آسفه لن اوافق.
- و لما لا توافقين.
- اذا كنت تريد وريثا يجب عليك انتتزوج مرة اخرى و تمنحني الطلاق لاني راحله.
نظر جوزيف لبره اليها ليستوعب كلامها فقال غاضبا: لا تظني باني ساسمح لك بأخذ ليلي فاذا كني تريدين الرحيل فرحلي و لكن دون ليلي فهي باقيه هنا.
-اعرف بانك لن تسمح لي باخذ ليلي لذا سوف ارحل وحدي, لفتره لكي اعيش فيها دون وجود أي شخص حولي و لكني سأعود لرؤية ليلي.
- ما الذي تقولينه.
- لقد قررت ان اسافر لكي اعيش بعيدة عنك لفتره, و هذه فرصه لصغيرتي ان تتعرف عليك جيدا.
و تركت جوزيف و توجهت نحو غرفتها و وضعت ملابسها في الحقيبه و توجهت نحو ليلي لتودعها قبل رحيلها و كتبت رساله و وضعتها فوق السرير و رحلت.

عندما توجه جوزيف ليستوضح كلام آن و يفهم لما هذا المزاح الذي قالته لم يشاهدها في الغرفه و لكنه راى رسالة كتبت له:

جوزيف لقد رحلت لاعيش بعيدة عنك و لكن هذا لا يدل على اني اتخلى عن ابنتي او عن مسألة حضانتها و اريدك ان تخبرها باني احبها كثيرا و اني ساعود لرؤيتها في يوم ما.

 
 

 

عرض البوم صور ليندا  
قديم 29-08-07, 06:30 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو متألق


البيانات
التسجيل: Jul 2006
العضوية: 8173
المشاركات: 164
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليندا عضو على طريق التحسين
نقاط التقييم: 71

االدولة
البلدUnited Arab Emirates
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليندا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : ليندا المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

7) ولادة... و مفاجأة




مضت شهور على آن و هي هاربه من زوجها و تاركة طفلتها معه, و ان تركت طفلتها فهذا لا يدل على انها توقفت عن حبها, بل لقد تركتها في عهدت والدها لانها تعرف انه سيوفر لها الحياة الهانئه و السعيدة بعكسها و هي يجب ان تعمل على خطتها و إن كانت ليلي معها فهذا سيعيق الخطه, و هي الآن تصارع نفسها حتى لا تعود الى طفلتها لأنها لا تزال تنازع نفسها الداخليه, تنازع الأم التي في داخلها و التي تدفعها للعوده و تذكرها بأنها تركت طفلتها مع إنسان متوحش و قاس لا يعرف معنى الرحمه, انسان كان دائما يحصل على ما يريد و لا يقف في طريقه أي شيء و انسان يحطم كل من يعترض طريقه و حتى ان كان شخص قريب منه و هذا صعب عليها فهي لا تعرف ان كان جوزيف يغرق ليلي بالعطف و الحنان أو هو جاف الشعور معها, و لكنها يجب أن تمسك مشاعرها لتنجح بخطتها و التي ابتدأت بعد أن رحلت فهي بذلك تريد أن تعمل بجد و تحسن من وضعها المعيشي و بذلك تستطيع أن تحظى بحضانة ليلي و صحيح أن جوزيف سيظل يستطيع توفير حياة افضل ليلي, و لكن حجتها افضل و هي معاملات جوزيف لها و لابنه الراحل و هناك شهود سيكونون في صفها و بذلك تحصل على حق حضانة ليلي.

صعب على آن في باديء الأمر أن تحصل على عمل و لكنها حصلت على عمل كعاملة اجتماعيه و اخاصئية للأطفال و عملها يوفر لها دخل معيشي جيد جدا و هي نفسها ذاهله بأنها وفرت مبلغ اشترت به منزلا جميل يطل على الشاطيء مكون من اربعة غرف و غرفتها الرئيسية كبيرة جدا و قد و ضعت في الغرفة المجاورة لها سرير طفل و كل مستلزمات مولود حديث, و هي تنتظر مولودها في أي لحظه, و هي لا تزال تذكر كم ذهلت عندما عرفت بانها حامل بطفل آخر من جوزيف و هي التي لم تقضي معه الليل سوا قبل رحيلها بيوم و لكنها ستحافظ على طفلها و ستكون محظوظه إن لم يطالب جوزيف بطفله.

*************

كان الطقس غائما و نسيم البحر جميل مع قليل من الرياح و كان الوقت يقارب الساعة الخامسة مساءا و في مثل هذا الوقت يكون الشاطيء مزدحما بالمتزلجين و هم يلعبون بألواح الركمجه و آن لا تعرف لماذا قررت اللجوء الى كاليفورنيا مقاطعة كاونتي اورنج ربما لأن بيتر كان حلمه أن يزور كاليفورنيا أو ربما لأنها تشعر أن جوزيف لن يتبعها إلى مكان يذكرها بالألم و يذكرها ببيتر, الا انها سعيدة هنا و هي تعرف الان لماذا كان حلم بيتر ان يزورها. من كان يصدق انها ستحظى بالاستقرار هنا و ان تحسن من مستواها المعيشي بسرعه, هي نفسها لا تصدق انها حققت نجاحا كعملها اخصائية اجتماعية و محلله أسريه فهي لم تكن على علم بان عملها سيدر عليها بالمال و ها هي الان تعيش في منزل جميل و في مقاطعه معروف عنها بانها للأغنياء و الاشخاص الذين مستواهم المعيشي جيدا و هي حقا محظوظه بحياتها هذه و لكان جميلا لو كانت ليلي معها و بيتر الذي كان حلمه رؤية كاليفورنيا.

جلست آن على كرسي قريب من كشك بيع الواح الركمجه لتتأمل الاطفال الذين يلعبون على الشاطيء و الاولاد الذين يلعبون الركمجه, انها حقا بلاد جميله و تبعث فيها الامان و الاستقرار كم تتمنى لو أن ليلي معها و أن بيتر لا يزال على قيد الحياة ليشهد هذا المنظر الجميل للغروب و صوت الامواج ترتطم على الصخور و ضحكات الاولاد السعيدة تعم المكان. لقد كانت تهرب الى هذا المكان عندما تريد ان تنسى همومها و تحظى ببعض الهدوء و لتصفي فكرها فهي تذكر عندما ذهبت الى الطبيبه في الأمس و طلبت منها عما اذا كانت طريد الطلق الصناعي فقد تأخرت عن ولادتها بأسبوعان إلا أن آن فضلت أن تلد طبيعيا, و ها هي خائفه من الغد عندما تخبر جوزيف ماذا سيفعل بعد أن يعرف ان زوجته كانت حاملا و لم تخبره إلا بعد ولادتها و هل سيأخذ طفلها ايضا, يا الهى ماذا اعمل قالتها و هي تتنهد.

عادت الى البيت عندما عمت الدنيا الظلام و جلست على الكرسي القريب من التلفاز و أخذت تنقل القنوات من محطه الى اخرى حتى وقعت عيناها على خبر ادهشها فقد رات القصر الذي تعيش فيه ليلي و زوجها محاطا بسيارات الشرطه و هناك حريق مندلع في قسم الضيوف القريب من القسم الذي كان سيخصصه جوزيف لـ ليلي عندما تكبر لتضع جميع ألعابها فصرخت آن مرتعبه و هي ترى الكاميرا مسلطه على جوزيف الذي ينقل بسيارة الاسعاف فصرخت مرة اخرى و لكن بصوت اعلى و تحول كل شيء حولها الى ظلام دامس و لم تعي الا و هي تقع في هذه العتمه.

استيقظت آن على غرفة بيضاء و حولها اشخاص يلبسون الابيض و اشتمت رائحه المطهرات ثم عادت الى اغلاق عينيها و عندما فتحت عينيها مره اخرى كان الاشخاص الذين حولها قد اختفوا و كانت في غرفه اخرى و الشمس كانت قد اشرقت, و حاولت أن تستوعب اين هي ثم شاهدت امراة شابه تدخل غرفتها فقالت لها:
- لـ...ليـ... ليلي.
و ابتسمت لها المراه و ضغطت على زر بالقرب من سريرها و فورا دخل الطبيب و خلفه الممرضه و قام بفحصها و طرح قليل من الاسئله الطبيه و بعد ان اجابت و تأكد من انها بخير باشرت آن بالسؤال:
-ماذا حدث و اين طفلي.
-طفلك بخير سيده لوكارس لا داعي للقلق. اجابها الطبيب مطمئنناً و ليبعد الخوف عنها الا انه قال: و لكن.......... حسنا لقد تعرض طفلك للضغط نظرا للحاله التي كنت فيها عندما احضراك السيد و السيده جوكنز الى هنا و لو انهم لم يحضروك الله وحده يعلم ما الذي كان سيحدث. ان طفلك في وضع حرج قليلا و هو الان في غرفة العنايه, و اذا كنت تريدن رؤيته يجب ان ترتاحي قليلا ثم ستاخذك الممرضه لتطعمينه.
- و لكن كيف هو اخبرني هل هو حقا في وضع حرج و هل سينجو. قالتها و هي تبكي.
نظر الطبيب اليها و طمئنها للوقت الحالي فوضعه حرج حتى الان, و ترك بعض التعليمات للمرأة التي دخلت قبلهما و خرج و الممرضه تتبعه خلفه فاقتربت الممرضه منها باسمه: كل شيء سيكون بخير ارتاحي الآن ثم سنأخذك الى طفلك لكي تريه.
- كيف....كيف هو.
- آه انه جميل جدا, شعر اسود و عينان سوداوان جذابتان و لابد انه يشبه اباه.
تنهدت آن و اكتفت بما قالته الممرضه فهي تعرف اذا كيف سيكون طفلها و من سيشبه نعم سيكون كوالده جوزيف.
تذكرت فجأه ان جوزيف قد اصيب و حاولت ان تكلم الا ان المخدر الذي قد فعل فعله و غرقت في نوم طويل تاركه العالم و همومه خلفهاه و لو لساعات.

استيقضت و كان المكان يعمه الظلام الدامس و حاولت أن تنادي على احد الا انها لم تستطع و ضغطت على الزر القريب من سريرها و حضرت لها الممرضه و كانت تلك المرأه فقالت لها مبتسمه:
- مساء الخير سيدتي....هل تشعرين بالراحه.
لم تستطع آن الكلام و لكنها طالبت الماء لأنها كانت عطشى و عندما احضرت لها الممرضه الماء و شربته شعرت بالراحه و استطاعت ان تتكلم, الا انهم لم يأخذوها الى غرفة الحضانه الا بعد ان تتناول طعامها و ترتاح لفتره من الوقت و حينها سيأخذونها, و بعد ان انتهت آن من طعامها أخذوها لرؤية طفلها.

كان طفلها ممد في سريره و امسكت آن نفسها حتى لا تبكي فهي لا تريد ان تخسره لا تريد ان تخسر طفلها..طفل جوزيف لا تريد ذلك فانحدرت دمعة ألم على خدها و قامت عن الكرسي المتحرك لتدخل الحضانه و هي ترى طفلها و حول جسده الاسلاك و مراقب دقات القلب فحملته بعد ان سمحت لها الممرضه و وضعته في حضنها لترضعه و هي تشعر بشيء داخلها يعتصر و يصرخ من الالم.لا ولا ولا لن تخسره سوف ينجو نعم سينجو.
بعد ان انهت اطعامه جلست بالقرب منه تمسك يده فدخلت كارولينا جوكنز جارتها و هي تعمل في المشفى مع زوجها الطبيب الجراحي, فاجلست كارولينا بالقرب من آن تستفسر منها حالتها:
- ما الذي جعلك تصرخين يا عزيزتي, ما الذي حدث.
- انه زوجي يا كارولينا لقد شاهدت في الاخبار الحادث الذي حصل و لم افكر سوى بطفلتي و انا لا اعرف ماذا حصل لهما.

كارولينا و زوجها جيمس يعرفون بقصه آن فقالت لها: آه نعم لقد شاهدنا الاخبار و لكن لا داعي للقلق لانهم بخير جميعا و لم يتعرض أي شخص لأذى.
- و لكني شاهدت زوجي مصاب. قالتها و هي لا تصدق, و طمأنتها كارولينا بانه بالف خير, و حاولت آن ان تعرف سبب الحادث فقصة عليها كارولينا.
- لقد حاول زوجكي استرداد رمز الاسره و كانت الشرطه تسانده ففي السنتين الاخيرتين كان زوجك مهدد بالقتل من قبل الاسره و لكنها كانت متخفيه فكان اينما يذهب يكون معه الحرس كما شاهدته عندما اخذك الى بلاده, حسنا لقد داهمت العصابه قصره و اخذوا ليليان رهينه حتى يستسلم زوجك, خنقت آن صرخه: هل هي بخير.
- نعم لا تقلقي فزوجك انقذها الى انه اصيب اثر ذلك و نقل الى المشفى و لكنهم بخير الان و لقد اقيم احتفال قبل قليل بالنصر و باسترداد زوجك للقب بعد قرنين تقريبا و الجميع بخير لا داعي للقلق و طفلتك بخير ايضا و اذا شات سنفتح التلفاز لك لتتأكدي. شكرتها آن بعد ان ارتاحت للخبر و هي سعيده لجوزيف و لكنها لا تزال هنا قلقه على ابنهما.

مرت ساعه على آن و هي في غرفة الحاضنه تنظر الى طفلها و بينما هي تستعد للخروج اذا بها تسمع خبر شد انتبهاها يدور بين ممرضتين.

-آه مسكين هذا الصبي.
-آه نعم لقد مضى على غيبوبته حوالي خمس سنوات أي قبل ان اعمل هنى بسنه.
-يقولون بأن هناك احتمال ضئيل بان يشعر بما حوله.
- نعم و لكنه يبدو انه لا يرغب بالعيش فهو يعرف بان لا احد له في هذه الدنيا.
- لما و اين عائلته.
- لقد توفي ابوه عندما احضروه الى هنا فقد كان الصبي يحتاج الى عمليه قصوى و قد تبرع والده باعضائه قبل ان يموت و يقال انه كان يقول بانه خطأه و انه قد حان ان يصحح اخطائه قبل مماته و لقد اخبر الاطباء بانه لا عائله لهما فقط هو و ابنه.
- يا الهى يا لها من قصه مفجعه.
- نعم و يبدو ان والده قد .................

و لم تسمع ما تبقى من الحديث لانهما كانا قد انصرفا و عندما عادت اليها كارولينا سألت آن كارولين عن الطفل: في أي غرفة الصبي الذي مضى على غيبوبته فتره.
- من اين سمعتي عنه. فاخبرتها آن كيف سمعت, و عندما وصلت الى غرفته فتحت الباب و دخلت اليه كانت الغرفه مضلمه فقط ضوء القمر يضيء الغرفه و اقترب آن من السرير و شاهدته و كانه يصارع نفسه و كانت على ملامحه انه قد استسلم, حزنت آن له و شعرت بانه يعاني بحالتها و انه يريد ان يترك العالم و بسرعه.
خرجت من غرفته و توجهت الى غرفتها و هي تفكر بالصبي, ثم جلست على السرير و فتحت على التلفاز لتشاهد الاخبار, شاهدت الاحتفال و رأت طفلتها و كم كبرت خلال الشهور القليله و اصبحت جميله و كم تبدو سعيده و هي بين ذراعي جوزيف, شاهدت كارين بالقرب من جوزيف, يا الهي كم هي مغروره و كيف تتجرأ و تحمل طفلتها و كأنها طفلتها هي.

استيقضت آن صباحا و تناولت افطارها و امسكت بالصحيفة التي بقربها لتقرئها و اذا بعينيها تقع على خبر شده انتباهها و يقول (( استرداد لقب الكونت)) و في صحيفة اخرى (( احتفال الكونت دون الزوجه)) و عندما قراة الجريده كرهت الاعلام و ما الذي يقصدونه بان وراء اختفائه خبر علاقة جوزيف بكارين فهي لم ترحل تخلي الساحه لكارين و ستعلم جوزيف بهذا و اخذت الهاتف لتطلب رقم القصر علما بان اليوم عطلة الاسبوع و انتظرت الى ان رفعت سيمون الهاتف:
-قصر الكونت لوكارس. اذا فقد اصبحوا ينادونه بالكونت.
-مرحبا سيمون, كيف حالك.
-من معي.... اوه هل هذه انتي سيدتي.
ابتسمت آن قائله: نعم انها آنا, كيف حال صغيرتي, هل هي بخير.
- اوه نعم سيدتي هي بخير و هي تلعب مع جازمين هل تريدينها فهي ستسعد.
و قبل ان تعترض آن ذهبت سيمون لتجلب ليلي لتحدثها و عندما سمعت الصوت الطفولي يجيبها انسكبت على خد آن دمعة ساخنه فقالت بصوت باكي.
- مرحبا صغيرتي.
- هل انت امي حقا.
-نعم انها انا يا ليلي.
-امي انا احبك اريد ان اراك ارجوك عودي الينا انا و ابي ارجوك امي.
فقالت آن و هي لا تكاد تستطيع منع نفسها من البكاء: قريبا,قريبا يا حبيبتي و ساتي بك بمفاجأه جميله.
فقال الطفلة بطفوليه و ما هي.
- لقد اصبحت اختا كبرى يا حبيبتي لديك اخ صغير.
و سمعت الهدوء ثم صمعت تنفسا يتسارع و شعرت غريزيا بان هناك شخصا آخر على الخط فقالت: جوزيف.
فسمعته يحيها و يطلب من ليلي ان تقفل الخط و تذهب لدى جازمين.
- كيـ.... كيف حالك؟
-بخير.
-مبارك استرداد شعار عائلتك.
-اشكرك.

و عم الصمت لفتره طويله و شعرت و قتها آن بان الموت آت لا محاله و ان جوزيف قد سمع المكالمه باكملها بما فيها عندما اخبرت ليلي انها قد اصبحت اختا كبرى, ترى ما الذي سيفعله, فقطع جوزيف الصمت قائلا: ما الذي قصدته يا آن عندما اخبرت ليلي انها قد اصبحت اختا كبرى.
ارتبكت آن قليلا فقالت متلعثمه:
- حسنا لقد اتصلت لأخبرك باني قد رزقت بصبي.
و ما دخلي انا بذالك لما لا تخبرين والده. و لكنه انت يا جوزيف انت والده, قالتها آن و هي لا تكاد تصدق برودة صوته و هو الذي كان يتمنى ان يحظى بصبي.
- و متى انجبته.
بالامس فقط. ظل جوزيف صامتا و كأنه يحسب احتمالية ما ان كان هذا ابنه او لا.
-كيف يكون ابني اذا كان آخر لقاء لنا قبل رحيلك فهذا يعني انه كان يجب ان ينجب قبل اسبوعان.
- اعلم ذلك و لكنه تأخر اسبوعان عن ولادته و اردته ان ينجب طبيعيا.
- اسمعيني جيدا يا آن فأنا لا اخدع مرتين, فلا تعيدي قصة ماريا زوجتي السابقه و تلقي علي بطفل ليس طفلي و يبدو انك اردت ان تتصلي لتخبريني بعد ان علمت باستردادي اللقب و اردت ان تضمني حياة ابنك فقررت ان تجعلي مني والده.
- لا اكاد اصدق انك قلت ذلك يا جوزيف فهو ابنك حقا و لا يمكنني ان اكون بهذه الحقاره.
عم الصمت لفتره فسمعت صوتا انثويا يقول: مرحبا عزيزي. انها كارين لا تكاد تصدق ان جوزيف يخونها فقطعت الاتصال فورا, ان جوزيف يخونها.

مرت فتره العصر بسرعه و زارها اصحابها في العمل و دخل جيمس اليها ليطمئن ثم دخلت بعده زوجته و استمتعت آن برفقة اصدقائها و لو لفتره لتسى الذي حصل صباحا و الحوار الذي دار بينها و بين زوجها الذي يخونها و الذي انكر ابوته لطفلهما, ذهبت آن لطفلها بعد ان زالت عنه مرحلة الخطر و لكن حالته لا تزال مستقر و قرروا ان يظل اسبوعا تحت رقابه الاطباء.

بعد ان خرجت من الحضانه توجهت الى البوابة التي تقود للحديقة الخلفيه للمستشفى و التي خصصت للمرضى و جلست تفكر بطفلتها و بجوزيف الذي يخونها و امام ناظري طفلتهما الصغيره, كيف له ان يفعل ذلك و هم لم يتطلقا بعد و لما تشعر بهذه الغيرة التي تكاد تمزق قلبها, لا لا يمكن ان تكون قد احبت جوزيف فهذا مستحيل لا فهي لا تحبه و كيف تحبه بعد الذي فعله بها و بـ بيتر, آه بيتر. و تذكرت الصبي الذي في غرفة العنايه و ققرت ان تزوره فهي لم تظل كثيرا بالامس, بعد ان و صلت دخلت الى الغرفه و اقتربت من السرير و دقات قلبها تتسارع و كلما تقترب يزداد دقات قلبها ليطغى على صوت دقات القلب الاليه المركبه للصبي و هنا كانت المفاجاءه.

**************

ان الصبي النائم في السرير لم يكن سوى بيتر.

تركت هذه الصدمه آن ذاهله و لم تنتبه للطبيب الذي دخل و اخذ يسالها ان تخرج الا انها ظلت واقفه و اقتربت من بيتر و امسكت يداه و جلست تبكي بشده.

تعجب الطبيب من تصرفاتها و دخلت الممرضات ليعرفن ما الذي حصل و لما هذه المريضه جاثيه بالقرب من سرير الصبي و بعد ان اجلسها الطبيب في غرفة الاستراحه اخذ يسألها سبب بكائها, رغم انه راى اناس يخلوةن الى الصبي عندما يعلمون بقصته و منهم من بكى فهو لن ينكر بان المشهد يبعث للحزن الا انه لم يشاهد احدا يجثي بالقرب من الصبي و يبكي بحرقه هكذا و بعد ان هدئت آن قليل شرحت لهم سبب بكائها.

- انه بيتر....انه ابني...انه ابن زوجي انه بيتر.
- اه انا آسف لابد انك قد تعذبت لحالته و لخسارتك زوجك.
- و لكن زوجي لم يمت و الذي توفي والده الحقيقي و لكن زوجي لم يمت.

لم يفهم الطبيب شيئا فقصت له آن القصه كامله حتى لحظه خطفه و مقتله, فتبين للاطباء كل شيء و فهموا سبب عدم بحث أي شخص عن الصبي ضننا منهم انه قد توفي و بما ان آن الآن هنا فيمكنها ان تحاول تشجيعه للحياه و حتى لا يستسلم بسهوله و يناظل ليعيش.

مرة اسبوع و آن تزور طفلها ليام و بيتر و في كل مرة تحضر تحاول تشجيع بيتر للحياه و هي تخبره بانها واثقه انه يسمعها و عندما لم يحدث أي تغير قررت ان تحفزه و ضلت تقص عليه مناظر كالفورنيا و جمالها و تخبره بانه بعد ان يستيقض و يتحسن سيلعب في الشاطيء و يعتني بليام شقيقه الصغير و كيف سيعيش سعيدا. و في المساء اخذت آن ليام الى بيتها و اعدت غرفته و حممته و اطعمته و وضعته في سريره و ذهبت الى غرفتها منهكه لتنام. كان منتصف الليل عندما رن جرس الهاتف و ارتاعت آن من الذي سيتصل بهذا الوقت و اسرعت الى الهاتف لتجيب.

- سيده لوكارس انه بيتر.


*****************

وصلت الى المشفى و اسرعت الى بيتر لترى ما الذي حدث و كانت الماجاءه انه قد اختفى و خرجت بسرعه الى الاستقبال لتسال عنه فطلبت الموضفه التي في الاستقبال منها ان تتبع الممرضه التي ستاتي لاخذها الان, و صلت الممرضه لديها:
- سيدة لوكارس ارجو ان تتبعيني من فضلك.
خافت آن من ان مكروها حصل لـ بيتر و قادتها الممرضه لغرفه اخرى و لكن آن شد انتباهها الغرفه المجاوره و دخلت اليها و اقتربت من الجسد الصغير الممد في السرير و رفعت الغطاء عن وجهه و نزلت دمعة على عينيها فلينم مرتاحا القلب و تمنت ان تكون ميتته غير مؤلمه, انه حقا صغير جدا على الموت و لكن الموت لا يفرق بين صغير و كبير.

خرجت آن من الغرفه و دخلت الى الغرفه الاخرى و جلست في الكرسي و يديها على راسها و ظلت هكذا لفتره ثم شعرت بشخص يقف قربها و عندما رفعت عينيها بكت بحرقه و ضمت هذا الجسد الذي لم تره لسنين و ظلت تبكي و تبكي الى ان تحول بكائها الى نحيب.
- أمي انا سعيد لرؤيتك.
-بيتر حبيبي, يا صغيري الحبيب.

فابتسم لها و تحول الى سريره ليجلس عليه مرهقا و لكنه كان متحمسا لرؤية آن مرة اخرى و يراها سعيده فهو لم يرها قبلا هكذا منذ كم لا يدري فانتبه الى نفسه و سال:
- امي كم عمري الآن.

نظرت آن اليه و هي ترى الحيره عليه و هو ينظر اليها و الى نفسه و لم تستطع ان تتمالك نفسها فانفجرت ضحكا عليه, فالأمر يبدو و كانه نام بالامس و استيقض اليوم ليشاهد نفسه قد كبر و تغير العالم من حوله و هي تعرف ميلاده فقد اخبرتها سيمون عندما خطف و ضنوا انه قتل بان ميلاده كان بعد مقتله بشهر فقالت لهك
- لقد اصبحت في الحادية عشر و لا يزال امامك عمر طويل يا بني.
- اوه يا الهي الحادية عشر.
و ضحكى معا بسعاده. و مر الوقت و خرج بيتر من المشفى و حكت آن له جميع الامور التي حصلت بعد خبر مقتله و عن ليلي و عن قصته الاخيره و بان والده منحه الحياه و وهبه كليتيه و اصبح صحيحا و لا يشكو من أي شيء و هو الان يستطيع ان يمارس أي لعب يهواها, و اشترك بيتر في رعبة الركمجه و اصبح ماهرا بها جدا و شاهدته آن و هو يكبر أمام ناظريها ليغدو قويا و يشب ليام ايضا ليصبح و سيما.

-امي, اين أنت يا أمي.
خرجت آن من الحديقه الخلفيه و التي تطل على الشاطيء الجميل و دخلت الى غرفة المعيشه حيث يناديها صغيرها الحبيب اليها: ماذا بك يا ليام انني هنا.
- امي اريد ان اذهب مع بيتر الى سباق الركمجه, و لكنه لا يسمح لي بالمشاركه معه.
- معه حق فانت بدات منذ بضعت اسابيع فقط بدروس الركمجه و انت في الخامس ولا تنس انه في السادسه عشر.

و بدا ليام بالتذمر كالعاده فهو دائما يحب ان يقلد ما يفعله آخاه و يرد ان يصبح مثله في كل شيء و قبل شهر اشترك بيتر في ناد لتعليم القياده و حصل على رخصة القياده و اشترت له آن في عيد ميلاده سيارة رياضيه و اراد ليام ايضا سياره و اضطرت لأن تشتري له سياره للأطفال و بهذا اصبحت عندما تحصل على فراغ تذهب به الى الحديقه العامه بما ان منطقتهم لا تحيط بها سوى الشواطيء و بذلك في الحديقه العامه يستطيع قيادتها بسهوله.
- و لكني اتقن بعض الحركات لما لا اشترك, فأنا اتعلم بسرعه مثل اخي.
- بالتأكيد فانت قوي البنية مثله.
فقال ليام بكلام طفولي: و هل اشبه والدي كثيرا مثلما تشبهك ليليان.

تمزق قلب آن لدى عبارة ليام, فهي تموت كل يوم على فراقها لصغيراتها و لابد انها اصبحت كبيره الان بما انها في التاسعه من عمرها بشعرها الذهبي و عينيها الزرقاوتان كالسماء الصافية, يا ترى كيف حالها و هل يحسن جوزيف معاملته لصغيرتهما كما تعامل هي بيتر و ليام, او انه يتركها في عهدة المربيلت و كارين...كارين تلك التي تجعلها تموت غيرة كل وقت تقراء في صحيفة خبر عنها و عن جوزيف و الغريب في ذلك انها قد تزوجت من السيد اورلاند بسفيكي صديق جوزيف الا انها لا تزال تحول حول جوزيف و كأن اورلاند لا يكفيها, و بهذا لديها حق فهو لا يوازي ثراء و جاذبيه جوزيف الاسبانية الممزوجه باليونانية.

- امي هل انت بخير. اعادها صوت ليام القلق.
- نعم انا بخير يا صغيري, و لا تقلق فأنت وسيم كوالدك.
- و متى سنرى والدي يا أمي.
ليام لم يكن يعرف بانه بأسالته هذه يحطم قلب امه و عندما دخل بيتر و سمع الحديث راى الالم في عيني امه فقال لشقيقه ان يتوقف عن الكلام حتى ينسي آلام امه: ليام حسنا سآخذك معي شرط أن تلعب الركمجه معي بعد المسابقه.
فقال ليام ببرائه طفوليه: و لكن عندها لن يكون الامر ممتعا.
- لا داعي للقلق فلقد سمعت انه بعد مسابقتنا هناك مسابقه للصغار و سأجعلك تشترك بها ما رأيك بهذا.
نظرت آن لبيتر بنظرة شكر لانه تدخل فهو يعرف بان امه ضعيفه في امور اسألة ليام عن والده و الذي لا يعرف بانه يحزن امه باسالته و استفساراته. فقالت ساعتها آن بمزاحها المعتاد:

- اوه يا الهي بيتر انت سوف تاخذ بعقول الفتيات اليوم و سأضطر الى تحمل المكالمات الهاتفيه التي ستصلني من عائلات الفاتيات ليخبروني بان فتياتهن في المشفى بسبب مرض اسمه الحب الذي سببته انت لهن, الا اذا اضطررت ان اقطع الهاتف و لكنهم سيأتوني الى منزلي فهم يعرفونك جيدا.

-اوه امي, لا داعي للقلق فلقد تربيت على يدك و الجميع يعلم باخلاقي الحسنه.
لم يعرف بيتر بانه و هو يرتدي لباس السباحه و ببشرته التي اصبحت برونزيه بفعل شمس كالفورنيا و شعره الاسود و عينيه الرماديتان التين تجمدان كل شيء و جسده القوي ذو البنيه الرياضيه انه مدمر جدا كوالده الثاني جوزيف الا في بعض الاختلافات و صحيح ان لا رابطت دم تجمعهما الا انه حمل صفات جوزيف المهيمنه و المتغطرسه و حاولت آن ان تغير من سلوكه الا انه ظل يحمل صفات الهيمنه و هي لا تنكر بانها سعيده بانه يحمل قليل من اخلاق زوجها و لن تنسى ليام الذي يكبر كل يوم ليصبح عنيدا و شرسا يوما بعد يوم, يا لها من عائله و صفات يحملونها و الامر الجيد انها زرعت لديهما كره العنف صحيح انهم يكرهون العنف و لكنهما يستخدمانه فقط للدفاع عن نفسيهما.

خرج بيتر مع ليام الى الشاطيء و كانت آن جالسه في الحديقه لان حديقتها مفتوحه على الشاطيء و قرب منزلها كان السباق و كان هناك اناس معها في الحديقه ليحضروا المنافسه و آن رحبت بهم لان حديقتها كبيره و تستوعب هذا العدد و اكثر و ساعدتها كارولين باعداد العصائر و الشطائر للضيوف بينما ذهب زوجها جيمس مع ابنه براين الذي في عمر بيتر للمنافسه و كان براين صديق بيتر العزيز و كان وسيما الا انه لا يوازي بيتر من حيث الوسامه و الهيمنه بينما بقي كامرون بالقرب من الحديقه لان الجس الذي وضع على ذراعه منعه من مسابقه الاطفال او السباحه و كانت شقيقته لورين ذي الثلاث سنوات معه تلعب بالرمال.

انتهت المنافسه بفوز بيتر على براين بفارق نقاط قليله و عندما حان موعد مسابقة الاطفال للركمجه ساعد بيتر شقيقه على تعليمه بعض الاساسيات للفوز و الوقت المناسب لركوب الموجه و كان منظرهما جميلا دليلا على الاخوه و الموده التي تسود بينهما, و قالت عندها كارولينا:
-اني احسدك يا آن لديك اسره متحابه و انظري الى براين و شقيقه كيف يتقاتلان لا يتفقان في شيء.
- اوه اني متأكده بانهما متحبان و لكن في عمر صبي في العاشره و آخر و في السادسه عشر تكثر الخلافات و لكنها مرحله و ستنتهي.

فاز ليام في المسابقه و حمله بيتر مفتخرا به و اخذه الى اصحابه الذين رفعوا ليام الى فوق احتفالا به, كانت آن سعيده بهذه الاسره المتحابه فعادة ما يكره الاخ الاكبر ان ياخذ اخاه الصغير معه الى رفاقه الا ان بيتر يفتخر بليام و في اوقات يعلمه الصحيح من الخطأ.

طلبت آن طعاما من الخارج للضيوف احتفالا بفوز ابنيها و هنئها جميع الضيوف بفوزهما و مدحوها على الاسره التي لديها و ظل بعظهم يسالون عن زوجها و الذي لم يعرف زوجها بعد كان يندهش عندما يعرف بان شهرتها لوكارس و ان زوجها هو الكونت الشهير و لكنها كانت تجيب على اسئلتهم بتحفظ فهي لا تريد ان تخبرهم بدافع تركها لزوجها و ابنتها ولا تريد ان تكون في ألسان كثير من الناس و يكفيها حتى الان الذين يعرفونها.

لقد حققت آن انجازا كبيرا بعملها و اصبح لديها كتاب قد قامت بتأليفه عن الاسرة السعيده و آخر عن نجاحها و توفيقها بين عملها و بين اسرتها, لقد حصلت آن على ما تريد و وفرت حياة سعيده لطفليها و دليل ذلك ان بيتر لديه سياره خاصه به سياره آخر طراز شبابيه و بهذا تستطيع ان تقول بأنها على مقربه من نجاح خطتها لذا عليها الان الذهاب و المطالبه بطفلتها.

خرج بيتر من غرفته ليذهب الى المطبخ لشرب الماء و شاهد والدته تجلس في العتمه و اضاء النور و جلس بالقرب منها:
- لما انت هنا يا امي.
- لاشيء يا بني, و لكني قررت.
-ماذا.
- اجهز امتعتك لاننا سنذهب الى اسبانيا خلال العطلة الصيفية.
- ماذا أي بعد يومين.
- نعم فقد حان موعد لم شمل الاسرة.

 
 

 

عرض البوم صور ليندا  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليندا, الزواج العاصف.....لروايات هديل الرومنسيه, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t111739.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ„ظٹظ„ط§ط³ ط§ظ„ظ…ظƒطھظ…ظ„ظ‡ ط¨ط¯ظˆظ† ط±ط¯ظˆط¯ This thread Refback 07-09-14 10:24 PM
ط§ظ„ط²ظˆط§ط¬ ط§ظ„ط¹ط§طµظپ ظ„ط±ظˆط§ظٹط§طھ ظ‡ط¯ظٹظ„ This thread Refback 13-08-14 03:36 AM


الساعة الآن 03:23 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية