شكرا على الانتظار و لنبدأ
4) اختطاف و هروب
وقفت آن ذاهلة لكي تستوعب ماذا حدث و كيف انقلب الوضع لا يمكن ان يظهر والد بيتر الحقيقي, صحيح انه امر جيد لبيتر فهو بذلك سيجد متبرعا و لكن ان يأخذ بيتر بعيدا عنها فهو امر صعب رغم انها لم تعرف بيتر سوى لمدة اسبوع الا انها قد تعلقت به كثيرا فهي لا تعرف ماذا ستفعل اذا رحل بيتر عنها فهي لا تستطيع العيش مع جوزيف ابدا لأنه سيحول حياتها جحيما.
امسكت آن اعصابها و قالت بهمس:
- الا تستطيع ان تعطيه المال دون ان ياخذ بيتر فهو ابنك و هو مسجل كابنك على الاقل في القانون فلا تنفع صلة الدم فيجب ان يكون ايضا اباه بالأسم, ارجوك جوزيف افعل أي شيء او دع المحكمه تدخل فيما بينكم.
- الامر ليس بهذه البساطه صيحيح اني استطيع ان اكسب القضيه بسهوله و لكن لا تنسي انه يستطيع ان يثبت اني كنت اعامل بيتر بالسوء و ما ادهشني انه كان يعرف كل شيء يجري في هذا البيت و اكتشفت حينها انه كان يخدع الخادمه بيرا و يوهمها بحبه حتى تخبره عما يجري في بيت اسياده و يستخدمه ضدي.....اني افضل ان يبقى بيتر معي و يموت هنا على ان يهبه والده احدى كليتيه.
في ذلك الوقت كان هناك من يسمع الحوار الذي دار بين آن و جوزيف و نزلت الدمعه على خده و اذن والده يكرهه و يريد موته, انه يكرهه نعم يكرهه و يتمنى موته على صحته. و انسحب الى اعلى و هو يفكر بما سمعه للتو.
************
كان الجو كيئبا و مكهربا في وقت العشاء و بيتر لم يمس طعامه حتى و هذا امر غريب فهو كان دائما يلتهم الطعام, و كلما طلب منه جوزيف ان يأكل, يمسك بيتر بالملعقه ويلعب بالطعام, قلقة آن من تصرفات بيتر فهو عادة لا يفعل هكذا و الان يبدوا و كانه يحمل مصائب الدنيا على راسه و هو صغيرفقالت له بقلق:
- هل انت بخير يا صغيري... لماذا لا تتناول طعامك, فيجب عليك ان تاكل لتقوى و تصبح رجلا قويا.
نظر بيتر بعينين دامعتين الى آن ثم انفجر بتصريحه الاخير قائلا:
- انا لن اصبح ابدا بخير انا لن اكبر و اصبح قويا انا سأموت.
ترك الطعام و هرول الى غرفته ليحبس نفسه هناك, و قفت آن لتذهب الى بيتر لكن زوجها منعها من ان تذهب اليه و اخبرها ان تتركه وحده الان, فهو مضطرب قليلا, و ان تذهب الى غرفتها و انه سيتوجه اليها لاحقا.
استيقظ بيتر مبكرا و اعد ملابسه مستعدا للرحلة التي سيقوم بها الى كالفورنيا مع المدرسه, فقد كان في شوق لهذه الرحله خاصه انه لم يغادر نيوجرسي ابدا و هذه المره الاولى التي سيغادرها و كم هو سعيد بذلك, و لن يعيقه أي مرض من الذهاب الى الرحله و ان كان يعني ذلك انه لن يعيش طويلا فسوف يستمع بوقته هناك و يسبح و يركب لوح التزلحق سيفعل كل شيء ممنوع له من الرياضات و لن يوقفه شيء.
طرقت آن على باب غرفة بيتر و دخلت, و راته للمرة الاولى سعيدا و وجهه مشرقا من الفرح و السعاده فابتسمت له قائله:هل انت مستعد للرحلة يا بيتر, و هل اعددت كل شيء. فقال لها بيتر بسعاده: بالتأكيد فكل شيء معد و انا متشوق لارحل الان الى كالفورنيا.
- ليس بهذه السرعه يا صغيري, فعليك اولا ان تتناول فطورك هيا بنا.
جلس كل من بيتر و آن و جوزيف على طالوة الطعام و تناولوا افطارهم دون مشاداة كلاميه بل تحدثوا كعائلة سعيدة و كم كانت آن سعيدة و هي تسمع بيتر يتحدث بسعادة عن اصدقائه و عن تشوقه للرحله, و حتى انه كان يلقي الدعابات و هي تضحك بسعاده فلقد نسيت للحظه مشكلة بيتر و ظهور والده الحقيقي و عن مرض بيتر بل عاشت دقائق خاليه من الالم و الحزن.
بعد ان انتهوا من تناول الافطار توجه جوزيف الى عمله و ذهبت آن لتستبدل ملابيسها لتوصل بيتر الى مدرسته حيث موقع انطلاق الحافلة المتوجه لكالفورنيا و حين علم بيتر بأن آن من ستقله فرح و ابتسم:
- هل حقا ستوصليني الى المدرسه, هل سمح والدي بخروجك دون رقابه.
-ليس حقا فقد وافق ان اذهب معك شرط ان يكون رجاله خلفي, و الان هيا فنحن لا نريد التأخر
وانطلقا متوجهان الى المدرسه و رجال جوزيف يتبعانهما. و صلا بوقت ابكر بقليل من انطلاق الرحله و ساعدت آن على حمل اغراض بيتر الى الحافله المنطلقه و عانقها بيتر قبل ان يذهب, و لكن آن استوقفته قليلا و نظرت البه مطولا و كانه سيرحل عنها الى الابد فقالت له:
- هل يجب عليك الذهاب حقا, لما لا تبقى.
- امي انت تعرفين كم انا متشوق للرحله.
تنهدت آن قائلة:
-اعلم و لكن حدسي يقول بان هناك امر سيء سيحدث, و لكن عدني ان تعتني بنفسك جيدا ولا تعرض نفسك للخطر.
- اعدك لا تقلقي,
ركب بيتر الحافله, و شاهدت آن الحافلة و هي تنطلق و لكنها لم تكن راضيه عن الوضع فحدسها ما نفك ينبأها بحدوث أمر سيء و هي تشعر بانه امر كبير و خطير. عادت آن ادراجها و هي تفكر ببيتر صحيح انها سعيدة لساعدته و لكنها قلقه ايضا عليه فهو لا يزال مريض و لكنه يحاول ان يظهر بمظهر الطفل الصحي الذي لا يشكو من شيء, و بعد ان دخلت آن الى القصر جلست على الشرفه و هي تتأمل المكان.
جلس بيتر في الخلف مع اصدقائه و مرح معهم و لعب و لقد كان يشعر بالسعاده الحقيقيه فهو لم يشعر هكذا ابدا و هذه المره الاولى التي يستمتع فيها في يومه, و لقد اعجبته المناظر التي كانوا يمرون بها و عندما وصلت الحافله الى محطة التوقف لتتزود بالبترول نزل بيتر مع اصدقائه ليشتروا من المحطة بعض الحلويات و العصائر و لاحظ عندها بيتر السيارة المكشوفه التي كانت تلاحقهم منذ انطلاق الحافله, ظل ينظر اليها فترة من الزمن ثم دخل و شترى الحلويات له و لاصدقائه و اعطى المال لصديقه حتى يدفع و توجه بيتر الى الحمام و لم يعلم احد اصدقائه بانه دخل الحمام و عند خروجه اصطدم برجل في طريقه فاعتذر منه و اكمل طريقه الا ان الرجل ناداه بامه مما جعل بيتر يتوقف عن المشي و يلتفت للرجل و اقترب الرجل منه و ظل ينظر الى بيتر, كم كان يشبهه كثيرا فقد ورث جميع صفاته فساله قائلا:
- هل تعرف من أنا.
- نعم انك والدي..... والدي الحقيقي.
ابتسم الرجل له ثم احتضنه قائلا: اسمع لقد كنت اتبعك منذ ان ركبت الحافله كنت اريدك ان تكون معي, لقد تحدثت مع والدك اللا انه رفض ان يجعلني اقابلك.
فقال له بيتر:
- ان والدي لا يحبني فهو يريد موتي لهذا لم يجعلك تقابلني فقد سمعته يتحدث مع امي انه يتمنى موتي.
- نعم اعلم ذلك فوالدك شرير, اسمع ما رأيك ان تاتي معي و اعدك ان اساعدك في مرضك و ان نعيش بسعاده.
نظر بيتر بشك الى الرجل الواقف امامه و الذي يشببه طويل و عريض المنكبين ذو شعر اسود و عينين رماديتين كعينيه, ثم وافقه فهو على كل حال لا يزال صغير لا يفهم شيء و والده يكره و يتمنى موته و لهذا سيرحل بعيدا مع هذا الرجل.
توجه بيتر و الرجل الذي بسحبته الى سيارته الواقفه خلف الحافله و عند وصوله الى السياره سمع مدرسه يناديه و هو يقترب فدفعه الجل بسرعه الى السياره و اسرع ليجلس خلف المقود و انطلق بالسيارة بسرعة جنونيه, و كان معلم بيتر يركض خلف السيارة و هو يصرخ مناديا بيتر, ذهل بيتر من الموقف الذي حصل الآن والتفت الى خاطفه الذي بقربه فصرخه بوجهه: لماذا فعلت ذلك, كيف تستطيع ان تفعل ذلك.
فضحك الرجل قائلا:
- ماذا كنت تنتظر مني ان افعل فوالدك لم يوافق ان تكون معي و ها انا اخذك معي فاذا ارادك سيدفع لي مبلغا من المال و مال اضافي اذا اراد ان اعطيك احدى كليتي. و اكمل ضحكه و ستهزائه و هو يتخيل منظر جوزيف عندما يتلقى خبر اختطاف بيتر.
بعد نص ساعه دوة صافرات الشرطه و هي تلحق بالسيارة التي فيها بيتر, فشتم والد بيتر عندما سمع الصافرات و زاد من سرعته و الشرطة خلفه تقترب اكثر فأكثر و بيتر يبكي على الذي جرى فهو لم يسبق له ان وضع في موقف كهذا. عند وصول خاطف بيتر الى مفترق الطرق شاهد رجال الشرطه في طريقه فالنحرف الى طريق الجبال و هو ينطلق بسرعه جنونيه و ظلت الشرطه خلفه تتبعه و كان خاطف بيتر يسلك طرقا متعرجه خطيره و هو لم يقلل من سرعته كذلك و هو يصعد للقمه.ظل بيتر في مكانه و هو يبكي فهذا الرجل لا يختلف عن والده جوزيف لماذا يجب ان يتحمله هو ايضا فهو لا يريد ان يكون معه او مع والده جوزيف, فانتشب بيتر بيدي خاطفه و غرز اسنانه على ذراعيه, فصرخ خاطفه و قام بدفع بيتر عنه و هو ينظر الى بيتر و يشتم فانتبه بيتر الى ان خاطفه لم يري نهاية الطريق فصرخ به: انتبــــــــــــه.
حاول ان يسيطر على السيارة و لكن الانزلاق منعه و ارتطمت السيارة بشجره عملاقه و بقوه مما ادى الى اندفاع بيتر و خاطفه الى الامام ليسقطوا في الوادي.
***************
اغمضت آن عينيها و غرقت في نوم عميق و لم يوقذها شيء سوى صوت سيمون المضطرب يوقضها من نومها المتقطع: سيدتي..... سيدتي.
-نعم , ما الامر سيمون.
- هناك رجال شرطه يريدون التحدث مع السيد و لكن السيد غير موجود فقد اتصل السيد قبل ساعتان و اخبرني انه سافر في رحلة عمل ولن يوعد الا غدا صباحا و رجال الشرطه يريدون التحدث معك.
قفزت آن بسرعه و اسرعت الى الاسفل فوجدت رجال الشرطه ينتظرونها ولا شعوريا قالت يا الهي بيتر و فكرت بما حدث.
-عفوا, سيده لوكارس. قطع تفكيرها صوت رجل الشرطه فخافت آن مما ستسمعه و ظل قلبها يدق بسرعه اكثر فأكثر و هي تنتظر الخبر.
-نعم ,......ما الأمر سيدي الضابط.
- اننا هنا لنبلغك ان ابن السيد لوكارس قد توفي.
توقف الوقت في تلك اللحظه بالنسبة لها كيف يحدث هذا لطفل صغير لم يعش حياته بعد و ما سيكون شعور جوزف عندما يعرف بخبر وفاة ابنه و لكنها هي من سيكون العاتق عليها لتخبر زوجها بموت ابنه.
فتلعثمت قائله: و لكن كيف توفي.
فقال الشرطي: لقد اختطف من قبل رجل تبين انه والده الحقيقي و عندما كان يحاول الفرار سقطا في الوادي و لم نعثر بعد على جثثهما و نظن انهما قد اختفيا في الوادي العميق.
مرت ساعات و أنا في غرفتها و الظلمة تعم المكان وحينها وصل زوجها فرأى ان المكان هادىء على غير العاده و بييت ليس في الحديقه و عندما وصل الى غرفته رأى ان المكان مظلم و أنيتا صغيرته جاثمه فوق السرير فقال لها: يبدو انك مستعده على غير العاده, هل هناك شيء.
لا لكن.... أنا.... أنا.
- ماذا بك, ماذا حدث. فأخذت تبكي و قال لها: يا صغيرتي لما كل هذا النظال, فانت زوجتي و من حقي ان آخذك بالطريقه التي انا اريدها, ياله من رجل كيف يفكر بامور كهذه وهم يمرون بمرحله عصيبه بسسب وفاة ابنه, و اقترب منها و ادارها اليه قالا: لماذا تبكين اخبريني. لقد شعر جوزيف بان هناك خطب ما.
- انه بيي...بييت... جوزيف بيتر .. لقد قتل. بقي للحظه مسمره و لكنه وقف و ابتعد عن السرير قائلا: و كيف حدث هذا,..... حسنا كان هذا قدره و القى الكلمة كالمدفع على آن كيف يقول هذا و هو ابنه انه فعلا متحجر القلب كيف سيعامل طفلهما اذا انجبت له طفل سوف يكون قاسي و هذا الطفل لن يكون له اب بمعنى الكلمه فقط اب بالاسم و سيلتزم عليها ان تكون الام و الاب معا رغم و جود الاب. لا لن تظل هنا مهما حدث.
*************
مرت أربعة اسابيع على حادث وفاة بيتر و آن لم تستطع تحمل تصرفات زوجها و كيف هو لا يبالي بطفله الذي فقده حديثا و لقد اصبح متحجر القلب اكثر من ذي قبل, و لكن ما هذا الذي تشاهده هل يعقل ان تكون لمحة حزن في عينيه لا يمكن.
-آني لقد احظرت معي اختبار الحمل و اريدك ان تجربيه بعد ان ننتهي من العشاء.
- و لكني قلت لك بأني لست حاملا, فنظر اليها عاقدا حاجبيه لا ضرر من ان نتأكد و ان لزم الامر ان اخذك لدي طبيب نسائي.
فستأذنت من على الطاوله قاصدة الذهاب الى النوم و اخذت حماما منعشا و لفت شعرها الذهبي بالمنشفه و خرجت بعد ان ارتدت لبس النوم الرقيق فهي تكره ما احظره جوزيف فلقد رمى جميع ملابسها حجة انها لا تناسب من في مقامها, و تسمرت امام باب الحمام قابضة المقبض بكل قوتها حتى ابيضت يداها كيف تستطيع ان تتجاهل هذا الجسد النصف العاري بعضلاته و سمرته القاتله كل ما فيه جذاب و ساحر لا بد ان هذا الحضن استقبل العديد من النساء بمن فيهم هي و لكن لماذا هي لماذا لم يختر امراه اخرى و من الغريب انها لم تشاهد حتى الان عشيقاته يأتين لزيارة عدا كارين سكرتيرته.
- لقد قلت لك باني تزوجتك لاني لا اريد ان اتزوج امراة تطمع بمالي و كنت اريدك ايضا أما لـ..توقف فجأه و صوته مشبوب بالمشاعر ثم اكمل لبيتر. و لم تستغرب آن من قرائته لأفكارها فقال لها هل جربت اختبار الحمل,فأجابته بالنفي.
- ولكن ماذا تنتظرين اذهبي و اجري الاختبار حالا ام انك تريدن ان اقوم انا بهذه المهمة لك, فاحمرت و جنتاها و قالت: ابقى ساقوم انا وحدي بالاختبار. و دخلت الحمام و كلها رجاء ان لا تكون حامل و لكن النتيجه اتت ايجابيه و لكنها قالت لجوزيف بأنها ليست حامل و لم يصدقها و سالها اين وضعت انبوب الاختبر قالت بانها رمته لكنه اخرجه من السله و تاكد من انها حامل و اقترب منها محذرا و الشرر يتطاير من عينيه لكنه حملها الى السرير و اطفى النور.
في صباح اليوم التالي رأت ان سيمونا احضرت لها الافطار في الغرفه و عندما سالتها اين جوزيف قالت لها:
لقد ذهب السيد باكرا الى العمل و طلب منا ان نحضر لك الافطار هنا, كما انه احضر مهندسين لكي يعملوا في غرفة بيتر و يجهزوها للمولود الجديد, آه يا سيدتي لو رأيت السيد كم هو مسرور بذلك آه نسيت ان اهنئك انا اكيدة بانك ستكونين اما حقيقيه.
عند عودت آن من الطبيب قال لها جوزف قبل ان ينعطف بالسياره الى محل ملابس: اذا انت حامل في شهرك الاول لقد كان طفلنا ينمو من الليله الاولى لنا, يا االهي كم انت سريعة في الاخصاب حسنا هيا بنا نشتري الملابس لوريثي.
و استعدت آن لن تعترض و لكنه كان قد خرج و وصل ليفتح الباب بها فقالت بصوت متهكم: لا اعدك بطفل يمكن ان تكون طفله. فقال بلا مبالاه لمشاعرها: لا يهم سنقوم عندها بعد ولادت الطفله بمشروع انجاب وريث لي و صبي.
كان محل الاطفال يعج بالأزواج, كم هم محظوظين السعاده باديه عليهم فمنهم من يشتري للمولود الاول و منهم من يشتري لمولود اخر و هكذا هي بينهم غريبه لا زوج يحبها و مصير هذا الطفل ان يولد في بيئه لا يسودها الحب, و لكن على الاقل لها زوج وسيم و جذاب و سيوفر لطفله كل وسائل الراحه, فاعادها جوزيف الى الواقع: آني ما رأيك في هذا, كان يحمل ملابس زرقاء جميله و باهضة الثمن: ياألهي... جوزيف كم هو جميل, و لكن الا تظن ان سعره باهض, فاقترب منها قائلا: لا تقلقي بشأن المال فهو جميل الى حد انه سيظهر طفلنا جميلا جدا اذا كان يشبهك.
قاموا بشراء ملابس جميله و مهد و بعض الالعاب, ففكرة آن كيف سيبدو جوزيف و هو يحضن طفله و يداعبه, مجرد التفكير بهذا جعل جسدها يقشعر.
لدى وصولهم المنزل كان المهندسون قد بدأو بطلاء الغرفه باللون السماوي مع رسوم جداريه من السحاب و ستائر بيضاء جميله مطرزه, و قد و صل مهندسوا (( بايبي هوم )) و جلست آن بالقرب من جوزيف ليختاروا السرير و باقي معدات الغرفه, و قد و قع اختيارهم على أثاث رائع ابيض مرسوم بدببه العسل (( ذا ويني ذا بوه )) تعجبت آن من ذوق جوزف في الاثاث فهو اختار اغراض جميله جدا و لقد سعدت آن بهذه اللحظات.
************
مره شهرين و آن غير مرتاحه , جوزف لا يتكلم معها كثيرا غير عن الطفل المنتظر و هو يقضي اوقاته خارج المنزل كثيرا اما في العمل مع سكرتيرته الجميله او خارج العمل و ايضا يأخذ معه سكرتيرته بحجة انها امرأه و المرأه ضوقها رفيع في اختيار ملابس الاطفال و هي حامل ولا يستطيع ان يأخذها معه اينما ذهب.
- سيده لوكارس, لقد طلب مني السيد ان اخبرك بانه سيأتي على العشاء مع ضيفين و يطلب منك الاستعداد.
- شكرا جازمين. ان جازمين قريبة سيمونا فهي ابنت خالتها و لقد اتت حديثا لكي تصبح مربيه ابنها المنتظر.
ذهبت آن لتستحم و تخفي الوهن من جسدها لكنها لا تستطيع ان تمحو الالم الذي تشعر به في اعماق قلبها فخيانة جوزيف لها لا تحتمل, رغم انها لا تحبه لكن لا تستطيع ان تراه يلهو كما يريد و كأنه غير متزوج, و عندما انهت الاستحمام تجمدت في مكانها لقد كان جوزيف امام النافذه بملابس انيقه و التفت لها قائلا: احضرت لك هذا الملابس و ارتدي هذا لان كارين و اخوها ريد في انتظارنا على العشاء و لا اريد ان تكون زوجتي ليست بالمقام المناسب لها,فأحست بالوهن في عظامها كان لابد ان تعرف بانه سيحضر سكرتيرته معه.
-حسنا, دقائق و انتهي.
وضعت فقط الكحل و لمسه خفيفه لقلم الشفاه, و رفعت شعرها الذهبي الى اعلى و ارتدت الثوب الذي احضره جوزيف لها. و عندما نزلت الى غرفت الطعام كانت محط الانظار خصوصا بعد لمست الحمل الخفيفه الظاهره عليها جعلتها تزداد جمالا. ها قد اتت زوجتي الجميله, قالها جوزيف بكل فخر و اسطنعت كارين الابتسامه و عكس اخيها ريد و هذا الثاني اندهش من جمال آن و قال لجوزيف دون ان ينظر اليه: ياترى هل ستقتلني ان قبلت زوجتك الجميله فاندفعت كارين للقول طبعا... فلا اظن ان جوزيف يغار لهذه الدرجه على زوجته, و الا ما رأيك يا جوزيف ,فوافق و طبع ريد قبله على وجنتي آن.
وقت العشاء لم تبعد كارين نظرها عن جوزيف و ريد كان يلمسها برجله, فاحست آن بالغثيان كارين تتغزل بزوجها امام ناظرها و اخوها يتحرش بها. فاستأذنت منهم قائله بأنها تشعر ببعض الارهاق و ستذهب الى غرفتها, و عندما وصلت الى اعلى ذهبت الى غرفه تبديل الملابس و عندما خرجت وجدت كارين هناك فسالتها كارين: اتعتقدين باني اصدق بأنك متوكعه, فهذا لا يبد لك... اعترفي بأنك لا تستطيعين ان تنظري اليه و هو يتغزل بي امامك.
- فردت آن بكل احتقار: انه انت من تتغزلين به و ليس هو.
-اسمعي آن لقد تزوجك لانه يريدك اما لابنه الراحل فقط و ليس زوجة له لانه كان سيتزوجني و هو يعرف بأني لا أصلح اما لبيتر لهذا تزوجك , و هذا يناسبني لكي يستر عن علاقتنا بزواجك.
لم تعي آن كل هذا فكل ما شعرت به في تلك اللحظه بالظلمة تبتلعها,و اغمي عليها و عندما علم جوزيف لم يستطع ان يخفي قلقه لان آني في الاونه الاخيره دائما ما يغمى عليها و استدعى الطبيب ليعاينها, و بعدما انتهى الاخير قال: ان زوجتك في حالة نفسيه تعبه وهذا يؤثر على الطفل فقد تخسره في اي لحظه, بكت آن بعد ان سمعت ما قاله الدكتور لكن جوزيف لم يفهم ما قاله الطبيب فظن ان طفله سيموت في اي لحظه و هذا يعني انها ستفقده.
*********
انكب جوزف في العمل في اليومان الاخيران فهو لم يستطع ان ينظر الى آن خصوصا بعد فقدانه طفله فهو يظن بان آني فقدت الطفل بسببه و أحس بتأنيب الظمير و الالم فدخلت عليه كارين المكتب قاطعه تفكيره قائله: عزيزي لم كل هذا الارهاق يجب عليك ان تستريح قليلا, لم يرفع جوزف رأسه عن المكتب و لكن قال:لا استطيع لقد فقدت آن الطفل بسببي و انا لا استطيع حتى النظر اليها.
خرجت كارين من المكتب و تركته قليلا ليستجمع شتاته و يستحم ,رن هاتف مكتبها و اخبرتها الموظفه في الخارج: السيدة لوكارس هنا, فقالت كارين بكل احتقار:ادخليها الى هنا. و اسرعت الى دخول مكتب جوزف و انتظرت امام مدخل الغرفه المجاوره التي تؤدي الى الحمام و عند دخول آن قالت: حبيبي هيا يكفيك استحمام فلا تقلق انا متأكده ان آن لن تشم رائحتي عليك فهي غبيه ولا تعرف بأمر علاقتنا.
والتفتت كارين الى آن قائله: أوه...آن لم اعرف انك هنا, ان جوزف يستحم الان بعد ان قمنا بعلاقة مثيره. لم تشعر آن الا وهي تهوي بيديها على كارين بصفعة قويه, وخرجت مسرعه الى الخارج مستقله سيارة اجره. كيف يكون جوزف بليد عديم المشاعر هكذا فهي خرجت من عند الطبيب فرحه لتخبر جوزيف بانها لم تفقد الطفل و هو في ذلك الوقت يطارد امرأة اخرى دون ان يشعر بالذنب و كيف يشعر و هو الذي لم يهتم عند وفاة ابنه و لن يهتم لطفلها المنتظر.
عند عودت جوزيف للبيت ذهب قاصدا غرفته لكن سيمون اتت اليه تهرع و القلق بادي عليها: سيدي لقد اختفت السيدة آن. وقف جوزف مذهولا للحظه ثم افاق على كلمات سيمون, فزمجر قائلا: و اين يمكن ان تكون ذهبت لابد ان تكون في مكان ما و هل ملابسها موجوده قالت سيمون بقلق: نعم و لكني اظن بانها رحلت لانها وضعت هذه الرساله فوق السرير. قرأ جوزف الرساله فامتقع وجهه فقد ذكر في الرساله:
عزيزي جوزف
(( لقد زرت الطبيب النسائي اليوم لاني كنت اشعر بطفلي و أن هناك
حياة في احشائي وقد اكد الطبيب ظنوني فقد قال بانها معجزة أني
لم اخسر الطفل نظرا للضغوط النفسيه التي كنت فيها و لكنني قررت
ان ارحل بعيدا عنك فانا لا اريد ان اخسر ابني و انا اعرف بانك
لا تكترث لابننا فارجو ان تنساني)).
اتمنى ان تنسى وجودنا
آن لوكارس
جن جنون جوزيف وتعكر مزاجه و استقل سيارته قاصدا المطار و عندما دخل اخذ يبحث عنها في كل مكان و لم يجدها فقصد مكتب المطار باحثا عن تذكرة سفر باسم آن لوكارس فلم يجد حجزا و استعلم عن آن بيترسون فلم يجد ايضا شخصا بهذا الاسم و عاد الى المنزل متجهما و مرهقا فاين يمكن ان تكون آن.
في ذلك الوقت بقيت آن مع احدى فتيات المخيم يومان ثم استقلت القطار عائدة الى نيويورك حتى لا يعرف جوزيف مكانها و لكان كشف مكانها ما اذ استقلت الطائره و اضافة انها لا تملك الكثير من المال حتى تشتري تذكرة سفر بالطائرة.