كاتب الموضوع :
Blue Eyes
المنتدى :
القصص المكتملة (بدون ردود)
الفصل التاسع
لم تأخذ ماريا وقتا طويلا وهي تفكر بموضوع زواجها من راند الذي تجتمع به كل الصفات التي تريدها اي فتاة فهو طبيب ناجح وشخصية إجتماعية مرموقة ولطيفة بالاضافة لوسامته وجاذبيته فلم التردد بهذا الشأن هذا ما قالته لنفسها كما قالته لها شقيقتها كلارا التي تعيش اجمل ايام حياتها مع خطيبها كارلوس الذي بات يعشقها اكثر من ذي قبل والاثنين في غاية الروعة معا وهذا ما زاد من تألق كلارا وجمالها بسبب السعادة التي أضافت لها الكثير مؤخرا من نجاحها في امتحاناتها الجامعية وهي تتابع دروسها بشكل ممتاز بتشجيع كارلوس لها.
كان عليها أن تدوس على مشاعرها او تتجاهلها حل واحد من الاثنين وكانت تدرك جيدا بأنه ليس سهلا عليها اختيار احدهما فرغم كل شيء ما تزال تشعر بالحب تجاه دانييل الذي تجاهل مشاعره الحقيقية بزواجه من إريكا كما قد وصل لماريا حديث سمعته بأنه ليس مرتاحا جدا في زواجه من إريكا ومع ذلك فهي تتمنى له السعادة وهكذا كان قرارها بالزواج من راند الذي حينما سمع الإجابة منها طار فرحا وسرورا لأنه لم يكن يتوقع أن توافق ماريا أبدا فقد كانت تمر أوقاتا تبدوا بها جافة معه لكنها بالفترة الأخيرة تعاملها معه كان لطيفا جدا وفي غاية الرقة وكان هذا ما يعطيه القليل من الأمل على الأقل بأن تكون له وهذا ما حدث بالفعل.لم يعرف راند كيف يعبر عن شعوره بالسعادة الحقيقية بموافقة ماريا على الزواج منه فما كان منه الا ان حملها ودار بها وهي تضحك بخجل لانه ليس بالمكان المناسب لهذا فابتسم ووضعها أرضا وهو يخبرها بأنها ستكون أسعد زوجة في العالم لأنه يحبها جدا وهي برقة اخبرته بانها ستحاول اسعاده قدر استطاعتها..
وكان هذا ما حدث قبل اسبوع من خطوبتهما التي حضرها الكثير والكثير من الشخصيات الراقية من المجتمع المخملي وبدت ماريا ساحرة رقيقة جذابة في ثوبها الأزرق السماوي الطويل البراق وكان من تصميم والدتها حيث نال على اعجاب الجميع اما راند فقد كان متألق ووسيم وسعيد أيضا وكانت كلارا سعيدة جدا لأجل الإثنين فهي مدركة جدا بأن ماريا ستتخطى ما تعانيه خلال فترة بسيطة مع شخص رائع مثل راند الذي سيسعدها بالتأكيد كما ان والديها يحبانه وقد نال على اعجابهما وتقديرهما كثيرا وكانت فرحتهما لأجل ماريا لا توصف خاصة بانهما أرادا حدوث هذا الأمر منذ زمن واخيرا تحقق لهما ما ارادا وشعرا بالراحة والهدوء.
حينما وصل خبر خطوبة ماريا لدانييل لم يعرف بم يشعر بالسعادة لأجلها أم بالغضب من نفسه فقد شعر كمن أضاع شيئا ثمينا منه شيئا لا يمكنه إسترداده أبدا ولا إيجاده لأنه لم يعد له بل أصبح لشخص آخر أصبح ممتلكا من قبل شخص غيره.لقد إعترف لنفسه بأنه كان غبيا لأنه لم يسمح لنفسه بأن يجري خلف عاطفته فها هو قد تزوج من إريكا ورغم ذلك ليس سعيد أبدا ليس لأجل شيء لكن إريكا ليست بالزوجة ذات المعنى الحقيقي فهي سيدة أعمال فقط!إنها تهمل الصغيرة ريلينا ورغم ان والدته وابنته لا تشكيان الا انه يدرك ذلك جيدا وليس بحاجة لأن يعرف من احدهما ومع ذلك فهو لديه الأمل بأن تتغير يوما ما إذا ما انجبا طفلا................لكن هل سيحدث ذلك حقا؟هو لم يحدثها بشأن الأطفال لكنه يشعر بالإستغراب منها فهي لا تتحدث بهذا الموضوع أبدا ولذلك فالشكوك بدأت تراوده بهذا الشأن لأنها إن كان لديها أي خطط لعدم إنجاب الأطفال فلن يكون سعيد بهذ1 بل سيكون الأمر كارثة لأنه لن يسمح لها بذلك أبدا لأنه يريد أطفالا يريد شقيق أو شقيقة لإبنته فهو يحب الأطفال وعمله لا يمنعه من أي يحبهم إن الأمر حقا غريب لذلك قرر ان يحادثها بالأمر حتى يعرف بم تفكر وعليه أن يكون جاد وحازم في ذلك الأمر لأنه مهم لديه وليحدث ما يحدث!!!!
ديانا التي إنتقلت لإيرلندا بعد زواجها من إبن خالتها وإنتقلت عائلتها بأكملها والدتها وشقيقها نيد وكذلك خطيبته شارلوت وبدا الأمر في البداية ليس سهلا عليهم الإقامة هناك لأن ديانا كانت تفتقد بلدها كثيرا وتفتقد على وجه الخصوص كلارا ورغم انه قد مر شهر تقريبا إلا انها ما تزال تشعر بالحنين لكل شيء ومع ذلك فهي تتراسل مع كلارا حيث تعرفان بأخبار بعضهما أولا بأول وبشكل مفصل.وقام نيد بإيجاد مكان مناسب لعمله بمساعدة زوج شقيقته وإبن خالته أما شارلوت التي إرتاحت من العمل فقد بدأت تعد لزواجها هناك على الطريقة الإيرلندية وكان ذلك الأمر ممتع بعض الشيء وتجربة مثيرة وغريبة خاصة انها احبت جو إيرلندا كثيرا كما ان والدة نيد تحبها وتعاملها كابنتها ديانا تماما.
كان شهر شباط في منتصفه وقد إقترب فصل الربيع بعد شتاء قاس قد بدأ يمضي كان هذا الشتاء جد غريب في حياة الجميع وقد تغيرت العديد من الأمور في حياتهم جميعا(أبطال قصتنا).وها قد بدأ يقترب فصل الربيع معلنا عن ذلك بدء نمو العشب الأخضر وظهور العصافير والطيور بشكل خفيف وبسيط ولكن كان ذلك بداية فقط بداية جديدة لأحداث جديدة......
"كلارا عزيزتي يجب ان تهتمي لطريقة تناولك الطعام اكثر فانتي لم تعودي كالسابق لقد اصبحت نحيفة بشكل ملحوظ"قال السيد آلين جملته تلك بشيء من الجدية التي غالبا ما يتحدث بها حينما يتعلق الأمر بشيء هام.
ضحكت كلارا على كلمات والدتها المبطنة بالأهتمام وقالت:لا تقلق يا أبي فأنا بخير ثم إن لياقتي هذه تعجب كارلوس جدا.
إكتفت ماريا بالضحك على كلارا وهي تتناول طعامها بهدوء لقد تبدلت كليا مؤخرا وبالطبع الفضل يعود لراند الذي لا يوفر سبيلا كي يفرحها ويشعرها بالطمأنينة والحب أيضا.
طابع الحديث على المائدة كان ممتع بعض الشيء وتناولوا موضوع حفل زفاف ماريا القريب بما أن راند يبدوا متعجل على حفل الزفاف وكانت كلارا مستمتعة جدا كونها الوصيفة لشقيقتها كما ان حفل زفافها هي وكارلوس سيكون في منتصف الصيف لذلك لم تكن قلقة من أي شيء وكانت سعيدة لماريا كثيرا.
كلارا بفضول:ماريا حقا ستسافران إلى فرنسا لقضاء شهر العسل؟
إبتسمت ماريا التي تورد وجهها بشكل ملحوظ وقالت وهي تهز كتفيها برقة:هذا ما يرغب به راند انا لا فرق عندي!
ضحكت كلارا:ماريا!!!! لا تكوني سخيفة إنها رحلة لا تقاوم
ضحكت ماريا وهي تتناول الحساء وقالت:ربما؟.
كلارا:أخبريني أمي هل ستنهين الثوب بالوقت المناسب؟
السيدة ماتيلدا:بالطبع حبيبتي لكنني كنت أفضل لو انها طلبته من الخارج؟
ماريا هزت رأسها نفيا:كلا بالطبع لن افعل ذلك فانتي افضل من يقوم بتصميم الأثواب ولن ارتدي غير الثوب الذي ستقومين بصنعه لي لأنني واثقة بأنه سيكون مذهل مثل ثوب حفل الخطوبة.
إبتسمت ماتيلدا لإطراء أبنتها وقالت لها:شكرا لك يا عزيزتي سيكون كما ترغبين وأكثر
ماريا بإبتسامة ساحرة:أنا واثقة من هذا أمي
آلين:هلا أنهيتن حديثكن وتناولتن الطعام؟إنه ليس وقت الحديث في امور الخياطة؟
ضحك الجميع وعادوا لتناول الطعام بهدوء بينما سألت كلارا ماريا هامسة:وما أخبار لارا منذ فترة لم أسمع منك عنها شيئا؟
ضحكت ماريا التي تذكرت كيف أصبح شكل صديقتها العزيزة بعد الحمل خاصة أنها في الشهر السادس من الحمل وقالت لها:إنها بخير وتبدوا رائعة وهي حامل لكنها تتذمر من أنها قد سمنت قليلا؟
ضحكت كلارا:وماذا تتوقع غير ذلك إنها حقا مضحكة
ماريا:اجل
كلارا:إذن وماذا ستنجب؟
ماريا بابتسامة:طفل وكارل في غاية السعادة
كلارا:اتصور ذلك.؟
الأطفال كانوا دائما اكثر شيء مفضل لدى ماريا وفكرت مستقبلا كيف سيكون أطفالها تلك الفكرة جعلت وجهها يتورد وإبتسامة جميلة تلوح على شفتيها الرقيقتين.
كلارا أنهت تناول طعامها وهي تقول:بالمناسبة أمي سأذهب عند الخامسة مع كارلوس وقد نتأخر قليلا لذلك لا تقلقي.
السيدة ماتيلدا:لا بأس من الجيد انك اخبرتنا ايضا انا ووالدك ذاهبان في المساء؟
ماريا بإستفسار:لكن إلى أين؟
السيدة ماتيلدا:زيارة إجتماعية لأحد أصدقاء والدك!
ماريا:فهمت الأمر.
كلارا:وانتي ماريا ماذا ستفعلين في غياب الجميع؟
ماريا:ماذا سأفعل لا ادري لكنني ربما أقرأ إحدى كتبي المفضلة لأنني لم أتناول أي كتاب في الفترة الأخيرة.؟
إبتسمت كلارا وعلقت:بالطبع فراند أخذ معظم وقتك بالفترة الأخيرة.
إكتفت ماريا بضحكة خفيفة دون ان تعلق لأن كلام كلارا كان صحيح تماما وهي لم تشعر بأنها إفتقدت هوايتها المحببة لقلبها كثيرا القراءة إلا حينما تذكرت بأن راند شغل عقلها وذهنها مؤخرا كثيرا.
بعد تناول وجبة الغداء العائلية أسرعت كلارا لغرفتها حيث تأنقت في بذلة رمادية من ثلاث قطع قميص وردي وسترة وتنورة قصيرة وبدت في غاية الأناقة والجاذبية مع الحذاء ذو الكعبين العاليين ورفعت شعرها الطويل في عدة دبابيس وكالعادة كان مكياجها خفيف جدا وناعم ويناسب وجهها الجميل وأسرعت مغادرة مع كارلوس الذي أيضا كان أنيقا في قميص أبيض وبنطال رمادي وكان قد وقف يتحدث مع والديها حينما نزلت وأبدا إعجابه الشديد في أناقتها التي تبهره بها دائما ومن ثم خرجا بالحال.
أما ماريا فقد شعرت بحاجتها لإستنشاق بعض الهواء المنعش فخرجت للحديقة رغم انه الجو بارد بعض الشيء ورغم ان المطر متوقف منذ يومين كان الجو جميل والأرض قد بدأت تعود للحياة شدت ماريا السترة الصوفية الزرقاء حولها جيدا ورتبت بنطلون الجينز الذي كان يظهر تناسق قوامها ورشاقتها بينما أخذ الهواء البارد الخفيف يعبث بخصلات شعرها المبعثرة ويطيره في بعض الإتجاهات.أخذت تنظر حولها وهي تستنشق هذا الهواء العليل وكل شيء جميل حولها يبشر بقدوم مبكر لفصل الربيع ذهبت نظراتها بإتجاه البحر الهادئ حاليا رغم انه بالأيام الماضية كان هائجا لدرجة كبيرة أعجبها منظر المياه المتلألأة من بعيد والغيوم السابحة فوقه بشكل جميل.
أشاحت بوجهها قليلا حينما لسعت وجنتيها رياح باردة ووقعت عيناها الزرقاوان على ذلك المنزل الذي كانت تعتبره أجمل منزل قربهم ولكن الأمر لم يعد أكثر من مجرد ذكرى بسيطة بينما هي تتأمله بكل سكون سمعت صوتا أو بالأحرى أصواتا وبدت منها إلتفاتة لمصدر الصوت حيث رأتهما معا دانييل والصغيرة ريلينا التي كانت تبدوا مشرقة في ثوب صوفي وردي وضفائرها الذهبية تميل على كتفيها الصغيرين وخدودها موردة بينما كان دانييل ينظر نحوها فقط والصغيرة تحدثه دون ان تدرك بانه لا ينظر باتجاهها وهكذا إلتفتت ريلينا أيضا وشاهدت ماريا التي الناظرة باتجاههما وشعرت بسعادة غامرة رغم حزنها من خطوبة ماريا ومعرفتها بأنها ستتزوج قريبا. وهكذا تركت والدتها وأسرعت بإتجاه السور الخشبي كي تقفز من فوقه لكن تحذير والدها جعلها مترددة فأقتربت منها ماريا لأن الصغيرة لا ذنب لها بشيء أبدا وإن كان هناك شيء تندم عليه فهو ندمها على فقدان الصغيرة وعدم رؤيتها منذ فترة مع انهما قد اتفقتا على ان تبقيا صديقتين دائمتين ولكن الظروف التي حدثت غيرت الكثير من الامور وهكذا إقتربت ماريا من ريلينا التي كانت تنظر نحوها بإبتسامة واسعة مشرقة وقالت لها:مرحبا حلوتي؟
ريلينا بسعادة:ماريا لقد إشتقت لك جدا جدا.
ضحكت ماريا وقالت وهي تقبل وجنتها:وأنا أيضا يا عزيزتي إشتقت لك كثيرا.
ريلينا بضيق:ولكن كان بإمكانك زيارتنا؟
صمتت ماريا ولم تعرف بم تجيب وكان دانييل قد سمع كلام إبنته وايضا بقي صامت ينظر نحو ماريا فقط والتي إرتبكت من نظراته لها كانت نظراته تبدوا غريبة نوعا ما عتاب لوم او شيء من هذا القبيل ولكن ليس لديه الحق في النظر لها هكذا فهي لم تفعل شيئا وإذ لاحظت نظراته ليدها ولخاتمها المرصع بماسة جميلة فهمت الأمر تماما ولكن من المخطأ في هذا أليس هو نفسه؟ألم يبعد نفسه عنها؟ألم يخفي شعوره الحقيقي نحوها؟
تنهدت ماريا بضيق وعادت للصغيرة ريلينا وسألتها بفضول:وكيف هي زوجة والدك معك حبيبتي إن إنها جميلة؟
ريلينا بملل:أوه أجل إنها جميلة جدا لكن ليست بجمالك وأنا لا احبها أبدا.
ماريا:ريلينا
ريلينا:هذه هي الحقيقة وأبي أيضا لا يحبها؟
ماريا إستغربت كلام الصغيرة اما دانييل الذي سمع كلام إبنته لم يقل شيئا وإستدار عائدا نحو المنزل وهو يفكر فقط أما ماريا فلم تفهم لم قالت ريلينا ذلك ولم تشأ أن تسألها لأن ذلك لا يعنيها حتما وهي لا تريد العودة لحياتهم مجددا فقد إنتهى كل شيء وهي ستبقى تحب ريلينا رغم كل شيء آخر..................وبعد ان تبادلتا القليل من الكلمات طلبت ماريا من ريلينا العودة للمنزل لأن الجو بارد ولا تريدها ان تمرض وإضطرت ريلينا للإستماع لماريا وعادت للمنزل.
حتى ماريا ذات نفسها إستدارت عائدة للمنزل والتفكير يشغلها رغم انها تعرف بانه لا يحق لها ايضا ان تفكر في دانييل ثانية فهي مخطوبة لراند ولن يكون من العدل ان تفكر في دانييل بينما راند يحبها ويتمنى ان تبادله نفس الشعور كما انه يفعل كل ما في وسعه.وهكذا بتصميم أبعدت هذه الأفكار من رأسها وعادت لداخل المنزل وبنفس اللحظة كان والديها يستعدان للخروج وتحدثت معهما قليلا قبل صعودها لغرفتها...وما أن ألقت بنفسها على سريرها حتى رن هاتفها الخاص تكاسلت في البدء ان ترفعه كي تجيب لكنها فكرت بانه قد يكون راند وهي لا تريد ان تخذله لذلك رفعت الهاتف كي تجيب دون ان تلقي نظرة على الرقم الغريب وأجابت في الحال:أهلا راند؟
:راند خطيبك أليس كذلك؟
ماريا إستغربت كثيرا إن هذا الصوت ليس بغريب عليها أبدا لكن من يكون؟
:ماريا لا يمكن أن تنسيني بهذه السهولة؟
كانت دهشة ماريا كبيرة حينما عرفت بأن المتحدث هو دانييل؟فهي لم تتحدث معه على الهاتف في السابق ابدا كما انه لا يعرف رقم هاتفها الخاص فمن أي جاء به؟كل هذه الأسئلة جعلتها تصمت من الدهشة ولم تعرف ماذا تقول؟
دانييل:ماريا؟
ماريا التي اخذتها الدهشة بدأت تتمالك نفسها وقالت:لكن ماالذي تريده؟
دانييل:أهذه طريقة للحديث؟
ماريا بهدوء:وكيف تريدني ان اتحدث معك فأنت فقط مجرد جار لي ؟
ضحك دانييل وهو يقول:فقط؟
ماريا بارتباك:أجل فقط؟ولا داعي لتخيلاتك الأخرى؟
دانييل:حبيبتي انتي فقط مرتبكة قليلا
ماريا بصدمة:ماذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دانييل:أجل أنا أحبك ماريا وأحببتك منذ أول مرة رأيتك بها رغم انني الآن اعترف بانني وقتها كرهتك لأنني لم أشأ ان تدخلي حياتي لأنني شعرت بداخلي أن تأثيرك سيكون كبيرا بالنسبة لي رفضت ذلك .
كتمت ماريا شعورها وقالت له:دانييل هذا الحديث لم يعد منه أي فائدة حتى لو كان ما قلته الآن صحيح.
دانييل:ألأنني متزوج؟
ماريا بضيق:وليس هذا فقط فأنا مخطوبة لشخص آخر ومن الأفضل ألا تعود لمهاتفتي ثانية؟
دانييل بجدية:إنتظري ماريا يجب ان تسمعي ما سأقوله بالنسبة لإريكا فأنا سأنفصل عنها؟
ماريا باستغراب:ماذا؟
دانيل:اجل لقد اكتشفت بأنني أغبى الأغبياء في إختيارها زوجة لي بدلا عنك بينما أنتي كنتي الوحيدة التي تناسبني وتصلح كزوجة لي وأم لأطفالي؟
ماريا:؟
دانييل:ليس السبب أنتي صدقيني إنما الحياة بيننا معقدة وإريكا كل ما يهمها هو عملها فقط لا اعرف كيف اشرح لك ذلك لكن هل تفهمين ما قلت لك الآن؟
ماريا بانفعال:دانييل اخبرتك انا مخطوبة الآن وبشكل رسمي؟
دانيل:أعرف هذا لكن يمكننا حل هذه المشكلة الصغيرة؟
شهقت ماريا:مشكلة صغيرة؟ماذا تعني؟
دانييل بتأكيد:بالطبع مشكلة صغيرة
ماريا:وماذا تعني بهذا؟
دانييل بجدية:حبيبتي الأمر في غاية البساطة أنتي لا يمكن أن تحبي راند لأنك تحبينني انا ولا اظن بانك تريدين خداع المسكين راند او خداع نفسك أليس كذلك؟
ماريا:؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
دانييل تابع يقول:وبما أن هذه هي الحقيقة وكلانا نحتاج لبعضنا فالأمر بيدك الآن؟
ماريا بارتباك ودهشة:أتطلب مني ترك راند؟
دانييل:أجل أطلب منك ذلك فالأمر لم يصل للزواج وسيكون الأمر بسيطا الآن؟
ماريا بغضب:لست من تستطيع بكل سهولة تحطيم الآخرين دانييل؟
دانييل:أنا أعرف بأنك لا تستطيعين فعل ذلك او لا تريدين ان تفعلي ذلك كي لا تؤذين شعوره لكن مع ذلك يجب ان تفعلي هذا لمصلحتنا معا نحن الإثنين.
ماريا تمالكت نفسها للحظة وهي تفكر في ما قاله لها منذ قليل بأنه يحبها لكن بعد ماذا؟إذا كان يعتقد بأن الأمر في غاية البساطة فهو حقا مخطأ ومخطأ جدا أيضا وستكون حازمة معه ولن تنساب خلف مشاعرها لن تستطيع ان تفعل ذلك في راند ابدا لن تفعل ذلك حتى ان كانت ما تزال تحب دانييل حتى هذه اللحظة لكن ما يطلبه منها مستحيل تماما لقد كانت تشعر منذ البداية بأنه يبادلها الشعور نفسه لكنه كان يكابر فقط وحدث ما حدث وجاء في النهاية يطلب أن تترك خطيبها من أجله كي يعود ويتزوجها كم الأمر سخيف حقا!!!!!!!!!!!
دانييل الذي لاحظ صمت ماريا لبضع دقائق إعتقد بأنها تفكر في الأمر و كان متأكد من أنها ستفعل ما يطلبه منها لأنها تحبه لكنه مخطأ رغم انها ما تزال تحبه حتى هذه اللحظة إلا انه كل ما قالته له كان:آسفة دانييل لا يمكنني أن افعل ذلك أبدا؟؟؟؟؟
دانييل بضيق:ماريا ألا يمكنك التفكير في الأمر للمرة الأخيرة وبجميع الأحوال سوف أترك إريكا لأنني لا أريدها في حياتي أبدا فقد كانت مجرد غلطة سخيفة.
ماريا بجدية:هذا الأمر يعنيك وحدك ولا شأن لي في ذلك وأتمنى ان تجد الراحة والهدوء في حياتك وداعا دانييل.
أغلقت ماريا الهاتف بعد ان قالت كلمتها الأخيرة في موضوع طالما أرقها وآلمها وأبكاها وكان شعورها هذه المرة مزيجا من الراحة لمعرفتها بأنها لم تكن مخطأة وبأن دانييل كان يحبها فعلا لكنه كان المخطئ وسيبقى كذلك لأنها لن تفكر ثانية بهذا الأمر لقد إنتهى كل شيء وخرج دانييل من حياتها للأبد وستتعلم كيف تحب راند مع الأيام فهو لا يوفر فرصة إلا ويحببها بنفسه وهي بالفعل تكن له احتراما واعجابا كبيرين وربما بدأت تحبه دون أن تشعر.
بهذه اللحظة رن هاتفها ثانية لكن تأكدت بأنه راند المتصل وليس دانييل فشعرت بالراحة وإستجمعت حبل أفكارها كي تستطيع الحديث مع راند الذي له الحق كل الحق في ان تحادثه بلطف وبكلمات جميلة. إستغربت لهجته كان يبدوا متضايق وحينما سألته عن السبب؟أخبرها بأنه منذ نحو النصف ساعة يتصل بها وهاتفها مشغول وسألها مع من تتحدث طيلة هذا الوقت؟ولم تتردد ماريا وأخبرته مع لارا صديقتها كانت مضطرة لذلك رغم انها تضايقت لكذبها عليه بتلك السهولة لكن لم يكن أمامها خيار آخر ولما كان راند يعرف بقوة صداقتها وعمقها للارا فقد تنهد بإرتياح وإعتذر منها.تورد وجهها بإشراق حينما أخبرها بأنهما يجب أن يتحدثا في ترتيبات حفل الزفاف ووافقته بمعظم مقترحاته التي ناسبتها أيضا كما أن فكرته في ذهابهما بشهر العسل إلى إسبانيا راقت لها كثيرا وهكذا قررت ماريا ان تبدآ صفحة جديدة من حياتها دون ان يكون للحب دور فيه تقريبا لكن هل ستدوم سعادتها هذه طويلا؟ربما؟سنرى من خلال احداث الأجزاء الأخيرة القادمة.
|