لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-11-08, 04:35 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


توقفت مى عن السير ونظرت بخجل الى عمرو الذى يجاورها وقالت برقة :
-حسنا اعتقد ان هذا يكفى هذا مدخل حينا الذى اقطن به
نظر عمرو الى الشارع الذى اشارت اليه ثم عاد ينظر الى عينيها
الخجلتان ووجنتيها اللتان توردتا فاضفت عليها جمالا منقطع النظير ورقة متناهية خلبت لبه وحركت بداخله احاسيس عديدة لم يشعر بها من قبل قط احاسيس حاول اخفائها الا انها رغم محاولته ظهرت على وجهه بوضوح وفى كلماته:
-حمدا لله على سلامتك
اخفضت بصرها فى الارض وهى تهمس:
-شكرا لك جزاك الله خيرا على صنيعك
هز كتفيه وهو يقول بابتسامة خجلة:
-انا لم افعل شىء سوى الواجب والذى يفترض اى شاب بمكانى ان يقوم بفعله فهذا الشاب الوقح الذى تحرش بكى كان يجب ان اوقفه عند حده واسلمه الى قسم الشرطة ايضا لولا هروب ذلك الجبان
رفعت نظرها اليه وهى تهتف:
-لااااا قسم شرطة وتحقيقات ونيابة لا لا اريد هذا
حمدا لله ان الامر انتهى عند هذا الحد
قال بعتاب:
-لو كل فتاة مثلك تعرضت لمثل هذا الموقف وصمتت وتجاهلته فاننا بذلك نشجع على نمو تلك الظاهرة المنحرفة التى ابتلى بها مجتمعنا ونشجع على انحراف الشباب الذى فقد اخلاقه واسلامه
وانصاع وراء التقليد الغربى المباح
هزت رأسها وهى تقول:
-لا اعترض على كلامك بالطبع لكن الامر لم يصل معى الى تحرش بمعنى الكلمة ، لقد حاول هذا الشاب ان يسىء الىّ لكنك منعته ولم يتمكن من اى فعل سوى الكلام الجارح الذى خدش حيائى وحمدا لله انك كنت بالجوار واوقفته عند حده
تهدج صوته وهو يهتف:
-انا على استعداد لفعل اى شىء من اجلك يا انسة مى
تطلعا الى بعضهم البعض وانفاسهما المرتجفة تعلو
واحساس لذيذ يسرى فى عروقهما كالخدر ويحول العالم من حولهما الى لون وردى زاهى تخفق له القلوب
انتزعت مى نفسها بصعوبة من ذلك الاحساس الذى غمرها وتنحنحت بخجل قائلة:
-انا احم احم يجب ان اذهب
كلماتها اعادته الى الواقع فابتسم بخجل وهو يقول بارتباك:
-طبعا طبعا حسنا هيا بنا
اشارت اليه بيدها وقالت بتهذيب:
-لا سأكمل وحدى انا فتاة اعيش بمفردى ولا اريد ان تثار الاقاويل من حولى
اومأ برأسه وهو يصافحها قائلا :
-حسنا القاكى غدا
تطلعت اليه باستغراب فاسرع يقول:
-فى الشركة القاكى غدا فى الشركة
هزت رأسها وهى تنصرف بعيدا عنه وتهمس بخجل وسعادة:
-اذن فهو موعد


**************


جلست ناهد تتطلع بحزن لصورة امجد وعروسه التى التقطتها
دنيا يوم زفافه والتى اخذتها منها خلسة دون ان تشعر
وهتفت بصوت مختنق تملؤه الحسرة:
-لماذا يا امجد ؟؟ لماذا لم تتقبل اسفى واعتذارى ؟؟
انا امك لماذا دفعك ممدوح لكراهيتى ؟؟
لقد كان يجب ان اتمتع بشبابى وجمالى وان احيا كما حييت طوال عمرى يكفى الفقر وعذابه الذى تجرعته مع والدك
وكيف كان لى ان اعلم انه سيغتنى بهذا الشكل ويصبح من كبار رجال الاعمال ؟؟ لقد كان يجب ان افعل هذا
لا يجب ان تلومنى على هذا ابداا ابدااااا
انتفضت من مرقدها على فراشها عندما تناهى الى سمعها دقات قوية متتالية على باب الفيلا الذى اسرعت انتصار بفتحه لتدخل دنيا كالعاصفة صائحة بصوت هادر:
-اين عمتى ؟؟ عمتىىىىىىىى عمتىىىىىىى
اطلت ناهد برأسها من غرفتها على اثر سماعها صياح دنيا
وتساءلت بحيرة:
-لماذا عادوا بهذه السرعة ؟؟
ثم ما لبثت ان هبطت السلالم بسرعة قائلة بسعادة مصطنعة:
-دنيا حبيبة قلبى لماذا عدتوا بهذه السرعة ؟؟ اين ادهم ؟؟
اوقفتها دنيا باشارة من يدها لتبعدها عن احضانها وهتفت وهى تتطلع اليها باشمئزاز:
-لماذا ؟؟ ماذا فعلت لكى ؟؟ هل اذيتك فى شىء؟؟ لماذا فعلتى بى هذا ؟؟ لمااااااااذاااااااااااا؟
تضاعفت حيرة ناهد امام انهيار دنيا الوشيك وقالت:
-ماذا هناك يا دنيا ؟؟ لا تريدين ان احتضنك وعيناكى حمراواتان
كالدم وعدتى وحدك دون ادهم ثم ما هذا الصراخ والكلام الغريب الذى تقولينه؟؟
ثم اضافت وهى تضحك حينما اعتقدت انها فهمت ما يجرى:
-آآآه انه ادهم اليس كذلك ؟؟ ماذا فعل لكى ؟ اخبرينى
لا تعتقدى اننى سأقف فى صفه لانى امه
تطلعت اليها دنيا ببغض وهى تتساءل ببطء:
-حقا!! اذن لن تقفى فى صفه لانكى امه
ثم مالت عليها وهى تضيف:
-ام لانكى زوجة ابيه ؟؟ا
انتفضت ناهد فى ذعر ودنيا تواصل بغضب وحنق:
-ام لانكى مفلسة انتى وابن زوجك ولا يمكن ان تجعلينى اغضب عليكما حتى تواصلى حياتك فى هذا النعيم ؟؟
تدلى فك ناهد فى دهشة وهى تقول بغير تصديق:
-ماذا ؟؟ كيف!!
صاحت دنيا بالم:
-كيف عرفت هذا ؟؟ من محامى زوجك يا ناهد هانم
اطلعنى على كل شىء واستنتجت انا بذكائى المحدود لعبتك الحقيرة
ثم هتفت بذهول:
-تخدعينى يا عمتى !! وتجعلينى اتوهم ان ابن زوجك هو ابنك
وتجعليه يوهمنى بالحب ويتزوجنى وكل هذا من اجل ماذا ؟؟
لتستولوا على اموالى !! هل هنت عليكى الى هذا الحد يا عمتى ؟؟ ابنة اخيكى من لحمك ودمك تفعلين بها هذا !! لماذا ؟
لماذا ؟ وهل كنت سأرفض مساعدتك فى ازمتك واقامتك فى
بيتى واعطاء وظيفة لابن زوجك ؟ ام ان كل هذا لا يرضي جشعك واردتى ان تكون ثروتى كلها من نصيبك
اردتى ان تأخذى حقا غير حقك
هتفت ناهد:
-لا يا دنيا هذا حقى
صاحت دنيا باستنكار:
-اى حق هذا الذى تتحدثين عنه ؟؟
-حقى فى ميراث ابى الذى التهمة اباكى ولم يعطه لى
ضحكت دنيا باستهزاء وهى تنظر اليها بعينان تشتعلان غضب ووتهتف بكلمات متألمة مذهولة:
-هل واتتك الجرأة ان تقفى امامى وتضعى عينك فى عينى بعد كل ما اكتشفته عنك وتواصلى كذبك يا عمتى ايتها السيدة الفاضلة ، لقد كنت معكم عندما سلمك ابى ميراثك نعم كنت طفلة صغيرة لكن لم ينمحى هذا من ذاكرتى لقد اعطاكى ابى حقك لكنكى عدتى بعد ان خسرتيه فى البورصة رغبة فى زيادته
عدتى لتطلبى المزيد وتطلبين مساواتك بابى رغم ان هذا يخالف الشرع
ثم عقدت ذراعيها امام صدرها وهى تتساءل:
-ويا ترى هل هذه هى الكذبة التى اقنعتى بها ادهم بالقيام بدوره الحقير الذى لعبه بمهارة ام انه لم يكن بحاجة الى اى دوافع وكان يكفيه المال الذى كان سيضع يده عليه ؟؟

اسقط فى يد ناهد للاتهامات المتتالية التى تطلقها دنيا والتى لا تملك معها تفسيرا او اعتذارا لكن عقلها الشيطانى لم يتركها
خالية الوفاض اذ امدها على الفور بتفسير قالته بلهجة من اجبرت على فعل هذا:
-صدقينى يا دنيا ادهم هو الذى اقنعنى بتلك اللعبة قال انه لن يستطيع المكوث هكذا تحت رحمتك لقد اراد المال بشدة بعد افلاس ابيه انا كنت سآتى لاقيم معكى لكن هو من اصر على هذا اصر على خداعك وايهامك انه ابنى ، لقد ضعفت امام كلماته الشيطانية واغراء المال ولثراء
تصنعت البكاء وهى تضيف:
-انا اسفة يا دنيا
اطاحت دنيا بالفازة التى وقعت وتفرقت شظاياها فى كل مكان ودنيا تصرخ بغضب:
-كذب كذب كل شىء كذب ، انتى وادهم خدعتونى
لن انخدع ثانية ولن اصدق حرفا مما تقولين واعتذارك هذا لا يساوى اى شىء
واشارت نحو باب الفيلا وهى تواصل صراخها:
-والان اخرجى من بيتى لا اريد ان اراكى
اخرجىىىىىىىىىى
اسرعت انتصار وعم سالم باخراج ناهد من الفيلا وانتصار تقول بشماتة:
-انتظرى بالخارج حتى احضر لكى اغراضك ايتها العقربة
اما دنيا فقد اندفعت فى احضان دادة شريفة وهى تبكى وتهتف من وسط دموعها:
-انا اكره اموالى يا دادة اكرهها واكرههم كلهم
كلهم يخدعونى من اجلها كلهم يخدعونى


*************


ما ان سمحت له سكرتيرة المحامى وديع عياش بالدخول الى مكتبه حتى اخترق ادهم الباب كالقذيفة وهو يصيح:
-استاذ وديع هل قابلت زوجتى واعطيتها هذا الكارت ؟؟
اشار اليه وديع بالجلوس الا انه لوح برأسه نفيا وهو يتساءل بضيق وغضب مكتوم:
-ما الذى حدث بينك وبينها ؟؟ اخبرنى
قال وديع ببرود وهو يبتسم:
-زوجتك امرأة جميلة جدا يا استاذ ادهم لقد احسنت الاختيار
قبض ادهم على حافة المكتب بقوة وهو يهتف:
-هل تريد ان تدفعنى للجنون؟؟ قل لى ما الذى دار بينك وبينها
هز وديع كتفيه وهو يجيب ببساطة:
-لم يدر شيئا لقد قلت لها اننى ابحث عنك وعن السيدة ناهد لاعطائكم وصية ابيك رحمه الله
عقد ادهم حاجبيه باستغراب وهو يتساءل بحدة:
-فقط!! الم تقل لها شيئا اخر ؟؟
-لا لماذا تسأل ؟؟
هتف ادهم بحنق :
-لماذا اذن تركتنى وطلبت منى الطلاق لا بد ان تكون قد اخبرتها بشىء
تطلع اليه وديع ثم تنحنح قائلا:
-فى حقيقة الامر لقد بدت مندهشة للغاية عندما اخبرتها ان السيدة ناهد هى زوجة ابيك وليست والدتك وايضا بشأن افلاسك
اعتقد انها لم تكن على علم به
رسمت الصدمة معالمها القاسية على وجه ادهم الذى هتف
وهو يمسك وديع من ياقة قميصه بحدة:
-ايها الغبى هل اخبرتها بهذا ؟؟
اسرع بالابتعاد عنه وهو يهتف بوجه ممتقع:
-يا الهى !! دنيا
حاول ادهم المغادرة الا ان وديع استوقفه قائلا:
-استاذ ادهم من فضلك انتظر يجب ان تتسلم وصية ابيك
عاد ادهم على الرغم منه وهو يقول بضيق:
-اسرع اين هى تلك الوصية المشئومة ؟؟
-لقد سجلها المرحوم على شريط الكاسيت هذا
تناول منه ادهم الشريط بحدة وهو يغادر الا ان وديع استوقفه
ثانية وهو يهتف:
-من فضلك يا استاذ ادهم وقع هنا بالاستلام
نظر اليه ادهم بغل وتناول منه القلم وقع به على الاوراق ثم
كسره الى نصفين وهو يرميه بوجه وديع قائلا بغضب:
-هل استرحت الان ؟؟؟؟
وغمغم وهو يبتعد عنه:
-لقد دمرت حياتى ايها الغبى


************


هتفت مى باستنكار:
-ما هذا ؟؟
عاد حسام ينظر الى السوار الماسى الذى تلألأ بعلبته الزرقاء
ثم نقل بصره اليها قائلا وهو يبتسم:
-هذه هدية بسيطة تقديرا منى لعملك ومجهودك الرائع
ثم تناول السوار من علبته وكاد ان يضعه حول معصمها
الا انها اسرعت بالابتعاد عنه وهى تهتف فى استنكار:
-هل تحاول شرائى ؟؟
حسام بيه من فضلك انا لست فتاة من اولئك الفتيات اللاتى ربما تعرفت عليهم انا فتاة محترمة واعتقد ان احترامى هذا يفرض نفسه وبقوة على الجميع من حولى فكيف تعتقد اننى قد اقبل شيئا كهذا منك ؟؟ يبدو اننى قد اعطيت لك تلميحا خاطئا برقتى وتعاملى المهذب معك لقد جرحتنى جرحا غائرا يا حسام بيه بهذا الذى فعلته
ظهرت الدهشة على وجه حسام بينما سرى فى عروقه شعور
بالاعجاب الشديد نحوها وبشخصيتها الفريدة التى لم يقابلها من قبل لكن مع ذلك شعر بالضيق انها تواصل هدم محاولاته وسد الطريق امام ما يرغب به وان اعترف لنفسه انه كلما تفعل هذا كلما يرغب بها اكثر وكلما يتعلق بها فمتى تخضع متى
رسم على شفتيه ابتسامة واغلق العلبة وقال:
-اعتذر يا مى ان كنت قد اثرت ضيقك او جرحت كرامتك
لكن لا تخطئى فهمى انا احب دوما ان اشجع العامل النشيط المتميز وادفعه لمزيد من الاجادة
هتفت مى بحنق مدروس :
-ليس بهذا الشكل يا حسام بيه
ثم اضافت برقة:
-ليس بهذا الشكل ابدا
اتسعت عينا حسام عندما شعر بهذا الشعور الغريب يجتاحه
هل هو يتوهم ام ان هذا حقيقة هل فعلا خفق قلبه
هل لا لا لا هو بالتأكيد يتوهم
لا لا .. لماذا يكاد يجن ؟؟ هل ضعف
هل اضعفته تلك الفتاة الهزيلة ؟؟
اندهشت مى لتلك المعركة التى ظهرت جولاتها على وجهه
الممتقع فهتفت بانزعاج:
-حسام بيه هل هناك شىء؟ هل انت بخير ؟؟
ارخى عقدة ربطة عنقه وهو يقول بصوت مختنق
ويشير اليها بالانصراف:
-من فضلك يا مى اتركينى وحدى الان
-لكن
قال بضعف وعيناه تتوسلان لها:
-من فضلك اتركينى وحدى
هزت كتفيها فى حيرة وخرجت واغلقت الباب ورائها
لتخلف حسام خائرا القوى فى صراع مميت مع اسمى شعور
بالحياة وبين طبيعة متدنية وشخصية وقحة اعتادت على
الغرائز الحيوانية ولاول مرة يجتاحها هذا الشعور النبيل الذى تريد قتله بشدة

***********

جلس ادهم فى صالة الانتظار بمطار لبنان ، منتظرا بلهفة اقلاع
الطائرة المتجهة الى مصر والتى سيكون على متنها متمنيا ان يصل الى مصر باسرع من البرق ليحاول ان يعيد كل شىء الى نصابه
تنهد بضيق وهو يفكر باعماقه
اذن فقد علمت دنيا كل شىء واكتشفت الحقيقة العارية
التى حاول رتق ثقوبها بلا فائدة
لم يواته القدر الفرصة ليخبرها هو باسفه وندمه وحبه وعشقه
بالطبع لها كل الحق فى كل ما فعلته وان كان ما فعلته قليل للغاية
كان يجب ان توسعه ضربا وتسلمه الى الشرطة ان لزم الامر
لكن لكن
كان يجب ان تستمع اليه اولا يجب ان تعلم انه احبها فعلا
وانها اصبحت اغلى شىء بحياته يجب ان
باغته رنين هاتفه المحمول فالتقطه فى سرعة مجيبا بلهفة :
-آلو من المتحدث ؟؟
اتاه صوتها الغاضب :
-انا ناهد يا ادهم امازلت فى لبنان
هتف فى سرعة:
-انا فى المطار بعد قليل ستقلع رحلتى وسأكون بمصر
هل رأيتى دنيا
هتفت بحنق وسخرية:
-رأيتها!! نعم رأيتها وطردتنى شر الطردة
من اين لها ان تعلم خطتنا ؟؟ هل اخبرتها يا ادهم
هتف فى دهشة:
-طردتك !! هل طردتك حقا ؟؟
اذن اين انتى الان ؟؟
-لقد اقمت فى فندق......... بمجرد ان تصل توجه الى الفندق
على الفور هناك امور كثيرة يجب مناقشتها
هل تفهم ؟؟ لكن قل لى هل اخبرتها ؟؟
اجاب بضيق:
-لا لم افعل الى اللقاء الان وعندما اصل سأتوجه اليكى على الفور انهم ينادون على رحلتى
اغلق الهاتف ووضعه بجيبه الخلقى وهو يزفر فى ضيق مغمغما:
-تبا لكى ولخطتك الحمقاء

افتكرلى اى حاجة كانت حلوة منى
مش هجرح تانى قلبك
حبيبى خلاص سامحنى

انا مش عارف ابعد عنك
انا مش عارف حتى اعيش
واللى تاعبنى بحبك اكتر
وانت بعيد ومابتشوفنيش

معقول قادر تسيبنى وفراقنا سهل عندك
عديهالى عشان خاطرى
حبيبى دة انا حتة منك



***********


طرقت نور باب المكتب المفتوح فرفع على نظره عن الاوراق
ليجدها واقفة امامه مبتسمة فقال باستغراب:
-هل حقا تبتسمين ام اننى اتخيل هذا ؟؟
ضحكت نور وهى تتجه نحوه وتجلس على المقعد المواجه للمكتب قائلة:
-لاانت مازلت بعقلك ونظرك ممتاز انا فعلا ابتسم
لقد طمأنى الاطباء على صحة ابى وقالوا انه بين لحظة والثانية
قد يفتح عينه ويصحو من غيبوبته مؤشراته الحيوية تدل على هذا
شعر على بالارتياح وكأن عبئا كبيرا يزاح من على كاهله وقال وهو يبتسم :
-الحمد لله
-وانت ما اخبار العمل معك ؟؟
نظر اليها بتأنيب قائلا:
-لقد ترك ابيكى فى عنقى عملا ليس بالسهل ابدا لكننى احاول
باقصى استطاعتى ان اكون بحجم المسئولية التى وضعنى بها
ضحكت نور وهى تهتف باستغراب:
-انا حتى الان لا اصدق انه جعلك الواصى علىّ
وافقها على بايماءة من رأسه قائلا:
-نعم امر غريب فعلا لا تتصورين حجم دهشتى عندما اخبرنى المحامى الخاص بكم هذا لقد ذهلت
-وانا ايضا لا اعنى اى اهانة لكننى اعتقدت دوما ان عمى هو سيكون الواصى علىّ
-يبدو ان تفكير ابيكى سليم فعمك هذا لم يظهر ليطمئن حتى على صحة والدك اى اخ هذا !!
قالت نور فى سخرية:
-لا..لا تظلمه يا على لقد جاء مسرعا ليعرف وصية ابى
وعندما اخبرته ان ابى اوصاك علىّ وعلى ممتلكاته لثقته الكبيرة بك لعننى ولعن ابى وتركنى وانصرف وهو غاضبا
تلاعب على بالقلم بين يديه وهو يتساءل :
-هل يقطن فى مصر ؟؟
هزت رأسها نفيا وهى تجيبه:
-لا يا على انه يقيم هنا فى هولندا ، لقد هاجر مع ابى
الى هولندا منذ اكثر من عشرين عاما وخلال سنواتى الثمانى عشر لم اره الا حوالى اربع مرات
ضحك على قائلا:
- لم تبلغين الثامنة عشر بعد يا نور ام تحاولين ان تبدى شابة كبيرة
قالت نور فى دلال:
-انا كبيرة بالفعل يا على
قال على بلهجة ذات معنى:
-لا يا نور انتى مازلتى صغيرة والدنيا امامك لم تتفتح بعد
ويوما ما ستقابلين الشخص الذى تحبينه ويحبك وتقضين معه اجمل ايامك
اغمضت نور عيناها فى تأثر ثم فتحتها بعد قليل وتنهدت
وقالت وهى تبتسم بحزن:
-لقد وصلتنى رسالتك يا على لكن اخبرنى
قاطعها على قائلا فى رقة:
-لستى انتى السبب يا نور
تساءلت وهى تعلم الجواب الذى تتمنى الا يكون حقيقة:
-اذن فهناك اخرى ؟؟
اجابها بحزن:
-نعم
جرحها تصريحه الا انها ضغطت على نفسها وهى تتساءل بقلق:
-لماذا اذن تبدو حزينا هكذا ؟؟
ابعد بصره عنها وشرد بعيدا متخيلا غادة امامه بشعرها الكستنائى الطويل وعيناها الخضراروان الساحرتان وابتسامتها المشرقة ومحياها الجميل وهو يغمغم بضيق:
-لاننى قطعت علاقتى بها قبل سفرى لم اكن املك ما يمكننى ان اتزوجها به واجعلها تعيش حياة رغدة ومازلت لا املك الان
هتفت نور باستغراب:
-كيف هذا يا على ؟؟ انك
قطع كلماتها قائلا:
-نعم يا نور انا بالفعل قادر على الزواج بها لكننى لا استطيع ان اجعلها تعيش بالمستوى الذى ظللت طوال عمرى اطمح به
حاولت نور كبت مشاعرها وهى تقول بتأنيب :
-لا يا على المرأة لا تريد سوى التواجد مع حبيبها يا على
لا يهمها كم معه او اى مستوى ستحيا به المهم ان تكون بجواره وتظل معه
نظرت الى عينيه بتمعن وهى تتساءل على الرغم من قلبها المجروح :
-هل مازلت تحبها ؟؟
اومأ برأسه فهتفت بتشجيع سيطرت على اللهجة التى نطقته بها حتى لا تظهر جراحها الدامية:
-اذن ماذا تنتظر ؟ هل ستقضى عمرك كله فى الغربة وجراح قلبك دامية بهذا الشكل ؟؟ ما الذى سيحققه لك المال والثراء؟؟
هل سيشعرك بالسعادة ؟؟ مستحيل .. يجب ان تشعر بالسعادة فى قلبك اولا كى تشعر بطعم المال ولن تفعل طالما قلبك معذب بهذا الشكل
صمتت قليلا ثم قالت بصوت مبحوح:
-عد لها يا على
اشار اليها قائلا:
-وماذا عنكى ؟ انا لا استطيع ان اتركك فى هذا الوقت ثم اننى انا الواصى عليكى والمسئول عن عملك واموالك
قالت بكبرياء شامخ:
-انا لن اضغط عليك للبقاء
-وانا لن انتظر منكى فعل هذا انا سأبقى حتى يشفى اباكى باذن الله ويتسلم هو مقاليد كل شىء
ابتسمت نور وهى تقول:
-اذن فقد اقتنعت وستكتفى بما لديك وتعود لتبدأ معها
هتف على بسعادة:
-نعم يا نور سأعود
ثم امسك يدها مقبلا اياها وهو يقول بامتنان:
-اشكرك على مشاعرك النبيلة
ارتجفت شفتاها ودمعت عيناها وهى تقول:
-انا لست انانية يا على انا احبك فعلا ولكن حبى لك اساسه
ان اراك سعيدا حتى لو لم تكن سعادتك معى
اسرعت بجذب يدها من يده وغادرت على عجل وهى تمسح دموعها التى سالت على وجهها بينما ظل هو على مقعده سعيدا ومتأثرا فى آن واحد

**********

وقف امجد عاقدا ذراعيه امام صدره قائلا بصرامة:
-اذن ما هو هذا الامر الضرورى الهام للغاية الذى لا يستحق التأجيل ويستدعى ان آتى هنا الان ؟؟
تطلعت اليه نعمة بشماتة وهى تقول:
-لا يمكننى ان اخبرك يجب ان ترى بنفسك دناءة فعلتك وما اكتشفته عنك بعدما غادرت الفيلا وقمت انا بتنظيف غرفتك ووجدت بها فظائع
عقد حاجبيه باستغراب وهو يهتف متسائلا:
-ما هذا الذى تتحدثين عنه ؟؟ ماذا تعنين
؟؟
اشارت بيدها الى الطابق العلوى واتجهت نحو الدرج وهى تقول:
-يجب ان تصعد لترى بنفسك فانا اخجل مما وجدته
ارتقى الدرج وهو يهتف حانقا:
-انتى بالتأكيد مجنونة انا لا ادرى ما الذى تتحدثين عنه؟؟
وصلا الى غرفته وسبقها الى الدخول بها وهو يتلفت حوله قائلا:
-اذن اين فضائحى تلك التى تخجلين منها ايتها المجنونة
فوجىء بها تغلق الباب خلفهم وتتخلى عن الرداء الذى ارتدته فوق قميص نومها الاسود المثير
تطلع اليها بذهول وهى تقترب منه بميوعة قائلة بصوت
مقزز:
-اخبرنى يا امجد هل انت مرتاح بحياتك الزوجية ؟ هل تحب امرأتك المختلة تلك ؟ الا تشعر باى شىء نحوى؟؟


نظر اليها باشمئزاز وهو يبعد يدها التى تعلقت بعنقه ويسير مبتعدا عنها قائلا بضيق:
-اذن هذا ما هاتفتينى وجلبتينى من اجله ايتها الماموس
اتسعت عيناها مع جملته فى حين واصل هو بشماتة :
حسنا سأجيبك عن اسئلتك ولنبدأ بالسؤال الثانى بما اشعر نحوك؟
اشعر بالاشمئزاز والتقزز ، اشعر انك فتاة شارع لا تستحقين لقب زوجة ممدوح السعدنى اما عن زوجتى فهى اشرف امرأة على وجه الارض ونعم احبها .....يا ترى هل اجبت عن تساؤلاتك
تطلعت اليه بضيق وغضب وقالت بغل:
-ما قلته الان ستندم عليه كثيرا وليس لاحقا كما تتوهم بل الان وحالا
ضحك امجد بسخرية وهو يتساءل:
-حقا!! وكيف هذا ؟؟
فوجىء بها تمسح بيدها بعنف على شفتيها فلطخت وجهها باحمر الشفاة واسرعت بحل عقدة شعرها وحركته بيدها لتتركه اشعثا
وابتسمت حين سمعت هتاف ممدوح المنزعج:
-نعمة نعمة اين انت يا حبيبتى ؟؟
نظرت نعمة الى امجد بخبث فى حين فهم هو لعبتها الحقيرة وحاول التنصل منها وهو يبتعد عنها الا انها تعلقت بعنقه وهى تهتف:
-ممدوح انجدنى يا ممدوح انجدنى
فتح ممدوح الباب على مصراعيه لتتسع عيناه عن اخرهما
ويصيح صيحة هادرة :
-امجااااااااااااااااااااااااااااااااااااد ؟؟؟؟؟؟

**************


 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 02-12-08, 02:21 AM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصل الخامس عشر

فات الاوان


مرر حسام يده بين خصلات

شعره القصيرة الناعمة ، وعيناه مركزتان على النيران المشتعلة بالمدفأة التى رقد امامها على احدى الارائك الوثيرة التى غاص بجسده فيها وذهنه بعيدا عن هذا المحيط

بعيدا بعيدا ، محلق فى سماء عالية لكن هناك دوامة رهيبة مصرة على اكتناف رأسه وجذب جسده المحلق اليها

دوامة سوداء لطالما احاطت به وحينما واتته الفرصة اخيرا ليتخلص منها

ابت ان تتيح له تلك الفرصة واصرت انه ملك لها وانها لا يمكن ان تتخلى عنه

لكنه يحاول وبشدة التنصل منها

شعر كأن هناك صراع مرير يدور بين عقله الشيطانى المريد

وبين قلبه الذى لاول مرة يشعر انه ينبض بين ضلوعه وان له وظيفة اخرى بخلاف ضخ الدم الاسود الذى يسرى بعروقه والذى يصفيه وينقيه ذلك الشعور الغريب الذى اجتاحه

تراءت امامه صورة مى الرقيقة الخجولة

فابتسمت شفتاه رغما عنه واغمض عينيه متذكرا حركاتها الرقيقة وكلماتها

الخجولة ومحياها الجميل وعينيها الواسعتان اللتان يشعر فيهما ببحر غريب متلاطم الامواج يتوه حينما ينظر اليهما

تنهد تنهيدة حارة لم يدر أمصدرها هو الدفء الذى يسرى بجسده بسبب

وجوده امام تلك النيران المشتعلة ام هو الشعور الدافىء الذى سيطر عليه

وحول ايامه الاخيرة لاجمل لحظات عاشها بحياته كلها

اطبق باسنانه على شفتيه الحمراء وهو يغمغم:

-يا له من شعور !!!!


*****************


صرخت احدى السيدات عندما كادت سيارة مسرعة ان تصدم طفلة صغيرة تعبر الطريق وتنهدت براحة عندما تمكنت السيارة فى اللحظة الاخيرة من تفادى الطفلة لكنها زمجرت ورفعت صوتها الغاضب عاليا :

-شباب طائش !! انتبه ايها المغفل

لم يعر امجد انتباها لتلك السيدة واطارات سيارته تصرخ عاليا من احتكاكها الشديد بالطرقات للسرعة العالية التى انطلقت بها السيارة التى ضمته

غاضبا ثائرا حانقا متألما حزينا وباكيا

مسح دموعه التى تساقطت على وجهه وهو يصيح:

-كفاك ضعفا ايها الغبى كيف تحولت فجأة واصبحت فتاة صغيرة حمقاء تبكى كلما انتزع احدهم عروستها المفضلة

ثم عاد صوته يخفت وهو يغمغم بمرارة:

-ولكنها ليست لعبة ابكى عليها انما هى حياتى التى اراها تحترق وتتحول لاشلاء امام عيناى ابى وامى وزوجتى

لكن لكن الامور اختلفت قليلا مع غادة والحرب التى بدأتها

خفتت واختفى غبار المعركة لكن القدر لن يكون حليفى ابدا فحتى عندما

استقرت الامور قليلا مع غادة ، لم يتوانى القدر فى ان يقلب حياتى رأسا على عقب ويبعث امى الى الحياة ويجعل ابى فريسة لعقل شيطانى كتلك الافعى التى اكتشفت سمومها التى نفثتها بينى وبين غادة مؤخرا والان عادت بقوة لتهدم الثقة التى بنيتها مع ابى منذ اكثر من خمسة وعشرون عاما

لاول مرة اشعر اننى يجب ان افرغ همومى اننى يجب ان ازيح اعبائى عن كاهلى

لا يوجد سواها امامى يجب ان اذهب لها

رغم انه سيكون من الصعب علىّ ان ابدو ضعيفا امامها لكننى

لا استطيع التحمل اكثر من هذا

لا استطيع

قالها بغضب وهو يضرب بقبضة يده مقود السيارة الذى اداره بعنف

ليرتاد ذلك الطريق الذى يقود اليها



********************


ابتسم عمرو عندما رأى الارتباك يزحف الى وجهها ويغطى معالمه

وهى تتلفت نحوها بجميع الاتجاهات مائة مرة بالثانية ، وعندما لمحت الابتسامة ترتسم على شفتاه عقدت حاجبيها باستغراب وهى تتساءل بخفوت:

-لماذا تبتسم ؟؟

وضع كفيه على الطاولة البيضاء التى تفصله عنها ونظر الى عينيها بتمعن وهو يقول:

-هل هذه اول مرة تجلسين فيها بصحبة شاب وحدك ؟؟

كادت تومىء رأسها لكنها تذكرت جلساتها وحدها مع وائل بارجاء الجامعة

فظهر الذنب على وجهها وقالت بتردد:

-ليست اول مرة لكن.. اعنى .. فقط جلست مع اصدقاء الجامعة

-لكنها اول مرة لكى مع اصدقاء العمل .. اعنى مع رجل بالغ

ضحكت برقة وهى تقول:

-ان كانت هذه الصفة لا تنطبق على شباب الجامعة فاجابتى ستكون نعم

-وما ستكون اجابتك عندما اسألك ما الذى دفعك لان تقبلى دعوتى تلك

ابتسمت وقالت وهى تنظر الى عينيه بعمق:

-دعنى اكون صريحة معك فالصراحة اقصر الطرق

انت شاب محترم ، ادبك يفرض نفسه على الجميع واخلاقك واضحة للعيان لذا فاشعر معك بالاطمئنان على نفسى ولا تنتابنى ذرة شك فى نواياك تجاهى واعلم انك ما طلبت منى قبول هذه الدعوة الا لان هناك مشاعر غريبة تجتاحك وتريد التيقن منها وان كنت ابادلك اياها ام لا

بهت لجوابها وحدق بوجهها فى دهشة جعلتها تضحك بشدة وهى تقول:

-لقد اتفقنا على الصراحة

اطلق من شفتيه صفيرا وهو يقول:

-انتى رائعة انسانة شفافة صريحة لا تلجأ للتلاعب و لا تمتهن

الحركات النسائية الشهيرة انتى حقا انسانة من طراز خاص

فريدة من نوعك

مالت برأسها وهى تهمس برقة :

-اذن هل تخمينى بمحله؟؟

اومأ برأسه وهو يجيب بحنان:

-نعم تخمين ممتاز لكن دعينى اسـألك سؤال اخير بما اننا اتفقنا على الصراحة هل هذا الشعور الذى يجتاحنى بشدة هل هل

هل تشعرين به مثلى

توارت عيناها خجلا وهى تبتسم ابتسامة فهم مغزاها على الفور

ورقص لها قلبه فرحا


************



استندت ناهد برأسها على كفها وهى تقول بتبرم:

-اذن ما الحل ؟

صاحت عندما لم تتلقى جوابا من ادهم الذى كان شاردا :

-ادهااااام فكر معى ماذا سنفعل ؟؟ لا تجلس هكذا كالمقعد الذى تغوص بجسدك فيه

استخدم عقلك وقل لى ما حل هذه المعضلة التى وقعنا فيها ؟؟

وازدادت حدة صوتها مع كلماتها الحانقة:

-هل انتهى حلمنا بهذه السهولة ؟؟

لثوان بدا وكأن ادهم لم يسمع حرفا مما تقول الا انه فجأة التفت اليها

متطلعا اليها بعينان خاويتان قائلا بصوت حمل مرارة شديدة:

-ماذا تريدين منى ان افعل ؟؟

لوحت بكفها وهى تصيح:

-اريد منك ان تتصرف ان تقوم بعمل شيئا ما انت مازلت زوجها

اذهب اليها بكلماتك المعسولة و

قاطعها فى حنق:

-لم يعد هناك فائدة من كل هذا ليس لانها لن تنطلى عليها هذه الخدعة اوانها لا تطيق رؤيتى امامها ، لكن لاننى لا استطيع مواصلة هذا الخداع

وقام من مجلسه متجها اليها مضيفا:

-اتعلمين !! من الجيد انها علمت الحقيقة

انتفضت من مقعدها صائحة بغضب:

-نعم !! هل احببتها ام ماذا يا ادهم بيه ؟؟

التفت بوجهه بعيدا عنها وعيناه تدمعان قائلا بصوت متأثر:

-نعم احببتها ولا اصدق اننى استطعت ان اجرح قلبها بهذا الشكل

ومهما فعلت لن تصدق ان حبى لها صادق مخلص

اسرعت بالوقوف امامه وهى تهز كتفيه بعنف صارخة:

-هل اوقعتك فى حبالها وجعلتك ضعيف بهذا الشكل ؟؟

هل استطاعت ان تثنيك عن استمرارك فى خطتنا ؟؟

لاول مرة ارتفع صوته الغاضب ليلجم لسانها لثوانى :

-كفى عن هذا يكفى خططك الدنيئة وخداعك يكفى

لقد اعمانى المال عندما وافقت على القيام بدورى فى هذه الخطة الحقيرة

كيف استطعتى ان تجبرينى على القيام بهذا ؟ كيف استطعتى ان

تفعلى هذا بابنة اخيك

حدقت فى وجهه بضيق واعماقها تشتعل لتيقنها بان خطتها تلفظ انفاسها الاخيرة مع وقوع ادهم بحب دنيا واصراره على عدم المواصلة

لذا فقد رسمت تعبير اللامبالاة على وجهها وهى تقول:

-حسنا انت الخاسر فى كل هذا اما انا فسأذهب لابنى واستميله واعيش معه ملكة عصرى وابقى انت هنا تعفن فى الفقر

ارتفع حاجباه بدهشة وهو يقول بذهول:

-هل تتخلين عنى بهذه السهولة ؟؟

-اليس هذا قرارك !! اذن تحمل عواقبه يا عزيزى

شعر وكأن هناك شيئا ما ينكسر باعماقه

اهذه هى المرأة التى

عاش عمره كله تحت جناحها وكأنه ابنها الذى انجبته !! اهذه هى الام

التى احبها ومن اجلها فعل الكثير

اخفى جرحه الغائر وهو يتساءل:

-وما حكاية ابنك هذا ؟؟ هل عثرتى عليه؟؟

اجابت بحماس :

-نعم ولن تصدق من هو وكيف كان طوال الوقت بالقرب منا

واضافت عندما وجدت الفضول يشتعل فى عيناه العسليتان:

-انه امجد امجد السعدنى زوج غادة

ارتسمت الدهشة على قسمات وجهه وهو يهتف:

-حقا !! ومنذ متى تعرفين هذا ؟ ولما لم تخبرينى ؟؟

لوحت بكفها فى لامبالاة وهى تجيب:

-لقد كنت مشغولا فى خطتنا ولم اشأ ان اشغلك عن القيام بدورك

اغمض عيناه فى تأثر عندما ذكرت فعلته الحقيرة لكنه عاد يفتحها عندما تلقى سؤالها:

-قل لى ماذا ستفعل انت ؟؟

مط شفتيه فى ضيق وهو يجيب:

-سأستمع اولا لوصية ابى لعل يكون فيها خيرا

ارتفعت ضحكات ناهد الساخرة وهى تهتف:

-خير !! ومن اين سيأتى الخير طالما الموضوع له علاقة بابيك ؟

استمع لوصيتك العظيمة هذه ولا تنسى زيارتى من حين لاخر فى منزل ولدى

رمقها وهى تغادر بضيق شديد وهز رأسه بمرارة عندما ايقن انه لم يكن اكثر من مجرد درج ارتقت درجاته لتصل لما تريد اما امومتها التى اعتقد فيها، كانت مجرد وهم لا اكثر وحلم تمناه لكن مع المرأة الاكثر جحودا وانانية بالعالم اجمع


*****************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 02-12-08, 02:28 AM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



هوت بيدها الرقيقة على وجنته فدمعت عيناه من قوة اللطمة على الرغم من

رقة يدها وتطلع اليها بذهول ليرى وجهها الجميل مرتسما عليه بغض واشمئزاز بلا حدود ونقل بصره الى شفتيها التى انطلقت منها الحروف متعثرة غاضبة :

-كيف كيف تجرؤ ان ان تطلب منى هذا ؟؟ كيف است .. استطعت التفكير فىّ هكذا ؟؟

ما الذى جعلك تظن اننى قد اقبل عرضك الحقير هذا

هل ابدو لك فتاة من هذا النوع !!

شعر بفداحة ما فعل فالتهمه التأنيب حيا وهو يرى فراشته الرقيقة تحولت لدبور مسعور يريد غرز ابرته الحارقة بمن الحق به الاذى واستطاع

ان يخرجه من يرقته بقسوة ، واخفض عيناه وهو يشعر بندم شديد

لما فعل ، فحتى المرة الوحيدة التى شعر فيها بشعور صادق نبيل

اراد التعامل مع هذا الشعور بطبيعته الدنيئة المعتادة

حتى المرة الوحيدة التى وقع فيها فى الهوى ، وهوى فتاة يعلم تمام العلم انها مختلفة وانها ليست كباقى الفتيات التى عرفهن حتى فى هذه المرة اراد الحصول عليها بطرقه المعتادة اراد ان يتزوجها فى السر

وعلى الرغم من الندم والضيق اللذان يشعر بهما فى هذه اللحظة امام كلماتها ونظراتها المؤنبة الا ان قلبه خفق بشدة وازداد حبه لها لانها هى الفتاة التى لطالما حلم بها والتى اعتقد فى عدم وجودها

ارتفع صراخها وهى تندفع خارجة من مكتبه :

-انت انسان غريب لن تتغير مطلقا وانا لن ابقى يوما واحدا بهذا المكان بعد ما حدث

انخلع قلبه وهو يراها تبتعد عنه فاسرع محاولا اللحاق بها هاتفا بتوسل:

-مى مى ارجوكى ابقى انا مغفل اعترف بهذا

لكن ارجوكى ابقى

ابتعد عنها فى سرعة عندما رأى تصميمها على ضربه ثانية لكنه عاد

يهتف:

-ارجوكى صدقينى لن آتى على ذكر هذا الموضوع ثانية ولن ولن افعل او اقول شيئا يسيئك فقط ابقى ارجوكى


*****************


حدقت بوجهه فى دهشة وهى تهتف:

-ماذا تقول ؟؟ ما الذى تتحدث عنه

ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه وهو يقول:

-اعلم ان الموضوع قد يبدو مثيرا للشكوك و

لوحت بكفها وهى تقاطعه قائلة:

-لا انه ليس مثيرا للشكوك ، انا اعلم ان لعمتى ناهد ابن ولكننى لم اكن اعلم انك هو

حان وقته لترتسم الدهشة على وجهه وتظهر فى كلماته المتساءلة:

-كيف تعلمين ان لها ابنان ؟؟ بالتأكيد هى لم تفصح لكى عن هويتى

وانتى بالتأكيد ظننتى ان لها ابنا واحدا الا وهو زوجك ادهم

صدرت عنها آنة الم خافته وارتجفت شفتاها عندما جاء على ذكر ادهم

الا انها استطاعت بصعوبة ان تتمالك اعصابها وهى تقول:

-ادهم زوجى ليس ابن ناهد ، ليس اخيك ، انه ابن زوجها

وقد علمت هذا مؤخرا و...........................


استرسلت فى حديثها المتألم فى حين استمع اليه بهدوء وهو يتطلع الى يدها اليسرى حيث الاصبع الذى ظلت تتلمسه طوال الوقت

الاصبع الذى كان فيه خاتم زواجها

نقل بصره اليها وناولها منديلا معطرا من جيب سترته وهو يقول بحزن:

-يبدو يا ابنة خالى انه لا مجال لسعادتنا فى هذه الحياة

وقد جئت اليكى لاشكى لكى همى لاكتشف انكى الاخرى لستى خالية من الهموم

وكأن تلك العائلة كتب عليها الهم والشقاء

نظرت بقلق الى عينيه الحزينتين وهتفت:

-لماذا ؟؟ ماذا بك يا امجد ؟؟ مما تشكو ؟؟

احتوى يديها بين يديه بحنان تناقض مع كلماته القاسية التى خرجت من فمه:

-يجب ان نقف بجوار بعضنا يا دنيا ليس لنا فى هذه الحياة سوى بعضنا

انا سأساعدك ان تتخلصى من ذلك الجشع وانتى تظهرين براءتى

امام ابى


****************


اخرج شريط الكاسيت من جيب سترته ووضعه فى المسجل

واتخذ مقعده مهيئا نفسه لسماع صوت والده الحبيب الذى انساب مهيبا حزينا بعث فى جسده القشعريره ، وانعقد حاجباه عندما لاحظ المرارة التى غلفت كلمات والده :

-ولدى الحبيب ادهم .. معنى انك تستمع الان الى صوتى اننى قد فارقت الحياة وذهبت لبارئى ادعو الله ان يغفر لى ما ارتكبته فى حقك يا ادهم وفى حق والدتك الغالية وفى حق نفسى

قطب ادهم حاجبيه فى حيرة وصوت ابيه يواصل:

-لقد كانت والدتك زهرة حياتى ، وكنت انت نتاج حبنا وزواجنا ، عشت معها اكثر من عشر سنوات حتى تمكن منها المرض واصبحت رقيدة الفراش وفقدت جاذبيتها ، كنت وقتها مازلت شابا ابحث عن نزواتى فاهملت امك ونسيت او تناسيت ان الزواج فى السراء والضراء

اعطيت الفرصة لناهد صديقة والدتك ان تتلاعب بى ، اغرتنى بجمالها ورقتها ودلالها ونعومتها التى تشبه نعومة الافعى

انتزعتنى من والدتك وجعلتنى اطلق سبيلها وآخذك منها لتعيش معنا بعد زواجنا

كنت مقتنع فى هذه الفترة باننى افعل الصواب ، باننى احضرت لك ام حنونة بصحة جيدة لتعتنى بك وتربيك جيدا فى ظل اشغالى باعمالى الكثيرة ، اصرت ناهد ان نسافر الى لبنان نقلت كل اعمالى هناك بناء على طلبها ، كانت طلباتها واجبة التنفيذ

ورغم ابتعادى عن والدتك وتخلىّ عنها الا ان حبها فى قلبى لم ينطفىء فاردت مساعدتها فى علاجها وعندما علمت ناهد بذلك رحبت جدا وقالت انها ستكون همزة الوصل بيننا وهى التى ستسلمها مساعدتى الطبية لها

وطوال هذه السنين نجحت ناهد فى خداعى وكان كل مليم يذهب باسم والدتك كان يرقد مع اخوته فى البنك باسم ناهد

عندما اكتشفت هذا ، عندما علمت ان والدتك توفت بسبب الاهمال وعدم تلقيها العلاج ، شعرت بتأنيب ضمير كبير فعاقرت القمار لانسى ما حدث

لكننى للاسف اضعت فيه كل شىء وتسببت بحالتنا الاقتصادية المتدهورة


سامحنى يا ادهم سامحنى يا ولدى على ما اقترفته

سامحنى وادعو لى بالمغفرة

وابتعد عن ناهد يا ادهم يجب ان تنجو بنفسك من براثنها يا ولدى

يجب يا ادهم اياك ان تسلم لها

ويجب ان تتيقن يا ادهم من حبى لك

احبك جدااااااا يا ولدى

استمر الشريط يدور فى صمت بعد انتهائه

ولدقائق عديدة ظل ادهم جامدا كالتمثال لا يتزحزح

حتى ارتسمت معالم الالم على قسمات وجهه وتشبثت يداه بقوة على مسند المقعد وانطلق الشرارمن عينيه

ثم قام فجأة من مجلسه وانطلقت يداه يمينا ويسارا تزيح كل شىء فى طريقها وصرخ بغضب من وسط دموعه المتساقطة:

-ايتها الحقيرة ايتها الشيطانة

جنيتى على اسرتى بكاملها

حولتى حياتى لجحيم

انتى السبب فى وفاة ابى وامى وابتعادى عن زوجتى وحبيبتى

ايتها الحقيرة انا اكرهك اكرهك

لن اغفر لكى ابدااااااااااااااا


*************


تطلعت اليه طويلا تحفظ معالم وجهه بخلايا عقلها وكأن قلبها الذى وقع اسير هواه لن يتذكره

دمعت عيناها وارتجفت شفتاها وهى تستمع لنداء طائرته الراحلة بعيدا عنها

طائرته التى ستحط فى مصر وتحمله الى حيث حبيبته التى لم يستطع ان ينساها حبيبته التى لم تستطع ان تحل محلها بقلبه وكم ارادت ان تحل محلها لكن حبه لها وقف حاجزا منيعا امام حبها اليانع ولم يعطها فرصة عادلة للمنافسة

رسمت ابتسامة حزينة على شفتيها وقالت بصوت متهدج:

-سأشتاق اليك كثيرا

اخفض رأسه وهو يبتسم بحزن فالموقف لم يكن باسهل عليه منها

فهو الاخر يتألم لالمها

فكم يشعر بمعاناتها لكنه لا يستطيع ان يفعل شيئا حيالها

فغادة لن تتزحزح من قلبه فقد ملكته ولن تستطيع امراة اخرى ان تزيحها منه حتى نور الرقيقة البريئة التى لم تستطع تمالك نفسها وانسابت دموعها على وجهها فاسرع بمسحها لكن ما ان امتدت يده لملامسة وجهها حتى شعر بارتجافاتها فابعد يده عنها واخرج منديلا من جيب سترته ناوله لها قائلا بتعاطف:

-ارجوكى لا تزيدى من صعوبة الامر

انا ايضا سأشتاق اليكى لكننى وعدتك سأهاتفك اسبوعيا وسأحاول بقدر ما استطيع ان آتى لزيارتك من حين لآخر

هزت رأسها وهى تغمغم:

-لا ترحل

حدق فى وجهها بدهشة صاحبت كلماته:

-ماذا ؟؟!!

ادارت رأسها بعيدا عنه وهى تقول:

-لا لم اقل شىء كم انا غبية

ثم اضافت وهى تلتفت نحوه :

-سأنتظرك محادثتك على احر من الجمر

مط شفتيه فى ضيق فقالت نور باستياء:

-لا تفعل هذا انا سأكون بخير

هيا هيا اذهب لتلحق بطائرتك

هز رأسه والتفت ليصافح والد نور الذى قال:

-موفق باذن الله يا على لا تحرمنا من رؤيتك

اومأ برأسه وهو يصافح نور التى لوحت له مودعة وهو يبتعد عنها

ثم نظرت الى والدها بعينان مغروقتان بالدموع وهتفت فجأة وهى تعدو نحوه لترتمى بين احضانه:

-علىىىىىى

ربت على ظهرها بحنان وهو يغمغم بصوت غير مسموع:

-وداعا يا اختى الصغيرة


******************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 02-12-08, 02:39 AM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



ارتفع صرير بوابة سجن ( طرة )الذى خرج على اعتابه شاب

اسمر متوسط الطول تلوح القسوة والمعاناة على وجهه

الذى يبدو انه رأى الكثير والكثير فى هذا المكان ذى الجدران الاربعة التى ضاق على انفاسه وحطم آدميته

اقترب منه شاب هزيل اشقر الشعر، واحتضنه بلهفة وهو يهتف:

-وائل مبروك على الافراج

حمدا لله انك خرجت سالما

اشار اليه بيده اشارة معينة فهم وليد مغزاها على الفور فاسرع باخراج سيجارة ناولها لوائل الذى وضعها بين شفتيه وسمح لوليد باشعالها

ليلتقط نفسا عميقا قال بعده بصوت اجش:

-اين هى الان ؟؟؟

مط وليد شفتيه فى ضيق وهو يقول:

-لقد عادت منذ يومين من لبنان حيث كانت تقضى شهر العسل مع زوجها

وقريبها هذا

اومأ وائل برأسه وضيق عينيه وهو يغمغم:

-نعم ادهم

نظر اليه وليد بتوجس وقال بتردد:

-وائل ماذا ماذا تنوى ان تفعل

خرجت من بين شفتيه اجابة مقتضبة حملت معنى خطير:

-الكثير

ازداد توجسه وهو يتساءل:

-انس الموضوع يا وا.........

التفت اليه وائل بغضب جعل وليد يبتر كلمته فى حين هتف وائل بحقد:

-انسى !! انسى الجحيم الذى قضيته فى السجن بسببهما !!

لا انت مخطىء

يجب ان يدفعان الثمن

يجب ان يدفعانه غاليا


***************


تطلع ادهم بحنق الى سيارة امجد الرابضة امام فيلا دنيا التى اقترب من بابها المفتوح ودلف خلاله ليجد امجد جالسا على احد مقاعد الصالون

فظهر الغضب فى عينيه واشتعلت الغيرة فى اعماقه وهتف ما ان اقترب منه:

-ماذا تفعل هنا ؟؟

نظر امجد لادهم بلامبالاة وقال بهدوء:

-اعتقد اننى انا من يجب عليه توجيه هذا السؤال لك يا ابن العمة المزيف

جز ادهم على اسنانه وهو يهتف:

-ماذا تفعل هنا فى بيت زوجتى

اطلق امجد ضحة ساخرة وهو يقول:

-الا تشعر بالخجل من لفظ تلك الكلمة (بيت زوجتى )

يبدو انك لست رجلا

صاح ادهم بغضب:

-صن لسانك

مط امجد شفتيه فى سخرية وهو يهتف:

-عن ماذا ؟ عن قول الحقيقة !! انت فعلا لست رجلا

انت مجرد صعلوق اراد الثراء على حساب اشلاء حب مزيف

اوهمت به تلك المسكينة

اشار اليه باصبعه مهددا:

-لا تتدخل فيما لا يعنيك يا صاح ، انت لا تعرف شيئا

هز امجد رأسه وهو يهتف:

-بل اعرف كل شىء اعرف خيانتك وقذارتك وخداعك

اعرف اهانتك للمرأة التى سلمتك نفسها ووضعت نفسها واموالها

امانة بين يديك

اطلق ادهم ضحكة ساخرة وهو يقول:

-لا تحدثنى من فضلك عن حقوق الزوجة واهانتها واحترامها

فلتفعل هذا اولا مع امرأتك يا امجد بيه

ارتفع حاجبا امجد فى استنكار وادهم يواصل:

-اتظن اننا لسنا على علم بما تفعله مع تلك المسكينة التى تتلقى الاهانة وتصمت ، آثار يديك القوية كانت واضحة جداا على وجهها فى جلسة نطق الحكم على محمد ، الجلسة التى خذلت مى فيها ولم تقف بجوارها

امسك امجد بسترة ادهم فى قوة وهو يجز على اسنانه قائلا بغضب:

-انت ايها الحقير انت الذى تطلق علىّ احكاما وتعلمنى كيف اكون مع امرأتى!! هى من اخبرتك بهذا ؟؟

ابعد ادهم يدى امجد عنه بصعوبة وهو يهتف:

-وهل هذا هو كل ما يهمك ؟؟ لا يهم ان كل حرف قلته كان صحيح لكننى سأريحك يا امجد بيه وارحم غادة من مشكلة جديدة لا لم تخبرنى هى

لكن الامر واضح جداا ، السعادة انطفأت من وجهها واختفى بريق

البراءة من عينيها واصبح وجهها نافذة عرض لليأس والحزن

اقترب منه امجد قائلا بشماتة:

-اعتقد ان هذا الوصف ينطبق على دنيا بعد الذى فعلته بها

اما غادة فهى تعيش اجمل ايام حياتها معى وننتظر مولودا

قريبا فلا تحاول ان تشوه صورة سعادتنا الزوجية حتى تظهر انت كالبرىء وكأنك لم تفعل شيئا

-انت الذى تتجاهل الحقائق ولا تنظر الا تحت قدميك ، ارفع عينيك وتلفت حولك لترى الحقيقة وتقدر النعمة التى بين يديك

ثم اشار بيده حينما رأى امجد يريد مقاطعته :

-انا اعلم ان هذه النصيحة انا اولى بها لكننى اطبقها الان بمجيئى هنا

واعترافى بخطئى وطلبى الغفران

-الغفران !! لا اعتقد انك ستحصل عليه يوما

نطقتها دنيا بمرارة وسخرية وحزن اتغرز فى كلماتها وانحفرت معالمه على وجهها الذى تطلع اليه ادهم بلهفة وتابع هبوطها على الدرج الداخلى للفيلا الذى وقف فى وسطها قائلا بلهفة:

-دنيا !! حبيبتى كم اوحشتينى

صاحت فيه بحنق:

-توقف لا اريد المزيد من الاكاذيب

اقترب منها فاسرع امجد يقف حائلا بينهما وارتفع حاجبا ادهم فى دهشة

عندما وجدها تتشبث بظهر امجد الذى اولاه لها فهتف بمرارة:

-دنيا !!! اتحتمين فيه من زوجك ؟؟

صاحت بمرارة اشد:

-انت لم تعد زوجى ومنذ هذه اللحظة انت خارج حياتى


****************


اسرعت مى باخراج

جهاز التسجيل وضغطت زر تسجيل وقربته من الهاتف الذى انبعث منه صوت حسام بالانجليزية فى محادثة طويلة وخطيرة محادثة انتظرتها مى منذ زمن

فهذا هو بداية الخيط الذى سيلتف حول عنق حسام فى النهاية

انهى حسام المحادثة مع تلك الاجنبية سوزى التى اتفقت معه ان الشحنة ستصل كالمعتاد فى ميناء الاسكندرية وانها هذه المرة ستأتى بنفسها

لمناقشة امور مهمة تتعلق باعمالهم المريبة تلك


تأكدت مى من لا احد بالجوار وعادت تستمع للمحادثة التى سجلتها

وابتسامة انتصار تتلألأ على شفتيها اللتان اتسعتا لان المحادثة رغم ما بها

من شفرات الا انها تعد دليلا هاما قد يضع حسام قيد الاستجواب

لكن ليس هذا هو ما تريده انها تريد القبض عليه متلبسا بجريمته

لذا ستوافق على طلبه اليها السفر معه الى الاسكندرية حيث

فرع الشركة الاخر وان كانت موقنة انه لن يسافر لمتابعة اعماله كما اخبرها حينما طلب منها مرافقته بل سيسافر من اجل ذلك اللقاء الاسطورى مع الاجنبية وتسلمه للشحنة المشبوهة


ورغم انه تغير كثيرا فى معاملته معها واصبح اكثر احتراما لها

بعد طلبه الاخير منها واستجداءه لها ان تغفر حماقته وتبقى

ورغم انها لم تعد تراه بصحبة اخريات الا انها لم تشعر نحوه

بادنى شىء سوى بالبغض والكراهية والرغبة فى الثأر

بالرغم من اهتمامه بها وحبه الذى يظهره لها بوضوح

فقلبها الان لا يحمل سوى شخصا واحدا فقط

شخصا هو الذى يعينها على الصمود والاستمرار رغم جهله بما تخطط له

ارتسم الجزع فجأة على وجهها وهى تفكر بخاطر مفزع انتابها

ماذا لو عرف عمرو بامر سفرها الى الاسكندرية مع حسام ؟؟

يجب الا يعلم عمرو بشأن سفرها هذا

يجب ان يبقى هذا الامر طى الكتمان حتى لا يشك بوجود علاقة بينها

وبين حسام ، لانه لا داعى حقا لسفرها لكنها ستفعل هذا فقط حتى تتمكن

من تحقيق مأربها


********************


-حسنا سأنصرف الان

قالت غادة جملتها هذه لصديقاتها فى الجامعة اللاتى بدا على وجوههن الامتعاض والضيق الذى ظهر فى صوت احداهن:

-لماذا يا غادة ؟ الوقت مازال مبكرا انتى لا تأتين الى الجامعة كثيرا

مطت شفتيها فى أسف وهى تقول:

-انا اسفة، لكن يجب ان اعود الى المنزل قبل عودة امجد

هززن رؤوسهن فى ضيق واحداهن تقول:

-حسنا يا غادة، الى اللقاء قريبا وتقبلى تهنئتى مرة ثانية

اومات برأسها وهى تبتعد عنهم محتضنة كتبها الا انها سمعت صوتا من خلفها يناديها ، صوتا قريبا الى قلبها ، صوتا جمد الدم فى عروقها وزلزل كيانها واسرعت معه خفقات قلبها المسكين ، صوتا اقترب صاحبه منها ليقف امامها وجها لوجه ، وجه اشتاقت له كثيرا ، وجه ارادت ان تهوى عليه بكفها وارادت ان تتلمسه برقة فى آن واحد

تطلع مليا الى عينيها الخضراروان اللتان اسرتاه منذ اللحظة الاولى التى وقعت عيناه عليهما ، ادار نظره فى ملامح وجهها باشتياق وهو يقول بهمس:

-كيف حالك يا غادة ؟

لم يتلقى منها جواب سوى الدهشة التى ارتسمت على وجهها والشوق الذى ظهر فى عينيها فاضاف:

-لقد وصلت من هولندا منذ ساعتين فقط واول شىء فعلته ان جئت ابحث عنكى فى الجامعة ، سرنى ان القاكى فالعديدين اخبرونى انكى لا تأتين بانتظام منذ منذ منذ زواجك

قالها بمرارة فتنحنحت غادة وقالت بلهجة حزينة:

-حمدا لله على سلامتك يا على ، هل جئت مصر فى زيارة ؟

هز رأسه وهو يبتسم لسماع صوتها الذى اشتاق اليه واجاب:

-بل جئت لاستقر، لقد كونت مبلغا لا بأس به

يكفى لبدء حياة نحمد الله عليها

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها وهى تقول بتهكم:

-نحمد !! الا تعتقد ان حرف النون هذا قد جاء متأخرا ؟؟

اخفض بصره وهو يتساءل بحسرة:

-هل انتى سعيدة بزواجك يا غادة ؟؟

اجابته بضيق:

-انت الوحيد الذى لا يحق له ان يسألنى هذا السؤال

تطلع الى عينيها بعمق وهو يتساءل بضيق:

-لماذا تزوجتى بهذه السرعة يا غادة

جزت على اسنانها وهى تهتف بغضب:

-ارجوك نحن فى مكان عام ، لا تقل هذا الكلام الذى يثيرنى وقد يجعلنى اتصرف تصرف غير لائق

لا يحق لك هذا السؤال ابداااااااااااااااا

لقد تركتنى دون ان تأخذ رأيى وكأنه قرارك وحدك

قررت ونفذت هل تعود الان لتعاتبنى ؟؟

شعر امام تقريعها بتلميذ خائب خذل مدرسته المفضلة التى

اضافت بمرارة:

لماذا لم تقل لى انتظرينى سأكون نفسى واعود اليكى ؟؟ لماذا لم تضع بيدى دبلة بسيطة انتظرك بها ، لقد عدت بعد شهور يا على

شهوووور !! عدت ومستعد للزواج ، لماذا اذن تركتنى ؟؟

لماذا ؟؟

زفر بمرارة وهو يجيب:

-لم اكن اعلم ان هذا سيحدث بهذه السرعة ، لقد حدث كل شىء بالصدفة البحتة ، لقد اعتقدت ان هذه الشهور سأقضيها فى البحث عن عمل متواضع لن يحقق لى ايا مما حققته

امسك يديها وهو يقول بتوسل:

-من فضلك اجلسى معى اقص عليكى ما حدث لن تصدقى

جذبت يديها من يده وهى تهتف بحدة:

-اسمع يا على انا امرأة متزوجة الان ولا

قال على باندفاع:

-اتركيه

بترت جملتها لتهتف بدهشة:

-ماذا !!

قال على برجاء:

-اتركيه يا غادة انا اعلم انكى مازلتى تحبيننى انا ارى هذا فى عينيكى وانا ايضا مازلت احبك ، وهذا القرار الغبى الذى اخذته قبل سفرى اعتقدت انه فى صالحك لكننى كنت مخطىءاتركيه يا غادة وتزوجينى

اطلقت آنة مرارة مشوبة بالسخرية وهى تهز رأسها قائلة:

-لا يفيد هذا الان يا على مهما كان شعورى نحوك لقد فات الاوان

-لا لم يفت ، انا مستعد لانتظارك فى شهور عدتك بعد انفصالك عنه

وسنبدأ معا يا غادة

قالت غادة بصوت مختنق وهى تلوح بيديها لتوقف حماسه:

-لقد فات الاوان يا على فااااااااات ، انا حامل

صعق على عندما سمع كلمتها الاخيرة وهتف بانهيار:

-ماذا !!

امتلأت عينا غادة بالدموع وهى تقول :

-اننى احمل طفله ولا استطيع تركه ، طفلى يجب ان يحيا بين ابويه

لا يجب ان يحرم من ايهما ، لا يجب ما حدث لى ان يحدث له

انا اسفة يا على لكنك انت من جنيت علينا يوم تخليت عنى وسرت وراء احلامك

لقد فات الاوان يا على

واسرعت تفر من امام عينيه اللتان انسابت منهما خطان من الدموع

بللت شفتاه التى رددت:

-لقد خسرتها خسرتها ايها الاحمق

لقد صدقت

فات الاوان


*************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 13-12-08, 04:55 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


الفصل السادس عشر

خيانة


ترجل امجد من سيارته التى صفها امام جامعة القاهرة واسرع بالبحث عن غادة بين جنبات الكلية ليصحبها معه الى المنزل بسيارته لخوفه وقلقه المستمر على ما تحمله بين احشاءها حتى تطأ قدماها بأمان منزلهما

اعترف امجد لنفسه انه لم يأتى الى هنا فقط من اجل هذا بل هناك سبب آخر..لقد اصبح يرغب برؤيتها فى كل وقت .. اصبح يفتقدها دوما واضحت قريبة من قلبه بشدة خاصة بعد هذا الخبر السعيد الذى زفته اليه والذى تعامل يومها معه على انه نبا عادى وكأنها تخبره مثلا بتحضير العشاء

اخفى سعادته ولم يحتفل معها فحتى الان لم يستطع نسيان فعلتها

لم يستطع ان ينسى مكانه فى حياتها

ابتسم عندما وجد ضالته المنشودة .. عندما لمحها بين صديقاتها .. اقترب منها لكنه جمد بمكانه عندما رآه يقترب منها ويتبادلا الحديث سويا

غلى الدم بعروقه وكاد ان يفرغ ضيقه وغضبه والمرارة التى يشعر بها منذ لقاؤه مع امه والتهمة التى وجهها اليه ابيه لكنه اطبق على قبضتيه بسرعة حتى كادت عظام يده ان تنكسر محاولا تماسك اعصابه واستدار عائدا الى سيارته منطلقا بها بسرعة جنونية اوصلته فى وقت قياسى الى المنزل الذى ما ان دخله حتى ارتمى على اول مقعد قابله وحدق فى الفراغ المحيط به متحسرا على حاله

الجميع يتأمرون ضده

امه تعود كمعا فى امواله

وغادة تعيد حبها القديم وتقابله فى السر

وابيه يتهمه بابشع تهمة

وهو وحيد لا قيمة له .. الكل سعيد بدونه

مزقه هذا الشعور فاطلق صيحة هادرة وه يضرب بقدميه طاولة الصالون الذى جلس الى احد مقاعده :

- آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه


**********



فتحت باب مكتبه برقة ودلفت متطلعة اليه بنظرات امتلأت بحقد واضح وكراهية مطلقة تبددت على الفور ما ان طالعها بنظره فحل محلها نظرات رقة وابتسامة زينت محياها وهى تقول :

- لماذا يريدنى مديرى العزيز .. كيف استطيع خدمتك يا حسام بيه

ابتسم وهو يقول متبرما :

-الم اقل لكى كفى عن هذا وخاطبينى باسم حسام مجردا

ضحكت مى بدلال وقالت وهى تقترب منه:

-حسنا .. فيما تريدنى يا حسام

هتف بحماس:

- عدى حقائب سفرك .. لقد حان موعد سفرنا الى الاسكندرية حيث سأتسلم بنفسى تلك الطلبية التى اخبرتك عنها

لمعت عيناها وهى تقول بتهكم لم ينتبه له:

-ولماذا يجب ان تتسلمها بنفسك

نظر اليها فى صمت ثم اسرع يقول :

- لاننى سأستقبل معها سيدة اعرفها منذ زمن

ارتسمت ابتسامة ساخرة على جانب شفتيها وهتفت متبرمة :

-سيدة ! ومن هى تلك السيدة ؟ هل هناك علاقة بينكما

هز رأسه فى عنف وهو ينفى :

- لا ابدا .. كل ما يربطنا هو العمل

قربت وجهها من وجهه وهى تقول بصوت خافت :

-اذن سأحضر لقاءات العمل بينكما .. اليس كذلك

تعلثم حسام وهو يجيبها :

- لا .. لا داعى .. لا داعى لهذا

عقدت زراعيها امام صدرها وهى تقول بتبرم :

-لماذا اذن ستصحبنى معك ان لم يكن من اجل حضور هذه اللقاءات.. اذن سفرى معك ليس للعمل .. هل عدت لتفكيرك الاخر .. ماذا تظننى ؟

اسرع يمسك يديها وهو يهتف نافيا :

- لا ابدا يا مى .. لم اقصد هذا ابدا

نظرت الى عينيه بتمعن واخذت نفسا طويلا بعدها همست :

- لماذا اذن تواصل معاملتى بهذا الاسلوب الجارح .. اتعلم ! اى فتاة بمحلى كانت لتترك العمل لديك منذ زمن لكننى بقيت هنا واحتملت سخافاتك تلك لاننى .. لاننى .. لاننى احبك

لفظتها وكادت تقتل نفسها لاجلها اما هو فقد برقت عيناهوانتفض جسده وهو يحدق بعينيها وسرعان ما هتف بسعادة :

- ماذا ؟ حقا يا مى ! هل تحبينى فعلا ؟ يااااااااااااااه كم تمنين سماع تلك الكلمة من بين شفتيكى .. مى .. ربما قلت هذه الكلمات لغيرك مئات المرات لكن هذه هى المرة الاولى التى اعنيها حقا.. ما اشعر به تجاهك شعور صادق ولم اتخيل ان ينتابنى يومالكنكى استطعتى ان تديرى رأسى من حبك ولا اصدق انكى تبادلينى شعورى هذا

امسك كتفيها وهو يصيح :

- انا احبك يا مى .. احباااااااااااااااااااااااااااك

توقفت مى مذهولة امام هذا التصريح القوى .. لم تكن تتخيل هذا النجاح

انه لا يكذب .. انه فعلا يعنى ما يقوله

لكن هل سهل هذا مهمتها ام صعبها ؟

هل سيثق بها ويطلعها على ادق اسراره ام سيحاول اخفائها عنها خوفا من خسارتها!!

هل حبه لها سيجعلها تكشفه للعداله ام تخسر فرصتها الوحيدة فى اثبات براءة اخيها والانتقام منه !!

يا له من مأزق !


**************


- ماذا تفعل هنا ايها الوقح ؟

نطقها بحدة وبعينان اطلقتا شرارا مخيفا اخمد الحماسة التى دبت بجسد امجد ودفعتهللمجىء لشركة ابيه فى محاولة منه لاظهار براءته من التهمة الحقيرة التى نسبتها اليه زوجة ابيه

تلك الحية الرقطاء التى تعربد بالمنزل الذى تربى فيه وبناه مع والده بعرقه وكفاحه .. وها هى تلك الافعى تحاول ان تسلخه حيا من كل ما روى بذرته حتى كبر وترعرع لكنه لن يظل مكتوف الايدى امام لعبتها الدنيئة تلك لذا فقد هتف :

- استمع الىّ فقط يا ابى .. منذ تلك الحادثة المشئومة وكلما تراتنى تلعننى وتنصرف عنى .. انت لم تعطنى الفرصة كى اشرح لك .. لماذا تصدق تلك الامور التى تعرفها من شهور وتكذب ابنك الذى ربيته حتى صار رجلا ؟

هب ممدوح من مقعده وهو يهتف :

-وهل فيما رأيته مجال للتصديق او التكذيب ؟

ايها الخائن لقد دنست حرمة منزلى واعتديت على زوجتى

احتقن وجه امجد وهو يصرخ :

- لا لم افعل .. امراتك كاذبة ولعينة

صفعه وهو يصيح :

- اخرس اياك ان تقول هذا .. انت هو اللعين الذى لم يصن شرف اباه وكان اول من ينهش فى لحمه

- اقسم لك لم افعل انها لعبة دنيئة دبرتها نعمة لتوقع بى

- ولم قد تفعل هذا ايها الكاذب ؟ ما الذى ستجنيه ؟

لوح امجد بكفه وهو يواصل صراخه :

- لا ادرى اسألها هى

هتف ممدوح بتهكم :

اترك الجانى واستجوب الضحية

هز امجد رأسه وهو يهتف بغير تصديق :

- ضحية ! انت مخدوع يا ابى .. لقد تمكنت منك واستطاعت ان تربح جانبك فضحيت من اجلها بفلذة كبدك

هز ممدوك كفيه وهو يصيح :

- لا انت مخطىء.. انت لم تعد ابنى ..لقد صرت غريبا عنى يوم احلت لك نفسك ان تفعل بى ما فعلت

حدق فى وجهه بعينان دامعتان وهو يقول بصوت خافت :

اذن فانت مصر على موقفك هذا

مضت فترة من الصمت بينهما قطعها امجد بصياحه الحانق :

- حسنا يا ابى كما تشاء سأثبت لك براءتى بطريقتى الخاصة لكننى لن اسامحك ابدا على شكك بى

وغادر حجرة مكتبه مشتعلا من الغضب واصابعه تتنقل فى سرعة بين ازرار هاتفه المحمولالذى صاح فيه :

- دنيا .. لم يقتنع .. سننفذ ما اتفقنا عليه


***********


هبطت مى درج مديرية امن الجيزة فى الوقت الذى تلقى فيه هاتفها المحمول رسالة فضغطت على ازراره لتطلع على فحواها وهالها ما رأت فقد هتفت كلمات رسالة عمرو " لقد اعتقدت انكى مختلفة .. لم اكن اعلم انكى بهذه الوضاعة .. انا آسف على وقتى الذى اهدرته على فتاة مثلك "

شحب وجهها وكادت الدموع تتفجر من مقلتيها لكنها تمالكت اعصابها باعجوبة وهى تشير لاحدى سيارات الاجرة التى توقفت لتقفز فيها وتهتف بالسائق :

-عابدين يا اسطى .. اسرع من فضلك

دار بخلدها افكار مريعة .. ترى ماذا يقصد ؟ يا الهى ! ماذا يعنى بكلماته هذه ؟ بالتأكيد يقصد علاقتها بحسام .. هل فاحت رائحتها بهذه السرعة !

يجب ان تخبره بالحقيقة.. لا يمكن ان تخسره .. انه اجمل شىء حدث بحياتها

- وصلنا يا آنسة

انتزعها هتاف السائق من افكارها فنقدته نقوده واسرعت بالترجل من سيارة الاجرة لتتلفت هى حولها وتقترب من شاب وتسأله :

-اين منزل المهندس عمرو كمال ؟

تطلع اليها الشاب بنظرات لم ترق لها ثم اشار بيده قائلا :

آخر الشارع ..المنزل الاصفر على يسارك .. شقته بالدور الارضى

هتفت شاكرة واسرعتبخطواتها المرتجفة ودقات قلبها الغير منتظمة تقترب من منزله حتى وصلت الى باب شقته الذى طرقته ليطالعها وجه عمرو المستنكر وهتافه المندهش :

- ماذا تفعلين هنا ؟


**********


تطلعت اليه غادة بحيرة وهى ترى تلك النظرات تعود ثانيه الى عينيه .. ماذا به ؟ لماذا عاد الى معاملته السيئة تلك ؟ الم تكن الاحوال قد تحسنت قليلا ! لماذا عادت لتسوء بهذا الشكل ؟

تنحنحت وكادت تتساءل عما به لكن جرس الباب الذى انطلق قاطعها فقامت مضطرة الا انه استوقفها بيديه وهو يقول بحزم :

-سأفتح انا

اتجه نحو الباب وجذبه ليرتفع حاجباه فى دهشة وهو يهتف :

- ادهم ! ماذا تفعل هنا ؟ ماذا تريد ؟

-حديثى لن يأخذ من وقتك كثيرا

قال امجد بسخرية :

-ومنذ متى وبيننا حديث ؟؟

ثم اضاف بتحذير :

- اسمع .. ان كنت هنا بمنزلى كى تحاول ان تبعدنى عن دنيا فلن تفلح محاولتك .. دنيا هذه ابنة خالى وشقيقتى الصغرى وحمايتها واجبا علىّ وبما انك لم تصن الامانة التى بين يديك فقد جاء دورى انا كى اصونها وابعدها عن امثالك

ارتسم الضيق والنفور على وجه ادهم الا انه قال مرغما :

-لن ارد على اتهاماتك هذه رغم ان لى كل الحق ان ابعدك تماما عن دنيا لكننى لن افعل هذه ولن استخدم هذا الحق

- حق !! اى ........؟

قاطعه بسرعة قائلا :

-ولن نتحدث فى هذا الموضوع ..لقد جئت اليك بموضوع آخر ..اتمنى ان تعيرنى انتباهك فيه وتتناسى خلافاتنا قليلا

اشتعل فضول امجد فهتف بلهفة :

- اى موضوع هذا

- والدتك .. ناهد شاهين

اغمض امجد عينيه بضيق وعاد يفتحهما وهو يتساءل :

- ماذا عنها ؟

اجابه بمرارة عكست جراحه بعد اكتشافه الامومة المزعومة وغدرها بوالدته :

- انتبه منها جيدا..لا تخنع لها .. انها أم لكن الجنة لن تكون ابدا تحت قدميها بل سيكون مصيرها جحيم مستعر .. احذر منها ومن الاعيبها .. انها ستحاول المجىء اليك واستجدائك لتقبل بها أما من جديد فلا تضعف او تشفق عليها .. انها لا تشعر بذرة امومة او حنان تجاهك .. كل ما تريده هو المال وعندما فشلت محاولتها معى لاعادة الكرة مع دنيا واكمال خطتنا قررت انك ستكون خطة (ب) بالنسبة لها

اشار اليه بيده نحو احد المقاعد وقال بصرامة :

-اجلس

ارتفع حاجبا ادهم بدهشة لاستجابته تلك لا انه اومأ برأسه وهو يستمع لكلمات امجد :

-لا تعتقد اننى مغفل لهذه الدرجة ولن افهم هذا الصنف من النساء .. هى فعلا امى لكننى افضل ان اكون يتيم على ان يكون لى مثل هذه الام انها لا تستحق هذا اللقب وجيد انك اخيرا قد عرفتها على حقيقتها.. هى بالفعل فعلت ما اشرت اليه لكنها لا تعلم عنوان منزلى هذا وانا هذه الفترة لا اذهب الى الشركة التى علمت من موظفيها انها عادت اليها لكن ابى قام بالواجب معها وطردها شر طردة

قام ادهم من مجلسه وهو يومىء برأسه قائلا بتشفى :

- خير ما فعل .. حسنا لقد طمئنت قلبى

فانا لا اريد هذه المرأة ان تخدع من جديد

كاد ان يخطو بقدمه خارج المنزل الا ان يد امجد امتدت لتلتف حول ذراعه ليتوقف ويدير بصره نحو امجد الذى تساءل بتردد :

-هل حقا اغرمت بدنيا ام ان تلك لعبة لاستنزاف اموالها !

لمعت السعادة بعينى ادهم وابتسم وهو يفتح قلبه ويهتف بحب دنيا


*******

 
 

 

عرض البوم صور jen  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حياة ..شعبة ظلم, jenhoud, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:44 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية