لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-10-08, 08:38 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



الفصل الحادى عشر

كرب مؤمن


ارجع على رأسه للوراء مستندا على مسند المقعد قائلا وهو يزفر بضيق:

-يالها من لغة !

وضعت نور اصبعها بسرعة على شفتيه لتحثه على الصمت قائلة بهمس:

-ششش صوتك عالى ، امينة المكتبه تنظر الينا بتحذير

هنا يجب ان تلتزم بالقواعد، المكتبة للقراءة فقط، لا حديث على الاطلاق

ازال على اصبعها من فوق شفتيه وهو يضحك مشاركا اياها فى همسها :

-حسنا نعود الى ما كنا نفعله

لم تمتلك نور نفسها من الشرود بعيدا عن كلماته المفككة الهولندية وتعبيرات وجهه

المنزعجة اذ سبحت بعيدا فى عالم اخر مختبرة اجمل شعور فى حياتها وهى

بجواره الا انها عادت من شرودها الى الواقع عندما طرقع على

اصابعه امام عينيها وهو يتساءل :

-اين ذهبتى

اجابته بارتباك :

-انا معك انا معك حسنا لنعد الى ماكنا نقوله

استعادت رباطة جأشها وهى تستطرد :

-اللغة الهولندية صعبة قليلا انا معك فى هذا لكن لا سبيل امامك

سوى هذا ان اردت ان تعمل فى عمل افضل مختص بمجال دراستك

وايضا حتى تستطيع التعامل والتعايش فى هولندا فليس الجميع هنا يتحدث

الانجليزية ثم ان انجيلزيتك ليست بالرائعة

قال على بتأفف :

-لكنها لغة صعبة للغاية

ابتسمت وهى تقول بحكمة :

- كل شىء فى بدايته صعب بمرور الوقت ستدرك كم هى سهلة

بمجرد ان تألف القواعد وتحفظ حروفها الابجدية حتى يصير

كل شىء سلسا

مط شفتيه وقال بلهجة من لا يملك خيار اخر :

-حسنا انا معك للنهاية

اشارت الى ساعة يدها وهى تقول بحزم:

- اسمع بمجرد ان تنتهى ساعة دراستك للغة الهولندية حتى

تبدأ فى مساعدتى فى مادة المصريات

عقد حاجبيه فى حيرة وهو يتساءل :

-صحيح اخبرينى لماذا اخترتى هذه المادة رغم ان دراستك

لا علاقة لها من قريب او من بعيد بالتاريخ الفرعونى او حتى العربى

ابتسمت وهى تجيبه :

-هذه مادة الدراسة المستقلة فكل فرد له حق اختيار مادة مستقلة وقد وقع

اختيارى على هذه المادة لشوقى الشديد لمعرفة اسرار وحياة

الفراعنة فالجميع يتحدث عنهم وعن عبقريتهم الفذة

قال بتحسر:

-نعم ياليتنا نعرف اسرارهم ساعتها لم اكن لاكون هنا

قطبت حاجبيها قائلة بتعجب:

-ماذا تعنى

تضاعفت حسرته وهو يمط شفتيه مجيبا:

-لو كنا متقدمين مثلهم لوجدت عملا فى بلدى وما اضطرت الى مغادرتها والتغرب هنا

- لا انا اشكر الله انكم لستم بدرجة عبقريتهم

-لماذا تقولين هذا ؟؟

ابتسمت وهى تجيب بصوت حالم:

-لان ساعتها لم تكن لتأتى الى هولندا ولم اكن لاقابلك

ضحك على طويلا حتى فوجىء بأمينة المكتبة تقف امامهم موجهة كلامها لنور التى

احمر وجهها وجذبته من يده واخذت كتبهم فاستوقفها فى الخارج قائلا:

-ماذا حدث لماذا غادرنا ؟؟

اجابته بضيق:

-جيد انك لا تفهم الهولندية لقد تم تقريعى بالداخل تقريعا شديدا بسبب حديثنا

وضحكاتك و تم طردنا فى النهاية.

ابتسم على وهو يقول مازحا:

-لقد قلت لكى من البداية لا يوجد افضل من حديقة فيلتكم لم تصدقينى

ضحكت نور لمزحته الثقيلة وقالت وهى تجذبه الى الامام:

-حسنا ايها المتبجج لنعد للمنزل


××××××××××××××××


خرجت غادة من دورة مياة حجرة نومها بفيلا امجد وهى تجفف شعرها بالمنشفة لكنها

تراجعت فى حدة عندما وجدت امجد جالسا على الفراش فى حجرة نومها

فقال بتهكم حينما رأى تعبير الانزعاج مرتسما على وجهها:

- ماذا! هل رأيتى عفريتا ؟؟

نفضت رأسها فتطاير معه شعرها الكستنائى المبلل مجيبة:

- لا ابدا لقد تفاجأت بوجودك لقد اعتقدت انك ذهبت لعملك

هز رأسه وهو يقول :

- نعم اننى سأذهب الان لكننى اردت الحديث معكى قليلا

نظرت اليه بتساؤل وهى تقول:ا

- بأى شأن ؟

قال بتهكم:

- بشأن حديث الساعة بشأن قضية محمد

اشارت اليه بيدها فى لهفة وهى تقول:

- نعم صحيح لقد اردت فعلا معرفة التطورات منك امس لكنك كنت متعب واردت ان تنام

يا ترى ماذا حدث ؟؟

هز كتفيه وهو يقول بلامبالاة :

- لا جديد سوى اننى استخرجت تصريح لمى لتزور اخيها فى سجن طرة

اغمضت عينيها بارتياح وهى تطلق تنهيدة حارة قائلة:

- الحمد لله لقد كانت متحرقة شوقا لهذا

اومأ رأسه قائلا بتهكم:

- نعم يجب ان تذهب لمواساته قليلا

عقدت حاجبيها بضيق وقالت بتوتر:ا

- لماذا تتحدث بهذا الاسلوب

تصنع الدهشة وهو يتساءل ببراءة:

-اى اسلوب !!

اشارت اليه قائلة بعصبية لم تتمكن من اخفائها:

- اسلوب السخرية والتهكم وكأن هذا الامر برمته لا يعنينا او كأن محمد تاجر

فى المخدرات فعلا

ضيق عينيه قائلا بصوت خافت يشبه فحيح الثعبان:

- وماذا ادراك انه لم يفعل ؟؟

اتسعت عيناها وقالت بغضب:

-هل انت مجنون انه فى كلية الشرطة

هز كتفيه وهو يقول بتهكم:

- وماذا فى هذا ؟؟

جزت على اسنانها وهى تدافع عن شىء لم تكن تتصور فى حياتها ان

يكون موضع هجوم:

- انهم يجرون تحريات واسعة عليهم قبل قبولهم فى الكلية

- هذا صحيح لكنهم يتساهلون فى كثير من الحالات ومحمد كان حالة منهم

بسبب توصياتى الواسعة عليه.

هزت رأسها بعنف غير مصدقة وصوتها الغاضب يرتفع:

- هل تنسب الفضل لنفسك الان وتريد ان تقول ان محمد تاجر فى المخدرات

لكن لولا توصياتك لكانوا قد اكتشفوه

قال امجد ببطء مستفز:

- هذا صحيح

شعرت غادة بالغيظ الشديد لاسلوبه فقالت بحدة:

- ولماذا يريد تاجر مخدرات ان يصبح شرطيا

- غطاء رائع له

تضاعف غضبها فتمالكت نفسها وهى تحاربه بالمنطق:

- انت لا تطاق بنظرياتك السخيفة هذه اذن قل لى لماذا لم يظهر يسر الحال

على عمى واسرته

- لانه هكذا قد يلفت الانظار اليه بالتأكيد يخفى ارباحه فى مكان امين

تساءلت بتهكم حانق:

- اذن وهل كان ليحتفظ ببضاعته فى الشقة التى يقام فيها حفل زفاف والجميع

يتجولون فى كل مكان !!

نظر اليها نظرة غامضة وهو يقول باستفزاز محاولا اثارتها:

- لاتعرفين ابدا ما يجرى فى عقل المجرم

لم تستطع التحمل اكثر من هذا لم تستطع كتمان انفعالاتها الغاضبة المكبوتة

فحررتها من اسرها فخرجت قوية عنيدة امتزجت بكلماتها

المهددة حادة اللهجة:

- اخرس كيف تقول هذا الكلام هل جننت !!

جذبها امجد من شعرها وهو ينظر لعينيها بغضب وتهديد قائلا:

- انتى التى جننتى لتتحدثى مع زوجك هكذا

هتفت بالم وحنق:

- اتركنى اتركنى يا امجد

ظل على وضعه بل شدد على قبضته الملتفة حول شعرها الناعم وهو يقول

بلهجة واثقة غارقة فى الوعيد:

- لن اتركك حتى تعتذرى لى عن الفاظك وطريقة تعاملك معى

هتفت بذهول واستنكار:

- انا ! انا التى يجب ان تعتذر !!!

شدد على كلماته المهددة:

- وتعدينى انكى لن تكريرها ثانية

تسربت دمعتان متألمتن من عينيعا الخضراوان وهى تتوسل قائلة:

- اتركنى يا امجد ارجوك

اجاب بغضب:

- اعتذرى

نظرت اليه بغل وهى تعض شفتيها قائلة بقهر:

- حسنا انا اسفة هل ارتحت الان

تركها فهوت على الفراش وهى تبكى ثم اخرج ورقة من جيب قميصه

طوحها فى وجهها قائلا وهو يغادر الغرفة:

- هذا هو تصريح الزيارة غدا فى الساعة الثالثة لا تدعيها تتأخر.

دفنت غادة وجهها بين كفيها وهى تبكى على هذا الرجل الذى خدعت فيه

وتزوجته لينقلب حاله 360 درجة بعد ان كان حالما رومانسى رقيق الكلام

وشعرت معه بالامان وانها ستكون ملكة متوجة على رأسه ، وجدته وقد تحول

الى وحش كاسر يأمر وينهى ويعاقب ويهدد ويمحى دورها

لا تدرى ما الذى حدث له؟ كيف تغير هكذا00بين يوم وليلة ؟؟

هل صدر منها شىء ؟؟ لكن لا هى لم ترتكب فى حقه اى جرم

هزت رأسها ودموعها تواصل تساقطها وكأن صفحة احزانها لن تنتهى بل ربما تبدأ

بداية جديدة حسبتها نهاية احزانها واتضح انها بداية لا تبشر باى خير ابدا

وعادت الحيرة تلتهمها والذل ينهش فى جسدها وهى تردد

ماذا حدث؟؟؟ ماذا حدث؟؟؟؟


*********************


استغرقت دنيا فى مراجعة اوراق الصفقة الالمانية وادهم يجلس امامها متطلعا

الى التعبيرات التى ترتسم على وجهها لانطباعها عن عمله فتارة كانت عيناها

تتسعان بانبهار وتارة كانت تتمتم باعجاب لكنها فجأة زوت ما بين حاجبيها

وضيقت عينيها مدققة فى شىء بعينه ثم رفعت عينيها المتساءلتان

عن الاوراق وهى تهز راسها قائلة بحيرة:

-ادهم ما هذا المبلغ الكبييير ؟؟ هل هذا ما اتفقت عليه مع الوفد الالمانى

اومأ برأسه وهو يقول بهدوء:

-نعم يا حبيبتى لقد طمعوا فى مبلغا اكبر من هذا لكننى بعد مفاوضات ومناقشات

تمكنت من التوصل لهذا المبلغ الذى ترينه امامك

مطت شفتيها وهى تقول بضيق:

-لكنه مبلغ كبير للغاية يا ادهم ليس من عاداتهم التعاقد بهذه الارقام

هل انت واثق انهم لم يتلاعبوا بك

اصطنع ادهم الغضب وهو يقول بلهجة متوترة:

-ماذا تعنين؟؟ هل تنعتينى بالمغفل؟

هزت رأسها بحدة وهى تنفى:

-لا لا ابدا لا اقصد ذلك ولكن المبلغ كبير بالفعل

انهم دائما يتعاملون معنا لماذا يرفعون اسعارهم الى هذا الحد؟؟

اقترب منها وربت على كتفيها وهو يقول:

-لقد قلتى لى يا دنيا ان اقبل كل شروطهم واننا لا نريد خسارتهم

ثم تصنع الامتعاض وهو يستطرد:

-ثم انهم بصراحة هددونى بان هناك اكثر من عرض متاح مع شركات لها وزنها

وانهم يشكون فى جدارة شركتنا بعدما توفى المرحوم خالى

بهتت دنيا لجملته فرردت بحيرة ودهشة:

-حقا !! هل قالوا هذا يا لهم من مستغلين

ابتسم ادهم بسخرية وهو يقول بحكمة:

-هكذا العالم الحقيقى يا دنيا انتى مازلتى صغيرة لتفهمى خباياه

الكل يبحث عن مصلحته الخاصة ويستغل اى فرصة متاحة

امامه للوصول لما يريد و سحقا لاى شىء اخر

هتفت دنيا بانزعاج:

-الى هذا الحد !!

اومأ برأسه وهو يضيف:

-الى اكثر من هذا

زفرت بضيق وهى تغمغم:

- اذن سنضطر ان نتحمل هذا حتى اثبت اننى فى محل ابى

اشار اليها بيده قائلا باستغراب:

-انتى فقط !! وماذا عنى انا ؟؟

مسحت على شعره الناعم وهى تقول:

-انت ايضا يا حبيبى لقد تحملت الكثير عنى الفترة الماضية

عندما انشغلت مع مى وانا اريد ان اعوضك عن تعبك هذا بعودتى

يجب ان ترتاح انت قليلا

تناول يدها الرقيقة ولثم راحتها برقة وهو يقول:

-وهل شكوت لكى انتى التى يجب ان ترتاحى ، انتى من نال منها التعب

وانهارت اعصابك وساءت حالتك النفسية ثم اننى انا الرجل الذى يجب

ان يتحمل كل شىء

تصنعت دنيا الغضب وهى تهتف:

-لا يا حبيبى المرأة ايضا تستطيع فعل ما يفعله الرجل واكثر

ضحك ادهم قائلا:

-لن اجادلك فى هذا لانى اعلم الى اين يفضى بنا هذا النقاش

ثم نظر الى عينيها الواسعتان وهو يقول:

-لكن الم يأن الاوان كى ترتاحى فعلا يا دنيا وان تعيشى حياتك

كأى فتاة طبيعية وتتزوجين

رددت كلمته بتردد وخجل:

-اتزوج !!

-نعم وترتاحين من عبء العمل وتتركين لرجلك متاعبك ليحملها عنكى

حلق الفرح والسعادة فوق رأسها واعتراها خجل اصطبغت

غمغمتها به:

-رجلى !! رجلى من ؟؟

ابتسم وهو يمسح على شعرها ويغوص فى بحر عينيها السوداوان:

-رجلك الذى يحبك ويخشى عليكى ويتمنى رضاكى وحمل التعب عنكى

ويطلب يدك الان

تلفتت دنيا حولها وهى تقول بحيرة مصطنعة:

-يا ترى من هو ؟؟ اننى اتحرق شوقا لملاقاته

ابتعد عنها وهو يقول بغضب مصطنع:

-الا تعرفين من هو ! حسنا انا ذاهب

هرولت خلفه واضعة يدها على كتفه العريضة وهى تضحك قائلة:

-ادهم انتظر

تناول ادهم يدها ملثما اياها وهو مستغرقا فى النظر الى عينيها

وطبع صوته بطابع الهيام وهو يقول:

-دنيا هل تتزوجينى ؟؟

اخفضت دنيا عيناها فى الارض بخجل وسحبت يدها من يده وهى تقترب من

النافذة التى تطل على النيل الخالد العظيم لتستغرق فى تأمل مياهه

الزرقاء وهى تقول بصوت هامس:

-ولكن العمل امانة فى رقبتى يا ادهم لقد اوصانى ابى عليه

اقترب منها ووقف جوارها يتطلع لذلك المشهد الذى يخطف الالباب اذ

تلألأت المياة الزرقاء مع اشعة الشمس الذهبية لتصنع مزيجا ساحرا

ارغم ادهم على خفض صوته حتى لا يفسد المشهد الحالم:

-نعم لانكى ابنته الوحيدة ولم يجد رجلا يعتمد عليه لكنه لم يكن يعلم

ان ابن اخته سيعود ويقع فى غرام ابنته ويكون مستعدا لفعل اى شىء

اى شىء للحرص على راحتها وسعادتها

التفتت دنيا اليه وقالت بتخوف:

-لكن الزواج خطوة كبيرة يا ادهم

تنهدت وصمتت فترة راقب فيها عيناها الحائرتان التى استقرتا اخيرا

على عينيه وهى تقول بهدوء:

-اسمع اترك لى فرصة للتفكير اتفقنا

اخفى امتعاضه وهو يومأ برأسه قائلا بغموض:

-اتفقنا


*************


اسرع حسام يعدو فى ردهات المستشفى حتى وصل لمكتب الاستقبال الخاص

بالدور الثالث وهتف بكلمات عدة لكن انقطاع نفسه اجبر الممرضة ان

تتساءل بحدة:

-نعم !! ماذا تقول ؟؟؟

سيطر على كيانه المرتجف وهو يقول بهدوء حارب ليكون على هذه الدرجة:

-السيدة التى بعثتم سيارة الاسعاف لجلبها من فيلا المعادى اين هى ؟؟

نظرت للكشف امامها واشارت بيدها للمقاعد الجلدية المنتشرة فى الردهة قائلة:

-تفضل استرح الاطباء معها وسينبئوك بحالتها فور خروجهم من عندها

ضرب بقبضتيه سطح زجاج مكتبها الذى تتوارى خلفه وهو يهتف بغضب:

-اريد رؤيتها فى الحال

تمالكت نفسها حتى لا تندفع فى وجهه مقدرة حالته وعادت تشير الى المقاعد

قائلة بصرامة:

-من فضلك نحن فى مستشفى الهدوء مطلوب تفضل استرح حتى يتم الكشف عليها

واتخاذ الاجراءات اللازمة والا سأبلغ الامن

حدجها بنظرة نارية وهو يكتم غضبه المستعر واتجه الى احد المقاعد

جلس عليه بضيق وهو يفرك يده بتوتر ناظرا بين كل ثانية والاخرى

الى ساعة يده

لاحظت الممرضة تململه وقلقه الكبير الواضح على وجهه فخرجت عن مكانها

متوجهة ناحيته وقالت باشفاق:

-اطمئن ستكون بخير

نظر اليها باحتقار وهو يكتم غضبه الذى خرج بعضا منه مع كلماته

المنتقاة بعناية التى ارهبت الممرضة وجعلتها تفر عائدة لمكانها:

-امى ستكون بخير لا نحتاج لرأيك الطبى

لو كنا بمكان اخر لكنتى علمتى جيدا من انا واحفرى اسمى منذ الان

فى ذهنك "حسام الشريف"لان هذا الاسم سيحمل لكى فى ايامك القادمة

مفاجآت كثيرة ومخيفة

تطلع الى هرولتها الفارة منه بلامبالاة وهو يزفر بضيق لم يكتمل وتحول

للهفة ما ان رأى الاطباء يخرجون من غرفة بعينها

اسرع نحوههم وهو يتساءل بقلق:

-ماذا هناك؟؟ ماذا حدث لها؟؟ هل هى بخير؟؟

ربت احد الاطباء على كتفه وهو يبتسم قائلا:

-هذه المرة جاءت سليمة والحمد لله ستتعافى سريعا

لقد تعرضت لازمة قلبية حادة بسبب انفعالها الزائد

اتمنى لو تهتم بها ولا تعرضها لهذه الانفعالات

تنهد حسام بارتياح وهو يقول بسعادة:

-بالتأكيد يا دكتور اشكرك كثيرا

مسح العرق الغزير الذى ملأ جبهته وهو يزفر انفعالاته التى كادت

تقتله قلقا وخوفا وفجأة تذكر سبب كل هذه الانفعالات التى مرت به وبوالدته

وهتف بانزعاج:

-عمرو !!!!!!


*********************


-ممدوح

انطلقت صيحة هادرة من فم نعمة لتوقف ممدوح بمكانه لا يبارحه وهو يتطلع

الى وجهها الحاد باستغراب وتساءل فى اعماقه عن سر هذا الغضب

الذى يبدو على وجهها

اقترب منها وهو يبتسم قائلا:

-مساء الخير يا اجمل نعمة فى حياتى

اشارت بيدها وهى تقول بضيق:

-دعك من هذا الكلام المعسول

وقل لى اين كنت حتى هذا الوقت المتأخر ؟؟

جلس بجوارها على الاريكة الجلدية وهو يقول:

-كنت بالعمل يا حبيبتى

-لا تكذب على ابنك هنا منذ زمن

-من الطبيعى ان يعود هو باكرا انه حديث الزواج ويجب ان

اعطيه حقه فى التمتع بحياته وزوجته

ابتسمت بسخرية وهى تقول بتهكم:

-زوجته !!! زوجته ليست هنا يا ممدوح باشا ولا تمكث هنا سوى

اقل القليل ثم تسرع هاربة لبيت عمها هذا

ثم ضيقت عينيها وهى تقترب منه حتى اصبح وجهها ملاصق لوجهه

وقالت بلهجة ثعبانية:

-لكن ليس هذا موضوعنا انا اريد الحديث معك فى موضوع اخر؟؟

تخوف من لهجتها وكلماتها فقال بتوتر:

-ماذا هناك يا نعمة

ابتعدت عنه بحدة وهى تشبك اصابعا قائلة:

-فى زفاف امجد يوم قلت لى انك نسيت هاتفك المحمول فى السيارة

وذهبت لاحضاره وتغيبت لاكثر من ساعة فى طريقك لذلك

قطعت كلماتها لتتطلع الى ملامح وجهه المتساءلة وعادت تتابع:

-هاتفك المحمول لم يفارق جيب سروالك وتأكدت من هذا بنفسى

بمجرد ان ابتعدت عنى لاحضاره اذ اسرعت بطلب رقمك لاجدك

تتحسس سروالك دون عناء ان تخرج هاتفك لترى من المتصل

او حتى تيقن انك لم تنساه بالسيارة كما زعمت

اذن ما السبب الذى جعلك فجأة تزعم هذا وتلعب هذه اللعبة

ايقنت ان السبب هو رغبتك المستميتة فى التنصل منى والخروج

من الشقة والفرح

والسؤال هو لماذا

نظرت الى وجهه المندهش واكملت وهى تبتسم:

-لكننى املك اجابة هذا السؤال

لا تعتقد اننى انتظر جوابه منك

الجواب هو هرولتك خلف تلك السيدة التى لم تفارقها عيناك

والتى فجأة خرجت مسرعة فاردت انت عذرا لتخرج ورائها واعطيتك انا

هذا العذر وتركتك تخرج ورائها حتى اكتشف الحقيقة بنفسى

انقلبت ملامح وجهها فجأة وهتفت بحدة:

-اتخوننى ايها الوقح انت .. انت تخون امرأة بجمالى ورقتى

انت يا ممدوح

لاح الذعر على وجهه وهو يهز رأسه بعنف هاتفا:

-لا ابدا اقسم لكى ان لا .. نعم ما ذكرتيه قد حدث

لكن ليس هذا هو التفسير الذى ينطبق عليه

قالت بتهكم:

-اذن فسر لى وقل لى من هذه المرأة وما سر خروجك وراءها

اومأ برأسه وهو يقول بهدوء:

-حسنا سأقول لكى كل شىءلكن عدينى اولا انكى لن تخبرين امجد ابدا

تألقت عيناها ببريق حاولت اخفاؤه ..امجد.. ؟؟

اذن امجد متورط فى الموضوع

او هو موضوع لا يريد اباه ان يعلم عنه

هذه نقطة جديدة يمكن ان تستغلها فى حربها الباردة ضده خصوصا ان زوجته

تلك لا تعطيها الفرصة الكاملة لاطفاء نار غيرتها وغضبها منها ومنه

بتواجدها النادر بالمنزل

الجمت افكارها وهى تتطلع اليه قائلة بصوت هادىء واثق:

-قل ما عندك يا ممدوح وكلى اذان صاغية


******************


اقترب حسام من فراش عمرو الذى تمدد عليه بذراعه اليمنى المجبسة

وكدمات جسده المتفرقة وجروح وجهه الدامية ونظر-حسام- باشفاق لحالته المؤسفة

التى وصل اليها بعد اصطدامه بتلك السيارة المسرعة

تنحنح بتوتر فالتفت عمرو لوجوده ونظر اليه بعنين ضيقتين للغاية من جراء

الكدمات المحيطة بهما

فرك حسام كفيه وهو يحاول عدم النظر الى عينى عمرو وقال بهدوء:

-الف سلامة عليك يا عمرو حمدا لله انك مازلت معنا

غمغم عمرو بعدة كلمات لم يستطع حسام فهم ايا منها الا انه تجاهل هذا

وهو يستطرد بلهجة تقطر حزنا:

-يؤلمنى رؤيتك على هذا النحو لكننى احمد الله ان الامور لم تتطور لاكثر من هذا

وانك بخير وستتحسن حالك باذن الله

تطلع الى اصاباته قليلا ثم قام فجأة من مقعده وجلس على فراش

عمرو وهو يقول بندم وعينان دامعتان:

-لا تتخيل كم ما شعرت به من هول عندما اعتقدت اننى سأفقدك

حينها دارت برأسى افكار مريعة

حينها شعرت بآلام واحساس اهالى الشباب الذين يتعاطون المخدرات وفى اى لحظة يمكن ان يفقدوا حياتهم

هز رأسه وقال عندما ارتسم على وجه عمرو الدهشة وعدم التصديق:

-نعم انا اعترف اننى بالفعل اتاجر فى هذه السموم البيضاء لكن صدقنى هذا

لم يكن اختيارى لقد ترعرت وجدت مهمنة ابى هكذا وهو من علمنى

هذا العمل الحرام

لكننى الان افقت انا حمدا لله معى من اموال ما يكفينى ويزيد وشركاتى بكل

مكان ولم اعد احتاجها بعد الان كغطاء لتجارتى او استخدمها فى غسيل

الاموال بل ستكن الان بمثابة عملى وتجارتى الوحيدة

اطمئن يا عمرو هذه الحادثة التى تعرضت لها وما اشعر به الان

من خوف عليك وخوف اشد من فقدانك اثر بيّ ولمس وترا خفيا

لم اكن اعتقد انه يوجد بداخلى

بالفعل ( رب ضارة نافعة) ما حدث لك الان كان خير لى

اذ ساهم ان اعود لصوابى ورشدى

واعدك منذ الان انا حسام جديد ولن اطأ بقدمى ايا من الاماكن الموبوءة

او اضع يدى بيد تجار ومتعاطى السموم

لاحت ابتسامة عريضة على وجه عمرو عندما انسكبت دمعتان حارتان من عينى

حسام وبان الندم والاسف فى عيناه

شعر حينها الارتياح التام وان اخيرا حسام عاد لصوابه

وادرك طريق الاشواك الذى كان يخطو به


*****************


جلست مى تنتظر بقلق ولهفة مقابلة اخيها محمد بمكتب مأمور سجن طرة

وسرعان ما فتح الباب ودخل منه محمد بالزى الابيض المميز للمسجونين

الذين لم تتم محاكمتهم بعد، هالها شحوب وجهه ونظرات عينيه الزائغتين ولحيته

الطويلة التى اضفت عليه عمرا اكبر من عمره

بؤسه الواضح على وجهه مزق نياط قلبها وجعلها ترتجف وهى تأخذه

بين احضانها

نقل محمد بصره بين زيها الاسود والحزن الدفين فى عينيها

فتساءل بقلق ما ان جلس بجوارها:

-لماذا ترتدين الاسود يا مى ؟؟

اخذت نفسا عميقا قبل ان تقول وهى تشير الى فستانها:

-انه احدى الملابس التى امتلكها يا محمد ثم ان هذا سجن

هل تريدينى ان آتى اليه بفستان احمر مثلا

استمر قلق محمد وهو يسأل بلهفة:

-كيف حال ابى يا مى ؟؟

حاولت مى كبت دموعها واخفاء حزنها وهى تقول بهدوء:

-الحمد لله يا محمد

-هل تتحسن صحته يا مى ؟؟

هذه المرة لم تستطع حبس دموعها التى هربت من اسرها وسالت

على وجهها فاسرع محمد يقول بذعر:

-هل حدث شىء لابى يا مى ؟؟ تكلمى

مسحت دموعها بسرعة وقالت بتوتر :

-لم يحدث شىء يا محمد لم يحدث شىء

تطلع الى وجهها وقال بعدم تصديق:

-اذن لماذا تبكين؟؟

جاء انفعالها لا اراديا اذ ثارت فى وجهه قائلة:

-ولماذا لا ابكى؟؟ ابى مريض وانت هنا وانا وحيدة

ربت على ظهرها وهو يقول بحسرة:

-هذا قدرنا يا مى لكن والله يا مى اقسم بالله العظيم انا برىء

تماما من هذه التهمة الحقيرة

اومأت برأسها وهى تقول بثقة:

-انا اعلم يا محمد .ز لست بحاجة الى القسم. انت اخى وانا اثق بك يا حبيبى

ثم هزت كتفيها وهى تقول بحيرة:

-لكن من يا ترى الذى لفق لك هذه التهمة البشعة؟؟ ولماذا؟؟

مال محمد على اذنها وهمس قائلا:

-انا اعلم

انتفضت من على مقعدها وهتفت بدهشة:

-تعلم !! تعلم ولم تقل شيئا !! من هذا الذى لفق لك هذه التهمة

نظر الى عينيها بدقة وهو يضغط على كلماته:

-حسام الشريف

رددت باستغراب:

-حسام الشريف!! صاحب البرج !! وما دخله بهذا ؟؟

-انه هو من دس حقيبة المخدرات بمنزلى

اتسعت عيناها بدهشة وهى تهتف:

-ما ادراك بهذا ؟؟

اجابها بضيق:

-لقد بعث لى منذ يومين احد رجاله برسالة شخصية قال فيها

يجب ان تتعلم كيف تتحدث مع اسيادك وهذا درس قاسى لى يعلمنى

الا ارفع عينى فى عين سيدى واتطاول عليه بالتهديد

ظهرت الدهشة على وجه مى وتساءلت بفضول:

-وهل قال لك انه مرسل من طرف حسام الشريف

هز رأسه نفيا وهو يقول:

- لا بالطبع لم يقل سوى هذه الجملة وبعدها ذاب لم اجد حتى الوقت

لاستدعى احد رجال الشرطة ليستجوبوا هذا الرجل الذى بالطبع

ما كان ليقول شيئا

-وما ادراك انه حسام الشريف

اشار الى جبهته وهو يجيب:

- بعقلك هكذا يا مى من هو الرجل صاحب النفوذ والذى قمت بتهديده

هزت رأسها بغير تصديق وهى تقول باستغراب:

- هل ذهبت اليه لتهدده يا محمد! الم تقل انك ذاهب لتتطلب حقنا ؟

زفر بضيق وهو يهتف بحنق:

- لقد انكره يا مى انكر حقنا وقال انها غلطة ناتجة عن ضمير مقاول خسيس

قالت مى بتهكم:

- فتقوم سيادتك بتهديده !

ثم اضافت بغيظ:

- لماذا فعلت هذا يا محمد

اجابها بحنق :

- وهل اصبح التهديد الان عقابه التورط بجريمة الاتجار بالمخدرات

ماذا بكى يا مى؟ لقد كان مجرد تهديد اجوف لم اكن لافعل شىء

ليس بيدى اى شىء افعله لقد كان تنفيث عن غضبى بعد ان طردنى من منزله

والاحمق اخذه على محمل الجد اتعلمين الى ماذا يشير هذا ؟

يشير الى مخالفته للقانون فلماذا يخشى احدا من تهديد طالما ان طريقه سليم

بالتأكيد وراءه شىء يخفيه اليس كذلك

اومأت برأسها وهى تقول:

- بالتأكيد لكن لماذا اقحم بك هذا الرجل فى قضية كهذه

- بل قولى من اين اتى بهذه الكمية من المخدرات

ثم مال على اذنها وهو يهمس بما يوحى انه سيفضى بشىء خطير :

- اعتقد انه هو الذى يتاجر فى المخدرات يا مى

تراجعت الى الوراء وهى تهتف بدهشة :

- ماذا !!!!

- نعم من اين له الحصول على كمية كهذا الا لو كان يتاجر بها

ثم ان اى رجل نزيه وشريف لن يفكر فى هذا ابدا ولن يعلم من اين يأتى

بالمخدرات هذا التفكير الشيطانى لا يخرج الا من شيطان

اخبرينى يا مى هل اتى احدهم واعطاكى هذه الحقيبة على انها تخصنى ؟

هزت رأسها نفيا وهى تقول بحدة :

- لا ابدا

- اذن فقد دسوها اما ونحن نيام وهذا احتمال مستبعد او اثناء فرح

غادة وامجد والجميع منشغلون

- نعم احتمال جائز

دارت بينهما فترة صمت يفكر فيها كلا منهما فيما قيل

لكن قطع الصمت محمد بلهجة امتنان :

- مى اشكرى دنيا بالنيابة عنى فتوكيلها للمحامى وتكفلها بنفقاته جميل سيظل

فى عنقى طوال عمرى

- وان شاء الله ترده لها عندما تخرج بريئا باذن الله

قال محمد بتهكم:

- براءة !! انتى متفائلة جدا يا مى ولسوء الحظ فأن الاستاذ ربيع المحامى

صريح جدا ويخبرنى كل شىء ان وضعى سيىء جدا فى القضية

ربتت على كتفه وهى تقول بحزن :

- لا تقلق يا محمد ربنا لا يترك مظلوما ابدا والحق دائما يظهر ان اجلا او عاجلا

- نعم لكن ماذا لو هذا الحق ظهر بعد عشر سنوات من الان او عشرين سنة

- لا تقل هذا يا محمد ارجوك ثق فى الله

زفر محمد بضيق وغير دفة الحديث بسؤاله :

- يا ترى ما اخبار غادة فى زواجها من امجد يا مى

انتظر جوابها الذى لم يأتى فتطلع اليها ليجدها بعالم ثانى فلوح

بيده امام وجهها وهو يهتف :

- مى مى

التفتت اليه قائلة بصوت خافت:

- نعم يا محمد

قال بقلق :

- ماذا حدث لك ؟شرودك هذا وعيناكى الغامضتان تلك انتى تدبرين

شيئا ما اليس كذلك

نظرت اليه لبرهة ثم ادارت عيناها بعيدا عنه:

- نعم يا محمد انه لصالحك وباذن الله سيثبت براءتك


*************


اخرج انفعالاته الكامنة مع دخان سجائره الذى خرج من فمه

وتاه بنظره بعيدا بعيدا عن كل ما حولهتناسى انه فى مشفى والجميع

ينظر اليه باستهجان بسبب السيجارة المشتعلة فى يده واللافتة

المعلقة فوق رأسه والتى تهتف كلماتها (ممنوع التدخين)

لكنه لم يهتم فلو لم يستجب لهذا النداء بداخله للتدخين لكان جن خصوصا

بالتوتر الذى يسيطر عليه والضيق الذى يعتريه بعد المسرحية

الرائعة التى مثلها باتقان ويستحق عليها جائزة الاوسكار

كم ود بعد ان خرج من غرفة عمرو ان يذهب لاقرب مرآة ليطالع

وجهه بها ويبصق عليه لدموع التماسيح التى اذرفها وكلماته

الحانية التى قالها

كم ود لو يقتلع لسانه وعيناه لما ارتكبتاه

سحقا لهذا الموقف الذى وضع فيه وجعله غير قادر على اتخاذ

اى خطوات اخرى غير ما فعل

فوالدته مريضة وجاءتها الازمة وكادت ان تذهب عن دنيانا

لمجرد حلم سىء راودها عن عمرو

ماذا اذا لو كان ذهب بجوار ربه

الاحتمال الاكيد انه كان ليفقدها

عمرو هذا كالشوكة فى ظهره لا يستطيع اقتلاعها والا نزف حتى الموت

انه بالفعل يحمدالله على نجاته ليس لانه عاش لكن من اجل امه

التى كانت لتلحق به

فقط لو لم يكن هناك عمرو فقط لو لم يكن موجود بعالمنا

لكان كل شىء افضل لكان الواقع اصبح حلم جميل

لكن للاسف عمرو دوما بجواره وطبعا بعد هذه التمثيلية التى اداها

وتوسله لعمرو ان يعود للشركة عليه ان يظل ودودا معه موهما اياه

انه ابتعد عن ذالك الطريق حتى لا يشك بشىء ويذهب هو الى التهلكة


********************


فتح امجد باب الغرفة فجأة ليطالعه وجه غادة المندهش

اغلق الباب ورائه وهو يتقدم منها وعيناه توحيان بالضيق والغضب اللذان

يشتعلان بصدره ، نظرت اليه بتوجس متوقعة ان يصدر منه اى شىء

فهذا ما اعتادت اليه دوما يفاجئها بمفاجئات غير متوقعة

فيا ترى ايها هذه الليلة ؟؟؟

وقف امامها وارتفع صوته الغاضب وهو يهتف بحدة:

-اسمعى لقد سمعت ما يكفينى هذه الليلة ويجب ان تنصاعى لما اقوله

لن اسمح بعد الان لحشرة ان تتهكم على وتقول لى اننى لست رجلا ولا

استطيع حكم زوجتى اتفهمين

لم تتمكن من الفهم فقالت بقلق:

-ماذا هناك ؟؟ انا لا افهم شىء

صاح فيها بغضبه المشتعل:

-تفهمى او لا تفهمين المهم ان تنصاعى لما اقوله لا تذهبين بعد الان لمى

انا لن اقبل مطلقا ما قالته لى تلك الحشرة نعمة

انا رجل ببيتى وبيتى هذا تجلسين به ولا تخرجى منه الا معى

اتسعت عيناها بدهشة وقالت باصرار:

-ماذا !! لا يمكننى ان اترك مى بهذه الظروف

-لقد تزوجتى يا غادة هانم تناسى التسلية واجلسى ببيتك لتؤدين

دورك كزوجة

هتفت بتعجب:

-اى تسلية !! اننى اخفف عنها مصيبتها وما تعانيه من مآسى

صاح بصوت آمر:

-قلت لن تذهبين يعنى لن تذهبين

دمعت عيناها وهى تقول بضيق:

-امجد عندما تزوجتنى قلت لى ان لى الحرية فى الذهاب لعمى عندما تتواجد

بالشرقية اليس كذلك ؟

-هذا عندما كان عمك موجود على قيد الحياة وكان للمنزل رجل يحكمه اما الان وابنة عمك وحيدة والحبل على الغارب و

قاطعته غادة بغضب:

-هل جننت لتقول هذا !

اندفع امجد نحو غادة وهوى على وجهها بكفه القوية فاندفعت مع الضربة دموعها الملتهبة

وامسكت خدها بغير تصديق وهى تهتف:

-ما هذا الذى فعلته؟؟

-لقد حذرتك من قبل لو تحدثتى معى بهذه اللهجة ستنالى ما لا يرضيكى

هل تفهمين ؟؟؟

نظرت اليه باشمئزاز واحتقار ودموعها تملأ عينيها الخضراوان وقالت بحدة:

-لماذا تفعل بى هذا؟؟ لماذا ؟؟

نظر الى عينيها بدقة وهو يقول بصوت قاسى:

-انتى تعلمين

تضاعفت دهشتها وهتفت :

-اعلم ماذا ؟؟ اخبرنى بالله عليك لماذا تفعل بى هذا ؟؟

فى هذه اللحظة سمعا كلاهما طرقات على باب غرفتهما ففتح الباب

ليطالعه وجه الخادمة تقول:

-امجد بيه هناك سيدة بانتظاركم انت وغادة هانم بالصالون

تقول انها عمة الانسة دنيا وقد جاءت لتقديم المباركة لكم


********************


اغلقت الخادمة باب الفيلا وراء ناهد التى لم تسعها السعادة

وحلقت طيور الفرح بجوارها من كل جانب وقد حققت حلم كان

بعيد المنال ورأت ولدها بل وجلست معه متجاذبة اطراف الحديث

اهملت غادة تماما ولم ترفع عينيها عن امجد

ضحكت لكل نكاته وابتسمت لحديثه الهادىء و

-انتى !!!!

قطع حبل افكارها صيحة عالية غلب عليها الدهشة والاستغراب

وتطلعت الى الشخص الذى امامها بتوجس اذ خرجت كلماته

الحادة تمزق اعصابها:

-هل تجرؤين على المجىء الى هنا !!!!!!!!!!!!


*******************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 31-10-08, 03:46 AM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

الفصل الثانى عشر
مصير مؤلم

اشرق وجه غادة واتسعت ابتسامتها وهى تتسلم دعوة الزفاف
من ادهم الذى بدا على وجهه السعادة التى طغت على كلماته:
-يجب ان تحضرى يا غادة
اومأت غادة برأسها بفرحة شديدة وهى تقول:
-بالتأكيد يا ادهم لا تتخيل مدى سعادتى بهذا الخبر
انا فرحة جدا من اجلكم .. واخيرا الامر الذى طال انتظاره تحقق
ضحك ادهم وهو يقول:
-نعم بالفعل انتظرنا طويلا ولكن حتى تأكدنا تماما من مشاعرنا
وحتى استطاعت صديقتك التخلى قليلا عن فكرة العمل
واستسلمت للحب ومنزل الزوجية الذى يناديها كما فعلتى انتى
توقع ادهم ان تبهج الجملة غادة وان تشاركه ضحكاته
وان تعدد له مزايا بيت الزوجية الا انه فوجىء بها والحزن
يغلف وجهها الذى حاولت الا تظهر انفعالاتها الداخلية عليه لكن هيهات
السعادة تتسرب من تحت عقب الباب اما الحزن فيغزو الابواب
المغلقة لذا كان من الطبيعى ان يظهر بوضوح مما جعل ادهم
يصمت قليلا متطلعا الى وجهها بحيرة سائلا اياها بقلق:
-غادة ماذا هناك؟ هل انتى بخير ؟؟
ولما لم يتلقى اجابتها العفوية المرحة التى تريح باله وتنبئه
انها بخير وتلقى بدلا منها الوجوم والصمت التام ازداد قلقه وهو يربت
على كتفها قائلا بحنان:
-غادة اخبرينى هل هناك ما يزعجك؟؟
هل صدر من امجد شىء ضايقك؟؟
ثم اعقب سؤاله القلق بلهجة مرحة اراد معها كسر هذا الحزن
الذى خيم على الاجواء:
-اخبرى اخاكى ادهم ليقلنه درسا ان كان اساء اليك
جملته لفتت انتباهها لكم المعلومات المبهمة التى وصلت اليه
والتى غرزتها لديه ملامح وجهها فاسرعت بتغييرها وهى
تقول بسعادة مصطنعة:
-لا تقلق يا اخى، انا وامجد نحيا فى سعادة شديدة
اتمناها لك انت ودنيا ، لقد شردت قليلا اتذكر ليلة زفافى التى اردتها
على نحو افضل مما سارت عليه لكن على اى حال ليلتكم ستعوضنا جميعا
عن الفرح الذى افتقدناه من مدة
طمئنه كلامها نسبيا لكنه لم يزل كل القلق الذى عربد باعماقه
والذى اندهش له ، فمنذ متى يشعر بمشاعر الاخرين، منذ متى
يكون مهتما هكذا بمن حوله، منذ.......
انتزعته من تساؤلاته الدقات المميزة لكعب حذاء نعمة التى اقتربت
منهم وعلى شفتيها ابتسامة تشفى واستهزاء صاحبت كلماتها الساخرة:
-الن تعرفينا على الشاب الوسيم هذا يا مدام غادة ؟؟
حدق ادهم بوجهها مندهشا الا ان غادة لم تلقى بالا لنعمة واسرعت
تقول جملة لم تتصور انها ستكون يوما سيفا حادا على عنقها:
-لا تقلق يا ادهم سأحضر باذن الله فى الميعاد كما اتفقنا
ابتسم ادهم وهو يصافحها برقة وامتنان قائلا بسعادة :
-سأنتظرك يا غادة
*************

اقترب على من نور الشاردة والتى لم تسمع وقع خطواته
حتى اصبح قاب قوسين او ادنى منها ، وما ان اخذ مجلسه بجوارها
حتى لوح بيديه امام وجهها قائلا:
-نوووووور ؟؟
اشرق وجهها عندما رأته لكن اثار دموعها المنسكبة على وجهها
كانت لا تزال موجودة والحزن الدفين القابع وراء عينيها
العسليتين لم يزل ، فقال بقلق:
-نور ماذا بكى ؟؟
هزت رأسها وهى تقول نافية:
-لا ابدا ماذا بى ؟؟
- دوما شاردة وحزينة فى الاونة الاخيرة ولم يفت علىّ ان
الاحظ محاولتك اخفاء هذا
فماذا بكى حقا؟؟ هل هناك شيئا ما؟؟
نقلت انظارها بعيدا عنه وهى تقول بحزن :
-لا يا على لا تقلق لا يوجد ما يستحق ان تقلق بشأنه
امسك بذقنها واداره اليه لتعاود النظر اليه فأسرعت بابعاد
يده عنها قائلة بحدة:
-ارجوك يا على لا تفعل
قال على بحيرة :
-لا افعل ماذا ؟؟
قامت من مجلسها واقتربت من احدى الاشجار التى تملأ
حديقة فيلتها وهى تقول بضيق:
-لا تفعل ما تفعله لا تعطينى هذا الاحساس الزائف
ثم تأخذه منى بلا هوادة ارحمنى ارجوك
اقترب منها وامسك كتفيها وادارهما ليواجهها وهو يتساءل
بقلق وحيرة:
-نور ماذا هناك؟؟ ما الذى تتحدثين عنه؟؟
اقسم لكى اننى لا افهم اى شىء مما تقولين
اندفعت الدموع تهرب من عينيها فمسحتها سريعا وهى تبتعد عنه قائلة:
-هذا بالضبط ما اتحدث عنه.. لحظات تتعامل معى بطريقة
اشعر من خلالها انك تبادلنى شعورى ولحظات اخرى تكون ابعد ما يكون عنى وتظل شاردا وكأن هناك ما يشغل بالك ولا تفهمنى ابدا
لا تفهم ابدا
قالت جملتها هذه واجهش صوتها بالبكاء وهى تحاول الركض
بعيدا عنه الا انه امسك بذراعها وهو يهتف:
-نور انتظرى ما هذا الذى تقولينه؟؟ هل تشعرين
بشىء تجاهى ؟؟
ظلت نور على صمتها ودموعها المتساقطة من عينيها الواسعتان
وكان صمتها ابلغ من اى كلمات تقال
فقال على باستغراب:
-حقا!! اذن لماذا لم اشعر بهذا ؟؟
نظرت الى عينيه قائلة بعتاب:
-لان هناك ما يشغل بالك عنى يا على
لم تستطع مواجهة نظراته والموقف المحرج الذى وضعت نفسها به فاسرعت
بالركض نحو الفيلا فحاول على اللحاق بخطواتها السريعة وصعد
الدرج ورائها محاولا ان يستوقفها الا انها دلفت الى غرفة والدها
واغلقت الباب بوجهه
هبط على الدرج فى تمهل وهو يفكر بما قالته الا ان صرختها
اعادته الى الواقع فاسرع بالصعود ثانية وطرق الباب
لتفتحه نور سريعا ليفاجىء بمعالم القلق والانهيار التى ارتسمت على
وجهها وهى تصيح مستنجدة به:
-انجدنى يا على ابى وقع بغيبوبة سكر انجدنى

****************

نظرت مى حولها برهبة ، فها هى تجلس بمكتب سكرتيرة حسام
الشريف الذى حطم املهم بحياة رغدة كريمة وكان السبب فى مرض
ابيها ووفاته بعد تلفيق التهمة الحقيرة التى ادخلت شقيقها السجن
ودمرت سمعته وجعلته ينتظر حكم المحكمة الذى قد يدمر مستقبله
ويؤدى لقضاؤه سنوات طويلة بالسجن ويتم طرده من كلية
الشرطة حلم حياته

انقلب شعور مى الى الضيق والغضب والاشمئزاز من حسام الشريف
الذى فرق شمل اسرتها الصغيرة ودمر سعادتهم
وها هى اليوم تحاول ان تخطو خطوة فى سبيل اثبات براءة اخيها
و تضع مكانه ذلك الشخص القاسى الكريه الذى فعل بهم كل هذا
وقلب حياتهم الهادئة رأسها على عقب

جاءت هنا اليوم لشغل وظيفة لديه . لقد دبرت بشق الانفس مبلغا لا بأس
به ابتاعت به فستانا جميلا يبدو جذابا عليها ووضعت زينة رقيقة على وجهها
زادت من جمالها ونضارة بشرتها التى تخطف الانظار ، فهذا هو الشىء الوحيد الذى يجعله يقبلها فى وظيفة لديه بعدما علمت انه صاحب
مغامرات نسائية متعددة
عليها ان توقعه بشباكها وتجعله يتعلق بها وتحاول ان تعلم عنه
الكثير والكثير كى تثبت مخالفته للقانون وتثبت براءة اخيها و

-تفضلى يا انسة مى
اشارت اليها نيرمين لتدخل مكتبه وهى تقول بتهذيب:
-حسام بيه ينتظرك ليجرى معك مقابلة العمل
سارت مى بخطوات بطيئة مرتبكة ، انها ستدخل بقدميها
وقبلها ارادتها عرين الاسد ..انها تقترب من النار بكامل وعيها كأى فراشة هشة تجذبها الالوان

تطلع اليها حسام ، لم يفت عن نظره اقل تفصيلة فيها ، نظر اليها
من رأسها الى اخمص قدميها وعندما اعجبه ما رأى وقف فى استقبالها
وهو يقول بابتسامة مدروسة:
-تفضلى يا انسة مى
تعجبت مى وهى تنظر اليه .. هل يعقل ان يكون هذا الوسيم هو
الداهية الذى دبر هذه المصائب ؟؟
لكن لكن.. نعم عيناه مخيفتان
ينطلق شرار غريب منهما وابتسامته اللزجة هذه لا توحى بالارتياح
الا انها حاولت ان تنفض عن ذهنها هذه الافكار
فقد جاءت لهدف واحد يجب ان تسعى اليه ولو احترقت بالنيران من اجله

اعتدلت فى مقعدها وقالت بدلال صاحبه صوت ناعم راق له:
-فى الحقيقة لقد سمعت كثيرا عن نزاهة شركتكم وسررت كثيرا
عندما طلبتم موظفين جدد بمؤهلى فسارعت باخذ ميعاد وسارعت بملء
الاستمارة وها انا الان لم اتأخر ثانية واحدة
بدا ان حسام لم ينتبه الى حديثها اذ قال وهو يضحك:
-اعذرينى انا لم استمع فعلا لحديثك اذ شغلنى عنه صوتك الناعم
الرقيق
ضحكت بنعومة وهى تقول:
-لقد كنت اقول
اشار اليها بيده قاطعا حديثها بقوله:
-لا حاجة بكى للقول قولى لى فقط هل انتى مهتمة بوظيفة
الحسابات هذه؟؟
اعتدلت بمقعدها وهى تقول بقلق:
-ماذا تعنى ؟؟ الم يتم قبولى ؟؟
-لا انا لم اعنى هذا .. انا اعنى ما رأيك بالعمل لدى كسكرتيرتى
الخاصة ، ففى الحقيقة اننى احب سماع صوتك الناعم هذا ، على الاقل
سيصبرنى على متاعب العمل كما انه سيجذب عملاء كثيرين
عادت مى تضحك بنعومة ورقة وهى تقول:
-وهل يمكننى ان ارفض ؟ انا اتمنى بالطبع ان اكون سكرتيرتك
يا حسام بيه
قال حسام بسعادة:
-حسنا اتفقنا ومرتب هذه الوظيفة اكبر ايضا من الاخرى
-لكن ماذا عن سكرتيرتك التى ادخلتنى ؟؟
اشار بيده فى لامبالاة:
-نيرمين .. لقد سأمت منها على اى حال
ثم عاد يقول فى سرعة وارتباك:
-اعنى لا تقلقى بشأنها وظيفتها محفوظة
اومأت برأسها وهى تقول بلهفة:
-حسنا ومتى ابدأ العمل ؟؟
-من الغد ما رأيك ؟؟
قامت من مجلسها وهى تمد يدها الرقيقة نحوه قائلة :
-حسنا يا حسام بيه سأكون لديك بالميعاد
صافحها حسام بنظرات ذئب ينتظر وقوع فريسته فى الفخ فحاولت التعجيل
بالمغادرة وهى تقول بسرعة:
-لن اتأخر يا حسام بيه لن اتأخر عن اذنك
تطلع الى قوامها وهى مغادرة وقال وهو يبتسم ابتسامة غير مريحة:
-الى اللقاء يا مى
خرجت مى من مكتبه مسرعة الا انها من فرط سرعتها
وارتباكها اصطدمت بعمرو واوقعت ما معه من اوراق فنزلت على ركبتها جمعتها له بوجه احمر خجلا وقلب رق لحاله وذراعه المجبسة
واسرعت تقول باحراج :
-انا اسفة انا اسفة جدا لم اقصد
تناول عمرو الاوراق من بين يديها وهو ينظر الى عينيها والى وجهها
الاحمر وتعلثمها وعينيها اللتان تنطقان بالاسف والاشفاق فقال
فى سرعة :
-لا ابدا .. لا تقلقى
-انا فعلا اسفة
هز رأسه وهو يقول مطمئنا اياها ومزيلا عنها شعورها بالاحراج:
--صدقينى لم يحدث شىءلا عليكى
ابتعدت عنه وهى تردد:
-اكرر اسفى عن اذنك
تابعها عمرو بنظره وهو يغمغم:
-هل الرقة والجمال لا يزالان موجودان بعالمنا ؟؟!!!

****************

وقفت غادة امام المرآة تهندم ثيابها وتصفف شعرها الكستنائى الذى افسده
امجد بجذبها من اياه وسط دخوله المفاجىء الشبيه بالعاصفة التى تناثرت
فى كل اتجاه مع صرخاته الغاضبة وكفه الذى هوى على وجهها اكثر من مرة:
-الى اين انتى ذاهبة يا غادة هانم؟ لملاقاة رجلك الوسيم ادهم باشا !!
هل وصلت بكى الجرأة ان تدخليه منزلى وانا غير موجود وتتفقى
معه على مواعيد غرامية ؟؟ هل تحسبيننى مغفلا ايتها الحقيرة
اندفعت شلالات دموعها المقهورة فى كل صوب وهى تحاول الابتعاد عنه
هاتفة بكل ما اوتيت من قوة:
-اهدأ يا امجد اهدأ حرام عليك لم افعل شيئا مما تقوله
ما هذا التخريف الذى تتحدث عنه ؟؟
لم يتوقف عن ضربها وهو يصيح بها :
-هل تنعتينى بالمخرف ايتها الحشرة الحقيرة الخائنة ؟؟
كل جنسكن منحط يزهد النعمة التى بين يديه ويبحث عن الحرام بالخارج
صرخت غادة :
-كفىىىى كفى ارحمنى ، حرام عليك حرام عليك
لماذا تفعل بى هذا ؟؟ اى حرام الذى تتحدث عنه ؟؟ اقسم بالله اننى بريئة
من كل تهمة حقيرة تطلقها على ، حرام عليك ،لا ترموا الناس بالباطل
(يا ايها الذين امنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
واى نعمة تلك؟؟ انت النعمة !! بل انت نقمة حياتى ، انت كل شىء
جاءنى بابشع كوابيسى ، انت رجل سادى تعاملنى كعبدة وانا
زوجتك يجب ان تكرمنى وتحمينى وتحنو علىّ لا ان تشك
بىّ لوساوس زرعها بقلبك وعقلك افعى تحيا بهذا المنزل
انا اعلم ما تتحدث عنه واعلم ما اسرت اليك تلك العقربة
بالتأكيد اخبرتك ان ادهم كان هنا وا.....
جذبها من شعرها وهو يصيح:
-نعم ايتها الخائنة ، كان هنا فى منزلى واتفقتما على الخروج بموعد وكنتما
كالعاشقان تتهامسان وتظهران لهفتكما على اللقاء بل واعطاكى خطابا
يبثك فيه حبه وغرامه لماذا اذن تزوجتينى ولم تتزوجى حبيبك هذا
يا غادة هانم؟؟؟
نظرت اليه بغضب حانق وكبرياء مجروحة وكرامة تحطمت وتحولت الى فتات
لكنها قامت فجأة من مرقدها بالارض والتقطت يدها دعوة الزفاف
ناولته اياها وهى تحدق بوجهه فى تحدى وعتاب:
-ها هو الخطاب الغرامى الذى اعطاه لى يا زوجى العزيز
خطفه منها بحدة وكاد ان يصيح بها الا انه توقف مشدوها امام
الكلمات الذهبية التى رصت بالدعوة والتى تدعو لحفل زفاف ادهم ودنيا
نظرت اليه بعتاب منتظرة رد فعله الذى يعيد اليها كرامتها المذبوحة
الا انه لم يحرك ساكنا لفترة طويلة واخيرا اتجه نحو باب غرفة
نومهما وهو يقول بلهجة آمرة:
-اجمعى كل ملابسك وحاجياتك سنغادر هذا المنزل
وننتقل لمنزل اخر
هتفت بغضب:
-قلت لك انا لست عبدتك وليس كل ما تأمرنى به سأنصاع له
لقد تحملتك كثيرا ويكفى هذا لن انتقل معك الى اى مكان لكننى سأجمع
ملابسى وارحل
اتجه نحوها وهو يقول بضيق:
-ترحلين الى اين ؟ تعودين لمنزل عمك ؟ الا تعلمين اننى من ينفق
على هذا المنزل
نظرت اليه بذهول ودموع القهر والذل تسقط من عينيها الخضراوين
فاسرع يقول:
-لم اقصد ما فهمتيه اقصد ان مى لن تستطيع تحمل اقامتك معها
ليس لكى الا منزل زوجك
قالت غادة بكبرياء:
-عندما يصير زوجى انما انت سيدى وانا عبدتك
انا راحلة يا امجد
امسك يدها وقال بلهجة نادمة:
-انا اسف يا غادة
نظرت الى عيناه المحملتان بالاسف والندم بتعجب وعقدت
ذراعيها امام صدرها وهى تقول بتحدى:
-وماذا بعد ؟؟ هل تتصور ان اسفك هذا يكفينى؟ هل تتصور ان اسفك
قد يمحى ما فعلته بى وشكك وغيرتك وظنونك التى لا تنتهى
لا يا امجد اسفك هذا لا يفيد بشىء
قال برجاء:
-اذن اعطينى فرصة اخيرة انا اعلم اننى اخطأت بحقك
لكننى اعدك انها ستكون المرة الاخيرة
نظرت اليه بعدم تصديق وهى تدير الامر برأسها
اتبقى ام ترحل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

******************


انطلقت زغرودة ناهد تصم اذنى دنيا التى قالت فى سرعة:
-عمتى عمتى يكفى هذا
هتفت ناهد فى سعادة:
-ماذا ؟؟ الا ينبغى ان افرح بابنة اخى وعروس ابنى ؟؟
ضحكت دنيا برقة وهى تقول:
-نعم لكن زغاريدك عالية النبرات جدا يا عمتى
- انا فقط سعيدة من اجلكم
ثم اقبلت عليها وقبلتها وربتت على رأس ادهم الذى يجلس
بجوارها قائلة:
-الف مبروك لكم الفرحة لا تسعنى
ثم استطردت بعتاب وهى تنظر حولها:
-لا ادرى يا دنيا لما لم تقيمى زفاف كبير يليق بكى
عقد القران هكذا ودعوة اقرب الاقارب لا تصح
كان ينبغى ان يكون حفل زفافك اسطورى تتحدث عنه مصر كلها
ابتسمت دنيا وهى تقول:
-انا لا احب الحفلات الكبيرة يا عمتى هكذا افضل
نظر ادهم لدنيا التى احاط وسطها بذراعه وقال متعجبا:
-اتعجب لامرك يا دنيا كل فتاة تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر
وتتمنى ان ترى نفسها فى الفستان الابيض
اجابت دنيا:
-لاااا انا تطلعاتى اقل من هذا بكثير انا احب البساطة
حتى بيوم زفافى ثم يكفى ان يكون زوجى وحبيب عمرى بجوارى
ثم ضحكت وهى تقول بسعادة:
-يا الهى !! الكلمة لها وقع مختلف على اذنى
طبع ادهم قبلة على خدها وهو يقول بحنان:
-وهل يعجبك وقعه ؟؟
اطالت النظر فى عينيه العسليتين وهى تهمس بحب:
-يعجبنى جدا يا حبيبى
قالت ناهد التى كانت تسترق السمع اليهما:
-اذن لا داعى لوجودى الان بينكما استأذنكم انا
هتفت دنيا وناهد تبتعد عنهم لتندمج بين باقى المدعوين بالفيلا التى ازدانت
بالانوار والورود :
-لا ابدا يا عمتى
اقتربت منها مى وقالت وهى تحتضن دنيا وتقبلها:
-الف مبروك مرة ثانية يا دنيا
ابتسمت دنيا وهى تقول بامتنان:
-اشكرك يا مى على قدومك لم يكن هناك داعى لحضورك
فى ظل ما تعانيه
قالت مى بعتاب:
-كيف تقولين هذا يا دنيا ؟؟ لقد وقفتى جانبى بحزنى افلا اقف بجانبك
بفرحك!! هذا يوم زفافك ولطالما اردت ان اكون بجوارك فى هذا اليوم
عادت دنيا تحتضنها وهى تقول بحب:
-شكرا لكى يا مى
ثم شددت على ذراعيها وهى تقول بحماس:
-ميعادنا غدا يا مى وباذن الله محمد يخرج براءة
قالت مى بحسرة:
-براءة !! يبدو انكى لا تجلسين مع محاميكى يا دنيا
فقط ادعى الله ان يقف بجواره ويخفف عنه ما هو فيه
تدخل ادهم فى الحديث قائلا:
-يارب آمييييييييييييين
نظرت له مى بامتنان وربتت على كتف دنيا قائلة:
-كنت اتمنى الا ازعجك غدا خصوصا ان اليوم يوم زفافك لكنكى
انتى من تصرين على حضور المحاكمة
اومأت دنيا برأسها وهى تقول:
-طبعا يا مى انا سأكون اول الحاضرين باذن الله
وسيكون معى ادهم فانتى بحاجة الينا بجوارك غدا يا عزيزتى
احتضنتها مى بقوة وهى تحاول كتم دموعها قائلة بسعادة:
-شكرا لكى يا اغلى الاصدقاء والف مبرووووووووك

****************


-ماذا تفعل هنا ؟؟؟
اطلقت نعمة هتافها لامجد الذى كان يبعثر محتويات مكتب فيلا السعدنى
جامعا بعض الاوراق التى وضعها بحقيبة جلدية سوداء
استعد للرحيل من غرفة المكتب
دون ان يهتم بنعمة التى وقفت حانقة تبدو
معالم الغضب على ملامح وجهها ويشع الضيق من كلماتها المستهزءة:
-أأنت رجل انت ؟؟ تنقل السنيورة بمنزل اخر حتى تتيح لها
الحرية تمارس افعالها المشينة من وراء ظهورها
اتجه نحوها بغضب ولوى ذراعها خلف ظهرها وهو يقول بتحذير:
-اسمعى ايتها العقربة لولا انكى للاسف زوجة ابى لما كنت حييت
يوما اخرا على سطح البسيطة ، وستدفعين ثمن تلاعبك بى هذا
يوما ما انا اعلم هدفك من كل تلك الافلام التى تؤلفيها
انتى تريدين تعاستى وان كنت قد اعطيتك الفرصة لذلك مرة او مرتان
فاعلمى ان هذا الزمن انتهى واننى اخذت زوجتى الشريفة الطاهرة لمكان اخر بعيدا عن هذا المكان الموبوء الملىء بحشرات من امثالك
جذبت يدها من يده وهى تصيح :
-هل تمثل دور الرجل علىّ؟؟ لماذا اذن لا تحكم امرأتك؟؟
كاد ان يهوى على وجهها بكفه الا انه تمالك نفسه باللحظة الاخيرة
وهو يصرخ بها:
- خير لكى اتقاء شرى انتى لا تعلمين من هو امجد السعدنى
صدقينى لن تنالى مما تفعلينه سوى الهلاك والدمار وخراب بيتك
نظرت اليه بغل قائلة بغضب:
-اتهددنى ايها الوقح !!
اذهب بهلاكك ودمارك هذا لامك التى هجرتك صغيرا
لها كل الحق فيما فعلته فانت بالفعل انسان وقح
اتسعت عيناه مع حديثها عن امه وامسك ذراعيها بقوة تأوهت لها
صارخا فيها:
-ماذا تعرفين انتى عن امى ايتها الحقيرة
ابعدت ذراعيه عن كتفيها وهى تهتف بتشفى:
-امك هى ناهد هانم التى جاءت هنا لزيارتك يا امجد بيه

******************

تعلقت عينا مى بباب قاعة المحكمة الذى دلفت منه غادة التى ما ان اقتربت منها حتى هالها تلك العلامات الزرقاء التى بدت بوجهها والتى حاولت اخفاؤها بذلك الوشاح فاشارت مى بجذع الى وجهها هاتفة:
-غادة !! ما هذا الذى بوجهك ؟؟
تعلثمت غادة وهى تجيب:
-ماذا ؟ ماذا يوجد؟؟ لا يوجد شىء
استمر قلق مى وهى تشير الى خدها الايسر قائلة:
- هذه العلامات التى بوجهك ؟؟
-اه نعم انها انها ..لقد سقطت .. نعم سقطت عن الدرج
تساءلت مى بدهشة :
-اى درج !!
تنهدت غادة وهى تقول بلهجة حاولت ان تبدو عادية:
-لقد انتقلنا انا وامجد امس الى منزل اخر فسقطت عن درجه
تضاعفت دهشة مى وهى تهتف:
-انتقلتوا !! ولما !!
حاولت غادة تغيير دفة الحديث باشارتها الى دنيا التى دلفت الى قاعة المحكمة
وهى تتأبط ذراع زوجها ادهم اذ قالت:
-انظرى ها هى دنيا قد جاءت
التفتت مى الى حيث تشير غادة فوجدت دنيا قد اقتربت منهم وعلامات القلق تبدو على وجهها وهى تقول:
-انا اسفة للتأخير لكن زحام الطريق هو السبب
اشارت مى بيدها قائلة:
-لا عليكى الجلسة لم تبدأ بعد على اى حال
اتخذت دنيا مجلسها بجوار مى وقالت وهى تتطلع لوجهها بدقة:
-وكيف حالك الان يا مى ؟؟
هزت مى كتفيها وهى تجيب بتوتر:
-اعصابى مشدودة قليلا ولم اذق طعم النوم اذ قضيت الليل كله بين
يدى ربى
ربتت دنيا على ظهر مى وهى تقول:
-ان شاء الله ربنا سيقف الى جواره الليلة ويظهر براءته
قالت غادة من اعمق اعماق قلبها:
-يااااااااااااااارب
تلفتت دنيا حولها وهى تقول:
-اين زوجك يا غادة؟ الن يأتى امجد؟؟
قالت غادة باحراج:
-فى الحقيقة هو مشغول جدا، لقد حاول ان يأتى لكن
حاولت مى اعفاءها من حرجها فاسرعت تقول:
-لا عليكى يا غادة لا عليكى يكفى وقوفه بجوارنا فى الجلسات
الماضية

-محكمة !!!!!!!!!!
اندفعت الكلمة الهادرة من فم حاجب المحكمة لتلفت انتباه الجميع لبدء الجلسة
واندفع محمد يتعلق باسوار القفص فاسرعت مى نحوه وامسكت يديه وهى تقول والدموع تملأ عينيها:
-محمد يا حبيبى كيف حالك؟؟ ان شاء الله ربنا سيفرج كربك وتظهر براءتك
هتفت غادة وهى تقترب منهما:
-نحن جميعنا معك يا محمد تسبقنا صلواتنا ودعواتنا
اومأ محمد برأسه وهو يقول بابتسامة حزينة:
-شكرا يا غادة شكرا يا انسة دنيا لمجيئك
قالت دنيا وهى تبادله ابتسامته الحزينة:
-مدام يا محمد لقد تزوجت بالامس
تهلل وجهه وهو يقول بسعادة :
-حقا الف مبروك لم يكن اذن هناك داعى لحضورك
هتف ادهم:
-لا تقل هذا يا محمد نحن معك بشدتك
طرق القاضى على الطاولة امامه وهو يقول:
-من فضلكم جلوووس، لقد بدأت الجلسة ، نادى يا بنى على المتهمين

بعد كلمةالنائب العام ودفاع المحامى الذى استغرق اكثر من ساعة شعرت بها مى كالدهر وهى تنظر لاخيها من حين لاخر ، قال القاضى:
-الحكم بعد المداولة
تقدمت مى بسرعة من المحامى وهى تقول بلهفة وقلق:
-ما الاخبار يا استاذ ربيع؟ لقد كانت مرافعتك رائعة لكن هل يا ترى
ستجدى نفعا ؟؟
طأطأ المحامى رأسه وهو يقول:
-كله بيد الله يا ابنتى ، للاسف لقد وجدوا الحقيبة فى عقر دار اخيكى وهناك شهود عيان
هتفت مى بحنق:
-شهادة زور يا استاذ رييع
هز كتفيه وهو يقول بقلة حيلة:
-لكننا لا نستطيع اثبات هذا يا مى

-محكمة !!!!!!!
عادت مى مسرعة الى مقعدها والخوف والقلق يلتهماها، وكادت ان تعض اناملها من التوتر اما قلبها فلم يكف عن الخفقان وهى تنظر لاخيها الذى لم يكن بخير حال منها ، عضت شفتيها وهى تعاود النظر للقاضى الذى قال:
-حكمت المحكمة حضوريا فى القضية رقم.......جنايات على المتهم محمد سعيد الصادق بالسجن المؤبد مع الشغل والنفاذ

انطلقت الشهقات من افواه الجميع واندفعت دموع غادة بينما صرخت دنيا وهى تقول بغير تصديق:
-حرااااااااااام حراااااااااااااام
اما مى فقد فغرت فاهها بدهشة واتسعت عيناها باستنكار وما لبثت ان سقطت
مغشىا عليها ، وصرخ محمد وهم يجذبونه وراء القضبان :
-انا برىءءءء والله العظيييييم برىءانا لم افعل شيئا يا باشا
يا سيادة القاضى ارجوكم استحلفكم بالله والله العظييم برىء والله العظيم لم افعل شيئا
وما ان رأى مى فاقدة الوعى حتى صاح بدموعه التى اغرقت وجهه:
مااااااااااى ماااااااااااى
حسبى الله ونعم الوكيل حسبى الله ونعم الوكيل
ترددت دعواته وهم يسحبونه الى الداخل فى حين اسرع ادهم يحمل مى منطلقا بها الى السيارة وتتبعته دنيا التى جلست بالمقعد الامامى الى جواره بينما جلست غادة بالمقعد الخلفى ووضعت رأس مى على حجرها
واخذت تردد وهى تبكى:
-لا اله الا الله الا اله الا الله الا اله الا الله
قالت دنيا بصوت باكى مختنق وهى تمسح دموعها:
-انطلق بنا يا ادهم على المستشفى
هتفت غادة:
-لا يا دنيا مى لا تحب المستشفيات ، انطلق بنا الى منزلها من فضلك يا ادهم

***************

دفنت دنيا وجهها فى كفيها وتصاعد نحيبها وبكاءها المرير الذى مزق نياط
قلب ادهم وجعله يقترب منها ويبعد كفيها عن وجهها الذى اسنده بكفيه لتطالع
وجهه الممتقع الذى دلت كل خلجة من خلجاته على مدى القلق الذى يشعر به عليها ومدى الحزن الذى ينهش قلبه لرؤيتها على هذا النحو وقد وضح هذا فى كلماته اليها:
-دنيا ارجوكى اتوسل اليكى لا تفعلى هذا بنفسك
انا اتألم وانا اراك هكذا
اشارت الى غرفة مى التى ترقد بداخلها وبجوارها غادة وقالت بالم:
-وانا اتألم لرؤيتها هى على هذا النحو
لماذا يحدث كل هذا لها؟ لماذا تحيط بها المصائب من كل جانب
لا يوجد انسان يتحمل ما تتحمله هى
اشعر بالالم الشديد اننى احيا بتلك الرفاهية وان الله اعطاك لى خير هدية
وهى المسكينة حرمت من كل شىء من اب من اخ من زوج
عادت دموعها تنهمر على وجهها من جديد رغم توسلات ادهم لها ان
تتوقف الا ان عيونها الحمراوان لم يتوقفا عن افراز دموعها التى
قالت من بينها:
-وانت ما ذنبك فى كل ما يحدث ؟؟
انت رجل مثالى تستحق زوجة مثالية تكون بخدمتك ولك وحدك
لا ان تجترك الى الحزن والهم بيدها
تستحق ان يقام حفل اسطورى لزفافك لا مجرد احتفال بسيط
يجمع افراد يعدون على اصابع اليد ، تستحق ان تقضى شهر عسلك باجمل مكان بالعالم لا ان تقضيها ما بين المحاكم وبكاء النساء

انا اكره نفسى يا ادهم
من جانب صديقتى وشقيقتى تحلم بربع ما املكه
ومن الجانب الاخر ما املكه انا لا احافظ عليه بل اسوقه فى
حزن وهم على طول الخط ، منذ ان عرفتنى يا ادهم لم تجد معى
الا الكرب و
وضع اصبعه على شفتيها ليمنعها من اكمال حديثها وقال بلهجة تحمل كل الحب والهيام والفخر:
-اولا انتى اجمل ما حدث لى بحياتى ولم اكن لاكون سعيدا الا معكى
ثانيا انتى تزدادين بنظرى قيمة لما اراكى تفعلينه مع صديقتك فكفاكى ايتها الطفلة الحانقة تلك الكلمات الفارغة والافكار السخيفة وتأكدى اننى احبك ومى بحاجة اليكى

*******************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 07-11-08, 06:36 AM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 




الفصل الثالث عشر

واقع مرير


جلس محمد على الطاولة المعدنية يلقى بجوفه اللقيمات ذات الطعم

المقزز والرائحة الكريهة وهو مكره ، فهو للاسف يحتاج لطعام

ليعينه على العمل الشاق والحياة الاكثر شقاء فى جنبات هذا السجن الظالم القاسى

الذى يتحمل الحياة فيه بشق الانفس ولا يتخيل انه قد يقضى فيه خمسة وعشرون سنة

لا يتخيل ابدا ولا يريد ذلك

دوما يحمل الامل فى اعماقه

لم يستطع ان يواصل عمليات التقزز تلك التى يمارسها بالقاء ذلك الطعام

بجوفه فمعدته على وشك ان تفرغ ما فيها

ما فيها !! رددها بسخرية فى اعماقه

فمعدته خاوية على عروشها

كم يفتقد تلك الاكلات اللذيذة التى كانت تصنعها له مى او تلك التى كانت تسربها

هند له من وراء انظار والديها

آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه

كم يشتاق الى الاثنتان والى والده الحبيب

كم يشعر بقلة الحيلة امام ما تفعله مى من اجله وتعرض نفسها للخطر لتثبت براءته وكم يشعر بالفخر مما تفعله

وكم يشتاق الى هند حبيبته الجميلة التى لا يمر يوما دون ان يررد قلبه اسمها

وكم يشتاق الى والده الحبيب وكم يتمنى ان يكون الى جواره الان


خمسة وعشرون عاما

لا يتخيل ابدا انه يمكن ان يمضيهم بهذا المكان

لا يتخيل ابداا ولا يريد

فدوما يحمل الامل فى اعماقه

الامل فى ان تظهر براءته ويغادر هذا الجحيم ويعوض مى عن تعبها

ويضع دبلته باصبع هند ويرتمى باحضان والده

لكن متى يتحقق هذا

متى يتحول الحلم الى حقيقة

متى

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


*********************




قطعت نور ردهة الطابق الثالث بالمستشفى مجيئا وذهابا وهى تردد

بعينان دامعتان:

-يارب احفظه لى يارب ليس لى غيره يارب يااارب

اتجه على نحوها وامسك يديها التى رفعتها عاليا واخفضهما وهو يقول بحنان:

-نور اهدئى ارجوكى اهدئى باذن الله سيكون بخير

تنازعتها رغبات شتى ما بين ان تبكى باحضانه وان توسعه ضربا وتبتعد عنه

لكنها فى النهاية لم تملك سوى ان تقول بصوت متشنج وعينان اذرفت دموعهما الملتهبة:

-يارب يا على يا رب

جفف على دموعها المنهمرة على وجهها وقال وهو يجلسها الى جواره على احدى المقاعد الجلدية التى انتشرت فى الردهة:

-يجب ان تهدئى يا نور وتتمالكى اعصابك ان شاء الله سنطمئن عليه وسيكون بخير حال اخبرينى هل مر بهذه التجربة من قبل ؟؟

هزت رأسها نفيا وهى تقول بصوت متهدج:

-لم يقع فى غيوبة من قبل لكنه عانى كثيرا مع هذا المرض

ثم مررت اصابعها بعصبية فى شعرها الاشقر وهى تقول بضيق:

-اتعلم !! انا السبب لقد اهملته بالفترة الماضية ولم اتابعه فى آخذ دواءه رغم

اننى اعلم جيدا انه لا يحب الدواء ويراوغ فى تعاطيه وانه بدون رقابة منى قد لايهتم

بنفسه انا السبب

هز على رأسه وهو يهتف:

-لا تقولى هذا يا نور

فى حين اومأت هى برأسها وهى تردد:

-لا يا على بل انا السبب لقد انشغلت عنه تماما ونسيته

عقد حاجبيه باستغراب وهو يتساءل:

-انشغلتى عنه فى اى شىء؟؟

نظرت اليه بعينان ملومتان ولم تجيبه وحين اعاد سؤاله اجابته بحنق

وهى تبعد ناظريها عنه:

-فيك يا على كنت مشغولة بك هل استرحت الان ؟؟

بهت على لجوابها ولم يدرى ما المفترض ان يفعله وكاد يفتح فمه ليقول شيئا واهيا ينتزعهم من ذلك الموقف المحرج الا انه لم يجد فاطبقه وانقذه اخيرا خروج الطبيب فقام بسرعة لسؤاله بلهفة بالهولندية التى امسى يعرفها جيدا :

-كيف حال السيد بهاء الدين يا دكتور ؟؟

مط الطبيب شفتيه وهو يقول:

-فى الحقيقة الحالة غير مستقرة يبدو انه اهمل نفسه ولم يهتم بصحته

زوى على ما بين حاجبيه وهو يتساءل بلهجة جمعت بين اللوعة والدهشة:

-ماذا تعنى ؟ الم يفق من الغيبوبة بعد ؟؟؟

وضع الطبيب يده على كتف على وهو يقول بدون مواربة:

-اسمع دعنى اكون صريحا معك قد تطول غيبوبة السيد بهاء الدين

وقد لا يستيقظ منها اصلا

اتسعت عيناه وهو يهتف بلوعة:

-ماذا تقول !!!!!!!!

-لقد اتفقنا على الصراحة لكن لا تقلق المستشفى ستوفر له افضل رعاية وعناية ومتابعة طبية لا تقلق من هذه الجهة فسنبذل قصارى جهدنا

انهمرت دموع نور وهى تترك جسدها يهوى على المقعد مما اخلف صوت ارتطام انتبه له الطبيب واتجه على اثره لها قائلا بسرعة قبل ان ينصرف:

-ارجوكى يا انسة كفى عن البكاء ولا تقلقى وانا ارى انه من الافضل ان تغادروا الان وتأتوا غدا لان الزيارة ممنوعة الان

جذبها على من على المقعد الا انها تركت يده وقالت بانهيار:

-انتظر يا على اريد ان القى نظرة عليه

عاد على يمسك يديها ويسير بها فى ردهة المستشفى قائلا بحنو بالغ:

-سنعود غدا يا نور من اجله لكن الان يجب ان ترتاحى قليلا وتهدئى وتدعى الله ان تتحسن صحته

حاولت نور ان تتماسك وتتناسى الالم الذى يعتصر قلبها والقلق الذى يعصف برأسها

لتقول بجدية:

-على اعتقد انه من الافضل ان تقابل المحامى الخاص بنا لتطلع على المكتوب بوصية ابى فى حالة وقوعه فى غيبوبة او او

لم تستطع ان تكمل جملتها المؤلمة وتركت على مشدوها وهو يحدق بها ويسألها باستغراب:

-وهل هذا وقته يا نور ؟؟؟

زفرت فى ضيق وهى تقول بصوت خافت:

-هذا هو المتبع هنا يا على يجب ان نعلم من الواصى عليّ حتى نستطيع

مواصلة عمل ابى وهو بتلك الغيبوبة

العمل لا يجب ان يتوقف مهما كانت الظروف


**************



استغرقت مى فى العمل فى الاوراق العديدة التى افترشت سطح المكتب الذى تقبع خلفه والذى مال عليه حسام الذى كاد وجهه يلاصق وجهها المنغمس فى الاوراق وهو يقول بابتسامته اللزجة:

-صباح الخير على اجمل فتاة فى شركة المعماريين

كم ارادت ان تقلب المكتب فوقه وان تنتزع اسنانه هذه لتمحى تلك

الابتسامة التى تكرهها ، ارادت ان تغرز القلم الذى تحمله بين يديها فى عينيه

ارادت ان تمثل بجثته

الا انها احتملت كل هذا وحاولت ان تظهر رقة ونعومة فى صوتها الذى خرج من

شفتيها المبتسمتين بصعوبة:

-صباح الخير يا حسام بيه لقد تأخرت اليوم

قال بصوت هامس حالم اعتقد انه سيوقعها به فى شباكه:

-لم اتأخر كثيرا هل اشتقتى لرؤيتى؟؟

تنحنحت مى وهى تقول بابتسامة:

-تسعدنى رؤيتك دوما يا حسام بيه

ضحك قائلا:

-يا الهى على الكلمات الرقيقة التى تصدر من ذلك الفم الجميل !

ثم تلفت حوله قبل ان يستطرد قائلا بلهجة خاصة:

-اسمعى سأدخل مكتبى واتبعينى واحضرى معكى البريد والاوراق التى تحتاج الى توقيعى

اومأت برأسها وقالت:

-اوامرك يا حسام بيه


ظلت مى تتابعه بابتسامة رقيقة لكن ما ان دلف مكتبه واغلق الباب خلفه حتى

زالت الابتسامة واكفهر وجهها لكنها امسكت لجام نفسها جيدا حتى لا تنطلق

خلفه لابادته عن وجه الارض او حتى لا تفقد زمام الامور وتنهار باكية

وظهرت معاناتها على وجهها الذى دفنته بين كفيها وهى تتعجب من نفسها

اذ لم تكن تفكر يوما انها ستعامل الشخص الذى فرق شمل اسرتها ودمر مستقبل اخيها بهذه الرقة والنعومة انها تكره نفسها لهذا

لكنها مضطرة يجب ان تفعل هذا

انها تتبع المقولة الانجليزية

Keep your friends close to u & keep your enemiescloser


يجب ان تحصى انفاسه وترصد تحركاته وافعاله المشبوهة لتمسك بين

يديها دليلا ضده يدخله السجن ويثبت براءة اخيها

ومن خلال الايام القليلة الماضية التى عملت فيها معه اكتشفت عنه الكثير

فهو انسان نصاب صاحب نزوات نسائية متعددة ولا يحاول اخفاء هذا

كما اكتشفت اشياء غامضة مريبة

اذ يسافر للاسكندرية كثيرا واكثر

من مرة تستمع اليه عبر الخط الخاص يتحدث مع اجنبيين حول صفقات

يتسلمها من ميناء الاسكندرية

انها ستركز جهودها حول تلك المكالمات التى تأتيه عبر الخط الخاص لانه فيما يبدو

ان هذا الطريق الذى من خلاله قد تصل لما تبغى


اندفع صوته من جهاز امامها ينتزعها من شرودها وافكارها الانتقامية:

-مى اين الاوراق التى طلبتها ؟؟

ضغطت مى على زر بعينه بالجهاز وهى تقول بارتباك:

-حالا يا حسام بيه ثوانى

لملمت الاوراق التى طلبها وفى طريقها لباب مكتبه لمحت ذلك الشاب الذى اصطدمت به المرة السابقة واوقعت ما معه من اوراق فاحمر وجهها خجلا فى حين

قال هو بدهشة حينما طالع وجهها:

-اين نيرمين؟؟

-لقد نقلت الى وظيفة اخرى انا السكرتيرة الجديدة

رفع عمرو حاجباه بدهشة وهو يشير اليها باصبعه وكأنما تذكر شيئا ما اذ هتف:

-الستى انتى الفتاة

اكملت جملته بارتباك:

-التى اوقعت منك الاوراق فى المرة السابقة

نعم انا هى انا اسفة حقا

لوح بذراعيه قائلا:

-لا داعى لهذا هل يمكننى ان اقابل حسام

ردت باستغراب:

-حسااام !!!!!

اومأ برأسه قائلا:

-نعم اليس موجودا

-بل موجود لكننى استغربت من نطقك للاسم مجردا دون القاب

-آآآآه انه اخى

تضاعفت دهشتها وهى تهتف:

اخاك انت !! كيف ؟؟ اقصد لماذا اذن تعمل لديه ؟؟ لماذا لست شريك معه بالادارة

نظر الى الارض وهو يجيب بصوت خافت:

-انه اخى من امى فقط وليس شقيقى

قالت مى فى فهم:

هكذا اذا هذا يفسر الاختلاف بالتأكيد اباك رجلا طيبا

حدق فى وجهها بدهشة وهو يتساءل:

-ماذا تعنين

-لقد استغربت حقا عندما قلت انك اخاه فانتما لا تشبهان بعضكما على الاطلاق ليس فقط بالشكل الخارجى ولكن

هز رأسه وهو يقاطعها قائلا:

-افهم تماما ما تعنين انا اسمع هذا الكلام كثيرا


-يااااا مى اين انتىىىىىى؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


اختفت الدماء من وجهها الذى امتقع وهتفت بقلق:

-يا الهى لقد تأخرت عليه كثيرااا ، يجب ان ادخل له وسأعطيه خبرا انك تريد مقابلته عن اذنك

تابعها بنظره فى اعجاب وقال بتعجب مشوب بالغيرة:

-اخيرا اصبح لك ذوق جيد يا حسام


*****************


-الف مبروك يا مدام غادة انتى حامل

قال الطبيب جملته هذه فى سعادة وهو يساعدها ان تهبط من على فراش الكشف

فتدلى فك غادة وامتقع وجهها وهى تهتف بدهشة:

-حامل !! هل انت متأكد يا دكتور ؟؟

جلس الى مكتبه وهو يجيبها:

-بالطبع يا مدام غادة انتى فى الشهر الثانى من الحمل ويلزمك راحة تامة والا ترهقى نفسك ويجب ان تتابعى الحمل معى حتى يستقر هذا اول فرحتك اليس كذلك !!

اومأت برأسها ومازل الامتقاع على وجهها وقالت:

-نعم

ناولها ورقة بيضاء خط عليها بضعة سطور انجليزية وهو يقول:

-لقد كتبت لكى على مقويات لتساعدك على تحمل الحمل وتتحسن صحتك

انتى والجنين فجسدك ضعيف للغاية

-اشكرك يا دكتور

-لا تنسى ان تأتى لى بالاسبوع المقبل لنتابع حملك

فتحت باب الغرفة وهى تقول بصوت خافت:

-ان شاء الله يا دكتور


هبطت غادة على درج المبنى الذى يضم عيادة الطبيب واستقلت السيارة التى خصصها امجد بسائقها لتحركاتها وما ان اصبحت داخلها حتى شردت بعيدا عن كل ما يحيط بها

حامل !! هى حامل !!

المفترض ان يجعلها هذا الخبر تطير من السعادة

لكنها تشعر انه اسوأ خبر سمعته بحياتها ربما لان الوالد هو امجد

الذى يذيقها الويل دون ان تدرى سببا لهذا

وللاسف ليس هناك اى شىء تستطيع فعله فلا مكان لها سوى بيته فهى

لن تعود لمنزل زوج امها ثانية ابدااا فجحيم امجد ارحم من جحيمه

ولا تستطيع بالوقت ذاته ان تذهب للاقامة مع مى يكفى ما تمر به

ومالها يكفيها بصعوبة لا تستطيع ان تجعل احد يحمل همها

خصوصا مع حملها


يا لها من مفاجأة !!!

امجد هو ابعد ما يكون عن تصوراتها لابو اولادها

اولادها الذين سيذوقوا العذاب بأب مسيطر شكاك

انه يشك فى الهواء الذى تتنفسه ، كلما يجدها تتحدث بالهاتف ينتزع سماعته

من يديها ليرى مع من تتحدث

لماذا يتصرف بهذه الطريقة ؟؟ ولماذا خدعها فى البداية بحبه والسعادة الخيالية التى سيحققها لها

لماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


ما هو ذنب هذا الطفل البرىء ليأتى الدنيا ويجد أب كهذا وام مقهورة لا حول لها ولا قوة

ارتسمت على شفتيها ابتسامة وهى تتصور على هو زوجها واب الطفل القادم

هذه الابتسامة -التى غزت الان وجهها بعد فراق- لمجرد التخيل

ماذا اذا لو كان هذا الحلم حقيقة !!!

لكن هو من تخلى عنها هو من تركها هو من دفعها لهذا الاختيار الخاطىء

يا ترى كيف حالك الان يا على ؟؟ هل مازلت بهولندا ام عدت؟؟

هل احببت فتاة غيرى ام مازال حبى يسكن قلبك كما يسكن حبك قلبى لا يفارقه

هل ارتبطت باخرى ؟؟ هل تزوجت ؟؟ هل؟؟

يا الهى !! كم اشتاق اليك يا على !!

كم انا بحاجة اليك يا على !!

كم احب


هزت رأسها بعنف وهى تهتف باعماقها:

-لا ليس من حقك ان تقوليها انتى امرأة متزوجة الان وبداخلك

يتكون طفل للرجل الذى تحملين اسمه وعلى على تركك ايتها الغبية

هو من اختار وقرر هو من تخلى عنك

لا يحق لكى ان تفكرى به يجب ان تعتادى على هذا الوضع الجديد

لان لا حول ولا قوة لكى بهذا

وانحدرت دمعتان هاربتان من عينيها الحزينتين


******************


فتح على عينيه فجأة ليجد الظلام يحيطه من كل جانب و ليشعر بانفاس حارة تلفح وجهه وعندما اعتادت عيناه على الرؤية بالظلام وجد وجنة ناعمة لامرأة

تلامس وجهه وشفتان تقتربان من شفتيه ، فهب مسرعا من فراشه وامتدت

يده لزر الاضاءة ليسطع النور بكل مكان بالغرفة ويغشى عينيه للحظات عاد بعدها

يفتحها ليجد نور ترقد على الفراش الذى غادره منذ لحظات مرتدية ثوب نوم قصير فاسرع بالقاء ملاءة على جسدها وقال وهو ينظر بعيدا عنها:

-ماذا تفعلين ايتها المجنونة ؟؟ ما الذى تفعلينه هنا

ابعدت الملاءة بعيدا عنها واتجهت نحوه قائلة بتوسل:

-انا بحاجة اليك يا على بحاجة ماسة اليك

ابعدها عن حضنه الذى حاولت الارتماء به وافراغ دموعها فيه وصاح بها:

-ليس بهذا الشكل انت تحتاجين من يقف بجوارك لا من يشاركك الفراش

مسحت على شعره وهى تقول متوسلة:

-ارحمنى يا على انا احبك وبحاجة اليك

التفت اليها وهوى بكفه على وجهها صارخا:

-كفى كفى يا نور ما هذا الذى تفعلينه؟؟

انتى مسلمة لا تنسى هذا ابدا اهذا هو ما حثك عليه دينك

ام لانكى تربيت بالغربة تنسين هذا ؟؟؟؟؟

لا يجوز ما تفعلينه هذا الا مع زوجك وحده

صرخت قائلة:

-اذن تزوجنى يا على تزوجنى

امسك كتفيها بقوة وصاح:

-استمعى الىّ جيدا.. كل ما يربطنى بكى هو وعد قطعته على نفسى اننى لن اتخلى عنكى بهذه المحنة خاصة بعدما حدث لوالدك فلا تجعلينى اندم على وعدى هذا

انا أخوكى ولن اكون لكى اكثر من هذا

واحتشمى يا فتاة ما هذا الذى تفعلينه ؟؟؟

اصعدى الى حجرتك ولا تغادريها ابدا

امسكت ذراعه وهتفت مذعورة عندما وجدته يرتدى ملابس فوق منامته ويغادر الحجرة:

-الى اين انت ذاهب ؟؟ لا تتركنى يا على اقسم لك سأكون فتاة جيدة

لن افعل هذا ثانية

نظر اليها باشفاق وقال بلهجة حانية:

-لا تقلقى سأظل بجوارك لكننى سأذهب للبحث عن فندق اقيم به حتى يقوم والدك بالسلامة لان بعد الذى حدث الليلة لا يمكننى ان ابيت معكى تحت سقف واحد


*****************


هاتفت ناهد شركة السعدنى وقالت محاولة تغيير صوتها عندما اجابتها السكرتيرة:

-صباح الخير هل السيد ممدوح السعدنى موجود بمقر الشركة الان ؟؟

ثم اضافت بارتياح عندما علمت انه غير موجود :

-لا ابداكنت اريده

بأمر شخصى شكرا لكى

ثم اغلقت الخط ووضعت الهاتف المحمول بحقيبتها وارتقت درج الشركة

متجهة الى مكتب امجد

كان عليها ان تتأكد اولا ان ممدوح غير موجود حتى تستطيع مقابلة ابنها امجد

لتستميله لجانبها ، فهى لا تصدق ابدا كلام ممدوح لا يمكن لابن ان يكره امه

لا يمكن ابداااااا

تقدمت نحو سكرتيرة مكتبه قائلة:

-هل يمكننى ان اقابل امجد بيه

ابتسمت فى وجهها وهى تسألها:

-هل هناك موعد سابق يا مدام ؟؟؟

هزت رأسها وهى تجيبها:

-لا لكنه لن يرفض مقابلتى اخبريه اننى مدام ناهد عمة مدام دنيا

غابت السكرتيرة لدقيقتان لتعود بعدها قائلة:

-تفضلى يا مدام ناهد انه بانتظارك ومتشوق جدا لمقابلتك

ابتسمت ناهد لجملة السكرتيرة التى فتحت الباب امامها لتدلف الى مكتبه وتنظر الى ابنها القابع خلف المكتب بشموخ

وتقول وهى تضحك وتصافحه:

-لقد اتيت لالومك على عدم قدومك لزفاف دنيا انت وزوجتك

عقدت حاجبيها باستغراب عندما لم يمد يده لمصافحتها ولم يحرك ساكنا منذ ان دلفت عكس قواعد اللياقة ودهشت لعيناه المتقدتان فقالت بضيق:

-انا مدام ناهد عمة دنيا الا تتذكرنى ؟؟

فجأة هب من مقعده وهو يهتف:

-ولماذا لا تقولين مدام ناهد شاهين والدتك

تراجعت ناهد للخلف ووجهها يحمل كل علامات الدهشة والفزع لعينان

امجد اللتان اطلقتا شرارا مخيفا وهو يفارق مقعده ويتجه نحوها قائلا:

-لقد تأخرتى كثيرا بالقدوم يا مدام ناهد كنت انتظرك من فترة وكدتى ان تخيبين املى للمرة الثانية

ثم اقترب من وجهها وصرخ فيه:

-اتتذكرين المرة الاولى تلك المرة التى تركتينى فيها صغيرا وهربتى

مع رجل اخر وتزوجتيه اتتذكرين

صراخه جعلها ترتجف وتندفع الدموع من عينيها وهى تنحنى على يده لتقبلها وتهتف:

-انا اسفة يا امجد نعم انا فعلت ذلك لكننى فى اشد الندم عليه الان

جذب يده من بين شفتيها ناظرا اليها باحتقار وابتعد عنها محاولا استعادة رباطة جأشه فاسند رأسه على الحائط وقال بعد قليل بصوت هادىء:

-لماذا جئتى

عم السرور وجهها لاعتقادها ان هدوئه هو استجابته لاسفها فاسرعت تقول:

-جئت اليك لاستدر عطفك ورحمتك وغفرانك لغلطة شنيعةارتكبتها قديما

حدق فى وجهها بدهشة وقال باستهزاء:

-هل تعتقدين اننى سأسامحك هكذا ؟؟

هزت رأسها نفيا وقالت بحزن:

-لا يا حبيبى انا اعلم انك غاضب منى وانك تحتاج الى وقت كى

قاطعها بسخرية:

-غاضب منكى !! هذه كلمة لا تساوى اى شىء بجوار ما اشعر به

انا لا اطيق رؤيتك واكرهك واتمنى ان تموتى وتتعذبى بنار جهنم لما فعلتيه بى

جملته الاخيرة تلك نطقها بلهجة طفل يتألم طفل مجروح

طفل تركته امه يواجه الزحام وحده ساقته الى المولد وهربت منه

طفل بحاجة ماسة الى امه ولا يقر بهذا

طفل اشتاق طوال عمره الى ان يهتف كلمة "امى"

طفل احب امه بجنون لكن امه كرهته ولذا ابتعدت عنه وشطبته من حياتها

اضاف بلهجة متألمة ساخرة :

-غاضب !!!

بكت ناهد بحرقة وهى تهتف:

-سامحنى يا امجد سامحنى يا حبيبى لقد كان هذا خارجا عن ارادتى

صاح فيها بغضب:

-اى ارادة تلك !! هل تحاولين خداعى كما فعلتى مع ابى وزوجك الثانى ؟؟

اطمئنى لن تنجحى فى هذا انا لست بمغفل انا اعلم تماما ما انتى

اعلم صنفك من النساء جيدا لا يهمك بالحياة سوى نفسك والمال

لا يهمك اى شىء اخر

هزت رأسها بعنف وقالت:

-لا يا امجد لقد بقيت مع ابيك لاكثر من ثمانى سنوات فى الفقر وتركت

عز ابى من اجله الم يقل لك ابيك هذا !! هل جعلك تكرهنى هكذا !!

قال امجد بمرارة:

-لا بالطبع لقد اخبرنى اخبرنى عن تلك السنوات التى قضيتيها معه

اخبرنى عن عذابه فيها جعلتيه يعمل فى ثلاث وظائف ليقضى طلباتك التى لا تنتهى كأنه حمار فى ساقية تدور فقط من اجلك انتى وحدك

لا يهم كم يتعذب هو وكم يقاسى لكن المهم هو ابنة شاهين باشا

المهم انتى تعيشين بمستوى فاخر تأمرين وتنهين وتنفقين النقود التى ذاق الويل والمر فى سبيل جمعها فى اشياء تافهة لا تستحق

لا تقلقى لقد اخبرنى جيدا عن سنواتك تلك

هوت ناهد على مقعدها وهى تقول بحزن:

-لا .. ممدوح لم يكن عادلا ابدا فى روايته لقد حاولت ان ارفع من مستوانا من اجلك حتى تعيش بمستوى يليق بك لا ان تقاسى الفقر

صاح بها بحنق:

-على حساب من ؟؟ على حسابه هو !!

-اسمعنى فقط يا امجد انت لا تسمع سوى كلمات والدك ربما لو استمع...

صرخ بغضب هادر وهو يجذبها من على المقعد ويفتح باب المكتب ويطردها خارجه:

-انا لا اريد ان اسمع اى شىء منكى من فضلك اخرجى من حياتى الى الابد لقد تمكنت من مواصلة حياتى بدونك لا ارى ما يمنعنى من اكمال هذا والان اخرجى من شركتى ومن حياتى

لا تحاولى الاتصال بى او محاولة رؤيتى مجددا

هل تفهمين !! هل تفهمييين !!

ثم صاح بسكرتيرته:

-استدعى رجال الامن لا تدعيهم يسمحوا لهذه المرأة ان تقترب

من الشركة ثانية

ثم دلف الى حجرة مكتبه واغلق الباب بوجه ناهد المشدوه والمتألم لاقصى الحدود

وجلس الى مقعد مكتبه الذى دفن وجهه على سطحه ودموعه تغرقه


*****************


هتفت دنيا بانبهار وعيناها لا تفارقان المنظر الخيالى الساحر لجبال لبنان

الثلجية التى احاطت بهم من كل صوب:

- يا الهى !! ما اجمل لبنان ! هل عشت هنا فى هذا الجمال طوال عمرك يا ادهم ؟؟ يالحظك !!

ابتسم وهو ينظر الى عينيها التى تبدو بهم السعادة وتساءل:

-هل اعجبتك لبنان يا دنيا؟؟

اجابته بحماس :

-جدااااا يا ادهم، انها اجمل مما تخيلتها ، انه انسب مكان بالفعل لقضاء

شهر العسل بلادنا العربية فعلا مليئة بالجمال والمناظر الساحرة

جيد انك اثنيتنى عن تفكيرى فى قضاء شهر العسل بباريس

لبنان اجمل كثيراا

ثم اضافت وهى تواجهه وتنظر الى عينيه بحب:

-لكن اتعلم !! ليس المكان هو المهم بل الصحبة هى الاهم

فلاننى معك اشعر بسعادة شديدة حتى انه لا يوجد لدى مانع ان اقضى شهر

العسل فى بلطيم

ضحك ادهم وهو يحتضنها قائلا بحب:

-دنيا انتى اجمل ما حدث لى بالدنيا

شاركته ضحكته وهى تقول:

-ما اجمل هذه القافية !!

مسح على وجهها برقة شديدة وهو يقول بهيام:

-هذا لان اسمك احلى وارق اسم بالوجود

ابتسمت وهى تقول بدلال:

-سأعتاد على هذا يا ادهم

احتضنها وهو يهمس:

-وانا سأجعلك تعتادين على هذا يا حبى

ثم استطرد وهو يربت على ظهرها بحنان:

-لا ادرى اهو جو لبنان ام وجودنا هنا بمفردنا هو الذى يجعلنى اشعر بهذه المشاعر الجياشة

ابتعدت عن احضانه ونظرت الى عينيه بحب وهى تبتسم قائلة باستغراب:

-وانا ايضا لا ادرى لم اشعر وكأن هذه هى المرة الاولى التى تصرح لى

فيها بحبك لا ادرى لماذا اشعر بها مختلفة

تاه بعينيها السوداوان وهو يتعجب من امره

ها هو يهدم كل ما سبق ان اعتقده

بانه دون جوان عصره الذى تترمى الفتيات تحت قدميه بحب ولهفة وهو

لا يحرك ساكنا

هاهو يشعر الان باى حقير وضيع كان عندما

قبل صفقة ناهد واجرى مخططه طمعا بورقيات ملونة لن تشعره

ابدا بما يشعر به الان

استقر تفكيره على مصارحة ناهد

انه اكتفى من تلك اللعبة الدنيئة وانه لن يواصل ابدا مخططهما القذر ويتلاعب بدنيا طمعا باموالها

نعم انه سيجعلها تستريح بالمنزل وتبتعد عن العمل

لكن ليس ليستغل غيابها بل ليعمل على راحتها ويتحمل هو المسئولية

ويكون هو الرجل الذى يفترض ان يكونه

يا الهى !! كم تغير من اجلها وكم هو مستعد للمزيد والمزيد من التغيير

فقط من اجلها يا الهى كم يعشقها

كم يحبها !!


دايب فى العيون دى وفيك

مش هاخبى عليك

انت اول حب برتاحله وبسلم ليه

وساااايب روحى رايحة معاك

صعب ثانية انساك

لو مكنتش جمبى دلوقتى كنت هعمل ايه


وامام نظراتها المتساءلة وجملتها الحائرة غمغم قائلا:

-هذا لانها حقيقية يا دنيتى

هتفت بتساؤل:

-ماذا قلت يا ادهم ؟؟

-لا شىء يا حبيبتى كنت فقط اقول انكى اجمل شىء فى حياتى

قالت دنيا بتأثر:

وانت ايضا يا ادهم لقد عوضنى ربنا بك

-اتمنى يا حبيبتى ان اظل اسعدك طوال عمرى

مسحت على شعره وهى تقول برقة:

-وانا ايضا يا حبيبى يارب اكون لك خير الزوجة

جملتها هزت اعماقه وجعلته يقر انه كان وغدا بالفعل عندما فكر ان يخدعها ويسلبها اموالها .. يا له من مغفل

لم يقدر النعمة التى كانت بين يديه الا بعد حين

لكن حمدا لله انه لم يستمر بلعبته ويخسر تلك المخلوقة الجميلة

نظرت اليه قائلة بقلق:

-لماذا تشرد كثيرا يا ادهم؟؟ هل مازلت تفكر بالعمل؟؟

هز رأسه نفيا قائلا:

-ابدا يا حبيبتى لا شىء يشغلنى عنكى ابدا

ثم اشار الى السماء التى حل الليل بها وانتشر السواد بين ارجائها وقال :

-ما رأيك ان نعود الان الى الفندق هناك عرض رائع سيتم اقامته

فى ملهى الفندق ما رأيك بحضوره

هزت رأسها بسعادة وهى تقول بلهفة:

-بالتأكيد هيا بنا


وما ان ترجلا من سيارة التاكسى التى اقلتهم الى الفندق المقيمان به حتى انطلق رنين هاتف ادهم الذى قال بتأفف:

-سأغلق هذا الهاتف

اما دنيا فاسرعت تحول بينه وبين غلق الهاتف وهى تهتف:

-لا يا ادهم ربما يكون اتصال هام بشأن العمل

انت تعلم كم يحتاجون الينا بفراغنا الذى اخلفناه

-ولكن يا دنيا

-تلقه يا حبيبى وبعد ذلك اغلقه اتفقنا

اومأ برأسه وهو يقول:

-حسنا اتفقنا لكننى سأتحدث بعيدا حتى لا اقلقك

اشارت بيدها لمطعم الفندق وهى تقول:

-وانا سأذهب للمطعم لاننى جوعانة جدااا

هز رأسه وهو يقول:

-سألحق بكى الى هناك

-اتفقنا


**************


قهقت نعمة وهتفت بمحدثتها التى تحدثها من خلال الهاتف المحمول الذى تحمله بين يديها باسترخاء اثناء تأرجحها على تلك الارجوحة بالحديقة الخلفية لفيلا السعدنى:

-حقا !! طردها شر طردة !! تستحق ذلك وهو ايضا يستحق هذا

اخبرينى ماذا فعل بعد ان طردها

اعتدلت فى موضعها بشدة وهتفت بدهشة:

-تمزحين!! هل حقا سمعتى بكاؤه !! لااااا!!! تمزحين!!

حقا !!! يا الهى !! يا له من خبر

حسنا يا عزيزتى دوما اطلعينى على الاخبار الجيدة تلك التى تفتح الشهية

واغلقت الخط مع سكرتيرة امجد وهى تضحك بسعادة وتتذكر وجه ناهد الممتقع

حينما قابلتها امام الفيلا وهى مغادرة المكان بعد مقابلة امجد

حينها توسلت اليها ان تخفض صوتها حتى لا يعلم امجد بالامر واخبرتها انها

ستخبره انها امه لكن بطريقتها وعلى مهل حتى يتقبل الامر وكانت هذه بالطبع فرصة جديدة اضيفت الى مخططها بهدم حياة ذلك الرجل الذى نبذها

وقلب حياته رأسا على عقب وقد فعلت هذا حينما اطلعته على هوية امه

حتى تهدم مفاجأة ناهد وتكون المفاجأة من نصيبها هى

وتبا لهم جميعا

عادت تزمجر مع افكارها

اذ تشعر بالضيق الشديد لمغادرة امجد وزوجته الفيلا وحرمانها من تنغيص علاقتهما لكن هيهات ان اعتقد انها بهذا ستكف

ابدااا

انها لازالت بالبداية لقد استطاعت ان تثير الشكوك بقلب امجد تجاه غادة ورجل مثل امجد لن يكف عن الشك بامرأته كما استطاعت ان تهدم اى بادرة علاقة قد تنشأ بين امجد وامه

يتبقى من ؟؟؟؟؟

يتبقى امجد وابيه

وهذه هى المرحلة القادمة


*****************


ارتعدت مى من الدقات العنيفة التى هزت باب منزلها فاسرعت تفتح الباب ليطالعها وجه هند الممتقع والذى اغرقته الدموع ، فوجئت مى بهند ترتمى فى احضانها وتشنجها يبدد صمت المكان فمسحت على شعرها وهتفت بلوعة:

-هند 00ماذا بكى ؟؟؟

هتفت هند بعدة كلمات تاهت بين دموعها ونحيبها المرتفع فلم تستطع مى ان

تفهم ما اصابها فاشارت اليها بيدها قائلة:

-هند هند اهدئى لا افهم شىء ماذا هناك

بهدوء من فضلك

اخذت هند نفسا عميقا وحاولت التوقف عن البكاء بصعوبة وهى تقول بحزن:

-يريدون ان يزوجونى يا ابلة مى يريدوننى ان اكون لغير محمد

وعادت تنخرط فى بكاء عنيف قطع نياط قلب مى التى حدقت فى وجهها المتألم وهى

الاخرى بداخلها تتألم لكن ماذا بيدها ان تفعل

هل يمكن ان تتصدى لاهل هند وتقول لهم احتفظوا بها لمحمد

هيهات ان تتفوه بتلك الحماقات من الذى سيسمح لها ان تقول هذا

من الذى سيصدق انه باذن الله سيخرج قريبا من الذى سيصدق ان براءته تعتمد على ما تخوضه هى

من من من ؟؟؟؟؟؟؟

تعلقت هند بملابس مى بشدة وهى تهتف بلهفة:

-ارجوكى يا ابلة مى ، اخبريهم ان محمد برىء وانه سيخرج لى ونتزوج

اخبريهم اننى لن اكون لغيره حتى لو انتظرته طوال خمسة وعشرون سنة

حينها سيكون عمرى اثنان واربعون عاما لكن لا يهم طالما اننى سأكون

الى جواره لا يهم طالما اننى سأعيش بعدها فى كنفه لا يهم طالما سيعود لى

ارجوكى يا ابلة مى

حاولت مى التماسك بشدة وهى تحتضن هند بقوة وتهتف:

-كفى يا هند ارجوكى انتى تعذبينى بكلماتك هذه

انا ليس لى اى سلطان على اهلك وانتى يمكنك ان ترفضى وتقبلى من تشاءين

لكن لا تجعلينى طرفا بالموضوع ولا تجعلين سبب رفضك للزواج محمد

لان حينها سيعاندون معكى وقد يزوجونك غصبا عنكى فارفضى فقط

وتفننى باظهار العيوب بكل رجل يتقدم لكى

هذا ما استطيع ان اقدمه لكى الان لكننى اعدك اننى بالفترة القادمة

سأبذل قصارى جهدك من اجل سعادتك انتى ومحمد

نظرت الى عينيها بأمل وهتفت:

-ماذا تعنين ؟؟؟


******************


دخل ادهم مسرعا يبحث عن دنيا بالجناح الذى استأجروه فى الفندق وهتف

بقلق عندما وجدها جالسة ممتقعة الوجه ساكنة كالحجر على الفراش:

-دندن حبيبة قلبى لقد ذهبت للمطعم كما اتفقنا ولم اجدك وقد اخبرنى

النادل انكى ذهبتى ثم الغيتى طلبك بعد ان تحدث اليكى رجلا وصعدتى الغرفة

لماذا ؟؟ ومن هذا الرجل ؟

لم يتلقى منها جوابا اذ ظلت على حالها فاقترب منها قائلا بقلق تضاعف:

-دنيا حبيبتى ماذا هناك ؟؟

ابتعدت عنه دنيا بسرعة قبل ان يمسها فتساءل بحيرة:

-دنيا ما الامر ماذا بكى ؟؟ هل صدر منى شىء ازعجك؟؟

اتجهت دنيا نحو دولاب ملابسها وجذبت من احد ادراجه منشفة اخذتها معها الى دورة المياة التى اغلقت بابها بوجهه وهو يقول:

-دنيا انتظرى هنا اخبرينى ماذا هناك


لكنها لم تستمع الى كلماته المتساءلة وتهاوت على ارض دورة المياة والعبرات تنهمر على وجهها محاولة ازالتها بلا فائدة

شعرت بالمرارة وهى تتساءل عن هذا الشخص الغريب الذى يفصلها

عنه باب .. لوح من الخشب

هذا الشخص الذى سلمته قلبها بعد ان عانت من نفس فعلته

وبعد ان كان هو المنديل الذى كفكف دمعها

بعد ان كان الحضن الذى ارتاحت به

بعد ان كان الحنان الذى غمرها وعوضها عن كل ما فقدته

اكتشفت الليلة ان كل هذا ليس الا مخططا قام به بمهارة بمساعدة عمتها

لماذا كذبا عليها وخدعاها ؟؟

طبعا للاستيلاء على اموالها

لماذا يفعلون بها هذا ؟؟

لماذا فى كل مرة يخفق قلبها لاحدهم تجده جشعا لم يهتم ابدا لمشاعرها

وكان كل ما اراده اموالها

تبا لهذا الثراء الذى جعلها فريسة للذئاب

تبا له !!


هتفت بمرارة باعماقها

حتى انت يا ادهم !!!

لكن لماذا تستبعد فعلته هذه ان كانت عمتها شقيقة ابيها من لحمها ودمها

هى من سبقته الى هذا


اهذه هى الحياة !! لا حساب للمشاعر او العواطف

الكل يلهث وراء المال !!


اذن !!

هكذا ستنتهى حياتها !! هكذا ستغلق قلبها للابد حتى لا تعانى ثانية !!

ام تتخلى عن ثرائها لتجد شخصا يحبها حقا لذاتها لشخصها !!


آآآآآآه من كسرة قلبى 00آآآآآة يا خسارة حبى

انا كلى آلام والظلم حرااام

مش هفضل عايشة كدة بدموعى

خلاااااااص يا دموعى


تعذيب وجراااح انا نفسى ارتااح

واهرب من ضعفى واحزانى

دة ظلمنى كتيير وجرحنى كتيير

وضحا بقلبى ورمانى


حاولت دنيا ان تتمالك اعصابها وتجفف دموعها وهى تستند الى جدار

دورة المياة لتقف وتفتح بابها فجأة لتجده امامها هاتفا بقلق:

-دنيا هل لكى ان تخبرينى ما سبب هذه التصرفات الغريبة

لماذا لا تردين عليّ وتتجاهلينى ؟؟ ماذا بكى ؟؟ انا زوجك اخبرينى


توقف دنيا امامه وحدقت فى وجهه طويلا وعلى وجهها سمة التساؤل

ارادت ان يعطيها سببا واحدا وجيها لهذا الذى فعله بها

ارادت ان تعلم من اين آتى برباطة جأشه وبالقدرة على الخداع والكذب والتمثيل الماهر

لقد صدقت حقا انه يحبها

يا له من ممثل ماااهر !!!


تركته مندهشا وسحبت حقيبة السفر من تحت الفراش ودست بها ملابسها

فنظر اليها ادهم قائلا باستغراب:

-ما هذا الذى تفعلينه ؟ لماذا تعدين حقائبك؟ لماذا ؟ الا يعجبك الفندق؟

اتريدين تغييره ؟؟

ثم اضاف بغضب:

-دنيا من فضلك اجيبينى لا تتجاهلينى هكذا

اغلقت دنيا حقيبتها واتجهت نحو هاتف الغرفة وطلبت الاستقبال قائلة:

-الاستقبال من فضلك اريد الفاتورة نعم سأغادر غرفة 706

واريد طلب سيارة تاكسى للمطار من فضلك باقصى سرعة

لا لقد حجزت بالفعل على الطائرة المقلعة الى مصر

اشكرك مع السلامة

وضعت دنيا السماعة لتجد ادهم يطالعها بوجه رسمت كل خلجة من خلجاته

الدهشة المطلقة التى سرعان ما امتزجت مع كلماته التى لفظها ببطء شديد:

-هل لكى ان تفسرى لى ما يحدث هنا ؟؟

اقتربت منه وفتحت يده وضعت به كارتا ذهبيا منمقا قائلة بجفاء:

-أنا سأعود الى مصر وحدى

وهذا كارت المحامى الخاص بك انه يريدك بامر هام جداا

واتمنى بعدما تنتهى معه ان تبعث لى ورقة طلاقى والا تخطو بقدمك الفيلا

وقبل ان تغادر الحجرة نظرت اليه باحتقار وهى تغلق الباب خلفها

لتخلف ورائها دهشة بلا حدوووووووووووووود

*******************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 07-11-08, 07:12 AM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

(يـــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــبـــــــــــــــ ــــــــــــــــع)

طبعا بارت طوييييييييل مثيييييير ملىء بالاكشنات كما ارادت واكسين
وان شاء الله البارت القادم اكثر اثارة
يااااااااااااااااااااااااااارب
يااااااااااااااااااااااااارب
يكون عجبكم واستمتعتوا بيه
اتمنى انه كان عند حسن ظنكم
ومتنسونيش بقى بالتعليقات الجامدة
وادعولى فى امتحانات الميد تيرم

وايه تانى !!!!!!!!
طبعا لكل اللى هيستغرب كيف عرفت دنيا
هتعرفوا بالظبط فى البارت الجاى عن طريق الفلاش بااااااااااك
اوك يا حلوين

يلا مستنياكم بقى
متتأخروش علياااااااا

وتحية كبيييييييييييييييرة اوى ليكم كلكم
خصوصااااااااااااا
بوسى
waxengirl
Emomsa
amedo_dolavigo
mohamed adel
عسى الا اكون نسيت احدكم

فى سلامة وحفظ الله

 
 

 

عرض البوم صور jen  
قديم 22-11-08, 04:31 PM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
jen
اللقب:
عضو راقي
ضحى ليلاس
الوصيفة الاولى لملكة جمال ليلاس


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46967
المشاركات: 4,719
الجنس أنثى
معدل التقييم: jen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييمjen عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1999

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
jen غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : jen المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



الفصل الرابع عشر

لماذا تخدعنى ؟؟


تسلل على بخطى بطيئة مترددة الى الحجرة الواسعة الغارقة فى اللون الابيض الشاحب المجرد الذى اعطاه احساسا بالخواء لم يكسره سوى اللون النهرى الذى ازدانت به ستائر النافذة الوحيدة المعلقة بوسط الغرفة فى الجدار المجاور لفراش والد نور الذى ارتمى عليه منقطع الانفس واضعا على وجهه جهاز التنفس الصناعى ليمده بالحياة التى افتقدها وجهه الباهت وجسده الذى اصفر لونه وضاعت حيويته ،حاول على ان يتجاهل تلك الرائحة الكئيبة -التى اطبقت على انفاسه واشعرته بالغثيان- وهو يتطلع لنور التى شعرت بحركته فرفعت رأسهاالتى غرزتها بصدر اباها وتطلعت اليه بأعين حزينة آسفة وصدرها يعلو ويهبط بحركة سريعة مرتجفة ورأسها يعربد بالافكار المتوترة وقلبها يخفق بحب ذلك الرجل الذى طالعها بنظرات لم تعتدها ولم تتوقعها

فقد اعتقدت بعدما حدث امس انه سيأخذ موقفا معاديا منها رافضا لوجودها حوله الا انه عاد ليطمئن عليها ووالدها ونظراته اليها تحمل حنان بالغ ورقة متناهية

كم هو غريب هذا الرجل !! رجل فريد من نوعه تراه لاول مرة بحياتها رجل لم تلقه من قبل رجل تشعر معه باحاسيس مختلفة متقلبة فامس كانت تشعر بشوق شديد نحوه وحاجة لحنانه وحبه لذا اقدمت على ما فعلته وبعدما رحل شعرت فى البداية بالضيق والغضب ثم ما لبثت ان شعرت بالتأنيب والندم واليوم وهى تنظر الى عينيه تشعر بالحزن والسعادة فى آن واحد

السعادة لان قلبها خفق لهذا الرجل المثالى فى عصر ندر فيه سماع تلك الكلمة وليس فقط وجودها والحزن لانها لم تستطع ان تجعل قلبه يخفق لها وانه لن يكون ملكها كما رغبت

لكن

رغما عنها ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها عندما اقترب منها

ومسح على شعر اباها وهو يتساءل بصوت خافت ولهجة حانية:

-كيف حاله اليوم ؟؟

اومأت برأسها وهى تبتسم فجذب مقعدا وجلس الى جوارها وهو يضيف:

-وانتى كيف حالك؟؟

اخفضت بصرها فلم تستطع ان تواجه عينيه المهتمتان الحانيتان وقالت بخجل:

-بخير

ثم اضافت وهى ترفع رأسها اليه بعينان دامعتان:

-وانت ؟؟

بينما اجاب هو :

-حمدا لله

اسرعت هى قائلة بلهجة نادمة متألمة:

-على انا اسفة يا على لم اقصد ما

قطع كلماتها وهو يقول:

-ششش لا داعى لمثل هذا الحديث

لا تشغلى بالك المهم انكى بخير ولم يحدث شىء

طالما انكى لن تفعلى هذا مرة اخرى معى او مع غيرى

توارت عيناها خجلا وهى تقول بصوت خافت:

-اقسم لك انه لن يحدث ثانية

ربت على وجنتها وهو يقول بحنان:

-حسنا يا عزيزتى

نظرت الى عينيه قائلة بتوسل وامل :

-اذن هل ستعود الى الفيلا

ادار رأسه يمينا ويسارا وهو يقول بلهجة قاطعة وان لم تكن صارمة فلم يرد ان يجرحها او يشعرها بالحرج:

-لا انا اشعر بالراحة فى ذلك الفندق الذى اقمت به امس فقد تعرفت فيه على نزلاء مصريين وعقدت صداقة سريعة معهم فلا تقلقى

كل شىء بخير

اغمضت عيناها بالم وقالت بصوت يشوبه الضيق:

-حسنا يا على كما ترغب اهم شىء ان تشعر بالراحة وان تظل بجوارى


************


ما ان دلفت غادة الى المنزل حتى ارتمت على اقرب مقعد قابلها واغمضت عيناها فى قوة مقاومة تلك الالام التى عصفت برأسها وانهكت قواها

فهى لم تعتد بعد ذلك الاحساس الغريب القوى الذى يسيطر على جسدها ويتملكه فتخور معه قواها المقاومة وتنهار تحت وطأته وتستلم له فتشعر احيانا بالسعادة الشديدة لانها تحمل ذلك المخلوق بين احشائها تحمل ما هو اقرب اليها من حبل الوريد تحمل فلذة كبدها الذى يتضاعف حبها له وحنانها عليه وخوفها من قدومه كل يوم عن الذى سبقه، واحيانا اخرى تشعر بالارهاق كما تفعل الان عندما تذهب الى الجامعة محاولة اخفاء الامر والتعامل كأن شيئا لم يحدث لكن هذا فوق احتمالها فهى بحاجة ان تبوح بهذا السر الى احد

لا.. ليس اى احد هى بحاجة ان تبوح به الى امجد بحاجة ان تشعر بفرحته وحنانه بحاجة الى وعده القاطع بانه سيتغير معها وانه سيكون نعم الزوج ويتناسى كل ما حدث من قبل بينهما

ويعيشا كما وعدها وكما تمنت دوما

نعم هى بحاجة ماسة الى هذا

فتحت عيناها فجأة بقوة حينما تناهى الى سمعها صوت خافت استدارت الى مكانه بعينان مرتعبة الا ان كل الادرينالين الذى بثه جسدها فى قوة عاد منهزما الى مكانه واستتر خوفها حينما طالعت عيناها امجد ممددا على الاريكة التى تقابلها

عقدت حاجبيها فى تعجب كيف لم تره منذ ان خطت بقدمها المنزل ؟؟ كيف؟؟ لكن هذا لا يهم ما يهم الان هو ذلك التعبير الحزين الذى ارتسم على وجهه !! ما به ؟؟

اقتربت منه فى خفة وهبطت على ركبتها وطالعت وجهه بقلق وهى تتساءل بصوت خافت:

-امجد لماذا عدت مبكرا ؟؟ ماذا بك ؟؟

انتفض بقوة من رقدته وهو يتطلع اليها كأنه اول مرة يراها

لا تعلم ما الذى دفعها لاخذه بين احضانها وتربيتها على ظهره وهى تقول بهدوء:

-امجد امجد انها انا غادة ماذا بك يا امجد

ربما تكون الامومة الغزيرة التى تشعر بها هى التى دفعتها لفعل هذا !! او ربما لانها وجدته طفل مذعور حزين فرق قلبها لحاله

لا تدرى السبب لكن المهم انه استكان بين احضانها ولم يتخذ موقفا معاديا بل وشعرت بالرجفة التى تسرى فى اوصاله شعرت بها قوية وكأنها هى التى ترتجف فخرج صوتها مذعورا وهى تتساءل:

-امجد !! اخبرنى ماذا بك ؟؟

ابتعد عن احضانها ونظر اليها بتمعن وهو يقول بهدوء:

-لا شىء انا بخير

ثم قام من مجلسه وهو ينظر اليها مطولا وتعبير غريب مرتسم على وجهه تعبير لم تجد له تفسير سوى انه يشعر بالحيرة

الحيرة الشديدة من امرها كما تفعل هى تماما

كما تشعر هى بالحيرة لفعلتها وحنانها عليه

اسرعت خلفه قبل ان يبتعد وقالت بترقب :

-امجد

لدى خبر سعيد لك

تطلع اليها بتساؤل وهو يتمنى ان يكون حقا خبرا سعيدا فهو فى امس الحاجة الى ذلك

- أنا حامل

نطقتها بترقب وعينيها فى اشد اللهفة لالتقاط تلك الصورة التى تخيلتها لرد فعله


****************


-ها هى الوسادة التى طلبتيها يا مدام دنيا

تناولت دنيا الوسادة البيضاء الصغيرة من يد مضيفة الطيران

وقالت وهى تجبر شفتيها على الابتسام:

-اشكرك

وضعتها خلف رأسها وهى تتطلع الى نافذة الطائرة الضبابية

لم تستطع ان تغبر اسوار السحب التى احاطت بهم فاغمضت عيناها وذهنها مصر على العودة بها الى اللحظة التى انهارت بها كل احلامها .. الى اللحظة التى اكتشفت فيها انها خدعت من جديد وان ادهم لم يكن سوى نسخة اكثر احترافا من وائل


...............................


ما ان تركت دنيا ادهم ليختلى بنفسه ويتلقى تلك المحادثة حتى توجهت من فورها الى مطعم الفندق بلهفة من جراء الجوع القاسى الذى نهش معدتها والذى تجاهلته كثيرا بسبب السعادة الشديدة التى غرفت منها طيلة اليومين الماضيين لكن هناك حد للجوع

ويأتى الوقت الذى لا تشعر فيه بأى شىء غير الطبيعة المجحفة التى تدفعك لالتهام اى شىء امامك لتسد رغبتها المتوحشة

اتجهت فى سرعة لاحدى الطاولات التى ما ان جلست عليها حتى

اغمضت عينيها فى نشوة وهى تشتم تلك الروائح الشهية

فاشارت بلهفة للنادل الذى اتجه نحوها فى احترام وتلقى طلبها

الذى هتفت بعده قبل ان يبتعد:

-اضفه على حساب غرفة 706

كان يجلس على الطاولة المجاورة لها رجل اصلع مرتديا عوينات دقيقة على عينيه التى برقتا ما ان سمع رقم الغرفة وترك القهوة التى كان يرشف منها واسرع مقتربا من دنيا قائلا بترحيب واحترام:

-مساء الخير هل انتى مدام ادهم رياض

اومأت برأسها وهى تتطلع اليه بدهشة قائلة بتساؤل:

-نعم انا هى هل هناك شىء استطيع ان اقدمه لك

جذب مقعدا مجاورا لها وانضم اليها على الطاولة وهو يمد

يده لمصافحتها قائلا:

-انا وديع عياش محامى المرحوم رياض

هتفت دنيا فى ترحيب:

-آآآه اهلا وسهلا

استطرد وديع بعد مقاطعتها اياه :

-فى الحقيقة انا هنا بعدما علمت باقامة السيد ادهم هنا لقضاء شهر عسله فقدمت على الفور لملاقاته فقد بحثت مطولا عن السيد ادهم وزوجة ابيه السيدة ناهد شاهين لكننى

اتسعت عينا دنيا فى دهشة وهتفت وهى تستوقفه بيدها :

-انتظر ماذا قلت؟؟ السيد ادهم ومن ؟؟

عقد حاجبيه باستغراب الا انه اجاب :

-وزوجة ابيه السيدة ناهد شاهين

غزا الاستغراب وجهها وتمكنت منها المفاجأة التى صعقتها وتركتها منهكة خائرة القوى وهى تتساءل بعد فترة من الصمت:

-أل.. أليست ناهد شاهين هى والدة ادهم

هز رأسه نفيا وهو يجيب:

-لا يا مدام .. ناهد شاهين هى زوجة والد ادهم .. الا تعرفين

المهم لقد بحثت عنهم كى اعطيهم وصية السيد رياض

لكنهم سارعوا بمغادرة لبنان بعد افلاسهم وحجز البنك على املاكهم و

تدلى فك دنيا وهى تصيح بذعر:

-ماذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

افلاس من ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نظر اليها بحيرة وهز كتفيه قائلا بعد تردد:

-افلاس رياض بيه والد ادهم ووفاته بأزمة قلبية

الا تعلمين كل هذه المعلومات ؟؟ يبدو انكى تعرفتى الى الاستاذ ادهم قريبا جدا

ثم قام من مجلسه وهو يقول بلهجة جادة:

-المهم ارجوكى يا مدام ، سلميه هذا الكارت الخاص بى واخبريه ان يأتينى ليتسلم وصية ابيه من فضلك يا مدام

هذه امانة عندى ويجب ان اسلمها له

تناولت منه الكارت بايدى مرتجفة محاولة ان تتمالك نفسها من الصدمة التى لم تتوقعها مطلقا والتى غافلتها على حين غرة


.....................


هتفت بحنق :

-ايها الخائن الكاذب لماذا خدعتنى ؟؟؟

التفتت اليها انظار العديدين من ركاب الطائرة فاخفت وجهها فى زجاج نافذة الطائرة وبللته بدموعها المنسكبة التى عبرت بها عن بعض مما يجيش به صدرها لانهيار اجمل حلم اعتقدت فى تحوله لحقيقة


***************

 
 

 

عرض البوم صور jen  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
حياة ..شعبة ظلم, jenhoud, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية