هبطت دنيا درج الفيلا الداخلى ويدها فى يد مى التى كانت تقول :
-اتمنى ان تعودى كسابق عهدك وكأن شيئا لم يحدث وعودى لعملك كونى قوية
-لا تقلقى سأفعل لكننى اليوم احتاج الى الراحة حتى اصفو ذهنى
قاطعتها مى وهى تقول:
-يكفى اعذار واهمةلم يحدث شىء ما الذى يمنعك اذن من مواصلة حياتك الطبيعية ام ستتركين حيوانا مثل وائل يؤثر عليكى
قالت دنيا بتعجب:
-لماذا تستخدمون جميعكم هذه اللفظة(حيوان)
-لان هذا هو ما يصف ذلك المقزز حتى الحيوان افضل منه
توقفت مى عند الدرجات الاخيرة وهى تقول باستغراب:
- من غيرى اطلق هذا عليه
-ادهم ابن عمتى
-البطل الذى انقذك! اين هذا الشهم لاشكره بالنيابة عنكى
تلفتت حولها وهى تقول:
-لا ادرى لكنكى ذكرتينى هناك ما اريد ان اخبرك عنه
- ادهم.. يبدو انه معجب بى جدا من..........
قالت مى بهيام:
-ومن لا يفعل؟؟ من لا يقع فريسة تحت نظرات هذه العيون القاتلة؟
اكتسى وجه دنيا باللون الاحمر خجلا وقالت بتحذير:
-مى!
-ضحكت وهى تقول:
-حسنا حسنا سأصمت اكملى
-اقول لكى انه دائما يطاردنى باعجابه الشديد
قطعت كلماتها وقالت فى سرعة وهمس وهى تشير لمى الى ادهم الذى دلف الى بهو الفيلا من الحديقة:
-ها هو ذا يا مى قادما
تفحصته مى من رأسه حتى اخمص قدميه وقالت باعجاب:
-هذا الوسيم!
-نعم
مالت عليها مى قائلة بعتاب:
-هذا الوسيم الذى يشبه نجوم السينما وابن عمتك ومعجب ومهتم بكى وتشكين ! يا لكى من فتاة
تجاهلتها دنيا عندما اقترب منهم ادهم ناظرا الى مى فى تساؤل فاسرعت دنيا قائلة:
-هذه مى صديقتى يا ادهم وهذا ادهم ابن عمتى يا مى
صافحها ادهم وهو يلتفت الى دنيا قائلا بقلق:
-هل انتى بخير الان
قالت دنيا بامتنان:
-حمدا لله وشكرا لك لانقاذى ولمى لاحتوائى
-لا شكر على واجب انا لم افعل شيئا
-وانا ايضا كذلك لم افعل سوى ما يفترض ان افعله لصديقة غالية على قلبى
نظر اليهما قائلا بتأنى :
-هل انتما صديقتان مقربتان؟
-نعم
-اذن لماذا لم اراكى هنا من قبل يا مى؟
نظرت مى الى دنيا وهى تقول:
-كانت هناك عدة مشاغل لكن الان لن يفرقنا شىء ابدا
ضحكت دنيا وهى تقول:
-هذا صحيح
-ارى انكى قد اصبحتى بخير حال يا دنيا ويبدو ان الفضل يرجع فى ذلك لمى اشكرك يا مى انك اعدتى لزهرتنا جمالها
همست مى فى اذن دنيا:
- يا لهذه الكلمات الرائعة !
ثم اسرعت بالقول:
-انت الذى يجب ان نشكره فلولا ما فعلته لما كان لدورى المتواضع اى تـأثير
-الحمد لله اننى استطعت ان اصل فى الوقت المناسب
قالت دنيا بضيق:
-ارجوكم يا جماعة من فضلكم لا اريد الحديث فى هذا الموضوع اكثر من هذا
-حسنا يا دنيا لكننى انتظر تفسير عما حدث
-فيما بعد يا ادهم فيما بعد
قال ادهم وهو يبتعد عنهم:
- لن اضغط عليكى انتظر ان تقولين لى بنفسك وارجو ان تحضرى نفسك للذهاب لقسم الشرطة للادلاء بشهادتنا
-الم يحدث هذا بالامس عندما جاء الضابط الى هنا
-نعم لكنهم لم يستطيعوا اخذ كلمة واحدة منك هل تتذكرين حالتك؟ انهم يريدون استكمال التحقيق
-حسنا حسنا
تعلقت عينا مى بادهم وهو يبتعد وقالت بانبهار:
-يا الهى! ما اروعه!
-مى ماذا هناك
قالت مى بسخرية:
-لا ابدا اعذرينى .. انا لا احيا فى منزل واحد مع هذا القمر
ثم اضافت:
- لديك رباطة جأش رهيبة هذا الوسيم معجب بكى وانتى لا يؤثر بكى شىء
لكن دنيا لا تتسرعى وتتخذى اى قرار خاطىءفانتى خارجة للتو من علاقة فاشلة فلا.......
-لا تقلقى يا مى
قبلتها على وجنتيها وهى تودعها قائلة:
-حسنا يجب ان اذهب الان .. اليوم الجمعة ومحمد سيغادر الى كليته المغرب .. يجب ان احضر له الغداء
صاحت دنيا :
-عم سالم عم سالم
كان عم سالم امامهم فى لحظة يقول:
-امرك يا دنيا هانم
-اجعل محمود يحضر السيارة لايصال انسة مى لمنزلها بشبرا
-حالا يا دنيا هانم
-لا يوجد داعى لهذا يا دنيا .. المواصلات خالية اليوم
تجاهلت دنيا كلامها وهى تحتضنها قائلة:
-انتبهى على نفسك
-وانتى ايضا وطمئنينى عليكى اولا باول
****************
تناول حسام كأسا من الفودكا من بار شقته المفروشة المنعزلة فى مدينة 6 اكتوبر وهو يقول بصوت مرح عالى :
-واحلى تحية لحسام باشا الذى يرضى مزاجكم جميعا ايها الاوباش
انطلقت ضحكة عالية من جميع المتواجدين بالشقة من فتيات لا يسترن جسدهن الا باقل القليل من الملابس وشباب ضائعين يكادون يفقدون وعيهم من المخدرات والخمر
تعالت ضحكات ميمى الخليعة وهى ترفع كأسها لاعلى لالقاء نخب :
-حسام باشا حسام باشا فقط اوسم شاب واشيك رجل اعمال ودون جوان كل زمان ومكان
ثم ارتفعت منها ضحكة رقيعة رد عليها حسام بضحكة عالية وهو يعطيها مغلف ابيض صغير قائلا:
-خذى هذه يا ميمى هدية على هذا الكلام الجامد
اخذت ميمى المغلف بنهم واتجهت سريعا الى اقرب مقعد وهى تفض المغلف بلهفة وتغرس انفها فيه ثم تعود برأسها الى الوراء بعد ان استنشقته وهى تتنهد بنشوة
ارتفع رنين جرس الباب فاسرعت نهى تفتح الباب ثم اتجهت نحو حسام وهمست فى اذنه:
-المعلم عطوة يا حسام
اتجه حسام الى المعلم وصافحه ثم قاده الى غرفة مكتبه وقال وهو يجلس خلف مكتبه:
-تفضل يا معلم عطوة هل جئت بالمعلوم؟
وضع المعلم عطوة النقود على المكتب وهو يقول باستحياء :
-هذا ثلاثة ارباع المبلغ يا حسام بيه
قال حسام بغطرسة:
-واين الربع الباقى يا معلم عطوة؟
-يا بيه السوق نايم
صاح حسام بتهكم:
-نايم!! الشباب عاطل يا معلم عطوة ولا يجد طريقا غير هذا يتجه اليه
-نعم يا باشا لكنه كذلك لا يجد نقودا لهذا الطريق
قرب حسام وجهه من المعلم عطوة وهو يقول باصرار:
-هذا النوع من الشباب يشق الارض ليحضر ثمن مزاجه يا معلم عطوة فلا داعى للتلاعب
-ابدا يا حسام بيه انا لا اتلاعب
-ولا داعى ايضا ان تستخف بى انا هنا مكان والدى رحمه الله
-رحمه الله كان افضل مورد مخدرات فى مصر كلها
-الله يحفظك يا معلم عطوة لكن موته لا يعنى ان الحبل على الغرب انا هنا مكانه واكثر
-لم اقل شيئا يا حسام بيه لكن صدقنى
قاطعه بغضب:
-لا يوجد لكن ان كنت لا تستطيع السداد فابحث عن احد غيرى هناك الكثير يتمنون التعامل معى
قال الرجل برجاء:
-يا حسام بيه
قال حسام بصرامة:
- اسمع يا معلم عطوة لقد سلمت لك البضاعة لانك زبون قديم وابى كان يثق بك فلا تفقدنى ثقتى بك ولا تتلاعب معى فتدفعنى ان اوزع نصيبك من البضاعة القادمة لاحد اخر
ظهر الفزع على وجع عطوة وهو يقول:
-لا ارجوك يا حسام بيه هذا مصدر رزقى الوحيد انا واولادى اوعدك ثلاثة ايام ويكون المبلغ عندك
تراجع حسام بمقعده الى الخلف وهو يلتقط سيجارة من العلبة اشعلها بولاعته الذهبية واخذ منها نفسا طويلا ثم قال والدخان يخرج مع كلماته:
-حسنا سأنتظر والماء يكذب الغطاس
**************
اندفعت غادة بسرعة نحو المطبخ وجذبت مى خارجه لتدخلها الغرفة وتغلق الباب ورائهم بسرعة فانفعلت مى:
-هل يمكن ان توضحى لى سبب هذا التصرف ؟
قالت غادة وهى تضحك:
-اهدئى اهدئى
قالت مى بضيق:
- وهل هذا وقته يا غادة المحشى على النار سيحترق
تجاهلتها غادة وهى تطير فى ارجاء الغرفة من وحملت كلماتها قدرا كبيرا من اللهفة والارتياح والسعادة:
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
-لقد هاتفنى يا مى .. هاتفنى
قالت مى بتعجب وحيرة:
-من هو هذا الذى هاتفك؟
تنهدت غادة وهى تمسك بيدى مى وتدور بها:
-على يا مى على هاتفنى ويريد ان يرانى على وجه السرعة
قالت مى بضيق:
-هكذا! بعد ثلاثة شهور ونصف من غيابه هاتفك ويريد ان يراكى !
-نعم
نظرت الي فرحتها البادية على وجهها بتعجب وقالت بحيرة وهى تخبط كفا فى كف:
-وانتى ! الن تخذى اى موقف؟!!
قال غادة بحيرة:
-ماذا تعنين؟
زفرت مى فى الهواء فى ضيق وهى تقول بغضب:
-هل جننتى ام تريدين ان تجنينينى معكى ؟ ! شخص عشمك بالحب والارتباط وتركك ثلاثة شهور ونصف معذبة بدون حتى اتصال هاتفى واحد وهكذا بمجرد ان يشاور باصبعه تهرولين له
قالت غادة بضيق:
-ماذا تريدين ان افعل يا مى ؟ انا كما تقولين معذبة لذلك اريد ان اراه لاعرف سبب بعده
استمر ضيق مى مع كلماتها الحانقة:
-غادة يا حبيبتى هل انتى مغفلة؟ لماذا تريدين ان تعودين اليه اصلا ؟ الم تتناسى الامر ؟
قالت غادة باصرار:
-ابدا يا مى على هو حب حياتى
-يا حبيبتى انه لم يكلف نفسه عناء الاتصال بكى والاطمئنان عليكى رغم علمه بحيرتك وقلقك شخص كهذا يجب ان تكونى قد نسيتيه تماما ولا تفكرى فيه ولا فى رؤيته
قالت غادة بانزعاج:
-لا تكررين هذه الكلمة يا مى انا يستحيل ان انسى حب حياتى انه هو من عوضنى عن ابى بحنانه وحبه لى كيف انساه؟ انه انسان رائع يا مى صدقينى انه طيب وحنون و
قاطعتها مى بحدة:
-ومخادع يا غادة
قالت غادة بضيق:
-لا لا تقولى هذا ارجوكى
-بعد كل مافعله!!!!!!!!!!!!!!
-لهذا سأذهب اليه لاعرف الاسباب ربما كان فى شدة يا مى لا نعرف ظروفه
- يا غادة انتى مازلتى صغيرة الدنيا غادرة وتتلاعب بكى طوال الوقت وانتى هشة العظام لن تقوى على تحمل صدماتها ابقى بعيدة عن التيار حتى لا تتعرضى للاذى
وضعت غادة يديها فى وسطها وهى تقول بتصميم:
-سأذهب لاراه يا مى
قالت مى بحدة وهى تستعد لمغادرة الحجرة:
- حسنا يا غادة اذهبى لتكتشفى خداعه
امسكتها غادة سريعا من يديها قبل ان تغادر الغرفة وقالت:
-انه لا يخدعنى يا مى اؤكد لكى
ثم قالت بخجل:
-والان ارجوكى اختارى معى فستانا جميلا لاقابله به
جزت مى على اسنانها وقالت وهى تغادر الغرفة:
-لا .. انتى لا تطاقين
تضايقت غادة من خروجها من الغرفة لكنها اقتربت من دولاب ملابسها ووقفت حائرة امام فساتينها القليلة الا انها فوجئت بيد مى الرقيقة تمتد لتخرج فستانا قائلة وهى تبتسم:
-ما رأيك فى هذا؟
نظرت غادة للفستان الاحمر الانيق والبسيط فى آن واحد فاحتضنت مى وهى تقول بسعادة:
-انه رائع
تركتها مى لترتدى الفستان وبعد ثوانى من خروجها سمعتها تصرخ بحنق:
-هل استرحتى يا غادة هانم ؟!!ها قد احترق المحشى
*******************
دلف عمرو الى شقته ووضع حقيبة تفوح منها رائحة شهية على منضدة الصفرة ثم صاح وهو يتجه لغرفة ابيه:
-ابىابى لقد احضرت لك كفتة مشو.......
قطع كلماته لمرأى والده وقد اصفر لونه وزاغت عيناه مجاهدا لالتقاط انفاسه فاسرع عمرو اليه يمسك يده ويقول بجذع:
-ابى ابى ماذا حدث؟
قال والده بكلمات مرتجفة:
-انها النهاية يا عمرو
قال عمرو بانزعاج:
-لا يا ابى ارجوك لا تقل هذا
-انا اعلم لقد حان اجلى يا ولدى
تساقطت العبرات من عينى عمرو وهو يصيح:
-لا يا ابى ستكون بخير سأطلب حالا الطبيب
اخرج هاتفه المحمول وضغط على ازراره بلهفة ووضعه على اذنه وصاح بمجرد ان اجابه محدثه:
-د. فتحى انا عمرو كمال ارجوك يا دكتور تعالى حالا ابى صحته تدهورت اشكرك يا دكتور ارجوك لا تتأخر
انهى المكالمة لينظر الى ابيه الذى كان يشد معصمه فقال:
-نعم يا ابى الطبيب سيصل بين اى لحظة والاخرى
قال الاب وهو ينازع ليتحدث:
-يجب ان اخبرك بشىء هام
حاول عمرو ان يثنيه عن رغبته هذه بدافع الخوف فقال:
-لا يا ابى لا تتحدث لا تجهد نفسك يا ابى
اصر الاب وقال وهو يلتقط انفاسه بصعوبة:
-يجب ان تعلم انا اسف يا عمرو لقد اخفيت عنك الحقيقة وقلت لك ان امك تركتك لانها تحب شخصا اخر هذا غير صحيح يا عمرو لقد تركتنى لاننى كنت صاحب نزوات نسائية متعددة وهى تحملت كثيرا حتى فاض بها فطلبت الطلاق فاشترطت عليها عند طلاقها ان آخذك انا وخضعت هى لشرطى بعدما احلت حياتها جحيما بقلة المادة وبضربها واهانتها
ولم تستطع ان تأخذك منى من المحكمة لاننى جعلتها توقع على وصل امانة قبل الطلاق
هذا الوصل سأقدمه للنيابة لو طالبت بك وتزوجت بابو حسام بعد ان تعذبت فى جحيم المطلقات وضاعت فرصتها بزواجها فى ضمك الى حضانتها لكنها وقعت فى شبكة عنكبوت تزوجت عصام الشريف من اكبر تاجرى المخدرات وغسيل الاموال
كان عمرو يستمع الى ابيه بغير تصديق وبنظرة عتاب لكن ما ان قال جملته الاخيرة حتى ارتفع حاجباه فى دهشة وتدلت شفتيه فى ذهول وهو يصيح:
-ماذا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
-نعم وقد ورث عنه ابنه مهنته لهذا كنت دائما احذرك منه يجب ان تبتعد عنه يا عمرو لا تعمل معه فى اعماله المشبوهة وحاول ان استطعت ان تبعده عنها
قال عمرو بتهكم:
-ابعده عنها لقد حاولت ان ابعده عن الاعمال المخالفة البسيطة فصاح فى وجهى وشبه طردنى فهل تريد منى ان اخبره بهذا
تعلق الاب بيد عمرو وهو يقول بكلمات متقطعة:
-سامحنى يابنى لقد اخفيت عنك الحقيقة لخوفى عليك
خشيت ان تتقرب من والدتك فيستدرجوك معهم فى مجالهم او يبعدوك عن طريقها بتلفيق شىء لك سامحنى يا عمرو سامح......
حاول الاب ان يكمل حديثه الا ان انفاسه تقطعت وانطفىء بريق الحياة من عينيه وخمدت حركته فصرخ عمرو بلوعة ودفن رأسه فى صدر اباه وهو يبكى بحرقة ويصرخ:
-ابى ابى ابىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/KEKOOD%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtml1/01/clip_image004.jpg[/IMG]
*************