الفصل الثانى
سعادة مؤقتة
تلفتت غادة حولها وهى تتطلع لكلية الاعلام التى طالما تمنتها برهبة شديدة وسعادة فائقة
ها هى تحقق اولى احلامها وتلتحق بالكلية المرموقة التى تستطيع من خلالها ان تكون وجه اعلامى بارز ومذيعة مشهورة تحاور نجوم المجتمع
هى تعلم انها جميلة ووجه لافت تتوقف عنده الانظار لذا لا تشك انها ستصل لما تطمح اليه .
استغرقت فى احلامها الجميلة التى رأت فيها الاضواء والشهرة وتشجيع المعجبين فلم تلحظ ذلك الشاب الوسيم الذى تبدو الرصانة على ملامحه والذى اخذ يراقبها من بعيد ورغم التردد الذى بدا على وجهه الا انه حسم الامر واقترب منها قائلا بعد ان تنحنح:
-اهلا بكى فى كليتنا.. هل هذا يومك الاول بالكلية؟
انتزعها من شرودها واحلامها الجميلة فقالت فى سرعة دون ان تنظر اليه:
-بالتأكيد يمكنك اخذ توقيعى
قطب "على" حاجبيه فى دهشة ورغما عنه ابتسم وهو يهتف:
-ماذا؟!!!
ارتبكت عندما تطلعت الى وجهه المبتسم .. هذه هى المرة الاولى التى يحادثها شابا غريبا عنها وان ادركت ان هذا ليس السبب الاوحد لارتباكها فالشاب بنظراته التى سبرت اغوارها ولمست قلبها وابتسامته الرائعة وعيناه الساحرتان و.....
-لماذا لا تجيبين؟
افاقت غادة من شرودها واجابت بتعلثم لم تستطع التخلص منه:
-اسفة لكننى كنت شاردة فى حلم جميل
قال على وهو يكتم ضحكاته:
-يبدو عليكى بالفعل.. لكن لا تكثرى من تلك الاحلام خاصة فى هذا المجال
بدت عليها الحيرة وهى تنظر اليه بعدم فهم فاضاف:
-انا لا احبطك صدقينى ولكننى اساعدك الا تحبطى فيما بعد ..المهم..بالطبع من حديثك ونظراتك المبهورة واحلامك يبدو ان هذا عامك الاول ..اليس كذلك!
قالت غادة بصوت مبحوح وهى تحاول التماسك بعد كلماته المؤلمة:
-نعم انا فى السنة الاولى
-اهلا بك فى كليتنا.. هل تريدين الانضمام الى اسرتنا يا انسة ......
اسرعت غادة تقول وقد عاد الحماس الى صوتها:
-غادة
-يا انسة غادة.. يسعدنا ان تنضمى الى اسرة الحرية .. انا رئيسها ورئيس اتحاد الطلبة كذلك "على عزت ".. هل تحبين الانضمام الينا؟
اسمعى تعالى معى.. سأعرفك بأسرتنا ونشاطاتنا
سارت معه كالمسحورة وهى تشعر بسعادة من نوع خاص وتلفتت حولها لتجد انظار الكثيرين موجهة اليهم وكما لمست نظرات ترحيب من عيون البعض لم يغب ايضا عن نظرها نظرات غيرة من عدد ليس بقليل من الفتيات لكنها لم تهتم وسارت وراءه وهى تزغرد فى اعماقها وكأن قلبها يرتدى رداء جديد زاهى لونه احمر غير رداؤه القديم المحترق المهترئ والذى يغلب عليه اللون الاسود الحالك
***************
استغرقت دنيا فى البحث بين ملفاتها بمكتبها بمقر شركتها حين دلفت الحجرة سكرتيرتها - التى استبدلتها بدلا من تلك المخادعة التى تآمرت مع وائل - بعد ان طرقت الباب وقالت لها عندما رفعت اليها دنيا عينيها بتساؤل:
-انسة دنيا هناك شخص يريد مقابلتك
قالت دنيا بضيق وهى تعاود النظر فى اوراقها:
-الا ترين انى مشغولة! من هذا؟
-شاب يدعى وائل فريد
انتفضت دنيا من على مقعدها وتعلثم هتافها:
-من!! وائل فريد! كيف دخل هذا الرجل الشركة؟ ابلغيه انى مشغولة وابلغى حراس الامن باصطحابه الى الخارج ان لم يرحل بسهولة واصر على مقابلتى كما ابلغيهم الا يدعوه يتخطى عتبة الشركة مرة ثانية..افهمتى
-لكنه يقول انه يريدك فى امر هام جدا..امر لا يحتمل التأجيل
قالت دنيا بغضب:
-انا اعلم فيما يريدنى..نفذى ما قلته بدون مناقشة
قالت نانسى بهدوء وهى تنصرف:
-امرك يا دنيا هانم
تساقطت دمعتان من عينى دنيا وهى تقول بمرارة:
-لماذا عدت يا وائل؟ لماذا عدت؟ الم يكفك ما فعلته بى! اترك لى فرصة كى انساك وانسى غدرك بى
اخرجها من دموعها واحزانها رنين هاتفها المحمول الذى اضاءت شاشته برقم دولى فاسرعت بتلقى المكالمة مجيبة:
-الو
جاءها صوت عمتها ناهد وهى تقول برقة ونعومة:
-الو دنيا حبيبتى انا عمتك ناهد
قبضت دنيا على الهاتف الصغير بكلتا يديها وهى تقول بفرحة لسماع صوت محبب الى قلبها:
-اهلا عمتى كيف حالك؟
-كيف حالك انتى لقد اوحشتينى كثيرا
عاد الحزن لصوت دنيا وهى تقول بعتاب:
-ان كنت قد اوحشتك كنتى اتيتى لرؤيتى
-وما ادراكى اننى لست قادمة
قالت دنيا بسعادة وهى تجفف دموعها بسرعة:
-هل حقا ستأتين الى مصر يا عمتى ؟!!
-نعم يا حبيبتى
-هذا اجمل خبر سمعته فى حياتى
ثم قامت من مجلسها واتجهت للنافذة التى تطل على نهر النيل متطلعة الى تموجاته البسيطة التى يتوه البصر بينها وهى تقول بحنين:
-يجب ان تأتى سريعا يا عمتى.. مصر تغيرت كثيرا وانا ايضا تغيرت
-لو كنتى بين مليون يا دنيا سأتعرف عليكى ولا تقلقى سآتى انا وادهم فى القريب العاجل
قالت دنيا بلهفة :
-اذن اسرعى بالحضور وانا انتظركم على احر من الجمر وبالطبع انسى موضوع الاقامة فى فندق ستقيمين فى فيلتى
-بالطبع يا حبيبتى مع السلامة
دارت دنيا فى الغرفة بسعادة بمجرد ان انهت الاتصال..اخيرا لن تشعر بالوحدة
اخيرا سترى عمتها الحبيبة .. اخيرا سيكون لها صدر حنون ترمى عليه انفعالاتها
وفى الجانب الاخر ما ان وضعت ناهد السماعة حتى التفتت الى ادهم المترقب وقالت بانتصار:
-يا له من صيد سهل
***************
وضعت مى اكواب الشاى على صفحة يبدو عليها القدم امام المنضدة التى يجلس سعيد ورائها متصفحا الجريدة على تلك الاريكة العتيقة المهترئ فراشها ولكزت محمد فى كتفه لتلفت انتباهه بعيدا عن القبلة الرومانسية بين صباح وعبد الحليم فى فيلم شارع الحب
فقال فى تبرم وهو يبعد نظره عن التلفاز:
-ماذا هناك!!!
قالت فى عتاب:
-الشاى
ثم اضافت فى همس حتى لا يسمعهم اباها المختبئ وجهه خلف الجريدة:
-التفت الى مذاكرتك افضل من هذه الاشياء.. انت مازلت صغير لتشاهدها
ثم صاحت وهى تنظر لغرفتها:
-غادة.. هيا ..لقد اعددت الشاى
اسرعت غادة بالقدوم من الغرفة وجلست وسطهم فى الصالة فاعطتها مى كوبها وهى تسحب مقعدا من مقاعد الصفرة قديمة الطراز وتسأل اباها:
-هل حقا بعت الارض يا ابى؟
وضع الجريدة جانبا وتناول كوب الشاى وقال بعد ان رشف منه فى استمتاع:
-جميل.. تسلم يداكى..نعم يا مى بعتها واخذت النقود التى ادخرتها وذهب المرحومة والدتك ..اعذرينى يا مى لقد اردت ان اتركه لكى ليوم زفافك لكننى فى ضائقة
قالت مى بسرعة لتمحى احساسه بالذنب:
-لا تقلق يا ابى .. انا اعلم انك ستعوضنى عنه بخير منه
تدخل محمد فى الحديث وهو يقول فى لهفة:
-اكمل يا ابى .. ماذا فعلت بكل هذا؟!
-ابتعت شقة ببرج تبنيه شركة (المعماريين)
قالت مى بدهشة:
-شقة!!!!
بينما اقبل سعيد على الحديث بنهم ليشرح وجهة نظره:
-نعم يا مى شقة.. شقة تؤمن مستقبلنا نؤجرها وننتفع بايجارها فى معيشتنا وتكوين جهازك وعندما يتزوج اخاكى محمد يتزوج فيها
قام محمد من مجلسه واحتضن اباه قائلا:
-يا لها من فكرة رائعة يا ابى
ضحك سعيد وهو يقول:
-نعم رائعة لانها تصب فى مصلحتك
قال محمد فى بكش:
- فى مصلحتنا كلنا
تدخلت غادة قائلة:
-هذا تفكير جميل وواقعى يا عمى وبالفعل تدبير جيد للمستقبل و....
قاطعها رنين هاتفها المحمول الذى جعلها اهتزازه فى جيب منامتها تنتفض ..اخرجته من جيبها ونظرت الى شاشته وقالت باعتذار:
-معذرة هذه امى سأحدثها فى الغرفة
-تفضلى يا ابنتى وابلغيها بسلامى
-حاضر يا عمى
اسرعت غادة بدخول الغرفة واغلقت بابها ورائها وهى تفتح زر الاضاءة ثم قفزت على الفراش الضيق الذى يسعها مع مى باعجوبة وتلقت الاتصال قائلة بلهفة:
-الو
جاءها عبر الاسلاك-اقصد الموجات اللاسلكية- صوته الحالم:
-كيف حالك يا غادة؟
اجابت غادة بصوت هامس وهى ترفع قدميها من على الارض وتتمدد على الفراش:
-بخير حال يا على
-لقد اوحشتينى كثيرا يا غادة
لم تجب غادة وهى تحلق فى السماء وتلهو مع القمر اله المحبين
نعم هما شهران فقط عمر علاقتها به لكنهما كفيلان بتفسير كل لحظة تفتقده فيها وكل لحظة ترغب فى الا تفارق عيناها عيناه
عاد على يقول بصوت عاشق:
-انا احبك كثيرا يا غادة
اردت ان اقولها لكى غدا وجها لوجه لكن لهفتى لم تواتنى الفرصة
كانت هذه اول مرة يصرح لها بحبه فوقعت كلماته على اذنيها وقع لا مثيل له واهتز كيانها كله مع صوته الحالم وعذوبة كلماته ولم تدرى كيف واتتها الجرأة لتقول الكلمة التى سكنت وجدانها وافترشت قلبها :
-وانا ايضا يا على
لمحت السعادة فى صوته وهو يقول بهدوء:
-اذن لنا حديث مطول غدا
قالت غادة فى حب:
-غدا يا على
-انتظره على نار يا غادة قلبى واحلامى الى اللقاء
قالت غادة فى خجل:
-الى اللقاء
واغلقت الخط وهى تربت على هاتفها المحمول وتأخذه فى حضنها وتسبح فى بحر من السعادة والحب حتى اصطدمت بصوت مى المعاتب:
-الله الله.. هل جئتى القاهرة للدراسة ام للحب يا غادة هانم
تفاجأت غادة بوجودها فاعتدلت فى سرعة وقالت بخجل
:ماذا تقولين
عقدت مى ساعديها امام صدرها وهى تقول بتساؤل :
-ومن على هذا؟!!!
انشغلت غادة بترتيب المكتب وهى تقول بتعلثم:
-انه شاب
-انا اعلم انه شاب .. لكن ما موضعه فى الجملة
ضحكت غادة وهى تقول:
-مبتدأ وانا خبره
هتفت مى بتحذير:
-غادة
اجابت غادة فى همس:
-انا احبه يا مى
-تحبيه!
-نعم وهو ايضا يحبنى لقد صرح لى فى هذه المحادثة
امسكتها مى من كتفيها لتواجها قائلة:
-غادة..احذرى من دوامة الحب هذه .. انها دائما غادرة ولا تنسى انكى هنا لتتعلمى ولا تضعى نصب عينيك هدف آخر سوى هذا
-لا تقلقى علىّ يا مى .. على يحبنى وهو انسان صالح
قالت مى فى تبرم:
-لكن انتى مازلتى صغيرة على مواجهة هذه المشاعر يا غادة
قالت غادة مدافعة عن حبها:
-الحب احساس لا يتعلق بالعمر يا مى والا ما كنت قد احسست به اصلا انه يراود الانسان ايا كان عمره .. انه انبل احساس يشعر به الانسان
انتى لا تدرين مدى سعادتى بالجو الاسرى هذا وبحب على..اننى لا اصدق ان هذه هى الدنيا
قالت مى فى تحذير وهى توقف دوران غادة فى ارجاء الغرفة:
-جيد انكى تعلمين .. الدنيا لا تمنح كل شىء.. انها ليست كريمة الى هذا الحد .. غادة احذرى من غدرها
-لقد قلت لكى يا مى لا تقلقى
ثم نظرت بتمعن الى الانفعالات البادية على وجهها وقالت فى تعاطف ولهفة:
-هل اصابك شىء ما سابقا يا مى يدفعك لقول هذا الحديث؟!
لم تجب مى ورددت قبل ان تغادر الغرفة:
-الدنيا غادرة يا غادة .. اعتنى نفسك
نظرت غادة الى الباب المغلق بعد مغادرة مى وتساءلت فى اعماقها
(ماذا تخفين يا مى!!!!!!!!!!!!)
*****************
انهى حسام توقيع الاوراق مع سعيد الصادق ثم ضغط زر بجهاز على مكتبه وقال:
-نيرمين.. احضرى عصير برتقال من فضلك
قال سعيد فى سرعة وهو يلوح بيديه نفيا:
-لا داعى لهذا يا حسام بيه
-كيف يا استاذ سعيد ؟ هذا احتفال بسيط بتوقيع العقود ..الف مبروك
اجابه سعيد بسعادة:
-الله يبارك فيك يا حسام بيه وان شاء الله القسط الاخير من المبلغ سيكون عندك ريثما اتسلم بقية نقود بيع ارضى
-ان شاء الله يا حاج سعيد والف مبروك مرة ثانية مبارك عليك الشقة
قال سعيد بامتنان:
-مبارك علينا امثالك يا حسام بيه الذين يشعرون بالغلابة امثالنا.. فالشقة شقة الاحلام.. حمدا لله انه مازال يوجد اناس مثلك يا حسام بيه
قال حسام فى تواضع:
-لا تقل هذا يا حاج سعيد..هذا واجب علينا ..نحن نسعى لرضا لله
رفع سعيد ذراعيه وهو يقول فى دعاء مستهل بالسعادة:
-ربنا يخليك يا حسام بيه ويكتر من امثالك ..انا حتى الان لا اصدق نفسى ! شقة بهذه المساحة وهذا الموقع وبهذا الثمن!
-اشكرك يا حاج سعيد
ثم قال بعد ان وضع الساعى العصير امامهم:
-تفضل يا حاج سعيد تناول عصيرك
تناول سعيد العصير واخذ منه رشفة ثم قام من مجلسه وهو يقول:
-استئذن انا يا حسام بيه حتى لا اشغلك اكثر من هذا
قام حسام هو الاخر وهو يصافحه ويقول بمجاملة:
-لا ابدا يا حاج سعيد
قال سعيد وهو يتجه للباب:
-لا ..لايصح انت ورائك مشاغل كثيرة
-مع السلامة يا حاج سعيد
مرت نيرمين بجوار الحاج سعيد وهو يخرج من الباب فقال بعد ان القى على ملابسها نظرة سريعة غير مقصودة:
-استغفر الله العظيم ..استغفر الله العظيم
نظرت نيرمين اليه وهو يبتعد عن نظرها وقالت بعد ان مصمصت شفتيها:
-عجبى! من اين يأتون هؤلاء!
ثم اسرعت بتوجيه حديثها الى حسام الذى كان يضحك :
-الحاج سلامة المقاول فى انتظارك يا حسام بيه
-اجعليه يتفضل
ثم اضاف بصوت عالى:
-تفضل يا حاج سلامة
ولم يفته ان يمارس متعته المفضلة بان ينظر الى نيرمين وهى تغادر الا ان رؤيته للحاج سلامة انتزعته من المواصلة اذ ادار بصره اليه وهو يدخل مضيفا جوا بلدى على المكان حيث استقبل حسام بحفاوة ابناء البلد وهو يقول:
-حسام بيه ..كيف حالك؟ لقد اوحشتنا يا جدع
ظهرت ابتسامة كبيرة على ثغر حسام وهو يصافح سلامة ويدعوه للجلوس:
-اهلا اهلا يا حاج سلامة تفضل اجلس .. ما اخر الاخبار!؟
قال سلامة وهو يخلع حذاؤه ويقول بارتياح:
-اااااه كله تمام يا حسام بيه.. يوم شاق
ثم اعاد الحذاء سريعا الى قدميه وهو يتابع حديثه بحرج بعد ان ظهر تعبير الاشمئزاز على وجه حسام:
-العمال الان يواصلون العمل فى الطابق الثالث عشر
هز حسام رأسه فى ارتياح وهو يقول فى تساؤل:
-تمام تمام.. ومتى سيبدأون العمل فى الطابق الرابع عشر؟
ظهرت الدهشة على وجه سلامة وهو يقول باستغراب:
-الطابق الرابع عشر!الطابق الثالث عشر هو الاخير يا حسام بيه الاساسات لن تتحمل اكثر من هذا .. انها تتحمل 10 طوابق فقط لكننا اضفنا ثلاثة طوابق مخالفة وهى بالكاد تتحملهم
قال حسام فى عناد:
-ليست مخالفة يا حاج سلامة لقد اخذنا تصاريح بذلك
اجاب سلامة فى انزعاج:
-نعم ولكن هذه التصاريح مزورة يا حسام بيه لاننا غيرنا من حجم الاساس وجعلناه يبدو اكثر مما هو عليه على الورق عنه فى الواقع
قال حسام فى تصميم:
-لكننى اريد طابقا اخرا يا حاج سلامة
حاول سلامة اقناعه بقوله:
-يا حسام بيه صدقنى بهذه الطوابق الثلاثة عشر وهناك احتمال عدم صمود البرج .. ماذا سيحدث لو اضفنا طابقا اخر؟!!
قال حسام بلامبالاه:
-طالما اننا فى السليم فلن يحدث شىء
كاد سلامة ان ينهار وهو يقول :
-نعم يا حسام بيه لكن هذا الطابق الاخير ليس فى السليم ..التصاريح ب............
قاطعه حسام بحزم:
-نستخرج تصريح جديد
قال سلامة بدهشة:
-كيف!! لقد استخرجناه بالفعل
اقترب منه حسام وهو يشاور بيديه ويقول بنظرات ماكرة:
-تصريح اسمه المال
ظهرت الصدمة على وجه سلامة وهو يقول:
-يا حسام بيه انا ارى...
رفع حسام صوته وهو يقول بغضب هادر:
-انت لا ترى انا وحدى من ارى.. لقد احتملتك كثيرا وناقشتك وهاودتك لكن لكل شىء حد..من انت لتتلى علىّ ما افعله.. انت مجرد موظف لدى لا اكثر وربما اقل
نفذ ما اقول بدون نقاش
اعرف من المهندس المسئول واعرف ثمنه وادفع له
مفهوم
قالها بنظرة تحذير
نكس الرجل رأسه مجيبا بذل:
-مفهوم يا حسام بيه مفهوم
**************