لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > قصص من وحي قلم الاعضاء > القصص المكتملة (بدون ردود)
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية


موضوع مغلق
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (8) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-11-07, 11:33 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

فصل ٌ رابع ..!

حين يمتزج الشوق بالوجع
المحتوى بالمرفقات

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 6.txt.zip‏ (24.7 كيلوبايت, المشاهدات 102)
عرض البوم صور اقدار  
قديم 16-11-07, 09:34 AM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 



وفتحت السماءُ ابوابها //

فصلٌ خامس ...!


*؛*؛*؛*؛*؛*؛*؛*؛*؛*؛*؛*؛*؛


بعد ماصلت العصر اخذتها فوزية لغرفتها اللي جهزوها لها من يوم عرفوا انها استقرت بمدرسة الأجواد .
الغرفه كبيرة واكبر من غرفتها في بيتهم ..فيها سرير عادي وانيق ..
مخداته ومفرشه ناعمين بألوان موف ووردي ..
دخلت الحمام المشترك بين غرفتها وغرفة عمتها ..
واخذت لها شور سريع وطلعت لبست بيجامه جابتها معاها بنطلون اصفر طويل وبلوزة كم طويل لونها ابيض ومخططه بالأصفر خطوط عريضة ..
جففت شعرها ومشطته وقررت تنام لها ساعتين طالما الكهرباء اشتغلت ..
الساعات اللي قضتها مع جدتها وعمتها كانت حارة ..
سواء حرارة المشاعرة .. او حرارة جو البيت بدون التكييف اللي تعودت عليه ..
تقلبت بسريرها والنوم ابعد مايكون عنها ..
المكان غريب عليها وصعب تتأقلم عليه بسهولة ..
مرت الساعتين وهي تفكر بخالها ومواجهة امها له اليوم ..
وصالح اللي من بعد حادثة هذيك الليلة ماشافته .. ولاتدري عنه ..
تخيلت وجهه وهو يدري ان لها اهل .
لها عم وولد عم .. وولد خاله ..!
وعندها جدتها اللي استشفت من جلستها معاها قوتها ودفاعها عن حقها وصعب مراسها اذا احد داس لها على طرف ..
لها سند ومن بيقف في وجهه ويمكن يرتكب فيه جريمة ان درى ان عمايله معها ..!
تنفست بعمق وابتسمت لاحساسها بنشوة الانتصار وانها ودعت الضعف والخوف من صالح وخالها ...
ماانتبهت للوقت اللي مر عليها الا لمن فزت بمكانها وهي تسمع صوت شهد اللي دقت عليها تقول : ابلا شادن ماما تقول اذا انتي صاحيه انزلي تقهوي معانا .
باست شهد على خدها قالت : ايوه ياعمري صاحية ومانمت .
قامت توضت وصلت وفتحت الباب لفوزية اللي دقت عليها تقول انها طولت بنومها وهم مشتاقين لها ..
ابتسمت لها وشافت فوزية تطالعها وتضحك قالت بمرح : انتبهي لاتنزلين عند امي ببيجامتك ثم تذبحك .
طالعت في لبسها وفتحت عيونها قالت : ها..؟ ليه ..؟
: هههههههههههههههههههه امي تقول ماعندنا بنات يلبسون بناطيل .
: اها ... ههههههههههههههههههه اشوا فجعتيني بس عشان البنطلون .. فيه ناس كثير مايحبونه .
: عاد امي متشددة بزياده انا مستحيل البس عندها الا قمصان عادية وجلابيات .. حتى التنورة فيها كلام عندها .
رفعت شادن حواجبها ولوت فمها قالت : لو دريت جبت معاي شي يعجبها .. ماجبت الا تنانير وبناطيل وبلايز .
: التنانير احتمال تعديها .. اهم شي القصير والبنطلون هذي محرمه شرعاً وقانوناً عند امي .
: ههههههههههههههههههههه اجل خلاص ببدل الحين البس تنورة وبلوزة واجي وراك .
: اذا تبغين جلابيه جبت لك .
: ممممم اوكي نلبس جلابيه ..
: طيب انتظريني دقايق واجيبها لك .

نزلت بعد ربع ساعه مع فوزية وهي لابسه جلابية فوزية وشكلها واسعه وطويلة شوية عليها بس ماشي حالها مثل ماقالت شادن ..
راحت لجدتها سلمت على راسها وجلست بجنبها والثانيه قعدت تسولف لها عن ايام زمان وحكاياتها مع عيالها ..
احياناً تبكي وتبكِّي البنات واحيانا تبتسم من ذكرياتهم ..
قررت شادن تمارس حقها الطبيعي مع جدتها وتحقق الأمنية اللي من صغرها تحلم فيها ..
حطت راسها على فخذ جدتها وتمددت وهي تتخيل لو امها معاها ونايف يسولف معاهم هنا ..
زفرت بآهه مكبوته وموجعه ..
وشلون يجتمعون وهم مشتتين ..
كل منهم في ارض ومكان محد يتمناه ..
الام مكلومة وموجوعه واكيد ان حربها مع اخوها بدت ..
والاخو محبوس ويده ممنوعه عن الدفاع عنها وعن امها ومحجوب بينه وبينهم ...
نزلت دمعه صامته من شادن وجدتها تدلك في شعرها وتخاصمها ليه تقصه ..
وان الحرمة تاجها هو شعرها وزينها وزينتها في شعرها واللي تقص شعرها مالها طله ولا فيها زين ولا قََـَبْلـَة ..
مست اصابعها دمعة شادن اللي نزلت منها ومتوجهه لاذنها وخلف رقبتها ..
وبسرعه شالت يدها تحسباً لعدم احراجها وتأجيل للمسائله والتحقيق ..
بس مافاتها انها تسألها لمن قامت فوزية تشوف العشا وتشرف عليه ..
: علميني ياشادن وش صاير عليكم ..؟ اخوتس ( اخوك ) فيه شي ..؟ امتس ( امك ) وش وضعها ..؟
همست شادن بصوت مخنوق : مافيهم الا العافية ياجدتي ..!
: مهوب ا نا اللي تلعبين عليه بهالكلمتين انا من يوم شفتس وسألتتس عن اهلتس عرفت من وجهتس ان فيهم شي .
نزلت دموع شادن اكثر ومسحتها ام ناصر باطراف اصابعها قالت : لاتنزل دمعتس وراسي حيٍ لتس ( لك )
جلست شادن وترقبت المكان بنظراتها وتطمنت ان محد حولها ..
قالت : بقولك ياجدة على اللي يصير لنا .. اصلاً لازم اقول لكم .. انتم اهلنا ومالنا غيركم ..
وانا ... انا ...
وانخرطت في بكاء مرير ..
هدتها جدتها وهي تقول : اذكري الله يابنتي والله محد يضركم من يوم عرفت طريقكم وانا ام ناصر .. علميني يابنيتي بدال الدموع اللي ماتسوي شي ..
سحبت لها منديل ومسحت به دموعها الغزيرة ..
قالت وهي تشهق بصوت واطي : ابي احد يوقف معانا ياجدتي .. من اول ماشفتك حسيت ان عز ابوي رجع لي ومحد راح يأذينا ..
وبصوت قوي يحاول يخفي وراه اللوعه ردت ام ناصر
: علميني وش اللي قاهرتس ( قاهرك ) الله يقهره دنيا وآخره ..
ضغطت على اصابع يدينها اليسار بإبهام وسبابة يمينها بتوتر قالت
: امي تزوجت واحد مايعرف ربه لاوظيفه ولا دين ولا اخلاق ..
: افااااا ياذا العلم ... هذا عوض خالد ..!!!
: هذا عوض ابوي ياجدتي ... بهذلنا انا ونايف وخلا حياتنا جحيم ..
: انا سمعت ان اخوها غاصبها عليه وارسلت ناصر يدوركم ويجيبكم لي .. لكنه رجع لي يقول انكم نقلتوا وبعتوا بيت خالد ..
سكتت الجدة ثواني واخذت نفس عميق وكلمت : والله يابنيتي لولا خوفنا من ربنا كان بلغنا الشرطه واخذناكم غصب بس خفنا نقطع قلب امتس عليكم .. يسد حزنها على ابوتس الله يرحمه .. سمعت انها حزنت عليه وبغت تلحقه .
تنهدت شادن وهي تشوف موقف جدتها ناحية امها وتعاطفها معاها
قالت بارتياح نوعا ما ..
: صادقة ياجدتي امي مرضت بعد وفاة ابوي الله يرحمه وحزنت عليه سنتين بس خالي محمد انسان جشع مايهمه غير نفسه . زوَّجها صالح وقلب نعيمنا جحيم .. حط راسه براس نايف وانا يضايقني بالرايحه والجاية وجنى على بنته اول لمن حملت فيها امي وهو مدمن كحول ومخدرات وجات معاقه .. ثم لمن جا قبل شهر تقريبا وركلها برجله طاحت ندى على راسها وجاها نزيف في المخ وتوفت بعده على طول.
وبحمية القريب الغيور صفقت بكف على كف قالت : لاحوول ولاقوة الا بالله حسبي الله ونعم الوكيل على الظالم ... وامتس عسى حالها اشوا ؟
: امي صابرة وتصبر وتتحمل ..
علمها صالح الصبر من يوم تزوجته وهي صابرة بس اللي يقهرها عمايله فيني انا ونايف وكل الباقي يهون عند امي .
: وش هو مسوي لتس انتي ونايف عساه للبلا ..
سردت لها شادن كل اللي يسويه صالح بالتفصيل الممل ..
والجده تتوجع بداخلها وتحاول تظهر صلابتها وتحملها قالت بقوة وتماسك ..
: افاااااا نايف مسجون... والله مايطول سجنه وانا ام ناصر محييني ربي .
حاولت شادن تتماسك ولاتنزل دموعها ..
لابد تتعلم من هالاسطورة .. بدل ماتضعف وتستسلم لمشاعرها وضعفها ..!
رغم اوجاعها .. وفقدها للزوج .. وقبلها وفاة بنتها بعز شبابها بعد ماجابت عماد وتركته لحمة طرية في يدها .. ثم وفاة الولد الغالي اللي حرمها الزمن شوفته .. وغياب احمد آخر العنقود عنها بالسنة والسنتين لأن شغله يفرض عليه البعد ..!
مع هذا كله صامده بكل قوة ..!
تأملت الجدة القوية وهي تحاول تهب وتوقف في وجه كل من يضرهم ..
هي فعلاً محتاجه هالقوة اللي توقف بوجه خالها من زمان ..
محتاجة السند اللي يحيي الأمل بداخلها ويعيشها بسكينه وامن واطمئنان وامان ..
تحتاج العزة والقوة اللي شافتها اليوم وجدتها تستميت ولحد يمسهم بأذى ..
حتى امهم الغريبة اللي ماعرفتها ولا قد شافتها حست بضعفها ورحمتها ..
واخوها اللي هو اخوها ضامها وقهرها ولا فكر بضعفها وحاجتها له ..
اليوم بس لقت ضالتها اللي تدور عليها من وفاة ابوها ..
فزت وهي بعمق افكارها لمن سمعت صوت رجال برا ..
ووصلها صوته وهو يقول لفوزية اللي واقفه عنده ..
: طلعيها لي ابي اشوفها وامسي عليها بالخير .
دخلت فوزية وهي تضحك قالت : يمه اطلعي له يقول انه من الصبح ماشافك .
اخذت ام ناصر عصاها قالت لشادن :هذا عماد ولد خالتس شريفه الله يرحمها ولايحرني عليه ..
التفتت على فوزية قالت : قوميني يافوزية خليني اروح له .
مدت فوزية يدها لامها ووقفتها وراحت تمشي طالعه من مجلس الحريم لولد بنتها اللي تغليه اكثر من عيالها ..
وشدان بوسط استغرابها من طريقة نطق جدتها للاسم اللي مكانه بهالقرية تحسه غلط خاصة ان اغلب اسماؤهم قديمه اذا مو كلها ..
عْمَاد ( بتسكين العين وفتح الميم ) .
ابتسمت على طريقة جدتها وحمدت ربها ان اسمها ينطق مثل ماهو بكل مكان ولو ان فيه ناس كثير تستنكره وتجهل معناه .

,,,
وصلت ام ناصر لولد بنتها اللي بادرها بالسلام و: مساتس الله بالخير يالغاليه .
ردت عليه : مسا النور والسرور .. تعال لحجرتي ابيك بسالفه .
مسك يدها ومشت معه لغرفتها ..
تبي تبثه همومها قبل لاتثقلها اكثر ..
تبيه يشيلها لأنه قد الحمل .. وهي اللي تعرفه زين رجال قد الصعاب وياما جربته بمواقف آخرها شوفة شادن اللي سعى فيها وتسبب لها ..
جلست بمساعدته وجلس بجنبها . .
نزل شماغه وطاقيته بجنبه ..
قال : عسى ماشر ..؟
اخذت الجدة الوجوعه نفس عميق عله يطفي من نار القهر بداخلها قالت
: الا الشر بعينه وعلمه .
: افااا .. عسى ماقالت لتس بنت ولدتس شي كدر عليتس ...
: قالت اللي مايسر وانا امك ..
سردت له كل اللي قالته شادن ..
خالها وصالح .. وسالفة نايف اللي هي همها ووجعها ..!
وهو بوسط ذهول من هالناس اللي ماتخاف الله ولاترحم اليتيم والمسكين ..
قال بثقة وهو يطمنها ويحط يده على يدها اللي جعدها الزمن والعمر
: ريحي بالتس يالغالية ولاتشيلين هم .. ازهلي الموضوع ومالتس الا من يرضيتس ويطمن قلبتس .
انكسر الشموخ وتخلخلت القوة وسقطت الدمعه اللي اذا شافها تمنى يموت الف مرة وترجع بمكانها ..
قالت بصوت متهدج ويرتعد : هذا ولد خالد ياعماد ...
قاطعها بانفعال مكبوت وتعصب لدمعة جدته قبل كل شي
: انا ماقلت ابشري باللي تبين .. دمعتس لاتنزل الله يخليتس لي .
رفعت راسها بشموخ قالت : وبنت خالك مالها مقعاد مع رجل امها .. ابيها تقعد عندي .
هذا اللي ماحسب حسابه ..
وهذا آخر شي يتمناه ..
يعني بتقعد معه وفي بيته ..
لمتى طيب ..؟
دايماً ..؟
وهو اللي شايل هم اليومين اللي بتجلسها عندهم ..
فز على حيله ووقف قال : يصير خير يصير خير المهم انتي لاتفكرين بهالموضوع وكلها ايام ويجي نايف لحد البيت هنا وتشوفينه وتقرين عينتس فيه ....
تنفست ام ناصر باطمئنان قالت : ياجعلني اقر عيني بعيالك .
ابتسم والهم ماخذ طريقه لقلبه وهو حاس انه راح يبدا حرب شعواء مع القلق والنقاش الحاد مع جدته ..
قال : زين يالغاليه انا تعبان ودي اروح انام صاحي من صلاة الفجر .. يالله تامرين على شي .
: ياوليدي تعشى قبل لاترقد .
: ماني مشتهي شي والله ابي الفراش حيلي منهد في هالمزرعه من صباح ربي .. يالله تصبحين على خير .
: تلقى الخير يمه .
طلع من عندها ونادى شهد بصوت عالي ينبه بمروره للصاله وطلع فوق متوجه لغرفته ..

؛؛؛

كملت شادن الجلسة مع جدتها وعمتها بعد مارفضت انهم يسوون لها عشا رسمي ..
وبعد العشا الخفيف قامت فوق مع عمتها فوزية اللي جاية تقضي عندهم فترة لحد مايخلص بيتها ..
دخلت لغرفتها وفتحت الستارة ..
تحس نفسها فوق وتطل على كل بيوت القرية الشعبيه ..
تأملتها .. كلها مظلمه اكيد الناس هنا ينامون بدري ..
ساورها شعور بالرغبه انها تشوف الفجرهنا وتراقب حركات الناس من اول مايصحون . .!!
تذكرت بيتهم مرة صعب انها تفتح الشباك في الليل وحتى لو طلت منه الجو رطوبة وكل بيت بجنبه بيت لدرجه انها احيانا تحس باختناق . . .
سكرت الستارة ورجعت تنام ..
ارتاحت بعد كلام جدتها وحست باطمئنان مو ناقصها هنا غير امها ونايف بس ان شاء الله ربي يفرجها عليهم ويجتمعون قريب وهم آمنين مطمئنين .
حطت راسها على سريرها وداهمها النوم بود وحنان .. وكأنه يرحب فيها ويهلي بها في هالمكان الآمن ..



***


دق الباب بقوة وبعنف ..
وراحت عزيزة تفتح ..
ماخاب توقعها وظنها لمن فتحت الباب وشافت وجه اخوها اللي ربطته بكل المآسي اللي تمر فيها ..
: ادخل يانادر ..
قاله محمد بنبرة عدم رضا عن ولده .. وهو يسبقه لداخل البيت ..
سلم على اخته ببرود قال : صالح فيه ولا لا ..؟
ردت ام نايف ببرود وهي تكتف يدينها : لا مو فيه لي كم يوم ماشفته .
طالعها بعتب ولوم وزم شفايفه قال : مللتي الرجال من البيت .. طفشتيه وكرهتيه بالسكن عندك .
: فكة منه الله لايرده ..
: الحين بتظلين على الباب ماتبين تدخلينا ..
: تفضلوا الله يحييكم .. طالعت في نادر اللي ماتكلم وعيونه في الارض وعاقد حواجبه ..
قالت : كيفك يانادر ..؟
طالعها وهومغلوب على امره وسلم على راسها قال : بخير ياعمتي انتي كيفك ..؟
: بخير الحمد لله .
دخلوا في المجلس وكلٍ اخذ مكانه ..
قال ابو نادر بلهجة آمرة ومافيها مجال لأي نقاش ..
: نادي بنتك نادر يبي يشوفها ..وبسخريه اردف : نظرة شرعيه .
ردت عزيزة بهدوء : الله يهديك يامحمد .. اخوها مسجون وانت جاي تبي تملك اصبر الين يطلع نايف .
: لا والف لا .. ان طلع نايف ماوافق وبيخرب شغلنا كله .. خلينا نخلص قبل لايطلع .
التفتت عزيزة على نادر اللي يطالع بساعته وشكله مل من الجلسه من بدايتها قالت : ها يانادر عساك توظفت .
ابتسم لها وتلحلح بجلسته قال : مايحتاج اتوظف الوالد مو مقصر علي بشي .
: وبكرة بتفتح بيت تبي الوالد يصرف عليك ؟ .
قاطعها محمد : حرمته موظفه وابوه الله معطيه بعدين نادر مالقى وظيفة تناسبه .. الحين الوظايف تبغى لها شهادات وهو شهادته ابتدائية ماتوظف احد .
: طيب ليه انت ماتفتح له محل ولا تسوي له مشروع يشغل نفسه فيه بدل السفر والفراغ .
فز نادر من مكانه قال : اوووه يالله يايبه شكل عمتي ماتبيني لبنتها قايل لك من الاول لاتجبرني عليها ولا تجبرها عليّ ..
وقف ابوه وهزه لحد ماجلس وصرخ بوجهه : انت لاتتكلم الا اذا قلت لك فاهم ولا لا ..
التفت لعزيزة قال : بنتك وين ناديها نادر مشترط علي انه اول يشوفها .
ردت عزيزة بكل برود : بنتي مو هنا ..؟
: وين ذلفت ..؟
: عند اهلها ..!
: اييييش .. ومن اهلها ان شاء الله .
: راحت لبيت جدتها وبتسكن عندهم .
وقف نادر من جديد وكأن حمل انزاح من على قلبه لأنه يدري ان شادن تكرهه من صغرهم ومستحيل يتفق هو وياها .. ومايبغى يدخل راسه بمشاكل وقلق هو في غنى عنهم .
قال : يالله يبه انا سويت اللي علي وجيت معاك خلني ارجع للعيال موعدهم نطلع لابحر ..
انسحب من المجلس قبل مايسمع رد ابوه وبدا محمد الموشح اللي اعتادته عزيزة منه تهديد ووعيد ودعاء وسب وسخط .. وأخيراً اطلق اليمين اللي هز عزيزة وزعزع قلبها من مكانه
: والله ثم والله ياعزيزة مايطلع نايف لين املك لشادن على نادر .. ولا والله لاخليه يعمر بالسجن ولا راح اخلي صالح يتنازل لين اشوفك انتي وبنتك تترجوني اني ازوجها نادر .
تفاجأ الكل بدخول صالح وهو يقول : نادر راح ياخذ شادن ونايف ماراح يطلع من السجن تطمن ياابو نادر ..
وقف محمد ورحب وهلاَّ في صالح اللي ابتسم لنادر قال : شفتها ولا اجيبها لك من شعرها اخليك تشوفها .
شبك نادر يدينه في بعض قال بتوتر : لا تغصبونها على شي اذا ماتبيني حتى انا ماابيها .. يالله ياابوي مشينا .
رد محمد : انت ياصالح الله يهديك ماتدري عن الدنيا البنت شردت وراحت لاهلها .
طالع صالح في عزيزة قال بسخرية : هه أي اهل هذولا لايكون صدقت ان ابو مشاري مثل ابوها .. ؟
: اقول لك راحت لاهلها في ديرتهم .. لعمانها ياصالح ..؟
فتح صالح عيونه على وسع والتفت على عزيزة قال بغضب عارم وصدمه ارجفت اوصاله : ايش ايش ايش .. وليه حضرتها تطلع من دون ماتقول لي .. من سمح لها .. من سمح لها ردي ..
نفض عزيزة وهو يردد : كيف تسمحين لها تطلع من دون مااعرف ..؟
صرخت عزيزة من مسكته قالت : راحت لاهلها بعدين من انت حتى تقول لك مجرد واحد **** يبهذلها بالرايحه والجاية ..
صرخ نادر لاارادياً على الصفعه القوية على وجه عمته واللي اعتادتها وماعادت تستغربها ..
: صااااااالح ..
سحبه ابوه من يده وهو انصاع لابوه ومشى وراه ومحمد يردد : وش يدخلك انت ، وهذا اللي انت فالح فيه .. ليه ماتكلمت لمن قالت انها راحت وشردت منك ..
سكت نادر بلاحول او قوة امام تسلط ابوه واهانته له بالطالعه والنازله .
اما صالح فطلع من البيت وشياطين الانس والجن تتراءى امامه وهو في غضب عارم ..
راحت شادن ونفدت بجلدها منه ..
والله يسترمن اللي وراها اذا قالت لهم على اللي يسويه لها ..
هذا همه .. واللي ماحسب حسابه ..
ماصدق يفتك من نايف يطلعون اهل واعمام نفث بأخخخخخخخ وهو يضرب بقبضته على الطارة بقوته .. والله يستر بس الله يستر ..
..
جلست بمكانها وهي تتحسس الكف اللي راح يعلم مثل اللي قبله وقبله وقبله .. وبيترك علامات كثيرة سواء في الوجه لأثر اصابعه ولا في القلب لأثر وجعه .. !
..: ( اللهم فارج الهم وكاشف الغم ومجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة و رحيمهما أنت ترحمني فارحمني برحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك )..
نفثتها من قلبها وارسلتها للسماء تستغيث اللي بيده الفرج وعلى يده النصر والنصرة لعل وعسى انه يستجيبها ويحميها من مكائد وشر اخوها وزوجها المزعوم .. ويرد لها ضناها ويستر على بنتها قطعة قلبها ..




***



جالس الصباح مع جدته يتقهوى والريموت في يده يتنقل من قناة اخبارية لدينيه لاقتصادية .
قالت جدته وهي تلاحظ توتره قالت : ياوليدي خلنا نشوف الشيخ لاتغيره .
انتبه لجدته ورجع للقناة اللي قبل وتركها على الشيخ اللي يلقي محاضرة دينيه ..
قال وهو يشوف شهد تنزل من فوق وعيونها منفخه : ياهلا بالمزيونه تعالي تعالي .
ردت شهد قالت : عماد ودني للبقالة ماما عيت تخليني اروح مع سامر امس ..
: تعالي تعالي .. جات عنده ولف يده عليها وجلسها على فخده وقعد يمسد لها شعرها قال : وسامر هذا اللي ازعجتينا فيه ماعنده غير هالبقاله عز الله مااغنى البقاله غيره .
ردت شهد : انا ابغى اشتري لابلا شادن شيبس هي تحب الشيبس ..
تذكر كلام جدته وجلستها عنده في البيت ..
جلس شهد بجنبه .. وصب لنفسه فنجال قهوة قال : اها يعني ماتبين تروحين عشانك انتي ..
: تكفى عماد ابغى اشتري لابلا شادن لأني احبها ..
ردت ام ناصر بخبث وهي تبتسم : فيه احدٍ يعرف شادن وماحبها .. الله يسلمها عقل وثقل وملح وزين ..
تنحنح عماد وعدل جلسته بخوف وقلق من جدته قال : يالله ياشهد قومي البسي بسرعه عشان نروح للبقاله ولاتراني مشيت وخليتك ..
وقفت شهد وراحت تجري فوق بنشاط وحيوية عكس حالها لمن نزلت ..
تكلمت ام ناصر وكأن الوضع حلا لها واعجبها قالت : ياوليدي بنت خالد مسيكينه ماابيها تروح لرجل امها .. ومالها غيرنا .. انت يرضيك انها تروح لواحدن يبلشها وناشب لها في الروحة والجية .. ماترضاها انت .
قاطعها بسرعه وهو يشرب فنجاله ويصب له ثاني : يابنت الحلال مايرضني وماني ساكت له ووالله اللي خلقني مااخليها له ولاخذ حق عيال ولدتس لاتحسبيني راضي .. واذا على روحتها لبيت امها لاتروح .. اللي تبينه يصير وهذا البيت وش كبره خليها تقعد وتداوم من هنا ..
وانا اطلع للملحق اللي برا ازينه واسكن فيه .
: والله مايقوله الله .. تسكن برا وهذا بيتك .. ؟ انت اقعد في بيتك وهي بنت خالك مهيب غريبة ..
وقف على حيله بيهرب من بقية النقاش وجدته شكله مبيته النية لأمر مايسره ولا يرضيه .. قال بصوت عالي بدون تفكير : يالله ياشااااادن مشينا ..
طالع بجدته اللي ابتسمت واردف بقهر : لاحووووووووووول ولا قوووووة الا بالله الله هذي ين اشغلتني الله لايشغلنا الا بطاعته .
اتسعت ابتسامة ام ناصر قالت بتفاؤل : قاله الله وانا امك قاله الله .
زفر بأأوف مكبوته قال بضيق : وش اللي قاله الله .. الله يخليتس لي بس .. ورفع صوته يالله ياشهههههد تراني مشيت .
نزلت شهد تجري وصندلها في يدها قالت : لاتروح انا جيت .
تحسس جيوبه ، مفاتيحه ومحفظته واغراضه كلها موجوده ..
مسك يد شهد وطلع وهي تنط من الفرح بأنها راح تجيب لشادن شي تحبه ..
نزلت شادن من فوق بعد ماتأكدت من الشغاله ان عماد خرج ..
اخذت جلال فوزية وحطته على شعرها تحسباً اذا عماد رجع ولا دخل عليهم احد ..
سلمت على جدتها وصبحتها بالخير وجلست بجنبها ..
قالت ام ناصر : مسرعتس تقومين ..
ردت وهي تزبط الجلال على راسها وتلفه : الحمد لله شبعت نوم ياجدتي .. البارحه نايمه بدري واصلاً انا متعودة اصحى من الساعه اثنين قبل الفجر..
: الله عانتس وانا امتس اشوا انتس جيتي عندي وافتكيتي من عنا المشوار .
: الحمد لله .. جدتي .
: يالبيه
: ابغى اسألك ..
: وشو يابنيتي ..؟
: كيف عرفتوا اني في السبيل ومن اللي نقلني .
: عرفت من اخت رجل هلا بنت عمتس ناصر .. بنتها تدرس في السبيل علمت هلا باسمتس وهلا علمتنا .
: طيب نقلتوني ماتدورن انا بنتكم ولا تشابه بالاسماء .
: لا راح عماد وسأل عنتس وجاب اسمتس الكامل وكل علومتس من ملفتس بالوزاره .
فتحت عيونها قالت : الله .. يعني اللي نقلني عماد ..؟
: ايه جابتس عندي .. عماد مايبي من الدنيا شي كثر رضاي عسى الله يرضى عنه دنيا وآخرة .
صبت لها فنجال قهوة قالت : اتذكر ابوي الله يرحمه كان يكلمنا عن عمتي شريفه ودايماً يقول انها اقرب اخواته له .. ودايماً يفكر بعماد يقول ليتني اعرف اش صار عليه .
وبآهه ممزوجه بندم قالت الجدة : الله يسامح اللي حرمني من ابوتس ..!
هزت شادن راسها لمن سمعت صوت جدتها تهدج .. وخافت انها تبكي قالت وهي تغير الموضوع : جدتي شهد فينها ماشفتها بغرفة عمتي ومالها صوت هنا ..؟
: طلعت مع عماد للبقاله .
ابتسمت شادن قالت : شفتي شهد البارحه اش تقول ..؟
: وش قالت لتس ..؟
: تقول والله مانخليك تروحين من بيتنا لو تموتين .
: ههههههههههههههههه وهي صادزة ( صادقه ) ماعاد انتي برايحه من غير شر الا اذا كان زيارة لامتس وترجعين .
حست شادن بغثيان وتذكرت خوف امها من هالوضع وهالقرار ..
بس انقذتها جدتها لمن فهمت عليها وقالت : يابنيتي انا ماابي اجبرتس انتس تجلسين عندي .. هذا ودي ورغبتي لكن اذا تبين العلم الصحيح واللي في صالحتس اسمعي مني واجلسي عندي منها تفتكين من عنا الخط ومنها تفارقين رجل امتس ..
قاطعتها شادن : بس امي ياجدتي ..
: امتس متى مابغيتي تكلمينها كلميها .. هذا عماد معه تلفون يقدر يكلم به ولا يروح لديرة السعد ويكلم منها يقول ان الجوال يشتغل فيها .
: قريبه الديرة هذي ولابعيده ..
: مهيب قريبه لكن تقدرين تروحين لها ان شاء الله .
تذكرت امها وخالها وياترى وش سوى لها قالت بلهفه وخوف
: الله يستر على امي .. الله يستر والله قلبي معورني عليها .
: علامتس وانا امتس وش روعتس ..؟
: تذكرت خالي خايفه انه يسوي لامي شي .. قلت لك ياجدتي البارحه موعد جيته هو وولده ..
: ياخس هالرجال يبي يغصبتس مثل ماغصب امتس .
: انتي ما تعرفينه ياجدتي ..؟
: الله يخسه من رجال .. الا يعرفه ناصر ولدي وعلمني عنه .... يقول يوم جاه بعد وفاة خالد الله يرحمه ماقدره وحتى ماعزمه ولا رحب فيه ماتسنه ( كأنه ) اخو نسيبه .
: خالي الله يهديه ..
قاطعتها الجدة وهي تحاول تبث بداخلها الطمأنينة : ماعليتس منه هو والثاني عماد توعدهم يوم علمته .
: ياجدتي لاتخلين عماد يروح لهم ترى شرهم يطاله ماتدرين كيف يفكرون .
ابتسمت الجده بثقه قالت : لاااااا يخسون عن ولدي .. محد يقدر يضره غير ربه .. ماتعرفينه انتي .. وان الله احياني ذكرتس ليا شفتي بعينتس وش يبي يسوي فيهم .
وكأن جدتها سكبت على روحها العطشى ماء زلال اسقى الجفاف وارواه ..
تنفست بارتياح وطمأنينه كانت محتاجتها من سنين ..
قالت : الله يخليك لنا ياجدتي .. تدرين اني بخوف من بعد وفاة ابوي الله يرحمه وماحسيت بالاطمئنان الا وانا عندك .
: ماعاد فيه خوف وانتي عند اهلتس وانا جدتس . وهذا عماد ولد عمتس يبي يقف معتس انتي واخوتس البارح اوعدني انه يقر عيني بنايف .
دخلت شهد تجري من برا قالت وهي تحط يدها على قلبها وتتنهد بارتياح وبقوة : اشوا حسبتك رجعتي لامك وتركتينا .
ضحكت شادن وفتحت لها يدينها وجات شهد تجري حضنتها وباستها على خدودها قالت : اصلاً انا اذا ابغى اروح لازم اقول لك واستأذن منك لأنك اللي جبتيني هنا ولا نسيتي ..؟
: لا مانسيت . بس عماد يقول روحي يمكن انها راحت لامها ولا يمكن تشيل شنطتها .
ضحكت شادن بحب لشهد قالت : شوفي ياشهودة .. انا ماراح ارجع الا اذا وافقتي .. لوت فمها وكملت : واذا ماوافقتي عاد اش اسوي بجلس عندكم للأبد .
: مااااااني موووووااافقه داااااايما . واذا بيتنا خلص وسكنا فيه تروحين معاي وتجلسين معاي في غرفتي .. بابا وعدني يجيب لي غرفة فله .
ردت عليها شادن بنفس لهجتها قالت : فله ولا لولو كاتي .
: لا فله .. تبغين زيها ..؟
حضنتها شادن اكثر وهي تضحك قالت : ههههههههههههه ياحبيبة قلبي اش هذا اللي في الكيس .؟ .
: جبت لك شيبس عشان انتي تحبينه .
مدت عليها كيس الشيبس وشادن شاكرة لها بـ : ياعمري تسلمين ..
دق الباب وراحت شهد تفتح ورجعت بعد دقيقة وشادن متأهبه ومغطية وجهها بالجلال على اساس اذا كان عماد تطلع فوق قبل يدخل ..
رجعت شهد تجري قالت ببرود : خالي ناصر جا .
فزت شادن من مكانها كيف بتقابله لأول مرة ..
شعور صعب انك بين يوم وليلة تجلس مع انسان غريب وتعامله على اساس انه اقرب الناس لك وانت اول مرة تشوفه ..
قوت قلبها بالأدعية والذكر وتنفست بعمق وهي تبث بداخلها القوة اللي لازم ترافقها بطريقها حتى تقدر تعيش ..
سلم على امه وهي جالسه وباس راسها ..
ورجع لبنت اخوه ..
سلمت عليه برسمية وهي ترتجف رافضه الموقف بس لابد تتقبله وتعيشه وتتأقلم عليه ..
: حيا الله بنت خالد .. وشلونتس يبه .؟
: الحمد لله ياعمي انت كيفك ..؟
: اللهم لك الحمد قرت عيوننا بشوفتتس .؟
: الله يخليك ياعمي .
: وشلون امتس ونايف ..؟
: كلهم بخير ..
سألها عن نايف وكان ردها هو نفسه ردها على جدتها اول ماسلمت عليها ..
جلس ناصر اللي عمره تجاوز الخمسين وبدا الشيب يطغى على سواد لحيته وراسه ..
قال : اليوم غداتس عند امي لكن العشا عندي .
: لا ياعمي الله يخليك .. بيتك وبيت جدتي واحد ومايحتاج رسميات .
تكلمت ام ناصر : خلوها على راحتها لاتغصبونها على شي من امس وانا احول فيها عيت ..
بس ليا جا نايف بني نذبح لها هي وياه بدال الوحده ثلاث ولا اربع .
رد ناصر باحترام : شورتس وهداية الله يالغالية .. يالله اسمحوا لي ابي اروح للمزرعه محرص علي عماد اقف مع العمال .
: الله يعينك وانا امك ترفق بعمرك ولا تجهد نفسك .
: ابشري يالغاليه .
: اخذت علاج السكر ..؟
: ايه اخذته ... ها اسلم عليكم .
: بامان الله .

طلع ناصر وترك وراه نظرات شادن ،، وحنان امه ودعواتها له ان الله ييسر له اموره ويعافيه ويكتب له بكل خطوة توفيق ورزق ..


***

وقف بجنب غرفتها دقايق ..
انصدم وتسمرت رجوله وهو يسمعها تبرر له وشكلها متضايقه ..
مايحب يتصنت على احد ..
بس هذي سارة ..
غلاها بغلا روحه ..
يدري ان حظها تعيس وخالد مستمر في خداعها وسحبها لتيار الوهم ..
عوره قلبه لمن سمعها تقول : (الله يخليك لاتزعل والله مو قصدي انا ادري انهم يصدقون الناس والحساد كثير ..
طيب اعتبرني ماقلت شي .... خالد حبيبي لاتعصب .. خلاص والله خلاص ..
وعد اكلمك بكرة بس انت لاتدق عليّ حتى مايخاصموني اذا عرفوا اني لسه اكلمك ..
طيب ماراح اداوم عشانك .. خلهم يخصمون من الراتب وخلهم يرفعون غيابي عادي المهم انت لاتزعل . )
ومشاري على وضعه وكل كلمه تنغرس بقلبه وتألمه ..
ماعاد يقدر يستحمل ويخليها تتمادى ..
فتح الباب عليها بقوة ودخل ..
كانت آخر شي تتمناه دخول مشاري عليها ..
تخربطت وارتبكت قالت : طيب شادن اكلمك بعدين .
التفتت على مشاري اللي من شكل وجهه وعيونه اقل مايوصف به هايج وثاير من الغضب قالت : هلا مشاري فيه شي ..؟
قرب منها وهي تقوقعت على نفسها وحطت يدها اليسار على راسها تحاول تغطي اذنها حتى ماتسمع أي كلمة يقولها وهو بهالحال ..
: من كنتي تكلمين ..؟
: ها ..؟ ك ك كنت اكلم شادن .. فيها شي هذي كمان .
: لاوالله ..؟ وشادن متى رجعت من ديرة اهلها ؟.
تذكرت ان شادن مو في جده و ماعندها جوال وهي بنفسها اللي قالت هالكلام لمشاري قالت : ها مشاري .. جات .. وبترجع ااا .
سحب الجوال من يدها اللي ترتجف وفتح الجهاز بعصبيه .. وطلع الشريحه وكسرها بأسنانه ورماها عليها
قال : انتي اللي وصلتيني لكذا ..
قاطعته بانفعال وتحدي : مشاري خالد زوجي وغصب عنك زوجي وانا ماراح اتطلق منه .. ياخي احبه ليه ماتبغى تفهم .
: صاحية انتي ولامجنونة .. تحبين انسان مريض .. لادين و لا خلق ولاخوف من الله ..
: هذا شي يخصني ...!
: ياسارة وانا اخوك .
: مشاري لوسمحت لاتتدخل بحياتي ..
: مو بكيفك ياسارة .. انتي مو في وعيك ولايمكن اخليك تروحين برجولك لخالد الفاسد احنا مو عايفينك انتي بنتنا ونخاف عليك وعلى سمعتنا ..
: ياسلام .. وانت ترمي بلاويك على خالد تحسبني مو دارية عنك يامشاري ولاخايف ان خالد يفضحك عني وتبغى تفرق بيني وبينه .
مارد عليها الا بصفعه كادت انها تخلع فكها من مكانه ..
ويده اللي غرزها بقاع شعرها وشده من مكانه بغيض وقهر
قال وهو عاض على اسنانه : مو انا ياسارة اللي مايخاف ربه .. مو انا اللي اجري ورى اطفال ابرياء اشبع غريزيتي المريضه .. مو انا اللي اهز عرش ربي ليل ونهار .. مو انا اللي يضحك على بنات الناس ويمارس الفحش مع عيال خلق ربي ..
كان صراخها وبكاها واصل لغرفة امها وابوها اللي وصلوا على صوت مشاري وهو في اشد حالات انفعاله ..
وقف ابوه وتكلم بصوت آمر وعالي : مشاري اترك اختك .
نفضها مشاري من يده ورماها على سريرها وهي في بكاء مرير ..
جات امها عندها بتحاول تواسيها وتخفف عنها بس ابومشاري مااعطاها فرصة .. سحبها بيدها وأشر لها تقوم وتتركها ..
انسحبوا من الغرفة وتركوها ..
يمكن اذا جلست مع نفسها تصحى ..
ويمكن اذا شافتهم مو معترضين على فعل مشاري تتأكد انهم صح وهي لوحدها غلط ..
بكت حظها وحالها وقلبها وحلمها ..
بكت خالد المتهم مابين الشك والبراءة ..
تصدق مشاري ولا تصدق كلام خالد اللي قدر يدخل الشك لقلبها بكلمتين عن اخوها المصلي ليل ونهار في بيت الله ..
مرت عليها ثلاث ساعات متواصلة مابين بكا وخيبة امل بأبوها وامها اللي حتى اعتراض مااعترضوا وهم اللي دللوها طول عمرها وماسمحوا لاحد يمسها بكلمه مو يضربها مشاري وهم راضين وكأنهم يقولون هذا حقها وجزاها ..
تعبانه والبكا اضناها وانهكها ..
تبي من يواسيها في خيبتها ..
تفتقد شادن وتتمنى وجودها وقربها ..
تفتقد خالد وتخاف فراقه ..
تنهدت من عمق اعماقها وهي تتذكر ان مالها ملجأ الا الله ..
شهقت وهي تتذكر انها ماصلت العشا والساعه اوشكت على 12 ووقتها راح يعدي ..
قامت دخلت الحمام وتوضأت وصلت العشا وجلست على سجادتها ووجهت يدينها للسما واللي في السما ..
ابتهلت لربها تطلب عونه ومساعدته بـ (ياحي ياقيوم برحمتك استغيث اصلح لي شأني كله ولاتكلني الى نفسي طرفة عين ) ...
كررتها من قلب ومرات عدة .. بصدق واحتياج وحاجة .. لعل وعسى ان ربي يرحم حالها ويرسيها على طريق الصواب .

***


مروا عليها الخميس والجمعه ..
وهي في بيت جدتها كل يوم تكتشف شي جديد هنا ...
الجيران بسطاء لدرجة ان الوحده تزور جارتها بدون ماتاخذ اذنها وتقول لها .. ماعليها الا انها تدق الباب وتدخل وماتلاقي الا التراحيب وهلا ومسهلا ..
بدون تكلفه او لبس ..
كل وحده تحط جلالها عليها وتمشي لجارتها اذا هي قريبة ..
والأكل على الأرض .. مايحتاج طاولة وصحون وقرقعه ملاعق وشوك وسكاكين ..
بالرغم ان في المطبخ طاولة طعام الا انها ماتستخدم للأكل ..
الوحيد اللي ياكل عليها هي الشغالة الاندنوسية ..
جلست في غرفتها تنظف بقايا المكياج اللي حطته العصر لمن زاروها جارات جدتها ام ناصر ..
بدلت جلابيتها الواسعه اللي اخذتها من عمتها فوزية ولبست بيجامه قطنيه بكم طويل ..
واخذت اللوشن حقها وحطت منه على يدينها ..
الجو غريب ..
من المغرب تسمع اصوات رعد والهواء القوي برا يحرك الشبابيك ومراوح الشفط ..
راحت لفوزية اللي تحاول تنوم ولدها فيصل ..
دقت الباب عليها ..
وصلها صوت عمتها .. : ادخلي ياشادن .
دخلت وعلى وجهها ابتسامه عريضة قالت : اش عرفك انه انا ..
غطت فوزية ولدها وقامت جلست قالت : لأن مافيه احد يدق الباب الا انتي وعماد .. عماد الله يخليه لنا نايم في المجلس من المغرب . وانتي هنا .. معناها اكيد انتي اللي تدقين .
: اوووه صحيح تفشلت في عماد .. صحيح خلاص برجع لبيتنا بس كيف اقنع جدتي .
: بسم الله الرحمن الرحيم .. ليه ترجعين ..؟
: مو معقوله انام فوق وآخذ راحتي والرجال تارك بيته وغرفته عشاني ..
: لاوالله عماد ماعليه ويقدر يطلع وينزل براحته تشوفينه انتي اذا بغى يطلع نادى واخذ راحته ..
: لا لا والله ياعمتي مرة احرجته ادري .
: اقول بس بلا رسميات وحساسية زايده عن اللزوم . . اذا عماد بنفسه حط غرفتك فوق وهو اللي اشترى لك اثاثها .. يعني لو حس انك بتضايقينه كان حط لك غرفة تحت زي نورة اختي وبناتها ..
: عمتي نورة تجي باستمرار .
: يعني في الاجازات .. الاعياد واذا فيه مناسبه تجي عادي .
: ياقلبي عليها ياليتها مو في الرياض .. لو في الطايف ولا مكه او المدينه كان احسن .
: نورة تموت بشي اسمه الرياض . ومستحيل تعيش بمنطقه غيرها .. !!
: الا صحيح عمتي .. هي اللي ربت عماد ..؟
: لا امي اللي ربته .. هو كان يروح يدرس عندها بالمتوسط والثانوي وكل اجازة يجي عند امي .. ومايسمح لاحد يقول ان غير امي رباه ..
: الله يخليه لكم ويخلي له جدتي .. مممم عمتي بسألك ..
: اسألي براحتك ..!
: انا مستغربه من اسم عماد هنا .. مو ملاحظة ان اسمه غريب في قرية زي هذي ..؟
: هههههههههههههههههه اول مرة تسمعين باسم عماد .. تراه عادي قديم ومو لهالدرجة متطور .
: بس هنا في القرية غريب وغريب جدا .. خاصة ان الاسماء هنا قديمه واللي متطور متطور فهد عبدالله محمد عبدالعزيز .. بس عماد شاذ ..
: انا معاك صحيح اسمع غريب على الناس اللي هنا بس بالله مو حلو . ؟
: الا حلو .. بس مو جدتي اللي سماه عماد ؟
: هذا ياطويلة العمر اسمه له سالفه ..
: قوليها تكفين عمتي حمستيني ..
: هذا ياستي لمن شريفه الله يرحمها كانت حامل فيه صار بينها وبين مشعل زوجها مشاكل .. وتعبت نفسيتها وهي اصلاً مريضه بالقلب .. المهم لمن ولدت وجابت عماد قالت ابغى لي اسم يكون لولدي منه نصيب .. ابي اعتمد عليه وابيه لي سند وعز ومايحوجني لاحد .
ماخلت ولا اسم .. وقبل ماتطلع من المستشفى قابلتها مدرسة سورية وسولفت شريفه معها وارتاحت لها وسألتها وش تسميه واشارت عليها المدرسة بعماد تقول ان شاء الله بتعتمدين عليه بحياتك عاد شريفه الله يرحمها عنيده ومحد يغير ر ايها بسهوله .. اصرت على اسمه وغصب صار عماد ..
: هههههههههههههههههه زي طالبة عندي اسمها زينب تقول ان امها سمتها على اسم القابله المصرية اللي ولدت امها لمن جابتها ..
: هههههههههههههههههه اعرفها زينب .. هذي من حسن حظها لو تدرين عن خواتها فطيمة وغزيل وسفرة وهي رحمها ربي بالقابله ..
ضحكت شادن قالت : والله ياعمتي اللي يحلي الاسم صاحبه .. ياما قابلت بنات اسماؤهم تجنن وهم عكسها تماماً وفيه بنات اسماؤهم مرة مو حلوة ومع هذا ينحطون على الجرح يبرا .. المهم جدتي وافقت عليه عادي .
: امي وافقت تبي ترضي شريفه الله يرحمها خاصة انها مريضة بالقلب والزعل مو زين لها .. بس ابوي الله يرحمه عند والا يغير اسمه كان يناديه عناد ولا راكان واحياناً يناديه عبدالله على اسم ابوه .. بس لمن توفت شريفه الله يرحمها اقتنع باسمه ورضي .
: الله يرحمهم كلهم .. طالعت بساعة جوالها الكئيب وبدون حياة في القرية قالت : اوكي عمتي بروح انام وراي دوام .
: احمدي ربك بتشبعين نوم مو مثل يوم كنتي تداومين من جده ..
: ياقلبي ياامي واحشتني ماقد غبت عنها هالمدة .. عمتي متى بتروحين لجده ..؟
: بروح بعد يومين اذا ماجا مطر وراح اكلمها لك ولا يهمك واطمنها عليك .. انتي بس روحي ارتاحي تطمني ان شاء الله مافيها الا العافية .
: يارب .. يالله تصبحين على خير ..

سحبت خطواتها بثقل وتوجهت لغرفتها من جديد ..
الشوق احتدم ..
يومين مو سهله عليها ابداً ..
تحس انها سنه عن امها ..
اجل كيف بتجلس باقي الاسبوع ..؟
ولا جدتها تقول اجلسي عندي دايما ..
يارب صبر قلبي وطمنه على امي وريح بالها واكفها شر صالح وخالي ..
دخلت في لحافها لأن التكييف عالي ومجمد الغرفه والجو اصلاً بارد برا وغمضت عيونها على امل وصول النوم لها بسلام مثل الليلتين الماضية ..




***


صحت على صوت منبه جوالها اللي وقتته على الساعه 6 ..
سبحان الله كل يوم تقوم من نص الليل وتحرم نفسها من احلى نومه .. اخذت الجوال تناظر فيه ..
مافيه ولا علامه تدل على ان فيه شبكة او برج للجوال ..
تحس ان ناقصها شي مهم اذا مافيه هنا جوال ولا تلفون .
نفسها تتطمن على امها وتطمنها عليها وتقول لها كلام جدتها اللي يبعث السرور والفرح في النفس .

قامت توضت وصلت وبدلت ملابسها وحطت مكياج خفيف حسدت نوف ونوير على النعمه اللي هم عايشين فيها ..
الوحدة تشبع نوم وتفطر زي الناس وتلبس زي الناس وتمشي لدوامها زي الخلق والناس ..
مو تصحى من عز نومها وتجري تلبس وتشيل اغراضها اللي دايما ناقصه وناسية منها شي ..
نزلت مع الدرج وعبايتها في يدها وشنطتها في يدها الثانيه .. سمعت صوت شهد ومرت عليها .. بس رجعت لمن سمعت صوت رجال .. وبسرعه نزلت تحت وراحت لجدتها لبست عبايتها ولفت طرحتها على راسها بعد ماصبحتها بالخير وباست راسها .. قالت : يالله ياجدتي اشوفك على خير
: افطرتي ..؟
: لا بطلع اسمع صوت عماد فوق ماابغاه ينزل ويلاقيني ..!
: هذا عماد يبي يمشي لجده .. وبغى يودي شهد قلت له لا يوديها بتروح معتس . عاد شهد الغالية لازم يشوفها قبل يروح ..
سمعت صوت شهد وهي تنزل مع الدرج قالت : يالله جدتي شهد نزلت بنطلع .
: اقعدي افطري بعدين اطلعوا تونا بدري ..!
جلست شادن وبجنبها شهد اللي قالت صباح الخير اول مانزلت وردوا عليها بصباح النور ..
قالت شادن وهي تاكل من الفطور اللي محطوط عند جدتها عبارة عن خبز بر مع لبن وسمن : يوووه ياجدتي يازين نوم الليل ذبحتني المشاوير اصحى من نص الليل عشان اوصل عندكم .
: السفر قطعةٍ من جهنم يابنيتي . مير الله فكتس منه .
ضحكت لجدتها قالت بدلع : طيب جدتي .. بتنقلوني لجدة زي ماجبتوني هنا ؟
ردت الجده بجدية : وش ننقلتس له ..؟ حنا ماجبناتس عندنا ونبي ننقلتس .
: يعني اسكن هنا طول ..
سمعت صوت عماد ينادي شهد وسكتت .. وبسرعه وقفت ..
غطت وجهها بطرحتها وراحت للمغسلة وغسلت يدينها وفمها
ورجعت اخذت غطاها زبطته عليها واخذت شنطتها حقت المدرسة .
رجعت شهد تجري من عند عماد وفي يدها عشرة ريال قالت : عطاني عماد مصروفي .. ابلا شادن ..
: هلا .
: عماد يقول تكتب لي رقم تلفون بيتهم والعنوان .. وجوال صالح اذا تعرفه . صالح من اخوك ..؟
: لا ياعمري بس ليه ..؟
: ماادري ..
طلعت ورقة وقلم وكتبت عليها العناوين قالت : رقم صالح مو عندي بس اذا يبغى رقم خالي اعطيته له يعرف رقمه .
راحت شهد تجري محملة بالكلام والورقة ورجعت تقول : يقول خليها تكتبه بسرعه .
كتبت رقم خالها اللي نقلته من جوالها ومدت الورقه عليها قالت : يالله امشي بسرعه تأخرنا .
بعد دقيقه طلعت هي وشهد من البيت وراحوا للمدرسة..
اليوم مستانسه بالطريق عكس يوم جات لبيت جدتها مع نفس الطريق ..
تمشي بهدوء وتتفرج في البيوت ونفسها تعرف حكاية كل بيت ..
ووش ورى هالشبابيك اللي بعضها مفتوح من بدري وبعضها لسه ماانفتح ...
وحكاية كل حرمة صاحية من بدري ومتوجهه لغنمها وش شعورها وش احساسها وهي تكافح مثل الرجل بالضبط ..
تأملتهم باعجاب وحب للحياة هنا .. بس ماتمنت تكون بمكان وحده منهم .. لأنها تعرف نفسها ماراح تصبر على الشقاء مثلهم ولا قد تعودت على تعب او اكثر من مسؤولية البيت ومساعدة امها ثم التدريس والوظيفه ..

وصلوا للمدرسة في وقت قياسي
وشهد كل بيت يمرون فيه تعلمها باسم صاحبته او صاحبه لحد ماوقفوا على باب المدرسة
قالت وهي تأشر على المدرسه : وهذا اصلاً بيت ابو غزلان اللي تدرس في صف رابع تعرفينها ..؟ اعطاه نوف وابلا نوير والمدرسات ... ضحكت شادن من شهد وثقتها في معلوماتها ..
هزت راسها قالت : يالله حبيبتي ادخلي وروحي عند زميلاتك ..!
توجهت شادن لغرفة الإدارة ووقعت على حضورها وراحت لغرفة المدرسات تنزل عبايتها وتزبط شكلها على بال مايجي موعد الطابور ..
اليوم تحس بنشاط وحيوية ومتفاءلة عكس الايام اللي راحت محبطه وكسلانه وفيها نوم ..
سألتها نوير اللي سبقتها للمدرسة عن الوضع في بيت جدتها وراحت تقول لها عن جدتها وعمتها فوزية وحياتها عندهم ..
وان جدتها اصرت انها تسكن عندهم ..
: شفتي ماقلت لك ناس طيبين وراح يحطونك على كفوف الراحه .
: صادقه والله .. الله يخليهم لي ..
دخلوا البنات زميلاتهن اللي تعنوا وقطعوا مسافه طويلة من نص الليل .. وبعدها بدقايق سمعوا صوت الصفارة البديله للجرس تعلن الطابور .. وقامت مع نوير وسهام المناوبة اليوم هي وجواهر ..
اليوم نشيطه على غير عادتها ..
ساعدت سهام وقدرت تضبط البنات وتنظم الطابور ..
والبسمه اللي ارتسمت على محياها دلالة واضحه انها مرتاحه ..
اقل شي تطمنت على نفسها وعلى مستقبلها بعد ماكان مظلم بنظرها ..


***


في جده وتحديداً في المقر الرئيسي لمجموعة شركات العماد ..!
دخل الشركه وتوجه على طول لمكاتب الموظفين قبل لايروح لمكتبه ..
شاف عبدالعزيز طالع من دورة المياة ولمن شافه وقف وسلم عليه وهو متخربط ..
هالرجال له هيبه تجمد الموية وتجمد قلوب الرجال ...
: هلا عبدالعزيز كيفك ..؟ وكيف الشغل ؟
: بخير طال عمرك وكل شي زي ماتحب !!
اشر له بيده قال : اصبر لاتدخل الا بعدي ..!!!
دخل على الموظفين ورمزي يسولف في الجوال وفي يده ملف اول ماشافه رماه وقفل الجوال ووقف على طول .
قال عماد : السلام عليكم .
فز راشد اللي كان منغمس يكتب وهو اكثر واحد مخلص في عمله بشهادة اتمامه لشغله على اكمل وجه وزملاؤه ومدير شؤون الموظفين .
: هلا هلا طال عمرك الله يحييك والحمد لله على السلامه
: هلا بك ياراشد الله يبقيك ويسلمك ها كيف الشغل ؟
: تمام ابشرك و
قاطعه قال : هات لي جميع الملفات والحقني ياراشد
طلع برا وراشد جمع الملفات حقت الموظفين ولحقه لمكتبه والحركه بدت غير هالمرة كلٍ خايف على نفسه من عماد اللي لو يشوف زلة على احد مارحمه ولا عذره .
استقبله إياد السكرتير اللبناني باسلوب راقي ..
وفتح له مكتبه بسرعه ودخل عماد ..
دخل عليه مدير مكتبه الاستاذ فايز ورحب فيه وعماد استقبله باهتمام لأنه هو اللي شايل الشركه ومتفاني في عمله ويثق فيه بلاحدود .
ولولا الله ثم فايز كان يمدي عماد يداوم يومياً ولاسكن في جده وترك جدته عشان يقابل شغله ..
طلب قهوة له ولفايز عشان يبدون جلسة عمل طويلة وإياد يزودهم بالأوراق والملفات المهمه ..
وصلت القهوة وكملوا حديثهم اللي ماطلع من اطار الشغل الين اذن الظهر ..
قاموا صلوا جماعه في المسجد التابع للشركه ..
وطلع عماد متوجه للمكان الأهم بالنسبه له ولجدته ..
.. الا وجع جدته ، وهم جدته ..
الا كسرها وحسرتها وقهرها على عيال خالد الغالي اللي مات ونار شوقه تلظى بقلبها ..
الحمد لله انه شخص له وزنه في المجتمع وله معارف من الشخصيات الكبيرة والأهم انه معطيه الله المال والمال بحد ذاته سلطه يقدر يستخدمها بأي مكان وبأي زمان . . . ..
قدم له العسكري فنجال القهوة ..
قال الضابط المسؤول عن قضية نايف : سم ياابو مشعل تقهو الله يحييك ..
: سم الله عدوك ياابو محمد والله يبقيك ويسلمك ..
: آمرني ترى ابو ثامر موصيني عليك ..
: مايامر عليك عدو ... كلمك ابوثامر بالموضوع ..
: اي نعم كلمني وشرح لي قضية ولد خالك .. وبصراحه انا استغربت ان محد جا من اهله خاصة ان المدعي زوج امه وان المخطي بحسب ادعاءات نايف انه هو المعتدي ونايف يدافع عن امه واخته ..
: فعلاً ياطويل العمر هذا هو اللي صار ..
: المشكلة ان المدعي رافض يتنازل ..
: انا اجيبه لك واخليه يتنازل ولايهمك ..!
: تبي تشوف نايف ..؟
: ياليت والله .. وابيه اليوم يطلع معي .
: ابشر باللي تبي بس طلوعه فيها اجراءات تاخذ لها يومين .
: يجيك ياابو محمد متى مابغيت وتكمل الاجراءات .. خلني افرح قلب امه فيه .
: تم على امرك ياابو مشعل .. تراك غالي من غلا ابو ثامر .
: الله يسلمك ويبارك فيك .
مرت عشر دقايق ووصل نايف من السجن مع العسكري ..
وقف عماد وسلم عليه ونايف مستغرب من هالشخص اللي طلب مقابلته وهو مايعرفه ..
وقف الضابط يعرف بعماد قال : اخ نايف هذا عماد مشعل ال.....
رجل اعمال .. جاي يساعدك وابشرك تبي تطلع اليوم ان تنازل المدعي عليك ..
طلع الضابط حتى ياخذون راحتهم وجلس نايف على الكرسي المقابل لعماد وهو رافع جاحبه بغرابه ..!!
: وش اخبارك يانايف ..؟
رد وهو رافع حاجبه دلالة على الاستغراب : مثل ماتشوف .
: ادري انك ماتعرفني ..
: من اللي مرسلك علي ..؟
: جدتك ام ابوك الله يرحمه ..؟
فتح عيونه بقووة وتأمله بملامح باهته وبارده بنفس الوقت ..
: انا عماد بن مشعل .. ولد عمتك شريفه الله يرحمها اذا سمعت عنها ..
فز نايف من مكانه وكأنه الابرة اللي يدور عليها من سنين بوسط القش اخيراً لقاها..
لقى احد من اهله واللي بيدله عليهم قال بفرح
: اوووه ياهلا والله ومسهلا .. الله يحييك .. هذي والله الساعه المباركه اللي شفت منكم احد .. اخيراً قدرت اعرف طريقكم .. جدتي وش دراها عني ..؟
ابتسم له عماد على فرحة نايف اللي خلته يردد كم جملة ورى بعض بدون تركيز وتروي
قال : اصبر اصبر .. لاحق تعرف كل شي .. الحين خلني احل لك موضوعك ثم اعلمك باللي تبيه .. !!
: موضوعي بيد العله هذا وادري ماهو متنازل ... بس عطني اخبارك واخبار جدتي وعماني ..!
قاطعه عماد : بيتنازل غصب عنه واذا امك تبي الطلاق بيطلقها غصب ..
زادت اتساع عيون نايف قال : من جدك تقدر عليه ..؟ لنا سنين واحنا نحاول فيه بس يبي البيت بدل الطلاق وبيت ابوي مستحيل نفرط فيه .
: انت بس لاتشيل هم .. الرجال بيجيك بعد شوي ويتنازل ..!
: اش دراك ..؟
: ارسلت له واحد من الموظفين عندي وبيجيبه لك ويتنازل على طول ..
عرف نايف ان عماد بيقنع صالح بالفلوس لأن مثل هذا جشع وطماع لايمكن يتنازل الا اذا سد فمه بكم ريال ...
: الله يقدرني وارد لك جمايلك ياابو مشعل ..
: افا يانايف هذا كلام وانت معتبرك اخوي من قبل لااشوفك ..!
: الله يسلمك ياابو مشعل من طيب اصلك والله .
: عاد العجوز مشغلتني تبي تشوفك ..
كملوا كلامهم وسوالفهم واللي انتهت بجية صالح وتنازله وسط ذهول نايف واستغرابه
اما عماد فكان واثق انه راح يصير اللي خطط له من الساعه تسعه الصباح باتفاق مع واحد من موظفينه اللي يتميز بالاقناع والحيلة واختاره عماد لهالموضوع بالتحديد والذات ..!
اخيراً خرج نايف على مسؤولية عماد وكفالته لحد ماتنهتي الاجراءات اللي تاخذ من يومين لثلاثه ايام ..!



***


في الفصل وتحديداً الحصة السادسه ..
تشرح عن الملك عبدالعزيز وكيف اسس البلاد ووحد اطرافها المترامية ... طالعت في هيا اشطر طالبه في الفصل وهي مو معاهم سرحانه وبعالم ثاني .. وحالها مو على بعضه اليوم
قالت بنبرة صارمه : هيا خليك معانا اش فيك اليوم .؟
: ها ..؟ طيب ابله ..
تكلمت غزيل لصديقتها عذبة بهمس : هيا مهيب معنا .. تفكر في رويشد عقب البارح ..
سمعتهم شادن وجات عندهم قالت لهم بصوت واطي وهي تحاول جاهده انها ماتضحك من طريقة غزيل الغريبه
: لاتعيدونها وتتكلمون على صاحبتكم واذا عندكم كلام خلوه لبعد الحصة .
ويالله قومي ياغزيل اشرحي لنا عن دخول الملك عبدالعزيز للرياض ..
: ها .؟ ممم ابله مافهمت .
: قومي ياعذبة ..!
: ممم دخل الملك عبدالعزيز للرياض وهو جاي من الكويت ووو .... نزلت راسها تحت وتركتهم شادن واقفين بعد ماناظرتهم نظرة تدل على اللوم والزعل ...
اعادت الشرح لحد مااستوعبوا ..
قالت لعذبة تعيده واعادته وبعدها غزيل حفظته واعادته .
خلتهم يجلسون بعد مانبهتهم انها هالمرة تهديد والمرة الجاية راح تطلعهم برا اذا ماركزوا في الدرس وتركوا الأحاديث الجانبية ..
انتهت الحصة وطلعت شادن بعد مااخذت كتبها واغراضها وراحت لغرفة المدرسات شافت فيه نقاش حاد وخلود ثايرة وزعلانه ونوير تضحك عليها قالت شادن وهي تأشر لمريم : اش فيه ليه خلود معصبة .
: فيه وحده من البنات عمرها 11 سنه ملكت امس
فتحت شادن عيونها منهبله قالت : لااااااا معقوله ..؟ البنت هنا في المدرسة ؟
تكلمت نوير اللي مرة متعودة على الوضع : تعرفين هيا محسن .؟؟
قالت شادن وهي تضرب على راسها وتتذكر كلمة غزيل : اوووه وانا اقول البنت اليوم مو في طبيعتها ..
: تراها ماتبي احد يكلمها في الموضوع لأن امها البارحه عندي تقول اقنعيها تروح لمدرستها .. بنات لاحد يتكلم معاها .
: ياحراااام والله صغيرة بس اكيد زواجها بعد كم سنه ..!
ردت نوير وهي تضحك : ههههههههههههههههههههه ياحليلك ياشادن بالك طويل البنت زواجها في العيد .
: لااااا حرام مرة صغيرة اش هالظلم ؟
: عادي هنا الوضع طبيعي فيه وحده عمرها 13 سنه معاها ولدين .
قالت خلود بعصبيه : ناس متخلفين مافيه وعي المفروض ...
قاطعتها نوير : خلود هدي اعصابك صحيح فيه جهل بس لاتقولين متخلفين ..!
قالت جواهر اللي تلبس عبايتها ومعصبه بصمت : فعلاً مافيه وعي انا اول يوم داومت فيه لقيت طالبه تقول ابوي متزوج اربع ويبي يطلق وحده عشان يتزوج من جديد وحده عمرها 16 سنه ...!
قالت مريم وهي بدورها تلف طرحتها على راسها : اهل القرى ماعندهم ثقافه ولا تطور ..
ردت سهام : بنات لاتشملون اختي في قرية قريبه من الاجواد ناسها متطورين وفاهمين ومايختلفون عنا الا بأشياء بسيطه ..
نوير بدفاع المستميت : حبيبتي زي مااهل القرى عندهم عادات وتقاليد متأخرة ترى عندهم تقاليد وتراث محافظين عليها احسن من اهل المدن بكثير ..
قامت شادن وفضلت انها تنسحب من النقاش اللي احتد ولبست عبايتها .. وطلعت لشهد حتى ترجع معاها ..!


***


الوحشة قاتله ..
والوحدة عذاب ..
والصمت احياناً يمل من نفسه ..
في بيتها وقفت قدام المراية تطالع بشكلها ...
اليوم الحمد لله اشوا علامة الكف الجديد اختفت تقريباً من وجهها ..
تذكرت البيت بدون شادن ..
اثريها هي روح البيت ونايف هو الحياة اللي تدب في البيت وتحس فيها
دق الجرس .. واحتارت من يجيها بهالوقت ..
لو شادن لايمكن تجي قبل اذان العصر ..
ولو الجيران ماقد سووها وجو قبل المغرب ..
" يالله عساه خير "
راحت بتفتح .. بس انفتح الباب ورجعت بخيبة امل لأن صالح هو الوحيد اللي يملك المفتاح وشادن بعيد ونايف مقيد ومسجون ..!
دخلت المطبخ ..
ماتبي تشوف وجهه ولاتحتك معاه .. ولا لها خلق تكلمه او تسمعه ..
: ياام نايف .
سمعت الصوت .. اللي تغلغل لعمق قلبها ..
سرى مع دمها بشرايينها وأوردتها وخلاياها اللي ماتت فأحياها بقدرة الله ..!
طالعت في باب المطبخ ببتأكد هي واهمه ولا صدق اللي سمعته ..
: ياام نايف وينك ..؟ يالغاليه وينك ..؟ ياامي العزيزة .. ترى نايف رجع ..
سبقت دموعها صوتها وردها عليه ..
اول ماحطت رجلها خارج باب المطبخ كان في وجهها ..
حضنته بقوة .. وهو استسلم لها .. برجولته وسنين عمره العشرين .. رجع نايف الطفل اللي اجمل لحظات عمره لمن تحضنه ويشم ريحتها ..
: هلا وغلا بحبيب قلبي .. ياربي تحييه .. الحمد لله على سلامتك ..
متى خرجت ..؟
رفع جسمه الطويل من على صدرها وباس راسها ويدها .. قال وهو يضحك : ههههههههههههههههههههههه اصبري علي اجاوب سؤال سؤال ..
: اش هالمفاجأة الحلوة ..؟
: البركه بأهل ابوي الله يرحمه ..
فتحت عزيزة عيونها على وسع وبلحظات طويله فهمت كل شي ..
اخذته بيده قالت : تعال ارتاح وقول لي بالتفصيل كيف خرجت ..
: اول قولي لي .. اش اللي بوجهك ..؟
ابتسمت بوجع قالت : عادي قبل البارحه دخل علي سكران وقفلت دونه باب غرفتي ونام بالصاله .. بس مافوتها لي .. المهم ..
قاطعها : بكرة بيروح للمحكمه ويطلقك ..!
: تتكلم جد ..؟
: ايوه يمه وراح اقول لك الحين على كل شي ..!
سرد على امه تفاصيل اليوم وقال لها عن عماد وموقف صالح .. وتهديد عماد لصالح اللي خلاه يخاف برعب ويوافق على التنازل والطلاق بسرعه ..!
وكملت امه معاه الجلسة بالأحداث اللي صارت في غيابه
نقل شادن خطبتها .. رفضها لنادر .. تهديد خالهم ..!!
المهم انها قرت عينها وتطمن قلبها وبشرها نايف بفراق صالح .. وتأملت من الله الخير في المستقبل ..!


***
الساعه 2 تماماً قبل الفجر ../
حياتها منتهى الملل والوجع والكآبة ..!
حياتها فارغه بدون انتظار خالد ولهفتها على مكالمته ..
رغم برودته الا انها اشتاقت له ..
ورغم انه قاسي وجاف معاها الا انها اعتادت على اسلوبه وتحبه .
تخيلت لو انه يعاملها بحنان ورقة ..
يقول لها حبيبتي وعمري ويدلعها بسارونة الاسم اللي تحبه ..
ضمت مخدتها وهي تطالع بجهاز جوالها المرمي على الكومودينو بجنبها وهو بلا حياة ..
سمعت تلفون البيت يدق .. مرة ومرتين وثلاث ..
محد صاحي غيرها لأن وراها دوام وبتمشي الحين .
رفعت وردت بـ ألو .
وصلها صوته ثقيل وتعبان قالت : مين ..؟
: سارة .. ماعرفتيني ..؟
: لا من معاي ..؟
: خااااالد وش فيك .
: شكت انه سكران ولا مو في وعيه قالت بصوت حاد : خالد اش فيك .
: تعبان ياسارة .. تعبااااان . حرموني منك وتعبااااان .
فز قلبها من مكانه وهي تتخيله مريض ولا تعبان لبعدها ..
كلا الحالتين تؤلمها .
قالت : خالد حبيبي اش فيك .. سلامتك .
: سارة بقول لك كلمتين .. انتي زوجتي ولا لا ..؟
: ز ز زوجتك اكيد .
: طيب اطلعي لي برا .. انا انتظرك . ابي اشوفك تكفين سارة .
: خااااالد .. اش قاعد تقول ..؟
: اطلعي لي برا . انا قدام بيتكم بسرعه .
: انت صاحي ولا .
: سارة ابي اشوفك . بس ابي اشوفك خايف ان مشاري يفرق بيني وبينك .
تخربطت وخافت من صوته وكلامه قالت : م م محححد مفرق بيننا .. بس ارجع لايشوووفك مشاري ويقتلك .
: بتطلعين ولا لا .
: لا خالد مستحييل .
قفلت وهي تسمع صوت سيارة ابو سعد وطلعت وهي ترتجف ..
فتحت البوابه وتفاجأت بجيمس ابو سعد يتحرك ويمشي وخالد يرجع لسيارته .. اول ماشافها جا يمشي ناحيتها بسرعه ..
رجعت سارة بخطوات سريعه لحد مادخلت البيت ..
قفلت البوابة الثقيلة والقوية بينها وبينه ..
وتسندت عليها وهي تسمعه يسب ويسخط ويحلف انه لينتقم من مشاري ..
نزلت دموعها وهي يداخلها شعور واهم بأن خالد ماوصل لهالطريقة الا لأنه اشتاق لها ..
ومايبي بعدها والاسلوب المناسب للتعبير يجهله مثل مااعتادت عليه ..
رجعت لغرفتها تجر الخطى وقلبها بين نارين ..
نار الاهل وغيرتهم وخوفهم عليها اللي اسبابها واهية في نظرها ..
ونار شوق خالد وعذابه ووقوفه قدام بيتهم بمنتصف الليل حتى يكلمها او يشوفها ..
دخلت في غمرة حزن جديدة ..
وعبرت باستنزاف دموع وآهات غير مجدية في حل الموضوع الا انها ممكن تخفف همها ولو جزء يسير .



***


مساء الاحد ..
: يارجال .. ادخل امي مسوية لك عشا ومتكلفه ..!
رد عماد بتعب : اعذرني يانايف .. يكفي عشاي عندك البارحه .. الله يهديك رحت وتكلفت لو دريت ماجيتك ..
: ماتكلفت ولا شي .. بعدين امي مصرة انك تجي تتعشى عندنا بعد سواياك معانا ..
: الله يسلمك ماسويت معاك شي ينذكر وانا اخوك .. الحمد لله انه طلق امك وارتحتوا من هالفاسد .. وترى باقي له حساب معي .
: اللهم لك الحمد .. ياشيخ ابعد عنه هذا نجس وانسان رديء خلاص ماعاد نبغى منه شي . .
: يصير خير .
: بتمشي للديرة انت ..؟
: ان شاء الله توصون بشي ..؟
: امي بترسل لشادن اغراض .. دقيقه اجيبها لك ..
: يالله انتظرك ..!
دخل نايف للبيت وركب عماد سيارته .. وبعد دقيقتين طويلة على عماد رجع بكيس وشنطة فيها اغراض لشادن ..
فتح له عماد شنطة سيارته ودخلها نايف فيها قال : ترى جدتي محرصتني اجيبك معي .. ماتبي تخاويني ..؟
: امي مااقدر اتركها لوحدها اصبر علي ايام واجيها بإذن الله .
: زين يالله في امان الله ..
: الله معاك ..
مسك الطريق الطويل اللي يؤدي لقرية الاجواد ..
متوكل على ربه ومردد كعادته ( بسم الله ، الحمد لله ، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وأنا إلى ربنا لمنقلبون .. اللهم أنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هـذا واطوِ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل )

كمل طريقه بسرعه حتى يلحق ويرتاح لأن التعب اخذ منه مأخذ ونال منه لدرجة انه يفكر في السرير ويتخيله ويتمناه ..!!


***


واقفه على الشباك حق غرفتها في بيتهم الشعبي اللي نصه متغطي ونصه مكشوف من فوق ..
قالت وهي تناظر في بيته المقابل لبيت ابوها : متى يحن قلبك علي.. ؟
متى تدري اني وهبتك قلبي من سنين .؟
وكل ليلة انام على صورتك اللي حفرتها في قلبي وعقلي ..
متى اجتمع وياك ياعماد ومن بيجمعنا ؟
جدتك اللي عمرها مالمحت لي انها تفكر فيني لك ؟
ولا انت اللي حتى ماقد التفت لبيتنا ..؟
ولا ابوي الفقير اللي مايملك الا هالبيت والغنم اللي مايتجاوز عددها 20راس ..؟
ولا بيجمعنا المستوى الثقافي وانت شهادتك ماجستير وانا معهد معلمات مثل الثانوية .. ؟
سكرت نوف شباكها وراحت للمراية طالعت فيها قالت بصوت مسموع : ليه مانجتمع ياعماد وانا ماينقصني شي ..
ابتسمت لنفسها وكملت : موظفه ومثقفه واحسن من غيري ..
وكل حريم الديرة يحسبن لي الف حساب ..
والفقر عمره ماكان عيب .
فتحت شعرها الاسود الطويل والمجعد من كثر ماتلفه كعكه ودخلت اصابعها معاه قالت : انا متأكدة انك لو شفت هالوجه انك بتحبني .. نفضت شعرها وانتفش اكثر ..
اخذت المشط ومشطته بسرعه وحطت عليه من الكريم اللي قدام المرايه ..
قالت بحزن وحسرة على حظها وحالها وحبها : عمااد اللي درس برا وشاف اشكال والوان تعجبه بنت قروية وعلى قد حالها ..
حتى يوم سمعت شادن بنت خاله هي وسهام يسولفون في الماركات والمكياج ماقدرت احفظ أياسم .. حدي سوق الخميس اللي عندنا اشتري منه اغراضي واذا زودتها رحت مع خالتي عالية لجده واشتريت لي كم غرض من سوق الامير متعب ولا الصواريخ اللي كلهم شعبيه وماتفرق الاشياء اللي فيه عن سوق الخميس عندنا ... ومع هذا ارجع من يومي ومااروح الا من سنه لسنه ..
رمت المشط من يدها ووقفت .. انام اصرف لي من الاحلام والتخيل اللي يبي يضيعني .
دخلت في بطانيتها قالت وهي تبتسم بحب : ياناس احبه .. احبه غصبن علي مهوب بيدي ... ويكفيني حبه حتى لو مادرى عنه ولا درى عني ومابغاه .. المهم اني اعيش بحبه واحيا باسمه وشوفه لو من بعيد ..!
غمضت عيونها وهي تحلم .. وتتخيل .. تسولف عليه وتتوهم انه يرد عليها بالمثل .. وداهمها النوم في عز احلامها وخيالاتها ..!!




.

 
 

 

عرض البوم صور اقدار  
قديم 16-11-07, 09:37 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

***
المحتوي بالمرفقات

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 5.txt.zip‏ (10.9 كيلوبايت, المشاهدات 41)
عرض البوم صور اقدار  
قديم 18-11-07, 11:35 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 

والغلبة للنصيب .. //

فصلٌ سادس

المحتوى بالمرفقات

 
 

 

الملفات المرفقة
نوع الملف: zip 4.txt.zip‏ (15.8 كيلوبايت, المشاهدات 68)
عرض البوم صور اقدار  
قديم 22-11-07, 12:37 AM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
أميرة الرومنسية



البيانات
التسجيل: May 2007
العضوية: 29213
المشاركات: 2,295
الجنس أنثى
معدل التقييم: اقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداعاقدار عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 250

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اقدار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اقدار المنتدى : القصص المكتملة (بدون ردود)
افتراضي

 


يتبع الفصل السادس ..

والغلبةُ للنصيب ../
***


جالسة تحضر دروس بكرة ..
وتحاول تبتكر وسائل تعليميه لأن مافيه مكتبة تعينها وتساعدها ..
سوت وسيلة جيبية .. وحطت فيها مجموعة اسئلة في قصاصات ورقية على الدرس ..
وهي في منغمسه بشغلها ..
سمعت دقات غريبه على باب غرفتها وفزت من مكانها ..
سرت بجسمها رجفة وتملكها خوف ذكرها بصالح ..
وصلها صوته وهي متجمده ولهجته الحادة : افتحي .!!
قربت من الباب قالت بضعف وخوف : من ..؟ نعم اش تبغى ..؟
تنهد بألم وقهر وحاول يكبت عصبيته قال : انتي افتحي واسمعيني بقولك كلمتين وامشي بعدين مو انا اللي تخافين منه على نفسك .
سرت بجسمها قشعريرة .. وفي قلبها " هذا صوت عماد .. اش يبغى مني الله يستر "
دق بقوة اكثر و: افتحي يابنت الحلال . لاتخليني اطلع من طوري .
حطت جلالها على شعرها وجسمها وفتحت الباب بشويش وبيدين ترتجف وقلبها يدق بقوة وكأنه بيطلع من صدرها .
صدت بوجهها عنه وهي متشددة بالباب بكل حيلها وقوتها بعد ماشافته يكلمها وهو معطيها ظهره .. بس قربه من الباب يخوف ..
قالت بارتباك : ب ب بعد عن الباب لو سمحت وقول اللي عندك بسرعه هذاني اسمعك .
صوتها اللي يرتعش اثر فيه لدرجة انه اخذ نفس عميييق و سكت لثواني طويلة .. اللي يسويه تهور وجنون لكن لو سكت ساعتها راح يكون هذا الجنون بعينه وعلمه .
حاول انه يهديها ويوصل لها اللي يبيه بتفهم قال بصوت واطي : الحين انتي ليه خايفه يابنت الحلال ؟ ماني ماكلك بعدين انتي متغطيه وانا ماني داخل .. كلها كلمتين ابي اقولها لك واذلف .
ردت بانفعال وخوف باين من صوتها ولهجتها : مابيني وبينك كلام ..
قاطعها بسرعه وكأنه بيمتص خوفها وانفعالها : هدي هدي الناس تحت لاتفضحينا .. بيني وبينك كلام لازم اقوله ولازم تعرفين وش عندي .
صرخت بصوت اعلى مرتجف : طيب بسرعه قول اللي عندك وخلصني .
ضرب بقبضته على الباب قال وهو عاض على اسنانه حتى يملك نفسه
: اول شي صوتك لاترفعينه عليّ .. ثاني شي موب انا اللي تخافين منه فاهمه ولا لا لأني احرص منك على نفسك ؟ .
رجع خطوتين على ورى قال : جدتي مبلشتني وعرفت انها كلمتك .
ردت وهي ترتجف وبطنها يعورها بقوة : بس انا مارديت عليها للحين ولا ابغى الموضوع هذا .
اخذ نفس عميق قال : شوفي .. انا بعد مثلك ماابي الموضوع هذا .. انا رجال مابي اتزوج وشايل هالفكرة من راسي .. بنفس الوقت ماابي جدتي تزعل مني .
تكلمت بصوت حاولت انه يطلع عادي على قد ماتقدر : طيب والمطلوب ..؟
: اتوقع انك ذكيه وفهمتي وش ابي .
سكتت شويه بعدين قالت بصوت واطي : فهمت ..! يعني ارفض واقول ماابي اتزوج عماد .
: ايييييه هذا اللي ابيه منك .
: بسس .
فتح عيونه بقوة قال بسرعه : بس وشو ؟
: انا خايفه جدتي تضغط عليّ .
: لا ماراح تضغط وزعل جدتي منك ماهو مثل زعلها مني انا عندها غير عن كل الناس واكيد تعرفين . وانتي اذا زعلت منك كلها كم يوم وترضى .
هزت راسها بمعنى فهمت واستوعبت . وكأنه يشوفها ويدري عن حركتها .
عطا الباب ظهره بينزل قال : انا ابي اقول لجدتي اني وافقت لكن اقسم بجلال الله لوتوافقين ماتشوفين معاي الطيب لين تموتين . هذاني نبهتك ومن الحين اقول لك ماابي اظلمك معاي .
حست انه جرحها في الصميم ..
كلامه ماله معنى غير اني ماابيك ولاابي وجودك بحياتي ..
بردة فعل سريعه حاولت تستجمع اللي تبقى من قوتها المنهكة من سنين وترد عليه ..
قالت : انا كمان ماابغي اظلمك معاي . لأني ماابيك ولاافكر فيك .
لف وطالع في باب غرفتها المردود قال : متأكدة انك ماتبيني حتى لو خطبتك برغبتي .
لهجته الحاده وطريقته في اصراره على معرفة الاجابة اربكتها قالت
: انا اصلاً مااعرفك عشان ارفضك ولا اوافق عليك بس بعد كلامك هذا ماراح اوافق عليك لو على قص رقبتي .
كأنه ملك الدنيا بكلمتها ..
تنفس بارتياح وهو يرفع راسه للسما قال : زييين زييين الله يرزقك ويوفقك والله الله بجدتي فكيني من زنها على راسي واقنعيها برفضك لي .. يعني لاضرر ولا ضرار يابنت الناس ..
نزل بسرعه من دون ماترد او يلتفت لها ..
ركب سيارته ولحقه فهد يجري ..
: هييييييه انتظرني لاتروح .
سكر باب سيارته وقبل مايشغلها ركب فهد معاه وهو يلهث قال عماد : وش تبي انت بعد ..؟
اخذ فهد نفس عميق قال : ابي اعرف وش سالفتك .. ياخي رجال تبي تطق الاربعين وماتبي العرس .. والله حتى الحريم ماسون سواتك .
: انزل ..
طالعه فهد باستغراب قال : وشو ..؟
: فهد انزل زال النفس عليك طيبة لااخلي لك السيارة كلها .
: تعوذ من ابليس ياابو مشعل .. علامك قاب ماتحمل شي .. ياخي اللي يسمعك يقول ان فيك شي وماتبي الزواج .
: مافيني شي يافهد .. بس الزواج ماابيه ياخي اقل شي لين اكمل دراستي .
: ودراستك ماتكمل وعندك مرة وعيال .
فتح باب السيارة ومسك فهد يده قال : اصبر اصبر ياعماد .. تعوذ من ابليس ياابن الحلال .
تنهد عماد قال : اعوذ بالله منك ياابليس .
قال فهد باستهبال كالعادة : يارجال وسع صدرك واذا على العجوز هذي تزعل من خلق ربي كلهم ولاتزعل منك انت .. ماعليك منها ماتبي العرس خلاص قل لا ..
طالعه عماد قال : صاحي انت .. ماعندك كرامه ماعندك نخوة .. يلعن ابليسك هذي اللي تبيني ارفضها بعد ماخطبوها خوالي لي تراها بنت عمك اقرب لك مني ..
: طيب الموضوع بين نايف وابوي وعمي والعجوز تقدر تدخل بنفسها وتقول لنايف ولا للبنت انك ماتبي العرس ..
قاطعه عماد : ماعندك كلمة ازين من كلمة العجوز .. ماتعرف تحشم احد انت .. حسن ملافظك اول وسنع هرجك ثم تعال علمني بافكارك .
حك فهد راسه قال : عجوز وغصب عليك .. لكن خلنا نرجع لموضوعنا .
شغل عماد السيارة بملل قال : ماعاد فيه موضوع خلاص جدتي قررت وانا ماعلي الا ا ني اوافق .
: انت صاحي ولا مجنون .. قبل شوي ماابي العرس والحين موافق . وش سالفتك ..؟
: اقول تبي تنزل ولاتمشي معي لمكه ..؟
: مكه ..؟
: ايه ياخي طقت في راسي ابروح لمكة . هناك في الحرم ارتاح نفسياً وافكر زين .
: اجل الله يستر عليك ويسهل لك توكل على الله .. انا بروح لعجوزك .
نزل فهد وهو يضحك لمن سمع عماد وهو يقول : عز الله ماالعجوز الا انت ووجهك .


***


جالسة بغرفتها ..
وتتصفح مجلة الحياة ..
تدور على مقال غيداء صاحبتها بالجامعه .. اتصلت فيها وقالت لها تقراه وتقول لها رايها فيه ..
ابتسمت سارة على فكرة صاحبتها لمن قرأتها .. وهي لو ان وزارة التربية والتعليم سمحت لطالبة الثانوي تحط كحل وروج وتلبس اكسسوار ناعم ويفكون الحصار عنها كان ماشفنا مكياج سوق ولبس عاري بالجامعه وكأنه تمرد خارج اطار المدرسة .. لأن باختصار كبت المدارس ولد الانفجار في الجامعات والاسواق والزواجات بطرق مبتذله ..
دق التلفون وقطع عليها استرسالها بمقال غيداء اللي توضحه بمنتهى الحرص والوعي ..
رفعت السماعه وماتفاجأت لمن سمعت صوت جارتهم ام اسعد اللي اعتادت تتصل بهالوقت اذا فيه محاضرة دينيه في دار الحافظات وتبي ام مشاري ترافقها للدار ..
راحت سارة تنادي امها ورجعت لغرفتها ..
ام اسعد فتحت عليها الجرح اللي مااندمل من بعد ما سمعت كلام عدنان ولدها .
كان مرعوب من مشاري لأنه ضرب خالد بجنون ..
واذا شافه عندهم في البيت شرد لأنه خايف منه ..
حاولت سارة تعرف وش سبب الخوف بعد ماداهمها الشك بصدق كلام خالد باتهامه لمشاري ..
لكن عدنان قلب الطاولة ووضح ا لحقائق ..
قال لها على الحكاية بالتفصيل الممل .
ظهرت براءة مشاري وبانت حقيقة خالد ..والشهود عيان ..
خالد اللي حبته عمره ماكان له علاقه بخالد هذا ..
خالد اللي حبته هو خالد الطفل اللي كلن يلعب معاها ويعجبها كلامه واعتزازه بنفسه واهتمامه فيها .
كبرته بأحلامها ونمى وكبر بقلبها واستقل تماماً عن واقع خالد اللي عرفته ..
دخلت عليها امها وهي لابسه عبايتها ومتغطيه قالت : يالله ياسارة تبغين شي انا ماشية .
وقفت بسرعه قالت : يمه انتظري بروح احضر المحاضرة معاك .
استغربت امها منها وهي اللي آخر شي تفكر فيه انها تحضر محاضرة دينيه بحكم انها مثقفة ومو محتاجة وعي ديني ..!
لبست سارة عبايتها وتغطت واخذت شنطتها الصغيرة وطلعت مع امها ..
هناك حيث ملائكة الرحمة تحف المتواجدين راح ترتاح ..
وهناك بتبعد عن خالد وذكره وذكراه ..
وهناك يمكن تصحى اكثر وربي يشرح لها صدرها اكثر وينسيها ويساعدها ..
والأهم انها راح تزيد ثقافتها بعد ماغيرت رايها وادركت ان ايمانها ضعيف وينقصها ثقافه دينية هائلة ..
توكلت على الله وعزمت المسير مع امها بخطى المؤمن اللي يدور رضا ربه ومغفرته وعونه ومساعدته ..!



***




يوم ثاني ...!!!
رغم اللي صار مارجعت لامها ..
لأن عمتها فوزية فاجأتها بطلبها انها تجلس مع عيالها وهي تبي تروح لجده تختار الوان التعتيق وألوان السيراميك حقت بيتها ..
وبعد هطول خفيف للمطر ..
تبللت الارض وصار الجو خيالي ..!
استغلت الفرصة وراحت تلعب مع شهد وفيصل في حوش البيت ..
سوت لشهد بيت كبير بالطين وخلت فيصل ياخذ راحته في الطين يبني ويحفر ويهدم وهو منسجم على الآخر ..
نظراتها بعيد وخيالها ابعد ..
اللي صار مافيه بنت تقدر تتقبله او ترضى فيه .
وهي اثبتت لنفسها انها من النوع القوي اللي يتحمل .
اكيد تتحمل ولاماطاوعت عمتها وجلست لليوم الثاني بعد كلام عماد لها .
اكيد تتحمل ولا ماضحكت ولعبت مع شهد وفيصل وهي اقرب للانهيار من الفرح والتسلية ..
وكيف ماتتحمل وهي اللي صبرت على صالح وخالها وبعد نايف ووفاة ندى ..
مرت ساعه وشهد وفيصل يلعبون وهي في كرسي المرجيحه تهز نفسها وتهز أفكارها لعل وعسى انها توصل لفكره تساعدها على خروجها من المحنة الجديدة ..
حست شهد انها كلـّت وتعبت قالت : شادن انا ابي ادخل .
: ليه شهودة تعبتي ولا طفشتي ؟ .
: لا بس جيعانه ابي آكل ساندوتش ولا شيبس .
اخذت شادن فيصل اللي قعد يبكي يقول ابغى العب قالت شادن : تعال ندخل عشان تاكل كيكه .
رضخ فيصل ووافق قدام الجوع واغراء الكيكة بالذات ..
وعلى طول نادت شغالة فوزية تاخذهم تحممهم على بال ماتجهز الكيكة اللي قررت تكون بالكريم كاراميل ..
منها الصغار ياكلون ، ومنها تخليها حلى للقهوة اذا جات جدتها ورجعت عمتها بدري ..
بعد ماخلصتها حطتها بالثلاجه عشان تبرد ..
راحت لغرفتها اخذت لها شور هي كمان ولبست جلابية واسعه من جلابيات فوزية ونزلت تحت بعد ماجففت شعرها واخذت معاها جلالها تحسباً لعماد اذا دخل ..
فتحت التلفزيون وقعدت تدور على قناة تغير من خلالها الجو وتبعد الطفش عنها ..
الايام اللي راحت تعودت على عمتها وجدتها وماتعودت تجلس هنا لوحدها ..
اليوم جدتها طلعت لجارتها ام راكان تبي تزورها لأنها سمعت انها اليوم تعبانه وعندها انفلونزا من تغييرات الجو والامطار واخذت شغالتها معاها تساعدها على المشي . . ..
جلستها لوحدها اليوم مثقلتها ..
غير الهم الجاثم على قلبها وصدرها ..
نزلت لها شهد تجري قالت : خلاص تروشنا يالله ابغى شي آكله .
قفلت التلفزيون ووقفت قالت : شااطرة .. يالله الحين احضر لكم الكيكه والعصير .
اول مادخلت المطبخ سمعت باب البيت ينفتح ويتسكر بقوة وصوت عماد ينادي جدته وفوزية وشهد ..
راحت شهد تجري عنده قالت : عماد ماما راحت مع بابا لجدة وانا وفيصل جلسنا عند شادن .
وقف بمكانه وطالعها باستغراب قال : شادن فيه ؟.
هزت راسها شهد بحماس قالت : ايوووه فيه ولعبت معانا بالطين وسوينا بيت كبيييير انا وفيصل وهي لعبت في المرجيحه .
رفع حاجبه وطالع فوق ناحية غرفتها وكأنه بيتأكد من الكلام اللي صار بينهم اذا تأكد من وجود الغرفه ..
رجع سأل شهد : جدتي وين ؟.
: راحت عند ام راكان .
: والله ..؟ فتح يدينه لشهد قال : طيب انا زعلان منك ليه ماسلمتي عليّ .
جلس على ركبه وباسته شهد على خدوده وباسها على راسها وخدودها
لف يدينها على بعض وهي تضحك بقوة .
قال كلمته المعهودة لها : يالله علميني من ازين بنت بالديرة .
كان يتوقع ردها الاعتيادي واللي تعود عليه كل ماقال لها هالكلمة وهي شهد بنت عبدالعزيز ..
ردت شهد : ازين بنت اممممم ابلا شادن بنت خالي خالد .
كشر بوجهه قال : افاااااا اجل غيرتي رايتس ..؟
مدت شفتها اللي تحت ببراءة علامة اليأس قالت : خلاص ابلا شادن احلا مني شعرها حلو وعيونها حلوة . كملت باستسلام : خلاص ياعماد هي صارت ازين بنت بالديرة .
ابتسم من كلام شهد قال : لاوالله ازين بنت بالديرة هي انتي .. بس روحي للشغالة خليها تسوي لي قهوة وتجيبها للمكتب .
طلع لغرفته وحذف شماغه وعقاله وطاقيته على السرير ونزل ثوبه علقه على الشماعه ومدد جسمه على السرير ..
المشوار يهد الحيل ..
وهو ماعاد يتحمل المشاوير الطويله ..
بس لعيون جدته كل شي يهون ..
واذا على الصحة ولا العمر فهي بيد اللي عطاها ...!
تذكر حال هالمدرسات اللي كل يوم رايحات جايات قال
" صدق انها معاناة والله يعينك ياشادن بترجعين تعانين نفس الحالة بس ماراح تطولين كلها ايام وادبر لك نقل يردك لاهلك ."
دخل الحمام بياخذ له شور ينعشه وينشطه بعد التعب حتى اذا جات جدته قابلها بارتياح وانهى مهمته على اكمل واحسن و جه ..

؛*؛*

كانت شادن مشغوله في المطبخ بقهوته والحلا اللي تجهزه له وللصغار .
حضرت لشهد الكيكه وحطت لها عصير على الطاولة .
قالت : تعالي اجلسي هنا كلي من دون ماتتحركين الين تخلصين صحنك وعصيرك ..
وحظرت لفصولي كيكته وعصيره ونادت الشغالة تأكله ورجعت تكمل القهوة ..
حطت عليها زعفران وهيل وحضرتها بالصينية مع اربعه فناجيل قهوة وحطت معاها صحن تمر وصحن ثاني فيه قطعة كيكة كبيرة وشوكة..
ارسلت الشغالة توديها للمكتب وهي حطت جلالها عليها وطلعت مع الدرج متجهه فوق ..

طالعت بغرفة عماد ..
تذكرت كلامه لها ..
عصبيته والحاحه عليها انها ترفضه وماتوافق عليه ..
وووو لاااا ..
طالعت بنفسها مقابله للرجال اللي فتح باب غرفته ..
طويل واسمر ملامحه رجوليه بقوووة ..
شنب كثيف نوعاً ما..
وعيون واسعه وشعر اسود قصير ومرجعه على ورى وهو مبلل باين انه متحمم ..
كانت بترجع بس وين ترجع الدرج طويل وهو واقف بمكانه ..
حطت جلالها على وجهها بسرعه وهوتحرك من مكانه ورجع لغرفته ..
وقف بمكانه شويه ..
سمع باب غرفتها يقفل ..
وطلع من غرفته ..!
نزل ونفس الصورة والذكرى تنعاد له ..
جُرْحَهَا يوجعه ..
ودمعتها اكيد بتجرحه ..
مهما كان هي دمه ولحمه ولايرضى عليها بالمهانه او الضيم حتى لو منه هو .
حاول يقنع نفسه انه مو لازم يحس بتأنيب الضمير لأن اللي سواه عشانها ...
وفي مصلحتها ومن اجل تعيش عمرها بدل ماتدفنه معاه ..!
..

دخلت غرفتها ..
ولامت نفسها وأنبتها ..
ليه تهمل سترها في بيت الرجال ..؟
صحيح ان جلالها عليها بس كان وجهها باين وهذا كارثه ..
اووف لو يدري نايف كان ذبحها ولا مات من القهر ..!
ولو امها تدري كان وبختها وسمعتها كلام مايعجبها ..
تذكرت الموقف وشكله ..
جبل صامد وساكن ..!
مو اول مرة يشوفها وتشوفه ..
لكن هالمرة وضحت لها صورته اكثر ..
واتقنت ملامحه ويمكن حفظتها اكثر ..
جاذبيته ساحره ..
غصب عنها رغم انه جامد ..
وملامحه ماتعبر عن شي ابداً الا انها تحرك فيها اشياء تجهلها ..!
حطت ظهرها على الباب وهي تعيد المشهد القاسي الموجع .. .
رجعت ورى وهي تتذكره خطوة خطوة ..
.. عاشت الموقف بكل تفاصيه
غمضت بقوة وتنهدت بوجع ..
صدق النحس يطاردها من وين ماتروح ..
ماصدقت ان مشاكلي تنتهي الا وابدا بمشكلة جديدة ..
" ليه ياجدتي تحطيني بموقف زي هذا معاك "
راحت تمشي بغرفتها ودموعها متجمعه في محاجرها مو راضية تنزل ..
بس هي مخنوقه وفيه شي كاتم على نفسها ..
وقفت قدام المراية وطالعت بشكلها ..
وجهها احمر وخشمها احمر وجفونها حمرا وعيونها مليانه دموع تقاوم النزول والضعف ..
قالت " انا مو ضعيفه ..
انا قوية واقدر اواجه مشاكلي من دون ماابكي ..
انا شادن بنت خالد لازم اكون قد أي موقف يواجهني ،
واجهت صالح وقدرت انقذ نفسي منه مية مرة ..
واجهت خالي اكثر من مرة ومرات كثيرة غلبته ..
ورغم عيشتي بخوف ورعب طوال السنين اللي راحت الا انه صار عندي مناعه ضد الاستسلام للهم والظلم .
صالح وخالي علموني ان القوة مصدرها الموقف الضعيف ..
وفراق ابوي خلاني اتسلح بالصبر والعزيمه .
ايوه العزيمة ..
اعزم معناتها اصير قوية ..
واكون قوية معناتها اقدر اواجه .
واواجه معناتها اوقف بوجه جدتي وعماد وارجع لامي ونايف ..
راحت تمشي في غرفتها وهي تشيل جلالها من على كتفها وترميه على السرير ..
بائسة ويائسة ..
وتحاول تتظاهر بقوة مزيفه ..
طالعت بصورتها بالمرايه قالت " وش بتسوين ياشادن ..؟ "
اخذت منديل ومسحت عيونها اللي بدت تذرف الدمع ..
وهي تمني نفسها بالراحه وعدم المشاكل " اصلاً ماعاد للوظيفه لازمه حتى ابقى هنا ..
خلاص نايف طلع من السجن وافتكينا من صالح وراتب ابوي رجع لنا اكيد فـ اريح لي ارجع عند امي وارتاح في بيتنا واقعد بكرامتي ..! "


***

نزل لمكتبه وهو يحاول على قد مايقدر انه يشيلها من راسه ويمسح صورتها من ذهنه ..!
رمى نفسه على الكنبه بعد الشاور الدافي والمنعش ..
زفر بآهة من عمق تعبه ..
قطعها لمن لفت نظره شكل الحلا اللي مع القهوة اللي على الطاولة قدامه ..
تكى على يده وصب له فنجال واخذ قطعة كيكه اكلها ..
قال : والله هذي الفايده الوحيده منك ياشادن من يوم جيتي اكلنا شي سنع .. ذبحنَّا هالشغالات بعيشتهن ولا الحلى مالقن من يعلمهن حتى فوزية مدلعها رجالها مايجي من جده الا هو محمل لها حلى وخرابيط .
سمع صوت جدته تسبح وتهلل داخل البيت ووقف راح لها بعد مانادى بصوت عالي ..
طلع لها ووجهه يتهلل بالسعاده لشوفتها وهي بخير ومتعافيه ..
وان اللي في راسه بيمشي على خير مايرام ..
: هلا والله بالغاليه الله يمسيتس بالخير .
: يالله حي وليدي مساك الله بالرضا والسرور متى جيت يمه ..
: توني مالي ساعه .
اخذ يدها من يد الشغاله قال : روحي جيبي القهوة من المكتب وحطيها بالصالة هنا .
راحت الشغالة تجيب صينية القهوة وهو مشى مع جدته اللي في قلبها شي واحد تبي تعرف نهايته ..
خايفه وقلبها يقول ان وجه عماد فيه شي ٍ يسرها .
: تعال اقعد عندي .
جلسها وجلس بجنبها وحط التكاية بينه وبينها وهو يبتسم قال : هذاني جلست آمري يالغالية .
: مايامر عليك عدو .. علمني وش سويت .
نزلت الشغالة القهوة واخذ صحنه قال للشغاله : هاتي لجدتي صحن حلا وكمل : ابشرتس على ماتحبين ..
: الله يبشرك بالخير .. ويرزقك بالذرية الصالحه .
جابت الشغاله صحن الحلا والشوكه قالت : ماشاء الله وش هالزين هذا جايبه معك . ؟
: لاوالله هذا الظاهر مسويته شادن .
قالت بلهجة حانية تستجدي فيها رضاه عنها وتكبيرها في عينه : ها شفت ياوليدي انها بنتٍ سنعه .. اشهد انها كامله مكملة زين وعقل وسنع وراعية بيت الله يستر عليها .
كملت وهي تطالع في وجهه باهتمام : ها علمني وش تتسوي معها .
: منهي ؟
: شادن بنت خالك ..!
عض على شفته السفلى وابتسم قال : انتي وش تبيني اسوي .؟
حدقت ام ناصر في وجهه تبي تشوف اثر للمزح ولا فعلاً صادق
قالت : تقوله صادز ( صادق ) ولا تلعب عليّ . ؟
: هههههههههه لاوالله صادق علميني بس وش تبين .؟
: ابيك تخطبها الليلة قبل بكرة !
قال باطمئنان وهو ياكل من الكيكة : ومالتس الا اللي يرضيتس بس على شرط ..!
: اشرط مثل ماتبي المهم انك توافق واشوف عيالك قبل لا تجي منيتي .
قاطعها : الله يطول بعمرتس ويخليتس لي لاعاد اسمع هالكلام ثم اهون .
: منتب مهون بعد كلمتك لي ..
قصرت صوتها وكملت : هاانا ابروح اعلم شادن .. وانت من بكرة كلم نايف ولا اقولك اعزمه هو وامه و..
قاطعها مرة ثانية : ياجدتي الله يخليك لي لاتستعجلين الحين بنات اليوم مو مثل اول .. ترى يمكن اعجبها وتوافق ويمكن مااعجبها وترفض الموضوع فيه يمكن لا ويمكن ايه .. اصبري لين تاخذين رايها .
هزت راسها مأكدة على احساسها وميقنه ان شادن ماراح ترفض عماد مهما كان لأنه بالعقل من اللي بترفضه وهو عماد تربيتها وصنعها ..
قالت : خل شادن علي خابرتها موافقه ومهيب رادتني ..
هز اكتافه بابتسامة الواثق قال : نشوف راي البنت ويصير خير بعدها ان شاء الله .
: ماعلمتني وش شرطك . ؟
عدل جلسته وتكى على التكاية بجنبه قال : اييييييه شرطي ياطويلة العمر .. انكم ماتغصبونها اذا ماتبيني .. ولاتزعلين منها ان رفضتني .
قاطعته بثقه : محدن بغاصبها ومهيب رافضتك .. شادن بنتٍ عاقلة وتبي الستر من الرجال السنع .. ثم ان اخذتك يبي يفكها ربي من عنا الطريق وهمه اللي هدها ومن خالها وولده الخايس .
ابتسم عماد وبقلبه " والله لو تدرين وش بترد عليك شادن ياجدتي ماقلتي عنها كل هالكلام ..! "
نادت الشغاله وارسلتها تنادي لها شادن ..
وهو سلم على راسها قال : يالله المغرب بيأذن وانا بروح للمسجد ..
: الله يتقبل منك ..
: منا ومنتس يالغاليه .
طلع من البيت متوجه بنيته وخطوته لبيت الله يدور رضاه وعفوه ومغفرته .. ويحاول انه يغسل ذنوبه في بيته الطاهر ان كان اللي سواه مع جدته وبنت خاله ذنب .

***


تأملته من راسه لساسه ..!
شماغه وعقاله ..
وجهه اللي حفظت ادق تقاسيمه من كثر ماراقبته وتأملته ..
جسمه المتناسق بطوله وعرضه ..
النحافه تغلب على وصفه اكثر من الرياضي والطول يغلب على الاعتدال .. والأناقه فاق بها كل رجال شافته بحياتها ..
قابل مسعود جارهم الشايب واللي يتركى على عصاه متوجه للمسجد يدور الحسنات بصلاة الجماعه رغم ضعفه وهزيمة الزمن له ..!
شافت ابتسامته لمسعود ..
نادراً مايبتسم ..
واذا ابتسم رسمها مجامله فقط وكأنه يدور من وراها حسنة او صدقه .. لأن تعابيره حزينه ..!
والهدوء والثقل يغلب عليها ..
عماد رجالٍ عاقل ..
هذا كلام ابوها عنه دايماً ..
ابتسمت وهي تتأمله باعجاب ..
تحبه .. !
تحب حركاته .. !
يدينه .. !
نظراته ..
خطوات رجوله .. !
اذا التفت لبيتهم ..
واذا صد عنها لمن تفتعل حركة ولا تنادي بصوت عالي على اختها العنود حتى ينتبه لها .
تحب كل شي فيه بدءاً باسمه وانتهاءً بخياله وطاريه وسيرته وآثاره ..!
راقبته لحد مادخل المسجد مع مسعود ..
ورجعت للمرايه المعلقه بجدار غرفتها ..
رغم ان نصها مكسور وامها قاسمتها بين غرفتها وغرفة نورة اختها الا انها تفي بالغرض ..!
فتحت شعرها ونفشته اكثر ..
اليوم حطت عليه (حنا) وتوها غسلته عنه ..
ومفعول الحنا معطيه كثافه ولون ابهى ..!
كحلت عيونها ولونت شفايفها بروج احمر غامق ..
تحب اللون الاحمر لأنه لون الحب ..
وتعشق اغاني ام كلثوم وفريد الاطرش ..
حفظت اغلبها من كثر ماتسمعها في الراديو آخر الليل بعد ماينام ابوها..!
دخلت عليها العنود اختها قالت بصدمة : بسم الله عليّ الرحمن الرحيم .. روعتيني .. وش مسوية بعمرتس يانويف .
ردت نوف وهي تراقب تعابير وجهها وحركة شفايفها الملونه في المراية وعقدة حواجبها وهي مكشرة
قالت : عنود انقلعي اطلعي برا ..
: قومي قومي سوي العشا بدال البلاوي اللي انتي ملونة بها وجهتس.. تحسبين انتس مثل ابلا شادن . ولا ابلا خلود .
غمضت نوف بعيونها في محاولة منها انها تمسك اعصابها وتهدي نفسها قالت وهي عاضة على اسنانها : عنود برا .
تأفف العنود قالت : طيب قومي سوي العشا نورة عيت تسوي العشا تقول عندها بكرة اختبار . وانا جوعانه ابي اتعشى وارقد .
رمت نوف الروج من يدها قالت : الله ياخذ عدوتس يانورة .. ماصارت ثالث معهد ذي اللي ماتخليتس تلمسين شي من الشغل معنا .. وانا مكروفة كرف حماار في هالبيت .
ردت العنود وهي تحك شعرها بكسل وتعب : تراني مثلتس يانويف امي كارفتني بالغنم موب انتي لحالتس المكروف ..؟
اخذت المشط وهاشت به على العنود قالت بتهديد : انتي للحين عندي .. انقلعي برا يالله ..!
طلعت العنود وهي تتأفف قالت لامها اللي دخلت وطاسة الحليب الكبيرة اللي حلبت الغنم فيها على راسها : يمه تعالي شوفي بناتس كل وحده تتكل عشانا على الثانية ..!
ردت ام نوف بتعب : علمي نوف تروح تسوي العشا .. يوم هي في المعهد خدمناها وماخليناها تسوي شي .. جا دورها تخدم اختها .
طلعت نورة من غرفتها الصغيرة .. اللي اخذتها وطلعت فيها لوحدها عشان تفتك من سخافة نوف وحركاتها اللي ترفع الضغط .. على حد قولها ..!
قالت : يمه خلي نوف تقوم تسوي العشا قبل لايجي ابوي .. ترى ماني في حال احد اليوم .. عندي اختبار فيزيا صعب موووت ..
ردت امها بتعب : ادخلي ذاكري وانا امتس ماعليتس من العشا .. عسى الله يوفقتس ويهونه عليتس ..
: الله يسلمتس يمه ولايخليني منتس .
رجعت لغرفتها وقفلت بابها عليها ..
لازم تجيب نسبه عالية عشان تتعين وتعين ابوها اذا توظفت وتساعده على الحياة مع اختها ..!



***


دقت عليها الشغالة الباب وقامت فتحت لها
قالت : مس شادن ماما كبيرة تقول انزل تحت .
: طيب جاية .
اخذت جلالها ولفته عليها ونزلت تتسحب وهي عارفه جدتها وش تبي منها ..
للحين مخنوقه وماقدرت تعبر بطريقتها المعهودة ..
سيل الدمع اللي يريحها نوعاً ما بمجرد ماينفجر ..!
من الصباح وهي مو قادرة تتنفس ..
وهم هالسالفه اثقلها لدرجة انها مو قادرة تمشي .
اليوم هو موعد ردها على جدتها ..
البارحه لمحت لها ووعدتها بكرة ترد عليها ..!وحانت الساعه ..
لفت جلالها على وجهها وهي تشوف عماد يعطيها ظهره ورايح للباب ..
وكأنه يمهد لها الطريق على اصوله ..!
ويحملها المسؤولية لوحدها ..
فتح الباب وشافت السما منورة والبرق مايوقف ..
طلع وسكر وراه ..
وتركها تتخبط في المشكلة وتحملها على عاتقها بدون شريك يساندها ولا يشيل منها جزء ..
حست ان الجو هذا مو مناسب ان جدتها تكلمها في موضوع حساس مثل هذا ..
الجو يخوف برق قوي وصوت الرعد مايوقف دقيقه وحده ..
خافت انها تُغضب جدتها ويغضب ربي عليها ..!
سترك يارب ..!
سمعت صوت جدتها ينساب بروحانيه لأعماقها وهي تدعي وتسبح
: يالله رزقٍ منك .. ياعزيز الوحي .. سبحان من سبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .. اللهم حوالينا ولا علينا .. يالله رزقٍ منك .
تردد صوتها بأنحاء البيت الكبير اللي مافيه الا هي وشادن والشغالات وعيال فوزية .. وعماد اللي طلع برا ..
وكأنها تنفث ذكر الله في كل اركانه ..
وتحيي كل زواياه وحجراته بصوتها الصامد مثل قلبها ..!
سحبت خطوتها واجبرتها تتقدم ..
قالت بتوتر : السلام عليكم .. مسا الخير ياجدتي .
ردت الجده بفرح وتفاؤل : علييييكم السلاااااام .. هلا وغلا بالغالية بنت الغالي .. تعالي عندي وانا جدتتس .
قربت شادن منها وقلبها بدال النبضة الوحده ينبض عشر نبضات وبسرعه لامتناهية ..
تحس انها في اصعب موقف مر عليها بحياتها ..
"الله يسامحك ياعمااااد وين حطيتني بهالموقف "
قالته بقلبها وجلست بجنب الجدة الحنونه والصارمه بنفس الوقت ..
: هلا ياجدتي كيفك اليوم ..؟
: انا بخير دام انتي وعمااد بخير ..!
حست بألم فظيع لأن جدتها تجمعهم وهم مالهم جمعه ..
بتذبح الفرح بقلب جدتها ..
وبتطفي لمعة السعادة الواضحة بعيونها ..!
وبتقتل الأحلام في عز مخضها وولادتها ..
حانت ساعة القتل ..
تكلمت ام ناصر بثقة وفرح ..
: عماد توه قام من عندي يقول شاوري شادن وتوكلنا على الله .. ماعلمتس انه يبي يقتنع ويطيح اللي في راسه ..!
شبكت يدينها في بعض وطالعت بالارض ..
وشلون تقول لها بس ..
ليت امها فيه وتتكفل بالرد عنها ..
ولا ليت نايف هنا ثم تقول لجدتها الخبر وتشرد معاه ..
: السكوت علامة الرضا ..عسى الله يتمم لكم على خير .
ردت بسرعه .. قبل لاتستمر الفرحة وتنكسر في عزها ..
قالت وهي تحس برعشة جسد وقلب وصوت : جدتي ... ! عمااد مافيه عيب ومن احسن الناس والله يرزقه باللي تستاهله .. انا ...
فتحت ام ناصر عيونها على وسع ..
صدق ولا كذب اللي سمعته ..؟
قالت : وش هالكلام يابنت خالد ..؟ ماهقيته منتس ..!
سكتت شادن لأن الكلام ضاااع ..
وماعندها عذر ولاتبرير مقنع اكثر من اللي قالته ..
عرفت ردها ورفضها ..
وخلاص انكسرت الفرحة وانهار الحلم ..
نادت شغالتها على طول : يالسلي تعالي وديني حجرتي ابي اصلي ..
جات شادن بتساعدها بس صدت عنها وقالت : خليني خليني الله لايحدني على احد .
وصلت الشغاله وساعدتها على الوقوف لحد ماوقفت ..
البيت يدور والارض تلف والدنيا بعينها سوداء ومالها لون ..
حاولت تتماسك وتوزن خطوتها وتثبتها على الارض ..
انتبهت شادن المنكسة راسها للأرض وهي تتمنى تنشق وتبلعها لصرخة الشغالة اللي باين انها مفجوعه
فزت من مكانها بتشوف وش فيه قالت : لسلي ايش اللي صار ؟
: انا خوف ماما يطيح . مايمشي كويس ..!
الصداع اللي مسك راسها مو مخليها تركز بشي ..
قالت بصوت شبه مسموع : استغفر الله العظيم لااله الا الله .. اشهد الا لااله الله .. اللهم احسن خواتيمنا واجعل آخر قولنا لااله الا الله .
فز قلب شادن من مكانه ..
صوت جدتها مو طبيعي ..
وكأنها مريضة اوتحس بشي قالت : جدتي فيك شي تحسين بشي . ؟
رفعت ام ناصر راسها بشموخ مكسور وقالت بقوة تحمل : ابد مافيني الا العافية .. روحي فكري باللي قلته لتس زين ولا تخربين بيتس بيدتس يابنت خالد .
: افكر ابشري ... بس قولي لي وش فيك ..؟ تحسين بشي صوتك متغير .
: مافيني غير العافية .
رجعت شادن لما شافت ان جدتها مو متقبلتها وهي بهالوضع وبعد كل اللي سمعته منها ..
ضاقت الدنيا بعين شادن اكثر ..
مخنوقه وماتقدر تبكي ..
تظاهرت بالقوة ..
حست ان الشي الوحيد اللي تشبه جدتها به هو اخفاء الضعف تحت القوة المصطنعه .. واظهار الشموخ تحت الانكسار .
والتظاهر بالقوة المزيفه والحقيقه ان الثنتين مكسورات ومهزومات من الداخل ..
والضعف مستشري بقلوبهن من سنين ..!
راحت للمطبخ تبغى تبل ريقها اللي نشف من الحسرة والقهر ..
اخذت لها كاس وعبته مويه ..
وجلست على الكرسي وهي قابضة على الكاس بقوة ..
لو قبضتها بقوة الألم اللي بداخلها كان يمدي الكاس تكسر لمليون قطعه ..
انتبهت للشغاله وهي تناديها بفزع : مس شادن ماما كبيرة تعبان تعالي شوفي .
رمت الكاس من يدها وتحول لشظايا قزاز منثورة على الأرض ..
وراحت تجري ..
خطوة تضبطها وخطوة تختل بها ...
كل عظامها ترتجف وقلبها بيتوقف ...
الا جدتي لااجني عليها بيدي ..
دخلت عليها وهي مسجاة على سجادتها وحاطة يدها على راسها وصوت خافت ..
عرفت شادن انه انين ..
قربت منها بعد ماثنت رجولها وجلست بجنبها
قالت بقهر : جدتي وش تحسين ..؟ جدتي تسمعيني ..؟
ماوصلها الا الأنين دليل انها ماعادت تسمعهم ..
فزت شادن تتخبط وين تروح ..؟ ومن تنادي يسعفهم ..؟
الشغالات ..؟ ولا الجيران ؟..
حتى عماد ماتدري وينه ..!
ليت فيه جوالات ولا تلفون ثابت ..
ياربي وش هالتفكير ؟
خطفت شرشف صلاة جدتها حطته على شعرها وجسمها
ووصلت لباب الفيللا وفتحته وهي ماتدري عن نفسها ..
شافته في وجهها قاعد في سيارته اللي دخلها لداخل الحوش ..
قاعد يقرا في بعض الاوراق اللي بيده وباب السيارة مفتوح ومطلع رجله اليسار برا ..
قالت بدون وعي وبدون تركيز وبدون شعور وهي تحاول تغطي وجهها وتبين عيونها حتى تشوفه من ورى دموعها .
: جدتي بتموت وانا وانت السبب خليتني اموت جدتي . خليتني اذبحها بكلامي .
وقف وطاحت كل الأوراق من يده وعيونه على وسعها
وش تقول هذي ..
مجنونه ..؟
ولا تستهبل عليّ ..؟
ولا مريضه وعندها حالة نفسيه ..
صرخت بصوت عالي : لاتقعد تطالعني كذا تعال ناخذ جدتي لمستشفى ..!
جا يمشي بسرعه وهو ساكت كأنه جبل متحرك ..
ماتكلم ولا كلمة وراح لغرفتها وهو يدف نفسه اللي ابت الكلام هذا ورفضته ..
ويغصب رجوله انها تتقدم حتى تلحق جنته وسعادته في دنياه ..
روحه اللي يعيش بها وعشانها ولأجلها .. !
دخل الغرفه ووقف دمه لثواني حس انه اختنق لدرجة انه حس ان روحه تغرغر وبتطلع ..
سمع صرخة شادن اللي وعته : جدتي جدتي ردي عليّ تكفين ..!
طالعها وكأنها خبطته على راسه ووعته من جديد ورجعته لحياة تشبه الموت ..
قرب منها واخذ ذراعها جس نبضها وتسلل الدم لعروقه ..
حط يده من تحت اكتافها وراسها ويده الثانيه من تحت رجولها وشالها بين يدينه قال للشغاله : افتحي لي الباب ..
اخذت شادن وحده من عبايات جدتها المعلقه على الشماعه واخذت لها جلال اسود كبير تحسبه طرحه ولفته على راسها قالت لشغالة فوزية : انتبهي لفيصل وشهد فوق .
لحقت عماد اللي وصل السيارة وفتحت له الباب
التفتت على الشغاله حقت جدتها وقالت لها تفتح البوابه
بسرعه ركبت وساعدته وهو يحط جدتهم في المرتبه اللي ورى ..
مددها كلها في المرتبه وراسها على فخذ شادن ..
قال : انزلي مالك لزوم تروحين .
شهقت وهي غرقانه في شلال الدموع : الا بروح مو وقتك الحين .. شغل السيارة وامش .
ركب السيارة وطلع من البيت زي البرق .. وصل للمستوصف القريب من بيتهم تابع لقرية الأجواد ..
نزل ونادى الممرض قال بصوت اسرع من الأنفاس والبرق .. وأقوى من الرعد اللي يدوي في السما من ساعات ماضية ..
: طواريء ..!
جا الممرض على طول وحط السرير ورفعوها عليه بمهارة وسرعه ودخلوها غرفة الطواريء ..
نزلت شادن وسكرت الباب ولحقت جدتها وهي تتعرقل في خطوتها .. الخوف بدا ينزع قلبها ويشل تفكيرها ..
تذكرت ابوها ونفس الحال نوبة قلبيه واسعاف و طواريء والنهاية خبر مفجع .. !
وقفت بجنب الجدار ووجهت بوجهها ناحيته ..
ماتبغى تسمع خبر سيء عن جدتها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها بهالسرعه قبل ماتفرح بعماد وعياله ..
قبل تعيش عمرها وهم متجمعين حولها ..
ماتبي تكون نهاية جدتها على يدها هي ..
تجيها من آخر الدنيا وتذبحها ..!
مر من الوقت نص ساعه وهي غرقانه في طوفان دموع ..
الكهرباء طفت مرتين بسبب الامطار اللتي تهطل من اسبوع على القرية ..
واستعانوا بالكهرباء البديله اللي موفرتها وزارة الصحه في المستشفيات والمراكز الصحية لمثل هالظروف ..
سمعت صوت وراها وينادي باسمها ..
التفتت عليه وقلبها يهتز من مكانه من الخوف ..
" لا ماابي اسمع شي خلوني .. لاتقولون فيها شي ولا ماتت .. لااا "
رحمها لمن قال : شادن اجلسي على الكرسي هذا وترى جدتي ماعندها الا ارتفاع في ضغط الدم والحمد لله لحقناها بسرعه قبل لاتجيها جلطة ..!
طالعت فيه وصدت عنه من دون ماتتكلم ..
كذاب ..!
غيرك سوا هالحركه معاي وماعادت تمشي علي الحين ..
تذكرت ابو مشاري جارهم لمن جاها هي وامها قال ان ابو نايف طيب بس ارجعوا للبيت ..!
ورجعوا ولحقهم بالخبر الصاعقه . ..!
طالعته من تحت جلالها السميك اللي حاطته على وجهها وهو مبلل بالدموع ..
قالت وهي تشهق : ب ب بشووفها .
رد عليها وهو معطيها جنبه : محد يقدر يدخل لها الحين بس انتي ارتاحي واذا سمح لنا الدكتور بندخل لها كلنا ..
ثنت رجولها على الكرسي وهي تحس انها جامده ودمها جف ورعشة جسمها كل مرة تزيد ..
شافت الدكتور المصري اللي يسب في الممرضات ويخاصم : هاتي المحلول التاني بسرعه .
جات الممرضة بقارورة محلول مغذي ودخلت للغرفه وبعد شوي طلع الدكتور وهو يتجه لهم ..
حطت يدها على اذانيها ماتبي تسمع وين تشرد وين تروح ..
قال : الحمد لله هي دالوأت نايمه .
تئدروا تيقوا بعد ساعتين تاخدوها للبيت لأن الضغط ابتدا ينزل وحالتها كويسه ازا عاوز تتطمن عليها اكتر هاكتب لك تحويل توديها أي مستشفى حكومي في الطايف ..!
قاطعه عماد : لا لا تكتب تحويل .. اكتب لي بس تقرير عن حالتها اذا سمحت .
: ومالوا حاضر هاكتب لك التئرير .. ممكن تتفضل معايه .
لحقه عماد لغرفته الصغيرة واللي فيها مكتبه ومكتب الممرضه اللي تفحص المرضى قبل يكشف عليهم .
: تفضل حضرتك هوا دا التئرير .. ماكتبتش الا ان حالتها ارتفاع عالي في ضغط الدم ..
: يعطيك العافيه يادكتور .
: العفو حضرتك .. دا واقبنا .
طلع عماد برا وماشاف شادن ...
فتح عيونه ..
وين راحت هذي ..
حالتها قبل شوي تدل على انها حاسة بالذنب والله يستر لاتسوي بنفسها شي ..
لف المستشفى ووقف على الباب اللي يودي للشارع ..
مالها اثر ..!



***





استغلت روحة عماد وخروج الدكتور من غرفة جدتها ..
وراحت تتأكد بنفسها ان كلامه مو كذب ..
دخلت الغرفه اللي فيها ممرضه ملتهية بشغلها تشيل القطن والإبر وعلبة محلول مغذي تحطها على الطاولة ..
انتبهت لوجود شادن قالت بسرعه : ممنوع زياره هنا .
اشرت لها شادن بمعنى لااا ماني خارجة .. وشالت الغطا عن وجهها وهي تتأمل جدتها المسجاة على السرير وجفونها مغمضة ماتدري هل هو بفعل المسكن والمنوم . ولا نومها طبيعي ولا من التعب اللي جاها ..

اول ماشافتها الممرضه رق قلبها وحنت عليها قالت : بسرعه عشان دكتور يقول ممنوع بعدين فيه مشكلة .
اخذت يد جدتها وباستها ..
بكت وهي تردد : سامحيني يالغالية مو بيدي ازعلك ..
سامحيني تكفين ومالك الا من يرضيك لو تطلبين روحي عطيتك اياها .. بس تعافيي و
قطع كلامها صوته : انتي هنا.. اخذ نفس قال : ماتدرين انه ممنوع ..؟
غطت وجهها بسرعه بعد مافكت يد جدتها بهدوء ..
مارد عليه الا شهقاتها المتواصلة ..
رجع من عندها وجلس على الكرسي اللي برا الغرفة ..
هذا اللي كان خايف منه ..!
كيف ماحسب حساب اللي صار وهو اصلاً امر وارد ومتوقع ..
خاصة بعد الفرح والسعاده الواضح عليها ..!
انتبه لكلام الدكتور على راسه ..
: ياأستاز الست اللي معاك مش عاوزة تخرج .. مايصحش كده .. لوسمحت احنا مش عايزين مشاكل وهي مابتبطلش عياط ومش عايزة تسمع الكلام .
: ماعليه دكتور متأثرة بتعب الوالده .. انا راح اكلمها .
وقف عماد ودخل الغرفه قال : اطلعي الدكتور يقول مو زين انك تجلسين عند جدتي .
رفعت راسها له وغطاها على وجهها وهزت راسها ..
قالت بصوت مختفي من البكا : طيب .
رجع جلس على الكرسي برا وحط رجل على رجل ويده تحت ذقنه ..
يفكر بهالورطة اللي طب فيها وبغت تجني على جدته ..!
وشلون الخلاص منها بدون أي اضرار خاصة على الغالية ..!
طالعت فيه وتقدمت قالت بهمس : اللي تبغاه جدتي لازم يصير .. فاهم ولا لا ..؟
رفع لها راسه ماتكلم .. " وش تهبب هذي ..؟ "
كملت : اصلاً انا ماابغى اتزوجك ولا اتزوج غيرك ..
شهقت وكملت : خلنا نرضي جدتي ..!
: وش تقولين انتي ..؟ التفت يمين ويسار .. يمكن احد جا من اهل القرية ولا فيه ممرضة قريبة وتنقل الكلام لحريم القرية اللي محتكات فيهم كثير ..
كمل : اصصص لاتتكلمين هنا الكلام هذا مكانه موب هنا .
: هنا ولا مو هنا .. بتوافق غصباً عنك .. اجل تبغى جدتي يصير لها شي .. فكرت في نفسك ومافكرت فيها ..
: تعوذي من ابليس وامشي معي برجعك للبيت .
: انا بقول لها اني موافقه .. وانت خلاص وافقت ..!
قرب منها قال بهمس خايف ان صوته يوصل لاحد غيرها والقرية صغيرة والاخبار تنتشر فيها بسهولة وسرعه
: لاتتهورين ترى بالنهاية انتي الخسرانه ..
شهقت واخذت نفس قالت بتحدي لكل شي حولها : اذا شفت فرحة جدتي وحققت لها اهم جزء من احلامها معناتها مافيه خسارة بالنسبة لي .. !
: امشي للبيت وبعدين نتكلم بهالموضوع وانا احله .
صدت عنه وسألت الممرضه عن دورة المياة بتغسل
قالت لها تروح قدام وعلى يمينها فيه دورة مياه ..
راحت على نفس الوصف وسمعت صوت فوزية وهي تبكي تقول حصة ال..
راحت لها بسرعه ونادتها : عمتي ..!
التفتت فوزية وشافتها جات تجري قالت : وش فيها امي ياشادن .؟
ردت عليها وهي تشهق : مافيها الا العافية الضغط مرتفع عندها .
: الضغط وانتي تبكين كذا علميني وش صار لها بالضبط .
طالعت بزوج عمتها عبدالعزيز اللي وقف بعيد وهو يحاول يسمع وش يقولون عنها
قالت شادن بصوت واطي : عمتي والله ماعندها الا ضغط بس انا خفت عليها .. الحين طمّنا الدكتور وروحي شوفيها في الغرفه اللي هناك على يسارك بس لاتتكلمين لأنها نايمه .. وترى عماد قدامك ..
راحت فوزية بسرعه ولحقها عبدالعزيز من دون مايلتفت لشادن ..
وهي راحت تغسل وتجلس مع نفسها شويه ..

بعد ساعه تقريباً من الوقت اللي يمر ببطء وملل وطفش رجع عبدالعزيز وطلع من المستشفى وطلع عماد وراه ..
وهي قامت راحت لجدتها وفوزية ..
اول مافتحت الباب ودخلت قالت : شفتي ياعمتي مافيها شي .
: ايه الحمد لله صحت وكلمت عماد .
: والله ؟
: ايه تعالي شوفيها .
قربت شادن منها وباست راسها ويدها قالت : لاتزعلين مني وخلاص اللي تبينه يصير . لو تبغين بكرة ولا الحين اذا يرضيك ..
هزت ام ناصر راسها وهي تشد على يد شادن وماتكلمت .
طالعتها فوزية وابتسمت قالت : لا شكلنا بنفرح فيكم قريب ؟
ابتسمت شادن ببرود وفتور قالت : أي شي يسعد جدتي تسويه . واللي تبيه يصير .
: عاد من قدك ياعماد بتاخذ بنت اخوي ..!
حبت تضفي على الجو نوع من المرح قالت : الحين يابخته هو .. مو تقولين لي مااسعدها اللي بتاخذه .
: ههههههههههههه واذا قلت مااسعدها اللي بتاخذ عماد مااقول من قد اللي بياخذ شادن .
قالت ام ناصر بصوت ضعيف وباين عليه اثر التعب : شادن يمه عطيني كاسة ماء .
فزت وهي تقول : ابشري ياجدتي .
طلعت ولقت عماد واقف عند باب المستشفى ويطالع المطر اللي يهطل بقوة وصوته مزعج وهو ينزل على الحديد اللي يغطي سطح المستوصف عشان ماتنزل الموية من خلال سقفه لداخل الغرف .
وقفت الممرضه اللي مرت من عندها قالت : لو سمحتي من فين اجيب مويه ..؟
: مويه هنا بس غسيل ...!
: مافيه مويه للشرب ..؟
هزت الممرضه الهندية راسها قالت : لا مافيه .

رجعت بتدخل وسمعته يناديها : شادن ..!
التفتت وجا يمشي لين وصلها قال : وش فيه ؟
ناظرت بالارض وهمست : جدتي تبغى مويه وهنا ماعندهم مويه للشرب .
رجع من عندها
طلع برا المستشفى وبعد دقيقه رجع لها وشكله كان يجري ..
يده اليسار مسك بها طرف ثوبه .. وفي يده اليمين قارورة موية وهو متبلل من المطر ..
قال وهو يلهث : خذي لقيتها في سيارتي .
مدت يدها بتاخذ القارورة ومسك يدها بيده الثانيه قال : لاتقولين لجدتي شي .. اصبري لين نتفاهم ..!
: خلاص ياعماد .. كلمت جدتي وانتهى الموضوع ..
رفعت له راسها قالت : انت مو خسران شي صدقني .. لاتعتبرني موجودة بحياتك .. اعتبره زواج على الورق ..! وماراح احسسك انك زوجي الا قدام جدتي . عشان تفرح .
حط يده على شعره ورجعه ورى قال : زين ودي المويه الحين .. وبعدين لنا كلام .

رجعت لجدتها المتمدده على سريرها وتكلم فوزية ..
شربتها المويه بنفسها ..
وكأنها تستجدي الموية انها تعافيها وترد لها صحتها ..!
قالت ام ناصر بعد ماشربت : قومي يافوزية نادي عماد نبي نمشي لبيتنا .
ردت شادن : جدتي استني لين المحلول يخلص .
: ماعاد ابيه مابي غير العافيه بس ردوني لبيتي ابي اكمل صلاتي .
راحت فوزية ونادت عماد اللي دخل وراها على طول ..
قال بصوت باهت وبارد خالي من أي تعبير : اصبروا شوي .. المطر برا قوي !!
جلست ام ناصر وعدلت طرحتها وبرقعها زين قالت : المطر مهوب ذابحنا متعودين عليه .. من يوم ربي خلقنا وحنا نمشي فيه .
قرب منها ومسك يدها قال : يالله اجل .. هاتي يدك .
سمت بالرحمن ومدت يدها عليه ..
ركبوا السيارة ام ناصر بجنب عماد وفوزية وشادن ركبوا ورى
كل واحد منهم في عالمه ويفكر..
قد يكون تفكيرهم يرتكز حول نقطة وحده ، وموضوع واحد ..
لكن الأكيد ان كل شخص له طريقته ، واسلوبه ، وتعبيره ، ومدى فرحه او حزنه ...!!
رجعوا للبيت ..!
ام ناصر دخلت غرفتها تكمل صلاتها وترتاح ..
وفوزية راحت تشوف عيالها والشوق يسبقها .. !
اما شادن طلعت لغرفتها تبدل ملابسها اللي تبللت وتغير من شكلها بشور وملابس جافة .. وميك اب خفيف حتى ماتكدر الجو بشكلها اللي معالمه مختفيه ومطموسه من البكا والمناحه اللي سوتها قبل ساعه .
لو جلست بغرفتها راح تتضايق وتفكر بأمور هي في غنى عنها ولاحقه عليها .
نزلت لجدتها تحت ..
كالعادة المكان يوحي بالطمأنينة والسكون ..
وهي ساجدة لربها ..
جلست على سريرها لحد ماسلمت ام ناصر علي يسارها وسبحت واستغفرت كثير ..
قربت منها وسلمت على راسها ومسكت يدها وباستها
قالت بهمس : لاتزعلين مني ..!
مسحت ام ناصر على راس بنت ولدها الحنونة ..
صفة تضيفها لصفات شادن اللي اعجبتها من اول يوم شافتها فيه ..
: مانيب زعلانة يابنيتي .. بس ماابيتس ترفضين عماد .. ثم تقطعين رزقتس . .
: خلاص ياجدتي ماعادني رافضته ..! بعدين انا كنت خايفه ان عماد مايبي الزواج ويبي يرضيك .
: الله يوفق بينكم ويجمعكم على خير ..! بكرة ارجعي لامتس ..! علميها ان عماد وخواله بيجونكم الخميس .
نزلت راسها للأرض ..
يعني حُكم عليّ انا وياه ..؟
وقفت من غير ماتعلق على كلامها هذا او ترد عليه ..
قالت : جدتي انا الليلة اللي بسوي العشا . مشتهية شي معين ولا اسوي على ذوقي ..؟
: سوي اللي تبين يابنيتي .. واردفت : ترى عماد ماياكل الدسم ولايحبه ..!
فهمت غرض جدتها اللي بدت تحسسها ان الأهم عماد والمهم عماد بدءاً من هاليوم وهاللحظة تحديداً ..
قالت وهي تتجنب سيرة عماد : بس ترى ياجدتي عشاك مافيه ملح عشان الضغط .
: الله يعين يابنيتي مهوب من كثر حبي للملح .!
راحت للمطبخ ..
المكان هذا طالما كان ملاذها ..
واكثر مكان تلتقي امها فيه ..
يمكن اذا ركزت في الطبخ تنسى الأفكار اللي راح تاخذ من وقتها وتفكيرها كثير ..!
قررت تسوي لهم صينية خضار باللحمة .. وتخصص لجدتها منها جزء بدون ملح ..!!
وتفانت فيها حتى تطلع بشي يجملها قدام جدتها وعمتها .. وعماد اللي ربطتها فيها غصب عنها مو بيدها ..!
***

بعد مارجعت شادن من المدرسه ودخلت غرفتها تبي تختلي بنفسها ..!
تطمن عماد ان فوزية وعيالها تحت ..
وطلع فوق وهو متأكد ان فوزية ماراح تطلع فوق الا بعد ربع ساعة على الاقل لأنه كلفها تسوي له قهوة وتحطها برا في الحوش في الجلسه العصرية اللي يجتمع فيها مع جدته وخواله وعيال خاله ناصر اذا زاروه .!
مر من عند غرفتها .. وثبتت خطواته ..!
نفسه يغمض ويفتح مايلاقي لها غرفة ، ولا اسم في البيت ،
وان وجودها مجرد حلم مر عليه وراح يفوق منه ..
مو كرهاً فيها ولا يكن لها أي مشاعر بشعه بس شادن في حياته عقبة .
شادن هي الشخص الوحيد اللي بتقتحم حياته غصباً عنه بضغط من جدته ..
وهي من اول يوم تفرض نفسها على الكل حتى عليه ..
غير مسار واتجاه خطواته ..
وبقوة قلبه المعتاده وعزيمته اللي مايردها شي الا الله ..!
وبقدرته على تجاوز أي محظور مهما كان اذا مايغضب الله ..
توجه لغرفتها ..!
ضروري تكون على بينه اكثر ..
وعلى هدى اوضح ..
لازم تعرف كيف بتصير حياتها معاه ..
طالما هي اللي قررت وحطت النقط فوق الحروف .
وحسمت الأمر بتهورها وجنونها وتضحيتها في سبيل فرح جدتها ..
وهي متغاضية عن طبيعة الحياة اللي راح تعيشها .
لابد تغامر طالما انها تدور رضى جدتها مثل ماغامر هو وارضى جدته ..!
دق عليها الباب بثبات وثقة من ان اللي يسويه هو الصح مهما كان الاقدام على هالخطوة خطأ ...
سمع صوتها وهي بعيد تقول : مين ..؟
رد بلهجة آمرة تخللت لعظم شادن بعد سمعها وقلبها : اسمعيني دقيقه .. ضروري اكلمك .
سمعت صوته وحست بالأرض تلف فيها هذا صاحي ولا مجنون ..
ماصرت زوجته للحين حتى يجي ويكلمني بدون خوف او حيا ..!
ولاتعود الأخ بعد هذيك الليلة وصار يشوفه عادي ..
تذكرت جدتها وخافت يكون صاير لها شي ..
وقامت بسرعه لبست عبايتها وغطت وجهها بطرحتها ...
فتحت جزء من باب غرفتها ووقفت ورى الباب قالت بقلق : خير ..؟ صاير شي ..؟
: ايه صاير اشياء اسمعيني زين ..!
: قول بسرعه ..!
قال : علامك ..؟ وش خايفتن منه ..؟
: مو خايفه بس انت عارف ان الوضع هذا مايجوز ..
: انا ماجيت ابي اتجاوز المسموح .. جيت بس ابي اعلمك اني من بكرة بروح اكلم اهلك وعارف انك موافقه ...
قاطعته : ان وافقت فهو عشان جدتي مايصير لها شي بعد هذيك الليلة ..! مو عشانك انت .
: ادري .. وانتي تدرين اني مثلك مغصوب على الزواج وعليك انتي بالذات .. من الحين اقول لك ..!
سكتت وماردت عليه ..
هي تدري مثل غيرها ان عماد رافض فكرة الزواج وتدري انها مفروضه عليه زي ماهو مفروض عليها .
بس ليه يقول لها هالكلام ويعذبها ويحطم حلمها اللي أي بنت في الدنيا تحلمه وهي انها تكون زوجة مختارة برغبه وقناعه .. طالما الموضوع تم وصار .
كمل وهو يحس ان سكاكين سكوتها تنغرز بقلبه ..
عمره ماظلم احد ..
ولا قد تمنى انه ينحط في موقف زي هذا
بس هو ظالمها ظالمها
ان ماهو بكلامه الحين ولا بتعامله معاها بعدين وحياتها معاه ..
الأفضل ان حياتهم مع بعض تكون في الصورة من الحين ..!
: انا ادري اني اظلمك بكلامي هذا .. بس صدقيني ماهو بيدي انا رجال لو بيدي ماتزوجت للأبد .. وتدرين ان موافقتي عشاني ابي ارضي جدتي وانتي شهدتي كل شي بنفسك وحكمتي علي وعلى نفسك .
قاطعته بجرأة وتحدي : حتى انا ماابيك وماابي منك شي ..
قاطعها وهو يدري انها مكلومه وموجوعه وتقول هالكلام رد اعتبار وحفاظ على كرامتها : ماراح يطول هالوضع ... وسكت .
حست ان سكوته طال ..!
فكرة انها بتتزوج بالشكل هذا مميته ..!
قاتله ..!
ساحقه لكل المشاعر والأحاسيس ..
واي شعور بالتفاؤل والفرح ..!
خاصة في هاللحظة العصيبة ..
قالت بصوت واطي ومخنوق : طبعا ماراح يطول .. مجرد ماانقل من هنا راح ينتهي كل شي .
صوتها المخنوق حاز في نفسه بس للأسف مابيده شي ولايقدر يغير الوضع ..
وماعليه يقسى عليها الحين ويوضح لها وضعها احسن من انها تعيش اوهام وتبني احلامها معاه وفي النهاية تنصدم وتتعذب ..
رد بفتور وهدوء : زيييين زييييين ... ان شاء الله اول ماتنقلين لجده ان اعطانا ربي عمر ينتهي كل شي ... ! ولتس عليّ اني راح اسعى في نقلتس بسرعه .
انسحب من عندها ورجع لغرفته
..
داوى جروح صالح ..
وغياب نايف ..
وكأنه يهيأ المكان لجرحه الأقوى والأقسى ..!
مايبيني ياعالم ..!
انا مرفوضه ومفروضة ..!
احساس بخدش الأنوثه ..!
وجرح الاحساس ..!
وقتل لكل الاحلام والأماني ..
يعني بتصير زوجة ومو زوجة ..
ومطلقة من قبل ماتشيل اسم زوجة ..
أي حظ هذا اللي رماها لعماد وحياته وغموضه وجموده ..
واي نصيب هذا اللي جمعها بشخص رافضها ومن الحين يخطط على بعدها وفراقها ..
" يانحس حظك ياشادن ..! "
قالته وهي تقفل بابها وتسند بظهرها عليه فترة طويلة ..
ماانتبهت لنفسها الا وهي تتثنى على الأرض من التعب ..
ماتدري ساعه ولا ساعتين اللي مر من الوقت عليها ..
فتحت عينها على صوت فوزية اللي كانت عند راسها ..
: شادن بسم الله علينا وش فيك ..؟
: ها ..؟ عمتي من متى وانتي هنا ..؟
: توني دخلت .. وش فيك ؟ وليه نايمه كذا بعبايتك وعند الباب وعلى الأرض ..؟
: ماادري جلست هنا على الأرض ونمت .
: انا اللي والله مدري عنك .!
قومي البسي وانزلي حليمه زوجة فواز تحت وتبي تشوفك .
:اوكي خلاص البس وانزل لكم .
طلعت فوزية من عندها
وهي قامت نفضت راسها
تبي تطلع الحوار اللي دار بينها وبين عماد اليوم منه .
بس ويييين وكيييف وهي للحين تسمعه ولازق في راسها وتفكيرها وأذانيها ..
لبست تنورة جينز وبلوزة قطنية لونها تفاحي بكم طويل وماسكه عليها ..
وحطت لمسات ميك اب خفيفه وناعمه ..!
نزلت لجدتها وزوجة عمها اللي ماشافتها الا مرة وحده وماكلمتها الا لمن سلمت عليها ليلة عشا جدتها لها هي ونايف ..


***



الأحلام اللي داهمته مارحمته
وصورة جدته وشادن مافارقته ..
جدته تخاصمه وتلومه ، وشادن تبكي وتصد عنه ..
قام من النوم بتعب ..
صلى العصر ولبس ثوبه ونزل ..
قالت فوزية اللي لمحته وهو نازل مع الدرج : عماد وين رايح ..؟
ماطالع فيها ولا كلف على نفسه يوقف
قال : بروح للمزرعه عندي شغل .!
: ماتبي قهوة وحلا .؟
وقف بمكانه والتفت قال : الا والله راسي بينفجر .. عطيني فنجال هنا .
جلس في الصالة القريبه من الباب وشغل التلفزيون على بال ماتجيب فوزية القهوة وحط على قناة الجزيرة سبورت .
المبارة حماسية وهو فيه فتور غير طبيعي ..
الهم اللي جاثم على صدره محبطه ومطفي أي ذرة احساس سواء بكورة ولا بحياة ولا بهالعالم اللي حوله .
كل اللي يحس به ضيق وملل واللي صار اليوم زاد همه هم ..
وصلت فوزية بقهوتها وصبت له فنجال وهو ماكأنه بالأرض
قالت : امسك الفنجال احرق يدي .
انتبه لها واخذ الفنجال منها قالت : خذ الحلا هذا مسويته زوجة المستقبل .
رفع نظره لها ونزله للفنجال قال : شيليه معتس ماابيه .
: عماد ذوقه والله طعمه روعه ..!
: انتي ماتفهمين قلت لتس ماابيه ..!
: عماد وش فيك كل هذا كاره الزواج . ولا ماتبي شادن ..؟
نزل فنجاله من يده قال بحده : انتي وش تبين عندي ليه ماتروحين للحريم ؟ .
: عماد ..
: توكلي على الله وروحي ماابي اغلط عليتس .
قامت فوزية من عنده زعلانه وراحت للحريم ..
شافت شادن ساكته واذا كلمتها جدتها ولا حليمه ترد عليهم بكلمه كلمتين وتسكت ..
مالها خلق تتكلم ..
ومو هي البنت اللي تسولف عليهم وماتحب تسكت ..
قالت فوزية بهدوء : شادن الله يعينك على هالرجال .. مدري كيف بتتحملينه .. بس نصيحه قبل لاتاخذينه خذي لك حبوب للضغط احتياط لاتموتين عنده مادرى عنك ..
كان الحديث جانبي وبصوت هادي بين فوزية وشادن اللي ابتسمت من كلام عمتها ..
وهي في الحقيقة سكاكين الوجع والمرار انغرزت بقلبها والجمت فمها عن الكلام .
قالت ام ناصر اللي انتبهت لكلامهن الجانبي من دون ماتفهمه
: وش عندتسن توشوشن مع بعض ترى اللي عندنا حليمة مهيب غريبة اقربن سولفن معنا .
ضحكت فوزية قالت : ابد يمه اعلمها بالاماكن اللي رحت لها في جده ..
قالت حليمه اللي عمرها تقريباً 28 وعندها ناصر 10 سنوات وياسر 8 سنوات وريم عمرها 6 سنوات ..
: فوزية مااخذتي عيالتس معتس ؟
قالت فوزية وهي ترجع خصله من شعرها اللي لامته بشباصة ورى اذنها : لا والله خليتهم عند شادن الله يعطيها العافيه جلست الاسبوع هذا عشاني ..
قالت شادن بمزح تحاول تضيفه على الجلسة حتى محد يلاحظ همها
: شفتي ياام ناصر عمتي مشغلتني مربية عشان تنبسط مع رجالها .
قالت فوزية وهي معقدة حواجبها : وين انبسطت ياحسرة الطريق اربع ساعات ونص ولمن وصلنا نزلنا للسوق على طول ورحنا لهالمحلات الرخام والسيراميك .. اللي تحْوَل عيون الواحد منها .. والكتالوجات احس انها دوختني من كثر الأشكال والألوان .
ردت حليمه : حطيتوا البنا في راس فواز بعد ماشاف بيتكم .
: ايه اول يقول مااقدر اسوي مثل بيت عماد بس يوم شاف بيتنا مو كبيرولا تكلفنا فيه واجد مثل عماد قال ابسوي مثله .. عاد ياشين التقليد ..!
: هههههههههههههههههه مانبي نقلدكم نبي نسوي احسن منكم .
قالت ام ناصر : بيتكم وش فيه توه جديد الله يهدي فواز وشوله يتكلف ويبني .؟
ردت حليمه باحترام لام زوجها : والله ياخالتي قلت له اصبر اقل شي تجمع فلوسه كلها ولا تحتد على الدين وبيتنا جديد بس يقول ابي ابني لعيالي بيتٍ زين . وعماد الله يجزاه خير ماقصر مع فواز .
قالت ام ناصر بفخر وهي تحاول تسمع شادن وترفع من قدره عندها :
عماد الله يخليه لي خيره على كل اللي حوله .. .
التفتت حليمه على شادن قالت : صحيح ياخالتي اللي سمعناه عن عماد .؟
قالت ام ناصر وهي تحاول انها ماتحرج شادن : لهالحين ماصار شي لكن الله يكتب اللي فيه خير .
ردت حليمه بحرج وادب : اللهم آمين ..
كانت شادن ساكته ماتكلمت ومنزلة راسها وتحرك ملعقتها بصحن الحلا اللي ماقدرت تاكل منه الا قطعه صغيرة ..
وكأنها تشغل تفكيرها وعيونها عن السالفه ونظرات الناس لها لأنها تخصها وشريكة عماد في الموضوع ....
طالعت فوزية بامها اللي حاولت تتكتم على التفاصيل وماتقولها لأحد الين يتم الموضوع ومااستغربت ..
هذا طبع ام ناصر ماتحب تفصح عن أي سالفه الا وهي ضامنتها ولا تحب تخوض بالحديث في أي موضوع ماتم للحين حتى مع اقرب الناس لها ..
ولولا خطبة فواز وناصر من نايف ماوصل الخبر لحليمة ..


***


في المدرسة ..
خلصت الحصة الرابعه وراحت لنوير في فصل ثالث ابتدائي ..
دقت الباب وجاتها الثانية لأنها بتطلع تغير جو ..
: هلا شادن ..!
: هلا بك يانوير ..
: عندك شي صح ..؟
: هههههههههههههههه ياكاشفتني انتي .. بصراحه ابغاك تروحين معاي لهذي لاتتكلم عليّ .
: اش حكايتها هذي ماعادت تكلمك زي الناس .
: ماادري عنها بس تعالي بقول لها اني بكرة مو جاية ..
: ليه خير ان شاء الله ..!
: بروح لجده .. بكرة خطوبتي ولازم اجلس هناك انتظر الضيوف ..
: ماشاء الله تبارك الله .. عساه مبروك ان شاء الله .
: الله يبارك فيك .. عاد بصير جارتك ..
: لاوالله .. من جدك تتكلمين ..؟
: ايوه بإذن الله واذا ربي كتب لي .
: ومين سعيد الحظ ..؟
: ولد عمتي ..
: عماد ؟ .
: ايوه ..!
: معقوله عماد يتزوج بعد رفضه لعذبة ..؟
: عذبة ..؟
: كانت جدته بتخطبها له وبعدين رفض هو ..! سالفه قديمه انسيها ..
المهم ياحلوة الله يعينك على نوف ..!
طنشت شادن سالفة عذبة وفكرها مشغول بنوف وردة فعلها : انا جايتك عشان تساعديني ويعينني ربي عليها .
: زين يالله بنروح نقول لها ..
دخلوا عليها في الإداره .وسلموا وجلسوا ..
قالت نوف اللي ماتوجه لشادن أي كلمه الا اذا كانت امر : نوير لوسمحتي اهتمي بتنسيق فصلتس وترتيبه يمكن يجي موجهات الاسبوع الجاي ..!
: طيب ولايهمك يانوف ..
تكلمت شادن باحترام : لوسمحتي ياابلا نوف ..
حاولت تخفي نظرة الحقد بعيونها وتهدي اللهجه الحاده اللي اعتادت انها تخاطبها فيها .. : هلا وش بغيتي ..؟
: بكرة ترى ماني جاية .
وبردة فعل سريعه ماقدرت تتحكم فيها رمت القلم من يدها على الطاولة قالت بصوت عالي : ياسلاااام .
طالعت شادن بنوير اللي ارسلت لنوف نظرات لوم قالت : اش فيك كأني مسوية جريمة ..
: تبين تغيبين غيبي بكيفتس .. لكن اداري عليتس واعدي لا آآسفه ..!
: براحتك .. بس بكرة مو جاية ..
قالت نوير : نوف الله يهديك البنت بكرة عندها مناسبه خليها تغيب .
صرت عيونها بخوف .. بدت نبضات قلبها تزيد قالت : وش مناسبته ..؟
: بكرة خطوبتها ..!
وقفت شادن وطلعت .. راحت لغرفة المدرسات ..
اما نوف فبلعت ريقها خايفه ومتوترة ..
ياربي مايكون اللي في بالي ومخوفني من قبل مااشوفها ..
ارتجفت شفايفها وعليها طيف ابتسامه باهته قالت : ماشاء الله بتتزوج .
: ايه الله يسعدها وعقبالك يانوف .. بس ..
قاطعتها : واللي خطبها من جماعة امها ولا ابوها ..!
: عاد لو اقول لك من خطبها ماتصدقين .
خلاااااااص ..!
جمد الدم بعروقها .
حاولت تبلع ريقها تبل حلقها بس مافيه ريق وحلقها جاف ..!
يدينها ترتجف وقلبها يصعد لفوق وكأنه بيطلع ..
الهواء انعدم بالغرفة .. والأوكسجين انتهى ..!
همست بضيق وكأنها واثقه من الاجابة بس لعل وعسى يكون فيه لو ذرة امل : من .؟
: عماد بن مشعل جاركم ..!
ماغاب عن نوير لون نوف وبرودها وجمودها ..
والدموع اللي تحجرت بعيونها ..!
هزت راسها ووقفت على حيلها ..
الحلم اللي بنته حبة حبة .. من سنين ..
انهار بلحظة ..!
مقتولة وفي الصميم ..
لازم تهرب حتى ماتفضح نفسها عند نوير ..
اخذت ورقه من على مكتبها وقعدت تهف على نفسها
تبي هوا ..
تبي تبعد الدموع لاتنزل ..
تبي شي يبرد على قلبها اللي يغلي ..!
ويرجعه بمكانه ..!
قالت نوير : نوف اقول للبنت تغيب بكرة .؟
طالعت ماردت عليها ..
وكيف ترد وهي مذبوحه ومن الوريد للوريد ..
هزت راسها ..
فهمت نوير اللغز اللي كانت شاكه بحله ومو متأكدة منه ..!
وقامت لحقت بشادن المتذمرة وطفشانه من نوف وتعاملها اللي كره لها بالمدرسة ..!



***


في غرفة شادن بجده ..!
اللي طالما احتضنتهن ..
بصخبهم وفرحهم ورقصهم المجنون في غياب صالح .
وهمساتهن وخوفهن وقلقهن بوجوده .
واللي شهدت على التقاء ارواحهن ..
وأسرار صداقتهن ..
واشتراكهن الهم والفرح والدمعه وقبلها مشواااار العمر ...!!!
بدءاً من سنين الطفولة لمرحلة النضح بكل تفاصيل حكايات العمر .!
صبت لها فنجال قهوة قالت : سارة ياعمري تفاءلي بالخير ..!
ارتسمت على وجهها لمحة حزن قالت بوجع : اتفاءل ياشادن وانا على كف عفريت يااضيع يااضيع مافيه خيار ثاني ..!
تجمعت الدموع بعيون شادن : تصدقين حسبتك اقوى من كذا .. ليه ماتقولين يااضيع ان اخذت خالد يااسلم اذا تطلقت منه .
نزلت دموع سارة اللي تحاول تمسكها في محاجر عيونها من وقت : اسلم اذا تطلقت ؟
قالت شادن بانفعال وهي تحاول على قد ماتقدر تتماسك : سارة ...! ليه احسك بديتي تفقدين عقلك . وافرضي انك تطلقتي .؟ ترى انتي اللي سعيتي لطلاقك .. واذا فيه عيب فالعيب فيه هو وانتي اللي عايفته .
سندت بظهرها على الكنبة قالت : عايفته ولا عايفني النتيجة مطلقه والناس ماترحم ..
قربت شادن منها وجلست بجنبها قالت : انتي تحبينه ..؟
: لا مو هذا خالد اللي حبيته .. هذاك واحد ثاني ياشادن .. كبرته وكبرت معاه .. حبيته لدرجة العشق .. خالد هذا صدمني طلع مو نفس الانسان اللي حبيته .. واحد يخوف .. ..
كملت وشفايفها ترتجف وعيونها تزيد دموع وصوتها يتهدج : خايفه على مشاري منه ..
آخر شي تتمناه بحياتها انها تشوف توأم روحها ورفيقة عمرها بهالضعف وهالخوف ..
حضنتها على صدرها مثل ماتسوي امها معاها اذا حست بخوف وقهر وضعف .
قالت : سارة حبيبي اش قال لك هالحقيير ..؟ تكلمي ياعمري قولي لي لاتخبين بقلبك شي .
شهقت سارة وسمحت لنفسها بالتعبير بنوبة بكاء حادة وبدون قيود ..
ربتت شادن على كتفها وهي تشاركها البكا والقهر ..
وسردت لها سارة كل همومها والثانية تتلقفها بيد الحاني والخايف عليها منها ..
وحده تشكي والثانية تهون وتذكرها بربها وابتلاءه لعبده اذا احبه ..
وان هذا اختبار لها من ربي يشوفها تختار طريقه ولا تتبع قلبها وتختار طريق خالد الفاسق .
ساعتين مكتظة بالهم والشكوى والتربيت ..
انتهت بابتسامه على شفاه شادن وهي تغير الموضوع وتخرج صاحبتها من الهم وسيرة خالد ..
: ماقلت لك .. بكرة خطوبتي على ولد عمتي ..!
فتحت سارة عيونها متفاجأة ومفجوعه ومصدومه قالت : نعم نعم نعم ..؟
مسحت بقايا الدموع من عيونها .. من جدك ولا تمزحين ..؟
: من جدي والله . خلينا نغسل ونرجع لقهوتنا واقول لك على كل شي .
دخلوا الحمام وغسلوا الثنتين وسارة تحكي لها عن اخبار مدرستها ..
فصل نادية بعد سالفة الامطار والسيول اللي رعبتها اكثر من الحشرات والعقارب .. والحوادث . . وحالتها النفسيه اللي استفحلت واضطرت انها تروح لطبيب نفسي وتبدا معاه جلسات علاجية .. نورة وولادتها المبكرة اللي تفجأوا كل الناس فيها وارجع الدكتور السبب لكثرة جلوسها في السيارة والمشوار الطويل ..
رجعوا للغرفه وهم منسجمات ومندمجات بالسوالف ..
هذي جلستهم المعتاده ..
فيها فرح مثل مافيها حزن ..
فيها انسجام مثل مافيها هيجان اعصاب وثورة مشاعر .
فيها لهفة ومودة ومحبة مثل مافيها عتاب وبرود ولامبالاة احياناً ..
جلست سارة على السجادة الصغيرة اللي على الارض قالت : خلينا نجلس تحت احسن .. ياعيني عليك ياشدون اش هالحظ تروحين لاهل ابوك وكم يوم الا وانتي مخطوبه ..
ابتسمت شادن وهي تحاول تخفي مرارتها ووجعها عن صاحبتها المهمومه حتى ماتزيد همها هم جديد ..
قالت وهي تحط صينية القهوة على الارض : عاد القسمه والنصيب .
لوت سارة فمها قالت : بس والله قهر انك بتاخذين قروي ياشادن .
رفعت شادن حاجبها مستنكرة ومستغربه : اش فيه القروي ..؟
: ماادري احسهم متخلفين عن اهل المدن .. المهم كلميني عنه ..!
: اكلمك ياستي ... ممممم اسمه عماد ..!
: اووووه لا لا لا قروي وعماد مااصدق قولي غيرها ..!
: ترى عماد اسم قديم لاتحسبينه جديد بعدين محتكرة الاسماء اللي تعجبك على اهل المدن ..!
: مو قصدي بس شفتي انتي اسماؤهم .. ولا اذكرك بدعجه مناحي مريزيق ..
: ههههههههههههههه الله يقطع ابليسك ياسارة كيف حفظتي اسمها .. ذكرتيني بالسبيل والبنات هناك ..!
: اقول ارجعي بس للموضوع .. كلميني عن القروي سعيد الحظ .
: رجال وكريم ومتعلم وماينقصه شي .
: بس مهما كان مااتخيل انك تعيشين في قرية ومع واحد مايدري عن الدنيا ..
ردت شادن بحكمة : من قال لك انه مايدري عن الدنيا .. وكمان من قال لك ان اهل القرى على نفس شاكلة البنات اللي تدرسينهم وتفكيرهم .. صحيح البنات عندنا بالمدرسة لسه متخلفات عن اهل المدن سواء باللبس ولا التطور ولا حتى الكلام بس مو كل القرى زي السبيل والاجواد هذا اولاً ..
ثانياً ياحلوة فيه ناس هناك متعلمه مثل نوف ونوير ومتطورين اكثر من غيرهم ..
ثالثاً وهذا الأهم .. عماد هذا دارس برا جامعه وماجستير وكل يومين ثلاثه وهو في جده بس ماعنده استعداد يترك اهله وجدتي عشان التطور والتحضر والتمدن ..
ردت سارة باستهبال : ياربي على شادن اذا اشتغلت محاميه .. هي انتي بما انك تزوجتي قروي معناتها خلاص .. بتدفنين عقلك وعيونك عن الدنيا وتعيشين في قرية نائية بين عشرة بيوت .. الا اذا بتسكنين هنا ومع هذا الله يعينك على تفكير زوجك ...
: عاد تصدقين اني ماشفت فرق بين تفكير عماني وعماد ونايف اخوي .. على نفس الطينه . بعدين يكفي انهم ناس بسطاء على الفطرة وفيهم روح التواصل والترابط اللي مانلاقيها في جده وباقي المدن ..!
شربت سارة من فنجالها وتكلمت وهي تبتسم لصاحبتها: حبيتيه ..؟
ردت شادن بفتور وألم عاصف بداخلها : ايوه حبيته ..!!! ليه انا شفته ولا عرفته عشان احبه ..!! كلها لمحتين ومن بعيد .
: وشكله .. اهم شي شكله كيف .
: ياحبك للمظاهر مصيرك بتشوفين صوره ولا تشوفينه اذا جا عندنا ...
قاطعتها : انتي شفتيه حلو ولا لا .
: بصراحه وسيم وشكله يخوف .. ملامحه جامده بس كل هذا مايهمني .
: اجل اش يهمك ..؟
تنفست شادن ومدت يدها على فنجالها رشفت منه قالت ببرود : مايهمني شي ... الستر ورضى امي وجدتي عني هي غايتي ومناي .
ضحكت سارة قالت : حلوه غايتي ومناي هذي اول مرة اسمعها منك من فين جبتيها ..؟
ردت عليها شادن بابتسامه وواسعه و: سبحان المغير بس من يصدق ان هذي سوسو اللي قبل شوي .
رجعت سارة لجديتها : ياشيخه لاتذكريني .. اسمعي نصيحه مني ياشادن ارجعي عيشي عندهم .. خذوا فرصتكم واعرفيه قبل زواجكم اخاف تتدبسين وتندمين ..! واختك في الله قدامك اكبر مثال ..
نادى نايف بصوت عالي : شاااادن .. اطلعي لي بسرعه .
فزت وطلعت لنايف اللي واقف برا غرفتها قالت : هلا نايف اش فيه ..؟
: هلا بك ..! ترى عماد الحين كلمني يقول قول لها لاتسوي فحص لأني بجيبه معاي .
: لا اسوي فحص ..؟ !!
: ايوه يقول انه يعرف طبيب بيدبرها له من دون مانتعب .
غمضت عيونها بقوة وفتحتها وبقلبها " اصلاً كل الموضوع ورق في ورق ليه نتعب حالنا ونكلف على انفسنا مشوار ماله داعي ..؟ "
ردت على نايف : طيب اش دخل الفحص الحين ؟ .. مو يستنى لحد مانقرر موعد الملكه ..!
: عمي ناصر يقول ماله داعي المشاوير اذا انتو موافقين خلونا نملك من يومنا .. بس اذا ماتقدرين تجهزين الليلة عادي نأجلها لبعدين انا اكلم عمي ..
: لا لا يانايف اصلاً الملكه عندهم مافيها أي تكلفه الا العشا ..!
: مافيه نظرة مافيه حفلة اقل شي يلبسك الشبكه ..
: لا طبعاً ياحلو .. اللي عرفته من عمتي فوزية ان الطقوس هذي مو عندهم .. يجون ويكتبون العقد ويتعشون ومع السلامه لحين موعد الزواج ..!
استغرب نايف من عادات عمانه اللي المفروض يتبعها معاهم وتكون عادته وتقليده ..
قال بغرابه : فين عايشين هذولا ..؟
ابتسمت وردت ببرود : عمانك وتقاليدهم ولازم مانغيرها ..!
: اذا انتي مقتنعه بلاش حفله بس اذا تبين حفله وتصوير وخرابيطكم تسوينها وماعليك من احد .. اهم شي تفرحين وتنبسطين مع صاحباتك اذا بتعزمينهم ..!
: لا لا عادي ماتفرق معاي وماني عازمة احد ....
قاطعها جوال نايف اللي دق ورد عليه ووطلع بسرعه من دون مايلتفت لها ..
اخذت نفس عميق ..
حاولت تعيش اللحظة اللي كل بنت تعيشها بس من الظاهر ..
اما خافيها فما يحمل الا نقيض الفرح والسعادة ..
يحمل الوجع والقهر ..
رددت بداخلها " استني ياشادن لسه ماجا وقت الحزن ..
اصبري وانتظري الموعد ..
حتى تحزنين وتبكين وتتوجعين على الاصول "
رجعت لسارة وهي بغصة في حلقها ...
نفسها تكلمها وتفتح لها قلبها بس ماتقدر ..!
تخاف انها تفشي سرها وسر عماد قدام امها ولا ام شادن وشادن تعرف امها ان درت مستحيل توافق على حياة بنتها بالطريقه هذي ..!
كملت جلستها مع صاحبتها وكل وحده تحاول تبعد عن همها اللي اثقلها وتخلي الجلسة ممتعه وخاليه من الوجع والهموم ..


***


يوم الخميس العصر وصل شقته وعمانه معاه وابوه وعده انه يجي اذا ماانشغل .
ما حرص على جية ابوه لأنه عارف انه ماراح يجي بس معذار من الله ثم منه قال له على خبر ملكته ولزم عليه يجي معاه عشان يحسسه انه مهم في حياته وقراراته .
طلع للصالون مع اذان المغرب اللي يتعامل معاه وحلق ورتب شكله حتى يظهر للناس بصورة المرحب بالخطبة والسعيد بالخطوة والنقله الجديدة بحياته ..
رجع بعد ساعه ونص تقريباً ..
اول ماشافه فهد اللي وصل بعد ماطلع عماد صفر وقال : ممكن نتعرف بالأخ ..؟
ابتسم عماد قال : اقول اخلص علي ترى تأخرنا على الناس .
: ياشين الغرور بس .. الا اقول يالاخو تبي تشوف الحرمة ولا لا .. ترى عندهم عادي تشوفها وتسولف معها .
قال عماد وهو يغسل يدينه من المغسله القريبة من الصاله : هذا اللي ناقص بعد ..!!
التفت فهد على عمه فواز قال : ابو ناصر بالله مافكرت تشوف ام ناصر ليلة ملكتك ..
وصلهم فواز اللي يعتبرهم اخوانه لأن الفارق بينهم حوالي 10 سنوات قال : والله لو اطريت الشوفه ذيك الليلة ليشغل ابوها الرشاش في راسي .
ضحك فهد بصوت عالي وعماد جامد مااهتزت ملامحه
قال فهد اللي حس انه ضحكته جايه غلط ..
: احم احم . ياابو الشباب .. تبي الحرمة تشوفك وانت .. تكلم بالفصحى حتى يضفي على الجو شي من المرح .. عابس الوجه عاقد الحاجبين .
رد عماد : من قال انها تبي تشوفني ولا اشوفها ..!
تكلم فواز بلهجة حادة : ياخي تنازل شوي ترى هنا عاداتهم يسوون حفله ولازم تشوف البنت وتلبسها الشبكة .
قال وهو يزبط شماغه ويحط عقاله عليه بتوازن : اذا بيسوون حفله بكيفهم بس شوفه وماشوفه ماله داعي ولاتحرجوني عشان مااحرجكم واحرج بنتكم .
نسف فواز شماغه قال : انت منت صاحي وبيني وبينك شادن حرام فيك .
: والله عاد حظها وحكم امك عليها .
: اقول امش امش الله يعينها عليك بس .
اشر فهد لفواز يعني اتركه بحاله خاصة وهو يدري ان عماد ضغطت عليه جدته وارغمته على الزيجه اللي رافضها سنين .
طلع لهم ناصر( ابو فهد ) وهو جاهز .. قال : خلصتوا ..؟
رد فواز : ايه خلصنا يالله مشينا .
دخل عماد غرفته بياخذ جوالاته وبقلبه " الله يسامحك ياجدتي حديتيني على شي مايرضي الله ولايرضيني ..!"
ماغاب عن ناصر الهم اللي كاسي ولد اخته ..
ناصر بالنسبة لعماد اب روحي ..
رباه احسن من عياله ..
واهتم فيه من اهتمام امه ومحبتها له ..
وحبه لأنه رجال وطلع مثل مايبي عكس فهد اللي يقضي حياته مابين البر والصيد والنوم .
حال عماد مااعجبه لأنه يفهم عليه من نظرة ومن كلمة ..
وياما كشفه اذا هو متضايق ولا مستانس حتى لو حاول يخفي ويداري ..!
: عماد علامك وانا خالك عسى ماشر ..؟
: ماشر ياخالي .. وش فيك رجعت ..؟
: جيت اشوفك وانا خالك .. وجهك يقول انك منت براضي ..!
: وش هالكلام ياخال ..؟ امش امش الله يخليك لي بس ..
مسكه خاله من معصمه ..
: علمني وانا خالك باللي في قلبك ..!
تنهد عماد وكأن خاله يلمس جرحه بيده وهو ينزف
قال : انت تدري ياخالي اني مابي الزواج بس ارضي جدتي .. وانا ماذابحني غير خوفي اني اظلم هالبنت معي ..!
: ياولدي اللي صار صار وجدتك تبي راحتك وسعادتك وتبي تشوف عيالك .. ترى العمر وانا خالك يروح وابن آدم مايدري عنه ساعتها ماالندم بنافعك .. وانت رجال ندري انك منت بظالمها ولا مااعطيناك بنتنا ..
هز راسه لخاله باستسلام ..
مذعن للقدر وقراره ..
وللنصيب وقسمته .. !!




~~~~~~~~~~


اتمنى ان تروق لكم بقية احداث الجزء ..!

انتظر ردودكم وتعليقكم بشووووق

تصبحون على حبٍ من الله ورضاه ..

 
 

 

عرض البوم صور اقدار  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ملامح الحزن العتيق, اقدار, قصص من وحي الاعضاء
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المكتملة (بدون ردود)
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t111703.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 01-05-15 07:57 PM
Untitled document This thread Refback 11-12-14 08:55 PM
ط؛ظ†ظ… طھط³ظˆظٹ ط¹ط±ط¶ طھط´ظƒظٹظ„ظٹ ظ…ط§ ظٹط³ظˆظ†ظ‡ ط§ظ„ط¨ط´ط± ط´ظٹ ط®ظٹط§ظ„ظٹ ظ„ط§ ظٹطµط¯ظ‚ This thread Refback 19-08-14 08:07 AM
ظˆط§ظ†ظƒطھط¨ ظپظٹ ط§ظ„ط¹ظ…ط± ظƒط°ط¨ط© liilas This thread Refback 15-08-14 06:02 AM
ط¬ط¯طھظٹ ط¬ط¯طھظٹ ط­ظ„ظˆط© ط§ظ„ط¨ط³ظ…طھظٹ ط¨ط¯ظˆظ† ط§ظٹظ‚ط§ط¹ This thread Refback 11-08-14 07:21 AM
ط¬ط¯طھظٹ ط¬ط¯طھظٹ ط­ظ„ظˆط© ط§ظ„ط¨ط³ظ…طھظٹ ط¨ط¯ظˆظ† ط§ظٹظ‚ط§ط¹ This thread Refback 08-08-14 01:54 AM
ظ…ظ„ط§ظ…ط­ ط§ظ„ط­ط²ظ† ط§ظ„ط¹طھظٹظ‚ ط§ظ„ظ‚طµطµ This thread Refback 07-08-14 10:49 AM
ط®ط±ظ…ط§ظ† ظˆط´ ط§ط³ظˆظٹ This thread Refback 04-08-14 10:43 PM


الساعة الآن 06:22 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية