كاتب الموضوع :
الواد روقه
المنتدى :
كتب الأدب واللغة والفكر
شكرى متجدد دوما للفاضل الواد روقة على تكبد عناء تصوير و رفع الكتاب فجزاه الله خيرا و لبقية الأخوة تحياتي الحارة
أما حول نشر كتب المؤلفين العلمانيين المنتقدة للتراث ففي اعتقادي ينقسم هؤلاء إلى قسمين :
- فسم شكاك شتام ناقم على كل ما يحويه التراث أعماه بريق الغرب يدفع قارئه دفعا إلى الشك في عقيدته أو إلى التمرد عليها و يدفع المجتمع إلى التخاذل و الانباطاح أمام الغير , هذا و الكتاب قد لايحتوي على أي دراسة علمية ذات قيمة .
- قسم ثان يحاول نقد التراث باستعمال العقل و هذا العقل المستعمل له منطلق تنويري غربي ( حداثي) و من هؤلاء كاتبنا جورج طرابيش
أعتقد أنه يجب عدم نشر الكتب التي تنتمي للقسم الأول باعتبار أن قراءتها تؤخر و لا تقدم شيئا و هي خطيرة على كياننا كخطر الاستعمار في حد ذاته أما أصحاب القسم الثاني فيمكن نشر كتبهم و مناقشتها مع استعمال بعض أسليبهم العلمية المجردة من التوجهات الايديولوجية .
قرأت في عجالة شيئا من الكتاب و هذا ملخصي :
يرى المؤلف أن الرسول لم يكن نبي معجزات و أن معجزته الوحيدة هي القرآن و لذلك فإن المسلمين و حرصا منهم على تفوق نبيهم على بقية الأنبياء فقد اضافوا له معجزات بدأت تتضخم مع تدحرجهم في الانحطاط
و قد استدل المؤلف بالكثير من الآيات على تجرد الرسول من ميزة وجود معجزة بخلاف معظم الأنبياء
{وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }يونس20
و لذلك حسب المؤلف فإن الرسول مُبلغ فقط بل قد يتحول هو أيضا إلى طالب معجزة !ليس فقط من أجل الإقناع بل لكي يكون مسنودا بها (و ربما مستأنس)
يعلل المؤلف خلو النبي محمد من المعجزات إلى :
1-
تكذيب الأقوام الأخرى للأنبياء أصحاب المعجزات كموسى مثلا رغم كثرة معجزاته {وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }يونس20
2- سيعتبر المشركون أن صاحب المعجزة ساحر {فَلَمَّا جَاءهُم مُّوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ }القصص36
و قول الله تعالى عن قوم محمد (ص) {وَإِذَا رَأَوْا آيَةً يَسْتَسْخِرُونَ }الصافات14
3-
أن الأقوام التي جاءتها معجزات و كفرت بها عذبت بسبب ذلك و الرسول يعلم من قومه العناد كما قال تعالى :
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء
و قد اختار الرسول ألا يتأذى قومه بسبب المعجزة و ترجى أن يتوبون بعد كفرهم
4-
أن المعجزة غير ناجعة و عديمة العلية و أن مرد الأمر كله لله
{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ }يونس99
5-
مادام الكون مليئا بالمعجزات فمالداعي لمعجزات أخرى
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{21} وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ{22} وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ{23} وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ{24} وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ{25}
عدّدَ المؤلف معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم كما جاءت عند : ابن هشام و الماوردي و البيهقي و القاضي عياض و و ابن كثير و الحلبي و الخصيبي
ثم ذكر في الفصل الثالث المعجزات عند الإمامية (معجزات الأئمة عند الشيعة )
شيء من النقد
- ثبوت أو عدم ثبوت المعجزات يرجع لكتب الحديث لا لكتب التاريخ و لذلك فيجب دراسة هذا العلم قبل رد أي معجزة لذلك فالمؤلف غيّب المعجزات من حياة النبي لأسباب غير قاطعة رغم استشهاده بالآيات و التي حرفت بعضها عن معانيها الحقيقية أثناء ادخالها في كتابه النقدي الموجه
- تجاهل الكاتب معجزة الإسراء و لها سورة كاملة باسمها , لكن لهذه المعجة تفصيل في كتب الحديث حين يخبر المشركين عن قافلتهم القادمة
- أن عقلية المعجزة و الخوارق ليست عامة رغم الضعف و إن كانت هذه الظاهرة منتشر بشدة عند الطرق الصوفية و الشيعة
تحياتي
|