المنتدى :
المنتدى الاسلامي
العفه
الــعــفـة
العفة هي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة عليها . يقول الله تعالى : " ثلاثة لا ترى أعينهم النار : عين حرست في سبيل الله ، وعين بكت من خشية الله ، وعين كفت عن محارم الله " رواه الطبراني .
وقد روى السلف : أن شابا عابدا كان بالكوفة ، فتعرضت له امرأة في الطريق ، وقالت له : يا فتى اسمع مني كلمات أكلمك بها . أنتم معاشر العباد على مثال القوارير ، أدنى شيء يعيبا ، وجملة ما أقوله لك : إن جوارحي كلها مشغولة بك ، فالله الله في أمري وأمرك .
ومضى الشاب في طريقه ثم كتب إليها قائلا : اعلمي أيتها المرأة أن الله عز وجل إذا عصاه العبد حلم ، فإذا عاد إلى المعصية مرة أخرى ستره ، فإني أذكرك يوما تكون السماء فيه كالمهل ، وتصير الجبال كالعهن ، وإني والله قد ضعفت عن إصلاح نفسي فكيف بإصلاح غيري ؟ وإن كان ما ذكرت حقا فأنا أدلك على طيب هدى ، يداوي الجروح الممرضة والأوجاع المنغصة ، ذلك هو رب العالمين ، فاقصديه بصدق المسألة ، فإني مشغول عنك بقول الله تعالى : " وأنذرهم يوم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع * يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور " فأين المهرب أيتها المرأة من هذه الآية ؟
وبعد أيام تعرضت له ، فأراد الرجوع عن الطريق فقالت له : أسأل الله الذي بيده مفاتيح قلبك أن يسهل ما قد عسر من أمرك ، وامنن علي بموعظة أحملها عنك ، وأوصني بوصية أعمل بها ، فقال لها : أوصيك بحفظ نفسك من نفسك ، وأذكرك بقول الله تعالى : " وهو الذي يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار " .
أسباب العفة :
لقد نهانا الله تعالى عن الأسباب التي تقربنا إلى الزنا : كالنظر واللمس ، والاختلاط ، والخلوة بالأجنبية .. لأن هذه الأمور تؤدي إلى الزنا ، كالراعي يرعى حولا لحمى يوشك أن يقع فيه . وما أحسن ما قاله الشاعر في خطورة النظرة .. تلك النظرة التي هي سهم من سهام إبليس
|