المنتدى :
الاسرة والمجتمع
كيـف يِؤثر الزواج الثاني في حياة الأبناء؟
عندما تتزوج المرأة المطلقة فإن الأبناء غالبا ما يعانون من عدم القدرة على التكيف ومن التبول اللاإرادي والرسوب الدراسي والجنوح
الطلاق قنبلة تنفجر في وجه الزوجة فتحولها إلى شظايا متناثرة، وعندما تمر بهذه التجربة القاسية فإنها تحتاج إلى من يلملمها، ويعيد إليها إحساسها بالحياة، وثقتها بنفسها، وبهجة الحياة ولذة العيش، لأنها ببساطة شديدة أكثر الناس تأثراً بمحنة الطلاق، الذي يعزلها عن المجتمع، ويفقدها توازنها النفسي ومكانتها الاجتماعية، وجل المطلقات في عالمنا العربي يعزفن عن الزواج ثانية، خاصة إذا كن أمهات لأنهن يخشين تكرار التجربة وعدم تقبل الزوج للأبناء، وأيضا لتجنيب الأبناء أزمات نفسية وصحية تعصف بحياتهم.
إن طلب الزواج مرة ثانية بعد الطلاق سعي فطري للنجاح بعد الفشل، لهذا كان الزواج هو الوضع الطبيعي للرجال والنساء في المجتمع، خاصة وأن مجتمعنا لا يقبل الرجل الذي يعرض عن الزواج، ولا يقبل المرأة بدون زوج، كما أن الحياة الزوجية مهمة للرجل والمرأة معاً، لأنها تجنبهما عذاب الوحدة، وتضمن لهما جوا من التعاون والأنس ودفء الأسرة والأطفال.
إن المرأة تتأثر سلباً بالطلاق أكثر من الرجل، ولذلك تسعى بقوة إلى التخلص من لقب مطلقة وأن تصبح متزوجة، وسيدة بيت، وأما. لكن بغض النظر عن أسباب فشل الزواج، وأقدام المرأة على الزواج مرة ثانية هناك دائما ضحايا لهذا الزواج الذي يؤثر في بقية حياتهم كله. كيف ذلك؟
رأي علم الاجتماع
لمعرفة رأي علم الاجتماع وتغير الحالة النفسية للأبناء الذين يخوض آباؤهم غمار تجربة الزواج الثاني اتصلنا بالأستاذة أسماء الحارثي، وهي باحثة اجتماعية وأستاذة علم النفس بالرباط التي قالت:
«هناك تخوف كبير من تأثر وتفاعل أبناء المطلقين بشكل سلبي مع تجربة الزواج الثاني للآباء، فبخصوص التأثير على العلاقة الزوجية الجديدة يمكن القول ان وجود الأطفال قبل مرحلة التآلف بين الزوجين يمنعهما من تعميق عواطفهما، والانفراد بمباهج التعارف التي تكون في فترة الخطوبة، والاستمتاع بأوقات تسودها الحميميية والرومانسية، كما أن مشاكل الأبناء النفسية تتفاقم حين يتزوج والدهم المطلق أو والدتهم المطلقة وتبرز للوجود بمجرد رأيتهم لشخص آخر يحتل مكان أبيهم أو أمهم،
كما أن عيشهم مع زوج أم أو زوجة أب يشعرهم بضيق نفسي كبير، وعدم قدرة على التكيف، وقد تظهر إلى جانب المشاكل النفسية مشاكل أخرى صحية كالتبول اللاإرادي والأزمات العصبية، والرسوب الدراسي والجنوح، وهنا تطرح عدة تساؤلات حول من يفرض النظام في البيت؟
فإن فرضه الزوج على أبناء زوجته فلن يقبل منه ذلك، وسيوصف آنذاك بالقاسي والمتسلط، وترفض أوامره، وربما تتبرم الزوجة وتبدأ في طرح الأسئلة واعتبار أن زوجها الجديد يقسو على أبنائها، وكذلك الحال إذا حاولت الزوجة فرض النظام في البيت على أبناء زوجها « ، وتضيف الأستاذة الحارثي: «ويزداد الأمر سوءا إذا كان أبناء المطلَّقين مراهقين، لأنهم سيجنحون دائما إلى الاستفزاز والتحدي، وسيتدخلون في حياة الزوجين،
وسيعملون في خفاء ومكر لإفشال الزواج، وسيستقطب أبناء الزوجة أمهم فتتوحد معهم ضد زوجها، بالإضافة إلى المشاكل المالية، فالزوج لابد أن ينفق على أبناء زوجته، وقد لا يرضيه هذا الوضع، أو لا يقدر عليه، لهذا لا بد من التفكير جيدا قبل اتخاذ قرار خوض الزواج الثاني».
حلول عملية
لو كنت تنوين الزواج مرة ثانية عليك سيدتي مراعاة الخطوات التالية لمساعدة ابنك: امنحيه وقتا كافيا واصفحي عن أخطائه ونرفزته التي تكون في الغالب بمثابة رد فعل طبيعي لتوتره.
اقنعي زوجك بقضاء أكبر وقت ممكن مع طفلك حتى يتعود عليه في البيت. أفهميه أن ارتباطك برجل آخر لن يقلل من حبك له، وأن الزوج الجديد لا يمكن أن يحتل مكانة والده البيولوجي.
نظمي رحلات استجمامية للعائلة واحرصي على أن تتركيه لبعض الوقت مع زوجك الجديد. أذكري والده دائما بالخير أمامه سواء كان على قيد الحياة أو ميتا. لا تتركي طلبات زوجك الجديد تلهيك عن طلبات ابنك اليومية.
|