كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ذروة المجد،
dar3amya،
أم الجمايل،
بارك الله فيكم وامين على الدعوات الطيبة،
أشكركن جميعا غالياتي،
إليكن جزء اليوم،
بداية الحرب،
فهل تتوقعنها مشتعلة أم باردة؟
وما هي الأفعال وردود الأفعال؟
وماذا عن باقي أبطال القصة؟
كل هذا تجيدنه بجزء اليوم!
وسلامي لكن:
الجزء الثالث والثلاثون
ساعات تمضي ويوم جديد ينضاف لما سبقه من أيام،
لكن الاختلاف الشديد حاضر،
والانقلابات المصيرية محتدة،
هدى لم تنم طيلة الليلة الماضية، تتقلب في فراشها بعجز كبير، الأفكار تحاصرها، ووجودها ببيته يحاصرها أكثر، بقيت على حالها يغلبها الاضطراب إلى حدود الفجر.. صلته واستطاعت بعد صعوبة النوم لساعة واحدة وهاهي تقوم من فراشها بحال أحسن.. استحمت من جديد وجففت شعرها بشكل سريع.. نعومته لا تتطلب عناية كبيرة لذا سرعان ما جف وانسدل على كتفيها برقة.. ثيابها لم ترتبها بالدولاب لحد الآن ويبدو أنها ستؤجل الأمر لساعات أخرى.. الصباح باكر وشروق الشمس يغطيه الخجل..
كلمت نفسها وهي تبحث بين الملابس عما سترتدي:
لابد إذن أن زوجي وحبيبي نائم..
(حدثت نفسها بسخرية مريرة)
وقبل استيقاظه يمكنني أن ألقي نظرة على البيت..
لذا اختارت سروال جينز رمادي بلون وتفاصيل ناعمة.. ضيق يصل لتحت الركبة بقليل.. عليه حزام رفيع بنفسجي مع قميص بنفسجي فاتح بدون أكمام يصل للخصر بقصة بسيطة مشدود على الجسم.. يعلوه جيليه جينز قصير وبدون أكمام يكون طقما مع السروال.. وضعت عقدا طويلا من ثلاث قطع اثنان منها بنفسجية وواحدة رمادية.. ارتدت صندلا رماديا عالي الكعب وسحبت شعرها جانبا.. لم تحتج لغير مرطب الشفاه لتصير طلتها أبهى من الوصف.. شكلها يجمع ما بين نضج الأنثى ورقتها..
فتحت باب غرفتها متحرية في ذلك عدم إصدار صوت قد يثير انتباه كريم.. أطلت برأسها.. لا أحد بالممر.. لسوء الحظ لا تعرف بأي من الغرف اختار الكريم المبيت فيما يعد - قبل ثورتها البارحة - غرفتهما معا.. ولكن هذا غير مهم..
تحركت بتؤدة عبر الممر ونزلت السلم بثبات.. خطوات لتجد نفسها بالصالة الواسعة.. لكل صالون منفصل رونق خاص وروح خاصة تعززها علامات الترف.. أثارت كلها أقصى درجات إعجابها.. اقتربت من إحدى الستائر وسحبتها قليلا لتظهر لها مقدمة الحديقة.. ومنها تراءى لها منظر جلسة رائعة تتمركز بين نخلتين فارعتين وبعض الأشجار على الجانبين وتحيط بها جميعا ورود بأشكال وألوان مختلفة.. لم تقاوم سحر المنظر الذي خلبها فتركت مكانها وفتحت الباب الفاصل متوجهة له..
بعد لحظات كانت تجلس على الكرسي الوثير الذي ليس غير أرجوحة طويلة ثابتة.. تحيط بها الأزهار من ثلاث جهات.. وظل الأشجار والنخلتين – حديثات التثبيت - لم يحن دوره.. بما أن الشمس لم تتوسط كبد السماء بعد.. رذاذ الندى الخفيف وعبق الأزهار يكونان جوا بهيا.. ضمت نفسها بقوة.. فالهواء البارد يلفح ذراعيها وما ظهر من جسمها..
أراحت رأسها على الكرسي تتأمل الشكل العام من حولها والذي أقل ما يقال عنه أنه قمة في الروعة وغاية في الإبهار..
............................
...........
بيت العراقي،
السادسة صباحا،
سهام تتقلب في فراشها الذي هو في الأصل فراش هدى.. تطالع وجه ابنها الغافي بجانبها..
نومها متقطع فهي لم تطمئن لوصول عمر بعد،
إتصل بها اليوم الموالي لرحيله ليخبرها أنه وصل إسبانيا مع الطاقم الطبي لينطلق من هناك إلى الجزائر (على أنه وفد فرنسي قادم من فرنسا ومار عبر إسبانيا كما تؤكد جوازات سفرهم).. وغير هذا لا علم لها بأي مستجدات ولا تستطيع المبادرة بالاتصال به لأن لا رقم له هناك..
مازالت تتقلب يمنة ويسرة إلى أن تعالى صوت الجوال.. التقطته بلهفة..:
- ألو!
عمر على الجانب الآخر بهدوئه المعهود ولكن نبرة قلق خفية تغالبه فيغلبها بلغة فرنسية فصيحة:
- حبيبتي كيف حالك؟
سهام بشوق كبير:
- عمر! أنا بخير يا عمري.. أخبرني عنك أنت! هل وصلت؟ ولم لم تتصل بي الأيام الماضية؟ هل هناك من خطب؟
عمر بنفي:
- لا كل شيء على أحسن ما يرام! رغبت باخبارك أنني هنا بالجزائر.. وصلنا منذ ثلاثة أيام.. ولا داعي لتنتظري مني اتصالا يوميا فهذا غير متوافر لي!
سهام انسل القلق لقلبها:
- لماذا؟
عمر:
- أنا بمنطقة صحراوية!
باستفسار:
- بتندوف أليس كذلك؟
- لا.. لقد رفضت قوات البوليساريو دخولنا.. ونحن الآن بولاية " غرداية "، ولاية قريبة نوعا.. ونحن نحاول القيام بعملنا هنا إلى أن يسمح لنا بدخول تندوف أو أن نقضي المدة كاملة هنا ومن تم نعود!
سهام استغربت تغيير مخططات الطاقم كاملة:
- ولكن لماذا؟
عمر يطمئنها:
- سهام علي الذهاب الآن.. غيري من الزملاء ينتظرون دورهم للاتصال بعائلاتهم.. ولا تقلقي أبدا.. أنا جيد وصحتي جيدة.. فقط اهتمي بنفسك وبآدم وسلمي على والداي!
بموافقة أجابته وقلبها يزيد حنينا:
- حاضر يا قلبي حاضر!
أغلق عمر الخط من جانبه وهو يتبع بقية زملائه.. الذين كانوا طابورا على أمل الاتصال بأهاليهم من نفس مخدع الهاتف.. ولكن ذلك لم يعد واردا في الوقت الحالي على الأقل.. تبعهم جريا وواحد من الممرضين الجزائريين يحثه على الإسراع:
قاسم يستعجله بذات اللغة التي باتت لغة تواصلهم الوحيدة:
- حريق جديد اندلع يا دكتور.. هيا لنلحق المصابين!
عمر بموافقة وهو يتوجه لعين المكان جريا وقد بدأت يقلقه عدد المعتلين:
- كم عددهم!
قاسم:
- لا نعرف عددهم ولكنه كبير!
..............................
..............
بيت كريم،
السادسة والنصف صباحا،
كانت هدى تقوم بجولة استطلاعية للمكان.. بعد أن تعدت الحديقة الأمامية إلى الجهة الخلفية للمنزل حيث يقبع المسبح الواسع الذي أثار انتباهها.. وبدل أن تقعد بإحدى الكراسي الخاصة.. فضلت جلوس القرفصاء والدنو منه.. امتدت يدها لمائه وبللت أطراف أصابعها.. وجدته جد بارد فسحبتها.. ولكن عينيها تاهتا بعيدا.. بعيدا جدا عن الفضاء الذي هي فيه..
كيف تراها أمي؟
اشتقت لها ولعلاء منذ الآن..
لابد أن أتعود على فكرة أنني لن أراها كل صباح..
وجهها السمح يجعلني أحب الحياة..
وجنون علاء يعزز عشقي لها (للحياة)..
ابتسمت لذكراهما،
وصوت غير غريب يتسلل لأذنها،
صوت غائر بعيد..
ويبدو فيما يبدو أنه صوت مياه عميق..
لم تكن قد استوعبت بعد إلا وشيء ما يخرج من بين الماء..
شيء شبه مستدير حنطي اللون.. ذو سواد..
ارتعبت وسقطت في وضع جلوس قصري وهي تبتعد بقوة وتطلق صيحة مختنقة..
ركزت نظرها ويدها على قلبها الذي تعالت دقاته..
فإذ بالشيء المستدير رأس وإذ بالسواد شعر وإذ بالوجه وجه كريم الذي تطالعها عيونه بشكل ساخر..
تكلمت أخيرا من بين زفراتها المتعاقبة السريعة:
- أفزعتني!
أغمضت عينيها لوهلة تراجع الموقف المفاجئ.. فهي لم تتوقع مطلقا أن أحدا قد يغادر سريره الشديد الدفء في وقت كهذا ليغطس بماء شديد البرودة..
فكريم لم ينم من الأصل.. كلماتها البارحة (أو الأصح: منذ ساعات) خنقت روحه.. وكل الأماني انطفأت فما عادت تخطيطاته لإسعادها واردة.. ولا رغبته بها كزوجة وامرأة ذات معنى..
أمضى بقية الليل في انتظار الفجر.. وبعد صلاته توجه للمسبح عله يخفف من سخطه عليها وعلى وضعه معها.. بل وعلى قلبه الذي أساء الاختيار وعذبه شر عذاب.. يود التخلص من الضغط النفسي الذي شكله رفضها.. واسترخاء عقله وجسمه المشدودين كل مطلبه.. منذ ساعة ونصف الساعة تقريبا وهو يسبح.. حتى قبل مغادرة هدى لحجرتها.. لهذا لم يتصادفا.. وما جعلها لا تلحظ وجوده هو أنه يمارس الغوص العميق.. فلم يظهر إلا وهو يسمع اقتراب أحدهم لذا طفا على السطح.. ولم يكن أحدهم ذاك غيرها.. هي
يبدو أن النوم استعصى عليها أيضا..
ويبدو أن السهاد أنزل لعنته بها..
ولكن أليست هي من اختارت؟
إذن لتتحمل!
لذا ابتسم بسخرية..
يسخر من حالها قبل حاله..
رأى في عينيها خوفا..
فاقترب من حافة المسبح وفرد ذراعيه القويين على سطحه.. ليرد على تعليقها ببرود:
- أفزعتك!
مسح الماء عن وجهه وشعره المبللين بعد أن أبعد قناع نظارة الغطس عن عينيه ليثبته على جبهته..
هدى تقف وترتب ملابسها.. لم يرق لها قربه.. حيث لا تفصل بينهما إلا مسافة سنتمترات قليلة، تكلمت بشبه هدوء ونبرة طبيعية:
- أجل.. لم أتوقع أنك هنا..
أردفت بهدوء مماثل:
- ... أو أنك قد تنزل المسبح رغم برودة مائه.. فقد يؤذيك ذلك!
لم يكن هذا اهتماما منها بوضعه الصحي بقدر ما هو فضول واستغراب..
كريم يركز بوجهها طيلة الوقت.. قرر رد صفعة من صفعاتها ببرود جليدي:
- لم أسألك رأيك!
ثارت من رده الجاف وتراجعت للوراء تجيبه بتهكم:
- يبدو أنني أخطأت في إبداء رأيي بخصوصيات حضرتك!
كريم بتهكم أكبر:
- تماما!
أعطته نظرة ملؤها الغضب واستعدت للانصراف من أمامه.. إلا أن صوته أتاها بذات نبرة البرود المستفزة:
- استعدي لتناول إفطارك معي بعد نصف ساعة..
همهمت بموافقة ذات أنفة:
- امممم!
كريم يحاول إزعاجها أكثر بصوته:
- نصف ساعة تعني 30 دقيقة.. و30 دقيقة تساوي 1800 ثانية.. أظن كلامي مفهوما.. حتى لا يكون لك عذر في التأخر.. فأنا أكره أصحاب الأوقات الغير مضبوطة!
انصرفت توليه ظهرها وهي تكاد تنفجر منه.. في حين عاد يغطس بعمق المسبح استعدادا لأن يغادره بعد لحظات..
......................
.............
بعد أقل من نصف ساعة،
حديقة البيت،
هدى جلست بأحد كراسي الطاولة الواسعة التي من المؤكد - حسب استنتاجها - أنها طاولة الوجبات اليومية.. وقد أخبرت الخادمة قبل دقائق بتهييء الإفطار، وُضعت عناصر الوجبة ولم يحضر زوجها بعد..
بعد دقيقتين.. أي بعد انقضاء الوقت الذي حدده.. شاهدته يتجه ناحيتها.. كان قد استحم وصلى ثم ارتدى ملابس الخروج.. عطره يسبقه وأناقته تنضح بالمكان..
جلس على رأس الطاولة دون أن يوليها من اهتمامه شيئا.. سحب جريدته يقرأها بعناية ويرتشف من قهوته السوداء..
وحاولت فعل الشيء ذاته.. شعور لاذع بالجوع اضطرها للأكل ولكن ليس كما تلزم عليها شهيتها الكبيرة..
إنما هاته اللامبالاة منه أزعجتها أشد الإزعاج..
يشترط لحضوري وقتا محددا..
ويعد الثواني..
ليجلس هكذا كما لو أني غير موجودة من الأصل!
لا نظرة ولا التفاتة.. بما أني جليسته حتى.. دون النظر إلى أني زوجته..
لطالما قلتها وأعيدها:
عديم الإحساس والذوق معا!
تنحنحت بهدوء لتسأله وتكسر الصمت:
- لن نسافر طبعا؟ أليس كذلك؟
انتظرت منه جوابا ولكن ذلك لم يحصل.. بل بدله أخذ يقلب صفحات جريدته..
وانتظرت أكثر من خمس دقائق إضافية لتتشجع بإطلاق سؤال آخر، فالأمر يستحق:
- ما قصدته.. هو أن عدم سفرنا قد يفسر بشكل أو بآخر.. من طرف أقاربنا طبعا.. وهو أمر يتوجب الشرح.. شرحا منطقيا تستوعبه العائلتان منعا لزرع الشك بقلوبهم بخصوص علاقتنا..
أكملت وهي لم توفق بعد لجلب انتباهه:
- ما هو رأيك؟
لم يرفع عينيه من على الجريدة وهو يجيبها بشكل مستفز:
- أليس اختيارك! تحملي نتائج قراراتك إذا!
دافعت عن نفسها وهي تبعد كأس العصير الذي كانت تشرب منه من أمامها:
- إختياري أجل! ولكن النتائج نتحملها معا!
ولا أي شيء كفيل بأن يدفع كريم لإعطائها ذرة من اهتمامه ، إذ أجابها باستخفاف وهو يتحسس مفاتيح السيارة بجيبه ويحمل الجوال من أمامه في حين يقف استعدادا للمغادرة وينظر لوجهها لأول مرة منذ جلوسه:
- طاب نهارك!
انصرف وتركها ليترك وراءه وقعا غريبا عليها.. لقد أهملها في وجوده ليعود ويهملها بخروجه.. وكل هذا يكسبها بعض التخيل لوضع الأيام القادمة معه وفي بيته.. توقعت منه عنفا وعصبية وليس هدوءا وبرودا جافين قاهرين.. فأكثر ما تكرهه هو التجاهل.. وهو تجاهلها بجدارة.. أجوبته استفزتها.. خاصة أنه يرمي على عاتقها ثقل مسؤولية إخبار أهلها بأنهما (هو وهي) أجلا أو ألغيا السفر نهائيا.. أتخبرهم؟ أم تنتظر لبعض الوقت؟
أوووف.!
ما هذا المأزق الذي وضعت نفسي به ؟
تنفست بعمق لتفرغ طاقتها السلبية وتعود للتفكير بمحاسن الأمور:
لكن أجمل شيء قد يحصل لعروس جديدة مثلي هو أن يخرج العريس إلى حيث لا تعلم فهذا يبعث شعورا رائعا ومنعشا بالنفس!
نظرت للمائدة المليئة بما لذ وطاب واستعدت لإكمال إفطارها وهي تهز كتفيها
دلالة على عدم اكتراث حقيقي:
- عله لا يعود فعلا.. فهذا آخر ما قد يهمني!
............................
...............
العاشرة صباحا،
بيت الغازي،
محمد يلاعب أصغر أبنائه جواد، يتقاذفان كرة متوسطة الحجم.. وجواد يجري جريا ويصيح مع كل قذفة أنه أصاب الهدف.. ومحمد يسايره في ذلك وهو لا يدفعها (الكرة) برجله إلا دفعا يسيرا..
أبناؤه أكبر نعمة من الوهاب..
يمنحونه من السعادة أضعافا مضاعفة،
كانوا فيما مضى يخففون عليه من وقع قسوة أمهم،
والآن صاروا يخففون من وقع الهجر!
جواد يصيح صيحة تناسب عمره الصغير:
- أدف! (هدف)
فيترك محمد مكانه ويجري باتجاهه فاتحا ذراعيه ليستقبله بحضنه ويحمله عاليا وهو يدور ويدور وجواد يطلق ضحكات طفولية كفيلة ببعث أوسع الابتسامات على وجه أبيه:
- أجل.. هدف يا حبيب قلبي!
- أبي!
كان ذاك النداء الذي قاطعهما،
وهو ليس غير نداء عادل الواقف منذ لحظات.
محمد ينزل جواد برفق ويربت على رأسه ليعود ويقف بثبات:
- تريد شيئا؟
عادل ونظرة خوف في عينيه:
- أجل.
محمد باهتمام:
- وهو؟
جواد يقترب ويمسك بيد أبيه ليجره لداخل الصالة:
- أمي تستفرغ بشدة.. ومنذ وقت طويل!
محمد بدأ ينتابه الاهتمام:
- وأين هي؟
- بغرفتها..
(جواد كان يريد من أبيه مصروفا إضافيا فاعتقد أنه سيجده بغرفته.. لهذا توجه لها مباشرة وهو يطرق فلم يجد جوابا.. فدخل ليكتشف أن أمه ما تفتأ تغادر الحمام إلا وتعود له جريا.. تستفرغ إفطارها وهذا حالها كل صباح)
محمد يبتسم له:
لا عليك! لا تقلق بشأنها فستكون بأحسن حال!
غادرهما وأودعه أخاه لتولي العناية به..
هل ما قالته صحيح فعلا؟
هل يعقل أنها حبلى؟
كيف ذلك؟
هذا شيء غير ممكن البتة!
ولكن ما أدراني أنا بعلم الطب؟
لو كان عمر هنا لما تراجعت بالاستفسار منه بشكل غير مباشر..
ولكن..
حضرت بعقله فكرة طارئة فاختار ركنا من الصالة حتى لا يسمعه أحد وركب رقما ما:
- السلام عليكم!
-...
- هل يمكنك إيصالي بطبيبة نسائية من فضلك؟
.......................
..........
الثانية عشر ظهرا،
شقة كريم، حيث يحاول النوم فلا يجد له طريقا..
تبددت أحلامه..
واستيقظ على كابوس مفزع إسمه هدى!
كيف يتحول الحلم الجميل لآلية تنحر وسكين يخترق الصدر دون رحمة!
لكنها اختارت ما اختارته من أسلوب تعايش معه.. وهي لا تعي كل الوعي ما سيجعلها تذوقه من مرارة..
ما سيضطرها لاستيساغه من أنواع السموم..
فهو لا ينوي لها على خير أبدا..
لأن الخير آخر ما قد يفكر بإهدائه لها..
بل الشر..
كل الشر!
لأنها حركت شرور نفسها وقبحها!
أحلامي خيال!
|