كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام على مولانا الامام،
أعلم أن جزئي اليوم لن يروقكم بالمرة!!
ولكنه بداية حقيقية لفصول القصة وتطوراتها
وستعرفون بعده ما المقصود بعرين الأسد ولماذا هذا الإسم بالذات،
استلموا غالياتي:
الجزء السابع والعشرون
كريم بنظرة غضب مفترسة ويده تمتد أحد من قبل والحنق باد على وجهه بشكل مرعب، صارخا بشدة:
- قـــــلت هاتيـــــــــه!!
مظهره الذي لا يبشر بخير اضطر هدى لمده بجوالها.. في حين تملكها التردد وكثير من الخوف...
سحبه منها بقوة وعيناه ما تزالان عليها بكل حدة،
قربه من أذنه فإذ به يسمع صوتا ليس غريبا بالمرة:
- هدى؟ من يصرخ بجانبك؟ هدى هل تسمعينني؟ هدى..
مع كل كلمة يتصاعد الدم لوجه كريم وتبرز شرايينه بشكل مروع..
صرخ بمكلمه:
- أنا من يصرخ بجانبها!
صلاح ارتبك على الخط، فكأن الصوت على شدته يفيقه من صدمته المستمرة!
لم يجب إلا وهو يسمع الصراخ يتكرر:
- لماذا تتصل بها يا حقير؟
أجاب بثقة:
- ولماذا تصرخ حضرتك! أنا لم أرتكب جريمة لتكلمني هكذا!
حوار ساخن بين الرجلين.. وعرق بارد أشد البرودة تصبب من جبين هدى الجالسة باندهاش ..
كريم كان مع رد صلاح قد فقد كل طاقات احتماله لهذا أغلق الخط بوجهه وخرج حاملا الهاتف ومجريا اتصالا منه وهو يتعدى باب غرفتها للسلالم..
نزل الدرج بالسرعة المطلوبة وهو يجري يكلم أحدهم:
- ألو! أنا أسد!
- ...
- اسمع.. أريد معلومات عن آخر متصل بهذا الرقم..!
- ...
بعصبية من اعتراض مخاطبه:
- حالا!! هل تفهم؟ حالا! خاصة عنوانه!
- ...
- بسرعة ليس لدي وقت!
أغلق الخط وكان قد وصل لسيارته فركبها في انتظار أن يعيد موظف الاتصالات الاتصال به بعد دقيقة كما أكد له!
...............
.......
محمد مازال واقفا وهو يسمع النبأ العجيب من زوجته..
أطرق مطولا،
ولمياء تترقب ما قد يصدر عنه من قول أو فعل،
إلا أن رد فعله الذي جاء بعد انتظار كان خارج نطاق أمنياتها.. حيث ابتسم ابتسامة بعيدة عن الرضا تماما.. واستمر عليها إلى أن تحولت لقهقهة بسيطة.. والقهقهة صارت ضحكة مجلجلة، يضحك ويضرب كفا على كف... إلى أن فرغ منها (ضحكته) ليتوجه للمياء ويسحبها من شعرها ويوقفها غصبا بنظرة باردة تماما:
- حبلى؟
لمياء لم تنطق لحدود الساعة حتى لا تزيد من عصبيته في حين عاد يدفعها من كتفيها لتقعد على السرير ولكن بقوة:
- أخبريني يا لمياء.. ما هو هذا المنطق الذي يجعل امرأة عاقرا تحمل؟
أم أنك ترينني غبيا للدرجة التي تسمح لك بخداعي بساخافاتك!
لمياء تبدي إجهادا ودوارا:
- سأخبرك.. سأخبرك فقط اسمعني!
محمد يشعر بالإهانة حقا من كلامها وكيف أنها تظنه إنسانا تافها قد يصدق أي شيء مادام من طرفها هي..
لهذا بقي واقفا رغم رغبته في الانقضاض عليها ضربا وصفعا مبرحين إلى أن تكلمت بنفس الصوت الواهن:
- أنا لم أستأصل الرحم.. بل..
محمد بانفعال:
- بل ماذا؟
لمياء تبتلع غصة مستقرة في بلعومها لتتمكن من الإجابة:
- بل قمت بالربط.. ربط القناتين..
لم يفهم قصدها ولم يعد يرغب في الفهم.. لكنها استمرت:
- هو ربط لحد النسل بشكل دائم أكيد.. ولكن نسبة فشله، على ندرتها،.. تبقى ممكنة جدا..
محمد بتعجب حقيقي:
- فشل؟؟
لمياء تؤكد:
- أجل.. هذا وارد.. والفشل يعني حملا.. ويمكنك أن تسأل أي طبيب إن لم تصدقني!
محمد صمت مجددا ووجهه العاصف يبحث عن الاستكانة قبل أن يأمرها ببرود:
- قومي لأشغالك.. واحتفظي بقصص الخيال لنفسك!
حاولت الاعتراض:
- ولكن..
توجه للحمام وهو يكرر أمرا أكثر برودا:
- انهضي من فورك.. وإلا استعملت معك القوة للنهوض!
دخل ليغلق على نفسه الباب بقوة وهو يحس بالاختناق.. فتح الأزرار العلوية لقميصه لكي يتنفس بعمق.. بعمق شديد!!
.........................
...........
هدى كمن صبوا عليها ماء باردا..
ما الذي قد يقدم عليه كريم.. لا تعلم!
ولكن ما تعلمه أنه ليس شيئا جيدا البتة!
حتى أنه قبل خروجه لم يلتفت لها حتى..
كأنها غير موجودة!
إذا كان رد فعله غاضبا بسماع صوته.. فكيف سيكون إن هو قابله وجها لوجه!
لاااااااااا.. وأين قد يقابله.. مستحيل..!
حتى أنه لا يعرف اسمه!
لكنها تذكرت أن كريم يستطيع الوصول له ببساطة!
فابتهلت بالدعاء إلى الله..
أن يقي الجميع شر القضاء..
وأن يباعد بين الاثنين بعد الأرض عن السماء..
جيئة وذهابا بغرفتها من القلق القاتل،
قررت الاتصال بمحمد ليحذر أخاه..
ولكن رقمه المحفوظ بجوالها ليس بالمتناول الآن!
فما العمل إذا؟
لم تجد غير حل واحد وهو طلب رقمه من إحدى أختيها، فنزلت جريا للصالة حيث هاتف البيت..
....................
........
بطريقهما لمقهى الشاطئ.. يجلسان بسيارتهما،
عاشقان حديثا العهد على قِدَمِهما..
يد على المقود وأخرى تمسك يدها وهما جنبا إلى جنب..
فتحاول سحبها إلا أنه يعود لإمساكها بشكل أكثر تملكا:
- عمر.. عليك أن تراقب الطريق وتسوق بكلتا يديك!
عمر يضحك وهو باق على وضعه بينما أصابعه تتخلل أصابع يدها بدفء:
- وإن لم أفعل؟
تبتسم له:
- أنت حر إذا!
عمر يستدرك بنفس الضحكة:
- حسنا.. وإن فعلت.. ماذا يكون المقابل؟
- تبقى حرا ولا مقابل لذلك!
أجابت وهي تفهم قصده ولكنها صدت، ناحية آدم بمقعده الخلفي، هروبا من التقاء عيونهما..:
- يبدو أن حبيبي يشعر بالجوع..!
عمر بوله:
- من حبيبك؟
ترد بهدوء لتثير غيرته:
- حبيبي آدم طبعا!
عمر يعود ببصره للطريق:
- فقط آدم حبيبك!
سهام تثبت حقيبتها بيدها الحرة وتقول بدلال:
- ووالد آدم أيضا!
أطلق سراح كفها وصوت رنين هاتفها يتعالى:
- ردي!
أخرجته من حقيبتها وما إن رأت الاسم حتى ابتسمت:
- إنها هدى!
ردت بهدوء مناسب لوضعها:
- ألو هدى!
وهدى أيضا ردت بما يوافق حالها القلق فكان صوتها أجوف مرتعشا:
- ألو سهام! كيف حالك؟
سهام تملكها القلق هي الأخرى:
- ما بك؟ هل أنت مريضة؟
هدى تدعي الصلابة:
- يبدو ذلك! حلقي ملتهب ربما!
سهام تجد للأمر بعدا آخر أكثر عمقا:
- لا أظن.. هل أمي بخير؟
هدى تزداد توترا مع أسئلة أختها:
- أجل بخير.. اسمعي سهام.. أعطني رقم محمد إن توافر لديك!
- لماذا تريدين محمد؟ أولست محتفظة برقمه في هاتفك؟
هدى بعصبية واضحة:
- سهام إما أن تعطيني الرقم أو أطلبه من جهة أخرى!
استدركت وهي مستغربة من أختها:
- حسنا.. انتظري.. سأطلبه من عمر!
..............
.....
منذ دخوله الحمام وهو معتصم بوقوفه، يشعر بصداع حقيقي من الأحداث التي تنزل على رأسه من كل حدب وصوب..
أحداث كلها من صنيع زوجته التافهة قولا وفعلا..
ليس متأكدا على وجه التحديد إن كانت قد خرجت من الغرفة بعد أو لا..
وهاهو صوت جواله يرتفع، أجاب وهو غير راغب في الإجابة:
- السلام عليكم!
هدى على الطرف الآخر استطاعت ان تنقل له قلقها هو الآخر:
- محمد، أنا هدى.. أين هو أخوك؟
لم يستوعب بعد:
- أي أخ؟
هدى تستعجله:
- صلاح!
محمد لم يفهم الغرض من سؤالها:
- في بيته.. لماذا؟
طلبت منه برجاء:
- أخبره أن كريم قد يتوجه لبيته في أية لحظة!
تساءل محمد بذهول:
- كريم زوجك؟ ما علاقته بأخي؟
هدى فقدت صبرها من أسئلته:
- أخبره ذلك فقط! حالا من فضلك!
- أكيد!
أجابها لطمأنتها وهو يجهل السبب الذي قد يدفع زوجها لزيارة أخيه!
....................
..........
كريم حصل على الاسم والعنوان منذ وقت،
فقصد الشقة المذكورة على وجه السرعة..
استغرق منه ذلك أقل من عشرين دقيقة نظرا للسباق الذي أجراه على الطريق..
.....
صلاح جاءه اتصال من أخيه في نفس الوقت الذي سمع الجرس يدق:
- أشكرك لأنك أخبرتني فهاهو ضيفي قد وصل!
توجه للباب يفتحه بشيء من العجب بالنفس،
لأنه، بحسب تفكيره، استفز غريمه واضطره للحضور ومن ثم مجابهته،
وحال انفتاح الباب،
إذ بقبضة متينة تلكم وجهه لتطيح به أرضا،
كريم بكل الغضب والجنون انحنى عليه ليوقفه ممسكا به من ياقة قميصه.. فيعود لضربه بشكل أقسى مزمجرا:
- ألم تعلم أنها زوجتي يا حيوان!!
صلاح فقد تركيزه والدماء تسيل من أنفه،
وحاول قدر استطاعته استجماع قوة يده ليجيب بضربة.. أوقفها كريم وهو يلوي ذراعه للوراء.. وبصوته الصلب الذي اخترق أذن الآخر:
- تتصل بامرأة متزوجة لتسألها عن الأسباب! سحقا لك من رجل عديم المروءة!
لوى ذراعه أكثر حتى كادت تنكسر وصلاح يصيح به:
- أترك ذراعي وواجهني رجلا لرجل!
انتفض كريم مع عبارته ودفعه بما أوتي من قوة، ليستقر فوق كنبة بعيدة،
أطال من مسح سيل الدماء عن أنفه وكريم يصيح به:
- واجهني إذا.. أم أنك من جنس الإناث!
صلاح يزفر بصعوبة ويجد أن طاقته هدت بالفعل، اختار طريقا أكثر أمانا من المواجهة الجسدية التي لن تكون لصالحه:
- ألم تستفسر من هدى.. عما يجعلني أسأل؟
النيران تشتعل بعيني كريم من ذكر اسم زوجته على لسان هذا الحقير الجالس أمامه..
بينما أنهى صلاح كلامه:
- استفسر عمن كان الأولى للزواج بها منك!
وأكمل بخبث وقد أوقد بقلب كريم حريقا مندلعا:
- كما لا أظنها وافقت عليك إلا بصعوبة.. بصعوبة كبيرة..!!
.....................
.........
هدى مازالت في توتر وتكدر،
ما تزال جالسة تحتضن الهاتف عل أحدهم يبشرها بأن توقعاتها خاطئة وهواجسها لا أساس لها من الصحة..
اتصال أفزعها وجعلها تقفز من مكانها ولكنها لم تكن إلا إكرام في ثاني اتصال لها اليوم، طلبت من هدى أن تكون في استقبالها وليلى.. ولكنها طبعا لا تقدر.. فاعتذرت بحجة أنها في انتظار حضور زوجها..
وهي حقا في انتظاره وانتظار أخباره..
..................
..........
بعد عشر دقائق:
صلاح ملقى على الأرض والدماء تملأ جسمه الذي لا يستطيع الحراك..
جملته الأخيرة كانت قنبلة متفجرة بوجه كريم..
هي بالفعل رفضته أكثر من مرة..
ولم يتزوجا إلا بصعوبة شديدة..
هل من الممكن أنها...
لااا..
غير ممكن..
قلبه يتمزق مع كل افتراض يفترضه..
والتمزق يفرض عليه وحشية أكبر،
وضربا أكثر،
ورفسا ولكما أكثر وأكثر،
حتى بدا له أن المطروح على الأرض الآن غادر حيز الأحياء ليلحق بالموتى!
لكنه سمع أنة متوجعة بصوت ضعيف فعرف أن المنية لم توافه بعد فاستعد لركله وهو يتنفس بسرعة والغضب يتجدد بما أن صوت الكريه قد تجدد..
لكنه قبل أن يفعل أحس بيد تجذبه للخلف فاستدار بحدة..
... محمد بالطبع لم يرتح لمكالمة هدى ولا للطريقة الساخرة التي أخبره بها أخوه أن ضيفه وصل.. طريقة لا تنم عن أي نوع من أنواع الصداقة.. ولأنه لاحظ أيضا مدى استياء صلاح من خبر زواج هدى.. استياء غير طبيعي ولا يتضمن أدنى شروط الطبيعية.. فقد دفعته كل هاته العناصر للتقصي شخصيا وزيارة أخيه الذي صدم من منظره الدامي وهو مرمي على الأرضية وأحد ما يستعد لضربه..
كل هذا لاحظه وهو أمام الباب الذي بقي مفتوحا منذ دخول كريم.. فسارع ناحيته ليمنعه من أي هجوم إضافي،
جذبه للخلف بقوة فاستدار كريم بحدة.. وقلت حدته وهو يتعرف على وجهه،
محمد انحنى على أخيه يحركه:
- صلاح.. صلاح هل أنت بخير.. صلاح أجبني .. أنا محمد.. هل تسمعني!
أنات عديدة صدرت منه ووجهه للأرض..
كريم باحتقار:
- أتركه يتعفن فهو يستحق!
محمد صاح في وجهه:
- أي إنسان أنت؟ أليس في قلبك رحمة؟
كريم يحاول التحكم في نفسه لألا يلقى محمد نفس جزاء شقيقه:
- إن كان لدى أخيك نخوة! فأكيد أن لدي رحمة!
قالها وخرج بينما استبد الرعب بمحمد وهو يتصل بالإسعاف!
لاحظ أن إحدى رجليه ليست بوضع عادي فاستنتج أنها مكسورة فما تراه مكسور أيضا من عظامه؟
الدماء حول وجهه والضعف يتملك جسمه:
- ماذا فعل بك؟ ولماذا؟ ماذا بينكما ليؤذيك بهذا الشكل المتوحش؟
كان يوجه لصلاح الكلام وهو عالم أنه لن يجيبه ولكن التوتر ساد موقفه والخوف على شقيقه أثر على شعوره..
اتصل هاته المرة بباقي إخوته ليكونوا على علم ثم عاد ليتحسس نبضه في انتظار سيارة الإسعاف التي حضرت بعد دقائق بدت له ساعات من الرهبة والوحشة الفتاكة..
.........................
..........
كريم لا يدري أي نوع من السواقة هذا الذي يمارسه ولكنه يفرغ شحنات غضبه الثائرة وعصبيته القاتلة بعجلة القيادة..
ليتني قتلت ذاك الحقير دون توان!
لا يستحق أن يعيش!
بالطبع لا يستحق أمثاله أن يكونوا فوق الأرض!
وهدى؟
ماذا عنها؟
فكرت به كزوج؟
أو تفكر به لحد الآن؟
لهذا صدتني بكل الطرق؟
أقسم أن أذبحها إن هي فعلت!
ولكن ماذا يؤكد لي؟
ماذا أو من ذا الذي يطفئ سعيري؟
كبح فرامل سيارته بالشارع الرئيسي المؤدي لبيتها..
لا يريد أن يظلمها!
لأنه ما إن يراها حتى يضطر للانتقام لكبريائه!
والانتقام سيكون شديدا..
شديدا جدا..
لهذا سيبتعد..
سيعود من حيث أتى..
أخذ الطريق لشقته في البداية،
ثم بعد تفكير عدل عن الفكرة،
سيتوجه لأقرب مسجد حيث يصلي ويدعو ربه أن يلهمه صبرا وحكمة!
أحلامي خيال!
|