كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
عزيزاتي،
تحية عطرة،
رائعة،
مليئة بعبق حضوركم الجميل!
هاهو جزء اليوم يحضر،
فأتمناه كما أردتموه يحاكي خيالكم،
ويثير اعجابكم،
استلموه
الجزء السادس والعشرون
هدى بعد صلاة الفجر مازالت نائمة والساعة تشير للتاسعة والنصف صباحا،
رنين مزعج أفاقها ولم يكن الاتصال لغير إكرام تبلغها بوصولهم على الساعة الواحدة ظهرا،
حالما أنهت المكالمة سمعت طرقا على الباب فأذنت للطارق بصوت ناعس:
- أدخل!
علاء يقترب منها ويلقي تحية الصباح:
- صباح النور!
هدى تبتسم له:
- استيقظت باكرا!
علاء بنبرة عتاب مازح:
- أجل هل لديك مانع؟
هدى باندفاع وهي تشير لطرف من السرير:
- لا لا.. إجلس قربي يا سُلّمي الحبيب!
علاء جلس وصمت لمدة، ما جعل هدى تستغرب:
- هل أتيت لغرفتي حتى تجلس هادئا صامتا كصنم!
علاء ينظر لها،
مباشرة لعينيها،
ويسأل بجدية بالغة واهتمام كبير:
- هدى.. أرجوك صارحيني.. ألست راضية على زواجك من كريم؟ هل بينكما خلافات؟
كان السؤال بالطبع آخر توقعاتها وأبعد من مساعي تظاهرها الذي أتقنته على حد علمها..
استفهمت منه بنوع من الثقة التي تغطي بها اضطرابها:
- ما الذي يجعلك تفترض شيئا كهذا؟
علاء بنفس النبرة:
- لاحظت بأم عيني وهذا ما يجعلني أفترض بل وأكاد أجزم أن بينكما شيئا غير طبيعي!
هدى بجزم واثق:
- وماذا قد يكون بين زوجين حديثين غير التفاهم والانجذاب!
علاء يمسك يدها ويطبطب عليها بهدوء والفضول يتجلى في أحداقه:
- رأيت كيف كنت تتمنعين يا هدى! تمنع لا علاقة له بالحياء بل هو خوف ربما!
(تبا لك يا كريم! أكان لزاما عليك استعراض لقطاتك الشاعرية لأفضح بهذا الشكل أمام أخي!!)
توترت وهي تقرض أظافرها:
- لا .. أبدا ليس خوفا.. أيعقل أن أخاف من كريم؟ إنه غال عندي الآن.. أغلى مما تتصور! (سامحني يا رب على هذا الاختلاق الكاذب!)
أكملت بعد برهة وهي تلحظ في عيونه شكا لا يتزحزح:
- .. كل ما في الأمر.. أن كريم جريء جدا.. وأنا لم أتعود بعد على كيف علي التصرف معه.. فما بالك إن كان هذا التصرف في حضور أشخاص آخرين؟
حدقت به لبعض الوقت متمنية أن تكون قد أثرت وتحكمت في الحد من فكرته التي ليست غير فكرة صائبة حقيقية لا جدال فيها..
ثم سألته باهتمام:
- تفهمني أليس كذلك؟
علاء يريد أن يقتنع ولكن لا مجال لذلك،
فرغم أنه كَذّب ظنه بادئ الأمر وهو يرى كلا منهما يرفض محادثة الآخر بالسيارة، ثم وهو يرى من هدى شروطها التي كان واضحا أن كريم لا علم له بها، شروط ليست عادية بالنسبة لامرأة بينها وبين خطيبها تفاهم كما تدعي،
لكنه تأكد بعد كل هذا من نظرة الرهبة في عيني أخته، رهبة غير مناسبة لعروس بالكاد عقد زواجها.. حتى وإن كان كريم متسرعا في بعض تصرفاته فهو يبقى زوجها ولا ضير من جرأته تلك!
تكلم أخيرا وهو يمسح على شعرها:
- يا هدى اعلمي فقط أن كريم رجل يشرف أيا كان نيل قربه! وأنت نلته كاملا فلا تضيعيه لأي سبب! ولا تدعي الأوهام تصور لك عنه أي شيء يشوه صورته في عينيك!
نهض وتركها لحيرتها القاهرة..
هل أنا مفضوحة لهذا الحد؟؟ مكشوفة التفكير والتخمين؟
دفعت غطاءها بعصبية وقامت متوجهة للحمام:
- أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله ، لا اله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير...
وبعد أن راجعت كلام أخيها صارت غير جذلة البتة للرأي والقرار الذي استقرت عليه والشخص الذي يجب أن تطلبه في الهاتف إن هي أنهت استحمامها..
..........
....
العاشرة،
بيت الغازي،
لمياء تقطع الخضر أطوالا وأشكالا غريبة لم يسبق ورأتها شخصيا في أية أكلة تذوقتها، أو سمعت عنها حتى، في حياتها.. مستندة في ذلك التقطيع الشاذ إلى كتاب من كتب الطبخ التي صارت تستعملها منذ أيام..
عقلها مشغول بمخطط شيطاني لا يتصوره آدمي!
على الأقل هي استطاعت لحد الآن التأثير على محمد وجعله يشفق على حالها.. وتعلم أنها تستطيع السيطرة أكثر.. بل وإعادة زوجها لسابق عهده..
تنتظره الآن بفارغ الصبر لتبث له خبرا سيهد ما بينهما من جفاء وسيقلب الوضع لصالحها إلى أجل بعيد.. أو إلى الأبد...
.............
…..
هدى بعد استحمامها وتناول عصيرها تجري اتصالا وهي كارهة له.. بعد لحظات من الانتظار كانت ستغلق الخط متراجعة عن قرارها..
ولكن قبل أن تقدم على ذلك جاءها صوت كريم الناعس المثير.. فاضطربت لجزء من الثانية:
- ألو!
هدى تتنحنح بعذوبة نفضا لاضطرابها من جهة، واستعدادا لطرح موضوعها من جهة أخرى..:
- كريم.. هل أيقظتك من النوم؟
كريم في سره:
لو أنك توقظينني على حسك كل يوم،
ما عدت سأحفل بالنوم،
صوتك يحرقني،
ونحنحتك المؤنثة تعذب قلبي المعذب منذ عصور!
لكنه أجابها بشكل مغاير وهو يسند رأسه على مخدة إضافية:
- ماذا يبدو لك؟ واضح جدا أنك أزعجت سكينتي!
(إنسان وقح!
هكذا تبدو لي فعلا!)
هدى تتحكم بنفسها.. أجابته بنبرة هادئة:
- إن لم يكن لديك مانع، وإن لم يكن طلبي هذا سيزعج سكينة سموك للمرة الثانية، فأرجو أن تزورنا اليوم!
ابتسم وهو يجيبها بصوت أكثر رجولة مما شنج مفاصلها:
- اشتقت لي بهذه السرعة؟
هدى بصوت أشبه للصراخ:
- لا تثر جنوني.. فالاشتياق لك آخر شيء قد يخطر ببالي!
كريم يستثير عصبيتها:
- وماذا إذا يا زوجي العزيزة!
هدى تتنهد:
- إن أتيت شرحت لك كل شيء!
كريم بصوته الواثق أنهى مكالمتها:
- سأكون هناك بعد قليل!
.............
....
بيت صلاح،
محمد يجالس أخاه في بيته، يحتسيان معا القهوة ويتبادلان أحاديث عدة:
محمد يضع الفنجان بعد أن شرب منه:
- كيف يسير مشروعك؟
صلاح بابتسامة باهتة:
- جيد جدا!
محمد لا يفهم سر عبوس أخيه طيلة الفترة الصباحية التي أمضاها معه..
- ما بك يا صلاح؟ أرجح أنك لست على ما يرام!
صلاح بابتسامة أبهت:
- المشاغل كثيرة وهذا شيء مقلق!
محمد يتنبه لتناقض كلامه:
- تقصد مشاغل العمل؟ ألم تقل أنها جيدة.. وجدا؟
صلاح يقف ليواجه النافذة:
- هذا لا يمنع من القلق! فكل شيء جائز بعالم التجارة كما تعرف!
أخبرني أنت.. مالها لمياء لم تحضر معك؟ حتى أنني كلما اتصلت ببيتك لا ترد علي!
محمد يغير الموضوع بسرعة:
- يظهر أنها مرهقة بعض الشيء.. فلم أشأ أن أوقظها.. لكن هذا لا يمنع أن عليك أن تبارك لها، ولي أيضا!
صلاح باهتمام وهو يعود ليجلس أمامه:
- على ماذا أبارك لكما؟
محمد يظن أن أخاه نسي الموضوع وأنه آخر اهتماماته:
- لأن أختها هدى عُقد زواجها البارحة!
.............
......
الساعة الحادية عشرة صباحا،
بيت العراقي،
هدى استعدادا لوصول كريم، أخبرت أمها بمجيئه، وناسبها خروج علاء منذ وقت،
ارتدت بيجامة وردية مكونة من قطعتين غاية في النعومة، مشطت شعرها ورفعته ثم تعطرت وجلست بغرفتها تراجع بعضا من دروسها.. في انتظار زوجها..
لا تعلم أنه وصل منذ أكثر من ربع ساعة وأنه مستمتع بمحادثة أمها.. يتناول إفطاره معها لأنه لم يكن قد أفطر بعد،
ينتقلان من موضوع لآخر بتفاهم كبير كان سيصعق هدى أن تراه منهما..
استأذن أخيرا من السيدة حبيبة:
- هل بإمكاني رؤية هدى يا عمة؟
ابتسم لها:
- إن لم يكن لديك مانع من أن أطلق عليك لقب العمة!
سألها وهو أدرى باختياره بالذات هاته الكلمة.. كلمة حرم منها.. لأن أهل أبيه، أعماما وعمات، أغرب عليه من أي عابر طريق!
السيدة حبيبة بفرحة:
- لا يا بني.. نادني كما شئت فلا مانع لدي مطلقا!
كريم بتهذيب:
- أشكرك!
السيدة حبيبة بموافقة على طلبه الأول:
- هل أوصلك لغرفتها؟
كريم بهدوء وثقة:
- لا داعي لذلك.. سأدل طريقي... لا تقلقي!
.............
.......
هدى توترت من تأخره..
ولكن من المستحيل أن تتصل به ثانية!
عينها على الكتاب وعقلها يسرح بعيدا..
سمعت طرقا على الباب فظنتها أمها،
لا بد أن الأخ وصل أخيرا!
بصوتها الرنان أذنت للطارق:
- أدخلي!
انفتح الباب فإذ به جسم أطول بكثير من جسم أمها وأعرض،
حتى أن الصوت مختلف أشد الاختلاف:
- أدخلي؟
علق بسخرية..
وقفت من فورها باندهاش:
- كريم!
أغلق الباب وتقدم نحوها لوسط الغرفة:
- أجل كريم!
تساءلت بغضب:
- ما الذي تفعله هنا؟
كريم بابتسامة:
- ألم تطلبي مني الحضور على وجه السرعة؟
أعطته نظرة حارقة:
- لم أطلب أن تدخل غرفتي!
من قربه ذاك انحنى ليقبل خدها، فدفعته وتراجعت للخلف بتوتر:
- هل جننت؟
كريم وملامحه تغيرت في لحظة:
- جننت لأنني أريد السلام عليك؟
تراجع بدوره وقد اكفهر وجهه فعلا فسألها بغضب:
- لماذا طلبتني؟
..............
......
محمد وصل لبيته،
قلق على أخيه وعدم توازنه النفسي،
خصوصا مع علمه أن هدى تزوجت،
يستغرب اهتمامه بها على هذا النحو!
فعلى حد علمه هو لم يرها أبدا!
وجد أبناءه الثلاثة في انتظاره، يجرون باتجاهه، انحنى لهم بحب وهو يمد ذراعيه،
أحدهم امتطى ظهره بغتة والآخر عانق عنقه في حين يتشبث الثالث بذراعه..
ضاحكهم ولاعبهم لبعض الوقت وهو يلاحظ اختفاء أمهم،
فسأل محمد أمين عنها:
- أين هي أمك؟
محمد أمين مشيرا للطابق العلوي:
- صعدت لغرفتها منذ قليل!
محمد استغرب ذلك.. بينما توجه للمطبخ يتصيد الفرصة، إن هو وجد الغذاء غير جاهز، ليسمعها تقريعا مناسبا وتهديدا جديدا..
لكنه على عكس ذلك وجد أصنافا من الأكل الموضوع على سطح البار..
فتوجه لغرفتهما من فوره..
وجدها ممددة على السرير والإعياء واضح عليها..
فتمزق فؤاده من أجلها،
ماذا فعلت بها؟
كان هذا هو السؤال الذي تردد صداه بعقله الموجوع،
اقترب ليسألها بصوت هادئ:
- لماذا لست بالمطبخ؟
لمياء تعتصر الكلام من بين شفاهها:
- آسفة.. ولكنني هيأت لكم الأكل، تناولوه في حينه..
محمد يتشبث بكبريائه:
- أظنني قلت من قبل أن سريري محظور عليك!
أبانت ملامحها عن ألم حقيقي وهي تجيب بخفوت:
- أشعر بغثيان، ورأسي يؤلمني بشدة..
مازال واقفا، حائرا، كيف يتصرف معها في مرضها وضعفها؟ هذا ما لم يكن في الحسبان!
طلبت بنفس الصوت:
- محمد اقترب من فضلك!
وحال اقترابه بقسوة ظاهرية باغتته بلؤمها الخبيث الذي تداريه خلف تمثيلها الصداع:
- ربما ما سأقوله غير معقول بالنسبة لك.. ولكنه ممكن جدا في عالم الطب والمنطق..
ينصت لها محمد بتعجب في حين أضافت بتمثيل متقن:
- أظنني حاملا!
...........
......
كريم وهدى يجلسان متقابلين، هي على طرف سريرها وهو على كرسيها الهزاز،
أخبرته عن شكوك علاء ومدى خوفها من أن تتسرب شكوكه لبقية أسرتها وما لهذا من نتائج هي في غنى عنها.. وكريم يستمع لها بكل جوارحه، أولا لأن الأمر يهمه تماما كما يهمها، فهو لا يحب أن يضطلع أحد على حقيقة علاقتهما... وثانيا لأنها لأول مرة تكلمه دون سب وشتم ودون نظرة التحدي التي تثير أعصابه،
عذبة لأقصى درجات العذوبة، والوردي الذي يعشقه عليها يزيد من فتنتها ويبرز تفاصيلها الرائعة.. أما الشعر فذاك هوسه الحديث العهد.. يتمنى أن يزرع يده به لتتوه هناك بين خصلاته الناعمة، فما يعود ليسأل عنها (يده) لاطمئنانه بأنها ستكون بآمن مكان وأجمل مكان!
انتهت من كلامها فوجهت له سؤالا محرجا بعض الشيء:
- ما رأيك أنت؟
كريم يستحضر هيبته وقوة حضوره بلمح البصر:
- رأيي أنك على صواب!
هدى بابتسامة تكاد لا تفهم أنها ابتسامة فعلا:
- والحل؟
كريم ينظر لعينيها مباشرة:
- لا أظن الحل سيعجبك! بما أنك لا تستحملين قربي!
سمعت رنين الهاتف لكنها أغلقت الخط لأنها لا تشاء المقاطعة:
- ماذا تقصد؟
كريم لاحظ حركتها وأجاب بثبات:
- يمكنك أن تجيبي إن أردت..
وعما أقصد، فهو أننا يجب أن نظهر بمظهر الزوجين المتفاهمين.. على الأقل أمام الناس.. وأمام عائلتينا على وجه التحديد!
هدى بموافقة:
- أظن ذلك أيضا! ولكن ماذا تقصد بأن حلك لن يعجبني؟
كريم ابتسم،
ترك مكانه وتوجه لها، سحبها من يدها بهدوء وهي ما تزال غير مدركة لما هو بصدد فعله،
اقترب من وجهها وهمس بأذنها برجولة:
- أقصد أن تسايري أي تقرب مني لك..
صوته القوي الهامس اخترقها لحد الثمالة،
وأريجها البديع أذابه،
رفع ذقنها ليواجه عينيها ويتوه في وجهها،
اقترب ليطبع قبلة على خدها فأحس برعشتها، واستعد لطبع أخرى أكثر دفئا على شفاهها وقد تصلب الدم في عروقها واخترقت دقات قلبها آذانها بعزف مجنون..
غير أن صوت الجوال ارتفع من جديد..
عدلت عن وقوفها بسرعة لتجلس على السرير ثانية وهي في قمة التوتر، تغالب تنفسها القوي..
وكذلك فعل كريم، إذ وقف بعيدا وحمل الكتاب الذي رآها تقرأه قبل دخوله..
كان يخفي تأثره ويشحذ صلابته الطاغية..
شرارات مختلفة هاته المرة جمعتهما وفرقتهما..
وأشاعت حرارة غير طبيعية بالمكان :
- ألو!
أجابت هدى بعد أن عادت لشيء من الاستقرار..
لم يكن محدثها إلا صلاح..
فهو جاهد نفسه كثيرا لألا يفعل، لألا يتصل بامرأة مرتبطة،
ولكن أحاسيسه نحوها خانته،
تهاجمه فكرة أن هدى كانت من نصيبه لولا أن خطيبها ذاك سرقها منه،
تفكير غير منطقي بالمرة،
ولكن من قال أن المشاعر تخضع للمنطق!!
هدى التي نسيت أمره تماما لم تتعرف إلى صوته بعد:
- من حضرتك؟
صلاح على الطرف الآخر لا يستطيع ضبط نفسه:
- أنا صلاح يا هدى! هل نسيتني بهذه السرعة؟
هل صحيح أنك تزوجت؟ بعجلة تزوجت؟
ارتبكت هدى من غرابة كلام المتصل والأكثر من وجود كريم، ثاني مرة يتصل بها صلاح.. وثاني مرة يحضر كريم للحدث المزعج!
حاولت التمويه:
- أجل.. أتمنى لك الزواج قريبا أيضا!
يبدو أن نبرتها لم تأتي بالشكل المطلوب فقد تنبه كريم لارتباك صوتها فاستدار ليرى أن الارتباك تعدى صوتها ليزحف على وجهها..
صلاح بتألم من الخبر:
- لماذا؟
هدى لاحظت أن عيون كريم تتربصها بشك فصارت تتقلب بين نارين،
ما ذنبي أنا إن كان هذا المخبول يتصل في الأوقات الغير مناسبة تماما!
أجابته بتوتر أكبر وهي تتساءل:
- لماذا؟! لم أفهم المقصود من سؤالك!
كريم توجه لها وهو يضع الكتاب على الطاولة ويمد يده لها:
- ناوليني إياه! (يقصد جوالها)
هدى برفض لطيف وهي تضع كلتا يديها على الهاتف حتى لا يسمع صلاح كلامها:
- لا داعي.. أنا..
كريم بنظرة غضب مفترسة ويده تمتد أحد من قبل والحنق باد على وجهه بشكل مرعب، صارخا بشدة:
- قـــــلت هاتيـــــــــه!!
أحلامي خيال!!
|