كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم والرحمة
تحية عذبة لكن،
وبعد،
استلموا بارت اليوم،
بارت هادئ في مجمله،
ليته يحوز رضاكم
تفضلوا:
الجزء الخامس والعشرون
بيت عائلة أسد،
غرفة كريم القديمة،
ابتسم كريم ابتسامة حقيقية وهو يرى وجهها المندهش المصدوم وانفتاح فمها النسبي، تطالعه بتيه، بعدم تصديق،
كيف استطاع خداعي بهاته السهولة؟
بيت وشقة؟
وأنا من ظننت أن الشهر سيطول ليصبح شهرين أو ثلاثة أو حتى سنة لعله يفقد الرغبة في الزواج بي ويعتقني لوجه الله؟
هل ضاعت آمالي إلى الأبد؟
هل سأسقط بالحفرة التي تمنيتها منقذتي؟
ستبقى المدة هي هي،
والشهر هو هو،
لن يتغير!
في هذه الأثناء توجه كريم للنافذة الكبيرة ففتحها وعاد للواقفة باستغراب، أمسك يدها وتوجها معا للشرفة، ترك يدها واستند إلى حائط الشرفة مبصرا بهوتها بسخرية:
- بالمناسبة.. إن شئت، جعلتك تختارين أثاث البيت كاملا وسأصطحبك اليوم لرؤيته.. فقد صار بمراحله النهائية ولم يتبقى سوى وضع اللمسات الأخيرة..
سألته بشكل آلي وهي على نفس الوضع المتفاجئ حيث أتى صوتها عميقا ضائعا في غابات تفكيرها الواسع:
- أزوره؟
كريم بهدوء مسيطر:
- أكيد.. إنه بيت المستقبل وعليك التقرير بشأن شكله الداخلي العام..
قاطعته وقد تملكها الغضب الآن بدل الحيرة:
- لديك سكن منذ البداية؟ وتقول أنك وافقت إرضاء لي؟
استفسر بخبث محولا بسؤاله الموضوع لصالحه:
- أليست هذه رغبتك؟
سألته هدى بتعجب:
- رغبتي بماذا؟
ما إن سمع كريم سؤالها حتى استدار ناحيتها، وجه لها نظرة خاااااصة جدا وهو يميل برأسه ويغمز لها:
- رغبتك بانفرادنا معا!
صعقها تصرفه وكلامه وارتفع ضغطها من نظرته:
- يا لقلة أدبك! لا عجب من أن خيالاتك المريضة تصور لك أشياء كهذه! بالطبع ليس من الرائع الانفراد معك ببيت واحد!
كريم يخفي غضبه من شتائمها ويبادرها بشكل أخبث:
- مدعية!
تأهبت لهجوم لفظي لولا أن صوت المؤذن سبقها بندائه..
استعاذت في أعماقها من الشيطان الرجيم وتراجعت عن الكلام..
كريم بعد أن ردد الأذان والدعاء في سره:
- سأعود فيما بعد! يمكنك البقاء هنا إن شئت!
هدى ببعض الخجل:
- هل يمكنني استعمال حمامك؟
تجاوزها كريم متوجها للخارج:
- أكيد!
أضافت قبل انصرافه:
- هل يمكنني الحصول على سجادة وجلباب.. أو أي شيء طويل؟
- السجاد موجود والقبلة بهذا الاتجاه (قالها مشيرا لأحد الأركان).. أما الجلباب.. فلا حاجة لرجل بجلباب نسائي كما تعلمين!
خرج أخيرا ليتصل بعلاء حتى يتوجها معا للمسجد، في حين تيقنت هدى من ذهابه لتغلق الباب بإحكام، ترددت كثيرا قبل أن تفتح دولابه الذي بدا مليئا بالملابس بالنسبة لشخص يقيم نادرا في هذه الغرفة.. وجدت إحدى فوقياته (والفوقية هي لباس رجالي تقليدي وسيع ومريح) وبرف من الرفوف العلوية وجدت سجادة الصلاة، حملت الاثنين بين يديها ووضعتهما على السرير:
لا بد وأنني سأختفي وسط هذا الشيء الكبير (الفوقية الطويلة العريضة)..
حفزت نفسها وتوجهت للحمام لتتوضأ..:
هيا يا هدى أسرعي قبل أن يعود العملاق إلى هنا!
..............
.....
العاشرة والربع ليلا،
بغرفتهما،
أنار عمر الأضواء،
فتقدمت سهام قليلا لتصدم بالمكان،
بشاعرية المكان،
بجوه البديع..
بحالميته،
بالحمرة التي تغطيه،
بزينته والورود من حوله،
على الأرض وفوق أثاث الغرفة،
وبكل ركن،
بالشموع المصفوفة مشكلة ممرا للسرير..
بالتناسق المرهف،
وما وراء التناسق ووراء مجموع المنظر من معاني..
استدارت ناحيته،
عيونهما تعلقت ببعضها البعض،
ثواني تحولت لدقائق وكلاهما يمتع العين والقلب بصورة معشوقه الأبدي،
كلمات طفت على الوجه لتبدل ملامحه تبديلا دون أن تغتال جمال اللحظة..
ولا السكون الأكبر من كل الكلمات،
والأهم من حروف الأبجدية الزائلة،
لا شيء يضاهي بهاء مشاعرهما وعذوبة السحر الساري بين الدم والعروق..
أحبكَ!
أحبكِ أكثر!
أنتَ الحياة فلا غنى لي عنك!
وأنتِ البدر المكتمل!
سهام وعبرتها التي تحولت خلال فترة تحول مجنونة إلى انبساط ثم إلى ابتسامة شاسعة واسعة،
سألت وقد اشتد بها الوجل بذات السرعة، وطعنها الخوف طعنة رهيبة:
- لمن كل هذا؟
عمر برقة وعيونه عليها لا تتحرك:
- أحزري!
سهام تقترب منه خطوتين ويدها تتخلل شعرها في توتر:
- أخبرني أنت!
اقترب هو هذه المرة الخطوتين اللازمتين ليقف أمامها مباشرة ويمد يده لكفها الناعم، يقربه من وجهه ليطبع على ظاهره أطول قبلة استطاعها وعيناه ما تزالان عليها، غير مصدقة ما يحصل! بل وغير مصدقة أن هذا هو نفسه عمر البارد! عمر الذي كان يوبخها منذ لحظات، عمر الذي جرحها وتجاهلها منذ عدة ساعات..
قال بصوت هادئ خفيض:
- إنه لأميرتي!
سهام بترقب ووله كاسحين:
- ومن هي أميرتك؟
عمر وهو يقرب كفها الأخرى ليكرر قبلته السالفة بشكل أطول أودعها كل أحاسيسه العظيمة، وجذبها من الاثنتين ليهمس لها من قريب:
- أنت أميرتي..
أنت حبيبتي..
وأنت عشقي الأول..
والأخير!
سعادة لا تضاهيها سعادة.. وكلماته تنغرس سهاما عذبة بقلبها فتزهر به كما تزهر الورود الطرية بأجمل الحدائق، ناشرة أريجها وعبقها المختلف في النفس، وفائضة بجمالها على مجموع الحواس..
سهام تفلت يديها بغتة وتسأله بإحراج:
- هل سامحتني يا عمر؟ على اتهامك وبعدها على..
عمر يمد سبابته لشفتيها:
- شششش، دعينا ننسى كل شيء، كل شيء!
سحبت سبابته وحاولت الاعتذار:
- صدقني.. ما كان وراء تصرفاتي هو..
عمر يضمها بشدة، بحنو، بحنان، وبشوق..
- أعلم أنك انتظرت إفصاحي عن مشاعري طويلا.. طويلا جدا.. حتى جاءتك فكرة الرسائل.. وأعلم أنك تثقين بي وأن اتهاماتك لي والتي لم تنطقي بها كانت نابعة من شيء آخر..
سهام انطلقت دموعها لأن قلبه الكبير اتسع لحماقاتها وأخطائها.. سامحها وهاهو يؤكد أنه يفهمها أكثر مما تفهمه ويتفهمها أكثر مما تتفهمه..
أحس بدموعها على صدره فأكمل كلامه وهو يربت على ظهرها:
- يا سهام أنا أفهمك أكثر مما تظنين.. حالما وصلتني الرسائل شككت بشخصين:
- المتدربة وأنت!
تصلبت سهام مع آخر عبارة فعاد يربت عليها بهدوء:
- وزاد شكي حالما أخبرتك فتغيرت ألوان وجهك، تغير أفهمه جدا، لأبعد الحدود، ومع ذلك لم أتأكد إلا بإيجادي جوالك بمكان من الدولاب وبمكان آخر شريحته، فتأكدت من الرقم ومع هذا كنت مستعدا لمصارحتك والصفح عن زلتك النابعة عن حسن نية، ولكنك لم تمنحيني فرصة لذلك.. بل صددت من جديد، لهذا قررت معاقبتك.. فهل تعذرين غلظتي؟
تشبثت بخصره وهي تهمس بصوت مختنق:
- أنت ترفعت عن أخطائي وتناسيتها فكيف لا أعذر عقابك العادل بحقي؟
- أعدك أنني لن أكرر ذلك.. أبدا..!
عمر بابتسامة يرفع ذقنها لتلتقي عيونهما:
- ألم تلاحظي شيئا؟
سهام بابتسامة باكية وأنف محمر:
- بلا لاحظت! من أين لك بهاته الرومانسية؟
ضحك ضحكة قصيرة وهو يجيب:
- إنها تسري بعروقي واليوم حان وقت إظهارها..
مرر أصبعه على أنفها بنعومة:
- دعينا نشعل هاته الشموع المسكينة فهي تنتظر دورها منذ أن صففتها صباحا!
ضحكا معا بصوت عال وعاد يحتضنها وكلاهما مبتهج بمصارحة الثاني ونيل سماحه والأهم بدايات تغير الحس العاشق لدى عمر،
دنا من وجهها واقتربت من محياه ليطبع على شفاهها أسمى معاني العواطف وأروعها على الإطلاق!!
................
......
الصالة السفلية،
بإحدى الجلسات العديدة تجلس السيدة صفية حيث تتصل بأفراد من عائلتها تعلمهم بإتمام الزواج وتتلقى بذلك تهانيهم وتمنيهم السعادة للزوجين غير أن التمنيات لم تكن جميعها نابعة من القلب، لأن الكثيرين رغبوا كريم زوجا لبناتهم.. الكثيرون إن لم نقل الكل!
ومع آخر اتصال:
- ... بارك الله فيك! مع السلامة!
خرجت نسيمة من المطابخ متوجهة إلى حيث تجلس أمها وبدعابتها التي لا تخف:
- من كان هذا يا عيون نسيمة؟
السيدة صفية بفرح:
- ابنة عمي رقية!
نسيمة تجلس بمقابلتها:
- لماذا؟ ألم تتصلي بعد بأمراء ورؤساء الدول؟ ظننتك فعلت!!
السيدة صفية تبتسم:
- أجل استمري بالسخرية!
على الأقل يا ابنتي حين عقدك كانت كل العائلة على علم بل وحضروا الحدث وشاركونا الفرحة.. أما الآن فأحس في نبرتهم شيئا من العتاب لأنني لم أبلغهم حتى الآن!
نسيمة تتصنع التفكير العميق:
- لأنك لم تبلغيهم؟ يا لحسن نواياك وطيبتك! يا أمي هم يتحسرون لأن كريم ليس زوجا لإحدى بناتهم!
هنا سمعا صوت طقطقة خفيفة تقترب فاكتشفتا أنها صادرة عن حذاء هدى،
فهي بعد أن توضأت وصلت، بحثت مطولا عن الطريق التي قد توصلها إلى حيث تجلس السيدتان وهاهي بعد جهد تسمع صوتهما ولكن بغير وضوح..
تنبهت نسيمة للصوت فسكتت من فورها ووقفت لاستقبال هدى بحب:
- أهلا أهلا.. كيف تركك قليل الذوق وحدك؟
السيدة صفية بلوم:
- نسيمة! احترمي زوجته على الأقل إن لم تحترميني!
نسيمة تضحك وهدى تضحك بالمثل (لا بد أنها من رأيي تماما! أخوها قليل كل شيء إلا القسوة و الغلظة)
جلست هدى بالقرب من نسيمة ومقابلة لحماتها:
- هو شقيقها يا خالتي فلها الحرية بقول ما تشاء عنه!
(دعيها تشفي غليلي يا خالة! دعيها تعبر عني بصوت عال!!)
السيدة صفية تستفسر:
- أتمنى أنك وجدت طريقك لهنا بسهولة!
هدى أحرجت من فكرة أنهما كانا بنفس الغرفة.. ودت لو ينتهي السؤال على خير دون التطرق إلى أين تركها كريم:
- أجل!
السيدة صفية بود:
- جيد يا ابنتي!
نسيمة باستغراب:
- ولكن ألم تصلي بعد؟
هدى بوجل:
- بلا!
لكن السيدة صفية أحست بإحراجها لذا قاطعت سؤال ابنتها التالي:
- أخبريني يا نسيمة.. هل كل شيء على ما يرام بالمطبخ؟
نسيمة بذكائها لم تغفل عن سبب التدخل:
- سيكون العشاء جاهزا.. بعد ساعة على الأكثر يا قلبي!
هدى لا تعلم بأن العشاء على شرفها وعلاء.. أحست بأنهما أطالا الزيارة:
- علينا أن نذهب.. أين هو علاء؟
أجابتها السيدة صفية:
كيف تذهبان قبل تناول العشاء؟ لا مستحيل!
هدى وفكرة إضافة ساعة أخرى بهذا البيت، الذي يضم كريم، تلتهم صبرها:
- لكن..!
نسيمة بعذوبة:
- لا لكن ولا شيء.. إن شئت جلبت لك لباسا مريحا أكثر من بين ملابسي!
هدى برفض مهذب:
- لا داعي لذلك!
نسيمة بابتسامة:
- إذن أزيلي حجابك وسترتك على الأقل!
هدى تتشبث بالاثنين:
- لا.. لا أستطيع ذلك!
نسيمة بود:
- ولم لا؟ نحن نسوة وليس هناك غير شقيقك وزوجك من يمكنهما الدخول هنا.. أما خالد ابني فلن ينزل إلا لتوديعكما لأنه يجهز لاختباراته!
هدى ترى كلامها منطقيا ولكنه ليس بالمنطقية التي تدعوها لإتباعه:
- لا مشكل لدي.. أنا مرتاحة هكذا!
السيدة صفية تتدخل:
- يا ابنتي لماذا الخجل؟ نحن أهل الآن! أنا بمثابة أمك ونسيمة بمثابة أختك..!
أحرجت هدى من لطفهما:
- لا بأس.. ولكنني سأزيل حجابي دون المعطف لأنني لا أرتدي غير قميص خفيف!
............
....
كريم وعلاء وصلا من المسجد والابتسامة تسبقهما،
وحال ولوجهما الصالة الداخلية اندهش كريم من الكائن الذي ازداد جمالا،
ازداد رونقا،
وازداد إشراقا وتألقا!
يضخم جمالها من عذابه!
ويزيد رونقها من تغلغلها بشرايينه!
شعرها المرفوع كذيل حصان والذي في ارتفاعه يصل إلى بدايات ظهرها، تتسلل منه خصلات لتحيط بمحياها في تناقض بهيج بين بياضها وسواده المرفق بكسرات بنية..
ما أسعده برؤيتها بطلتها الفريدة!
وما أصعب ذلك عليها، إذ حالما سمعت صوته أحست بغرابة شكلها أمامه!
غريب لأن شعرها وعنقها العاريين بدايات لما يمكن أن يراه منها في المستقبل!
رغم سوء الفكرة إلا أنها مازالت تشارك جليستيها الحديث.. حيث يطلعانها على العديد من تقاليد العائلة ويجعلانها تحفظ بعض أسماء أفرادها، تعريفات مختلفة حازت على إعجابها لأنها غير متكلفة..
قطع الرجلان الواقفان كلامهن:
- السلام عليكم!
...............
......
أنهوا عشاءهم واستمتع كل من هدى وعلاء بفنون الضيافة المختلفة..
ودعا مضيفيهم وأوصلهما كريم للبيت أخيرا..
أخيرا..
أخيرا ابتعدت عنه..
وتقلص الضغط..
فارتاحت النفس..
يا لوجهه البائس..
ونظراته النفاذة التي تبعث بالقلب رعبا..
أووووووووووف!!
استلقت هدى لتنام تاركة علاء مع أمها يخبرها بتفاصيل الزيارة بعد ان استأذنت منهما..
تحتاج للاستغراق في النوم وهذا ما وقع فور وضعها رأسها على الوسادة!
لأنها مجهدة.. مجهدة ولا رغبة لها بتذكر أحداث اليوم المديد!
أما علاء فأطل عليها ووجدها مستغرقة في سبات عميق، فانصرف مؤجلا الموضوع للغد..
....................
......
وأتى الغد أسعد ما يكون على عصفوري الحب الخالدين:
سهام ويدها تنتقل بين أجزاء وجهه الأسمر الوديع وتهمس له بشغف:
- عمر! حبيبي استيقظ!
عمر يفتح عينيه بهدوء وابتسامة ساطعة تنبعث من تفاصيل سماره:
- أيا حياة عمر وقلب عمر وروح عمر!
كنت صاحيا وأنتظر أن توقظيني بصوتك العذب!
سهام تقرص خده بخفة:
- وإذا.. قم لتصلي يا مخادع!
زم عينيه بتألم تمثيلي وأمسك يدها المنقضة ليلثمها:
- حاضر.. حاضر!
...............
.....
هدى بعد صلاة الفجر مازالت نائمة والساعة تشير للتاسعة والنصف صباحا،
رنين مزعج أفاقها ولم يكن الاتصال لغير إكرام تبلغها بوصولهم على الساعة الواحدة ظهرا،
حالما أنهت المكالمة سمعت طرقا على الباب فأذنت للطارق بصوت ناعس:
- أدخل!
علاء يقترب منها ويلقي تحية الصباح:
- صباح النور!
هدى تبتسم له:
- استيقظت باكرا!
علاء بنبرة عتاب مازح:
- أجل هل لديك مانع؟
هدى باندفاع وهي تشير لطرف من السرير:
- لا لا.. إجلس قربي يا سُلّمي الحبيب!
علاء جلس وصمت لمدة، ما جعل هدى تستغرب:
- هل أتيت لغرفتي حتى تجلس هادئا صامتا كصنم!
علاء ينظر لها،
مباشرة لعينيها،
ويسأل بجدية بالغة واهتمام كبير:
- هدى.. أرجوك صارحيني.. ألست راضية على زواجك من كريم؟ هل بينكما خلافات؟؟؟
أحلامي خيال
|