كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
كتبت لكن هذا الجزء كأطول ما استطعت،
وأردته مليئا بالأحداث،
عله يشبع بعضا من لهفتكم الرائعة على مجمل الرواية،
أهدي لكن هذا الجزء جميعا دون استثناء،
لكل المنضمات الجدد أقول يا أهلا وسهلا،
ولكل متابعاتي القدامى أقول شكرا شكرا،
استلموا بلا إطالة:
الجزء الواحد والعشرون
فاجأها علاء الذي لا تسمع غير صوته:
- هدى أيمكنك المجيء لبعض الوقت!
اكتشفت أنه يتوارى خلف الجدار منعا لإحراج الضيفتين:
توجهت له في ارتباك أخفته بأعجوبة وبصوت خفيض سألته:
- ها أنا قد جئت.. ماذا لديك؟
علاء ابتسم وهو يقرص خدها:
- أهناك من عروس تكلم أخاها بهاته الطريقة؟
هدى وأعصابها على نار هادئة انزوا حاجباها وسألت من بين أسنانها:
- حسنا يا علاء .. يا أخي الحبيب والغالي.. ماذا لديك لتقوله؟
علاء بشيء من الجدية وبنظرة حنونة:
- كريم يسأل..
سمعت اسمه فأحست بهبوط بالضغط لكنها حافظت على برودها ليكمل علاء ببساطة:
- يسأل عن مدى موافقتك لعقد قرانكما غدا!
...
علاء ينتظر الجواب وسط صمت طويل،
وهدى احتد صمتها حتى آذى أحبالها الصوتية فصعب عليها النطق...
غدا؟
أصير زوجته وعلي واجبات نحوه؟
وله حقوق عندي؟
منذ الغد؟
يحاول بهذا السؤال إحراجي أمام عائلته قبل عائلتي؟
أمام الجميع؟
علاء بفقدان صبر:
- هل سيطول صمتك يا هدى؟ الكل ينتظر رأيك..
هدى تعود أخيرا لأرض الواقع..
أسوء واقع تواجهه..
شيء من الخوف تملكها لمجرد الفكرة..
الخطبة حدث والزواج أحداث شديدة وكوارث..
وبمحاولة لرسم ابتسامة على شفاهها المرتعشة أتى صوتها بنبرة جديدة جدا عليها..
بنبرة متزنة وصاحِبَتُها أبعد عن الاتزان الداخلي بأشواط:
- لم أتوقع العقد بهاته السرعة!
علاء يبتسم لها:
- إن كنت موافقة على فكرة الارتباط به فلا ضير من تعجيل هذا الارتباط! إلا إن كان لك رأي مخالف!
هدى تحرك عينيها بضياع حقيقي نفت كلامه بشدة:
- رأي مخالف؟ لا طبعا! ولكن..
نطقت أخيرا بابتسامة:
- دعه يمنحني بعض الوقت.. سأجيبكم قبل انصرافه وعائلته!
أجابها برضا وهو يربت على كتفها:
- جيد.. سأخبرهم!
تركته هدى ليعود من حيث أتى ويُعلِم الكل عن نصف قرارها في انتظار النصف الحاسم..
تركته وتوجهت لغرفتها وهي تستأذن من ضيفاتها..
أغلقت الباب،
حملت جوالها،
واتصلت دون تردد!
كريم بهاته اللحظات كان يستأذن من مضيفيه..
أخرج الجوال من جيب بنطاله، والذي ضبطه على الصامت الهزاز مسبقا،..
يعرف المتصل به أشد المعرفة،
ويستطيع تحديد أبرز النقاط التي ستتطرق لها المكالمة بالمجمل،
خرج من البيت دون أن يلاحظ أحد ذلك، واستقر داخل سيارته منعا لوصول صوته إن اضطره محدثه للصياح.. وهو الأغلب..
أجاب أخيرا بهدوء وثقة مستفزين:
- ألو!
هجوم كاسح بنبرة أنثوية صميمة على الطرف الآخر:
- احتجت لكل هذا الوقت حتى تجيب!!
كريم يبعد الهاتف عن أذنه نظرا لصوتها الذي آذى طبلة هاته الأخيرة.. فرد ببرود حالما انتهى صياحها:
- إن وددت أن أجيب على اتصالك أمام أهلك فلا اعتراض لدي!
هدى بنفس الصياح الغاضب:
- كريم.. ألاعيبك هاته شيء فوق مستوى الصبر البشري وأنا لست أكثر من إنسان بلحم ودم ومشاعر!
كريم يرد عليها بسخرية:
- فعلا كنت أشك في تكوينك فشكرا لتزويدي بهاته المعلومة القيمة..
زاد غيظها عليه وهي تسمع تعليقه فما كان منها إلا رد الصفعة بصوت بدأ يعرف للبرود طريقا:
- أنت تعلم أكثر من غيرك من يجب أن يُشك في تكوينه النفسي والعقلي يا سيد!
تنهد كريم بأعماقه..
آه لو تعرفين من تهواه النفس ولا يجد العقل له سبيلا!
قال بهدوء ضخ به أكبر كمية من القسوة الغير مناسبة لشعوره بعين اللحظة:
- لن أرد عليك الآن!
هدى تتمسك بأعصابها حتى لا تفلت من جديد:
- يمكنك أن ترد وقتما شئت فهذا آخر ما يهمني ... لكن دعنا لا نخوض في غير الموضوع الرئيسي..
كريم بنفس البرود
- خوضي إذن!
هدى بنبرة استغراب واستنكار:
- أولم تقل أن الزفاف بعد شهر؟
كريم يتكلم بجمود:
- ولم أُغير رأيي!
هدى بفقدان صبر من ردوده المقتضبة البريئة والمثيرة للجنون:
- وبما أننا اتفقنا على هذه النقطة بالذات فلماذا لم تلتزم بالاتفاق؟
كريم يجيبها باسترسال هادئ:
- أفهم من ذلك أنك تودين العقد أيضا بعد شهر؟ إذن لن أفوت على نفسي تذكيرك بأن العادة تقتضي فرقا مهما بالأيام بين الأول والثاني! (أي بين الزفاف والعقد)
تعلم هدى أشد العلم – وهي من شهدت أعراس إخوتها- أن الفرق يجدر به أن يكون أطول من ذلك ولكنها لم تتنازل عن موقفها:
- أجل وهذا - كما أرى- سبب كاف جدا لتقرر حضرتك شيئا بهاته الأهمية حتى دون الانشغال بإخطاري..
كريم بشيء من العتاب الهادئ:
- أنت قبلت بالأساس فتبقى التفاصيل غير ذات معنى!
تحاول هدى مجاراته رغم صعوبة الأمر لذى سألته ببساطة:
- فماذا إن لم أتقبل هاته التفاصيل؟
كريم الذي وصل بها للنقطة التي يريد تماما ابتسم بخبث:
- يكون عليك أن تتقبلي فكرة السجن ومنذ الليلة!
هدى بصدمة:
- السـجـن!
لكنها تجاوزت الصدمة بسرعة فسألته بلؤم:
- ترضى لخطيبتك بالاهانة أمام العائلتين؟
أجابها بانتصار وانبساط تام:
- ان لم توافقي على موعد الغد فبدوري أتنازل عن خطبتك نهائيا وسيسرني جدا أن ترافقك الشرطة للسكن الجديد!
صعقت هاته المرة أكثر..
فأي نوع من البشر هذا الكريم؟
لماذا أنا؟
ولم يسره إيذائي؟
لماذا لا يحلو له إلا اختيار امرأة تعاني عقدة من الرجال لتصير زوجته؟
وهو بهذا يفتح على كلينا أبوابا من الأحقاد القاتلة؟
ويرسم لنفسه طريقا لن يسره معي!
أويعرف كل هذا ويتجاهله؟
أم يظنني أتصنع الشراسة والبغض!
تنهدت بصعوبة وقطعت صمتهما معا:
- ربما لم تسعني الفرصة لقول شيء هام جدا يا كريم؟
كريم ينتظر أي جواب من أجوبتها اللاذعة استفسر ببرود:
- ما هو؟
نطقت بتلذذ.. باستمتاع بكل حرف من الحروف التي صدمت كريم وهزت عنفوانه..:
- أكــــرهـــــــك!
اعتراف واضح جدا لا جدل فيه،
تعلن كرهها بدل أن تعلن شيئا آخر كان بانتظاره،
يحس بعمق الكلمة من قلبها الحاقد،
سكاكين هاته التي تنغرز بصدره الولهان،
كل مساعيه لينال مكانة بقلبها صارت دون معنى،
لقد جعلتها تكرهني بدل ذلك!
زم شفتيه..
ضاقت عيناه..
وضاق صدره أكثر..
فخرج رد فعله قمعيا لكل أحاسيسه..
جارحا لكليهما..
خائنا لمشاعره الحقيقية ولكن لا مفر..
أجابها بصوت هو أقرب لحفيف الأفاعي..
أكثر برودا من الجليد..
وأقسى من صلابة الحديد:
- وأنا لست أقل كرها لك!!
وبصوت حاد متحد أكمل:
- ومع ذلك سأتزوجك يا هدى وغدا عصرا!
كلاهما لم يعد يحتمل،
كلاهما غاضب وعاتب،
كل منهما مقهور من لهجة الآخر،
قطعا الاتصال معا،
بنفس الوقت،
ورميا هاتفيهما بأقرب مقعد،
نفضا معا الفوضى التي اجتاحت عقليهما،
وتوجها،
بمشاعر مهزوزة،
وكبرياء مطعونة،
كل لجمهوره..
يؤدي دور الخطيب السعيد!
سهام تستقبل أختها وفرحتها بها تكاد تنطق في عينيها:
- اجلسي قربي يا عروسنا!
نسيمة تتيح لها المجال وتشير لمكانها السابق بيدها:
بل اجلسي قربي أنا!
هدى جلست بينهما وهي تبتسم لهما ولترحيبهما وهي عاجزة عن المرح مثلهما،
ما أسعدهما وما أتعسها!
هل أكسر فرحتهم؟
هل أحطم آمالهم؟
هل أعدل عن فكرة الارتباط بوقت ميت كهذا؟
فأثير الشكوك من حولي..
وتكثر علي الاستفهامات..
هل بعد تحمل كل مخلفات الرفض سأسلم من بطش كريم!
هل سيتركني وشأني!
أم ينفذ تهديداته؟
يا إلهي ساعدني وهون علي مصابي!
.......
...
الجو العام بين النساء كان حميما وجميلا..
نسيمة بضحك:
- أتدرين أن ابني كان يريد التعرف عليكم أيضا.. وقد تشوق لرؤية خطيبة خاله.. لكن خاله نفسه منعه من المجيء!
هدى لم تعد ترغب بسماع اسمه لهذا وجهت سؤالا سريعا لنسيمة:
- حقا! وما اسمه؟
- خالد وهو بالسادسة عشرة من العمر
سهام بانبهار:
- حقا؟ لديك ابن بهذا العمر؟ ما شاء الله تبارك الله! ومتى أنجبته؟
- كنت بالثامنة عشرة حين أنجبته!
هدى بعد أن عدت المجموع:
- أنت بالرابعة والثلاثين
سهام بنفس الانبهار:
- تبدين أصغر بكثير
نسيمة بمرح:
- ههههههه أجل فلا أحد يصدق أن كريم أكبر مني بسنة واحدة لا غير!
هدى تمسح على أرنبة أنفها الدقيق وعيناها على يديها تحاشيا لملاحظة أي كانت من الحاضرات لتغير ملامحها بذكر اسمه وحتى معلومات كريهة عنه
اكتشفت توا أنه يكبرها بعشر سنوات،
ولكن هذا غير مهم البتة!
لا عمره ولا شكله ولا أي شيء منه له عندي أهمية!
سهام كانت تستعد لقول شيء فباغتها صوت رسالة على جوالها،
فتحتها بمهل فتبدل لون محياها انفعالا مع ما قرأته،
حيث كتب لها،
وليس الكاتب غير عمر:
- لقد طلبت نقل تلك المتدربة فقبل طلبي وتم نقلها اليوم صباحا!
سعادة حقيقية وابتسامة واسعة اكتنفاها..
فلاحظت كل من هدى ونسيمة.. لأن الوالدتين كانتا مشغولتين بحوار آخر،
لاحظتا ملامح الغبطة المفاجئة عليها فابتسمتا لبعض بلؤم مازح،
ومن الابتسامة انتقلتا لضحك خفيف ثم شديد وهما تسمعان صوت رسالة أخرى،
ابتعدت سهام باستئذان وقلبها يرقع،
ينبض فيصل أذنيها صوته وتخاف أن ينتقل للمحيطين بها فيكشف توترها، خوفها، فرحها، وخليطا غامضا من المشاعر المتلاطمة ببحر عميق..
دخلت المطبخ وجلست بأقرب كرسي وهي لا تقوى على الوقوف، فتحت الرسالة الثانية:
- وهل تعلمين أنها.. ليست صاحبة الرسائل المجهولة!!
وضعت سهام يدها على فاهها تكتم شهقة مفاجأة استولت عليها ما إن قرأت الشطر الأخير من الرسالة..
ولكنها لم تكن الرسالة الأخيرة..
بل وهي تستجمع قواها وتدخل بحوارات جديدة مع رفيقتي سهرتها وبعد مضي ساعة تقريبا، وصلتها آخر واحدة من نفس المصدر:
- ...بل المرسل شخص قريب.. قريب جدا.. أقرب مما توقعت!
وبانقضاء الساعة استلمت نسيمة اتصالا من أخيها يخبرها أن الزيارة انتهت..
هدى حان وقت الحقيقة عندها فارتعبت...
وكما توقعت جاءها نداء علاء للمرة الثانية من خلف نفس الجدار فتركت مقعدها باتجاهه:
- وإذا ماذا قررت يا هدهدي؟
مسحت على جبينها وعيناها تناظرانه بقبول لم يستطع اللسان الإتيان على ذكره،
فابتسم علاء بمودة وهو يهتف بها:
- موافقة؟
هدى بحركة من رأسها وهي عاجزة عن الابتسام له بالمثل:
- أجل!
قبل جبينها بفرح وتركها لهواجسها التي قطعها عليها خروج المرأتين، ودعتهما كما لقيا توديعا ساخنا من السيدة حبيبة وسهام..
كريم بدوره ترك الصالة وخرج تاركا احسن الانطباعات لدى أهل هدى.. شدد من سلامه لعلاء وهو يهمس بأذنه:
- إذن سأصحبكما غدا لبيت الأهل، أنت وهدى حتى نعقد القران، سأتصل بك قبل ذلك فلا تنسى إحضار بطاقتها الوطنية وشهادة طبية كما أخبرتك!
- أكيد.. لا تقلق بشأن ذلك!
.............
....
غادرت سيارة كريم وبعدها محمد وسعد والعم الذي بارك لهدى قبل انصراف..
ولم يبقى غير عمر وعلاء يتجاذبان أطراف حديث طويل شيق!
في حين تباشر سهام وهدى حوارا طويلا محرجا وليس شيقا بالمرة على الأقل بالنسبة لهاته الأخيرة،
سهام تتمدد على السرير بحالمية:
- سألتك عن السبب فلم تحددي..
هدى تنهرها وهي على نفس وضعها الغير مريح على كرسيها الهزاز:
- كفي يا سهام من فضلك!
لكن أختها استمرت بنفس النبرة:
- لم تخبريني أنه شديد الوسامة! وشديد الرجولة!... بصراحة هو فاتن بكل المقاييس!!
هدى تقف فجأة والغيظ يتملكها:
- سهام توقفي وإلا تركت لك الغرفة بما فيها!
تضحك منها سهام وتحاول إغاظتها أكثر:
- ألم تحرجاني أنت ونسيبة المستقبل؟ إنه دورك الآن لتتذوقي نفس الإحراج!
لم تجد هدى بدا من قلب الموازين لصالحها فنجحت في ذلك:
- لم تخبريني أيضا عما تحمله الرسائل المتتالية للزوج المشتاق.. ألم يستحمل بعدك لهذه الدرجة؟
سهام تغير تمددها لجلوس سريع وتعطي أختها نظرة لائمة..
فقطع عليها النظرة وما تحمله من لوم اتصال ملح، لم تجد في نفسها القوة الكافية للرد عليه..
هدى تحفزها بانتقام:
- هيا.. هيا.. أجيبيه.. فرنين جوالك أزعج ذوقي المرهف!
حملته سهام بارتعاش وأجابته بغصة وشك بأنه يعرف، عن لعبة لعبتها ونسيتها، الشيء الكثير،
تخافه أن يتهمها اتهاما لا بطلان فيه بأنها صاحبة الرسائل!
تخاف من تأزم وضعهما وهو بالكاد عرف تحسنا،
ولو أنه تحسن لا ترغب هي الاعتراف به،
ولكنه حاصل في النهاية،
بصوت مرتعش أجابته أولا لخوفها السالف الذكر وثانيا لأنها ليست مستعدة لقطع صمتها بعد هذه المدة اللابأس بها:
- ألو!
عمر بصوت محايد:
- هل ننصرف بدورنا؟ فلم يبقى غيري وغيرك بالمكان؟
سهام بموافقة وهي تلحظ في عيني أختها سخرية مبطنة:
- أجل.. سأنزل حالا!
.............
.....
بيت الغازي،
الواحدة والنصف بعد منتصف الليل،
دخل البيت بمهل ولم يشغل غير الأضواء الخافتة بمدخل الصالة المؤدي لغرف النوم،
يتسحب بخفة حتى لا يوقظ النيام...
اقترب من هدفه وهو السلم،
يمر من وسط جلسة صغيرة،
متحاشيا ارتطامه بالأثاث الباقي بالصالة الشبه مظلمة،
فإذ برجله، عكس حذره، ترتطم بقوة بحافة الطاولة الزجاجية الصغيرة،
تألم وكتم آهة كادت تفر من فمه، وجلس على الكنبة القريبة يريد بذلك إزالة حذائه وتفقد رجله المصابة،
لكنه بدل الجلوس على الكنبة الوتيرة وجد جسمه يجلس على جسد غض لين..
قفز واقفا بسرعة في حين تأهبت لمياء لإطلاق صرخة مدوية،
فبعز نومها المنزعج أستيقظت على ضغط كبير على عظامها،
ضغط شديد يكاد يكسرها،
فانتفضت برعب،
ظنا منها أنه أي شيء،
لص،
حيوان مفترس،
أثاث ضخم تهاوى على جسمها الرقيق،
أي شيء قد يتأتى به خيال من هو بوضعها،
غير فكرة أنه زوج متسلل أصاب رجله شيء فقرر سهوا اراحة جسده بأقرب مكان،
كادت تنطلق منها صيحة مجلجلة أسكتتها يد محمد وهي تطبق على فمها:
- ششششش... أنا محمد!
لم يتوقع، ويا للمفاجأة المتفجرة، أن قسوته عليها ذابت بهاته اللحظة،
أن شعارات تعذيبها اختفت بهاته اللحظة،
أنه اكتشف جانبا من فزعها ورهبتها وهي المستقوية المتعالية،
رأى بعينيها خوفا من هذا القرب رغم ظلام المكان فحن قلبه،
أبعد يده وجلس قربها.. فضمت بيديها كلتا رجليها كما لو كان غريبا عنها فاهتزت أوتاره جميعها،
بدأت تهدأ ولكن تنفسها مايزال في تصاعد وعيناها تتأكدان من مخاطبها في اندهاش،
فاكتشف، ويا لسوء الحظ، أن الفؤاد لم يمت إنما هو الكبرياء صم آذانه عن الحقيقة القاهرة..
الحقيقة الصعبة التفسير،
الحقيقة المرة:
- وهي أنه ما يزال على عهد حبها!
مع تحيات محبتكم:
أحلامي خيال
|