كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم والرحمة،
أجمل يوم أحد لأجمل قارئات وأروع متابعات..
سهرت ليلي علي ألبي طلبكم وأطيل حسب رغبتكم فألقى منكم تقبلكم وقبولكم..
أشكر كل المنضمات الجدد على الردود التي أثلجت الصدر وأسعدت الفؤاد
والله يبارك فيكم ولكم غالياتي
خلوني أتكلم عن الجزء:
جزء اليوم تكتشفون فيه جوانب خفية من شخصياتنا..
حاولت المرور على أغلبها..
قلت أغلبها وليس كلها فالغايب حجتو معاه
توقفنا بآخر جزء عند محمد فماذا كانت توقعاتكم على موقفه..؟؟
اليوم تعرفون الموقف كاملا!!
وتعرفون جانبا آخر من شخصية كريم؟؟
فهل تزيده سوءا بعيونكم الجميلة أم تحليه في نظركم؟
واليوم بإذن واحد أحد تتمة ذهنية لمواقف سريعة ربما فاجأتكم!!
تسلموا الجزء وادعولي يجيني النت خلاااااص
ااااه قبل أن تستلموا خلوني نعطي الجزء كاهداء بسيط
لعضوة فعالة بصفحاتي
اظن الجزء سيروقها وياربي ما يخيب ظني:
أهديه لـــــ: أم الجمايل
الجزءالثامن عشر
صاح بها من جديد ويده تمتد لذراعها يجذبها بقوة.. يهديها بذلك بعضا من ألمه:
- أجيبيني!
لكن لمياء لم تكن لتستحمل عنفه كثيرا وقد عادت لها القناعة الخادعة بأن ما فعلته هو من محض حقوقها ولا يعد عيبا، أجابته بحدة والتوتر لم يغادرها بشكل نهائي:
-إنها جراحة!
محمد بترقب وبوضع استعداد.. يهيئ نفسه لسماع الأسوء:
- جراحة ماذا؟
لمياء تنهدت قبل أن تجيب وهي تلقي بجملتها الصاعقة بكل ما للكلمة من معنى:
- جراحة تعقيمية!
نفض ذراعها كما لو أنه يخاف عدوى عقمها أن تصيب منه شيئا.. أو تنتقل عبر لمسه لها..
ابتعد عنها ووقف..
جسمه أصابه ما يشبه المرض..
كل ما فيه يرتعش رغم أن الطقس العام لا يدعو للإحساس بالبرد..
ولكن طقسه الخاص هو، اكتنفته أعاصير وصقيع في شدة البرودة..
لا يقوى على تثبيت قدميه..
متفاجئ..
مذهول..
الرعب سلب أي علامة من علامات الحياة على وجهه..
وبعد صمت قاتل، استطاع النطق بسؤال معذب:
- عــــــقم؟؟
لمياء لم تكن لتحس ببشاعة ما أقدمت عليه ولكنها توقعت وقعه الأول لذا ردت بأعصاب باردة:
- أجل.. لم أعد بحاجة لأطفال إضافيين.. كما تعلم جيدا أنني عانيت بعد كل ولادة من الولادات الثلاث لاستعادة لياقتي وجمال جسمي.. ولقد اكتفيت فعلا..
أردفت بعد لحظة:
- وبما أنك لم تقتنع بأسبابي فكان يجب تفعيل الأمر حتى يمثل أمامك حقيقة لا مفر منها!
كان مايزال صامتا،
كل عبارة، بل وكل كلمة وحرف يطعن عقله مرة قبل أن يطعن قلبه مئة مرة..
أيعقل أن هذا تفكير آدمي!
هل وصلت بها الأنانية لإعدام أمنياتي!
لنفي وجودي!
للتخطيط والتقرير ومن ثم تنفيذ ما يستحيل على عاقل تنفيذه!
استمرت لمياء بالتبرير ويداها ما تزالان مثبتتين على لحافها..:
- نحن لن ننجب طفلة.. وحتى لو كان ذاك مقدرا، فيستحيل علي إنجاب عشرة صبيان مثلا حتى نحصل، كسبيل للتعويض على صبرنا، على أنثى هدية!
لم يعد يقوى الزوج المذهول على سماع المزيد،
بل لم يعد يرغب في سماع المزيد،
أية معلومة إضافية قد تفقده صوابه،
أي تبرير آخر سيدفعه لارتكاب جريمة بحقها لا محالة..
بكل أسى حمل قميص نومه وخرج.. من الغرفة.. ثم من المنزل..
توجه لسيارته تسيره رغبة بالانهيار..
رغبة بأخذ طريق اللاعودة..
بالاصطدام بشجرة.. أو شاحنة.. أو السقوط من إحدى المرتفعات العالية العاتية كما تسقط نفسه الآن وتتهاوى..
عل هذا يخفف من جرح عميق..
أكان هذا ردها على اعتنائه بها واحترامه لعصبيتها وجمودها؟
أكان هذا ثمن سكوته عنها وحلمه معها؟
أكانت هذه طريقتها المناسبة لشكره على جهده ومجهوده في فهمها وتفهمها مهما صاحت به ومهما أهانته قولا وفعلا؟
أكان هذا نصيبه من قلبها الذي أحبه حتى لم يعد يعرف للحب حدودا أو نهايات؟
أحنى رأسه على المقود وصموده قد انشل.. رجولته قد جرحت..
دموع قلبه انهمرت فكان لابد لدموع عينه أن تخاطبها فتنهمر!
..........
...
هدى التي أنهت مكالمة من جهة.. اتصلت على سهام من جهة أخرى فأتاها صوتها الهادئ المشبع بحزن:
- السلام عليكم!
هدى بقلق واهتمام:
- سهام ألن تخبريني ماذا حل بك منذ البارحة؟
انقلبت نبرة سهام إلى الانزعاج:
- هدى من فضلك.. ليست لدي الرغبة في الكلام!
هدى أدرى بطباع أختها وتشم رائحة رغبة خفية في الكلام والفضفضة عكس ما تدعيه.. لذا سألتها بذكاء:
- حتى مع أختك حبيبتك؟
سهام وهي تحمل غطاء ومخدة وتتوجه لغرفة آدم التي فرشت بأرضيتها ما يشبه متكأً قد يصلح لإمضاء ليلة هادئة، حملتهما وخرجت وهي متأكدة من نوم عمر منذ وقت..
دون أن تعلم أنه يمثل النوم علها تطمئن لذلك فتتمدد قربه.. فتحطمت آماله من تعليقها على محدثتها بالهاتف وبعده خروجها من الغرفة وتركه بمتاهاته وحيدا!
سهام تدخل غرفة آدم بهدوء حتى لا توقظه، وتهمس لهدى باستسلام:
- سأخبرك يا هدى ولكن عديني أن يبقى الأمر سرا بيننا!
هدى بعتاب:
- وهل تشكين في ذلك!
سهام بنفي وهي تضع ما بين يديها على الأرض المفروشة:
- لا أبدا.. إنما لا أود أن يعرف غيرك..
هدى تطمئنها:
- أكيد..
سردت لها سهام الأحداث كاملة منذ إرسالها الرسائل وإلى يومنا هذا..
هدى بانفعال بعد تفكير فيما أقدمت عليه أختها:
- هل باستطاعتي لومك وإلقاء تهمة التسبب في الخلاف عليك لا على غيرك؟؟
سهام سكتت وهي تستمع لهدى كما لو كان ضميرها من ينطق ويصحي غفلتها..:
- لم أتخيل أن يتأزم الوضع بينكما من أجل شيء أنت وحدك من بحثتي عنه.. فإن كان لابد من الألم فجنبيه الألم واحتفظي به لنفسك يا أختي لأن زوجك لا يستحقه منك!
عمر يعد شيئا خارقا بعالم الرجال.. كما يدرك الجميع مدى تعلقه بك.
(قالت "تعلقه بك" بدل "حبه لك" لأنها تعتبر ما بينهما لا يتعدى أن يكون ألفة وعشرة واحتراما فالحب قد يخلق من أجل العلاقات الأسرية جميعها لكنه يبقى غير ممكن بين زوجين!!)
سهام بكت بحرقة:
- ماذا عما شاهدته يا هدى؟؟ أهو أيضا خطئي؟؟
هدى تتذكر شيئا:
- اسمحيلي أن أسأل..
- تفضلي!
باستفسار:
- حين اقتربت منه تلك.. ما كان رد فعله هو؟
سهام ببساطة:
- ابتعد عنها بالطبع!
تنهدت هدى من غباء أختها:
- وتقولين بالطبع! لا أدري كيف يستطيع المسكين التعامل مع غبائك!
سهام بلوم:
- هدى من فضلك لا أسمح..
لكن هدى قاطعتها بحدة:
- بل ستسمحين يا سهام.. لماذا تصمتين وتتنازلين عن حق الاستفسار؟ حاوريه علك تفهمين أسبابه؟ فإن لم تقتنعي حينها فلك وحدك الحق بالقرار!
ودعتها سهام وقد وعدتها بالتفكير مليا بالأمر في حين أجلت هدى دعوتها -الغير مناسبة في الوقت الحاضر- لحضور اجتماع العائلة نظرا لزيارة أهل كريم المرتقبة بعد يومين اثنين..
ألقت جسمها المنهد على سريرها..
تستغرب من النصائح والارشادات التي توجهها لأختها وكان الأولى أن تساندها وتطالبها بعدم التنازل.. فالرجال معدن واحد..
ولكنها مع ذلك لا تنكر اختلاف عمر..
الذي رغم كل سلبياته البسيطة يبقى انسانا متوازنا واقعيا..
وإذا كان عمر انسانيا... فكريم بعيد عن الإنسانية بكل مجالاتها وتجلياتها..
فاليوم وقبل وصوله العاصف كانت تنوي الموافقة لأنها صارت تدرك أنه لن يتركها وشأنها إلا وهي زوجته..
لكن تصرفاته العدوانية الاعتدائية تُطفح الكيل..
يهين ويسب كل من وما يقف في وجهه..
أيعقل أن أعيش مع مخلوق مثله تحت ذات السقف!
لقد استسلمت لفكرة الزواج..
لكنه الاستسلام الذي تعقبه التمردات الكبيرة..
لم يهمني غير شرف العائلة الذي سيتلطخ تحت مسمى الابنة المسجونة..
لكني أبدا لن أنسى كلماتك وسخرياتك ولا الطريقة التي اضطريتني أن أوافق بها!
مادمت جاهدت يا كريم للحصول على موافقتي!
فسأجاهد بدوري لقلب حياتك جحيما لا يطاق!
..........
...
كريم هو الآخر يلقي جسده على السرير..
يبتسم بانتصار
ما هاته إلا بداية سعيدة لمخططه طويل الأمد..
سأجعلها تهيم بي..
فما أن تصير زوجتي، حتى تتخلص من هالة المقاومة التي تحيط بها..
وتندثر عقدة الكره التي تدعيها..
ستصبحين ملكي،
أنثاي،
وحدي،
وليس لأحد الحق بمجرد النظر لك،
أو الاقتراب من هواء تستنشقينه،
إنما بالمقابل،
سيكون حسابي عسيرا مع ذاك القريب الذي تجرأ على ممتلكاتي النفيسة!
لم يرغب كريم في الكشف عن غضبه أو إعطاء فكرة عما ساوره وهو يرى نظرات إعجاب صلاح لهدى..
كانت له نية بإيذائه لكنه تراجع،
لا يريدها غيرة مكشوفة ،
مشاعره من حقه وحده الاضطلاع عليها ومن ثم الإلقاء بها ببئر لا قرار له،
حيث من المستحيل أن تطالها الأيادي أو العيون!
نفض ما يجول بباله واعتدل جالسا.. ثم اتصل برقم مميز لديه:
أتاه الصوت القريب للقلب قبل الأذن:
- أهلا.. أهلا بكريمي أنا!
كريم يبتسم :
- علاء كيف حالك؟
علاء بطريقته الممازحة:
- حالي سيء وأنت تنبذني يا أخي!
يبتسم أكثر:
- لا داعي لممازحاتك.. هل أنت مشغول؟
يتنهد بشاعرية مضحكة:
- أحس من كلامك أنك تود الاستمتاع برؤية ملامحي الفريدة؟
كريم بموافقة:
- تماما!
علاء بنبرة فرح خالصة:
- إذن سنسهر معا؟
كريم بود وهو يترك السرير ويتوجه لدولابه:
- أجل، ونتعشا سوية... سأمرك الآن فكن جاهزا بعد نصف ساعة!
علاء بشيء من الاستياء:
- أنا لست بالبيت..
التقط كريم أحد الأقمصة:
- وأين إذن؟
أجابه علاء بابتسامته الواسعة:
- بمقهى..
كريم جمدت يده وسأل بحذر:
- مع من؟
علاء عادت له روحه المرحة:
- مع نفسي.. هههههههه.. أنا وحدي أشرب قهوتي الوحيدة على كرسي واحد وأمامي طاولة واحدة فهل تدرك كم الوحدة الذي أعانيه!
ارتاح كريم ولكن نبرته لم تتغير رغم التغيرات الذهنية الطارئة التي اختلها تصور أن علاء مع أحد أصدقائه القدامى:
- أعطني اسم المقهى؟
علاء يطمئنه
- قريب جدا من شقتك.. المقهى اليتيم بحيكم هذا.
كريم بنبرة عتاب:
- مادمت بحيي فلماذا لم تزرني إذن؟ أولست أخاك كما تدعي!
بممازحة:
- أخي، أجل.. ولكنك تجاهلتني يوما كاملا لهذا أتجاهلك.. لكني أسامحك الآن.. فهيا أسرع لأني في انتظارك وعلى أحر من الجمر حتى نصير اثنين بقهوتين على كرسيين فيخدمنا نادلان!
يضحك كريم بأعماقه ويكتفي محياه بابتسامة واسعة، علاء قطرة ماء عذبة في حياته القاحلة.. منذ أن تعرف عليه – وهي مدة قصيرة جدا- فاضت أحاسيس أخوية بينهما وانسكبت بعفوية كبيرة... لهما نفس الوضع تقريبا.. كريم الذي كان الصبي الوحيد المعتمد عليه بكل الشؤون والذي لطالما تمنى أخا وأنيسا بدربه الشاق منذ صباه.. وعلاء الذي له شقيق لكنه غائب متغيب.. لم يكن له في يوم عونا أو سندا.. لم يكن رفيقا أو صديقا.. بل لم يكن أخا سواء ببساطة معنى الكلمة أو تعقيداتها... إلى أن عوضه كريم عن الأب الميت والأخ الغائب والصديق الصدوق الذي يخاف عليه من رفاق السوء وحتى من هبات النسيم الباردة..
أنهى كريم الاتصال بود:
- حسنا.. أغير ملابسي وأنزل لملاقاتك!
.......
....
أمضى محمد ثلاث ساعات أمام البحر.. هدوء الليل لم يسكن حرارة قلبه..
هواؤه البارد لم يمح شيئا من همه..
دموعه جفت فتصلبت روحه قبل قلبه..
ما أصعب أن يبكي الرجل..
وكم يقسى قلبه إن هو فعل..
قسوة تلبسته حتى خنقته..
عازم الآن..
الخطأ خطأه.. لكن.. لم يفت الوقت للتحكم بزمام الأمور..
أو ما تبقى من زمامها..
سيعلن ويفرض تواجده..
لهذا استعد وشحذ همته، فغادر متوجها لبيته.. بالضبط لغرفة نومه.. وبشكل أكثر ضبطا لزوجته!!
.......
...
يتناولان عشاءهما وينتقلان من موضوع لآخر..
كريم أجل الموضوع قليلا إلى انتهاءهما من الأكل:
- علاء ماذا تعرف عن قضية أصدقائك؟
علاء الذي بدأ يتناسى القضية كاملة، فاجأه السؤال:
- قرأت مقالا بالجريدة عن تهمتهم.. معلومات لا تتعدى ما أعرفه سبقا.. لكن هذا كان منذ وقت.. والآن لا أخبار لدي عنهم!
استند كريم لظهر الكرسي بهدوء:
- لعلمك..غدا سيتم استدعاؤك لحضور أول جلسة يوم الجمعة المقبل!
علاء الذي تصلب جسمه، شهق بتخوف:
- لماذا؟
ليعيد له كريم استكانته أجاب بثقة:
- لا تخشى شيئا، أنت تحت حمايتي.. ولكنك ستكون شاهدا عاديا نظرا لأنك كنت رفيقهم الدائم..
علاء بعدم اقتناع:
- أشهد بماذا؟
بهدوئه المعتاد:
- سألقنك كل ما ستقوله حرفيا.. وما عليك إلا حفظه!
علاء بمحبة وعيونه تعلن عن امتنانه:
- يوما عن يوم أصبح مدينا لك أكثر!
بلهجة عاتبة:
- أنت لا تدين لأحد.. كما أنك بمثابة ابني يا علاء...
يرفع حاجبيه باستنكار ممازح:
- أجل.. ابنك الذي أنجبته وأنت بالسابعة من العمر!!!
.........
....
محمد أمام غرفته بعد أن صعد الدرج جريا
يدفعه غيظه.. وتهزه كرامته هزا عنيفا..
دفع الباب بقوة لكن صوته لم يحرك بلمياء ساكنا..
لم يكن ليندهش من أنها تنام الآن بارتياح وصفاء بال.. في حين يكاد هو ينفجر..
سنين من التعاسة التي عاش بها راضيا عل الله يلهم شريكته رجاحة عقل بدت صعبة على مر الأيام وتأكدت استحالتها الآن.. فليس أمامه غير ما ينوي فعله، حيث مد يده لشعرها المنسدل إلى جانب وجهها.. الوجه الجميل الذي بدا له أقبح من القبح.. والشعر الذي لطالما تلهف للمسه.. يلمسه الآن ولكن بعنف.. يجذبه بقوة.. استيقظت لمياء برعب:
- ماذا دهاك؟ أترك شعري!
جذبه أكثر وبشكل أقسى فقلبه مات.. على الأقل الجزء المتعلق بها..
- انهضي! فلا استغرب كيف يحلو لإنسانة دونية مثلك النوم!
نظرته غاضبة ونبرته أكثر غضبا، فبلعت لمياء لعابها وهي تسأل:
- هل أنت على ما يرام؟ هل شربت شيئا؟
- أجل شربت..شربت مرا على يديك طوال سنين والآن حان الوقت لتشربي من ذات الكأس!
لمياء بتألم تحاول تخليص شعرها لكن لا مجال لذلك:
- أتركنـــــــــــي!
- أتدرين شيئا؟ أود لو أتركك.. أود لو تتركينني وشأني.. أود لو يرتاح العالم من شرك!
ابتعد عنها بقرف لآخر الغرفة، يرتسم بعيونها الاندهاش في حين رأته يجلس بالجلسة الصغيرة بنظرة ناقمة واعترافات لاذعة تأتي على لسانه:
- لن أنكر أنني فكرت بتطليقك، إطلاق سراحك والانتهاء منك.. لكن هذا سيكون رحمة لك.. وأنت لا تستحقين الرحمة..
ولن أنكر أنني فكرت بالزواج من غيرك.. امرأة لا تعارض رغباتي ولا تعصى أوامري.. تخدمني وتكون تحت طاعتي حالها حال جميع الزوجات مع جميع الأزواج.. فتنجب لي ما شئت من الأبناء والبنين دون تأفف..
لكن من المستحيل أن أجلب لأبنائي زوجة أب قد تقسو عليهم والتي مهما قست فلن تدرك ولو حتى جزءا بسيطا من قسوة أمهم الفعلية في معاملتهم!
لمياء صاحت في وجهه باندفاع:
- تطلقني أو تتزوج غيري؟ أنا؟!
محمد الذي لم تعد عينه تراها غير خيال أسود قاتم حافظ على نفس النبرة القاسية:
- فماذا يميزك عن غيرك سوى أنك إطار جميل تملأه التفاهة من الداخل.. يغزوه الخراب..وتدنسه الأنانية!
وقفت لمياء بغضب.. غير مصدقة أن هذا نفسه محمد.. زوجها الودود الرحيم..
أيمكن أن الخبر أثر عليه لهاته الدرجة..
إنه فعلا لا يستحق..
أبدا لا يستحق:
- محمد لقد تعديت حدودك!
أسكتها وهو يزيد على كلامه ويده تنسل لشعره وتثبته بين أصابعها:
- لأنني تنازلت عن حقوقي في حين كنت أسامح أخطاءك وعدم احترامك على أمل أن تلاحظي يوما أنني أتنازل بمحض إرادتي وليس لضعف في شخصي.. وبما أن الأمل طال انتظاره دون أن يتحقق.. فحدودي الآن فقط عرفتها..
وحدودك يجب أن تلزميها.. وأولها أنني سأتخلص من المربية فتكونين بذلك مضطرة لمراقبة أبنائي والسهر عليهم..
- لا!
أخذ نفسا عميقا وهو يتوجه لها ويدفعها بقوة على السرير..
- أصمتــــــــي!
- ثانيا.. أنتِ من تطبخ وتكنس وتهتم بأبسط تفاصيل البيت وأهل البيت!
بمعنى آخر.. اعتبري نفسك خادمة من الآن فصاعدا..
لمياء صدمت ولم تعد تشك بأنه يقصد ما يقول.. في حين استمر شلال أوامره:
- ثم..توقعي مني الضرب والزجر ومختلف الاهانات شأنك شأن الخدم الغير مجدين بعملهم..
وأخيرا وليس آخرا، مادام جسدك أهم عناصر حياتك.. أهم من أسرتك ومصالح أسرتك.. فلن يكون غير آلة لتفريغ احتياجاتي كرجل مادمت امرأة عاجزة حتى على الانجاب!
رمقها بآخر نظرة تضمنت أنواعا من الاحتقار والسخط:
- ولتستوعبي كلامي جيدا (قالها وهو يشير للباب).. فتفضلي بالنوم بغرفة الخادمة.. واطمئني إلى أنني سأفصلها لتستلمي مكانها قلبا وقالبا منذ الصباح الباكر بل ومع بزوغ الفجر!!!
مع تحيات أحلامي خيال!
|