السلام عليكن حبيباتي
جمعة مباركة
سامحوني مجددا فالمشكل ما يزال قائما..
أنا اليوم أود شكركن الواحدة تلو الأخرى:
شبيهة القمر،
زارا،
أم الجمايل،
لحظة شموخ،
وجه الصباح،
النصف الآخر،
Dar3amya،
بنت خالة أنفاس قطر،
Miraje،
وكل من لم آتي على ذكرها أيضا..
أشكر كل المتألقات اللواتي يساندنني،
لا خلا ولا عدم منكن
أحب أن أهدي هذا الجزء للجميلة التي من سالف الزمان،
كبيرة العينين،
طويلة الشعر،
هههههههههه
يالله انتي اللي وصفتي نفسك
أهديه لـــــ: بن خالة أنفاس قطر والتي أقول لها لا.. لم أنساك مطلقا.. فكل من يساندني ولو بكلمة يستحيل علي نسيانه فما بالك إن كان مرهفة الإحساس بنت الخالة الرائعة!!
واقيلا طولت عليكم..
استلموا الجزء الطويل نسبيا حسب طلبكن والمليء بالأحداث والذي يعطي أيضا الضوء الأخضر لأحداث قادمة:
الجزء السابع عشر
مازالا على نفس الوضع..
صلاح يتمنى أن يطول وقوفهما معا..
وهدى تتمنى انصرافه دون إحراج..
لأن وضعهما هذا لا يعد صحيا البتة..
لا يعجبها أن يعلق أحد على تصرفاتها..
كما أزعجتها نظراته المعجبة.. نظرات تثير رغبتها بالغثيان..
حتى خطيبها المسمى خطيبها لا يحدجها بهذه الطريقة بل يكتفي بالشماتة تارة وبالاستفزاز أخرى!!..
تنهدت بداخلها وهي تعد الثواني التي بدت لها دقائق طويلة..
تود الاستئذان منه ولكن إلى أين تستأذن؟؟ كريم لم يصل بعد ولا يمكنها الحراك قبل مجيئه..
صلاح المعجب الولهان انتزع من نفسه كلمات لم يود النطق بها فجاءت آسفة:
- إذن سأودعك الآن على أمل اللقاء بك بأقرب وقت ممكن.. وأتمنى ألا تكوني مشغولة من جديد!
أعطته هدى نظرة متمللة ولكنها احتفظت بالصمت ثانية..
مد يده لها:
- إلى اللقاء!
لم تكن لتصافحه (فهي لا تصافح غير محارمها) وهذا مبدأ لا تتنازل عنه ولكنها أجابته بالمثل:
- إلى اللقاء
دون أن تصدر عنها أية حركة أو نية بالسلام..
مازال يمد كفه فإذ به يحسه متهاويا إلى جانبه بقبضة تلقاها عليه..
كانت الضربة على يده قوية أفقدته توازنه فتحركت عيناه بحدة للفاعل، وقبل أن ينطق أو يعلق لحظ نظرة تلتهمه ووجها حادا يظهر عليه الكثير من الاحتقار:
- مــــــــن أنــــــت؟
سأله كريم بقرف في حين تجهم وجه صلاح وتفاجأت هدى من حضوره المفاجئ وتصرفه الغريب..
لم يكن قد أجابه بعد فأعاد طرح سؤاله بشكل أحد:
- هل سمعتني أم أنك تعاني من الصمم؟
انتفض صلاح مدافعا عن كرامته التي أهينت:
- ومن تكون أنت بداية لتتدخل في حوارنا وتسألني بهذا التهكم؟
كريم الذي يتشبث بآخر ما تبقى له من أعصاب:
- ما صلتك بها لتستوقفها بهذا الشكل وعلى مرآى من الناس؟
- هذا لا يعنيك!
أجاب صلاح بحدة وقد استفزه كلام الغريب..
هدى التي بالكاد استطاعت الاستيعاب، سارعت بالتدخل:
- كريم.. إنه..
كان يتجاهل النظر اليها منذ البداية فلما كلمته نهرها بحدة وقوة:
- أسكتـــي أنت!
عاد يوجه ملامحه القاسية والهادئة ظاهريا جهة صلاح:
- لعلمك فهذه خطيبتي يا...
(قالها بازدراء).. بينما بدت الدهشة الكبيرة بوجه صلاح.. خاصة وأن هدى لم تكذبه ولم تعارض:
- كيف تكون خطيبها وأنا..
بتساؤل:
- أنت ماذا؟
صلاح كما لو أنه يطلعه على سر كبير:
- أنا نسيب أختها..
كريم بهدوئه المثير للأعصاب:
- ثم؟
صلاح قال يستفز كريم:
- ثم أنا لا أظنك خطيبها كما تدعي فلا علم لـ..
هدى من تدخلت الآن فقالت بتهذيب:
- بلا هو خطيبي.. سنتزوج بعد شهر.. وأنت أول المدعوين!
كريم استكانت ملامحه وهو يهبه إحدى نظراته الساخرة:
- أظنك لن ترفض الحضور يـا...
نقل نظره منه لهدى وهو يقول:
- تفضلي عزيزتي!
استأذنت هدى وصحبته لسيارته..
تركاه مبهوتا بعد أن اصطدمت آماله وبعدها إعجابه بحقيقة مرة صادمة..
بالمقابل هدى تسير جنبا إلى جنب مع كريم... فيعد منظرهما هذا حصريا.. ينفي اي صراع بينهما قد يُتهمان به... ومن يراهما من الأكيد لن يصدق حربهما المندلعة البارحة فقط!!
كريم رغم أنه مايزال غاضبا بقرارة نفسه وإحساس ما تحرك من جديد في داخله.. فيبدو أن هدى ما تلبث تخمد فيه شيئا إلا وتشعل آخر.. إلا أنه يحافظ على الثقة والهدوء..
هدى كانت أسبابها عميقة جدا ومتعقلة جدا.. إنها تدرك أن كريم إنسان عدائي ونظراته للتو أخافتها فتوقعت أن تصاعد الموقف قد يتسبب في كارثة يكون الندم عليها غير ذي معنى بعد فوات الأوان.. لهذا وفقط لهذا أنهت النزال الشفهي حتى لا يتطور إلى ما لاتحمد عقباه وأكدت على كلام كريم خاصة وهي تفهم ما يصبو إليه صلاح من الزيارة!
فتح لها باب السيارة ودعاها للدخول بأدب، رغم توترها من الجلوس قربه إلا أنها ابتسمت له ودخلت!
حال أن استقر بمكانه قربها شحن الجو بشيء غير الهدوء حيث نطقت هدى بحدة وهما يتقابلان وجها لوجه:
- أيمكن أن أفهم سبب تصرفك!
..........
...
عمر منذ عودته للمنزل وهو لا يجد من سهام غير عدم الاكتراث..
يحز الأمر بنفسه وهو يراها معرضة عن النظر له أو باتجاهه حتى طيلة تناولهما وجبة الغداء..
ثم طيلة الظهيرة..
تمدد على سريره ليقيل فانسحبت لغرفة آدم من جديد..
تتجاهله وهو عاجز عن تغيير الوضع..
ويرى الألم بعينيها المحمرتين من أثر الدموع
فلا يستطيع استبدال حزنها فرحا..
أتراها ماتزال على رغبتها بالطلاق؟
أو الأصح بسحب روحه منه؟
أم أنها فكرة مجنونة ساورتها بلحظة وعدلت عنها باللحظة التالية؟
فهي لا يمكن أن تعيش بدونه ولا هو يستطيع أن يتنفس هواءا ليس به عبق جسدها ورائحته..
يتساءل بينه وبين نفسه وينهشه التفكير..
كان ينوي الخروج ليتخلص من الصداع الذي بدأ يلازمه، سيزور والديه غالبا فقد ينسيه دفء وجودهما بعضا من برود سهام الجارح.. يتوجه من غرفته، وهو يرتدي ثيابا غير متكلفة عبارة عن جينز وقميص ربيعي أبيض، إلى الباب الخارجي عبر الدرج ثم عبر الصالة ليجدها جالسة أمام التلفاز وعقلها يسرح بعيدا.. انتفض قلبه العاشق كما لو أنه يراها للمرة الأولى..
ألمها يؤلمه،
وسحرها يشده،
لم يكن يوما بعيدا عنها هذا البعد،
ولا ممنوعا منها هذا المنع،
ممنوعا من محادثتها او الاقتراب من أجوائها الخاصة الحزينة،
كم هو غريب ببيته دونها!
دون ابتساماتها وضحكاتها...
من غير مقدمات أو حتى وعي منه توجه للأريكة وجلس بالقرب منها،
انتفضت وابتعدت عنه فآلمه صدها لكنه عاد ليقترب منها..
عيناه على خدها وشعرها الجميل المنساب عليه..
فتكلم أخيرا وهو يحاول انتقاء الكلمات:
- سهام...
مد يده ليدها المستندة لفخذها وقال بهودوء يتصبب حنانا ولهفة:
- أنا...
نفضت يده ووقفت فجأة وهي تلقي عليه نظرة لائمة، عاتبة، غاضبة، ولكن شاحبة..
أرادت أن تحسسه بشيئ مما حسسها إياه فانصرفت وخلفت وراءها زوجا حائرا مشتت الفكر!
.....
كريم بعد السؤال الذي باغتته به هدى،
- أيمكن أن أفهم سبب تصرفك!
هدى تسأل عما دعا كريم لإحراجها أمام قريبها ونهره لها دون أدنى احترام،
كلاهما غاضب..
كلاهما يثير غريمه منتهى سخطه..
كان لكريم رد متهكم على سؤالها:
- ما فعلته –وأنا منطقيا لم أفعل شيئا- له شرح واحد: وهو أنك من ممتلكاتي الخاصة ولا يحق لأحد الاقتراب!
- ممتلكاتك!
سألته بسخرية وأضافت:
- أولست قابلة للوراثة، حالي حال باقي ثروتك، إن أنت وافتك المنية.. كما كان يحصل بالجاهلية.. التي تبدو متأثرا بقوانينها كل التأثر؟؟
كريم الذي لديه الكثير ليقوله أوله حقه في الرد على سلاطة لسانها اكتفى بالدوس على الفرامل وهو ينطق بزهو:
- بل تدفنين معي حية.. كما كان يحصل في العهد الفرعوني!
...
جالسين بمطعم فاخر وكل ما فيه ليس إلا خدمة راقية لنوع معين من الزبائن من بينهم كريم طبعا،
تساءلت هدى وهي تأكل من صحنها لحم السلطعون ذي المذاق الفريد، لا يمكنها أن تنكر الهيبة والحضور القوي لكريم أينما حل وارتحل، أسطورة متحركة كما سبق ووصف نفسه.. لكن هذا لا يعني أي نوع من الإعجاب قد تحمله له، بل يعني استنكارا شديدا وتطورا طبيعيا لحقدها عليه.. كل ما يصدر عنه يدعو لذلك حتى هاته العيون الباردة القاسية التي تحركت لجهتها قبل أن يسأل:
- هل يزورك ذاك الأبله لأول مرة؟
سألها وهو يتحرق لسماع جواب شاف ويخفي غضبه منه بملامح خالية من التعبير..
قالت تغيظه:
- ذاك الأبله يكون قريبي!
لكنه لن يفوت استعمال سلاحها ضدها:
- تحرياتي عنك تقول.. أنك تكرهين الرجال فكيف تدافعين عن قرابته لك؟
هدى التي تدافع الدم لعروقها لينضح بوجهها الجميل:
- أكرههم دون استثناء خاصة... من يحاولون إيذائي أو إدخالي السجن مثلا!
ابتسم كريم وهو يبعد الشوكة عن فمه:
- لم يبد كرهك جليا وأنت تقومين بأول دعوة لزفافنا!
- حسنا كريم دعنا نأخذ منحى جديا!
باغتته بجملتها ذات النبرة المختلفة فسايرها:
- تفضلي!
لقد فكرت مليا بكل المشاكل التي سببتها لي والمتاعب التي لا أعلم من أي صوب تطاردني! آخرها طبعا دين لا أعرف عنه شيئا ولا حتى عن صاحبه!
أجاب بهدوء:
- ماجد صاحب الدعوة هو نفسه الأحمدي!
تساءلت بهدوء وهي ترفع حاجبا:
- أها! العميل الوهمي! الذي ليس غير شرطي ربما!
- هو كذلك!
أومأت هدى بشيء من الرضا:
- أنا أهنئك على ذكائك.. الذي قابله تسرعي في إلقاء الأحكام على أشخاص.. هم في الأصل يعملون لحسابك!
كريم بكبرياء:
-لا داعي لاعترافاتك فأنا أقدر ذكائي ولا أحتاج لتقديرات إضافية!
(يتمتع بكم من الغرور يفلت أعصاب محدثيه).. هكذا فكرت هدى ولكنها غيرت دفة الحديث وتابعت:
- أجل علمت ذلك هذا الصباح وأنا أتساءل من أين حصلت على إمضائي فجاءني الجواب عبر السكرتارية العامة حيث أخبروني أن شركتكم وهمية!
تناولت قطعة إضافية وهي تتمهل لينطق لسانها بما يصعب قوله:
- وبما أنه من الصعب مجابهتك وبما أن كفتينا غير متساويتين.. فأنا موافقة على الزواج!
......
...
صلاح لم يستطع تقبل خبر خطبة هدى لذا فور دخوله من عمله الذي استمر حتى الساعات الأولى من الليل بمقاولته.. اتصل بلمياء يستفسر منها.. فتفاجأ بجهلها هي الأخرى للموضوع بشكل قاطع..
......
..
منزل محمد الغازي،
العاشرة ليلا،
بعد تأكده من نوم أبنائه الثلاثة.. (الذين يغمرهم بحنانه معوضا إياهم إهمال الأم التي يتمنى أن تتحسن معاملتها لهم وله خاصة.. ولباقي البشر عامة).. توجه محمد لغرفته وشوقه لحبيبته العنيدة يقتله.. يتمنى أن تخفف من دلالها وصدها له تماما كما فعلت الأيام القليلة الماضية..
فتح الباب بهدوء وهو يراقب حسناءه الجالسة على السرير والمستندة لرأسه (السرير لا زوجها!) بظهرها وهي تنهي اتصالا ما:
أزال قميص بيجامته وهو يقترب منها بشغف وعيونه تغمرانها عشقا:
- أتمنى أنك أحسن حالا اليوم حتى تستقبليني بأحضانك!
لمياء جفلت بشدة وهي تفهم مغزى كلامه فلم تجد مهربا غير مبادرته بسرعة:
- كان صلاح هو المتصل!
جلس على جانب السرير وعيناه لا تحيدان عنها:
- حقا؟ وماذا يريد؟
أجابت بتوتر خفي:
- أخبرني أنه قابل خطيب هدى!
باستغراب:
- غريب؟ منذ متى؟
- لا علم لي أيضا لقد فاجأني الخبر!
قال باقتناع وقناعة:
- عل الله يبارك لهما أما أخي فمن المؤكد سوف يمنحه الله زوجة أتمناها بأخلاق أختك وطيبتها! فهاته أرزاق لا اعتراض لنا عليها!
اقترب منها أكثر ومد يده لمشبك شعرها يسحبه لتنسدل منه آية من آيات الأسود القاتم المثير..
لمياء تشعر لأول مرة أنها عاجزة عن الصد والعناد وهو شيء خارج عن طبيعتها الحادة.. لكنها حاولت لفت انتباه زوجها لشيء آخر:
- أود أن أتصل بأمي لأستفهم منها!
قالتها وهي تسحب هاتفها من جديد..
محمد وهو يدنو من وجهها ويبعد بيده جوالها عن يدها.. اخترق عطرها صدره العاشق فتكلم بهدوء ورقة في حين توترت لمياء لأبعد حد:
- إنسي كل شيء الآن.. واكتفي بي أنا!
.......
...
بمنزل عائلة العراقي:
هدى ما تزال تساعد أمها بجلي الصحون.. كلمتها بعد تردد:
- أمي!
- أجل حبيبتي؟
استفسرت الأم بصوت خفيض وقد بدأ يغالبها النعاس..
- بعد غد إن شاء الرحمن تزورنا عائلة كريم.. (تلعثمت قليلا قبل أن تردف) حتى يحصل التعارف.. والمهر.. وأشياء من هذا القبيل..!
- سيكون يوم السعد يا صغيرتي!
هكذا كان جواب الأم مع آخر صحن تقوم هدى بغسله ووضعه جانبا.. ومع أولى رنات هاتف البيت،
التقطته هدى:
- ألو!
كانا صوتين بدل صوت واحد: إكرام وليلى تتكلمان بالوقت ذاته، تبدوان في غاية المرح والاستمتاع:
- أهلا.. أهلا..
-أهلا بكما ما أخبار الرحلة؟
تأتيها الأجوبة ثنائية:
- رائعة.. مذهلة..
- متى تلتحقين بنا يا هدى؟ هل حل مشكلك؟
- بالحقيقة.. انتظرا..
قالتها وتمنت لأمها ليلة طيبة فهي لا تودها أن تسمع الجزء المتعلق بإلغاء الرحلة..
جلست بالجلسة الصغيرة وتكلمت بحذر:
- لن أتمكن من ذلك.. فأنا مشغولة الآن!
- بماذا؟.. لماذا؟
- لأنني عما قريب سأدخل القفص الذهبي! (نطقتها وهي تقصد بقرارة نفسها قفصا قد ينزل لأي مستوى من الانحطاط لكنه لن يتعدى ذلك ليصير ذا معدن طيب كالذهب)..
......
...
انتهى اتصالهما بالتهاني القلبية الرقيقة...
وانتهى، من جهة مخالفة لهن، تواصل بأبشع صوره:
- إشرحيلي!! ما هذا الثقب الغائر في بطنك؟؟ تكلمي!!
كان هذا صوت محمد الثائر الغاضب..
الذي يحس نفسه على شفير هاوية سحيقة..
شيء ما يبعث بأوصاله رعشة عنيفة قاسية..
وذات الشيء يخنق تنفسه..
لأول مرة يصيح بوجهها،
لأول مرة يثور بها،
لأول مرة يهاجمها بكلامه،
ولأول مرة يتبادلان الأدوار بهذا الإتقان!!
هو تغلي دماؤه وهي تتشبث بملحفها وتثبت أجزاءه على ما ظهر من كتفيها ونحرها.. تود الاختباء.. تود أن تهب رياح عاتية فتنتشلها لأعالي السماء حيث لا تضطر لمواجهة الحكم الابتدائي على جرمها.. جرم يشك محمد به ولكنه ينتظر أي تبرير يكذب حدسه المجنون.. ويده تعتصر الضمادة التي انتزعها من فوق جرحها ذاك!
صاح بها من جديد ويده تمتد لذراعها يجذبها بقوة.. يهديها بذلك بعضا من ألمه:
- أجيبيني!
لكن لمياء لم تكن لتستحمل عنفه كثيرا وقد عادت لها القناعة الخادعة بأن ما فعلته هو من محض حقوقها ولا يعد عيبا، أجابته بحدة والتوتر لم يغادرها بشكل نهائي:
-إنها جراحة!
محمد بترقب وبوضع استعداد.. يهيئ نفسه لسماع الأسوء:
- جراحة ماذا؟
لمياء تنهدت قبل أن تجيب وهي تلقي بجملتها الصاعقة بكل ما للكلمة من معنى:
- جراحة تعقيمية!