كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
االسلام عليكم
حبيباتي ومتابعاتي
اشكركن جميعا
اعذروني لعدم الرد فانا بمقهى النت ولا استعمل غير كيبورد النت فعندي مشكل بالنت
اهديه لكن جميعا
الجزء السادس عشر
…
بدت مستغربة وبشدة من هذا الاستدعاء،
علي دين؟؟
وغير مسدد؟؟
لم أستدن من أحد بحياتي!!
متى حصل هذا؟؟
وكيف؟؟
قرأت أكثر لتصدم بالرقم: 800.000 درهم أي ما يعادل 80 مليون سنتيم!!
توجهت لسيارتها وجلست.. تحاول التذكر فلا يسعفها عقلها..
فاستنتجت بعد حين ما غاب عن بالها طيلة مدة تفكيرها وتذكرها
تذكرت وعيد كريم وأنه يصادف اليوم بالذات!!
...
كريم يستعد لمغادرة شقته فإذ به يتلقى اتصالا:
- ألو!
رد بهدوء وهو يراقب الرقم على الشاشة.
هدى التي صارت تكرهه أكثر وأكثر بثت بحروفها مشاعر قلبها السوداء تجاهه:
- أهذا هو ردك الصباحي؟
ببرود وبساطة استفسر منها:
- وصلك إذن؟
أجابت بالموافقة:
- للتو!
كريم أجاب بذات البرود مع نبرة تهديدية:
- إذن يا هدى.. الخيارات ماثلة أمامك الآن: إما أن تعيشي ببيتي.. أو تعيشي بالسجن.
استدركت بهدوء وشيء غير الغضب هاته المرة يحركها:
- هناك خيار ثالث لم تأت على ذكره...
ابتسم وأحست ابتسامته من لهجته:
- تدفعين المبلغ؟؟
وافقته بتأن:
- تماما!
أجابها كريم بما يشبه عتابا بصوت ساخر:
- لم أتوقع أن لامرأة مثلك ذكاءا محدودا لهاته الدرجة!
أكمل كلامه بعد لحظة وهو يحس شرارات هدى الصامتة تغزو الهاتف:
إمضاؤك مازال بحيازتي ويمكن أن أصنع منه مئات الشيكات التي تدينك لبقية العمر!
ابتلعت ريقها بصعوبة فهي عاجزة عن الرد ولا تملك غير التعقل بما أنها كسبت عداوته بدل صداقته، قطع الصمت وأنهى الحوار البارد الساخن:
- هدى لدي عمل الآن.. سأمرك لنتغدى سوية ثم لأسمع ردك النهائي!!
.....
..
سهام،
وليلة تنضاف لليالي سهادها المرة..
الليلة الماضية كانت أمر وأطول...
حزن غائر بأعماق أعماقها
لم تكن لتشك به يوما،
والأدهى أنها لا تستطيع ذلك رغم ما حصل!
تناقض محزن..
قاس..
قاتل..
سماحه (لتلك) بالتمادي ليس له غير معنى واحد وحيد..
وهو أنه راض ومقتنع!
لو سمعت الخبر من أي كان لكذبته،
حتى لو نقله هو نفسه على لسانه،
لكنها شاهدت بأم عينها،
ولم يكن مجرد خبر قابل للطعن والتكذيب،
وهي لا تدري كيف حافظت على هدوئها وسط الموقف الذي انتهك الروح قبل الجسد،
الموقف الذي آذى كل خلية تنبض بالحياة في فؤادها المتألم،
الموقف الذي لم ولا ولن تتمنى امرأة حصوله في حضورها أو حتى بغيابها!
سمعت حركات تصدر عن آدم فعلمت أنه استيقظ من نومه، كانت تجلس على الكرسي القريب منه، الكرسي الذي أمضت عليه ليلة كاملة دون أن يغمض لها جفن،
تتجنب بذلك أي احتكاك من أي نوع قد يضعف موقفها مع وأمام عمر..
اقتربت من ابنها وحضنته بحنان متدفق،
تقبل شعره ووجهه كما لو أنها تخلي سبيل رغبة حبيسة باحتضان عمر وتقبيل شعره ووجهه،
كم كان ذلك ممكنا منذ ساعات..
وكم أضحى مستحيلا الآن!!
أيعقل أن ينقلب الهدوء لعاصفة بين يوم وليلة؟
عاصفة تقتلع كل جميل ولا تخلف وراءها إلا دمارا كاسحا!!
......
..
نسيمة تتناول إفطارها صحبة خالد وأمها والابتسامة تملأ محياها:
خالد بهدوء وفضول:
- أمي أراك تكثرين من الابتسام!!
خالد كان مقابلا لأمه وكلاهما قريب من السيدة صفية التي على رأس الطاولة:
- أتغار من أمك؟ (سألته نسيمة ممازحة) دعني أبتسم فلي أسباب قوية.. أهمها أننا سنلمس عما قريب رابع المستحيلات!
- ابتسمت السيدة صفية بدورها وهي تفهم ما تعنيه ابنتها.. فساندت ابنتها بذكاء:
- دعها وشأنها واهتم بما بين يديك يا حبيبي حتى تتفرغ لحفظ دروسك (ناولته صحنا من التمر) خذ من هذا فهو مفيد للذاكرة!
لكن خالد لم يكن أقل منها ذكاءا:
- تغيرين الموضوع يا جدتي.. لا بأس أقبل وأتقبل منك كل شيء..
ضحكت الأم وابنتها بنفس الوقت فنطقت نسيمة بخفة:
- لا أصدق لحد الآن!
تابعت الأم بلغة الألغاز:
- بلا صدقي عزيزتي.. ألم أقل ترقبي؟
- حسنا ألم يخبرك متى، من، كيف؟؟ أي معلومات إضافية ترحم فضولي!!
خالد الذي يحول نظره بينهما وهو لا يفهم الموضوع من أساسه سأل بشيء من التوتر:
- ألا يتوجب أن ترحما أنتما فضولي أولا!
.......
...
بالمستشفى، بالضبط بغرفة المعاينة:
عمر يعاين مرضاه،
وعقله أبعد ما يكون عن المرض والمرضى،
لم ينعم بالنوم حاله حال سهام..
اتهمته...
سبته..
لعنته...
أخرجته من دائرة ثقتها...
كسرت أحلى وأجمل ما يجمعهما..
كل هذا كان في كلمة واحدة نطقتها!
لم يكن ليتخيل يوما أنها ستأتي على ذكر الطلاق..
هي لم تعد لتطالبه بالأمر مجددا..
لأنها ببساطة لم تتواصل معه..
كانت آخر كلمة يسمعها منها..
ولا يعلم أنها كانت آخر كلمة تنطق بها للآن!
لم تعطه الفرصة ليشرح موقفه،
وهو كما تعلم قليل الكلمات..
نادر العبارات..
فكيف يتواصلان..
وكيف يتفقان ويتحاوران؟؟
آه لو تسألني حتى؟
لو تعطيني بصيصا من أمل... أنها تود سماعي!!
.....
..
هدى بعملها.. الساعة تشير بمكتبها لثلاثين دقيقة بعد منتصف النهار..
لم تغادر مكانها في انتظار كريم.. وصوله أو اتصاله..
وهي تتمناه اتصالا يلغي به دعوته تلك ويعرب به عن ندمه لاختيار وقت غير مناسب..
لكن جانبا آخر من عقلها الباطن يرغب في اللقاء..
إلى متى نستمر في الكر والفر؟
وإلى متى أستحمل ألاعيبه هاته؟
سأحدد اليوم قراري وأحسم مصيري،
فأحدد بذلك حياتي معه وأحسم مصيره معي!!
رن هاتفها فقطع حبلا طويلا من الأفكار..
لم تحب أن ترد عليه وهي أكيدة من أنه هو...
حملت حقيبة يدها وتوجهت للمصعد...
صادفت صفاء التي استغربت.. وبيدها كيس ما:
- أهلا يا هدى! ألم يكن سفرك البارحة؟
أجابتها هدى على عجل:
- بلا ولكنني أجلت الموضوع.. أشرح لك لاحقا!
صفاء بترحيب:
- تفضلي لمكتبي واخبريني بالتفاصيل..(ثم مشيرة للكيس) يمكننا تقاسمه! (تقصد وجبتها)
ابتسمت لها هدى:
- أشكرك يا صفاء ولكن لدي موعد وأنا مستعجلة!
هزت صفاء كتفيها باستسلام في حين استعملت هدى المصعد،
تكرر الاتصال وهي تترك المصعد وتتوجه للدرج الخارجي، فلاحظت أن الرقم غريب وليس لكريم، وقفت لحظة وأجابت:
- ألو!
- أهلا هدى!
-أهلا.. من حضرتك؟
- أنا صلاح!
بتساؤل:
- صلاح؟؟
- أجل.. نسيب أختك!
تحركت هدى من مكانها وهي تستغرب اتصاله:
- كيف حالك؟
- جيدة.. أشكرك.. وماذا عنك أنت؟
- بخير حال!
- هدى أيمكنك رؤيتي؟
- رؤيتك؟؟ كيف ذلك؟؟
- أقصد إن أنت وجهت نظرك لأسف الدرج..
فعلت كما طلب منها.. فإذ بها تلحظ رجلا وسيم الوجه بتفاصيل أوروبية يظهر أنه محدثها من إمساكه بجواله،
سألت بحذر:
- هذا أنت؟
- أجل!
قالها وابتسم وهي تنزل الدرج ومحياها الرائع يتضح له أكثر وأكثر..
أغلقت الهاتف كما فعل هو الشيء ذاته وهي تصل لآخر السلالم:
- ابتسمت بهدوء وهي تواجهه مع محافظتها على مسافة مهمة بينهما:
- تشرفت بمعرفتك!
- وأنا أكثر!
قالها وهو يقصد قوله.. إنها أعقد مما وصفوها به وأجمل من كل كلام قد يقال في حقها!
ملامحها الهادئة لا تتوافق وملامح أختها الحادة!
وجودها البهي انسل لقلبه فتغلغل..
(صلاح الذي لا علم له بارتباط هدى خاصة وأن نسيبته نفسها لا علم لها لحد الآن.. قام بزيارتها يوم الإثنين بنفس التوقيت فعلم أنها مسافرة وطلب بذلك من إحدى الموظفات إخباره حال وصولها ففعلت هاته الأخيرة دون دراية من هدى)
هدى من ناحيتها لم تكن لتتعرف عليه لأن الشبه بينه وبين أخيه منعدم تماما!
ولكن عدم ارتياحها للجنس الخشن حضر مجددا، لهذا قررت سؤاله عن سبب الزيارة وكيف حصل على...
لكنه سبقها لذلك بعرض لم تتوقعه:
- هل تقبلين صحبتي لتناول الغداء؟
اغتصبت ابتسامة وهي تعتذر:
- آسفة حقا.. فلدي ارتباط حالا!
كانت تود شتمه بدل الاعتذار منه لولا قرابته لعائلتها..
هل مظهري يدل لحضرته أنني أصطحب أيا كان!! فعلا غريبة هاته المخلوقات المدعوة بالرجال!!
تأسف صلاح من أعماقه وهو يرد:
- لا بأس إذن.. بفرصة قادمة أتمنى!
(لا فرصة ولا هم يحزنون.. ما هذا الحظ العاثر؟ ألا يكفيني كريم لتنضاف أنت لقائمة المنغصات في حياتي!!)
استقرت الكلمات بعقلها فلم تغادره وهي تمنع نفسها من إعطائه درسا في الأدب.. فاكتفت بالصمت..
اكتفت بالصمت واكتفى هو بملئ عيونه من جمالها العذب!
وهما،
كلاهما،
لا علم لهما..
بمن استقرت سيارته، منذ اللحظات الأولى للقاء، أمام بناية المؤسسة،
شخص يود اقتلاعهما من الأرض،
وإلقاءهما بأبعد نقطة عنها،
شخص يراقب بغيظ،
بغضب،
وعيناه ترتسم رعبا متوحشا،
غَـلـَـــــيَانا،
طوفانا كفيلا باغراقهما معا،
هذا الشخص ليس غير كريـــــــم!!!
أحلامي خيال..
|