كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
حبيباتي بهذا الجزء ستحدث تغييرات طارئة
سأقول أن أبطال الجزء هم:
كريم وهدى
سهام وعمر
وأكتفي بذلك لأشوقكم للاتي،
هذا الجزء أهديه للبؤة يعجبها أسد الرواية
أهديه لمن ستروقها المواجهة اليوم وأتمنى أن تروقكم أيضا
أهديه لــــ: وجه الصباح
الجزء الخامس عشر
أوامر أمنية؟؟؟
لم تحتج لشرح أكثر حتى تفهم أن لكريم دخلا بالموضوع...
متوجهة لمكان محدد والحنق يحركها،
تدخل وفرض للذات من إنسان بغيض على القلب،
تكاد تفقد صوابها من تسلطه وهي تستعيد شريط اندهاشها بمحطة الأداء والذي طال بشكل عجيب حتى طلب منها الموظف العودة من حيث أتت وهو يعيد عليها الرخصة، في حين لم تكن صديقتاها أقل اندهاشا وهن متحفزات لسفر يبدو أنه انتهى قبل بدايته،
هدى بعد أن نفضت الصدمة، رأت أن صديقتيها لا ذنب لهما لهذا عرضت عليهما استعمال سيارة أجرة بما أن سيارتها هي الأخرى ممنوعة من عبور حدود المدينة، واعدة إياهما أنها إن توصلت لحل الإشكال فستلحق بهما، على أساس أن سبب منعها من الشرطة لا يتعدى أن يكون، ولابد، سوء تفاهم أو خلطا غير مقصود، إصرار بالرفض من جانبهما قابله إصرار على السفر من جهتها، إلى أن انتهى بهما الحال على الموافقة تلبية لطلبها، خاصة وأن لا فائدة لإلغاء الرحلة مادام كل شيء جاهزا وليس أمامهما وقت طويل قبل إقلاع الطائرة..
ودعتهما بحسرة أخفتها بابتسامة واسعة فأخذتا طريقهما في حين تسوق هي الآن للمكان المذكور،
اتصلت بها ليلى وهي لا تبعد إلا دقائق عن هدفها:
- أهلا ليلى!
-...
- لا بأس استمتعن حبيبتي لا داعي للقلق بشأني!
-...
باستفسار مصعوق:
- وجدتموه ملغيا؟ كيف ذلك وأنا شخصيا أكدت على حجزي وحجزكم؟
-...
- لا بأس إذا فأنا لن أسافر اليوم بأي حال!
-...
- طريق السلامة، بلغي قبلاتي لإكرام!!
لا وألف لا..
فقد تعدى هذا الأحمق حدود المعقول!
ويبدو أنني مضطرة لمجابهته!!!
هكذا تهددت بينها وبين نفسها وهي تقف أمام بناية الأمن،
كلها رغبة في وضعه عند حده،
في إعلان رفضها لتقمصه دور الخطيب تقمصا وقحا،
في طرده من حياتها طردة لا رجعة له بعدها،
صعدت درجات معدودات فوقفت بوسط صالة واسعة، كانت تنوي استعمال المصعد إلى أن استوقفها الحراس، فطلبت منهم مقابلة الوالي..
لحظت بعيون كلا الحارسين سخرية..
فتكلم أحدهما بينما الآخر عكف على دفتر الزائرين:
- الوالي شخصيا!
أعطته نظرة من نفس النوع:
- أجل الوالي وما المانع؟
باصطبار:
- حسنا.. هل لديك موعد على الأقل؟
بجزم أجابته:
- لا...
- إذن انصرفي يا آنسة فليس مسموحا لمن هب ودب بزيارته، إن أصغر موظف لدينا لا يُقابل إلا بعد بحث مطول فما بالك..
قاطعته:
- جيد انتظر..
تابعها وهي تستعمل جوالها..
ثم وهي تكلم أحدا ما..
- ألو.. كريم.. أنا أسفل المبنى والحراس يمنعون دخولي!
تفضل!!
قالتها وهي تناول الجوال للحارس الذي بدا مشدوها، أخذه منها وسمع صوتا آمرا حازما باصطحابها لمكتبه:
- أنا آسف جدا يا آنسة! أرجوك أن تقبلي أسفي..
أوقفته بحركة من يدها وعقلها عاجز عن التركيز:
- أوصلني لمكتبه وحسب!
...
كريم الذي ينتظرها على أحر من الجمر رغم استغرابه جرأتها، أمر بعدم إزعاجه أو مقاطعة اجتماعه بضيفته القادمة، وهو يتوقع أن يكون اللقاء ناريا هاته المرة، ولكن ما يهم بالنهاية هو أنه استفزها وسيستمتع برؤيتها عن قرب..
......
..
سهام في زيارة للمستشفى الذي يعمل به عمر وقد استأمنت أمها على ابنها، زيارتها الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة،
جربت الكثير من الفساتين والأطقم إلى أن استقر اختيارها على معطف كحلي طويل يصل لأسفل قدميها مع حذاء أسود مستوي يصل لركبتيها، بدت جذابة مع لفة سوداء أبرزت صفاء بشرتها وعيونها،
تمشي بأنوثة كما تفرض عليها طبيعتها وكما يفرض عليها أكثر الوضع الجديد.. أخبروها بالاستقبال أن عمر يقوم بعملية بسيطة ستنتهي بعد نصف ساعة وهاهي تتوجه لغرفة العمليات التي وصفوا لها لتجلس بأقرب كرسي وعلى يمينها تجلس سيدة شديدة التوتر..
وبعد النصف ساعة التي تخللها ذهاب وإياب وجلوس ووقوف مارسته السيدة المجهولة، انفتح الباب ليكشف عن شاب برداء أبيض يرفع بيده كمامة طبية عن محياه ليظهر من خلفه وجه هادئ مائل للسمار بابتسامة جذابة، عرفت فيه سهام وجه عمر، وقبل أن تتحرك من مكانها (لتتقرب منه علانية، لتعبر عما يخالجها من عشق له أمام الحاضرين وغير الحاضرين، من شوق في غيابه كمبادرة منها حتى يفهم الجميع بمن فيهم تلك الخرقاء -إن تواجدت- أنه لها ولها وحدها فتقطع بذلك الطريق على معجبته أو معجباته لأنها ببساطة زوجته ومحبوبته) سبقتها إلى ذلك السيدة الأخرى بلهفة وقلق:
- أرجوك يا دكتور، أخبرني كيف هو حال ابني؟
- لا تقلقي سيدتي.. إن الزائدة الدودية عملية بسيطة لا تستدعي القلق،
قالها وهو يطمئنها وابتسامته الكفيلة بمداواة الجروح والمواساة بعثت لها بعض الاطمئنان،
انفرجت أسارير الأم وهي تتراجع وتدعي له، وقبل أن يلاحظ تواجد سهام المقتربة.. كشف الباب عن شخص آخر،
امرأة شابة،
جميلة إلى حد ما،
ترتدي ذات الزي الأبيض الذي يلف جسما متناسقا والذي يصل لبدايات ساقيها فلا يمتد ويغطيهما شيء آخر،
فتحت سهام عينيها على آخرهما وهي تراها تقترب من عمر وتشير له بتقرير المريض، تقترب بدلال وتتكلم معه فيما يبدو عن العملية، عيونها على وجهه وعيونه بالأرض يتجنب بها نظراتها الاستثنااااااااااااااااااائيـــــة!!
.......
...
التاسعة والربع،
أمام أهم مكتب بالولاية،
كانت هدى تقف خلف الباب بتوتر بالغ، ولا في أي نزال كلامي بينهما استطاعت خطف الأضواء لأكثر من ثواني معدودة ليعود ويستحوذ هو على الموقف كاملا...
تنفست بعمق ثم دخلت،
بل وهجمت على الباب الموصد بثورة عارمة دون أن تحفل بالشرطيين على جانبيه...
وجدت نفسها تتوسط مكتبا واسعا والباب الذي حالما انغلق آليا لاحظت أنه عازل للصوت فارتعبت.. لكنها أخفت رعبها خلف قناع الغضب الكاسح، كريم لم تفته نظرة عينيها الخائفة التي دامت لجزء من الثانية وهو يجلس نصف جلسة على سطح المكتب ثم وهو يسمع صوتها الشبه واثق تغزوه نبرة مرتبكة:
- هل يمكن أن تترك الباب مفتوحا؟
بهدوئه المزعج:
- أنا لم أغلقه كما ترين.. لهذا لن أفتحه بالطبع!
استشاطت منه فصاحت:
-لا بأس أبقه هكذا.. أنا أتيت لأسألك وأفهم منك!
ببرود سألها ونظراته تستفزها:
- أجل.. أخبريني ما الذي يجعلك مصرة على تشريف مكتبي بدل زيارة معالج نفسي مثلا ليهدئ من روعك؟
قررت أن تلعب لعبته وتتقن بروده:
- المعالج النفسي قد تحتاجه أنت مثلا في استشارة.. قبل إلقاء أوامرك لأن مثل هاته الأوامر الغبية لا تصدر إلا عن شخص... (تشير بيدها لعقلها علامة للجنون) أحمق!
كريم جمدت ملامحه من الإهانة الوقحة لكنه مازال صامتا في حين وجدتها فرصة للاسترسال بهدوء:
- هل يمكن يا سيد كريم أن أفهم الأسباب التي تدعوا لتصرفاتك الــ...
وجه لها نظرة قوية كاسحة.. وبصوته الهادئ:
- الــ... ماذا؟ هل أتيت لمكتبي حتى تكيلي لي الشتائم؟
وافقته بانحناءة من رأسها وهي ماتزال واقفة على بعد حوالي المتر منه:
- بالحقيقة أنت تستحق أكثر من الشتائم، ربما ما تحتاجه هو الضرب المؤدي للقتل مثلا!
بنبرة ساخرة وهو ساخط عليها من أعماقه:
- أشكر مشاعرك النبيلة تجاهي.
نهرته هدى:
- لا تبدأ بالسخرية من فضلك فأعصابي لم تعد تستحمل تفاهة أفعالك!
كريم الذي بدأ يستولي عليه الغضب ويتصاعد:
- ألم يسبق وقلت أن لا تجربي غضبي؟ هاأنذا أحذرك الآن يا هدى؟
أجابته بغضب ونظرة كارهة له:
- هدى ستنفجر منك ومن أفعالك يا كريم.. لا يهمني غضبك بقدر ما يهمني معرفة لماذا تتدخل بي وبخصوصياتي على هذا النحو؟
مسح على خده وعيونه تحرقها:
- خصوصياتك هي خصوصياتي بما أني خطيبك!
برفض ردت:
- أنا لم أوافق على خطبتك تلك!
ببرود وعيناه ماتزالان حادتين:
-أنت مضطرة للموافقة!
باستفسار ساخر:
- ستجبرني؟
قال كريم وهو يحرك ثورة في نفسها:
- باختيارك أو بإجبارك ستكونين زوجتي بعد أسابيع قليلة.
بهدوء تخبئ خلفه انفعالاتها التي نجح كريم بنبشها والعبث بها:
- تبدو واثقا!
بذات نبرته الباردة المغرورة:
- كل الثقة!
وهي بنفس الهدوء المتصنع:
- يؤسفني أن أقول: ولا حتى بأحلامك يا حضرة الجنرال!
ابتسم كريم ابتسامة رائعة وهو يقول:
- أظنه من دواعي سرورك وأحلامك أنت.. أما أنـــــا (وأصر على الكلمة) فلا أحلم، إنما أقرر وأنفذ!
بدا لها في منتهى الوقاحة فأجابته:
- أنـــــا (أصرت مثله) إنسانة حرة ولن أتزوج مرغمة!
قال يغيظها:
- بلا!
تقدمت هدى بضع خطوات فوجدت نفسها مقابلة له، قريبة منه، متحدية له، غروره يعطيه طولا فوق طوله وصلابته تبديه تمثالا يونانيا صامدا وهو على نفس جلسته لم يغيرها..
- أرني كيف سترغمني...
ضمت يديها لصدرها بشيء من التمعن والتفكير وابتسمت بحلاوة ساخرة وقد وجدت الجواب:
- تستعمل الإتهامين ضدي؟؟
قال نافيا:
- أخطأت بهذا التوقع الغبي.. أولا أنا لا يمكن أن أكذب تأكيداتي ببراءتكما، ثانيا علاء مقرب مني ولا يمكنني إيذاءه..
أضافت بسرعة:
- وثالثا لا مانع من إيذاء أخته.. أليس كذلك..
قاطعها:
- ثالثا.. بهذه الأثناء، يستمع لحكم المحكمة بشأن قضيتك والقاتل هو مرشح انتخابي كما توقعنا.
باستفسار بارد وهي تكاد تموت فضولا:
- وإذا كيف، أقصد كيف ستجبرني؟
أعطاها جوابا كان آخر ما تتمناه:
- كيف هاته تعرفينها غدا!!
بسخرية وهي تتذكر مفاجآته التي لا تنتهي:
- أنت تعشق المفاجآت!
أكد على قولها:
- خصوصا ذات الوقع القوي!
هدى التي يحركها الغيظ:
- أتدري شيئا أنت إنسان غاية في اللؤم.. ولا أدري كيف تستحمل نفسك طوال هاته السنين التي عشتها بملكوت الله!
- باستفزاز:
- بعد أربعة أسابيع يمكنك التعرف على كل ما يخصني وكيف أستحمل نفسي.. وأنت ببيتي!
واستفزها الموضوع كما استفزتها تماما الأربعة أسابيع التي أتى على ذكرها فقالت مهددة وهي ترفع سبابتها في وجهه تكاد تفقأ بها عينه وقد اختارت العبارة المناسبة لبث الغضب بعروقه:
- كف عن ذكر الزواج يا هذا!!
أثارت الحركة غضبا كبيرا في نفس كريم وكاد يصيب وجهها بقبضة يده لولا أنه تراجع واكتفى بإمساك إصبعها المشير لوجهه.. وبعيون مشتعلة ونبرة أكثر اشتعالا صاح بها:
- لا ترفعي يدك أمام وجهي ثانية!
هدى التي تفاجأت من رد فعله.. حاولت سحب إصبعها المثبتة في يده دون جدوى.. وهي تحس بألم كبير،
إحراج أكبر،
ورعب أكبر وأكبر،
صاحت هي الأخرى لكن بنبرة مختنقة:
- لاااااا تلمسنـــــــــــــــــي!
أحس كريم بفداحة خطئه فترك أصبعها لكنه لم يكن ليعترف أمامها، بدأت تفقده صوابه وهما ما يزالان على أعتاب الزواج فكيف إن حصل الأمر فعلا!!
تحرك بحنق لما وراء المكتب ووقف وهو يضع كفيه على سطحه بحزم حتى يذيقها طعم إهانة جديدة:
- انتهت المقابلة... تفضلي!
.....
..
سهام ما بين الدهشة والحيرة تتابع بصدمة كاملة، قلبها يستنزف وينزف وما عرفته بالكلام أهون مئات المرات من رؤيته مباشرة، وهاهي غريمتها أمام عينيها..
أنهت الطبيبة المتدربة حديثها الشيق الذي حاولت إطالته على قدر المستطاع، استأذن عمر وقد بدا الضيق على وجهه وهم بالانصراف كما همت سهام بالاقتراب منه لثالث مرة وكل ما فيها يتوجع غيرة ويئن.. إلى أن استوقفته الطبيبة:
- دكتور عمر!
- اهه!
استفهم منها وهو ما يزال يوليها ظهره!
لكنها باغتته بأن وقفت أمامه تماما وطالت يدها لتلمس وجهه بعذوبة لئيمة وهي تمثل مسح ما هو غير موجود من الأصل:
- يبدو أنها نقطة دم!
عمر ارتبك وتراجع للخلف وهو يخز ها بنظرة زاجرة.. فهو حتى وان تجاهل إعجابها وشكه بأنها صاحبة الرسائل الوقحة فلن يسمح بتجاوز من هذا النوع..
وقبل أن يعلق على تصرفها الغير متخلق ويحاول إيقافها عند حدها لمح خيالا يمر بمحاذاتهما، خيالا يكاد يكون شبحا، غاضب، مزمجر، مطعون، مغدور، وتحت كل هذه التسميات صار أيضا مسلوب الروح!
خيال اتضح له بعد حين أنه لسهام،
لماذا هي هنا؟
ومنذ متى؟
وهل تراها شاهدت ما حصل توا؟؟؟
تبعها مخلفا وراءه زميلته، مشيا ثم هرولة ثم جريا..
وجدها تعبر الباب الخارجي وكانت الطريقة الوحيدة التي توصل لها هي إمساكها من ذراعها ومقابلتها له،
استجمع حروف جملته وهو يلهث:
- ما رأيته يا سهام هو سوء فهم!
سهام والدموع تملأ عينيها وطواحين الدنيا تحيل قلبها فتاتا وترمي ببقاياه لتتوه بين ذرات الهواء، إحساس بالغبن والاحتراق تعديا حدود احتمالها.. فنطقت بكلمة واحدة حرقت إحساسها قبل أن تحرق إحساسه وأوجعت ضلوعها قبل أن توجع ضلوعه:
- طلقني!!
قالتها وبثت بها آلام كرامتها وبقايا كبريائها وهي تسحب ذراعها من يده التي ارتخت لجانبه دون أن ينطق،
دون أن يتحرك،
دون أن يلاحظ أنها غابت من أمامه ورحلت!!
......
...
هدى بعد طرد كريم لها انفعلت وشتمته سرا وعلانية، حاولت التخفيف من توترها فتوجهت للشركة تسحب إجازتها حتى تباشر العمل بالغد وبعدها توجهت للبيت وهي لا تدري كيف تشرح سبب عودتها المفاجئ والمبكر لكنها صدمت بمنظر سهام الباكي وهي ترتمي بحضن أمها..
.....
..
مساءا، كريم زار منزل العائلة بما أن أخته وابنها حلا فردين مؤقتين عليه، تناول القهوة بصحبة الثلاثة (السيدة صفية، نسيمة وخالد) وسط حكايات خالد الشيقة عن سفراته العديدة رفقة أبيه، مداخلات نسيمة المرحة واستماع واستمتاع الجدة!
تنحنح كريم بخفة وأمر خالد بنظرة من عينيه أن ينصرف لغرفته..
حال انصرافه تكلم للسيدتين اللتان يذبحهما الفضول:
- أنا قررت الزواج! وأود أن ترافقاني لبيت خطيبتي حتى نحدد موعد العرس!
مندهشتان وفرحتان فلم تستطيعا الإعراب عن تناقض المشاعر الجميل، لكن بعد لحظات من الصمت، نسيمة سألته بخبث:
- قلت خطيبتك؟
بثقة وهو ينهي الموضوع:
- أجل لقد تقدمت لها ولقيت الموافقة من أهلها فلا يبقى غير تعرفكم على بعض وبالطبع تحديد الموعد!
.......
...
طوال الوقت الذي أمضته بين نشيج وبكاء مرير.. لم تشرح سهام لأهلها السبب وراء انهيارها بل التزمت بصمت حزين صدم الأم وملأ قلب هدى بأسى عظيم على أختها، لم ترها يوما بهذا الشكل.. فسهام لا تتأثر بسهولة وكل ردود أفعالها أقرب للهدوء والتعقل فلابد أن الدوافع قوية ومستعصية..
ظلت على إطراقها إلى أن مرها عمر فلم تود إحراجه أمام أهلها فرافقته وابنها في وجوم وصمت لا ينتهي.. ولم ينتهي حتى بعد بزوغ الفجر ودخول النهار وتوجه الزوج لعمله مع إشراقة الشمس!
....
أما هدى فبعد اليوم القاهر لأعصابها واستفسارات أمها وأخيها عن تراجعها عن السفر واللذان أكدت لهما أنها لم تلاحظ انتهاء صلاحية جوازها!! حتى لا تثير الشكوك حول علاقتها المزرية بكريم.. استيقظت فجرا والنوم يغالبها، مارست ما تمارسه كل يوم من عادات لا تتغير وخرجت متوجهة لعملها إلى أن صادفها أحدهم عند المدخل، سلمها ورقة وطلب منها الإمضاء بالاستلام، فعلت وهي مندهشة من مباشرة ساعي البريد عمله بهذا الوقت المبكر،
غادر فقرأت محتوى الورقة ووجهها يبهت وتختفي منه جل ألوانه:
- استدعاء من المحكمة لعدم سداد دين!!!
مع تحيات أحلامي خيال
|