كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم والرحمة
سعيدة جدا لعودتي بعد ثلاث أيام لدفئ أحضانكم
واليوم هناك غيري يعود لحضن غيركم،
واليوم أيضا يبدأ تفعيل التحذيرات،
واليوم أيضا شيء ترقبتموه وأتمناه يعجبكم
لقاء من نوع خاص!!
جزئي هذا اسمحن لي أن أهديه لشخص رقيق جدا
حساس جدا
ورائع كما أراه وأحسه: أهديه لــــ: شبيهة القمر
الجزء الرابع عشر
سهام التي لم تعرف الغيرة طريقا لقلبها يوما،
ليس لأنها معدومة الإحساس بل لأن زوجها هو الثقة بعينها،
فلا دينه ولا أخلاقه يسمحان له بخيانتها أو حتى مجرد التفكير بفكرة التفكير بغيرها..
تتقاذفها الهواجس من كل صوب:
لديه معجبة!!
بل قل عاشقة!!
أكاد أموت من هذا الإحساس..
يد جبارة تقتلع قلبي..
وكلما نزف صدري وتألم أعادته لتكرر اقتلاعه من جديد!!
أهاته ما يسمونها الغيرة اللعينة؟؟
لا أتصور أن هناك امرأة تحاول استدراجه..
لا أتخيل أن عمر قد ينجذب لغيري..
هل هي جميلة؟؟
هل يكن لها ذات الإعجاب؟؟
ولم لا مادامت تصبحه وتمسيه نظرات حب!!
وكم يوما اشتركا بنفس العمل؟؟
بل وكم ليلة والمرضى نيام؟؟
والدنيا ظلام!!
لا لا لا لا لا لا
عليه أن يترك ذاك المستشفى!
أقسم أنني أكاد أجن!
هكذا كان عقلها يخوض بيم لا نهاية له..
وتندلع بفؤادها النيران..
وهي جالسة منذ الفجر على نفس الحال،
لم تستطع النوم طيلة الليلة الماضية بينما عمر غط في نوم عميق دون قرار إلى أن استيقظ وذهب لدوامه كأن شيئا لم يكن،
كما لو أنه لم يتسبب لها بأرق مزعج مؤلم لأنوثتها..
ذابح لكرامتها..
لكنها قررت الآن أن تبدأ خطة جديدة بعيدة تماما عن رسائلها الغبية..
خطة حربية لا مناص منها هذه المرة!!
.....
بمطار محمد الخامس الدولي،
منطقة النواصر وهي إقليم تابع للدار البيضاء يبعد بــ 30 كلم جنوبا والوصول له يستغرق بعض الوقت..
لهذا صحب كريم أمه منذ أولى خيوط الفجر..
وهاهما بعد ساعتين من الانتظار يستقبلان نسيمة التي تعانق أمها بينما يرتمي خالد بحضن خاله،
يبتسم له كريم ويربت على كتفه:
-أراك تكبر بسرعة!
تفلت نسيمة أمها بعد عناق طال أكثر من اللازم، وتتبادل الأدوار مع ابنها:
- بل أنت من بدأت تكبر والدليل شعرتان شائبتان تزينان خصلاتك،
استقبلها كريم بحضنه وقال بهدوء خبيث:
- أليس هذا دليلا، بما أن كل ما بيننا لا يتعدى سنة واحدة، على أنك أيضا تتمتعين بمنظر أبيض لا بأس به تحت حجابك!
- تضرب كتفه بخفة مازحة:
آآآآآه من لمزاتك اللاذعة! إنها لا تتغير!
...
انصرف الأربعة بعد تودد الجدة لابنتها وحفيدها.. تودد مرفق بالسؤال عن الصحة والأحوال،
خالد المتشبث بذراع خاله والمعجب به أشد الإعجاب رغم خشونته وغموضه، لا يتعدى عمره السادسة عشرة، شخصيته القوية التي تزامنت مع فترة مراهقته الحساسة ولدت الكثير من الخلافات والشد مع والديه الذين هو وحيدهما، وقد أصر على مرافقة أمه ولو أنه سيرجع لكندا قبلها نظرا لانشغاله بامتحان نهاية السنة..
ونسيمة.. عكس أخيها تماما، تحب المرح الذي لا يتعارض مع كونها سيدة مجتمع من الوزن الثقيل، ملامحها عذبة تميل لملامح أمها الهادئة والمحببة، تبدو أصغر من سنها بكثير ومن يراها صحبة ابنها لابد وأن يظنها أخته الكبرى لا أمه..
.....
..
هدى طلبت إجازة تمت الموافقة عليها كما اعتذرت لمدرستها الليلية عن غيابها والتي من المقرر أن تقدم فيها الاختبار النهائي الأسبوع القادم أي مباشرة بعد عودتها... وهي لم تخبر أهلها بعد عن أي من ترتيباتها،
الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا،
اتصلت بها إكرام وهي بالمكتب:
- أهلا هدى!
هدى بابتسامة:
- أهلا إكرام.. أشرقت الأنوار
- بك يا حبيبتي..
- ما سبب هذا الاتصال المنافي لعاداتك المجيدة؟
تضحك إكرام بخفة:
- ألا يكفي إن قلت أنني مشتاقة لك؟
بنبرة ساخرة:
- يكفي ولكنه أبعد من تصديقي!
إكرام باستفسار:
- إذن اسمعي.. كنت أريد أن أسألك عن تجهيزات السفر...
بهاته اللحظة كان هناك طرق على باب المكتب، طلبت منها هدى برقة:
- إنتظري للحظة عزيزتي..
ووجهت كلامها للطارق:
- أدخل!
كان رجلا في بدايات الأربعين يبدو عليه الكثير من الوقار وعيناه تتسم بالذكاء والحذاقة:
- مرحبا..أنا السيد الأحمدي من شركة (...) أيمكنني أن آخذ من وقتك بضع دقائق يا آنسة؟
- أكيد تفضل!
قالتها مشيرة للكرسي المقابل ولفتت انتباهه بأن لديها مكالمة فبسط يده بأدب يسمح لها بأخذ وقتها الكافي،
ابتسمت بشكل آلي لزوم الامتنان، في حين حاولت إنهاء حوارها مع إكرام:
- إكرام أتصل بك لاحقا فلدي زوار بمكتبي!
إكرام بحزم:
- سألتك عن تجهيزات السفر.. أجيبيني الآن ولا داعي لاتصالك لاحقا!
هدى بسرعة أجابتها:
- لقد ارتأيت أن نمضي ثلاث أيام بين مدينة مراكش وجبال الأطلس وبعدها نتوجه لأكادير كمحطة أخيرة..
بارتياح:
- جيد وماذا عن المبيت والمواصلات؟
- قمت بالحجز بفندقين بكلتا المدينتين وأنا من سيتولى السياقة!
ودعتها بسرعة والتفتت لضيفها:
- كيف يمكنني أن أخدمك يا سيد...؟
- الأحمدي!
- أجل سيد الأحمدي..
قال وهو يسلمها ملفا يتضمن جل المعلومات بالإضافة لبطاقته المهنية:
- شركتنا (...) هي كيان جديد بالقطاع ولهذا سيكون فخرا كبيرا لنا التعامل معكم كأكبر ممول بالمجال.. وهذا يدفعني، باسم مجموعتنا، لتقديم طلب شراء كمية مهمة من المواد الأولية التي تنتجها مصانعكم!
هدى بحنكتها العملية:
- نحن لسنا أقل شرفا منكم، لكن وكما تعلم حضرتك فأي كمية إضافية نبيعكم إياها تعد خارج إنتاجنا الإجمالي السنوي المقرر لهذا عليكم الانتظار إلى حين، دون نسيان أنه تعاملكم الأول وعلينا قبل كل شيء دراسة ملفكم.
بذات الأدب:
- أفهمك جيدا يا آنسة!
حاولت هدى إنهاء الحوار:
- لا بأس إذا يمكنك الاتصال بي بعد وقت لأعطيك جوابا حاسما.
- أكيد سأفعل ولكني أرغب بوعد موثق..
- تكفيك كلمتي يا سيد أحمدي..
- تكفيني شخصيا آنستي.. لكنك تعلمين أن في العقود لا يؤخذ بالكلام.. إن شئت أن تمنحيني وعدا كتابيا بالتعامل..
بعد شيء من التفكير:
- حسنا إذن موافقة!
ختمت له المكتوب بإمضائها وسلمته له كإجراء عادي جدا لضمان وفاء الشركة بوعد التعامل في المستقبل، شريطة أن لا يتعدى الطلب الحد الأقصى لمبيعاتها..
ووضعته جانبا حتى تكلف السكرتارية بالبحث فيه...
.....
..
كريم الذي توجه من المطار لبيت العائلة ومن بيت العائلة لشقته انتهى به المطاف بمقر الولاية،
وبعد مضي ساعتين ونصف من العمل المتواصل، يجلس بهدوء على مكتبه،
مستغرب من قوة هدى وموقفها منه،
لم أعهد في النساء هذا التحدي!
لم أرى منهن سوى الخنوع والاستسلام!
لكنها استثنائية كما سبق وبدت لي!
وهي تتحداني!
ولابد أن تلقى مني الرد المناسب لهذا التطاول!
بهذه الأثناء جاءه اتصال، يبدو هاما:
أجاب بتأن وثقة:
- وعليكم السلام
-...
باستفسار:
- هل حصلت على الإمضاء؟
- ...
انبسطت أساريره:
- جيد!!
-...
- خبر من أي نوع؟
-...
قال برضا:
- أحسنت صنعا... أنا في انتظار وصولك!
.......
..
ليـــــــــــــــــــلا،
سهام وعمر صامتان ولكن الهدوء أبعد ما يكون عن جلستهما الآن.. على الأقل بالنسبة لها هي!
لمياء مازالت على غير علم بمستجدات هدى.. وبعد تعافيها الشبه كامل تصد زوجها بعنف كلما حاول الاقتراب منها وتدعي تدهور نفسيتها حتى لا يكتشف علامة الجراحة،
ولــــــــكــــــــــــــــــــــــن
إلى متى؟؟؟
علاء والسيدة حبيبة مستمتعان بمشاهدة فيلم كوميدي بعد أن أخبرتهما هدى بسفرها وذهبت مباشرة للخلود إلى النوم.. رغم عتاب أمها وأمرها لها بإخبار خطيبها وأخذ رأيه فوافقت على مضض حتى تنهي النقاش.. والحقيقة أنها من المستحيل أن تستشيره بشيء..
سعد الذي كانت له نية بتولي إخبار أختيه بخطبة هدى وكذا بعض الأقارب كخاله وعميه، ثم تراجع بآخر لحظة.. لأن نيته تلك لم تتعدى أن تكون إحساسا حينيا بالواجب حالما تبخر فلم يعد له أثر..
......
..
بعد بضع ساعات،
السيدة صفية، أعدت عشاءا راق دعت فيه كبار العائلة وبعض الأصدقاء المقربين.. ومباشرة بعد توديع آخر ضيف غادر كريم وتوجه خالد لإحدى غرف الضيوف لينام من إرهاقه،
كانت الساعة تشير للثانية والنصف بعد منتصف الليل،
جالستين بالحديقة الواسعة على كراسي مخملية على أعتاب المسبح ونور خفيف ينبعث من المصابيح الخارجية الممتدة من الحديقة وحتى المدخل الخارجي للبيت،
تكلمت الأم بقلق ودود:
- ماذا لو ذهبت لترتاحي مثل ابنك حبيبتي فقد أمضيت ساعات طويلة بالرحلة..
-لا عليك يا أمي .. لقد نمت طيلة النهار، وكما تعلمين.. المرء لا يزور المغرب لينام!!
بود:
- ولم يزوره إذا؟
- ليرتوي من ماءه ويتذوق ألذ أطباقه ويستمتع بجمال طبيعته ونقاء هواءه..
بتساؤل:
- فقط!!
- لا.. لا ..أكيد ليرى أمه خاصة إن كانت له أم رائعة إسمها صفية..
تضحك الأم من ابنتها:
- هههههههههههه، لا أحد يتغلب عليك بالكلام!
أجابت بالموافقة:
- لا يستطيع إسكات ثرثرتي غير زجر ابنك المصون!
- تقصدين كريم حبيب قلبي؟
- أجل.. وكم ابنا لك غيره؟؟
بعتاب:
- نسيمة لا تتحدثي عن أخيك بهاته الطريقة!
ومفكرة قالت الأم بحماس:
- على ذكر كريم..ألم تلحظي عليه تغييرا؟
- بلا، لاحظت.. هنالك ضمادات على يده يأبى إخباري عن سببها!
- لا ليس هذا!
- وماذا إذا؟ ازداد ضخامة مثلا؟
- يا نسيمة كفي عن ملاحظاتك الغريبة!
- أخبريني أنت يا أماه.. فكل ما تغير به هو أنه ازداد صلابة وسماجة!!
أعطتها الأم نظرة طويلة لائمة:
- أنا أظنه مغرما!
وضعت نسيمة يدها على قلبها بشكل مسرحي:
- هااااااااااا؟ لا لا لا تتهمي أخي من فضلك بقصر العقل وذهاب الهيبة.
- عيب عليك أن تصفيه بهذا!
- ههههههههه! أنا فقط لا أصدق أن لأخي قلبا كسائر الكائنات..
- ماذا إن قلت أنني سمعته يحدثها.. أقصد من سلبته عقله.. ويعرب لها عن شوقه.. فبدا لي أن زواجه قريب!
بسخرية مرحة:
- سأقول أن زواجه بعيد -إن كان ممكنا من الأصل-، وأزيد على ذلك أن أذنيك خانتاك هاته المرة!
بشيء من التحدي بعيونها الوديعة:
- لا بأس إذا ترقبي الأيام القادمة!
تقرص خدود أمها بخفة كما لو كانت طفلا وتقبلها خدا خدا وهي تقول:
- سأترقب يا حبيبة نسيمة سأترقب!
....
..
صباح الثلاثاء،
يوم جميل ومميز على الأقل بالنسبة لهدى ورفيقاتها،
الساعة تشير إلى الثامنة وبما أن وقت إقلاع الطائرة المتوجهة لمدينة "مراكش الحمراء" (المدينة السياحية التي اخترنها واتفقن عليها) هو الساعة الحادية عشرة، فهاهن إكرام وليلى أمام بيت هدى جالستان بداخل السيارة، إكرام بالمقعد الأمامي وليلى بالخلفي، هدى التي كان بيتها آخر محطة تمر بها بعد أن مرت صديقتيها، طلبت من علاء إيداع حقيبة سفرها إلى جانب بقية الحقائب،
علاء بملابس رياضية تبرز طوله ورشاقته يكلمها بمرحه المعتاد وهو ينفذ ما طلبته منه ولم يلحظ بعد مكان تواجد صديقتيها في حين كانت عيون ترقبه بكل شاعرية وحالمية الدنيا،
- لا تتأخري يا أختي الغالية، فلن يكون هناك من يخلي الثلاجة من مكوناتها اللذيذة!!
هدى ليس بإمكان أي كان تنكيد حماستها خاصة دعابات علاء، ابتسمت له:
- اطمئن على أحوالكم الطعامية فلن أتأخر!
وهو يحمل بعض قنينات الماء البارد يحاول وضعها بجانب مقعدها الذي لا علم له بأنه شاغر.. بل وشاغر بإنسانة رقيقة تكاد تذوب من نبرة صوته وتحلق في سماء كلماته، إنسانة تكاد تنسى إن هي جالسة أو واقفة أو ممدة، إن هي موجودة أو غير موجودة ولا يهمها غير هذا المحيا البريء عميق النظرات الذي تزين ثغره ضحكة فرحة،
فتح الباب الأمامي وهو يعتقد أن كلتا صديقتيها سيتخذان من الكراسي الخلفية مجلسهما،
ودقات قلب تتسارع وتتسارع حتى تكاد تخنق جوف صاحبتها،
علاء لم يلاحظ بعد أي خطب جلل هو مقدم عليه،
وبنفس الضحكة التي تملأ وجهه:
- تذكري مساعداتي الجبارة هاته بين حمل حقائب ونقل ماء و...
كان يمد ذراعه اليمنى المحملة بالقنينات لداخل المقعد ويسراه على دفة الباب فلاحظ شيئا غير عادي، يده الممتدة تكاد تلامس ثوبا من الشيفون الأبيض الناعم عبارة عن فستان طويل، قريبة جدا جدا حتى أنه تخيل يده لامسته بالفعل،
تفاجأ،
جذب يده بالسرعة المطلوبة وهو يحني رأسه للداخل،
وجه أحمر قاني كان في الماضي القريب أبيض كالثلج، بعيون بنية ناعسة تكاد تخرج من محاجرها لشدة الصدمة، وشفاه رقيقة استؤصل منهما أثر الدم.. لفت انتباهه هذا التعارض الواضح بقوة بين بياض حجابها وحمرة وجهها،
حاول الاعتذار فزاد الطين بلة من قربه الذي أوقد قلبها وشد أعصابها، أحس بخجلها فتكلم بسرعة:
- أنا آسف.. لم أقصد.. بل ولم أدرك أن أحدا يجلس هنا من الأصل!
ابعد رأسه وأغلق الباب كما فتحه وهو يؤكد:
- أكرر أسفي!!
علاء لا يعرف إكرام إلا من كلام أخته عنها، سبق ورآها منذ سبع أو ست أعوام أي أولى سنوات صداقتها وأخته.. لهذا لا يذكرها، لسبب وجيه هو أنها تحاول تجنب لقائهما بجل الطرق علها تنتزع صورته من قلبها، لكنها لم تنجح بل رأته مرات عديدة جدا دون أن يلاحظ هو وجودها وترسخت بذلك صورته بكل بواطن روحها النقية..
إكرام تتمنى لو انشقت الأرض والتهمتها قبل هذا الحادث المحرج الذي لا تستطيع استيعابه بعد.. لم تعد تسمع أو ترى شيئا بعد اقترابه الحارق، خجلة بل وتذوب خجلا..
ليلى تعلم مدى إحراج صديقتها لهذا رحمتها من أي تعليق إضافي،
أما هدى الواقفة بعيدة بعض الشيء فقد كانت لاهية بقراءة رسالة وصلتها توا، قرأتها بعصبية، بسخط، بغضب:
- هدى.. أنا آمرك ألا تسافري!
رسالة من كريم؟
يأمـــــــــرني؟
ومن يكون ليأمرني؟
ومن أخبره بأمر سفري؟
أرسلت له بذات طريقته ولهجته وتحديه الوقح:
- لا تتدخل بما لا يعنيك!
كلماتهم مع بعض هي في المجمل قليلة، باردة ولكن سااااامة!!
بهاته اللحظة اقترب منها علاء وناولها القنينات:
- إحمليها أنت!
لم تركز بما أعطاها إنما مدت ذراعيها تحمله، فقبل علاء جبهتها بحنان أخوي وهو ما يزال متوترا من الموقف:
- اهتمي بنفسك!
- وأنت أيضا.. اهتم بأمي من فضلك!
- حاضر!
قبلت خده وتحركت من أمامه ثم من أمام البيت متوجهة للمطار..
......
..
مر وقت،
إكرام بدأت تتغلب على توترها ولكنها لم تستطع حتى الآن الاسترسال في أي حديث مع البنات بعد أكثر من نصف ساعة على انطلاقتهن:
هدى ممازحة: - هل التهم أحدهم لسانك؟
تدخلت ليلى لتقطع عليها الاندهاش:
- أكله أخوك الذي كاد يضع القوارير بحجرها وهو يظنها مقعدا!
هدى بالكاد انتبهت أن إكرام مصعوقة وهن يقتربن لمحطة الأداء للطريق السيار (رسوم تحصيل الطريق) المؤدي لمدينة مراكش.. ابتسمت ابتسامة واسعة وهي تغمز لإكرام الجامدة بقربها كأنها الصقيع بعد الحمى التي أصابتها دون أن تلاحظ ليلى ما يدور بينهما:
- علاااااااء؟
أكرام أعطتها نظرة جانبية حملت فيها كل مشاعر الضيق، لكنها لم تنبس ببنت شفة.
تقدمت هدى وسط طابور من السيارات وتوقفت بمحاذاة أحد شبابيك الدفع، قدمت أوراقها مرفقة بورقة نقدية وهي تضع باطن كفها اليمنى على يد إكرام المتيبسة كنوع من المساندة المعنوية:
- هو لم يقصد أكيد حتى أنه كان محرجا هو الآخر..
بعد لحظات،
استدارت هدى لجهة الشباك والموظف مازال يقلب رخصة السيارة بين يديه، سألته بثقة:
- سيدي، هل هناك من مشكل؟
بتلعثم وبعض التردد:
- أجل!
هدى التي صبت كل انتباهها ناحيته وعيناها تضيقان:
- وما هو؟
- حضرتك محظورة من مغادرة المدينة!
هدى اندهشت بشدة ولكنها ماتزال محافظة على ثقتها:
- لأي سبب؟
- السبب ليس من اختصاصي سيدتي.. لكنها أوامر أمنية!!
مع تحيات: أحلامــــ خيال ـــــــــي!!
|