كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم :)
صباح الخير / مساء الخير
أتمنى أن الجزأين الأول والثاني قد نالا بعض الاعجاب
واليوم جزء آخر :p
فيه تعريف بطرفين
مازلنا بنفس الليلة لأول يوم
كل ما سأقوله أن في هذا الجزء بعض الجرأة
فإن كانت غير مقبولة لديكم فلتخبروني
ولكنني رأيتها ضرورية:o
أتمنى تفاعلا أكثر
وكملاحظة هامة
فأنا لا أحل نقل قصتي لأي موقع لأني أريدها حصرية على ليلاس
تسلموا
الجزء الثالث
الثامنة والنصف مساء،
بعد تناول آخر وجبة ينتظران دخول وقت الصلاة،
عمر وسهام
وهدوء يلف جلستهما بالصالة بعد أن خلد الصغير للنوم،
يتفاهمان من نظرة
ويتوافقان حتى في أدق التفاصيل
لا يهون عليها أن تقول له لا
ولا يجرؤ على غير كلمة نعم
يجمعهما طفل أقل ما يوصف به أنه ملاك رحمة.
حــب عظـــيم..
وملل أعــظـــم!!
كيف ولماذا ثم متى؟؟
أسئلة تجيب عنها اليوميات المتكررة،
السيناريوهات التي لا تعرف للتغيير طريقا؛
واثق منها كل الوثوق فلا يغار؛
تقرأه ويقرأها ككتابين مفتوحين فلا يختلفان؛
مقتنعة بعمله ومقتنع بأمومتها فليسا على شيء يتنافسان؛
تخدمه ويوفر احتياجاتها وهكذا هما...راضيان؛
لا أسرار بينهما لذلك هما جدا... واضحان؛
ولكل هاته الأسباب صارا فعلا وحتما
مـضـجـران!
نفس اليوم، نفس المدينة، التاسعة إلا ربع مساء:
يأخذ حمامه بشقته الراقية، الدالة على الذوق والفخامة الذكوري..
بعد دقائق، بطوله الأخاذ، ترك الحمام وهو يلف فوطة على خصره و أخرى يجفف بها شعره القصير...
توجه لمطبخه العصري الذي ينفتح على البهو الواسع..
يبحث عن أسرع أكلة ممكنة، مد يده للفريزر يخرج لحما مفروما، معجنات نصف مطهية وصلصة خاصة أعدتها له الوالدة منذ يومين (رغم أنه يكره الاعتماد على أي كان أو الاحساس بالامتنان حتى لأقرب الناس)، وضع المعجنات بماء مغلي واللحم بمقلاة وسحب من الثلاجة أيضا عصيرا، العصير الذي كان يملؤ مكانه قبل أقل من شهر الكثير من قوارير الخمر، وإذ به يسمع الجرس يدق، فتح الباب في وجوم ويبدو أنه كان يتوقع الطارق:
حسناء في أواخر العشرين يلف جسمها الرائع معطف أسود طويل، تكلمت بدلال:
- هل يمكنني الدخول؟
- بالطبع لا!
- من فضلك.. لم جفاؤك معي؟
تقدمت خطوة ويدها تقترب من وجهه إلا أنه أبعد يدها بحدة:
- مريم توقفي! لقد آمرتك من قبل أن لا تزوريني تحت أي ظرف كان.
بحزن واضح ولكن بنفس نبرة الدلال:
- ألم أعد أستهويك؟
- إنصرفي حتى لا يكون لدي تصرف من نوع آخر. (قالها بحدة وبلهجة لا تخلو من تهديد).
بنظرة خبث ورغبة تطالعه بعيون جريئة: صدره البارز، خصره القوي، فتنته كرجل أشد وقعا من فتن النساء..سألته بذات الجرأة:
- أعشق تصرفاتك فأيها تقترح علي اليوم؟
جرها من معصمها للداخل وأغلق الباب بقوة..ألقاها على الكنبة الواسعة وتوجه للمطبخ بخطى واثقة سريعة..كانت رائحة أكل على وشك الاحتراق..أبعد الحلتين عن النار وعاد لمجلسها حيث كانت تراقب تحركاته.. أزالت معطفها فظهر رداء أو شبه رداء لا يخفي إلا القليل من التفاصيل وبأنوثة عذبة وصوت ساحر:
- كنت أعلم أنك مشتاق لي تماما كاشتياقي لك.
ببرود قاتل منه وهو ما يزال واقفا:
- مثلي لا يشتاق لمثلك!
إهـــــانة أوقدت النيران بجوفها وظهرت بعينيها.
- ماذا تقصد؟
- تدركين جيدا قصدي، كنت إسما في قائمتي فشطبته...لماذا تصرين؟
وقفت وتوجهت له في تودد بالغ رغم ألم إهاناته:
- لقد قبلت بكل اللواتي عبثت معهن على مضض في حين كنت وفية لك، لك وحسب.
أشاح بوجهه: أنا لم أطلب منك الوفاء.
وضعت أناملها الرقيقة على صدره:
- أنا أحبك.
أمسك يدها حتى لا تتطاول أكثر وبنظرة مهينة:
- وأنا أحتقرك!
بغضب جامح وبما تبقى لها من كرامة تناولت معطفها بيدين مضطربتين وخرجت بإسراع رافعة رأسها كنوع من بث الثقة بالنفس. وقبل أن تغلق الباب وراءها استوقفها صوته:
- إن كانت تهمك كرامتك فلا تستجدي قربي بعد الآن.
أغلقت الباب بثورة.
وتوجه هو لمطبخه فلديه العديد من الأشياء لتنفيذها..
بعد وقت قصير كان يصحب صحنه وزجاجة العصير للبلكونة المطلة على الشارع الكبير، بعد أن ارتدى سروال البيجامة وحسب –كعادته- وجلب حاسوبه المحمول...
ينجز بحثا من خلال برنامج ضخم متصل بالشبكة العنكبوتية، عن شخص ما، يبحث عن أبسط تفاصيله وتفاصيل حياته وحتى أكبرها ( بالعادة يكون المعني مجرما، فارا من العدالة أو حتى مشتبها به..لكنه اليوم كسر القاعدة والمبحوث عنه أبعد ما يكون عن هؤلاء جميعا وأقرب للسلم والمسالمة...)
الجالس هنا بثقة واهتمام لما بين يديه، بنظراته الحادة الذكية... ليس غير "كريم".. واثق دون منازع، ناجح في عمله، مغرور بسلطته المادية والمعنوية على الغير، زير نساء ومعشوقهن حتى النخاع، قوي البنية والشخصية، جاف المعاملة حتى مع المقربين (أمه وأخته).
يبدو أنه حصل على المعلومات المطلوبة وبشكل واف، خزنها بحاسوبه ونهض كي يؤدي فريضة العشاء قبل أن يقوم بزيارة استطلاعية للفيلا خاصته قيد التشييد بأقصى المدينة.
|