كاتب الموضوع :
أحلامي خيال
المنتدى :
الارشيف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بسم الله الرحمن الرحيم،
والصلاة والسلام على سيد النبيئين وأشرف المرسلين،
مشكورة النصف الآخر وحفظك الله وراعاك،
إليكم حبيباتي جزء اليوم!
هاهو ذا بمنتصف النهار والأغلب أنني سأعود للتنزيل بهذا الوقت تقريبا!
تفضلوا،
جزء في من الحرارة ما سيعجبكم بانتظار ما هو أشد حرارة وأكثر:
الجزء الواحد والأربعون
عادا أخيرا للبيت،
كل لغرفته،
ربطت هدى الجهاز بالشبكة وباشرت البحث والانضمام لبعض المواقع متناسية ضيقها إلى أن نسيته، أو هكذا خيل لها...
أما كريم فحال عودته، اتصل بعلاء ليحدثه مطولا، فقد مر وقت لم يره به وحتى لم يرد على اقتراحه... بعد السلام والسؤال عن الأهل:
علاء بممازحة:
- أخيرا تذكرت أن هناك بالأرض البعيدة علاء ما!
كريم ابتسم ابتسامة مشرقة:
- أنا لم أنسك، بل أنتظر منك جوابا لم يصلني بعد..
علاء يماطل على طريقته:
- تقصد أنك نسيتني بما أن السيدة الأسد صارت حرمك وببيتك!
كريم يفهم أساليبه الملتوية، فكثير هو ما ينتظره لترويض علاء وتغيير بعض طباعه:
- وأنا أدعوك لكسر تأثير حضور السيدة الأسد علي، ولا أظنك سترفض الدعوة (قالها بخبث كي يسد عليه كل الطرق الممكنة)
فرحا بالدعوة، مستاء من مضمونها، ومحاصرا من كل جانب.. تكلم علاء بروية عله يؤجل ما يستطيع:
- ومتى تكون الدعوة؟
كان كريم قد توقع ذلك:
- بأي وقت تختاره من هذا الأسبوع!
علاء بعد صمت:
- مساء الخميس مثلا!
كريم بقبول:
- توقيت جيد!
علاء باستفسار:
- ولم هو جيد؟
كريم بشرح صادق:
- بعض أصدقائي يريدون زيارتي بنفس اليوم لتقديم التهاني وقد حددوا يوم الخميس دون أن يحددوا لذلك وقتا محددا.
علاء برفض:
- عليك استضافتهم إذا.. وعلي أن أختار يوما آخر!
كريم برفض أيضا:
- على العكس من ذلك، أريد أن أعرفك عمن لا تعرفه من بينهم، وسأحدد لهم المساء تماما مثلك.. تعلم طبعا أنه مرحب بك بأي وقت، منذ الآن إن شئت!
علاء تعود له روح المزاح:
- أعلم أنه غير مرغوب بي منذ الآن.. آه أقصد.. مرغوب بي!
ابتسم كريم من دعاباته وانتهى اتصالهما كما بدأ، ليحدد كريم بعدها موعدا مضبوطا مع أصدقائه ويدعو أيضا زوج أخته!
.............................
...............
مع مرور اليوم الموالي،
هدى،
وصلتها السيارة صباحا لتأخذ مكانا بين صفوف سيارات البيت...
قضت معظم يومها بغرفة الأشغال التي صارت بالنسبة لها أكثر من مجرد هواية قابلة للنماء والتطور بل لشيء آخر أكثر جدية..
تجد نفسها في تحسن مستمر خاصة مع الدروس التي تتلقاها، لكنها تحتاج لناقد متمرس، وما الناقد إلا شخص قريب..
بحلول الخامسة والنصف ارتدت بدلة رياضية، كالعادة تماما، حملت جوالها وتوجهت لقاعة الرياضة الملحقة، استعملت جهاز الجري وبأذنيها ثبتت سماعات الهاتف لتربط اتصالا خاصا:
- ألو، هدى مرحبا!
هدى بابتهاج:
- مرحبا إكرام، كيف هو حالك اليوم؟
- جيد بما أنني سمعت صوتك يا قرة عيني.
هدى تضحك:
- وإن رأيت صورتي ألن يكون الأمر أفضل؟
إكرام بضحكة هي الأخرى:
- أكيد أنه أفضل والدليل أنها فوق منضدتي!
هدى باستفسار وقد بدأ صوتها يتحشرج مع سرعة الآلة:
- ما الذي فوق المنضدة؟
إكرام ترد:
- صورتك يا هدى!
بضحكة قصيرة أجابت:
- لا، لست أقصد صورة مأخوذة لي بل صورتي الحقيقية، أريد رؤيتك بالقريب لأطلعك على شيء عجيب.. (فهدى لم تخبر صديقتها بعد عن أنها تتعلم نفس تخصصها وتمارسه) وأحتاج رأيك فيه!
إكرام بحرج حقيقي:
- أخبريني عن الشيء العجيب الآن، فأنا لا أجد من المناسب زيارتك بالقريب ولم يمض على الأولى غير أيام، أنت صديقتي صحيح.. ولكنك امرأة متزوجة وقد لا يعجب زوجك كثرة زياراتي..
هدى لحظ فرقا واضحا بين ردود الأفعال،
بين صفاء التي ما إن سمعت الدعوى حتى سارعت وإكرام التي تمنعت،
ابتسمت للفكرة:
- لا يا حبيبتي، كريم لا يعارض مجيئك أبدا، بل أظنه سيسعده، ثم أنا من تدعوك فلا ترفضي فضلا!
أردفت مباشرة:
- ما رأيك بالغد؟
إكرام بتفكير:
- آسفة إن قلت لا، لدي عمل بمدينة "الجديدة"، سأقوم بوضع تصاميم لبيت ما، وهذا يتطلب أياما ببعض الأحيان!
بأسف تكلمت هدى:
- وإذا متى ينتهي هذا العمل؟ أسبوع؟ أم أكثر؟
إكرام:
- لن يمكنني إعطاؤك وقتا محددا، فهذا يعتمد على سعة البيت ومدى موافقة أهله على تصاميمي، وعلى العموم سأخبرك ما إن أعود!
هدى ابتسمت بارتياح:
- حالما تعودين أريد أن أكون أولى محطاتك!
إكرام بموافقة مترددة:
- ألن يكون في حضوري قلة ذوق؟
هدى وحجرتها تتزايد وأنفاسها صارت متطايرة، فمزاولة رياضة والتحدث بنفس الوقت يفقدان الإنسان طاقة جد كبيرة:
- أبدا، أبدا، بل هو الذوق عينه، سأكون في انتظارك إذا، وداعا!
ودعتها لتتم تمرينها و لتسلب صديقتها التردد والتفكير!
.............................
..............
بريان،
الجزائر،
السابعة مساء،
جو من الكآبة والحزن بالمنطقة،
جنازة جماعية ونعوش فوق الأكتاف،
فسيتم دفن أغلب ضحايا الحريق اليوم، لأن هويتهم حددت، فيما لم يدفن القليلون الباقون لأن التشوهات التي لحقت وجوههم لم تسمح بالتعرف عليهم وتطلبت إجراء اختبار الحمض النووي ومطابقته مع جينات أفراد عائلات المشكوك في احتراقهم،
وهذا سيتطلب وقتا طويلا،
المرحوم عبد الجليل كان أوفر حظا من ناحية لأنه تم التعرف عليه بتأكيد من أصدقائه وبأوراق إثباته (المزورة: على أنه بجنسية فرنسية)، وقد ساء حظه وتأخر إكرامه بدفنه لأن البلد غير البلد ولأن السرية تحتم نقله للمغرب مرورا بذات البلدان التي مر بها: إسبانيا ففرنسا..
والإجراء يتطلب أكثر من تسعة أيام (بالإضافة للأيام الماضية) وهذا، زيادة لسبب وجيه آخر، يمنع عمر من العودة لأرض الوطن، إلا بمرافقة الميت، لأنه زميل ورفيق، ولأنه شهد احتراقه فأثر ذلك على نفسه أشد التأثير وأحزنه أيما حزن!
لكل الأسباب المذكورة يحاول التخفيف من وطأة غيابه على حبيبته ووالديه باتصالات صارت أكثر انتظاما وشبه يومية،
سهام بهذا مرتاحة مع تنغيص بسيط لا تجد له شرحا!
...........................
...............
انتهت هدى بعد حوالي النصف ساعة من تمرينها،
ودخلت المطبخ وهي تمسح قطرات عرق عن محياها،
كان بإمكانها الاستحمام بالحمام التابع للملحق ولكنها لا تستحبب الفكرة، بل تفضل استعمال حمامها الخاص ( أعزكم الله)،
وجدت أن وجبة كريم المسائية شبه جاهزة فلم يتبقى الكثير من الوقت لوصوله،
التقطت زجاجة ماء من الثلاجة واستعدت لمغادرة المطبخ لولا أن سمية نادتها:
- سيدة هدى!
هدى توقفت لتعود وتقابلها على رأس البار، وبابتسامة:
- ألم أخبرك أن تناديني باسمي أكثر من مرة؟ يكفي أن تنطقي هدى لأعرف أنني المعنية!
سمية بأدب:
- أخشى أن السيد لن يعجبه هذا التطاول مني على حضرتك..
هدى تقترب منها وتضم يدها:
- هذا ليس تطاولا، بل هو رفع تكليف بيننا، يمكنك اعتباري أختك الصغرى إن شئت!
سمية باحترام ومودة:
- بل أنت بمثابة ابنتي التي لم أنجبها والله شاهد على ما أقول!
بابتسامة ردت هدى:
- ها أنت قد قلتها، فهل رأيت بالعالم أما تنادي ابنتها بسيدتي؟
ثم متذكرة شيئا:
- هل كنت تحتاجين شيئا؟
سمية بتأكيد:
- أجل، اتصلت للتو آنسة تدعى سارة، وطلبت محادثة السيد!
هدى تترك يدها لتردد بصوت خافت:
- سارة... ثانية!
تساءلت بصوت واضح:
- لم تخبرك من تكون؟
- لا، كل ما قالته أنها ستعيد الاتصال به حال عودته.
استعدت هدى لتعلق، غير أن صوت رنين هاتف الصالة تعالى، وانتبهت له سمية فتحفزت للتوجه له والرد..
- سأرد أنا!
هكذا منعتها هدى بلطف وأكملت:
- اهتمي أنت بما بين يديك!
.....................................
........................
الثامنة مساء:
حوار ساخن بين لمياء بصوتها الضعيف الواهن، وبين محمد بهدوء واثق ولكن غاضب:
- لابد وأنك جننت، كيف تريدين الخروج اليوم، إن كانت قلة اهتمامك بعمليتك السابقة قد عرضتك لما أنت فيه، فقلة اهتمامك بالعملية الحاصلة ستكلفك حياتك لا محالة!
لمياء باعتراض:
- لست أستحمل جو المشفى وروائحه الكريهة، ولا وجوه المرضى.. أليس البيت قريبا؟ انقلني له ولا تحمل همي بعد ذلك...
محمد يتحكم في درجة صوته احتراما للمكان الذي هو فيه:
- حتى ان تقبلت أنا فمن المستحيل أن تقبل إدارة المستشفى، والمرضى والجو الذين تتحدثين عنهم أنت جزء منهم وحالك حالهم لا تفاضل بينكم ولا فرق..
لمياء بعناد يظهر على وجهها الشاحب:
- لقد تعبت من إمضاء يومي على هذه الشاكلة!
محمد فقد صبره حقا ووقف بغضب مستعدا للرحيل:
- أنا من تعب منك ومن دلالك، ولم يعد لي مزاج لتحمل شروطك واعتراضاتك التي لا تنتهي..
بتر كلامه حتى لا يزيد من وضعها النفسي سوءا، لأنه إن أضاف إلى كلامه كلاما فلن يكون غير أنه ليس مضطرا للجلوس بجانبها ومناقشة التفاهات وحرق الأعصاب دون نتيجة ترجى في حين أن ابناءه – بتصوره- أكثر حاجة إلى اهتمام وعناية من هذا القبيل!!
..............................
................
قبل هذا بأقل من ساعتين،
كانت هدى تتوجه من المطبخ للصالة ردا على المتصل، بثقة وهدوء حيت:
- مرحبا!
ذات الصوت الذي مازالت تذكره ونفس لهجة الغنج:
- مرحبا، هل حضر كريم أم ليس بعد؟
مريم تعلم جيدا أن الوقت الذي سيستغرقه كريم من العمل للبيت يتطلب زمنا إضافيا، ولكنها تتعمد الاتصال في غير وقت وجوده لتصادف زوجته، لذا كان أول ما فعلته حين ردت عليها سمية أنها انتظرت مدة لا بأس بها قبل ربط اتصال آخر يصادف الزوجة لثاني مرة.
هدى بدأت تبغض صوتها وطريقتها:
- كريم غير موجود ولن يحضر الآن، فهلا أخبرتني من تكونين لأصبح على بينة وأسمح لك بمحادثته أو يقوم هو بالاتصال بك حال عودته؟
مريم بخبث:
- لا يهمك أنت من أكون.. لست غير خادمة بائسة، فلا تسألي عما لا يعنيك أبدا!
هدى بحنق حقيقي:
- احترمي نفسك لألا أضطر..
مريم لم تعطها فرصة وقطعت عليها تهديدها الغاضب، فأكملت قبل أن تنهي الاتصال من جهتها:
- أخبريه أن سيدتك سارة – التي هي أنا – قد هاتفته أكثر من مرة وأنها تبلغه شوقها وولهها للقائه عما قريب بشقته الأولى!
قالت جملتها وأغلقت الخط فيما بقيت هدى تحمل السماعة غير مستوعبة لما قيل:
شوقها وولهها ؟
وتلاقيه بشقته؟
وقفت مطولا كصنم لا تتحرك:
وماذا سيحصل إن هي لاقته بشقته القديمة؟
وماذا تظنينهما سيفعلان يا هدى؟
سيناقشان الأمن العام للمغرب؟
أم أنهما سيلعبان لعبة التخفي؟
مهلا مهلا..
لكن ما هو موقعي أنا من الإعراب؟
أوليس من المفترض أنني زوجته؟
تبادر لذهنها أكثر من سؤال واستنتاج.. كلها أسوء من بعضها.. وجميعها جعلتها في قمة الغضب ومنتهى التوتر،
على نفس الوقفة لم تغيرها،
دخل كريم وألقى التحية،
وبدل أن ترد عليه وضعت السماعة بعصبية فاجأته وأثارت استغرابه ونظراتها تتحراه بشكل يدعو للشك، لذا بادرها بالسؤال:
- من ذا الذي أثار سخطك لتقطع الاتصال بوجهه؟
كان السؤال عاديا لم يظن للحظة أنه قد يثير زوابع الخلاف بينهما..
هدى من بين أسنانها تحاول أن لا يعلو صوتها:
- لا لم أكن أنا من قطع الاتصال بل حضرتها.. بعد أن شتمتني كما يستوجب الشتم!
كريم لم يفهم بعد، ولكن فكرة أن هدى قد تتعرض للإهانة من أحد أثارت حفيظته، سأل باهتمام:
- من؟
هدى والنيران تلفح عينيها:
- عشيقتك.. وهي بالمناسبة تبلغك شوقها الكبير وترجو رؤيتك بمكانكما المعهود!
كريم بعدم اكتراث:
- عشيقتي؟ لابد أنك مخطئة!
قالها وهو يصعد الدرج لتتبعه هي بكل العصبية التي مزقت هدوءها:
- لا لست مخطئة، والدليل أن اسمها سارة!
نظر لها كريم وقد وصل آخر الدرجات بغير اهتمام:
- لا أذكرها!
ثم تركها بصدمة جديدة ومعنى آخر ينضاف لمعاني خيانته، هو لا ينفي عدم معرفتها بل يقول أنه لا يذكرها فقط!!
جن جنونها فعليا وتصاعدت شرارات غضبها ومحفز ارتفاع الضغط ونسبة السكر بالدم، صارت تغلي غليانا غير طبيعي،
بروده شد أوتارها جميعا وجعلها قابلة للانفجار بأية لحظة،
تمالكت شيئا من نفسها وتوجهت لباب غرفته تفتحه دون استئذان، كان يستعد لفتح أزرار قميصه بعد أن هيأ حمامه الساخن، لكنه توقف بدخولها ووقوفها بالقرب منه حيث يجلس على الكرسي المقابل،
هدى باحتراق وذراعاها مضمومان لصدرها:
- ألا ترى أن للأمر أهميته؟
- كريم بهدوء:
- لست مجبرا لإعطائك شرحا لتصرفاتي مهما كانت!
وصلت استنتاجات هدى لنقطة التقاء واحدة:
- لكنها خيانة!
بلعت ريقها بصعوبة:
- خيانة لعقد زواجنا وهذا ما يهم..
حتى أن حضرتك لا تذكر اسمها.. فكم منهم تعرف؟؟
كانت نظراتها حادة والحمرة تلفح خديها من الغيظ، فنظر لها كريم بسخرية وهو يتخذ وضعا أكثر راحة على كرسيه وينهي فتح الأزرار إلى آخرها:
- تغارين؟
هدى بتوتر فعلي من حركته ثم كلامه:
- طبعا لا!
كريم بنفس الهدوء:
- وما يجعلك غاضبة هكذا؟
هدوءه يقطع عليها كل إمكانيات التصبر:
- لقد اتصلت بي.. قذرة من اللواتي تعرفهن فكيف تستغرب غضبي؟
كريم بشيء من العصبية:
- إسمعي.. ليس لدي الوقت للنقاش بشخص لا أذكره..
استرسل بسرعة وهو يزيل ساعته وخاتم زواجه ليحمل هذا الأخير بين إصبعيه مشيرا لها:
- ثانيا: أنا لا أخون العقد الورقي بيننا ولتكن آخر مرة نتكلم فيها عن هذا..
- لكن..
همت هدى بالتدخل بصوت مرتفع.. غير أنه قاطعها بشدة:
- ثالثا: لا ترفعي علي صوتك وإلا جعلتك تندمين..
وقف بثبات يرمي قميصه على الكرسي ويتوجه للحمام:
- وأخيرا.. عليك أن تعرفي واجباتك كزوجة قبل أن تطالبي بحقك في الوفاء!
زمت شفتيها بعد أن أسكتها بتهجمه وجعلت تنظر إلى ظهره العاري باستياء إلى أن دخل الحمام وأغلق الباب بعنف!
ظنت في البداية أنها سيدة الموقف لكن سرعان ما انقلب الوضع وتغير الحال،
فخرجت بمزيج ممتزج من غضب وحيرة وطنين آخر جملة نطق بها:
(أن تعرف واجباتها كامرأة له قبل كل مطالبة بالوفاء منه!!)
انصرفت لغرفتها،
أما كريم فكان، على عكس ما أبدى لها، غاية في الاطمئنان إلى ما توصل له من نتائج!
يعلم أن سارة هي نفسها مريم،
لأن الحارس لم يكن ليخفي عليه سؤالها عنه، وهو تأكد بطرقه الخاصة سيما بعد أن كشف الأرقام المتصلة ببيته لأنه كان واثقا من محاولة اتصالها وجلب المشاكل بينه وبين من صارت تعرف أنها زوجته،
الأرقام جميعها من هواتف عمومية ولكنها من نفس الحي الذي تسكنه مريم،
لذا أعطاها فرصة خلق جو كان له اليوم من المتعة نصيبه،
بداية الغيرة،
وبداية الثورة،
وبداية الاهتمام،
ولكن دور مريم انتهى هاهنا.. وعليه سيؤدبها ويمنع ملاحقتها له للأبد،
بينما يتفرغ هو لشيء آخر:
إسمه اشتعال وانشغال هدى!!
مع تحيــــ أحلامي خيال ــــاتي
|