كاتب الموضوع :
dali2000
المنتدى :
القصص المكتمله
(13)
الحمد لله بدأت حياتي بالاستقرار.خاصة بعد أن عرف أمي وأبي بمغادرة الطبيب ماثيو المستشفى فبدأت مواعيدي بالتقلص وأصبحت كل ستة أشهر.........لان المواعيد ترهقني جدا فأنا لا استطيع الجلوس واحتاج إلى عناية مستمرة والمواعيد عليّ أن أبقى لساعات لكي يراني الطبيب فقررا أمي وأبي تقليص هذه المواعيد........فقد فعلا خيرا بذلك.... .فما أجمل الجلوس في البيت........
مرّت عليّ الحمد لله أربعة أعوام وأنا على حالتي مستقرة......نوبات اختناق بسيطة ........بقائي في المستشفى ليومين فقط واخرج .......يعني الحمد لله ......أنا بخير........أنا بخير.........
أختي كبرت ........وقلّ بقائها في المنزل تذهب إلى منزل إحدى خالاتي ولا تأتي إلا متأخرة .تشتاق أمي لها جدا.......ودائما تقول لها :....يا بنية ابقي معنا.. .ابقي مع إخوانك ........
ردت مرة قائلة:..........هؤلاء أولاد...... .وأنا بنت .......أريد أختا ..........بنتا مثلي............
ضحكت أمي .....وحزنت في نفس الوقت....... .فقد قررت عدم الإنجاب منذ وقت طويل ..........لكن أمي لأجل عيون إرادة حملت بخوف ورعب..........والحمد لله أنجبت بنتا جميلة كالورد ..زادت بيتنا حلاوة ورجعت الابتسامة له من جديد..........
دائما أمي تسمع ...........النفس ما تروح عند غالي..........يعني إذا اقترب الموت من شخص عزيز فهو لا يموت أمامه ...........وهذا ما حصل لي ..........لم أمت أمام أمي وأبي رأفة بهما ورحمة من الله عليهما.......
ذات خميس ....تلقت أمي اتصالا من إحدى خالاتي تسكن بعيد ..بعيد عنّا.تريد من أمي أن تأتي لزيارتها رفضت أمي في بادئ الأمر...........وقالت :.أنت بعيد .....أنا أخاف على فيصل.
سألتها خالتي: كيف هو اليوم؟؟؟..قال الحمد لله هو بصحة جيدة جدا..المهم ذهبت أمي...........بعد أن وصت خادمتي الطيبة عليّ .إذا تعب فيصل .نادي ...جدة نادي عمة ...........وذهبت أمي وذهب أبي لبعض شأنه وزارني أنا ملك الموت بعد أن غادرت أمي بساعة واحدة فقط...........
تلقت أمي اتصالا من أبي .إنني ليس بخير وعليها أن تعود إلى المنزل حالا........وبدورها أمي اتصلت على اقرب خالاتي : اذهبي إلى فيصل .وانظري ما به..........
خالتي مسرعة إلي ومسرعة إلى الهاتف :عودي....عودي ألان
أما أنا فكنت في أحضان جدتي ... جدتي لأبي...لله درك يا جدة .....لله درك يا جدة ......لو كانت أمي هنا ما فعلت ما فعلته ......اعتقد أن أمي وأبي كانا سيموتان قبلي من الخوف لهذا أرسلهما الله إلى ابعد مكان في الدنيا..
كنت ....كنت أنزف دما ......بل قطع جامدة من الدم ............وجدتي تكبر وتكبر .الله اكبر .الله اكبر .الإسعاف .الإسعاف بسرعة.
وأنا انزف في أحضان جدتي............نافورة دم من فتحة التنفس .و قطع دم من فمي الصغير..........كنت أنزف .أنزف بغزارة .........
جدتي حكيمة ...قالت : هذا كبد الولد ..... تفتت وخرجت .وهي صادقة .كانت كبدي تخرج .....قطعا... قطعا .لله درّك يا جدة ...لله درّك............
جاء الإسعاف بسرعة .وقال الممرض هذا الطفل إلى اقرب مستشفى ...........وأمي حتى ألان لم تحضر.وأبي رآني وأنا في سيارة الإسعاف فلحق بي بسرعة............ووصلت إلى اقرب مستشفى ........وهناك وصلت أمي.............الحمد لله كانت ثابتة .أمي التي دائما مرعوبة ووصلت ثابتة جدا...........
رأتني كنت نظيف جدا .ولا قطرة دم ...حتى هي استغربت وقالت هو بخير..لماذا هذه الضجة .!!؟؟؟........
وخرجت من المستشفى الاستثماري وحملتني أمي في أحضانها وذهبنا إلى المستشفى العسكري...
كانت حالتي مستقرة جدا........
عندما رأتني طبيبة الأطفال .........خافت من لون وجهي .وفمي كان ابيض .ابيض لدرجة فظيعة ........وطلبت بعض التحاليل.........حضرت لتراني طبيبة انف وحنجرة:.........ولم تأبه بي........وقالت سوف أغير الأنبوبة ورفضا أمي وأبي .......واستغربت الطبيبة من هذا الخوف ....قالت :.لا بأس عودوا إلى المنزل........وتغير وجه أمي وأبي بعد كل هذا الدم أعود....لكن اعتقد ان الاطباء لم يصدقون إنني نزفت حتى الموت...........واعتقد أمي ايضا لم تصدق مقدار ما خرج مني من دم
بعد مشاورات عديدة مع طبيبة الحنجرة وطبيبة الاطفال ..بقيت في المستشفى لكي يتم مراقبتي...حتى الصباح...........
سقا الله طبيبة الأطفال ..كانت جديدة أول مرة تراني .لا تعرفني فأنا لم ازر المستشفى منذ فترة طويلة
بقيت في العناية حتى الصباح .نمت لعدة ساعات أنا وأمي.ساعات هادئة .وجميله ...........ونهضت من النوم في صباح يوم جمعة ..........وكان فيّ بعض البلغم في صدري الذي اعتدت أمي أن تخرجه مني ......
وأمام الممرضة قامت امي .بإجراء الشفط لي..إلا وإذا البلغم يصبح دما ...صًرخت امي ..............يا سستر (يعني ممرضه ) ياسستر..........وجاءت الممرضة .وضغطت الزر الاحمر للتنبيه واتت الطبيبه مسرعة ...ثم أتت طبيبة الحنجرة مسرعة ايضا وتوالى الاطباء عليّ
جاءت الطبيبة الى امي تبكي:.............يا ام فيصل يمكن عورتيه (جرحتيه) يوم سويتي شفط
قالت أمي بثبات :...خمس سنين وأنا نظف البلغم لم اجرحه يوما.لم اجرحه ليس أنا............
طلبا امي وابي حضور الدكتور إنعام ............لكهنا رفضت في البداية فاليوم جمعة .وماهي الا عشر دقائق فقط .وهاهي انعام تمشي مسرعة في الصالة العريضة ورأت أمي ورأت أبي وذهبت لرؤيتي ثم عادت لامي وأبي وقالت
اسمعوا.........الولد ...ميت .ميت ...........لكن اريد انا عرف سبب هذا الدم ومن يأتي .هل تسمحون ان اجري منظار للولد .......
لله درك يا إنعام .......منظار وأنا أحتضر............وجاء المنظار وانعام صعدت فوق سريري وقربت سريري إلى الشمس لكي ترى بوضوح .....ثم عادت إلى والديّ ّوقالت لهما .....هناك شريان انفجر في القلب .هو سبب هذا الدم ..............وأنا أقول البارحة .كبدي واليوم قلبي............
وما هي إلا دقائق وصعدت روحي إلى السماء....وتخبطا أمي وأبي في صالات المستشفى كل في جهة .أبي يبحث عن مسجد وأمي تبحث عن هاتف ...........لكي تتكلم مع جدتي لامي
أمي بصوت ثابت وهادئ فأمي كفت عن البكاء الذي كان ملازمها طوال تسع سنوات......
السلام عليكم ...........أمي .فيصل .أبني مات ............
جدتي تبكي .تبكي بحرقة عليّ ّوتقول لامي:...............يا بنيتي......ترينه .في الجنة ..في الجنة
وأمي تقول :..........نعم يا أمي أراه في الجنة ..........
وأنا أقول لك.........نعم يا أمي أراك في الجنة............نعم يأبي أراك في الجنة.........
نعم يا من قرأتم قصتي ودعوت لي ولامي ولأبي أراكم في الجنة
كلنا المسلمين في الجنة بإذن الواحد الأحد الذي لا يموت.
......انتهت.......
|