لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


مسرحية " جسر الخوف "

مسرحية جسر الخوف تأليف حامد أبو النجــا ( العمل مسجل وموثق ) المكان ساحة القرية .. هي عبارة عن جرن يستخدمونها أهل القرية

 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-05-09, 11:55 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Jul 2008
العضوية: 83985
المشاركات: 140
الجنس ذكر
معدل التقييم: حامد أبو النجا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
حامد أبو النجا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الارشيف
افتراضي مسرحية " جسر الخوف "

 



مسرحية
جسر الخوف


تأليف
حامد أبو النجــا

( العمل مسجل وموثق )




المكان
ساحة القرية .. هي عبارة عن جرن يستخدمونها أهل القرية في الأفراح والمآتم وهى مكان أيضا لتجمع الأهالي

الديكور
عبارة عن جذوع من الشجر ، وكتلة من الطبان ، وجسر، وبعض الخوص والشجر
على أن يكون عمق المسرح شبه مغطى بالنخيل والصفصاف
لابد من استخدام الفراغ والفضاء المسرحي للعمل

الأعداد الموسيقى
العمل يحتاج إلى موسيقى تصويرية وموسيقى خلفية وموسيقى مصاحبة
وأيضا إلى مؤثرات صوتيه

الإضاءة
العمل يحتاج إلى إضاءة مباشرة وغير مباشرة تعتمد على قمر مضيء ونجوم مضاءة
وأيضا على فلشر وبعض البروجيكتورات للتأثير وتباين الممثلين خاصة الإضاءة الليلية
أما الإضاءة بالنهار فهي عادية مع التركيز في تحول النهار إلى ليل والعكس

الملابس
ملابس فلاحين عدا رمزي بيه وتيتو وإبراهيم

000

يرجى الحفاظ على مناطق الإيقاع في الأداء التمثيلي فهناك مناطق صاخبة وهناك هادئة

000

دعواتى لفريق العمل بالتوفيق

مع تحيات المؤلف

حامد عبد النبي أبو النجــا

(العمل مسجل وموثق )

000

العرض


المسرح عبارة عن صفوف من الحصر والسجاد يجلس عليها أهل القرية الذين أتوا ليشاركوا
بيت أبو إسماعيل في وفاة أبنهم إسماعيل - أهل المتوفى يقفون على جانب المسرح يستقبلون ويودعون المعزيين -- نستمع إلى آيات من الذكر الحكيم يتلوها مقرئ القرية الذي يجلس على كنبة خاصة له
00000000000
نسمع جلبه وأصوات متداخلة من الخارج – أهل الميت ينظرون تجاه الصوت ، يدخل شخصان بملابس خفر يقفان على مدخل ساحة المآتم يحملان بنادق على أكتافهم
رمضان : ( أحد أهالي الميت أخو أبو إسماعيل ) العمدة .. العمدة وصل
( نرى الجميع يقف في مكانه – ثم نرى الشيخ المقرئ يهبط من على الكنبة ويجلس أرضا مع أهالي القرية ... يدخل شخص يحمل معه سجادة صلاة .. ينظف الكنبة ثم يفرش عليها السجادة يدخل رجل ذو جسم ضخم على كتفيه عباءة ويدخل وراءه اثنان من الخفر أيضا – يوحى بأنه العمدة ولكنه ليس بالعمدة بل هو شيخ الخفر – الجميع يبدأ في التحرك إلى الخلف كما لو أنهم يريدون الذهاب من المعزى ... لحظات نظر من شيخ الخفر ، ثم يبدأ في تنظيم الحاضرين إلى مستطيل ناقص ضلع هذا الضلع يصبح الجمهور ، ثم يدخل العمدة إلى ساحة المعزى وخلفه أربعة من الخفر، يجلس على الكنبة والجميع مازال يقف .
العمدة : السلام عليكم
الجميع : ( يردون السلام في أصوات متداخلة )
العمدة : الله - ما تجعدوا – ح تسمعوا القرآن وانتم واجفين – ما تجعد يا بو صالح
أبو صالح : أجعد ولا ما أجعد ش ، أنى جاى أعزى مش جاى اضايف
العمدة : لاء .. أجعد يا بو صالح – كمل ربع القرآن
أبو صالح : وأدى جاعدة ( يجلس أبو صالح )
شيخ الخفر : ما تجعد يا واد منك له – ما يكنش كلكم أصحاب عزى ولا إيه
العمدة : الله – يعنى إحنا الغرب اللى فى البلد اللى جايين نعزى
شيخ الخفر : ( يتحرك ) ما تجعد يا وله منك له
الجميع : ( يجلس وكأنهم يتقوقعون في أماكنهم )
المقرىء : ( يغير الآيات التي كان يتليها ويأتي بآيات تحس المسلمين على سماع أولى
الأمر ( وأطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم - ثم يصدق ويختم التلاوة
( الجميع بما فيهم المقرىء يريدون أن يتركوا المكان بسرعة – فلم يقوموا
بتعزية أهل الميت – وتوجهوا جميعا إلى العمدة يعزوه ويدعون له بطول العمر
ودوام الصحة وبدأوا في الانصراف – أبو صالح ومعه بعض من أهل القرية
( محمود – عبد الحميد – خليل – ذكريا ) إلى أبو إسماعيل وسلما عليه
أبو صالح : ( لأبو إسماعيل ) شد حيلك يا بواسماعيل ، البقاء لله ، سلام عليكم ( ثم ينظر
إلى العمدة ) عايز حاجة يا عمدة البلد
العمدة : لا يابو صالح – عايزك تسلم
أبو صالح : الله يسلمك – ( للجميع ) سلام عليكم ( يخرج هو ومن معه )
شيخ الخفر : وعليك – ( بضيق نفس ) مع ألسلامه
( خرج الجميع وتبقى العمدة وشيخ الخفر والخفر وأهل الميت فقط )
العمدة : خدت عزى أبنك يا بو إسماعيل ؟
أبو إسماعيل : ايوه يا حضرة العمدة .. ربنا يبارك لنا فيك ويديك طول العمر
العمدة : اصل أنى كنت استمعت انك مش عاير تاخد عزى ابنك
إبراهيم : ( أبن أبو إسماعيل ) إيوه يا حضرة العمدة أصل الحكاية
أبو إسماعيل : ( مقاطعا أبنه إبراهيم ) أنى - ازاى بجى يا با العمدة - ينجطع لساني لو
كنت جلت حاجة زى كدة – هو أنى أجدر ارفض لك أمر
العمدة : الأمر لله
شيخ الخفر : ( يضع يده على كتف إبراهيم )
إبراهيم : ( ينزل يد شيخ الخفر من على كتفيه )
أبو إسماعيل : ( ينظر إلى ابنه إبراهيم والى شيخ الخفر والى العمدة ) هو إحنا عايشين إلا
بحسك يا عمدة – أنت الخير والبركة
العمدة : الله يرحمه بجى قدر ومكتوب
شيخ الخفر : ما هو هوه اللى كان واجف جدام رمزي بيه وهو بينضف مسدسة
العمدة : ما علينا ( يخرج العمدة مبلغ من المال ويعطية لأبو إسماعيل ) خد – خد
خد يا بو إسماعيل – جرشين كدة على ما ؤسم – وربنا يعوض عليك بجه
( أبو إسماعيل يمد يده ويأخذ الفلوس من العمدة ) ربنا ما يحرمنا منك يا حضرة
العمدة ، ويخليك لينا
إبراهيم : ( لوالده أبو إسماعيل ) فلوس إيه دي يا با ؟
أبو إسماعيل : ( هامسا ) اسكت دلوجتى – بعدين أجول لك
العمدة : ( إلى أبو إسماعيل ) هو أبو صالح كان بيجول إيه يا بو إسماعيل
شيخ الخفر : عايز يحس علينا الفلاحين – دا بيجول لهم جرية رجلتها جبانة عايشين فى
أرض الخوف
أبو إسماعيل : ما تخدش على كلامه يا با العمدة ، ما أنت عارف أبو صالح ، طول عمرة كده
ببجول كلام ما هواش عارفة
العمدة : نهايته ( يقف ) عايز حاجة يا أبو إسماعيل
أبو إسماعيل : عايز سلامتك يا حضرة العمدة
العمدة : ( ينظر إلى إبراهيم ) أبنك ده يا أبو إسماعيل
أبو إسماعيل : أيوه يا با العمدة أبنى ، خدامك إبراهيم
العمدة : بيتعلم يا بو إسماعيل
أبو إسماعيل : أيوه يا با العمدة بيتعلم ، وصل الثانوية دلوجتى يا با العمدة
العمدة : ( بزعل ) ليه – ليه يا أبو إسماعيل ؟
أبو إسماعيل : بلاش – بلاش يا عمدة ، أطلعة من المدرسة
إبراهيم : ( لوالده ) اطلع ازاى يا با من المدرسة ؟
العمدة : لاء – خليه يتعلم – على الأجل يبجى يستوظف خولي على العيال اللي بتلم
الدودة ( يضحكون ) سلام عليكم
أبو إسماعيل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا حضرة العمدة ( يذهب خلفه ) نورت
يا كبير البلد – وربنا ما يحرمنا ش منك – مع ألف سلامه يا حضرة العمدة
( يخرج العمدة وشيخ الخفر والخفراء ) شرفت يا شيخ الخفر
( يعود أبو إسماعيل إلى أقاربه ويتحدث إلى إبراهيم )
أبو إسماعيل : ( مخاطبا أبنه إبراهيم ) إيه يا وله – أنت ازاى تكلم حضرة العمدة بالطريجة
دي ؟ أنت أتجنيت ولا انهبلت ؟
إبراهيم : ليه يا با أنى عملت إيه غلط ؟
رمضان : خلاص خلاص بجى يا بو إسماعيل – ياللا يا ولاد لموا الحصر وشيلوا الكنبة
وودوهم على الجامع – معاهم يا إبراهيم ( يذهب ابراهيم الى اقاربه يساعدهم )
أوعاك يا أبو إسماعيل تطلٌع إبراهيم من المدرسة إبراهيم شاطر وطالع من
الأوائل بسم الله ما شاء الله
أبو إسماعيل : يعنى ما شفتش كلام العمدة يا خويا ، اهه بيلجح كلام واخريتها ح يشتغل إيه
خولي في ارض العمدة – وبعدين ما نتاش غريب ألواد مصاريفه زادت وعايز
كتب ولبس ومصاريف مواصلاته اهه كمان رخرة زادت – وأنى زى ما أنت
شايف - حتى الجرشين اللي كان بيجيبهم إسماعيل الله يرحمه خلاص أنجطعوا
ومصاريف البيت
رمضان : جرى إيه يا بو إسماعيل .. أنت نسيت إن فيه رب أسمه الكريم
أبو إسماعيل : ونعم بالله – بس العمدة مالوش كيف إن إبراهيم ابني يتعلم
رمضان : ليه بجى .. ما هو معلم عياله كلها – والواد مراد أبنه زميل أبنك في المدرسة
أبو إسماعيل : ما هو عشان كده مش عايز حد من ولاد البلد يزامل أبنه
رمضان : سبحانك يارب ليه ؟
أبو إسماعيل : الكعكة في أيد اليتيم عجبه
رمضان : بس أنت مش يتيم يا خويا
أبو إسماعيل : عند العمدة يتيم يا رمضان يا خويا - آآآآآآآآآآآه
رمضان : ربنا على الظالم - نهايته ياللا بينا نروح على البيت – نشوف أم إسماعيل
والبنات - الله يكون في عونهم ويصبرهم
أبو إسماعيل : أيوه ، الله يصبرهم – إسماعيل ده كان عندهم حاجة كبيرة جوى
رمضان : الله يرحمه – ياللا بينا
( يخرج أبو إسماعيل والحاج رمضان ومعهم اثنان من أقاربهم كبار السن – ثم
يحمل الشباب الحصر والسجاجيد والكنبة ويخرجون من المسرح مع تقليل
الإضاءة تدريجيا مع أخر شخص يخرج إلى أن يصبح المسرح شبه مظلم )

( نسمع مؤثرات صوتية كنباح كلب مع صوت ضفادع - الإضاءة خافته تقف في
أحد جوانب المسرح كما لو أنها تختبىء سيدة من أهل القرية تدعى تماسي )
شيخ الخفر : ( يدخل شيخ الخفر في حالة ترقب وتخوف وكأنه يبحث عن شىء ، تظهر
تماسى من خلف شجرة يراها شيخ الخفر ) جرى إيه يا تماسي وده وجته
تماسي : أنى عملت اللي عليه ، وكان اتفاجنا النهارده بعد المغرب .. وادى العشا
خلصت وماشفتش حاجة
شيخ الخفر : ما حدش قال كده يا تماسي .. أنت عارفة معزتك عندي قد إيه
تماسي : عندك أنت يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : إيوه يا تماسي عندي أنى .. عندك شك في كده ولا إيه يا تماسي ؟
تماسي : نفسى أصدجك – الله يرحم اللى كان
شيخ الخفر : لاء يا تماسي ما يرحموش ولا حاجة .. اللي بنا لسه عايش لحد النهارده
تماسي : تعيش أنت يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : يا تماسي
تماسي : ( تقاطعه ) أنى عايزه اخلص من الموضوع ده ألليله يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : الليلة
تماسي : الليلة يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ما بلاش الليلة يا تماسي
تماسي : الليلة يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : على كيفيك يا تماسي - الليلة ح أخلصك من الموضوع ده .. روحي أنت
دلوجتى على الدار – وأنى ح عدى عليك وش الفجر
تماسي : ما تتأخرش عليا يا أبو داود
شيخ الخفر : ( مرتبكا وبخوف وهو ينظر حوله ) جرى إيه يا تماسي – أنى مش جلت لك
100 مرة ما تجيبيش الأسم ده على لسانك
تماسي : زعلت
شيخ الخفر : حسك عينك تجولي الاسم ده تأنى مرة يا تماسي
تماسي : إيه يا شيخ الخفر .. أنت بتهددنى .. ح تموتني ولا إيه ؟
شيخ الخفر : ( يتراجع بخبث ) تنقطع ايدى لو اتمدت عليك يا تماسي .. بس أنتي عارفه أن
الموضوع ده بيأذينى
تماسي : ما أنى متأذية بجالى سنتين ... ضنايا بعيد عنى ومش جادرة أخده فى صدرى
شيخ الخفر : روحي أنت دلوجتى يا تماسي
تماسى : وهتجول ايه لداؤود
شيخ الخفر : ما تشغليش بالك بالموضوع ده أنى ح تصرف – روحى أنت دلوجتى
تماسي : مستنياك الفجر يااااااااا .. يا شيخ الخفر
( ترفع الشال على وجهها ثم تخرج )
شيخ الخفر : ( بغيظ ) كده يا تماسي .. أنت الوحيدة اللي سرى معاك .. أنت الوحيدة
اللي تجدري تجيبي راسي الأرض وتصغريني في البلد وتشمتي فيا اللي
يسوى واللي ما يسواش .. لاء – لاء يا تماسي ... مش ح نولك اللي في بالك
( يرفع عبائته ثم يخرج بعصبية من المسرح )

00000000000000

( نسمع نباح كلب مع صوت ضفادع )
( يدخل الخفير أبو هاشم في حالة من الندم والضيق – وبعد لحظات يدخل عليه
الخفير رضوان )
رضوان : جرى إيه يا بو هاشم أنت يعنى سبتنا عشان تيجى هنا لوحدك ؟ في حاجه
ولا إيه ؟
أبو هاشم : ( يدير وجهه ) أبدا يا رضوان – بس عايز أجعد مع روحي شويه
رضوان : لاء – يبجى في حاجة بصحيح – مالك يا بو هاشم
أبو هاشم : ( يبتعد عنه ) جلت لك ما فيش حاجة يا رضوان
رضوان : لاء – جسما بالله في حاجة يا بوهاشم .. وحاجة كبيرة كمان – هو أنى مش
عارفك ولا إيه ؟ – دا احنا طول عمرنا أخوات وسرنا واحد
أبو هاشم : ( في بكاء ) خلاص – خلاص يا رضوان – زهجت – تعبت – ما بجتش
جادر أستحمل يا رضوان
رضوان : مالك يا خويا فيك إيه – إيه اللي تعبك يا بوهاشم
أبو هاشم : الغلط – الغلط اللي إحنا ماشيين فيه يا رضوان
رضوان : غلط – غلط إيه يا بوهاشم اللي إحنا ماشيين فيه ؟
أبو هاشم : البلاوى والمصايب اللي عماله تحط على أهل البلد .. وإحنا لينا يد فيها
يا رضوان – الناس بجت بتكرهنا والأرض بجت بتخاف من دجتنا عليها
رضوان : بلاوى إيه ومصايب إيه ؟ ما تنورني يا بو هاشم
أبو هاشم : أنورك .. أنورك أزاي والدنيا كلها ضلمه يا رضوان
رضوان : ضلمة إيه ونور إيه أنت عايز تجول إيه ؟
أبو هاشم : من يوم ما جه الهباب اللي اسمه رمزي بيه البلد - والخراب حل علينا
رضوان : رمزي بيه ماله ؟
أبو هاشم : من يوم ما جه واشترى الأرض الغربية بتاعة العمدة – وأنى مش جادر
أتلم على روحي .. وكل ما ببص في عين الولاد زى ما يكون بيجلولى
ليه يا با تعمل كدة ؟
رضوان : تعمل إيه – ارض العمدة وباعها لرمزي بيه إحنا مالنا ومال الموال ده ؟
أبو هاشم : وإحنا مالنا ازاى ؟ الأرض دى شربت من عرج الفلاحين وهم كمان أدرمغوا
في ترابها وداجوا فرحتها وحزنها ( بغضب ) مش إحنا اللي طردنا الفلاحين
منها وجللعنا الزرعة من الأرض هه ؟ – مش إحنا اللي ضيعنا عليهم
المحصول اللي تعبوا فيه وأداينوا عشانه – مش إحنا اللي خربنا بيوتهم وهم
مين ؟ أهلينا وولاد بلدنا
رضوان : وإحنا ذنبا إيه يا بو هاشم
أبو هاشم : ودا كله ليه يا رضوان ؟
رضوان : عشان المصنع اللي ح يبنيه رمزي بيه – ده بيجولوا ح يبجى مصنع كبير
وح يشغل كل أهل البلد فيه
أبو هاشم : ومين ح يزرع الأرض يا رضوان ؟
رضوان : أنى عارف – اربط الحمار زى ما يجول صاحبة
أبو هاشم : حماريا رضوان – دا اللي أنجهر أنجهر واللي مات مات
رضوان : الله يرحمه بجى حسان أبو على
أبو هاشم : الله يرحمنا إحنا يا رضوان – حسان مات شهيد – كان بيدافع عن أرضه
وزرعه – - - وإحنا اللي جتلناه يا رضوان ؟
رضوان : لاء – شيخ الخفر هو اللي طخة – وبعدين ايه اللى يخلى حسان يعدى الجسر
ويروح حدى الأرض الغربية
أبو هاشم : واسماعيل أبن أبو اسماعيل
رضوان : إحنا ملناش ذنب في دمه
أبو هاشم : كل ده وملناش ذنب يا رضوان
رضوان : يا بو هاشم يا خويا – سيبك من وجع الدماغ ده وخلينا في حالنا
أبو هاشم : بكرة ح ينجلب لوحده
رضوان : هو مين اللي ح ينجلب ؟
أبو هاشم : حالنا – حالنا يا رضوان

( نسمع صوت الخفير الشحات من الخارج ينادى )

الشحات : يا رضوان – يا بو هاشم – يا رضوان – يا بو هاشم
رضوان : دا صوت الشحات
أبو هاشم : شيل يا رضوان شيل
الشحات : يا بو هاشم
رضوان : أشيل إيه يا بو هاشم
أبو هاشم : بلوى جديدة يا رضوان – شوف ح تحط على دار مين في البلد
رضوان : قصدك إيه يا بو هاشم ؟

( يدخل الشحات على رضوان وأبو هاشم المسرح )

الشحات : جرى إيه يا جماعة – عمال انده عليكم بقالي ياما – ما بترد وش ليه ؟
رضوان : في إيه يا شحات ؟
الشحات : شيخ الخفر عايزكم دلوقتى – ونبه عليا ما أرجعش من غيركم
رضوان : ( ينظر إلى أبو هاشم )
أبو هاشم : مش بجول لك شيل يا رضوان
الشحات : ياللا يا جماعة شيخ الخفر جاعد مستني وعينه بتطج شرار
رضوان : ما تعرفش فيه ايه يا شحات ؟
الشحات : لاء ما أعرفش – بس أنى سامعه بيجول طيب يا تماسي
أبو هاشم : تماسي
الشحات : إيوه – بيجولها وهو بينفخ
رضوان : يا للا يا بو هاشم نشوف إيه الحكاية
أبو هاشم : ياااااا لله على الظالم

( يخرج الجميع من المسرح )

( ما زال صوت النباح موجود وصوت الضفادع يختلط معهم صوت الديك
ليعن عن آذان الفجر – تتحول الإضاءة إلى بدايات الفجر – المسرح خال
نسمع صوت آذان الفجر من بعيد - يدخل أبو إسماعيل وأخيه رضوان وولده
إبراهيم – ثم يقابلهم من الجهة الأخرى اثنان من الخفر( راشد – وسرور )
يقف كلا في مكانه )
راشد : صباح الخير يا جماعة
الجميع : صباح النور
سرور : أنت ما نمتش يا بو إسماعيل
أبو إسماعيل : والنوم ح ييجى منين يا سرور
راشد : البجية في حياتك يا بو إسماعيل والبركة في إبراهيم ربنا يعوضك فيه خير
أبو إسماعيل : ( متأثرا ) العوض على الله
سرور : رايحين تصلوا الفجر
رمضان : إن شاء الله
سرور : طيب – حرما مجدما
رمضان : جمعا إن شاء الله
( يخرج أبو إسماعيل وأخيه رمضان وولده إبراهيم )
راشد : صعبان عليا أبو إسماعيل
سرور : ما يصعبش عليك غالى .. يعنى هو أول واحد مات له عيل
راشد : بس إسماعيل مش عيل – إسماعيل كان راجل – وكان شايل كتير من حمل
البيت
سرور : اهه بسم الله ما شاء الله إبراهيم ابنه يجدر يشتغل مكان أخوه إسماعيل
راشد : آه على رأيك – اهه ربنا بيجطع من هنا ويوصل هنا
سرور : ما تيجى نشرب كرسي معسل عند تماسي
راشد : معسل إيه دلوجتى – كلها شوية والنهار ح يطلع – وبعدين حد يشوفنا وإحنا
داخلين ولا طالعين من عندها تبجي حكاية
سرور : آه على رأيك – خلينا بعيد عن وجع دماغ شيخ الخفر- يا للا بينا نلف حدي
دوار العمدة عشان لما يصحى يلاجينا حداه
راشد : وإيه اللي ح يصحى العمدة بدرى كدة ؟
سرور : الله - أنت نسيت إن رمزي بيه جاى النهاردة
راشد : آي والله صحيح .. دانى كنت ناسي
سرور : إن كنت ناسي افكرك وان كنت فاكر ابعترك
راشد : طيب يا خويا - يا للا بينا
( يخرج راشد وسرور من المسرح – تبدأ الإضاءة في الإعلان عن بداية
النهار - من الممكن أن نرى بعض فلاحين القرية يمرون من جهات عدة
توحي الحركة بأن أهل القرية بدأوا في بداية يوم جديد .. تختفي أصوات
نباح الكلاب والضفادع ونبدأ نسمع أصوات بقر وجاموس وماعز وما شابه
من زقزقة العصافير وخلافه- مع أذدياد الإضاءة تدريجيا ، ولو أمكن ظهور
بعض الحيوانات ( كحمار أو بقرة صغيرة أو معزة أو خروف ) إن لم يتعذر
بالإضافة إلى فلاح مثلا يحمل حملا من البرسيم – مثل تلك الأشياء التي
توحي باستيقاظ الفلاحين من يومهم ... يدخل إلى المسرح فلاح من أهل
القرية يدعى قنديل يحمل على كتفيه بؤجة ومعه زوجته وأبنه الصغير بقابلة
أبو صالح ومعه محمود أحد الفلاحين )
أبو صالح : على فين يا جنديل ؟ خير كفانا الشر- واخد مراتك وابنك ورايح على فين ؟
قنديل : رايح عند أبن أختي حسين – يشوفلى شغلانه معاه أتعيش منها أنى والعيال
محمود : يعنى ح تسيب البلد يا جنديل
قنديل : وما سيبهاش ليه مدام سابتنا هيه
أبو صالح : إيه الكلام ده يا قنديل
قنديل : الأرض اللى كنا بنحبها وكانت خايفة علينا بجينا خايفين منها - والدين
اللى فى رجبتى بجي تجيل يا حاج ولازما أدور على شغل في حته تانية
أبو صالح : وبعدين يا ولاد – وإحنا ح نسيب البلد لرمزي بيه
قنديل : هو أولى
محمود : هو مين اللي أولى ؟
قنديل : اللي معاه فلوس – واللي معاه الفلوس يدوس ... عن إذنكم المشوار لساته
طويل – سلام عليكم
أبو صالح : ( بيأس ينظر إلى قنديل وأسرته ) سلام ورحمة الله وبركاته
أبو صالح : ( يتجه أبو صالح واللي معاه إلى ركن بالمسرح )
محمود : وبعدين يابا الحاج
أبو صالح : والله يا محمود يا بنى مانى عارف – الدنيا أنجلبت وحال البلد بجي
ما يسرش
( نسمع متداخلة من الخارج – كاستغاثة وطلب مساعدة – يدخل محفوظ
أحد أهالي القرية – في حالة يرثى لها )
محفوظ : يا عم أبو صالح – يا عم أبو صالح
أبو صالح : ( يقف ) مالك يا محفوظ – فيه إيه ؟
محفوظ : الجاموسة يا عم أبو صالح – الجاموسة اللي بتصرف علينا
أبو صالح : مالها – مالها الجاموسة يا محفوظ
محفوظ : ( في بكاء ) بتموت – بتموت يا عم أبو صالح – الجاموسة بتموت
من يوم ما الأرض اتخدت وهى حارنة على أكل التبن – وأنى مش قد
مصاريفها يا حاج – الجاموسة بتموت الحقونى يا ناس
أبو صالح : ( يرى أحد الفلاحين يحمل حملا من البرسيم على كتفيه ، يستوقفه ويأخذ
حمل البرسيم ويخرج مسرعا وخلفة محفوظ ومحمود ثم يلحق بهم الفلاح
صاحب البرسيم )
00000000000000000
( نسمع أصوات متداخلة من الخارج – ثم نسمع صوت نهيق حمار )
(يدخل العمدة ورمزي بيه والخادم الخاص به ويدعى تيتو يحمل شنطة
رمزي بيه – ويدخل خلفهم أربعة من الخفر )
العمدة : ( متزامنا مع نهيق الحمار ) أنى ( الجميع يضحك ) أنى جلت كده – بس
زى ما يكون بنده في مالطة
رمزي بيه : ما تشغلش بالك يا عمدة – كل شيء ح يبقى تمام
تيتو : ( هامسا إلى رمزي بيه في أذنيه )
رمزي بيه : أيوه يا عمدة – أنا كنت ح أنسى – أنا عايز أتكلم مع أهل البلد – يا ريت
تلمهم لي بعد المغرب علشان أنا عاوزهم
( تدخل فتاة من أهل القرية تخفى نصف وجهها الأسفل - يلتفت إليها
رمزي بيه في نظرة أعجاب )
العمدة : خير – خير يا رمزي بيه أنت عايز الفلاحين في إيه ؟
رمزي بيه : ( لا يبالى بكلام العمدة )
العمدة : أيوه يا رمزي بيه بجول يعنى ألٌم لك الفلاحين ليه يعنى ؟
رمزي بيه : ( وهو ينظر إلى الفتاة ) مين البنت دي يا عمدة ؟
العمدة : ما جلتليش يا رمزي بيه
رمزي بيه : ( ينظر إلى العمدة ثم يتركة ويتقدم نحو الفتاة ويعترض طريقها ) أسمك
إيه يا عروسة ؟
الفتاة : ( تنظر بكبرياء ) أنى بنت الحاج أبو صالح
رمزي بيه : أنا بسألك عن أسمك أنت – أسمك إيه ؟
العمدة : ( يتقدم نحوهما ) أزيك يا صابرين وأزاى أبوك
صابرين : الله يسلمك يا حضرة العمدة
رمزي بيه : صابرين – أسم جميل – وصاحبة الاسم أجمل وأجمل
صابرين : ربنا يجملها بالستر – عايز حاجة يا حضرة العمدة
العمدة : لاء يا بنتي مع ألسلامه
( صابرين تتحرك بعيدا عن اعتراض رمزي بيه لها وتذهب )
رمزي بيه : أبقى تعالى يا صابرين الفيلا - أنا عايزك
صابرين : ( تلفت له في تحدى ) ليه ؟ عايزنى ليه يا بيه ؟ لا بنخدم في بيوت ولا
سريات
شيخ الخفر : ( يتقدم نحو صابرين ) خلاص يا صابرين – أمشى وأجصرى الشر
صابرين : ( تنظر إلى شيخ الخفر ) الشر بجي في كل حته في البلد يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : طيب أبعدى عنه يا بنت الناس الطيبين
صابرين : أديني سيبهالكم وح أجصر الشر يا شيخ الخفر ( تخرج صابرين )
رمزي بيه : ( ضاحكا ) لطيفة قوى البنت صابرين دي
تيتو : ( بدلع ) أورجنال خالص يا أكسلنس
رمزي بيه : أبقى خليها تيجى الاجتماع يا عمدة
العمدة : حاضر- بس أنت يا رمزي بيه مجلتليش أنت عايز الفلاحين ليه ؟
تيتو : ( هامسا إلى رمزي بيه )
رمزي بيه : ( مبتسما إلى تيتو – عفارم عليك يا تيتو – ثم ينظر إلى العمدة بنفس
الأبتسامه ) خلى الاجتماع بعد العصر يا عمدة
العمدة : حاضر يا بيه – بس أنت ما جلتليش
رمزي بيه : ( ينظر إلى العمدة – ثم يتركه ويخرج ويذهب خلفه تيتو والعمدة وشيخ
الخفر والخفر )

000000000000

( يدخل الحاج أبو صالح ومعه محمود وخليل وذكريا وعبد الحميد من أهل
القرية يجلسون في المكان المخصص لجلوسهم بالساحة )
عبد الحميد : الله يكون في عونه
خليل : محفوظ غلبان وعنده كوم عيال
ذكريا : البلد كلهيتها بتشتكى
محمود : وبعدين يا حاج – إحنا ح نفضل نتفرج على بعض لما نقع كلنا
أبو صالح : مش عارف يا بنى – التيار شديد والعمدة وشيخ الخفر ومعاهم رمزي بيه
بجم زى العاصفة بتجلع اللي جدامها
محمود : بس يا حاج الريح ما تجدرش على الجدر الريح بتاخد اللي على الوش
( يدخل أبو إسماعيل وولده إبراهيم وأخيه رضوان )
أبو إسماعيل : ( أبو صالح ومجموعته ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو صالح : ( أبو صالح ومجموعته يردون السلام )
أبو صالح : تعالى هنا يا حاج أبو إسماعيل
أبو إسماعيل : هي لسة فيها جاعدة – يدوب نروح الجامع وعجبال ما نتوضى يكون
الضهر وجب
أبو صالح : كده – ياللا ( يقف هو ومن معه ) على الأجل الجاعدة في الجامع أزين
( يخرج الجميع في أتجاة المسجد لصلاة الظهر – يدخل الخفراء رضوان
وأبو هاشم والشحات )
رضوان : طب ورمزى بيه عايز اهل البلد فى ايه ؟
الشحات : علمى علمك – ما يكنش ح يرشح نفسه في مجلس النواب
أبو هاشم : لسة بدرى على الانتخابات يا جاهل – وبعدين النائب بتاع دايرتنا ما هو
جريبه – يعنى العملية مستويه مش محتاجة تخطيط
رضوان : المهم إحنا ح نعمل إيه دلوقتى – أيه اللى ح نوضبه
أبو هاشم : تجيب الكنبة والحصر من الجامع وتفرشهم – والأول ترش شوية ميه
والذي منه – أمال إيه - ده اجتماع البهوات رمزي بيه والعمدة
الشحات : ( بتحفز ) وشيخ الخفر
أبو هاشم : وشيخ الخفر
رضوان : خليك هنا يا بوهاشم وانى والشحات ح نروح نشوف كام عيل عشان
يشيلوا الحصر والكنبة ونجيبهم على هنا – وانت شوف حد يرش شوية
ميه
أبو هاشم : حاضر
( يخرج رضوان والشحات ويبقى أبو هاشم )
مرعى : ( يدخل رجل كسيح مسكين فقير ) يا أبو هاشم يا أبو هاشم
أبو هاشم : إيوه يا مرعى – عايز إيه أنت روخر
مرعى : هم جابوا الأكل ولا لسه ؟
أبو هاشم : أكل إيه يا مرعى ؟
مرعى : العيال جالوا لي إن العمدة والبيه الجديد جايبين أكل ياما لهل البلد
أبو هاشم : إيجى اليوم اللي تسمع فيه كلام العيال يا مرعى
مرعى : ( في حسرة ) يعنى ما فيش أكل
أبو هاشم : فاكر يا مرعى ( بندم ) فاكر لما حرجت الرز بتاع أبو صالح
مرعى : ( في حزن شديد ) خلاص يا أبو هاشم
أبو هاشم : فاكر لما حرمت البت مسعده من ضناها
مرعى : ( يذداد تألمه ) كفاية يا أبو هاشم
أبو هاشم : فاكر لما طلجت تماسي عشان رشوان والمسكينة كانت بتتزلل لك
مرعى : ( في انهيار ) بكفياك يا أبو هاشم – أنت عايز منى إيه – ما تسيبنى باللي
أنى فيه ( في بكاء شديد ) مش مكفيك حالي يا بو هاشم – خلاص أنى توبت
وعرفت إن الله حج – انسانى يا بو هاشم – شيلنى من نافوخك بجه ........
ما بجتش أجدر يا بو هاشم – روحي بتروح منى في اليوم 100 مرة ، وكل
مرة أجول لها اطلعي ريحينى – ما بتطلعش ... زى ما يكون هي كمان
بتجاضينى ... ساعات ابجى ودى ادبح نفسى بسكينه – لكن ح اموت كافر
يعنى عذابى ح يبجى عذابين يا بوهاشم ... رحمتك يا رب ( في انهيارتام )
يا رب أغفر لي وارحمني وسامحني – مالناش غيرك
أبو هاشم : خلاص يا مرعى – العفو - خلاص يا شيخ الخفر .. انى ح اروح اجيب
لك أكل – ما تمشيش أنى راجعلك على طول ( يخرج أبو هاشم – يزحف
مرعى الى جذع شجرة يسند ظهره عليه وهو في اعياء وانهيار وبكاء تام
نرى تماسي تتلصص على المكان ثم تذهب إلى مرعى وتجلس بجواره )
تماسي : ازيك يامرعى
مرعى : مين ؟ تماسي ؟
تماسي : ايوه تماسي يا شيخ الخفر
مرعى : تانى يا تماسي
تماسي : ايوه يا مرعى ولا انت نسيت انك كنت شيخ الخفر وسيد البلد
مرعى : لاء ما نسيتش – بس عايز أنسى يا تماسي مش عارف
تماسي : وعايز تنسى ليه – انت مالك ومال اللى كان بيحصل – انت عبد
المأمور- والعمدة هو المأمور
مرعى : ما عدش ينفع الكلام فى الكلام ده
تماسي : عارف يا مرعى .. انى ساعات بتيجى عليا ليالى ما بشفش النوم
ببجى عايزة أطلع من روحى
مرعى : ايوه يا تماسي – الله يكون فى عونك – انت بتشوفى داؤود أبنك
تماسي : متحرم عليا يا مرعى – لولا أنى بشوفه وأنى مدسيه في الزرع ولا في
شونة البهايم اللي على الطريج ما كنتش ح أشوفه أبدا ولا هعرفه
مرعى : الله يكون في عونك ويجويك على اللي أنت فيه – ورشوان
تماسي : الكلب شيخ الخفر ... جايل له أمك ماتت
مرعى : آه .... ما بينفعش يا تماسي – أنى عايزك تجولى لرشوان شيخ الخفر
خد موعظة من مرعى – شوف مرعى بجى عامل ازاى - فوجيه
يا تماسي .. خليه يلحج روحه
تماسي : طلعت روحه
( يدخل أبو هاشم ومعه طعام لمرعى فيجد تماسي )
أبو هاشم : كيفك يا تماسي
تماسي : الحمد لله – أمال شيخ الخفر فين يا بو هاشم ؟
أبو هاشم : ( موجها الكلام لمرعى ) خد يا شيخ الخفر- كل
مرعى : ( يأخذ الطعام من أبو هاشم ويبدأ في الأكل ) الله يخليك يا أبو هاشم
أبو هاشم : كله من خيرك يا مرعى
تماسي : فين شيخ الخفر يا بوهاشم ؟
أبو هاشم : مع العمدة حدا رمزي بيه
تماسى : طب لما ييجى جول له تماسي عيزاك الليله ضرورى
أبو هاشم : حاضر – من عنيه
تماسي : وجول له كمان إن ما جاش الليله – كل واحد عاجله في راسه يعرف
خلاصه
أبو هاشم : حاضر – ح اجول له – على عينى
تماسي : تسلم عينك – عايز حاجة يا مرعى
مرعى : ( وهو يأكل ) لاء
تماسي : طيب فوتكم بعافيه ( تخرج من المسرح )
أبو هاشم : الله لا يعافيكى ولا يعافيه
مرعى : تماسي غلبانه يا ابو هاشم زى حلاتى وزى حلاتك وزى حال ناس كتير
في البلد
أبو هاشم : غلبانه – دى حية من تحت تبن
مرعى : ما تنساش انها وحدانية وملهاش حد – والدنيا حطتها في سكة رشوان
شيخ الخفر
أبو هاشم : منهم لله
( يدخل رضوان والشحات ومعهم بعض الفلاحين يحملون الحصروكنبة
المسجد )
رضوان : يا للا يا واد أنت وهو أرفشوا الحصر وحطو الكنبة مطرحها
الشحات : الله – أنت هنا يا مرعى – بتعمل ايه ؟
أبو هاشم : كان جعان والعيال جالوله أن رمزي بيه عامل وليمة لأهل البلد
رضوان : وليمة – طيب يا سى مرعى – أطفح اللى فى أيدك وجوم غور من هنا
جبل العمدة وشيخ الخفر ما ييجو ( يدفعة بالعصى التى بيده ) سامع
مرعى : حاضر – حاضر يا رضوان
أبو هاشم : جرى إيه يا رضوان خلى الراجل ياكل لجمته
( يذهب رضوان والشحات ليشرفوا على فرش الحصر والكنبة )
الشحات : يا للا يا واد منك له هم – زمان البهوات جايين
( يزحف مرعى إلى عمق المسرح ويتخفى خلف جزع شجرة )
أبو هاشم : فين السجادة اللي ح يجعد عليها العمدة ورمزي بيه ؟
الشحات : إيوه صحيح فين السجادة يا رضوان ؟
رضوان : ما تخافوش رضوان عامل حسابه في كل حاجة
( توجد حصيرة ملفوفة مقاس صغير على الكنبة ، يفردها رضوان
ويستخرج منها السجادة – ويقوم بفرش الحصيرة ثم يضع عليها
السجادة ) أيه رأيكم بجى ؟
الشحات : يا سلام عليك يا رضوان – طول عمرك واعى لكل حاجة
أبو هاشم : إيوه – بس يخسارة مش واعى لروحه
الشحات : هه – بتجول حاجة يا أبو هاشم ؟
أبو هاشم : لاء - ما فيش
( يدخل الحاج أبو صالح وأبو إسماعيل والمجموعة التي كانت معهم )
المجموعة : السلام عليكم
الخفر : يردون السلام
( ثم يدخل مباشرة رمزي بيه وبجواره تيتو ثم العمدة ثم شيخ الخفر ثم
الخفر ثم بعض فلاحى القرية – رمزي بيه يتجه إلى الكنبة ويجلس في
منتصفها بحيث لا يسمح لأحد الجلوس بجواره ثم ينظر لكل الواقفين )
رمزي بيه : السلام عليكم
الجميع : ( فى أصوات متداخلة ) يردون السلام
رمزي بيه : أقعدوا – أقعدوا – واقفين ليه ؟
( الجميع يبدأ في الجلوس عدا العمدة وشيخ الخفر والخفراء وتيتو )
رمزي بيه : أنا لميتكم النهاردة علشان أقول لكم شوية حاجات
العمدة : ( بأستضعاف ) أتفضل جول يا رمزي بيه
رمزي بيه : أنا بصراحة شايف أنكم ناس طيبين – وتستهلوا أن الواحد يخدمكم
علشان كده – أنا قررت أنى أرصف القرية لكم
( يصفق تيتو ثم يصفق خلفه العمدة ثم شيخ الخفروالخفراء وبعض من
أهالى القرية المساكين )
العمدة : ربنا يخليك لينا يا رمزي بيه ( هاتفا ) يا ناصفنا
تيتو : ( كالميسترو )
مجموعة العمدة : يا نصفنا
العمدة : يا رصفنا
مجموعة العمدة : يا رصفنا
تيتو : ( يعطى أشارة بوقوف الهتاف – فيسكت الجميع )
رمزي بيه : وطبعا لما القرية كلها تترصف – ح تبقى حاجة تانية خالص
أبو صالح : إيو يا رمزي بيه – بس ح ترصف أزاى والجرية ما فيهاش مجارى
وكل بيت جدامه بكابورت وحوارى الجرية ضيجه
رمزي بيه : برافو عليك – أنا مش ح أرصف الشوارع الضيقة – أنا ح أرصف
: الشوارع الرئيسية بس
أبو صالح : آه – جصدك يعنى الشارع اللي يوصل للمصنع
محمود : هو فيه غيره
رمزي بيه : عفارم عليك
إبراهيم : وهو كده تبجى رصفت البلد كلها
أبو إسماعيل : ( اسكت يا واله رمزي بيه عارف كل حاجة
رمزي بيه : لاء طبعا – بس أنا علشان أفتتح المصنع لازم أجيب ناس مهمين
وعلشان أجيب ناس مهمين يبقى لازم أوفر لهم سبل الراحة علشان
بعد كده لما نطلب منهم حاجة ينفذوها لنا على طول
إبراهيم : والحاجة دي ح تطلبها لنا ولا لك ؟
العمدة : ( ينظر إلى شيخ الخفر ويشير إليه على إبراهيم – يتحرك شيخ الخفر
باتجاه إبراهيم )
شيخ الخفر : إيه يا إبراهيم هو مش أبوك جالك اسكت – هه ما تسكت
أبو صالح : وهو كان جال حاجة تزعل يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( ينحنى لهم كما لو أنه يهمس لهم ) لسة ما تخلجش اللى يزعلنا يابو
صابرين
رمزي بيه : تعالى يا شيخ الخفر تعالى – أنا ح أفهمهم ( يقف رمزي بيه ويتجول
بينهم وهو يتحدث ) شوفوا يا جماعة ... دلوقتى لما نبدأ في تطوير
القرية أول حاجة نفكرفيها الرصف علشان الرصف هو اللي ح يسهل
لنا كل حاجة بعد كدة ، وبعدين نفكر في الصرف الصحى
العمدة : الصرف الصحى
تيتو : المجارى يعنى يا عمدة
العمدة : والبكابورتات متتكتمش وتغرج البلد
تيتو : آه
العمدة : يا مسلكنا
تيتو : ( كالمايسترو )
مجموعة العمدة : يا مسلكنا
رمزي بيه : وبعدين نفكر في مياه الشرب وتوصيلها لكل بيت
العمدة : ومعدناش نشرب ميه فيها طحالب
تيتو : آه
العمدة : يا مشربنا
تيتو : ( كالمايسترو )
مجموعة العمدة : يا مشربنا
رمزي بيه : وبعدين نفكر في الكهرباء وزرع أعمدة الكهرباء في الشوارع والنور
يملا البلد
العمدة : والنور يبجى في كل بيت
تيتو : آه
العمدة : يا منورنا
تيتو : ( كالمايسترو )
مجموعة العمدة : يا منورنا
إبراهيم : يا رمزي بيه – يا رمزي بيه
العمدة : جرى إيه يا بو إسماعيل
أبو إسماعيل : لاء ما فيش حاجة ياعمدة – دا إبراهيم بيدعى للبيه – دا حتى كلنا
مبسوطين من كلامه
إبراهيم : لاء يا با ( يقف إبراهيم )اللي بيجوله رمزي بيه مش سليم ( يقف
أبو إسماعيل ) المفروض أن الرصف يكون أخر حاجة ( يبدأ في
الوقوف كلا من أبو صالح ورضوان ومحمود وعبد الحميد وخليل
وذكريا ) معجول يا أهل البلد نرصف النهاردة وبعدين نفحت بكرة
علشان المجارى ، وبعدين نفحت بعدة عشان توصيل الميه وبعدين
نفحت بعد بعده علشان توصيل الكهربا – ح يتبجى إيه من الرصف بعد
كده
العمدة : ( يتقدم نحو أبو إسماعيل ومعه شيخ الخفرفى همس ) ما تلم أبنك يا ابو
إسماعيل
شيخ الخفر : ( هامسا لأبو إسماعيل ) دا أنت لسة دمعتك ما نشفتش على إسماعيل
ولدك
أبو إسماعيل : معلش يا عمدة – أنى محجوج لكم – معلش ( يربت على كتف شيخ
الخفر ) معلش لسة عيل جاهل
أبو صالح : لا يا بو إسماعيل إبراهيم ابنك بيتكلم صح وعين الصح – رصف
الطريج اللي بيجول عليه رمزي بيه مش ح يخدم غير مصالحه هو
وبس – العربيات اللي ح تجيب للمصنع واللي ح تشيل منه عايزة
طريج مرصوف عشان تمشى عليه
عبد الحميد : دا بدل ما يبنى لنا مدرسة نعلم فيها عيالنا جاى يعمل لنا مصنع يعكر
علينا حياتنا
رمزي بيه : لاء – أنتوا مش فاهمين ما هو أنا ح أعمل مساحة خضراء حوالين
المصنع – علشان تمنع التلوث
محمود : ده ملعوب كبير علينا يا أهل البلد – ولازما نفوج
العمدة : كلام إيه ده يا واد منك له
خليل : الكلام الخايب بتاع البيه – عايز يشغلنا عبيد عنده
أبو صالح : اسمع يا عمدة - البلد كلهيتها مستغنية عن المصنع ده – يروح يشوف
له ارض تانية فى حتة تانية
شيخ الخفر : الله – كلام إيه ده – أنتم ح تمشوا البلد على كيفكم
إبراهيم : وماله – وماله يا شيخ الخفر لما نمشى البلد على كيفنا – إحنا ملناش
حج فيها ولا إيه ؟
شيخ الخفر : لاء – لاء يا بن أبو إسماعيل مالكش حج
أبو صالح : ليه يا رشوان – ما البلد ماشية على كيفكم من زمن – والنتيجة إيه هه؟
اللي ضاع ضاع واللي راح راح واللي طفش من البلد واخريتها جلعتوا
الزرع وبورتوا الأرض والفلاحين بجم عواطليه ملهمش شغل دا حتى
حرمتم أهل البلد تعدى على الجسر- عايزين إيه تانى اكتر من اللى
عملتوه فى البلد ؟
شيخ الخفر : ( بغضب )اسمع منك له ( الخفر يتحفزون )
محمود : جرى ايه يا شيخ الخفر هتحبسنا – هتحبس البلد كلهيتها
عبد الحميد : يحبسنا
ذكريا : اهه ده اللى كان ناقص
شيخ الخفر : ( بتوتر ) جسما عظما اللى ما يحط لسانه
أبو صالح : جسما على جسمك يا رشوان – ما تأذى حد فى الجرية الا وانى اللى
ح اجف لك
شيخ الخفر : أبو صابرين
أبو صالح : أعجل يا بو داؤود
شيخ الخفر : هه ( يقف شيخ الخفر فى ذهول دون حركة – لحظة صمت )
العمدة : خلاص بكفاية كدة – أنتم مش عاملين اعتبار لا لرمزي بيه ولا ليا
إيه – هى سايبة ولا سايبة
أبو صالح : اسمع يا عمدة – إحنا طول عمرنا فلاحين – ومخدناش على اننا نبجى
خدامين عند حد – المصنع ده إحنا مش عايزينة فى بلدنا
رمزي بيه : أنتم مين ؟
عبد الحميد : إحنا أصحاب الجرية وأهلها
رمزي بيه : ده استثمار – والأستثمار ده ح يعود عليكم بحاجات حلوه كتير
إبراهيم : ما يلزمناش الأستثمار ده يا سعادة البيه
رمزي بيه : ما بقاش ينفع الكلام ده – الأرض واشتريتها ودفعت فلوسها والمعاينات
تمت والموافقات خلصت .. وان شاء الله من بكرة المقاول ح يبدأ في
الإنشاءات
العمدة : مبروك مجدما يا رمزي بيه
أبو إسماعيل : ( يمسك يد ولده إبراهيم ) يا للا يا رمضان – ( أبو إسماعيل في
خوف ) سلام عليكم يا عمدة سلام عليكم يا شيخ الخفر – سايج
عليكم النبي ما تزعلوا من إبراهيم ابني – دا حتى هو بيحبكم
بس يعنى ولاد الحرام والزن ع الودان
العمدة : ( لا يعيرة اهتمام )
شيخ الخفر : روح يا أبو إسماعيل
( أبو إسماعيل يهم بالخروج ومعه رمضان ويمسك بيد إبراهيم ولده
إبراهيم ينظر إلى أبو صالح )
أبو صالح : ( إلى مجموعته محمود – ذكريا – خليل – عبد الحميد ) يا للا بينا
يا رجالة الجعدة ما عدلهاش لازمه
محمود : ياللا يا حاج
شيخ الخفر : ( يتقدم بأتجاههم ) لسة الجعدة ما نتهتش يا حاج أبو صالح
رمزي بيه : ( بغضب ) خلاص يا شيخ الخفر – أنا نهيت الأجتماع خلاص خليهم
يمشوا – أغبياء مش عارفين مصلحتهم فين ؟
تيتو : ياللا – ياللا يا جماعة كل واحد يروح على بيته – الأجتماع انفض
خلاص – يا للا يا حبيبى أنت وهو
( الجميع يخرج عدا رمزي بيه وتيتو والعمدة وشيخ الخفر والخفراء
يقفون على تباعد )
تيتو : ( هامسا لرمزي بيه بدلع )
رمزي بيه : ( بأبتسامة صفراء ) فين يا عمدة البنت اللي اسمها صابرين ما جتش
الأجتماع يعنى ؟
العمدة : ( في توتر ) آه صابرين – أصل ( ينظر إلى شيخ الخفر في حيرة )
فين يا شيخ الخفر البنت اللي اسمها صابرين ؟
شيخ الخفر : ( هامسا مع نفسه ) صحيح البنت صابرين ادورت واحلوت
العمدة : صابرين فين يا شيخ الخفر ؟
شيخ الخفر : راحت مع أمها للدكتور اللي في البندر
رمزي بيه : دكتور
شيخ الخفر : ايوه يا رمزي بيه – أصل أمها عندها والعياز بالله المرض الخبيث
والمرض ده وراثه عندهم فى العيلة
العمدة : الله ما أحفظنا – دا مرض شين يا رمزي بيه – أحفظنا يا رب
تيتو : نو اكسلانس - مشكلة كتير وحشة اكسلانس
رمزي بيه : يا خسارة – البنت حلوة قوى
العمدة : الحلو ما يكملش يا رمزي بيه
رمزي بيه : طيب يا عمدة – أبقى شوف لي بنت حلوه كدة – علشان تنظف
السرايا
العمدة : ( ينظر إلى شيخ الخفر ) حاضر – حاضر يا رمزي بيه
رمزي بيه : طيب أنا ح أمشى دلوقتى – وأبقى عدى عليا الصبح
العمدة : حاضر يا رمزي بيه ح أكون عندك من النجمة
رمزي بيه : نجمة إيه يا راجل – لاء – أبقى تعالى بعد الظهر
العمدة : حاضر حاضر يا رمزي بيه
رمزي بيه : ياللا سلام عليكم
العمدة : سلام ورحمة الله وبركاته
شيخ الخفر : ( يتحدث إلى أثنان من الخفر ) وصلوا البيه وخليكوا حدى السرايا
لغاية الصبح – هه – ما تعسوش فى الليل – سامعين
( تبدأ الأضاءة تخف )
( يخرج رمزي بيه ومعه تيتو والخفيران ويوصلهم العمدة )
أبو هاشم : ( يتقدم نحو شيخ الخفر هامسا ) تماسي كانت هنا يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( فى اضطراب ) كانت هنا
أبو هاشم : ايوه
شيخ الخفر : عايزة إيه ؟
أبو هاشم : جالت لي كلمتين أجولهم لك
شيخ الخفر : جالت أيه ؟ أنطج
العمدة : ( يدخل العمدة يرى شيخ الخفر وهو متوترمع أبو هاشم ) أيه فيه
ايه يا رشوان – مالك كده
شيخ الخفر : لاء ما فيش يا عمدة ( الى أبو هاشم ) جول جالت لك إيه ؟
أبو هاشم : بتجول لازما تعدى عليا الليله
شيخ الخفر : جالت حاجة تانى
أبو هاشم : جالت كل واحد عجله فى راسه يعرف خلاصه
شيخ الخفر : ( بغيظ ) جالت لك كده
أبو هاشم : هى اللي جالت – وجالت لي لازم أجول لك كده
شيخ الخفر : ( يرفع عبائته على كتفيه بعصبيه ) عن أذنك يا عمدة ح أوصل
مشوار وأجيلك على الدوار ( إلى رضوان والشحات وأبو هاشم )
ياللا يا رجالة
العمدة : مش ترسينى أنت رايح فين ؟
شيخ الخفر : رايح حدى تماسي يا عمدة
العمدة : يجطع تماسي وسنين تماسي
شيخ الخفر : ( يعطى الأمر إلى باقى الخفر ) وصلوا العمدة وفوتوا على بيت
أبو إسماعيل خليه يجينى بكرة جبل صلاة الضهر ( يهم بالخروج )
أبو هاشم : خلينى أنى أروح لأبو اسماعيل وهم يوصلوا العمدة
شيخ الخفر : من أمتى يا بو هاشم بتعدل على كلامى ؟
رضوان : أبو هاشم يا شيخ الخفر بجى عضمة كبيرة خليه يروح لأبواسماعيل
وأنى والشحات فينا البركة
: ( يخرج شيخ الخفر ورضوان والشحات من جهة )
العمدة : ( للخفر ) ياللا يا رجالة ( يخرج العمدة ومعه الخفيران من جهه)
( الأضاءة تميل الى الغروب ونسمع عويل كلاب )
أبو هاشم : ربنا يجيب العواجب سليمة ( يخرج من جهه )
( الساحة خالية ليس بها أحد – يظهر مرعى من خلف جزع الشجرة
يتقدم زاحفا حتى يصل منتصف المسرح )
مرعى : الرحاية بتدور .. وماكينة الطحين بتلف .. والساجية تفضل دايخة
لجل ما تطلع شوية ميه – تروى الأرض وهى عطشانه ... آه آه آه
لو البنى آدم يبجى بنى آدم .. ما كانش ده بجى حالنا ( تدخل صابرين
الى المسرح )
صابرين : أنت بتكلم روحك يا عم مرعى ؟
مرعى : لاء أنى بكلم الميتين - اللى جلوبهم ميته – اللى ما بيشفوش وعنيهم
تنطج فيها رصاص
صابرين : جاصدك ايه يا عم مرعى
مرعى : ايه اللى جابك يا صابرين السعادى ؟
صابرين : رايحة حدى خالتى أودى لها رغيفين عيش
مرعى : انكٌنى فى الدار يا صابرين يا بنتى – الكلاب كترت فى البلد وأبوك
راجل طيب – متأذيهوش
صابرين : أنى يا عم مرعى أأذى ايويا
مرعى : ايوه يا صابرين – ما هو لو كلب عضك .. أبوك اللي ح يدوخ بيك
صابرين : جصدك ايه يا عم مرعى – جصدك ..........( توحي بأنها فهمت )
مرعى : ما جصديش حاجة روحي وأرجعي لدارك يا بنتي ربنا يستر عرضك
صابرين : حاضر يا عم مرعى – كلامك ح أحطه حلجة في ودنى
مرعى : روحي يا بنتي ربنا يكملك بعجلك
( تخرج صابرين نسمع صوت نباح كلاب وضفادع يزحف مرعى
ناحية الخروج بقابلة شيخ الخفر قبل خروجه – يتقدم شيخ الخفر
خطوة ويتراجع مرعى زاحفا أمام شيخ الخفر )
شيخ الخفر : مرعى – إيه اللي طلعك من الخن يا غراب البين ؟
مرعى : ( بخوف ورعشة ) الجوع – الجوع يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( يدفعه بالعصي في كتفيه ) أنى مش منبه عليك ما تخرجش من
الجحر أبدا
مرعى : ايوه صحيح – بس العيال جالوا لي إن البيه عامل عزومه كبيرة لأهل
الجرية كلهيتها – جلت أخد نصيبي
شيخ الخفر : ( يدفعه بالعصي مرة أخرى ) وما كفاكش اللي خته جبل كده يا مرعى
مرعى : أنى غلطان – أنى محجوج
شيخ الخفر : فى حد شافك هنا غيرى
مرعى : لاء – ما فيش
شيخ الخفر : ( يدفعه بقدمه فى صدرة ) طب ياللا غور من هنا وما تخليش حد
حد يشوفك – وان حد شافك ما تتكلمش معاه ... فاهم
مرعى : حاضر - حاضر يا رشوان
( قبل أن يخرج مرعى تأتى تماسي متوترة وفى حالة هياج )
تماسي : أنت كارى رجالتك عليا يا رشوان ؟
شيخ الخفر : ( يفاجأ ) تماسي
تماسي : إيوه تماسي يا شيخ الخفر
شيخ الخفر : ( بعصبيه ) تماسي
تماسي : تماسي اللي أنت موصى رجالتك يجتلوها
شيخ الخفر : تماسي – إيه الكلام ده ؟
تماسي : تماسي اللي دفنت روحها لأجل ما تعيش يا رشوان
شيخ الخفر : أسكتي يا تماسي
تماسي : تماسي اللي شالت الوحل لأجل ما تلبس هدمه نضيفة – وفى الأخير
عايز تجتلنى يا رشوان
شيخ الخفر : ( بخوف وهو يتلفت ) وطى صوتك يا تماسي
تماسي : خايف – خايف يا شيخ الخفر لحد يسمعنا – ما تخافش جوى كده
ناس كتير فى البلد عارفة الحكاية
شيخ الخفر : (في استغراب ) عارفة إيه يا تماسي ( يمسكها بيده ) انطجى – عارفين
إيه ؟ ومين اللي عارف ؟ ( ينظر إلى مرعى يجده لم يخرج من
المسرح فيدفعه بقدمه ) أنت لسه هنا يا كلب – أمشى
تماسي : سيبه يا بو داؤود
شيخ الخفر : ( ينظر إلى تماسي وعيونه جاحظة )
تماسي : مرعى مش غريب – مرعى عارف كل حاجة
شيخ الخفر : عارف إيه يا تماسي
تماسي : عارف داؤود يبجى أبن مين يا رشوان
شيخ الخفر : ( في ذهول ) مرعى
تماسي : ومش مرعى بس اللي عارف
شيخ الخفر : ( يبدأ في الأنهيار ) تماسي – أنت عايزه تعملى فيا إيه ؟
تماسي : أنى – أنى اللي عايزه أعمل – ولا أنت اللي باعت رجالتك يخلصوا
عليا
مرعى : ( يلتفت بجسده للخروج )
شيخ الخفر : ( لمرعى ) رايح فين ؟ استنى أنى ح اوصلك
تماسي : ح توصله عشان تجتله هو راخر – ويا ترى لو جتلته .. ح تجتل كل
اللي يعرفوا في البلد
شيخ الخفر : ( متماسكا ) تماسي – أسمعى يا تماسي ... أنى لغاية كده وشايل اللي
بينا – لكن أسمعى – اذا كان اللي في راسك ده هيخليكى تلعبى بيا
لاء – أنسى – أنى رشوان أنى أبو داؤود أنى شيخ الخفر – واللي
أقدر أعمله كتير – كتير جوى يا تماسي
تماسي : عارفة – عارفة أنك فاجر وكلب وتجدر تعمل كل اللي يفكر فيه
عجلك الذنخ
شيخ الخفر : عشان كده أنت لازما تسيبى الجرية وترحلى
تماسي : عايزنى اطلع من المولد بلا حمص يا رشوان
شيخ الخفر : مين اللى جال كده ؟
تماسي : أمال إيه – هتدينى داؤود ولدى معايا
شيخ الخفر : ( متعصبا بشدة ) حسك عينك تنطجى أسم داؤود على لسانك
تماسي : ما يكنش ح تجطع لى لسانى يا رشوان
شيخ الخفر : من لغلوغه يا تماسى ( يلقى بالعصى التى بيده ثم يخرج مطواة قرن
غزال ويفتحا ) أجطعهولك – وليه لاء ؟ عشان ما تعرفيش تنطجى
بكلمة واحدة – أنت بجى ينخاف منك يا تماسي
تماسي : ومرعى ح تجطع لسانه روخر
شيخ الخفر : مرعى أمرة سهل هتاويه ( يتقدم نحو تماسي ويمسك بها ) أما أنت
تماسي : ( تصرخ وتصيح وتمسك بيد شيخ الخفر ) الحجونى يا ناس الحجونى
يا أهل البلد – الحجونى
شيخ الخفر : ( يحاول اسكاتها وفى نفس الوقت يحاول قطع لسانها – يسقطان
الأثنان على الأرض – يمسك مرعى عصى شيخ الخفر التي سقطت
من شيخ الخفر- ويضرب مرعى شيخ الخفر على رأسه ضربة قوية
يفقد شيخ الخفر توازنه – فيترك تماسي من يده ويرتمى أرضا
تبتعد تماسي عن شيخ الخفر وتجاور مرعى )
مرعى : الحمد لله – الحمد لله – كان نفسى أعمل خير فى حياتى جبل ما موت
الحمد لله ( ثم ينظر هو وتماسي إلى شيخ الخفر فيجداه يتنفس ويتحرك
مرعى يلتقط المطواة التي كانت بيد شيخ الخفر وينهال ضربا على
شيخ الخفر حتى يتأكد من موته – يدخل أبو هاشم فيرى المنظر
أمامه )
أبو هاشم : ( في ذهول ) يا سنة سوده – جتلتم شيخ الخفر
مرعى : أنى اللي جتلته
( ثم يدخل رضوان والشحات )
الشحات : ( فى ذهول ) أيه ده ؟
رضوان : مين اللى جتل شيخ الخفر ؟ سنتكم سوده
مرعى : ( منتشيا ) أنى اللى جتلته من زمان وأنى نفسى أشوف فيه يوم .. وأهه
جه اليوم وشفته – حرمنى من مراتى – تماس كانت مراتى وخدها
منى لروحه غصب عنى وعنها - ويا ريته اتجوزها على سنة الله
ورسوله لاء كان عايش معاها فى الحرام – كان بيجبرها بجبروته بعد
ما كسحنى وشلنى – والمسكينة ما جدرتش تقف جدامه وحدانية
وغلبانة كان عايش مستجوى الناس
أبو هاشم : جتلت شيخ الخفر يا مرعى ؟
مرعى : حرمنى من أبنى داؤود – داؤود اللى البلد كلهيتها عارفه انه أبن
رشوان .. لاء داؤود ده يبجى أبنى أنى وتماسي – ولما مرته كانت
حبله وح تولد كانت اشاعة كان كله كذب – ماتت مرته فى المستشفى
وكانت تماسي بتولد ساعتها فى المستشفى ذاته – خد العيل وسجله
بأسمه وضحك على تماسي بعد ما طلجها منى ووعدها انه ح يتجوزها
وافجت الغلبانه وأنى ما باليد حيلة .. وماتت مرته فى المستشفى ولا
كانش حد عارف لها طريج ، ورجع البلد بالعيل – وخد تماسى تربيه
لغاية لما فطموا العيل – طردها وحكم عليها وعليا بالسجن الأنفرادى
وحرمها من أبنها زى ما حرمنى من أبنى ( يرفع يده الملطخة بالدماء
للسماء فى حالة نشوة وفرحة ) أحمدك يا رب – أحمدك يا رب
رضوان : ( الى الشحات ) أجرى يا شحات للعمدة خليه ييجى يشوف المصيبة
اللي إحنا فيها
( يخرج الشحات مسرعا )
رضوان : ( يتهجم على مرعى ) جتلت شيخ الخفر يا بن الكلب
أبو هاشم : ( يعترض رضوان ويمنعه من ضرب مرعى ) رضوان خلاص اللي
حصل حصل – والراجل اعترف على روحه والحكومة حتيجى
وتجبض عليه
رضوان : ( متعجبا من موقف أبو هاشم ) حكومة – ما أحنا الحكومة يا بو هاشم
أبو هاشم : ريض يا رضوان – المكتوب ما في منه مهروب
رضوان : جصدك إيه يا بوهاشم ؟
أبو هاشم : لا جصد ولا رصد
تماسي : ( في بكاء وحسرة تحتضن مرعى ) ليه – ليه يا مرعى ؟
مرعى : عشان متخافيش يا تماسي بعد كده .. بكفياك الخوف اللي ملا جلبك
طول السنين ... بكفياك الحرمان اللي بعدك عن ابنك يا تماسي بكفياك
المر اللي بجى مسكر في حنكك
تماسي : وأنت اللي ح تدفع التمن يا مرعى
مرعى : ما أنت يا ما دفعت يا تماسي
( يدخل العمدة في لهفة وهو يعدل عبائته ومعه أربعة من الخفر)
العمدة : يا خرب بيتك يا عمدة – ايه ده ؟ رشوان انجتل ( يضع يده فوق
رأسه ) يا خيبتك يا بلد
( يدخل رمزي بيه يرتدى روب فوق ملابسه ومعه تيتو وأثنان
من الخفر )
رمزي بيه : ( مستفسرا ) إيه يا عمدة فيه إيه ؟
العمدة : رشوان – رشوان انجتل يا رمزي بيه
رمزي بيه : أتقتل
تيتو : نو اكسلانس – إجرام كتير – إرهاب اكسلانس
رمزي بيه : ازاى ؟
العمدة : ( متوترا ) ازاى دى مش عارف .. اللي أنى شايفه انه انجتل
وخلاص يعنى ما عدش رشوان
رمزي بيه : كلمت المأمور يا عمدة ؟
العمدة : أكلمه أجول له إيه – أجول له شيخ الخفر بتاع البلد انجتل
رمزي بيه : أيوه يا عمدة علشان الحكومه تدور على القاتل وتمسكة وياخد جزاءة
العمدة : ما هو الجاتل جدامنا اهه
تيتو : ( ينتابه خوف ) يا للا يا اكسلانس نرجع السرايا
( نسمع أصوات من الخارج – ثم يدخل أبو صالح وأبو إسماعيل
وإبراهيم ورمضان ومحمود وخليل وذكريا وعبد الحميد وخلفهم
أهالى القرية – بعض منهم يحمل فأس وبعض يحمل كواريك وبعض
يحمل شوم )
الشحات : الدكتور مفتش الصحة وصل يا عمدة
الدكتور : ( يدخل مرتديا بالطو ابض فوق ملابسه ) فين الجثة ؟
رضوان : ( يشاور في اتجاه رشوان ومرعى وتماسي )
الدكتور : ( يذهب إلى مرعى )
أبو هاشم : مش ده يا دكتور – الجتيل اهه ( يشاور على شيخ الخفر )
الدكتور : ( يمسك يد شيخ الخفر ( ينظر إلى رمزي بيه والعمدة ) دا ميت
يا عمدة
العمدة : ايوه يا دكتور ما إحنا عارفين انه ميت ... إيه العمل ؟
الدكتور : أنت بتسألنى يا عمدة إيه العمل ؟ أنا لغاية هنا شغلتى انتهت – هو
مات موتة ربه ولا إيه اللي حصل يا عمدة
العمدة : موتة ربه إيه ؟ ده مجتول يا دكتور
الدكتور : ( بفزع ) مقتول – يبقى لازم تبلغ النيابة يا عمدة
العمدة : ( في حزن وحيرة ) أبلغ المأمور ولا النيابة ؟ يا خرب بيتك يا عمدة
رمزي بيه : شوف يا عمدة – خليكوا متحفظين على القاتل لغاية النيابة ما تيجى
تستجوبه
العمدة : يا خرب بيتك يا عمدة
الدكتور : تقدروا تشيلوا الجثة وتخدوا المتهم تحبسوه لما النيابة تيجى
أبو هاشم : يعنى نجدر يا دكتور نغسل الميت ونكفنه
الدكتور : ايوه مادام القاتل موجود ومعترف على نفسه
أبو هاشم : يا للا يا رضوان ياللا يا شحات للخفر يا للا يا رجاله
رضوان : اشهد أن لا اله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله
( ثلاثة من الخفر يرفعون شيخ الخفر القتيل ويخرجون به
وأثنان من الخفر يمسكون مرعى ويخرجون به – اثناء خروج
مرعى )
تماسي : مرعى
مرعى : ديرى بالك من نفسك ومن داؤود ( لأهل القرية ) خلوا بالكم من تماسي
دى وحدانية وغلبانة – خلوا بالكم منها
تماسي : مرعى مرعى
مرعى : خلوا بالكم من تماسي وابنها ( يخرج مرعى )
رمزي بيه : طيب يا عمدة – أنا ح أمشى بقة علشان المقاول جايب العمال بدرى
العمدة : مع السلامة يا رمزي بيه
أبو صالح : ( بصرامة وحزم ) أستنى يا رمزي بيه – إحنا عايزينك
رمزي بيه : أنتم مين ؟
إبراهيم : إحنا – إحنا أهل البلد
رمزي بيه : أنا ما ليش كلام معاكم – أنا كلامى مع العمدة – وأظن أن الأولى
بكلامكم هو العمدة برده
العمدة : هو كل الدج فى العمدة – يخرب بيت سنين أبو العمدة
أبو إسماعيل : اسمع يا رمزي بيه – إحنا جايين نتكلم معاك بالحسنى
رمزي بيه : حسنى ولا فتنى – أنا بعد اللي عملتوه في الاجتماع بتاع النهاردة ماليش
كلام معاكم
أبو صالح : ( بعصبيه ) أسمع ولا تردش
تيتو : ( هامسا لرمزى بيه ) ده إجرام يا باشا
محمود : شوف يا سعادة البيه – هم كلمتين ما فيش غيرهم
أهل القرية : ( كل أهل القرية فى صوت واحد ) " المصنع لاء "
تيتو : ده إرهاب يا باشا
العمدة : إحنا في إيه ولا إيه يا جماعة
عبد الحميد : إحنا في بلدنا يا عمدة – واللي إحنا شيفينه صالح لنا ولها هنعمله
رمزي بيه : صالح ايه وفالح ايه – انتم مفكرين أنكم تقدروا تعملوا حاجة – أنا بس
ساكت عليكم علشان انتم ناس طيبين زى ما كان مفهمنى العمدة – لكن
إذا كانت طبتى معاكم هتخليكم تشوفوا نفسكم اكبر من اللازم – لاء
أنا مش ح اسمح لحد فيكم انه يرفع صوته قدامى أبدا
تيتو : ( بفرح ) تمام كده يا باشا ( لأهالي البلد بعظمة ) أنتم مفكرين إيه ؟
رمزي بيه معاه كل الأقفال ( يلوح بيده بأتجاه أهل القرية ) وكل المفاتيح
يعنى ما فيش داعى للظمبليطة واللخبطيطة اللي انتم عاملينها دى أحسن
بعدين ح تخسروا وتندموا وتقولوا يا ريت اللي جرى ما كان
خليل : ( يتقدم ويمسك بتيتو بصورة استهزائية )
تيتو : ( بخوف شديد وهو يرتجف ويستنجد ) رمزي بيه
رمزي بيه : ( ينتابه بعض الخوف والفزع ) إيه يا عمدة – أعمل حاجة
العمدة : وأنى اللي هعمل يا رمزي بيه – ما راح اللي كان بيعمل
رضوان : ( يتقدم رضوان نحو خليل ويمسك بتيتو ) فك الراجل يا خليل
خليل : انهى راجل – أنت جاعل ده من ضمن الرجالة يا رضوان ؟
محمود : ( إلى رضوان ) ولا بترسم على المشيخة يا رضوان ؟
إبراهيم : ( يتقدم ناحية رمزي بيه ) أسمع يا رمزي بيه – المصنع مش هيتعمل
مش هيتعمل – خلاص إحنا جررنا كده - من الأفضل ليك أنك تدور
على مكان تانى تعمل فيه مصنعك
رمزي بيه : ( بعصبية وهياج شديد ) ازاى ؟
أبو صالح : زى ما بنجول لك – بلدنا كلهيتها فلاحين وما نعرفش نشتغل غير في
الزرع والجلع - أما شغلانة العفاريت الزرجا دى – ما نعرفهاش
لم عزويلك يا سعادة البيه وشوف لك حتة تانية تستجبلك وتسيعك
رمزي بيه : أنتو بتخرفوا – أنتم مش عارفين أنا صرفت قد إيه علشان المصنع ده ؟
إبراهيم : خسارة جريبة ولا مكسب بعيد
رمزي بيه : أنتم بتحلموا – دا أنا لو ح أشترى القرية كلها – مش ممكن اسيب الموقع
ده
أبو صالح : بس الجرية كلها مش ملك العمدة يا رمزي بيه – يعنى ح تبجى فيه
شوكة فى حلجك لا هتعرف تطلعها ولا ترتاح منها
أبو إسماعيل : ما تجول حاجة يا عمدة
العمدة : أجول إيه – أنى معدش لي راس أفكر بيها – أنى في الورطة اللي أنى
فيها
رمضان : ولا ورطة ولا حاجة – الاتنين مشايخ الخفر خلصوا على بعض واحد
أنجتل والتانى عايش ميت وان خد إعدام مش فارجة معاه – وكفاية إن
البلد ارتاحت يا عمدة
العمدة : والبلد – تبجى البلد شيخ خفرها مجتول وتجول لي ارتاحت
رمضان : إيوه يا عمدة ارتاحت
العمدة : ( ينادى رضوان ) رضوان يا رضوان
أبو صالح : أحنا اختارنا أبو هاشم شيخ خفر يا عمدة
العمدة : ( في ذهول وكأنه صدم ) كمان اختارتوا شيخ الخفر
إبراهيم : أسمع يا رمزي بيه – إحنا حنخليك لما الصبح عشان تعرف ترجع دارك
اللي أنت جيت لنا منها – ورجع الأرض للعمدة وخد فلوسك ، وأتصل
الليلة بالمجاول بتاعك جول له أحنا لغينا العملية
رمزي بيه : لغينا العملية – عملية إيه اللي اتلغت – دا كل حاجة تحت ايدى
محمود : ح نجطعهالك
رمزي بيه : أنا بحذركم أى واحد هيتعرض لي – هجيب له أمر أعتقال
أبو إسماعيل : هتعتجل البلد كلهيتها يا بيه
رمزي بيه : لو ح أصرف ثروتي كلها – لازم المصنع يتعمل هنا – في البلد دى
أنا دخت لما لقيت المكان ده – هو أفضل مكان يتعمل عليه المصنع
أبو صالح : أحنا عرضنا عليك تنام في الكشك بتاعك لغاية الصبح – لكن الظاهر
أنك مش واخد على نوم السرايات – أبجى نام الليلة حدي العمدة على
الأجل تونسوا بعاضكم .... يا للا يا رجالة
رمزي بيه : ( في صراخ ) البلد فيها قانون
أبو هاشم : القانون معمول عشان الناس كلها مش عشانك لوحدك
رمزي بيه : أنا مستثمر
إبراهيم : أنت مستثمر بفلوسك وإحنا كمان مستثمرين بنستثمر أرضنا وزرعتنا
وعرجنا وشجانا
رمزي بيه : أنا ...
أبو إسماعيل : ( مقاطعا ) أنت من يوم ما رجلك حط في البلد والخراب حل علينا
أبو صالح : ياللا بينا يا رجالة
العمدة : رايحين فين يا بو صالح
أبو إسماعيل : رايحين نهد الكشك بتاع البيه اللي بتجول عليه سرايا
تيتو : إيه تهدوا الكارفان ؟ ح يهدوا الكرفان يا باشا – يعنى ح نام في الشارع
أبو صالح : وهنحرت الأرض ونبدر فيها البذور ونفتح آلميه وتخضر الأرض من جديد
ياللا يا رجالة
( يحاول رمزي بيه أن يمنعهم بيده فلا يستطيع – فيخرج مسدس )
رمزي بيه : ( مهددا ) اللي هيتحرك خطوة واحدة هضربه بالنار
تيتو : ( يرتجف بصورة عصبية )
( العمدة يجلس على الأرض يندب حظة وفقده لشيخ الخفر وخلفة
مجموعة الخفر – بينما يقف رمزي بيه متحفزا - تتقدم الأهالي صوب
رمزي بيه خطوة وراء خطوة حتى يمرون ويخترقون رمزي وتيتو
باتجاه أرض المصنع
رمزي بيه : ( بهستيريا ) اللي هيعدى على الجسر يبقى كتب شهادة وفاته بأيده
( الأهالي لا تبالي بكلام رمزي بيه ويخرجون من نفس المكان الذي
أتى منه رمزي بيه وهو اتجاه الجسر والأرض - وبعد أن يخرج
الجميع - - نرى رمزي بيه في هياج وصرع شديد وبيده المسدس وهو
يلف ويدور حول نفسه في هستيريا متزامنا مع حركاته ودورانه
تأثير موسيقى وعويل الكلاب وصوت الضفادع يخالطهم صوت
ماكينات المصانع وأصوات سيارات كما لو أن السيارات تحمل
البضائع من المصنع التي تدور ماكيناته . .. يصاحب كل هذا بعض
الجمل المتلاحقة المتصاعدة من تيتو مثل
تيتو : مش ح نسكت يا باشا – هنكلم رئيس الوحدة المحلية – هنبعت
للمجالس المحلية – هنخاطب السيد المحافظ – هنناشد السيد وزير
المستثمرين – هنتظلم للسيد رئيس الوزراء – هنستغيث للسيد000
( رمزي بيه يطلق الرصاص على نفسة ويسقط على الأرض قتيلا )
العمدة : يا خرب بيتك يا عمدة ( يدق بيده على رأسة )
تيتو : (يرتمي بجوار رمزي بيه وهو يصوت كصويت النساء )
( إظلام – يخرج الممثلين – تماسي تقف في عمق المسرح ظهرها
على شجرة مع إضاءة خفيفة – يدخل أبو هاشم ومعه طفل في الرابعة
من العمر- يتقدم إلى منتصف المسرح ببطء – تماسي تنظرالى الطفل
تتقدم خطوة بعد خطوة – أبو هاشم يربت على كتف الطفل ثم يتركه
يهرول الطفل باتجاه أمه تماسي – تماسي تحتضن أبنها – وتدور حول
نفسها مع إظلام المسرح رويدا رويدا )



انتهت بحمد الله

-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-0-

مسرحية

جسر الخوف

تأليف : حامد عبد النبي أبو النجا

 
 

 

عرض البوم صور حامد أبو النجا  

قديم 04-05-09, 12:10 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
روح ليلاس
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jun 2007
العضوية: 32520
المشاركات: 33,349
الجنس أنثى
معدل التقييم: vueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسيvueleve عضو ماسي
نقاط التقييم: 7999

االدولة
البلدUnited_States
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
vueleve غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حامد أبو النجا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شكراً لك أخي حامد على مشاركتنا مسرحيتك

يتم النقل لقسم مسرحيات من إبداع الأعضاء

 
 

 

عرض البوم صور vueleve  
قديم 10-05-09, 02:54 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد مبدع


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38720
المشاركات: 2,993
الجنس أنثى
معدل التقييم: Emomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1554

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Emomsa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حامد أبو النجا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مسرحية جسر الخوف .... من اجمل ما قرأت ... بصراحة لي زمان لم اقرأ مسرحية بهذا الابداع ... وخاصة في وصف الحركة ... وشكل المسرح والقرية ...وتحركات الممثلين دقيقة ورائعة ...

تعبيرات المستخدمة بسيطة وسلسة ( وخاصة للناطقين باللهجة المصرية )


الحبكةالدرامية متقنة.....و مشهدمواجهة اهالي القرية للظلم والخوف

اعجبني جدا... قوةالحوار ... بين الشخصيات .... وحركاتهم البطيئة والواثقة في عبور الجسر وانهيار رمزي بيه ... رمز الاستغلال والظلم ...



جسر الخوف .... هو رمز لكل ما يخيفنا ويربط اقدامنا .... ويشل عقولنا عن التفكير ....

صرخة يطلقها الكاتب المميز ( حامد ابو النجا ) وهي ان نواجه مخاوفنا لنحصل على حقوقنا ونقضي على الظلم ... ولانكون كالنعامة التي تدفن رأسها في التراب ظنا منها طالما انها لا ترى الخطر فالخطر اذن لا يراها .......



شكرا ..... ومنتظرين جديدك ........

 
 

 

عرض البوم صور Emomsa  
قديم 13-02-10, 05:52 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 13121
المشاركات: 13,907
الجنس ذكر
معدل التقييم: dali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسيdali2000 عضو ماسي
نقاط التقييم: 4990

االدولة
البلدCuba
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
dali2000 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : حامد أبو النجا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

موضوع مكرر على هذا الرابط

حامد أبوالنجا , على فين يا عوضين , جسر الخوف , ماذا نحن فاعلين

تنقل هذة للأرشيف

 
 

 

عرض البوم صور dali2000  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:59 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية