المنتدى :
الطفولة
أمهات يضعن أطفالهن على سلم السمنة
إذا كانت البدانة عند الكبار مشكلة معقدة، فهي عند الصغار أكثر تعقيداً،
ذلك أنَّ الشخص البالغ يمكنه الالتزام بنظام غذائي معين، أو برنامج لممارسة التمارين الرياضية التي تساعده على تخفيف وزنه،
بينما لا يستطيع الطفل الصغير القيام بما يفعله الكبير.
للأسف تعتقد أمهات كثيرات أن تغذية جسم الطفل بكل ما لذ وطاب من الأكل هو دليل صحته،
ويظنن أنَّ الطفل البدين هو مثال الطفل الجميل الذي تحلم به كل أم،
ولا تعلم تلك الأمهات أنهن يضعن أولادهن على أول سلم السمنة التي يزداد منسوب ارتفاعها بشكل مطرد ليصبح مرضاً ينبغي علاجه.
أصبحت البدانة مشكلة حقيقية بين أطفال العالم، ففي ألمانيا بلغت هذه النسبة 21% عند الأطفال، أما في بلجيكا فتصل هذه النسبة إلى 11%، وفي
إيطاليا 15% وتشير الإحصاءات في أميركا إلى أن 71% من الأطفال الأميركيين بدينون، منهم 5% شديدو البدانة، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه النسبة خلال السنوات الخمس المقبلة.
تقول عواطف حامد إنَّ «بدانة الطفل ليست دليل صلابة وذكاء، ذلك أنَّ الطفل البدين أبطأ حركة وأقل نشاطاً من نده النحيف،
أما الاعتقاد السائد عند كثير من الامهات أن بدانة الطفل عنوان لصحته، فهو اعتقاد خاطئ لا أساس له من الصحة.
على الجانب الآخر تعتقد كريمان أحمد أن السبب الرئيسي والأساسي للسمنة هو سوء العادات الغذائية التي تبدأ من الطفولة الأولى،
في وطننا العربي يكون سلوك الأمهات الخاطئ في إطعام الطفل من دون قيد أو شرط هو السبب في بدانة الطفل،
ذلك أنَّ الأم تجهل الأمراض التي تسببها السمنة ـ والتي تشكل خطراً على الطفل،
إذ إن الخلايا الدهنية المتضخمة هي خلايا مريضة تفرز مواد شبه هرمونية في الجسم تؤدي للإصابة بمرض السكري بنوعيه: الشبابي والكهلي، وكذلك ارتفاع الضغط وما يرافقه من أمراض قلبية، بالإضافة لإصابات المفاصل بأنواعها.
وبحسب لولوه ثاني فهي تقول من وحي مشاهداتها كثيراً ما يحضر الآباء أطفالهم إلى عيادات الأطباء طلباً لفواتح للشهية ولزيادة الوزن،
معتقدين أن الطفل الضعيف هو طفل هزيل، وأكثر عرضة للأمراض من باقي أقرانه».
وتؤكد : «هذه المفاهيم الخاطئة تؤدي إلى اعتقادات اجتماعية مفادها أن سمنة الطفل تدل على اهتمام الأبوين به،
بينما يعطي الطفل الضعيف انطباع الإهمال من قبل الوالدين،
ولذلك نرى أن السمنة منتشرة أكثر لدى الأسر التي تعطي أهمية كبيرة لتقديم الطعام للأطفال،
وتعتبره إحدى وسائل تعبير الأهل عن حبهم لأطفالهم.
وبحسب طبيب الأطفال وليد حسين فإنَّ سلبيات كثيرة عضوية ونفسية واقتصادية واجتماعية تنتج عن السمنة الطفولية.
والطفل البدين سيعاني مستقبلاً من أمراض عضوية عديدة كآلام المفاصل،
واعوجاج العظام، والأنيميا، والأوعية الدموية، وبعض أمراض الجهاز التنفسي، والاصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل صحية عديدة.
بالاضافة إلى تعرضه لأمراض القلب والموت المُبكر،
وهذه ليست تنبؤات بل بيانات قوية معتمدة على دراسة على مدى طويل لـ 10235 رجلا و 4318 امرأة وُلدوا في كوبنهاجن بالدنمارك من عام 1930 إلى 1976.
وخُلاصة هذه الدراسة: أن سمنة الأطفال بعد تجاوزهم لعمر السبع سنوات تزيد من مخاطر تعرضهم لأمراض القلب في عمر البالغين.
ويضيف الدكتور حسين: لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يتعرض الطفل لأعراض نفسية وسلوكية جراء تلك البدانة المفرطة،
أهمها احساسه بأنه مثار انتباه الآخرين، وشعوره الدائم بالتعب، كما يشعر في بعض الأحيان بالعدوانية».
ويختم طبيب الأطفال بالقول: «العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في البدانة، وتكون نسبة الاصابة بالسمنة 40 بالمائة,اذا كان أحد الابوين يعاني منها.
خطوات تجنب الأطفال أمراض السمنة:
- يجب إرضاع الطفل رضاعة طبيعية.
- إعطاء الطفل العصائر الطبيعية في فترة ما بعد الظهر بشكل يومي.
- عدم السماح للطفل بتناول البسكويت والشوكولاته بين الوجبات الرئيسة.
- إضافة قليل من زيت الزيتون لسلطة الطعام.
- الطفل يحتاج لأطعمة مختلفة بالنوع وطريقة الطهي عن الكبار ومن الأهمية مراعاة ذلك.
’,’,’ تحــــــــياتي ,’,’
|