كاتب الموضوع :
حفيدة الألباني
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
فضل البدء بالسلام
جاء عند ابن حبان والبزار عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان أيهما بدأ فهو أفضل). وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أحمد و أبو داود بسند صحيح: (إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام).
والمعنى: أن أقرب الناس إلى الله عز وجل وأكثرهم ولاية وحباً وزلفى إلى الله، الذي يبدأ المسلمين بالسلام، وكانت هذه عادة أخيار الصحابة والتابعين أنهم يبدءون غيرهم بالسلام.
وورد عنه عليه الصلاة والسلام كما عند ابن السني ، قال: (السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه) ومعنى الحديث أنه لا يبدأ أحدٌ في سؤال ولا في كلام حتى يسلم، فإذا سلم بدأ في سؤاله وموضوعه.
وعند الترمذي و أبي داود و أحمد بسند صحيح عن كلدة بن حنبل : (أن صفوان بن أمية بعثه بلبن ولبأ (أول ما يحلب عند الولادة)، وجداية (الصغير من الظباء)، وضغابيس (صغار القثاء) إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم بأعلى الوادي، قال: فدخلت عليه، ولم أسلم، ولم أستأذن، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فقل: السلام عليكم، أأدخل؟
). أمة أمية..
((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)). بعث الله في هذه الأمة هذا الرسول صلى الله عليه وسلم ليزكيها ويفقهها في دينها، ويعلمها الآداب الرفيعة والأخلاق العالية. والشاهد في حديث كلدة : أن البدء بالسلام يكون قبل الدخول، وقبل الكلام، وقبل أي شيء.
وكان صلى الله عليه وسلم كما في سنن أبي داود من حديث عبد الله بن بسر ، (إذا أتى باب قوم لم يستقبل الباب من تلقاء وجهه، ولكن من ركنه الأيمن أو الأيسر، فيقول: السلام عليكم، السلام عليكم) حديث حسن.
وكان من هديه عليه الصلاة والسلام أنه يبدأ من لقيه بالسلام.
وكان يحرص على ذلك، خلافاً للمتكبرين، فإنهم يتحرون أن يبدأهم الناس بالسلام.
وابتداء السلام بلفظ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويرد الراد: وعليكم السلام بالواو. وقد أثبتها النووي و ابن القيم ، وهي أجمل وأحسن من لفظ: عليكم السلام. ويكره أن يقول المبتدئ: عليك السلام، قال أبو جري الهجيمي كما عند أبي داود و الترمذي و أحمد بسند صحيح: (أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول ألله، فقال: لا تقل عليك السلام، فإن عليك السلام تحية الموتى).
فعلينا تجنب قول: عليك السلام، فإنهم كانوا يحيون موتاهم بذلك، كما قال الشـاعر لما مر بقبر قيس بن عاصم :
عليك سلام الله قيس بن عاصم ورحمته ما شاء أن يترحما
تحية من ألبسته منك نعمة إذا زار عن شحط بلادك سلما
وما كان قيس موته موت واحد ولكنه بنيان قوم تهدما
فبدأ بالجار والمجرور لأنه على ميت.
فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يحيى بتحية الأموات، ومن كراهته لذلك لم يرد على المسلم بها..
.. يتبع بإذن الله ..
|