المنتدى :
سلاسل روايات مصرية للجيب
أحمد خالد توفيق.. لا يوجد كاتب لا يسخر من نفسه
السلام عليكم ورحمة الله,,
مقال وجدته في جريدة الشروق عن الكاتب .أحمد خالد توفيق..
بتمنى يعجبكم..
********************
فى ليالى الشتاء الباردة، الهدوء يغلف المكان، وتحت الغطاء الدافىء تشعر ببعض الضوضاء خارج الغرفة، لا أحد معك فى المنزل، هاجس ما يدور بخلدك. تتذكر لحظتها الرجل ذو السبعين ربيعا ومغامراته الخارقة، مع النداهة وحسناء المقبرة أو عندما اكتشف أنه بصحبة أسرة توفى أفرادها بالكامل منذ زمن، أو حين واجه مجموعة حقيقية من آكلى لحوم البشر.
هذا جانب من الأجواء التى يعيشها د.رفعت إسماعيل بطل سلسلة ماوراء الطبيعة للكاتب د.أحمد خالد توفيق.
رفعت إسماعيل رجل نحيل تسكن جسده علل عديدة، مدخن شره لكنه يمتلك أسرارا ميتافيزيقية تؤهله ليكون مغامرا، إنسان عادى يحمل فى داخله الخير والشر، جوانب القوة ومظاهر الضعف، هذا هو حال أبطال د.توفيق، فهم بعيدون عن الأبطال الخارقين للطبيعة، وأبرزهم عبير بطلة سلسة «فانتازيا»، فتاة فقيرة لاحظ لها من الجمال، تعيش فى رحلات عديدة فتجد نفسها بصحبة هانيبال وهتلر وسوبرمان وتشى جيفارا وسيبويه، ليتطور الأمر وتجد نفسها بجانب «أدهم صبرى» بطل روايات د.نبيل فاروق، رجل المستحيل، وكذلك العجوز رفعت إسماعيل الطبيب.
تميل كتابات د.خالد إلى السخرية. كتاباته مليئة بالخبرات والتجارب والتخيلات والمعلومات، لعب فى حكاياته على الإثارة والرعب فأدهش جيلا بأكمله، نمّى وجدانهم مع هذه الحكايات التى اعتمد فيها بالأساس على الموروث الشعبى المصرى.
وصلت إسهاماته فيما يسمى بأدب المراهقين إلى ست سلاسل روائية بدأها عام 1993 بسلسة «ماوراء الطبيعة»، وأعقبها بفانتازيا وسفارى 95 و96، وترجم سلسلة روايات الجيب ورجفة الرعب، إلى جانب عدة مجموعات قصصية.
قرر وضع نهاية لسلسة ماوراء الطبيعة عند عددها الثمانين، فصدم الكثير من قرائه الذين تعودا على إصدارها مطلع كل شهر ليجمع 12 عددا فى السنة، وحتى عندما تغير الحال وتقلصت الاعداد الصادرة من سلسة ما وراء الطبيعة إلى خمسة أعداد فى السنة، ترقبوا إصدار ثلاثة أعداد منها مع بداية كل إجازة صيف وعددين أخيرين مع إجازة منتصف العام.
يقول: جربت تيمات أفكار كثيرة جدا ومع الاستمرار كان لابد لى من التكرار، وهذا ما أكرهه بشدة، صحيح أننى سأوقف ما وراء الطبيعة لأن الافكار فيها «خلصت»، ولكن فانتازيا لا تزال مستمرة، وأنا راضٍ تماما عما وصلت إليه، فقد أسهمت فى تشكيل جيل جديد، وهذا الجيل كبر الآن ويعرف كتاباتى جيدا.
ويضيف: أكتب وفى ذهنى مجموعة من المبادىء والقيم الخاصة بى أنا، لكنها ليست تعليمية.
تصطبغ كتابات توفيق بحسها الساخر وربما يغضب منها البعض، ولذلك يؤكد أن السخرية جزء أصيل فى شخصيته، وأنه لا يوجد كاتب لا يسخر من نفسه.
ويعترف بالتجاهل النقدى الذى يواجه به هذا النوع من الأدب «ليس هناك تعالى، ولكن هناك عدم معرفة جيدة بهذا النوع من الأدب»، ويشير إلى قول د.على الراعى «هذا نوع أدبى نفتقد إلى مفاتيح تحليله».
|