المنتدى :
الارشيف
كتاب أميركي: «المستقبل... للدين»
«الأصل الطيب... لا يكذب أبدا...»
(مثل فرنسي)
يا سبحان الله... قبل نصف قرن من الزمان تقريبا عندما كتب الشهيد سيد قطب- رحمه الله- كتابه القيم «المستقبل.. لهذا الدين»، ثارت ثائرة اعداء الدين من قبل جموع المثقفين العلمانيين الذين اعتبروا مثل ذلك التصور فكرا رجعيا متخلفا لايمثل الا صاحبه وجماعته التي ينتمي اليها – جماعة الاخوان المسلمين -. وان مثل ذلك التصور الرجعي، كما يزعم اولئك العلمانيون، لا يتلاءم مع ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية اصبح فيها العقل والعلم هما المحركان الاساسيان في حياة البشر،منطلقين من الرهان الكاذب والخادع الذي اطلقه كبار المفكرين الغربيين في اوروبا في ان «العلم.. التكنولوجيا.. الديمقراطية.. العقل.. جميعها وسائل ستساهم حتما في انحسار دور الدين أو ربما انعدامه وتلاشيه من الوجود مستقبلا..»
اليوم، ونحن في الالفية الثالثة، يخرج لنا كتاب جديد من اميركا بعنوان: «عودة الاله: كيف تعمل النهضة العالمية للدين على تغيير العالم»، للمؤلفين جون ميكليثويث وأندريان وولدريدج، يتحدث عن عودة قوية لدور الدين في المجتمعات المعاصرة GOD...IS BACK.
وفقا لاستعراض موقع اسلام اون لاين، فان ابرز ما احتواه الكتاب من حقائق واعترافات، التي ربما ستقلق مخاوف وهواجس العلمانيين لدينا، هو ما يلي (وبتصرف):
ـ ان العلم الحديث كان من المفترض أن يقود الجميع الى رفض الفكر العقائدي والتشكيك في كل ما يخالف العقل المادي، وان تطور دور المرأة في المجتمع كان من شأنه اضعاف المؤسسات الدينية.. لكن بدا أن العلاقة عكسية... اليست هذه خيبة علمانية ونكسة عقلية؟
ـ ان ما حدث ويحدث يخالف جميع التوقعات؛ اذ جاءت الحداثة وبين طياتها أدوار جديدة وأكثر قوة للدين... و«ان كانت الولايات المتحدة تعد مثالا للحداثة والمدنية في العالم فهي تشهد تناميا ملحوظا في أعداد المتدينين».
ـ دور الدين والايمان بالله.. اصبح مفعما بالقوة في معظم المجتمعات غنيها وفقيرها، سواء كانت ديموقراطية أو دكتاتورية، واجتمعت جميع الأمور التي كان من المفترض أن تكون معاول هدم للدين لتصبح بمنزلة عوامل بناء لدور أقوى له».
- الكتاب نبه الى... مفارقة عجيبة وهي: ان الحملات التي تشن ضد الدين بدعوى نشر الديموقراطية، في اشارة واضحة الى سياسات ادارة الرئيس الاميركي، جورج بوش، السابقة ضد العالم الاسلامي أسهمت في تعزيز دوره وتوسيع دائرة المؤمنين به، حيث تسببت من ناحية في تمسك المجتمعات المستهدفة في دينها، وخلقت دعاية مجانية لتوسيع دائرة المعرفة بالدين لدى من يجهله على الجانب الآخر.
وكانت حملة العداء للاسلام في الغرب (الاسلاموفوبيا) قد أدت الى اقبال كبير في الدول الغربية على شراء نسخ من القرآن الكريم المترجمة للتعرف على الاسلام؛ مما أدى الى نفاد هذه النسخ في العديد من المكتبات، واعتناق الكثيرين للاسلام. «ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين».
- الخلاصة والحقيقة اللتان خرج بهما المؤلفان في نهاية الكتاب والتي، ربما كثيرا ما حاول لدينا العلمانيون تجاهلها ونكرانها مفادها: «ان التقدم العلمي والاقتصادي وثورة الاتصالات لم يستطيعا تلبية الحاجات النفسية العميقة للانسان.. ومن ثم فان «الاله يعود بقوة»، وفقا لتعبيرهما، على عكس النظرية التي سادت في الغرب، وتسببت في انتشار الالحاد والعلمانية بترويج فكرة «موت الاله».
•••
• آخر العنقود:
بعد هذه الحقائق والاعترافات «الاميركية» ماذا عسى أعداء الدين ومحاربي التدين ان يقولوه في دعاواهم الباطلة؟... لو صدر هذا الكلام من مؤلف او كاتب اسلامي لاتهم بالتخلف والرجعية.
رحمك الله.... يا سيد قطب... مقيولة في الامثال: - «الاصل الطيب... لايكذب ابدا».
«فهل من مدّكر؟...»
لـ،،،عادل القصار ..
|