لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-05-09, 03:09 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أتراه يعلم بالنوبة القلبية التي أصابت ستان؟
كانت الساعة الثامنة والنصف في الصباح التالي .
وفيفيان في مركز عملها أمضت في مكتبها ما يقارب الساعة وهي تذرعه جيئة وذهاباً .
كالأسد السجين في قفصة .
كانت قد اتصلت ، بإيزابيل ، زوجة ، ستان ، في الليلة الماضية .
وأخبرتها هذه الأخيرة أن زوجها في المستشفلا وسيغادرها في اليوم التالي .
إنما عليه أن يرتاح لفترة. وتابعت إيزابيل غودمان تقول إن ستان تحسن بشكل ملحوظ حين علم بخير اتفاقية كلوفر .
وطلب منها أن تشكر فيفيان من أعماق قلبه .
كما أنه كلفها أن تخبر فيفيان بأنه واثق من أنها ستقوم بحملة دعائية ناجحة ومميزه لعصير كلوفر .
وقالت لوسي هوايت مساعدة ستان الشخصية ، مكشرة :
- لا ، لم أخبره عن صحة ستان لأن ... حسناً ، لم أشأ أن أعرض الصفقة للخطر !
فهي ، تقريباً ، الشيء الوحيد الذي سينقذنا .
وعلى أي حال ، أنت الأساس الآن وليس ستان.
جلست فيفيان خلف مكتبها متثاقلة : ( ماذا قال ليتون ديكستر ؟
ما الذي قاله بالضبط؟)
كانت لوسي هوايت سيدة في الخمسين من عمرها ، مفعمه بعواطف الأمومة ، ونظرت إلى فيفيان مقطبة : ( هل هناك مشكلة ، يا فيفي؟ )
هزت فيفيان رأسها :
- أريد أن أعلم ، أنا ..إنه ... لقد تركته دون أن أتأكد من الأ مر ، في الحقيقة .
بدا جلياً أن لوسي موضوع الإتفاق الذي عقدته فيفيان مع ليتون كي تحصل على اتفاقية كلوفر .
إنبسطت أسارير وجه لوسي ، وقالت:
- عندما أخبرته أن ستان غير موجود ، قال إن هذا غير مهم.
وطلب أن أخبرك أن التصاميم التي وضعتها للصقها على الزجاجات أعجبته جداً .
وأعطاني أسم شخص لنتصل به في مكتب العقود.
واسم شخص آخر للتعاقد معه حول مختلف أنواع العصير التي ينتجونها ..
ويبدو أن أعمالنا كلها يجب أن تمر عبر هذا الشخص ليوافق عليها .
وهو نفسه سيغيب لفترة ، كما قال ، يا فيفي.
وتابعت بابتهاج : ( هذا عظيم! ليس الملصقات وحسب بل الإعلانات في المجلات وفي التلفزيون أيضاً.
إنك فتاة ماهرة ذكية للغاية).
أحست فيفيان بالتعاسة . ما الذي ستفعله الآن ؟
ها هي مقسومة بين وفائها لستان غودمان الذي كان كأب لها والذي لطالما ساعدها في عملها ،
وبين تشويه سمعتها وإثارة الشبهات حول أخلاقها ؟
ولكن أليست تبالغ في تقييم الوضع؟
وماذا عن ليتون... ماالذي دفعه إلى هذا ، إلا إذا كان هذا اختباراً من نوع آخر؟
أم هو نابع من حسن أخلاقة رغم اعتقادة بأنها خدعته ، وحاولت أن تستغل أخاه ؟
ربما روت له أمه ما جرى ، ولكن إذا طلب من لوسي أن تخبرها بإنه سيغيب لفترة طويلة ،
فمعنى هذا أن ما قالته لم يشكل أي فرق لديه .
أما لأنه لم يصدق وإما لأنه .. لطالما قال أنها ليست له ، حتى بعد ما جرى.
إذن، هذه الاتفاقيات مكافأة لها ، لا بد أنه كأفأها بحقد. . .
ليجعلها تشعر بأنه .. تغلب عليها ، وسيقول إنه نفذ جانبه من الإتفاقية .
أم لعله ندم على ما حدث ؟ وسمعت هاتفاً في داخلها ، يحذرها من القبول ،
ويدعوها للرفض ، لأنها ترفض أن تشعر بالامتنان حياله ،
ولا تريد أن تدين له بشيء .
بللت شفتيها بلسانها ، وأدركت أن لوسي خرجت لاعتقادها بأن فيفيان تركز على الحملة الدعائية .
ورأت أمامها فنجان شاي لم تتنبه لوجوده من قبل .
أدنته منها ، ثم دفنت وجهها بين يديها وأخذت تتنفس بعمق .
فها هي تشعر بالدوار مجدداً ، كما يحدث لها دوماً أثناء الأزمات .
وكلما فكرت في ذلك أكثر ، كلما شعرت أنها وصلت إلى طريق مسدود .
لم تكن قادرة على ترك ستان غودمان ، وهو في أمس الحاجة لها .
ولا تستطيع أن تصدمة وتقول له أنها رفضت اتفاقيات كلوفر .
كما أنها لا تستطيع أن تخرج ليتون ديكستر من حياتها وقلبها كما كانت قد قررت .
عبر رفض مؤسسة غودمان التعامل مع كلوفر .
أدركت أنها لا تستطيع حتى أن تستغل مرض ستان كعذر لها لتتراجع عن قرارها .
فاختلاق الأعذار لا يتماشى وطبيعتها ، وتمتمت لنفسها : ( وإذا ظن أني استسلمت ، فليظن ما يشاء ) .
اتكأت إلى الخلف وأغمضت عينيها وهي تساءل بحزن عن الخيار الذي كان أمامها منذ ليلتين .
لأنها كلما فكرت في الأمر ، وجدت أنها كانت تحت رحمة أشدّ الرجال خطورة بسبب جاذبيته المفرطة .
وسواء كان مدفوعاً برغبته في التفوق على رالف ، أو في إخضاعها له مقابل منحها الحملة الدعائية ، لم يكن لديها جواب
مقنع على الطريقة التي يثير بها مشاعرها .
وهمست لنفسها بصوت مسموع :
- وهكذا عيشي وتعلمي ، وإن كنت تظنين أنك تعرفين كل شيء ، فليكن هذا درساً لك ، يا فيفيان فلوري ..
***- فيفي ، هذا رائع!
هذا ما قاله غودمان ، بعد ثلاثة أسابيع . وكان هذا أول يوم يعود فيه إلى المكتب .
وأمضى ستان عطلة طويلة برفقة زوجته التي جنبته الأعمال كلها .
وهكذا ، بدا الآن قوياً نشيطاً وقد لوحت الشمس بشرته .
لكنه قطب جبينه فجأة ونظر إلى فيفيان بإمعان : ( هل أنت بخير ؟)
فقالت مازحة : ( أنا بخير حقاً ، كنت أعمل بجد في الحملة الدعائية كلوفر.
أنت تعرف الحال عندما ينزل عليك الإلهام ولا تريد أن تفقده ) .
فقال ببطء : ( لم أرك يوماً بمثل هذه النحافة وهذا الشحوب ، ماذا حدث مع ليتون ديكستر ؟)
- لم أستطع حضور العرس ، فقد اتفقنا على الحملة قبل ذلك.
في الواقع تعقدت الأمور قليلاً .
لأن أسرته حاكت مؤامرة ضده ، ودعت زوجته السابقة ،
بغرض إصلاح الأمور بينهما ، حسناً ، رافقته لأخدع مجموعة من النساء.
فوجدت هناك زوجته السابقة التي ما زالت تحبه وهذا أمر مختلف .
فبدت عليه الدهشة ، وقال : ( لم أكن أعرف ذلك!)
- أنه كان متزوجاً ؟ أنا أيضاً لم أكن أعرف .
ورفعت حاجبيها بشكل معبر وهي تضيف : ( لقد سقطت في نهر هاوكسيري عندما علمت بالأمر ...وهكذا ..)
وأخذت تضحك بصوت خافت : ( حصل بعض الألتباس ، لكنني ما أبتغيه ، يا ستان، أتظن حقاً أنها جيدة؟)
وأشارت إلى الأوراق الملقاة على مكتبة .
- أنها رائعه . أعجبني جداً الطراز اللاتيني الذي استعملته ..
أعلم أنه عصير استرالي ، لكن الطابع العالمي سيمنحه ثقة،
لا سيما وأنه سينزل إلى سوق التصدير .
كما سيسوق في الوطن ، هل ، هل جعلت هذه الصورة مثالاً لشخص ما؟
نظرت فيفيان إلى الصورة المبهمة التي تشبة رالف وتساءلت عما إذا كان لدى ستان غودمان فكرة عن العذاب الذي عانته
حين استعملت هذا الشكل .
لكن تلك الفكرة راودتها منذ بدأت تحضر لإعلان العصير ، وكان من المستحيل زعزعتها تقريباً.
وفي النهاية أقنعت نفسها بأنه لن يكون من التفاهة بحيث يعترض عليها ، إذ لم تصل إلى شيء آخر.
لكنها تصورت أنه قد يعتبر فكرتها تحدياً له ، مما أضاف إلى أضطرابها الداخلي وجعلها تفقد شهيتها بشكل شبة منتظم.
قالت لستان بضيق :
- لقد رسمت هذه ، أيضاً ، فقط في حالل ..حسناً ، كبديل .
تفرس ستان في ما قدمته له ، ثم قال بشكل قاطع :
- لا ، أظن أن رسوماتك الأولى هي الأفضل ، يا فيفي ، ونحن سنعتمدها .
لا بأس ، سنراجع هذه ثم نرسلها لأخذ الموافقه عليها .
وأظنك بحاجة إلى الراحة ، يا عزيزتي .
فقالت ضاحكة :
- هناك عطلة أسبوعية طويلة قادمة ، ، ياستان ، وقد آخذ يوماً إضافياً لأذهب إلى..صيد السمك .
وبالمناسبة ، يسعدني أن أراك بصحة جيدة.
- فيفي ، علي أن أشكرك على كل ما فعلته ، وذلك من أعماق قلبي .
كلماته هذه جعلت عملها ذا قيمة . وعندما أخذت الوكالة كلها تنتظر ،
ممسكة أنفاسها ، موافقة شركة كلوفر على أقتراحات الوكالة بشأن إعلانات العصير ، قدرت فيفيان ما أقدمت عليه .
لكن وحتى صباح يوم الجمعة لم يرد أي جواب . ومجدداً ، لم تستطع أن تتناول أفطارها .
كان عليها أن تكف عن هذا التصرف . هذا ما فكرت فيه فيفيان وهي تغسل وجهها .
وأراحت جبينها على المرأة في الحمام الملحق بالمكتب .
ستلغ السادسة والعشرين من عمرها بعد يومين . ولهذا عليها أن تتعلم كيف تضبط أعصابها .
نشفت يدها ثم وقفت حين سمعت رنين تليفون المكتب .
لابد أن سكرتيرتها ، الجديدة والصغيرة السن . قد هرعت لترفع السماعة .
لأن فيفيان سمعتها تقول :
- أنا آسفة ، ولكن الأنسة فلوري غير موجوده حالياً.
فهي ليست بصحة جيدة ، هل أطلب منها أن تتصل بك؟
اندفعت فيفيان إلى المكتب . لكن ليندا كانت قد أقفلت السماعة ، فبادرتها قائلة :
- ليندا ، إنك تجعلين الناس يظنون أنني مريضة .أنني بألف خير ، وكل ما عليك أن تفعليه هو أن تناديني . من كان المتكلم؟
- إنها امرأة ، لكنها لم تذكر أسمها ، قالت إنها ستعادو الاتصال بك.
هل أنت واثقة من أنك بخير؟
لا يبدو عليك . منذ أيام وأنت مريضة .
لم لا تستشيرين طبيباً؟
- سأ ..سأفعل ، لكن لا تنشري هذا الخبر في كل أنحاء العالم .
قالت فيفيان نادمة عندما رأت الفتاة تطرق بكأبة : ( آسفة ، لكن ما من شيء هام يستدعي القلق )
- إن كان هذا رأيك.
- نعم ، لا بأس ، فلنبدأ العمل ، لدي بعض الرسائل التي علي أن أكتبها .

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 05-05-09, 03:11 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

حلت الساعة الخامسة والنصف ، ولم يرد أي خبر من شركة كلوفر .
وهكذا غادرت فيفيان إلى بيتها ، وهي مقتنعه بأن الوكالة خسرت الإتفاقية بسببها وبسبب رسمها المشابه لرالف .
كان المساء حاراً رطباً ، فاستحمت وارتدت قميصها الأسود المطرز .
ثم حضرت لنفسها الطعام ، فأعدت لحوماً باردة وسلطة .
لكنها فقدت شهيتها ولم تلمسها .كما لم تعد خطة لقضاء عطلة أسبوعية .
وأدركت أنها لن ترتاح ، حتى ينتهي هذا العذاب ..عذاب ترقب جواب شركة كلوفر .
ثم رن الأنترفون في مدخل البناية . وعندما ضغطت على الزر لتجيب جاءها صوت ليتون ،
فقالت وهي تشهق : ( أنت! ما الذي ..)
فقال آمراً : ( دعيني أدخل يا فيفيان )
- ولكن ...
فقال مهدداً : ( لن أرحل ، فإذا أردتني أن أثور غضباً . أو إن كنت جبانة وتخافين مواجهتي ...)
- أنا لست كذلك .
- إذن دعيني أدخل يا فيفيان .
ضغطت على الزر وهي تصرف بأسنانها .
ثم ألقت نظرة على مظهرها فهرعت إلى غرفة نومها كي تخلع قميصها المطرز وتلبس بدلاً منه سروالاً قصيراً أبيض اللون وبلوزة صفراء .
كانت تزر قميصها عندما رن جرس الباب .
وهي لا تزال حافية ، لكن وقبل أن تجد حذاء تلبسه ، عاد الجرس يرن ويرن دون توقف .
لهذا تخلت عن البحث عن الحذاء ، وركضت حافية القدمين لتفتح الباب ، قائلة بحده:
- من تظن نفسك ، يا ليتون ديكستر ؟
أخذت نظراته تتأملها ، لتستقر أخيراً على قدميها الحافيتين .
اكن يرتدي بذلة رسمية هي نفسها التي لبسها حين كانا معاً في ( بريسين) . كما ارتدى القميص الأزرق وربطة العنق الكحلية وحمل حقيبة أوراق .
وبدا مثالاً لملوك المال النافذين .
قال : ( التاريخ يعيد نفسه ، يا فيفيان ..أراك دون حذاء ، أرجو ألا أكون قد جعلتك تنهضين من الفراش ..أو عطلتك عن شيء ما ؟)
ثم رفع نظراته إلى قميصها . فنظرت بدورها وشتمت نفسها حين رأت أنها زررت قميصها بشكل خاطئ .
قالت :
- لا ، ولكن ..
تشابكت نظراتهما ، فأجفلت وهي ترى الغضب العارم والسخرية البالغة في عينيه ، وقاطعها قائلاً:
- أنا بالنسبة لمن أكون.
حاولت أن تتكلم ، لكنه لم يدعها تفعل ، بل قاطعها مجدداً ، ليقول :
- ألا يمكن أن تتعقلي ؟ فأنت تبدين مريضة..

نهاية الفصل السابع ،،،

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 05-05-09, 03:13 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الثامن

فتحت فيفيان فمها ذاهلة و اجتاز العتبة و أغلق الباب ،ثم ألقى بحقيبته على الأرض.تراجعت خطوتين ثم تعثرت ، فمد يده و أمسك بمعصمها ليمنعها من السقوط. فهمست :
-من...من أخبرك بأني مريضة؟
- سكرتيرتك.هذا ما قالته للسيدة هاربر عندما حاولت أن تتصل بك من طرفي هذا الصباح ، ولكن يكفي أن انظر إليك لأدرك أنك مريضة.فتحت فيفيان فمها ،لكنها لم تستطع النطق.ومنعها الذهول من المقاومة عندما جرها بيدها إلى غرفة الجلوس و طلب منها أن تجلس. غاصت في الأريكة الصفراء و أخذت تحملق فيه غير مصدقة و هو يخلع سترته و يفك ربطة عنقه ،ثم يمد يده إلى جيبه ليخرج بعض الأوراق ثم قال متجهم الوجه :
- إذن،قررت الاستمرار بعلاقتك مع رالف.
و ألقى بالأوراق على الطاولة أمامها.
نظرت إلى رسوماتها ،ثم أجفلت و قالت بصوت أجش :
-ليتون ، لقد رضيت أنت على هذه الفكرة ، حتى قبل أن أعلم أن رالف موجود في هذه العالم.
-و أنت أكدت لي ، يا فيفيان ، أنك لن تمسي اتفاقية كلوفر لأنك لن تبيعي نفسك...ثم هذه....و أشار إلى الأوراق.
فصرخت :" أنت الذي أجبرني على قبولها.أعني أنك،في الواقع ،أعطيتها لغودمان دون أن تخبرني"
فقال معنفا :" كان يمكنك أن تتراجعي..تحنثي بوعدك و تخبري رئيسك بما حدث.و كيف تشعرين بأن هذه الإتفاقية تتعارض مع أخلاقك"
- لا ، إنني...
- سكتت و حاولت أن تتمالك نفسها ،لكن اضطرابها لم يهدأ بسبب هذه الصدمات الكبيرة.فأغمضت عينيها قائلة :"و أي فرق يمكن أن يحدثه هذا؟"
- -سأخبرك يا فيفيان.
- و جلس أمامها ثم أضاف:"لو كنت زوجتي ، لفضلت أن تحتفظي بمستواك الأخلاقي الرفيع.وألا تحاولي أن تتباهي ، وتستمري في المباهاة برالف أمامي"
- شحب وجهها و راح رأسها يدور، و أخذ العالم يختفي من أمامها.
- لم يغم عليها ، لأن تصرفه الفوري أنقذها من ذلك.فقد هب واقفا و جلس بجانبها ،ثم دفع رأسها برفق إلى الأسفل بين ركبتها ، إلى أن أخذت تحتج بضعف و صوت متلعثم بأنها أصبحت بخير.
- فقال بجمود:"حسنا " ثم ساعدها على الجلوس و أضاف :"هل تريدين شرب شيء من القهوة؟".
- -نعم، و لكن هناك زجاجة مياه معدنية بنكهة المانجا في الثلاجة، ستكون ...أفضل....

توجه إلى المطبخ و أحضر الشراب في كأس.و عندما عاد لاحظ طبق اللحم البارد و السلطة فحمله معه أيضا ثم سألها:
- منذ متى و أنت مريضة؟ألم تذهبي إلى الطبيب بعد؟
- لم أذهب إلى الطبيب و لكنني بخير...المشكلة بكل بساطة أنني أعاني من بعض الضغط.
فقال و هو يعود للجلوس بجانبها:"إذن فأنت لا تعترفين بأنك مريضة؟"
ثم بادرته بلهجة لاذعة لتغير مجرى الحديث:
- هذا....
و سكتت ثم غيرت لهجتها :هل أنت...هل أمك...؟
و لم تستطع أن تتابع.
- أطلعتني على ما أخبرتها به ؟نعم ،لقد فعلت.و صعب علي تصديق ذلك نوعا ما ، خصوصا عندما لم ترفضوا اتفاقية كلوفر.
فقالت فيفيان بعد صمت طويل مزعج :"وماذا عن رالف؟"
- أعطاني تفسيرا يتفق مع ما قلته أنت لأمي.لكنه كان يشعر بالخجل و الذنب حيال ما حصل ، لاسيما حين طرق بابك في الساعة الواحدة و النصف صباحا.فقد جاء ليخبرك ، وعلى حد قوله ، بأنه لم يستطع العثور علي و لهذا يبدو أن الخطة فشلت.هل كنت تصدقين ذلك، لو كنت مكاني ، يا فيفيان؟
فأجابت باكتئاب :"نعم ، حسنا ، ربما كانت تلك حجة لشيء آخر ، ولكن...."
سألها و هو يتأملها بسخرية :"شيء آخر؟"
فأجابت بكل حزم:"لم يكن بتوصية أو برغبة مني.و ما كنت لأرضى بذلك و لا يهمني سواء صدقتني أو لم تصدقني ، يا ليتون."
فلوى شفتيه ، و قال :"ما أغرب ما يمكن أن يفعله :أس مياه معدنية و قطعة جبنة."
فأجابته بحدة،
-لقد بدأت لتوي أتغلب على الصدمة التي تلقيتها منك.
ثم تناولت قطعة اللحم وورقة خس و قالت :"لا بأس ، دعنا نبدأ بالأهم.سأخبرك لماذا لم يكن أمامي أي خيار سوى قبول اتفاقية كلوفر ،خصوصا بعد أن أعلمت أنت مؤسسة غودمان بموافقتك"
-فهمت.
رد عليها باقتضاب دون أن يعكس وجهه أي انفعال أو تعبير.
-وهكذا لعلك تظن أنك اشتريتني ، ولكن هذا لا يهمني.كان ستان بمثابة أب لي.كما أنني لم أكن أحاول أن أتباهى برالف أمامك...لكنني ما كنت لأقدم للوكالة خملا كهذا طوال حياتي.
و أشارت إلى الرسومات الملقاة على الطاولة ، ثم أضافت:"و لا حتى بنصف جودته.لقد سبق و قدمت أعمالا أخرى لكن ستان رفضها ، أما هذه فقد فازت بالقبول"و بان العجز في صوتها :
-حسنا ، أعتقد أنك و جيني لن تنسيا بعضكما البعض أبدا.و لكن هذا غير مهم و لا صلة له بموضوعنا.
و سكتت فجأة ،معنفة نفسها لقولها هذا.فهو أشبه باعتراف بأنها تظنه لا يحبها..مما ينبغي أنه لا يشكل أي فرق.
فقال "و هو كذلك فعلا" فنظرت إليه و طرفت بعينيها.
فعاد يقول : " غير مهم و لا صلة له بموضوعنا. و لكن تابعي يا فيفيان "
فصرفت بأسنانها: " لا إنك تظنني مجنونة ، يا ليتون.أنت تهزأ بي و تحتقرني...تعتقد أنه بإمكانك أن تشتريني.لقد شككت بي بسبب تصميم وضعته يشبه أخاك ، ولن أذكر تلك الخطط الرخيصة التي وضعتها ، كما أكره التفكير فيها."
فقال برزانة : " كان ذلك نوعا من ردات الفعل الفورية."
-كما إنني أرفض التفكير في ما يمكنك أن تبتدعه من إهانات إذا قصدت.و ارتجفت بشكل واضح، ثم أكملت قائلة : " لكنك أخبرتني بنفسك أنه ليس لديك الوقت لأي شخص، لا سيما أنا"
- و من قال إنه ليس لدي وقت لك؟
لم ترد أن تدخل غمار هذا السؤال و ما قد يتبعه لذا حاولت أن تغير الموضوع سألته :" هل لازلت تحب جيني؟"
-يبدو أنا نعود دائما إلى إثارة هذا الموضوع ، و لكن....
لكن فيفيان وقفت و قد عادت ترتجف ، و شحب وجهها : " ليتون ، لقد استمر هذا طويلا.أنا لست مريضة"
-إنك لم....
و لم ينه كلامه ،لكنها لم تره من قبل بمثل هذه الصرامة و البرودة.و بدا و كأنه كشف لها عن رأيه فيها.
-لا!أنا لست مريضة!
-و لكن ، كيف يمكنك أن تكوني متأكدة إلى هذا الحد؟
عادت فجلست و هي تفلاك و جنتها غير مصدقة : "هل علي أن أعطيك درسا في علم الأحياء؟"
فسألتها بخشونة :"و لكن لماذا تبدين بهذا المظهر؟"
-تعرضت لكثير من التوتر و الضغط أثناء مرض ستان .
و نظرت إليه فقرأت في عينيه عدم التصديق ، فأغمضت عينيها للحظة و قالت : "لقد أخبرتك مرة...المرتفعات ، الطيران ،ضغط العمل ، المصاعد...هذا كل ما في الأمر "
أمعن النظر فيها فرأى أن وجهها ما يزال شاحبا فقال " اسمعي ... لا تبدين لي بخير.سأحضر فنجانين من الشاي...."
غاب قليلا ثم عاد يحمل فنجانين من الشاي قدم أحدهما لها.
شربت رشفة ثم تنفست بعمق.
منتديات ليلاس
-أظنني أثرت الشكوك، كما حدث أثناء الاتصال الهاتفي. وقد قلت لسكرتيرتي إنها ستنتشر ، بهذه الطريقة ، إشاعة بأنني مريضة ، لكن لم يخطر على بالي لحظة... حسنا ، لم أكن أعلم أنك أنت من اتصل ، على أي حال.لماذا اتصلت بي؟"
فقال و هو يتناول الأوراق فجأة و يكورها في يده : "لأتحدث معك في هذا الموضوع ".
أخذت تنظر إليه بحذر و قد فغرت فمها.
-و لكن...
وسكت ثم نظر إليها : "إذا حملت الأمور أكثر مما ينبغي...بمساعدة السيدة !هاربر ،فلأني ظننت أني حصلت على فرصة أخرى"
بدا الأسى في صوته و هو يلفظ كلماته هذه ،فنظرت إليه بحيرة :" بشأن ماذا لا أفهم "
- فرصة أخرى معك يا فيفيان.
فشهقت و ردت :"ولكن ....لكن لديك الكثير ضدي ، و قد أدركت ذلك لتوي.يكفي أني كارثة متنقلة ، يا ليتون.لا أستطيع تصديق ذلك "
فجلس بجانبها ، وقال ساخرا :
- و لا أنا.
ثم هز كتفيه ، و أكمل: " لقد تركتك و رحلت. و حدث نفسي عن كل عيوبك... لم أشأ أن أستمع إلى أمي ،أو إلى رالف. و أقنعت نفسي بأن كل شيء انتهى..." و سكت و هو يتنهد ثم أضاف : "و لكن عندما رأيت هذه " و أشار إلى الرسوم التي صممتها : " أدركت أن ذلك غير صحيح.لم صدق كم أغضبتني هذه الرسوم.ثم، اعتقدت أنك مريضة ، فزاد قلقي و غضبي ، و لكن ليس لهذا السبب".
فهمست حابسة أنفاسها :"لماذا؟ "
التفت ينظر إليها أخيرا.و استطاعت للمرة الأولى أن ترى نوعا من العذاب في عينيه :
-لأني أقنعت نفسي بأنك لا لا تهتمين برأيي.فأنت لم تحاولي أن تشرحي لي الأمور.لقد قلت لي إنك كذبت على أمي... وبعد ذلك رحلت ، ثم استلمت اتفاقيات كلوفر.
تملكها شعور بالحنان جعل دمها يجري في عروقها من جديد و كأنها لم نكن حية من قبل.وجلست صامتة مذهولة بينما تابع هو : " و منذ دقائق قليلة ، أرجعت سبب شحوبك و هزالك الباديين عليك و غير ذلك ، إلا أن ظغط العمل و حسب. و كأنك تقولين أن فراقك عني لا يؤثر فيك أبدا "
ابتلعت ريقها :"لقد كذبت فعلا على أمك، فقد سألتني إن كنت أحبك، فأجبتها بالنفي.ولكنها الكذبة الوحيدة التي قلتها لها."
-فيفيان....
- لا ،يا ليتون
ووضعت يدها على يده و أضافت "دعني أنهي حديثي ،هناك مشاكل كثيرة بيننا...فأنت قلت إنك لست لي...لم أجد تفسيرا لهذا سوى جيني ، وأنا ما زلت غير واثقة..."
جيني خرجت من حياتي مرة و إلى الأبد.و قد حدث هذا قبل أن أكتشف أنني أحببتك"
-لكنك قلت إن زواجكما كان ليستمر...
أعلم هذا.و لكن من أجل الطفل فقط.لأمنح ذلك الطفل أبا شرعيا، لأنني أعتقد أن الأولاد يستحقون ذلك و أن عليهم أن يولدوا في إطار الزوجية ، حتى و إن لم يدم الزواج.و لكن أي أمل لها بإعادة إشعال الحب بيننا حكمت عليه بالموت حين استغلت رالف.لأنها أظهرت بذلك و جهها الحقيقي مرة أخرى.لهذا لم أهتم للأمر مثقال ذرة.
فقطبت فيفيان جبهتها و تابع بجهد: " لكن حين ظننت أنك تلهين مع رالف ، كدت أقتلكما معا"
-و لكنفي الليلة التي سبقت ذهابنا إلى بيتش ، ظننت أنك...لاحظت أنك متكدر و ظننت أن السبب هو رالف و جيني.لهذا السبب أردت الابتعاد عن المنزل.
-هذا صحيح، ولكني شعرت بالاشمئزاز منهما، وهذا كل شيء .
أخذت تفكر لدقائق ثم قالت بشيء من العجز : " ما زلت لا أفهم لما أصريت علي لأحضر الحفلة الراقصة؟"
-في بالم بيتش ، لم يثر مشاعري بهذا القدر سوى أنت.شعرت و كأنني هوجمت على جميع الجبهات.
وبدا في عينيه أول أثر للمرح منذ مجيئه و أضاف :"قررت ، بعد تصريحك المؤلم ، ألا يستمر التعاون بيننا... وإذا بي أجد نفسي أعانقك".
ورفع حاجبيه مستفهما ثم أكمل : "لكن الضربة القاضية جاءت عندما بدا أنك قادرة على تجاهل هذه المشاعر و هذا الانجذاب الذي يشد أحدنا إلى إلى الآخر... و رغم أنني أنا من ابتعد عنك ،و جدت نفسي فجأة عاجزا عن فراقك ، ولم أستطع أن أدعك ترحلين".
فتحت فمها غير مصدقة ، بينما تابع هو يقول : " و هكذا لم يكن للأمر علاقة بكلوفر أو بجيني...أنا و أنت فقط ، يا فيفيان"
وضعت يديها على خديها و هي تشعر بالدم يجري فيهما ، ثم قالت بتعاسة :
"وأنى لي أن أعرف كل هذا؟ لو علمت ، لما تفوهت قط بتلك الأشياء التي قلتها...أواه"
- أعلم هذا.إن الذنب ذنبي أنا ،لكن الحقيقة هي أنني أصبحت عاجزا عن التفكير بشكل سوي منذ دخلت مكتبي حافية القدمين.وكان كلامك صحيحا.كنت مثقلا بإرث المرارة و عدم الثقة بالنساء بشكل عام.
فسألته بحيرة: " وكيف استطعت أنا أن أغير كل هذا ؟ لقد قدمت إلى هنا و أنت تحمل في قلبك كرهك لي...و لكل ما يتعلق بي"
-لقد دخلت بيتك ،كارها حقيقة أنني وقعت في غرامك ، و لم تظهري أنت أي ذرة اهتمام بي.
لم تستطيع أن تتكلم ، و إنما أخذت تحدق فيه بعينين تدفقت منهما مشاعرها الجامحة كلها.ثم و قفت و صارت نحو الباب الزجاجي.كانت الشمس قد غابت ، واصطبغت السماء بلون وردي متألق.فيما كانت تحدق في المشهد الرائع ، لم تسمعه يلحق بها لكنها شعرت ، غريزيا ، بأنه يقف خلفها مباشرة.
التفتت قليلا و قالت بشيء من اليأس :
-أنا فعلت ذلك و لكن...
و سكتت تغالب دموعها ثم أضافت : "فكرت حقا...أنه يمكنني إصلاح الأمور بينك و بين جيني أثناء الحفلة.و لكن النتيجة ارتدت علي.ثم عندما تركتني بتلك الطريقة".
و ابتلعت ريقها عندما تحرك بضيق و قالت : " أدركت أنني لن أثق بك مجددا يا ليتون.أنا... ما كنت أقبل بذلك من رجل لا أحبه لكنني أدركت أن الأمر مختلف بالنسبة لك"
- فيفيان...
فقالت بهدوء بالغ :
-لا ، لم تكن تثق بي حينذاك.عندما كشفت لك عن مكنونات نفسي...آسفة ، لكنني عاجزة عن تكرار ذلك.لا بأس...إنني محطمة الآن بسبب ما جرى ، لكنني سأتغلب على ذلك مع مرور الزمن.كما أنني لن أستطيع خوض هذه التجربة مرة أخرى.
سألها بعد صمت طويل : "هل تظنين حقا بأن عليك ذلك؟"
فنظرت إلى البعيد و سمعته يقول : " أنا لا أحاول أن أقلل من شأن ما فعلت ، و لكن إذا نظرت إلى الأمور من زاوية أخرى لرأيت قصة مختلفة ، يا فيفيان"
-لا بل أعني...
- فيفيان..
لم يحاول أن يلمسها ، ولكنها رأته يجاهد ليمنع نفسه من ذلك.رأت شريانا ينبض عند فكه و مشاعر عنيفة في عينيه لم تر مثيلا لها من قبل.بدا و كأنه يركز على أمر حيوي ، هو مسألة حياة أو موت : "أتظنين أني كنت لأقصد بيتك لو أنني ما زلت الرجل نفسه الذي اجتمعت به أول مرة ؟ لو أنني ما زلت ذلك المتحرر من أوهام الحياة و الباحث عن نوع من التحدي العاجز أو ، بصراحة أكثر ، عن علاقة رخيصة؟"
سكت قليلا ، و هو يتأمل خصلات شعرها الثائرة و جسدها الرشيق في قميصها الذي ما زال مزررا بشكل خاطئ و سروالها القصير الأبيض ، ثم نظر إلى وجهها الشاحب ،و قدميها الحافيتين ، و تابع يقول :
أتظنين أني كنت اهتميت لأمرك بأي شكل ؟...هل تظنين حقا أني كنت سأدع رالف يؤلمني بسبب فتاة لا تعني لي شيئا؟و هل كنت أطلب منك الزواج رغم أننا لم نعرف بعضنا إلا منذ شهر و قد أمضينا ثلاثة أسابيع منه في خصام ، إن لم أكن جادا تماما؟
فقالت بعجز : حسنا هذا شيء آخر في الواقع لم نعرف بعضنا سوى لأيام قليلة فقط"
فقال بصوت خافت : و مع ذلك بعد تلك الأيام القلائل أدركت أنني لن أكون الرجل نفسه مرة أخرى.أدركت أنني لن أرتاح أبدا إن لم أكن حاضرا...حاضرا من أجلك.لتتغلبي على خوفك من المصاعد و العلو و الطائرات و الدوار
وأغمض عينيه فجأة و قال : لا أستطيع أن احتمل فكرة وجود رجل آخر في حياتك فيفيان. و لا أستطيع أن أتصور بقية حياتي من دونك، إلا إذا كانت جهنم بعينها
فهمست : ليتون
ثم هزت رأسها وكأنها تجلو ذهنها : لا تنسى المشال الكثيرة التي أقع فيها...
- و لماذا تضنينني أحبك إلى هذا الحد إذن؟
فتلعثمت غير مصدقة :هل...هل لهذا الأمر أيضا؟
- لهذا أيضا.أريد أن أعيش إلى جانبك يا فيفيان أريد أن أحبك و أضحك معك و أحميك و أن يصبح لدي أطفال منك.
فبللت شفتيها و سألته : وماذا عن مصنع الطائرات؟
- فليذهب إلى الجحيم.كان ذلك عذرا فقط على أي حال.
- فحملقت فيه : أتعني أنه ليس لديك مصنع؟
- لا ، سأبني و احدا يوما .لكنه عمل آخر و حسب ، بينما أنت يا فيفيان ستكونين حياتي بهجتي.
فسألته :إذن لن تشك بي و لن تخاصمني؟
فابتسم لها و بدت الرقة جلية غي عينيه مما جعلها تشعر بأنه سيغمى عليها مجددا.
- لا أستطيع أن أعد بذلك و أنا متأكد من أن هذا الشعور سيتملكك أنت أيضا في بعض الأحيان.ما دمنا نعلم أننا روحا واحدة في جسدين...
وأمسك بها ينظر في عينيها بعمق.
و استسلمت فيفيان لعناقه بصمت مستكينة بين ذراعيه و كأنهما ملاذها
-هذا حسن...حسن جدا.
علق بهذه الكلمات برقة بالغة و هو يضمها إليه.بينما أخذت ترتجف كورقة في مهب الريح.ثم أضاف: ثقي بي
لم تعرف فيفيان هذا الإحساس بالأمان من قبل ها هي أخيرا تكتشف جوانب شخصية هذا الرجل.رجل أحبها و أحب مخاوفها كلها.كانت كمن وصل أخيرا إلى بر الأمان فهدأت تدريجيا ثم رفعت رأسها إليه.
- إنه شيء غريب لكني أحيانا أشعر بثقة بك لم أشعر بمثلها حيال أحد آخرقٌط.
فكرر كلامها ببطء:
إنه شيء غريب لكنني لم أعرف ما كنت أبحث عنه حتى دخلت أنت حياتي ،ببراءتك و عدم زيفك..لا يمكنني صياغة صفاتك الأخر في كلمات و لكن قد أتمكن من أظهر لك مدى حبي.
فقالت تجيبه : و أظنني قد أتمكن من أن أبرهن لك...عن عمق شعوري نحوك
**************************************
قالت فيفيان النعاس يتملكها :لم تخبرني بعد
ثم سكتت.
- ما الذي لم أخبرك به؟
- ووضع ذراعه حول كتفيها و هما جالسان على الأريكة.
- ابتسمت له ثم أراحت رأسها على مرفقها و نظرت إليه بمكر، أشعر و كأنني في الفردوس معك...فقاطعها : يسرني ذلك.و ضمها إليه ليظهر لها شوقا و حنينا عميقين.
- تابعي كلامك يا فيفيان
و أخذ يمرر أصابعه على و جهها الناعم.
فقالت بجهد :نعم لم تخبرني بعد ماذا كنت تعني حين تحدثت عن الفتيات و الخوخ و الأشجار
- لا شيء.
فقالت لا شيء؟
- حسنا...
رفع رأسها نحوه و تطاير من عينيه شرر ماكر ثم قال : كانت هذه الجملة حكمة اليوم على الروزنامة في المكتب.وخطر في بالي أنها قد تحدث لديك ردة فعل.
فشهقت : ليتون ديكستر...هذا.
قال بوقار خطير :
-مهما يمكن أن ستقولينه أوافقك عليه.تعصبي لكنني سأخبرك شيئا يا فيفيان.حصل ذلك حين خطر في بالي أن جوليانا جونز قد تكون رائعة الجمال لكنها لا تقارن بك.و أعلم الآن أنه ما من امرأة يمكنها ذلك بالنسبة لي.
ارتجفت فيفيان و تنهدت ثم أحاطت وجهه بيديها : أحبك يا ليتون
و أنا أحبك يا فيفيان
*******
-كيف تريدين ان يكون عرسك؟
كانا في غرفة الجلوس و يجلسان على الأريكة.
تحركت فيفيان و رفعت و جهها نحوه : آه نسيت أن أسألك كيف انتهى الأمر
فنظر في عينيها و قال:
- انتهى كل شيء بشكل حسن.سلمت ماغ في الكنيسة إلى الرجل الذي تحب.و كل الصدمات و المشاكل التي سبقت ذلك و انتهت لأنهما كانا في غاية السعادة.
- أنا سعيدة جدا لهذا ، و إلا ما كنت سأصفح عن نفسي.

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 05-05-09, 03:14 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Nov 2008
العضوية: 103835
المشاركات: 336
الجنس ذكر
معدل التقييم: زونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدازونار عضو سيصبح مشهورا قريبا جدا
نقاط التقييم: 502

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زونار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أخذ يعبث بشعرها : على أي حال أنا أوافقك الرأي على انتقادك المبدئي لنظام الزفاف عندنا.
ابتسمت فيفيان دون أن يراها ،
- أفهم من هذا يا ليتون أنك تفكر في أن تنكر علي أسبوع الاحتفال بالعرس في الأسرة وكل ما يعنيه ذلك.
- فقال بجدية : لا أدري ما إذا كان الوضع في الأسرة مناسبا ، فأمي و اللايدي و ابن رايت قد تشاجرتا ، و رالف رحل إلى المكسيك..
فمدت يدها ووضعت أصبعها على فمه تسكته لتقول:
- ماذا عن جزيرة معزولة ، يا ليتون؟لأنني لن أتحمل مشقات أسبوع عرس آخر في "هارفست مون"
- ضحك و أحنى رأسه يتأملها:
- - ما رأيك بحل وسط؟احتفال بسيط و غذاء.ربما في بالم بيتش، على ان يقتصر ذلك على الأسرة.و بعد ذلك بحث عن جزيرة نائية.
- يبدو ذلك رائعا.متى؟
- في أقرب وقت ممكن.علينا أن نبحث عن خاتم و ...
فاستقامت فيفيان في جلستها و حملقت فيه ، فقال بهدوء:
- يا حبيبتي سنختار هذا الخاتم معا. فأنا أكره أن تشعري أن لك علاقة بفتاة مستأجرة.
- آه...حسنا أظنك ستبيع الخاتم الآخر.لقد سبق و قلت إنه استثمار جيد.
- كان كذلك فعلا و لكنه لم يعد كذلك بعد الآن.
قطبت حاجبها و هي تتصور الماسة الوردية:
- ماذا تعني ؟
- لقد أصبح في قاع نهر "هاوكسيري"
فشهقت: ليتون!كيف حدث هذا؟
- لقد ألقيته هناك من آخر رصيف الميناء
فنظرت إليه غير مصدقة و سألته: و لكن لماذا؟
- لأنه يمثل كل خطأ ارتكبته منذ أن وقعت عيناي عليك يا فيفيان.
- وألقى برأسه إلى الخلف متأوها : لقد خرجت ذات مساء مصمما على بيعه لكنني وجدت نفسي عند الميناء فتذكرت كيف سقطت من هناك و أوشكت على الغرق.
فنظرت غي أعماق عينيه بينما تابع يقول:
- كل ما قمنا به معا قلناه لبعضنا البعض مر حينذاك أمام عيني. و اكتشفت أنني أكره تلك الماسة الوردية كثيرا.لهذا قذفته إلى النهر لكن ذلك لم يمنحني سوى راحة قصيرة الأمد ، لأنني ما كنت أكره سوى نفسي ثم شعرت بالذنب لإضاعتي كل ذلك المال فدفعت إلى المؤسسات الخيرية في الصباح التالي مقدار ثمنه.
فقالت برقة : هناك نوع واحد من الخواتم سيعني لي الكثير و هو خاتم الزواج " المحبس" بسيط و حسب.و لكنني لن اتمكن من التعبير لك عن مبلغ زهوي للبسه.
- حبيبتي...
- لا ، أنا أعني ذلك يا ليتون.أنسيت أنني فتاة لا تحب المجوهرات؟و أظنني سأبقى كذلك دائما.
و سكتت.
- سيبقى شيء من فيفيان فلوري في فيفيان ديكستر دائما.
- آسفة لذلك.هل لديك مانع؟
فأجاب ببساطة : على العكس بل يشرفني ذلك.
********
و تزوجت بعد أسبوعين ، بثوب أبيض شفاف في منزله في بالم بيتش و في حفل اقتصر على أفراد الأسرة.و قد حضر الزفاف ستان غودمان و زوجته ايزابيل واللايدي واين رايت التي بدا أنها تصالحت مع إميليا ديكستر.
اختارت فيفيان أزهارا ناعمة تزين بها شعرها و ثوبا أبيض بسيط الطراز أما الخاتم الوحيد الذي وضعته في أصبعها فكان محبسا من الذهب لكن سعادتها و تألقها واضحين مما حمل والدة ليتون على القول لعرابته و صديقتها الحميمة :
- كدت لا أعرفه.فهو يبدو مختلفا.
و غالبت دموعها بجهد و هي ترى ابنها ينظر في عيني فيفيان و مشاعر الحب الخالص تبدو في عينيه و تمتمت مارلين واين رايت بشجاعة: لطالما اعتبرتها فتاة شجاعة
وتمتم رالف قائلا لأخته مع: يا للروعة!كيف تمكنت فيفيان من أن تحقق ذلك؟
لكن ماغ ضحكت بعجز و هي تتوجه لمعانقة أخيها و عروسه.
و عندما رحل الجميع خرج العروسان إلى الشرفة كانت الشمس تنحدر نحو المغيب فراحا يتأملانها و قد لف أحدهما ذراعه حول الآخر.
و قالت فيفيان : أشكرك على هذا العرس الجميل
- كان مبعثا للسرور و كنت أجمل شيء فيه
و نظر إليها متأملا للحظة طويلة : و الآن أعلم أنك تـثقين بي حقا
- حسنا... هذا صحيح..و لكن هل لأنني تزوجتك؟
ثم استدارت تواجهه :- و لهذا أيضا و لأنك و قفت معي هنا.
و لامس وجنتها بيده اتسعت عيناها ثم نظرت إلى أسفل لترى البحر يزبد و تتلاطم أمواجه لكنها لم تخف و قالت غير مصدقة : لم أفكر قط في المرتفعات
ثم سكتت قليلا قبل أن تضيف قائلة : ليتون أنت لا تشك في حبي لك أليس كذلك؟
بعد لحظة تفكير طويلة أجابها : أتساءل أحيانا عن السبب و هذا كل ما في الأمر.أحيانا أتذكر الأشياء
التي قلتها أو فعلتها و لا أدري كيف استطعت أن تصفحي عني...
فتمتمت و هي تلقي بنفسها بين ذراعيه :
- هذا سهل جدا أنت صخرتي شجرتي بهجتي.و كل ما حدث بيننا قد أشعل حبي و قواه ليجعله ذهبا خالصا نقيا.
فقال أخيرا بعد أن أخذ يحدق كل منهما في عيني الآخر :
-آه يا فيفيان.يسعدني رأيك هذا بي كثيرا ، لأنني ... لم أتصور يوما أن بإمكاني أن أحب بهذا الشكل.
قالت و هي ترتجف: ولا أنا
ثم تشبثت به عندما أخذ يعانقها بحرارة.


^-^ النهاية ^-^
تمت

 
 

 

عرض البوم صور زونار   رد مع اقتباس
قديم 05-05-09, 05:46 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 120563
المشاركات: 2
الجنس أنثى
معدل التقييم: جودي. عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 11

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جودي. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : زونار المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


الروايه مره خطيره وعجبتني كثيييير

تسلم ايدك على هالمجهود

ودي

واكثر

 
 

 

عرض البوم صور جودي.   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, ليندساي أرمسترونغ, دار الفراشة, خطيبة بالإيجار, lindsay armstrong, روايات, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the hired fiancee
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:07 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية