الفصل السادس
لم تكن مفاجأة أن ترى نيك بجسده الضخم واقفا بجانبها دون حراك . سألت بجفاف :
" كيف جئت هنا ؟ "
فقال بصوت لا ينم عن شئ سوى الحياد والتهذيب :
" لقد جئت بالطائرة لماذا ذهبتى هكذا ؟ لم تكون فى حاجة للهروب "
لم تكن مينرفا مستعدة لتجيب أى تساؤلات , نظرت إلى ستائر حجرة روث فكانت لا تزال مغلقة فقالت دون تردد :
" أعرف لماذا لم تمارس ستيلا معك الحب "
" لماذا ؟ "
ارتجف فمها لكنها أخذت نفسا عميقا مشبعا برائحة الورود ثم أبعدت عينيها عنه وهى تحكى له . وبعد أن أنتهت وقف الصمت حائلا بنيهما لفترة ثم أخذ يسب ويلعن الرجل الذى كان سببا مباشرا فى تحطيم حياة ستيلا وتنغيص حياته .
كانت مينرفا تتمنى لو تساعده ليجتاز حزنه ولكن كان عليها أن تجتاز حزنها هى , أن تتجاوز موت ستيلا المفجع الذى سيبقى حائلا منيعا بينها وبين نيك إلى الأبد . حتى لو حدث ما هو مستبعد واحبها نيك فإنها لن تبنى سعادتها أبدا على ذكرى ستيلا المؤلمة .
فقالت ببطء :
" أنا آسفة لك ولستيلا أكثر من الجميع "
" كيف عرفتى ؟ "
وبطريقة آلية وهى تتجنب النظر لعينيه حكت له عن الخطاب وعما قالته لها روث.
" أين روث الآن ؟ كيف حالها ؟ "
" محطمة تماما "
فقال بصوت متهدج :
" لماذا لم تخبرنى ستيلا بحق الله ؟ لا يمكن أن تكون تصورت أننى سألقى عليها اللوم "
" لست أعرف ... " ترددت مينرفا ثم واصلت :
" أعتقد أننى أعرف لماذا تصرفت هكذا . لقد كانت ستيلا تريد كل شئ لدرجة الكمال , كانت تكره عدم النظام والفوضى . كل الرجال الذين مارست معهم الحب لم يكونوا مهمين لها بل مجرد علاقات عابرة ., أما أنت فقد كانت تحبك بحق لذلك لم تستطع أن .. كانت تريد أن تكون علاقتكما كاملة وسليمة ... "
ثم ابتلعت ريقها وقد تحجرت الكلمات إلا أنها واصلت :
" وقد كانت تحب والدها أيضا .. "
فقال والاستهزاء يملأ صوته :
" هل تريدين أن تقولى أنها كانت مشوشة الذهن بينى وبين والدها وأنها ... لا هذا سخف "
" لا , ما أعنيه هو ارتباط الحب بالألم فى ذهنها لدرجة أصبحت غير قادرة فيها على التفريق بينهما "
فقال بإختصار :
" لا , إنك مخطئة "
ولكن كلماتها كانت فى الصميم , لم يكن لديها ما تقوله غير ذلك لتقلل ذلك التعبير بالقرف الذى ارتسم على وجهه . فقال فجأة وكأن الكلمات قد ثقلت على لسانه :
" أنا آسف , ربما تكونين على صواب . ما تقولينه منطقى ويبدو واضحا للغاية الآن , ولكن وقتها لم يبد الامر كذلك على الاطلاق حتى فى الأوقات التى كدت أفقد فيها صوابى وانا أفكر ماذا هنالك . عندما قلت لها بأننى لم أعد مهتما لابد أن ذلك كان خيانة لها , طعنة اخيرة ولم تستطع أن تفكر فى شئ سوى ابتلاع تلك الحبوب اللعينة "
شعرت مينرفا بأن قلبها يتألم بالتعاطف معه والحزن على ستيلا ولكنها قالت بسرعة لأن التفكير فيما ستقول كان مؤلما :
" لقد كان هناك شئ آخر . لقد أخبرتنى جوليان أنها رأت ستيلا تبكى فى سيارتها قبل أن تموت بعدة أيام بعد أن عادت من عند الطبيب "
قال نيك بصوت ميت :
" لقد أخبرها بانها لا يمكن أن تنجب اطفالا "
فقالت بمرارة :
" كان ذلك سيوفر كثيرا من القيل والقال لو أنك أعلنت ذلك فى التحقيق , كانت روث ستفهم ذلك وتتأقلم معه بدلا من تأنيب نفسها هكذا "
فقطب ثم قال :
" لقد كان ذلك من شأن ستيلا وحدها ولم يكن من حق اى شخص أن يعرف . بجانب أن روث كانت تعرف ذلك "
أخذت مينرفا نفسا عميقا بعد أن فهمت أخيرا كل شئ . كل هذه المدة كانت تعتقد أن روث تعيش فى عذاب لأنها لم تكن تعرف لماذا انتحرت ابنتها , وكل هذه المدة كانت روث تلوم نفسها لأنها لم تلحظ أن ابنتها فى حاجة لمساعدتها , وربما أيضا لأنها لم تمنع الاعتداء عليها منذ عدة سنوات .
استرقت مينرفا نظرة سريعة لنيك , كان وجهه حادا وكأنه قد من صخر , ملامحه متصلبة وبدا فجأة وكأن عمره قد زاد فقد بدت الخطوط واضحة حول فمه وعينيه . بهدوء شديد قالت :
" نيك , لقد أحبتك ستيلا , لا تعتقد أبدا أنها لم تفعل "
" ولكنها للأسف لم تحبنى بالقدر الكافى الذى يجعلها تحصل على المساعدة اللازمة لإنقاذ زواجنا "
لم يكن هناك رد فعل على ما قاله , وقد بدأ تعاطفها يتحول ليأس إلا أنه كان عليها أن تبقى هادئة , فهذه هى الطريقة الوحيدة التى يمكنها أن تساعده بها .
" لقد كنا مختلفين أنا وهى , ومع ذلك فقد تحابينا كثيرا واعتدت أنا أن ارعاها . لا أستطيع أن أصفها بشئ سوى أنها كانت هشة , نعم هشة . أعتقد أنها كانت تشعر بالقهر . ليس عليك لوم ولا على روث , وكذلك ستيلا لا يمكن لومها , آه كم كنت أتمنى لو قتلت أباها ذلك "
فقال دون أن ينظر إليها :
" للأسف , لا يمكنك ذلك الآن "
شعرت مينرفا وكأن دمها قد برد فى عروقها , فقد رأت فى نيك للحظة ما رجلا يمكنه أن يقتل . لو كان والد ستيلا حيا لقتله نيك بسرعة وبلادة كما لو كان يقتل كلبا مجنونا . قال بصوت مرن :
" فى الوقت الحالى لدينا مشكلة أخرى أكثر إلحاحا . إن ما حدث بالأمس يجب أن نتحدث عنه "
عندما غادرت القلعة الأسبانية ووصلت للمنزل لم يكن لديها الذهن أو الوقت لكي تفكر فى موضوعها هى معه فقالت :
" لا أدرى "
وضع يديه على كتفيها فارتعدت قليلا لكنها بقيت ساكنة ووقفت فى تحفز , لكي تظهر له أنها ليست مستثارة أو منجذبة له . أما هو فقد بدا كتمثال منحوت من الصلب بملامحه المنحوتة والحادة وقد حولت أشعة الشمس شعره إلى اللون الذهبي , لكن عينيه كانتا كالزجاج اللامع , قويتين وخاليتين من أى دفء . قال بصوت آلى :
" كنت أتمنى لو كان لى طفل , لكنى لا أعتقد أننى سأتزوج ثانية أبدا , ليس لى القدرة على إيلام أية امرأة أخرى أو تحمل الألم من أية امرأة أخرى "
منتديات ليلاس
لقد آذتها كلماته أكثر مما تصورت , إنها ألم بالنسبة له ويرى فى نفسه ألما لأية امرأة أخرى . نظر إليها وابتسم ابتسامة مجاملة ثم أنزل يديه من على كتفها ومشى ... مشى خارج حياتها للأبد .
رحلت مينرفا إلى عالمها الجديد فى بريطانيا متأخرة عن موعدها أسبوعا فقد اضطرت أن تلازم روث فى موقفها الذى استمر أسبوعا , فقد كانت قد انهارت تماما بعد أن أخبرت براين زوجها أمر ستيلا , لقد بدا عليها فى ذلك الأسبوع أنها ستصاب بذلك الانهيار العصبى الذى كانت بوادره تبدو عليها لفترة طويلة , على أى حال لقد أقنعت نفسها أنها بخير , وقد استلزم ذلك جهدا من جانب مينرفا ووالدها ليقنعاها برؤية طبيب يساعدها فى محنتها .
لقد كان أبوها من أقنعها بأن ترحل وتبحث عن مستقبلها , لقد قال لها أنها أمضت وقتا طويلا من عمرها لتساعد الأخرين لتجاوز آلامهم وإحباطاتهم وأن عليها أن تبحث عن مستقبلها الآن ,. قال لها فى إحدى الليالى :
" إن روث حقيقة تحتاج للعون , وكذلك ستيلا . أما أنت فمستقلة وشخصيتك قوية ولكن عليك أن تعيشي حياتك وحدك من الآن فصاعدا "
" إذن كنت تعتقد أن روث لم تعد بحاجة إلى ... "
لكن والدها ربت يدها وقال مقاطعا :
" بل تحتاج إليك وأنا كذلك , لكن عليك أن تذهبى و تشعرى بشبابك "
فقالت مندهشة :
" وكيف عرفت أننى أشعر بأننى عجوز لدرجة أننى ربما لن أتمكن من الضحك ثانية ".
فقال بهدوء :
" أنا أعرفك , ما مدة تعاقدك ؟ "
" فقط لعام واحد "
" فلتعودى إذن "
فأومأت برأسها وقالت :
" حسن , سأعود "
وقد عادت بالفعل فى نهاية نوفمبر , كل من كتب لها – أبوها وروث وزميلاتها القدامى الذين أبقت على علاقتها معهم – حكوا لها عن الربيع الرائع الذى تتمتع به نيوزيلندا وقد رأت بعينيها بالفعل من نافذة الطائرة الغطاء الأخضر العظيم الذى بدا لها من ذلك العلو الشاهق وكأنه مفرش جميل على إحدى موائد الطعام الفاخرة , وهى تنظر من نافذة الطائرة تخيلت كما لو كانت ترى القلعة الأسبانية .
كان ذلك سخيفا فقد امتلأت نيوزيلندا بالأبنية الحجرية , كما أنها لم تعرف شيئا من أخباره سوى ما ذكرته عنه روث فى خطاباتها وكان ذلك قليلا وعابرا . لقد كتبت له خطابا رسميا وانتظرت الرد عليه فى حرقة مخجلة وقد جاءها الرد مختصرا ورسميا أيضا متمنيا لها السعادة ووقعه بالمخلص نيك .
لقد آلمها ذلك كما آلمها رفضه الأول لها . أخرجتها المرأة التى كانت فى المقعد المجاور لها من أفكارها وقد تبادلت الكلمات والأحاديث العابرة طوال الرحلة :
" هل هناك من ينتظرك فى المطار ؟ "
"آه نعم . أبى وزوجته التى تعتقد أن كل من يأتى من السفر يجب استقباله فى المطار وإلا يشعر بحرج عميق .... "
فابتسمت المرأة بينما عاودت هى النظر من النافذة . بعد شهرين من رحلتها بدأت خطابات روث تصبح أكثر بهجة لدرجة أن مينرفا لم تعد بحاجة لتأكيدات والدها على تحسن روث ، حتى عندما اختير كين ابن روث ليمضى عاما فى أمريكا فى منحة تبادل طلابى لم تتأثر معنويات روث لذلك بل على العكس سعدت به .
بعد عشرين دقيقة هبطت الطائرة فى مطار مانجر ولأول مرة منذ سنوات شعرت مينرفا بأنها هائمة بالأهل والأصدقاء . كانت عيناها تلمع بالفرحة وهى تضحك وتعانق روث ووالدها وذرفت روث دموع الفرح ثم انطلقوا جميعا للمنزل .
لم تكن قد حددت ماذا ستفهل بعد فى الأسبوع التالى ، كان الجو فى أحسن حالاته وقد نشط البيت فى محاولة من الجميع لابداء الترحيب بها .
نامت مينرفا قليلا ثم ذهبت للعشاء الذى أعدته صديقاتها وزميلاتها القدامى . لقد جعلها الاحتفال الذى شارك فيه أصدقاؤها ووالداها تشعر بسعادة غامرة أنستها عناء الغربة والعمل ، واستمعت لثرثرة عن أناس تعرفهم وآخرين لا تعرفهم ، ولكنها لم تسمع شيئا من نيك .
لم يذكره أحد على الاطلاق . وعندما مرت الأيام دون أن يتفوه أحد باسمه بدات تتساءل إذا كان ذلك متعمدا . وفى النهاية سألت وكأنها تتذكره تذكرا عابرا :
" كيف نيك ؟ أم أنكم لا ترونه الآن نهائيا ؟ "
فقالت روث :
" نيك , آه نعم . إنه بخير " ثم غيرت الموضوع قائلة :
" عزيزتى كم تنوين البقاء هذه المرة ؟ ألا ترين أن الوقت حان لتستقرى مع رجل لطيف وتعطينى أحفادا "
فقالت مينرفا وهى تغلق عينيها وتتخيل أشياء خاصة :
" أعتقد أننى سأمنح نفسى أجازة .. " ثم ربما أذهب أنثار كتك فى الشتاء فأنا لم أره أبدا "
وعندما ذهبت زوجة أبيها لتعد الغداء جلست مينرفا تحت شجرة الجاكا راندا وهى تتساءل عن سبب عزوفها عن الزواج . لقد كانت لا تزال تحب نيك ولكنها تعرف ان هناك الكثير يقف حائلا بينها وبينه .
ربما كان عليها أن تبقى وحيدة , قدرها كذلك على أى حال فإن وضعها هذا له مميزات كثيرة , فحياتها فى منتصفها تماما تتحكم فيها كما تشاء , أينما تشاء . تستطيع أن تفتح مطعمها الخاص وتكون سمعة رائعة وتحقق دخلا كبيرا أما فكرة الزواج فليس لها البريق نفسه الذى لدى معظم الفتيات فى عمرها . ولكنها شعرت بالدموع تبلل رموشها , إنها ترواغ نفسها فهى تحب نيك ..
عدة ليال بعد ذلك كانت مينرفا مدعوة مع أبيها وروث لحضور استقبال مهم فى أحد الفنادق الضخمة .
كانت قد أمضت يومين مع إحدى صديقاتها فى إحدى جزر أوكلاند وقد عادت بعد ذهاب والديها . لكنها قررت أن تذهب لأن الموعد كان مهما جدا لوالدها . كان بخصوص تصدير فاكهة الكيوى التى كان والدها من كبار مصدريها , لذلك فقد استمتعت وارتدت فستانا أنيقا واستقلت سيارة أجرة للفندق . ولدهشتها فقد استمتعت مينرفا بوقتها , قابلت نوعيات مختلفة من البشر , واخذت تهمس لروث عن رأيها فى الطعام المقدم كما أخذت روث تهمس لها عن رأيها فى أثواب النساء اللاتى حضرن الاستقبال . وعندما ذهبت لتعدل من مكياجها فوجئت بالرجل الطويل الواقف فى بهو الفندق بشعره العسلى يتحدث لامرأة .
شعرت مينرفا بمقدمتها تسقط لقد كان نيك , ومعه جنيفيف . ولكن بعد النظرة الأولى نسيت وجودها تماما وأخذت تحملق فيه بشغف . لم يكن واقفا فى مواجهتها , كل ما استطاعت رؤيته هو جانب وجهه فحسب , ومع ذلك فقد لاحظت أن تحكمه الكامل فى نفسه وثقته التامة لم تتغير بعد مرور أكثر من عام .
تجمدت عندما استدار ونظر إليها فى خط مستقيم , وقد صنعت الأضواء الخافتة للبهو ظلا خفيفا على وجهه جعله يبدو وكأنه حلم وليس حقيقة , لم ترفع هى عينيها من على وجهه بل بقيت ساكنة كما هى .
ثم قالت له جنيفيف شيئا ما فنظر بعيدا عنها وابتسم لها . وعندما غمغم شخص ما وراءها " عن اذنك " , بدأت تشعر بما حولها ثانية بعد أن استغرقت تماما فى نيك بيفريل لدقيقتين نسيت فيهما العالم .
ثم عادت إلى حيث تركت أباها وزوجته . كان هناك أكثر من خمسمائة مدعو فى الحفل ولكنها أبقت عينيها مسلطة على باب القاعة حتى وصل نيك ومعه جنيفيف . كانت تعلم أن هناك كثيرات أجمل منها واكثر أناقة فى هذا المكان الفاخر ولكن قوة المصادفة جعلتها تنسى ما حولها تماما وتتخيل أنه لو رآها سينسى هو الآخر كل ما حوله . كانت تشعر بشخصيته داخلها وكأنه وهى شخص واحد رغم وجودها وسط هذا الزحام الذى لايعرف فيه الناس بعضهم , لكنه رآها وتظاهرت بانها لم تلاحظ حتى اتى من خلفها وقال بصوته الهادئ :
" مينرفا "
شعرت وكأنها حيوان أطلق سراحه وتمنت لو ركضت بأقصى سرعتها .استدارت بكبرياء ونظرت إليه . عيناه الرماديتان الهادئتان , صافيتان كالزجاج . لم يكن مبتسما ولم تكن مبتسمة ولم تكن هناك لمحة من عاطفة فى وجهه , أو حتى أى تعبير . لم يكن من السهل تذكر هذا الرجل وقد احتواها فى ليلة ما بين ذراعيه وطبع شفتيه على شفتيها .
قالت بهدوء : " نيك " كاد صوتها يتحشرج لو لم تبذل مجهودا لتبقيه هادئا : " كيف حالك ؟ "
" أنا بخير وأنت ؟ "
لقد ملأ بجسده الفارع نظرها ببدلته السوداء وقميصه الناصع البياض , كانت تعرف انها مهما طال بها الزمن حتى تصبح امرأة عجوز ستظل تشعر بجاذبيته الطاغية تخترقها كلما نظرت إليه . ولكنها لن تدعه يرى ذلك فأجابت :
" أنا بخير , لم أكن أعرف أنك مهتم بفاكهة الكيوي "
فقال بجفاف :
" إننى أعمل فى التصدير أحيانا لحساب آخرين أشترى منتجات مزارعهم وأقوم انا بتسويقها "
أومأت برأسها متظاهرة بان ما قاله كان له معنى , أى كلمات لا تهم ولن يكون لها معنى .
وفاجأها صوت جنيفيف الساخر آتيا من وراء نيك :
" نيك , آه ميراندا , أليس كذلك ؟"
نظرت جنيفيف لمينرفا نظرة لا تحتاج لعناء لكى تفسر , إبق بعيدا عنه كانت النظرة واضحة وصريحة لقد شط ذهنها , فردت نظرتها بنظرة مماثلة وقالت :
" اسمى مينرفا مرحبا , كيف حالك ؟"
بدت جنيفيف مأخوذة قليلا ولكنها أجابت بسرعة . ثم قالت مينرفا :
" يجب أن أذهب فلابد أن روث تبحث عنى الآن "
فقال نيك ببساطة ولم يلاحظ توترها :
" سنأتى معك فانا لم أر روث أو براين منذ فترة طويلة "