كاتب الموضوع :
زونار
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثالث
فى الصباح استيقظت مينرفا ولديها احساس مخيف بعدم التعرف على المكان ولكنها ما لبثت أن تذكرت أين هى . قامت من الفراش الوثير وفتحت ستائر النافذة لترى الصباح المشرق وكأنها فى أحد أيام الصيف . كان منظر الحديقة فى الصباح جميلا مما أنعش مينرفا التى كانت تختار وظائفها فى الأماكن التى تتمتع بالجمال ، ولكن القلعة الاسبانية فى ذلك الصباح بدت أجمل من أى مكان آخر .منتديات ليلاس
عندمااغتسلت وارتدت ملابسها وفى طريقها للطابق الأسفل رأت نيك على وشك الخروج مما أدهشها . لابد أنه قد استيقظ مبكرا للغاية . بالتأكيد لم يتناول إفطاره . وبعد تبادل تحية الصباح سألته فى صوت ناعس :
" ماذا ستنتاول فى الإفطار ؟ "
" أى شئ ، سأطعم الكلاب أولا "
" هل ستتأخر؟"
" خمس دقائق على الأكثر "
أعدت مينرفا إفطارا كاملا يحتوى على بيض وفطائر وقهوة وعصير طازج . وبعد أن انتهى من إفطاره قال :
" إنه إفطار لذيذ "
" أشكرك"
" معذرة . ولكنك تبدين أصغر من سنك خاصة وأنت تجمعين شعرك وراء وجهك هكذا .لا يمكن تخيلك طاهية خبيرة كما أنت بالفعل "
جذب انتباهها لهجته الجافة ، لكنها رفضت أن تتساءل عن معناها بل واصلت تناول إفطارها فى صمت . حتى فى هذه الساعة المبكرة من الصباح أمكنها بأن تشعر بجاذبيته . قالت وهى تبذل جهدا كبيرا لتبدو فى حالتها الطبيعية :
" هل ستكون موجودا لشاى الصباح والغداء "
" لا لدى موعد أعتقد أنه سيستغرق اليوم ولن أعود قبل السادسة . لاتنسى أن جوليان هواردستأتى تساعدك فى التاسعة "
" ماذا تفعل جوليان عادة ؟ "
فهز كتفيه ثم قال وقد لوح بذراعيه :
" لا أعرف تكنس وتلمع الأثاث ، هذا النوع من العمل . الأعمال الخفيفة تقوم بها هيلين وشركة من شركات النظافة فى كيرى كيرى تقوم بتنظيف الزجاج. البيت كله يتم تنظيفه بأكمله مرة كل عام فى الربيع " . ثم قال بوضوح :
" لا تشعرى بأن عليك أن تفعلى أى شئ أكثر مما ترغبين فى فعله "
وبعد أن ذهب شعرت أن شكوكها حوله لا أساس لها من الصحة .لقد كانت علاقته جيدة بوالديها وقد شعر الجميع بالشفقة نحو الأرمل الشاب الذى انتحرت زوجته دون ما سبب واضح . ولكن مع ذلك لا يبدو عليه الحزن لفقدان ستيلا وهذا ما أقلق مينرفا وجعلها متشككة . رجل مثله يمكنه أن يتزوج وقتما يشاء أو يعقد صداقات مع من يشاء فهو من أهم الرجل فى نورثلاند بالإضافة لشبابه ووسامته وثرائه رغم كل مميزاته إلا أنه كان هناكشئ ما يقلقها من ناحيته .
كانت جوليان هواردشابة ومرحة أيضا فى أقل من نصف ساعة أثبت أنها كفء وجادة فى عملها أيضا . لكنها كانت ثرثرة أيضا . فأثناء تناول شاى الصباح أعطت مينرفا – التى لم تكن مرحبة بالثرثرة – تقريرا مفصلا عن العاملين فى المنزل والمزرعة . تقرير لا يخلو من النقد طبعا ، ولكن مينرفا أنصتت فى محاولة تجميع أى قدر من المعلومات بخصوص وفاة ستيلا ، كما أخذت تحكى لجوليان بعض الحكايات المسلية عن رحلاتها وعن الأناس المشهورين الذين عملت لديهم كطاهية . وفى أثناء حديثهما عاد نيك للمنزل لكى يلتقط شيئا نسى أن يأخذه معه وسأل جوليان إذا كانت قد رأت فرانك ذلك الصباح فأجابت بأنه حضر للافطار وكالعادة ، كان متعبا قليلا ولكن لا بأس به . وعندما ذهب نيك تنهدت جوليان وقالت :
" يا إلهى إنه رائع ، أليس كذلك ؟ آسفة . دائما أنسى أنك أخت زوجته الراحلة "
لقدحرص نيك على أن تعرف جوليان من هى مينرفا حرصا على سمعته . فماذا يقول أهل البلدة لو عرفوا أن امرأة ما أمضت الليلة فى منزله ؟ لن يكون لطيفا لمن هو فى مثل مركزه . أجابت مينرفا :
" أعتقدأن لديه هذا التأثير على معظم النساء "
فقالت جوليان بهمس كمعظم الثرثارين :
" نعم رغم سلوكه المتحفظ دائما . ولكن للعلم إنه سيئ المزاج وخطر للغاية عندما يغضب "
فقالت مينرفا مندهشة : " نيك ؟ "
" نعم نيك " . سعدت جوليان بالدهشة التى أثارتها عبارتها الأخيرة فواصلت فى حماس :
" إنه ليس عصبيا ونادرا ما يغضب ولكن عندما يحدث ذلك فمن الأسلم الابتعاد عنه . لقد أخبرنا فرانك بأنه رآه مرة يضرب أحد العمال لأنه كان يضرب كلبه بالسوط . ويقسم فرانك بأنه حطم فك الرجل وطرده وأمره بعدم العودة للمزرعة ثانية "
فقالت مينرفا معترضة :
" كسر فكه ، نيك لا إنك تبالغين بالتأكيد "
" لا أقسم أنها الحقيقة . إسالى بنفسك . كل من يعرفه يعلم أنه يأخذ وقتا طويلا لكى ينفجر ولكن عندما يحدث ذلك يجب البحث عن مخبأ ،يصبح مثل البركان "
لقد خمنت مينرفا أن تحكمه فى نفسه الذى يغلف كل تصرفاته ليس سوى ستار ليخفى وراءه شخصيته الحقيقية هل كان ذلك ما حدث لستيلا التى كانت تكره الشجار والتحدى ؟ هل سبب لها خوفها من تقلب مزاجه اكتئابا ؟ لا لم تكن ستيلا ضعيفة لهذه الدرجة . كانت ستترك له المنزل وتعود لمنزل أبيها أما الانتحار فسببه آخر .
لم يكن لدى مينرفا الاستعداد لسماع أى ثرثرة أخرى خاصة عن نيك فقالت وهى تضع كوبها فى الحوض :
" من الأفضل أن نعود للعمل "
" حسن سأقوم بالتلميع . لقدلاحظت أنك تقطنين فى غرفة أختك الآن . لقد أحبت تلك الغرفة ، اعتادت أن تقول أن طرازها رائع "
" أنا أيضا معجبة بها "
حجرة أختك ؟ ! ألم يكونا سويا فى غرفة واحدة ؟ خليط غريب من المشاعر اقتحم مينرفا .فقالت جوليان بصدق دون أن تلاحظ اضطرابها :
" لقد حزنت كثيرا على أختك . كانت تبدو لطيفة للغاية لكنها لم تكن سعيدة هنا "
لقد استمتعت ستيلا بحياتها الاجتماعية ولكنها لابد وكانت تعرف أن حياة الريف مختلفة . شعرت مينرفا وكأن كتلة من الثلج فى معدتها مما سبب لها انقباضا مؤلما ، لكنها لم تظهر ذلك لجوليان . لو كان هناك من يعرف لماذا أقدمت ستيلا على تلك الخطوة فلابد أنها هذه المرأة الثرثارة ، علقت مينرفا محاولة أن تبدى عدم اهتمامها الشديد :
" لقد كنت أعتقد أنها أحبت الحياة هنا "
فقالت جوليان بسرعة وبلهجة حازمة متأكدة من معلوماتها :
" لا ولها عذرها . فالحياة هنا مملة للغاية مما يدفع المرء للرغبة فى الصراخ أحيانا . أشعر أنا بذلك رغم أننى نشأت فى مزرعة . لقد أمضيت عاما واحدا فى أوكلاند ومع ذلك عندما عدت لهنا شعرت بملل قاتل فما بالك بها . إن القلعة الاسبانية تبدو كنهاية العالم "
فقالت مينرفا وهى تحاول أن تجعل صوتها محايدا :
" إذا كانت الحياة مملة هنا لهذه الدرجة فما الذى يبقيك ؟ "
فهزت جوليان كتفيها وقالت :
" إنه العمل . نيك يساعد المزارعين الصغار ماليا لكى يتكنوا من الحصول على أعمالهم الخاصة ، لكنى لن أقضى بقية عمرى فى مزرعة أنظف البيون وأطبخ للمزارعين "
" ولكن يبدو أن نيك مالك جيد "
" مثله مثل غيره كلهم واحد، لكنه على أى حال افضل من كثيرين . سيفعل أى شئ من اجل هؤلاء الذين يعملون بإخلاص وجد . لكنه رجل صعب المراس كل من لا يعمل يتم الاستغناء عنه فورا "
فقالت مينرفا :
" لكنه ذهب لنقذ ذلك الرجل فرانك الذى ثمل فى الحانة وسار تحت المطر "
" نعم إنه مسكين . لكنه لو استمر على هذه الحال فسوف يطرده نيك بالتأكيد "
ثم استدارت بعد أن وضعت كوبها فى خزانة الأكواب بعد أن غسلته لتكون فى مواجهة مينرفا وتابعت :
" لن يكون غريبا ان يصل فرانك الأمر فيحدث له ما حدث لأختك ، فهو قريب جدا من الانهيار العصبى لقد اقترحت أن يرى طبيبا لكنه لم يستجب . بعض الناس كذلك يرفضون المساعدة "
فسألت مينرفا برفق :
" هل اقترحت أن تعرض ستيلا نفسها على طبيب أيضا ؟ "
ترددت جوليان قبل أن تجي فاستطردت مينرفا قائلة :
" لأنك لو كنت فعلتى فشكرا لك "
انبسط وجهها الصغير بعد أن تلقت هذا الشكر فواصلت بحماس :
" فى الحقيقة نعم .لقد اقترحت ذلك . يمكننى ان اؤكد أنها لم تكن سعيدة رغم براعتها فى إخفاء مشاعرها .لم ألحظ أنها وصلت لقمة الاكتئاب إلا فى الأسبوع الذى سبق وفاتها لقد رأيتها وهى تبكى فى السيارة كانت عائدة لتوها من عند الطبيب . لم أعرف بماذا أخبرها لكنها كانت محطمة القلب "
فقالت مينرفا وهى تحاول ان تحافظ على ثبات صوتها :
" شكرا لمساعدتك "
فى التحقيق لم يذكر أحد شيئا ما عن زيارة الطبيب . فكرت مينرا فى ذلك بينما واصلت جوليان :
" عندما اقترحت عليها أن تخبر نيك رفضت رفضا باتا لم أدر سببه لقد كان ذلك غريبا فقد بدا عليهما السعادة معا رغم أن .... "
لكنها ترددت ، بالطبع كانت على وشك أن تقول شيئا أخر لكنها لم تفعل . حاولت مينرفا أن تبدو مسالمة وليست لديها رغبة فى المعرفة لكن لحظة الثقة انتهى عمرها هذه المرة ، فسألتها مينرفا :
" وهل أخبرت نيك بذلك ؟ بعد أن ماتت أختى "
" نعم بالطبع لقد أخبرته . كان يعرف بالفعل وقال لى إن ذلك لم يكن شيئا هاما "
كان من الواضح على جوليان أنه لم يقنعها لكنها هذه المرة قررت قطع الحديث قائلة :
" حسن . على ان أعود للعمل "
ذهبت جوليان فى الثانية عشرة ، وبعد أن تناولت مينرفا غداء خفيفا خرجت للتنزه قليلا ورأت فى طريقها كلبين من كلاب نيك ما ان رأياها حتى أخذا يلوحان بذيلهما مما اعتبرته هى تحية لها فابتسمت لهما واتجهت هى نحو الحديقة الكبيرة الممتلئة بالأشجار الطويلة التى جعلتها اشبه بالغابة . أخذت مينرفا تفكر وهى تسير بين النباتات والأشجار شاعرة بأن احدا لن يصل إليها هنا او يقاطعها . لماذا ذهبت ستيلا للطبيب ؟ وكذلك لم يذكر أحد شيئا من ذلك فى التحقيق الذى أعقب الوفاة ؟ هل تمتد سرية الحالات الطبية حتى بعد موتها ؟ شعرت مينرفا بحزن شديد يغمرها وهى تتصور ستيلا العزيزة وحيدة حزينة . لم تكن مينرفا من النوع الذى يستمتع بالغموض والأحداث المبهمة خاصة إذا تعلق ذلك بتعاسة شخص آخر ومن ؟ أختها العزيزة ماذا تعرف جوليان ايضا عن نيك غير أنه مالك جيد ومزارع جيد ؟ ولكن ماذا عن مزاجه المتلقلب الذى يتحول أحيانا إلى ممارسة العنف ؟ بالتأكيد لم يكن زوجا جيدا وإلا كان سيشعر بما تعانيه ستيلا . ثم قفزت إلى ذهنها تلميح جوليان إلى أنهما كانا ينامان فى غرفتين مستقلتين ، ماذا يعنى ذلك؟ بغض النظر عن مساعدته لهيلين كى تسافر لابنتها ، وبغض النظر عما كتبته ستيلا فى خطاباتها ، عن ظرفه وأسلوبه الراقى ، إلا أن شخصية الرجل لا يمكن أن تتغير . قد يسلك سلوكا غريبا عليه لفترة ثم لا يلبث أن يعود لطبيعته الحقيقية .
يبدو أنه أقنع ستيلا بأنه الرجل الذى أرادته ولكنها عندما اكتشفت عكس ذلك أحست بالاكتئاب وانتحرت .
فبرغم كثرة تجاربها العاطفية لم تكن ستيلا تستمتع بها .كانت تقيم علاقات كثيرة فى محاولة للعشور على الرجل الذى يناسبها حقا ، وكانت تعطى رفاقها ما يريدون وهى مؤمنة أنهم لن يستطيعوا أن يأخذوا شيئا رغما عنها لكنها لم تكن تبالى كثيرا . كانت رومانسية لدرجة كبيرة وقد جعلها ذلك هشة المشاعر هل كان الأمر كذلك مع نيك ؟ هل كان قاسيا معها واتبع أساليب حقيرة ؟
عندما ظهر نيك فجأة فى الحديقة كأحد الأشباح أو المردة الذين يظهرون بعد العواصف فى الحكايات الخيالية شعرت مينرفا وكأنها أحست بوجوده قبل أن تراه ربما بالفطرة او ربما لأنها مشغولة بأمور تقليدية كان عليها أن تعترف لنفسها أنها تريده ، وأن هناك ما يجذبها نحوه رغم أنها لم تقابله سوى من يوم واحد . كانت تعرف أن هذا الرجل خطر للغاية فهو يمكنه أن يبقى عواطفه حبيسة إرادته . كانت تود لو تتأكد أنه برئ تماما من موت ستيلا تقضى على هذا الشعور الباطن بالذنب تجاه أختها للإعجاب برجل ما ربما يكون له يد فى وفاتها .
أخذت نفسا عميقا لكى تعيد ترتيب ذهنها للقائه الذى لن يكون طبيعيا على الأقل من ناحيتها بعد أن عرفت من جوليان حكاية ذهاب ستيلا للطبيب . كان عليها ان تكون عاقلة فيما تقول وتفعل . كل ما عليها هو ان تقاوم ضعفها المخجل تجاه ذلك الرجل . كان نيك قد دخل المنزل مباشرة دون ان يلاحظها وقد أراحها ذلك فلم تكن مستعدة للكلام معه قبل أن تنفرد بنفسها قليلا ، استدارت مينرفا وأخذت الممر المؤدى إلى باب القلعة الاسبانية . كان نيك جالسا فى مكتبه عندما عادت للمنزل ، نبض قلبها بشدة عندما راته فتوجهت نحوه مباشرة وقد وضعت على وجهها ابتسامة مصطنعة :
"مرحبا "
قالت ذلك وللحظة شعرت أن هناك مسحة من الكراهية فى الطريقة التى ينظر بها إليها لكنها سرعان ما شعرت بغباء تلك الفكرة .
" مرحبا . هل ذهبت جوليان ؟ "
" نعم . لقد عدت مبكرا " . قالت ذلك بلهجة شعرت معها وكأنها تتهمه بالعودة مبكرا .
" نعم . لقد ألغى الموعد لظروف طارئة "
فقالت وهى تشير بيدها لخارج النافذة وتبتسم بتصنع :
" إن حديقة المنزل رائعة . بها نباتات نادرة وأشجار تبدو وكأنها منذ بداية العالم فى مكانها لم تبرح أبدا "
فقال وكأنه يؤمن على كلامها :
" نعم . غن الحديقة هى مكان أمى المفضل . لقد كانت تذهب فى رحلات فى طول نيوزيلندا وعرضها لتحصل على بعض النباتات النادرة والمشاتل . حتى عندما ذهبت لأمريكا عادت ومعها بذور لنباتات نادرة "
ذهبت مينرفا للنافذة المطلة على الحديقة متظاهرة بأنها مستغرقة فى جمالها تماما وكأنها لا تشعر بالرجل الواقف بجانبها . لم تدر لم تذكرت فى تلك اللحظة تجربتها المهينة مع بول . اختطفت نظرة إليه وهو منحنى على مكتبه يبحث عن بعض الأوراق فقالت فى نفسها لابد أن ستيلا كانت تحترق بالحب أو الغيرة على هذا الرجل الذى قد يجب امرأة ولكن لا يعترف بذلك أبدا .
سألته مينرفا بغتة :
" هل لديك أنشطة اجتماعية هنا ؟ "
فقال ولم يبد عليه أى أثر أنه فؤجى بسؤالها :
" نعم .أنا عضو فى كثير من اللجان " . وبعد أن أومأت برأسها وكأنها تقول له " أحسنت " واصل هو :
" إن اللجنة التى ألغى موعدها اليوم أكثرها أهمية فى رأيى وأفضلها لدى . فهى تساعد صغار المزارعين على أن يمتلكوا مزارع صغيرة يبدأون بها حياتهم العملية "
هل هذا ما كانت تعنيه جوليان ؟ يا ترى هل يعرف أن هناك من يحاول الاستفادة منه لذلك يخدمه ؟ نظرت مينرفا إلى وجهه إلى الملامح كان ينظر فى بعض الورق ثانية وقد تمنت فى تلك اللحظة أن تنظر فى هذه الملفات ربما يكون فيها شئ بخصوص ستيلا ولكنها ما لبثت أن شعرت بسخافة فكرتها . ربما كان من طراز الأثرياء التقليديين الذين قناعا من الحزم والشدة على وجوههم حتى لا يفكر الآخرون فى استغلالهم .
لقد قابلت تلك النماذج دائما وهى تعمل لديهم فى الفنادق أو فى أماكنهم الخاصة . ولكن ألم يخرج فى المطر ليأتى بفرانك ؟ قالت ببطء لتزن كلماتها :
" لم أكن أعرف أن فى القطاع الزراعى هناك لجانا من ذلك النوع . لقد بدا لى أن الزراعة تتدهور فى نيوزيلندا " .
|