كاتب الموضوع :
**أميرة الحب**
المنتدى :
المنتدى الاسلامي
قصة ابراهيم عليه السلام
في الحلقة الماضية تكلمنا عن نبي الله صالح عليه السلام وذكرنا أن الله عز وجل أهلك قومه بالصاعقة بالصيحة اُهلِك القوم الكافرون ولم يبقى إلا صالح والذين آمنوا عاشوا في الارض زمنا والايمان والتوحيد منتشر حتى بدأ الشرك يدب في الارض مرة أخرى وجاءت الشياطين واجتالت الناس عن دينها فبدأ الشرك يظهر في بلاد بابل وبدأ الناس يُعظمون الاصنام ويعبودونها من دون الله عز وجل وعُبدت الاصنام والاوثان حتى الكواكب عُبدت من دون الله عز وجل
فبعث الله عز وجل نبيا وهذا النبي نبي أحبه الرب عز وجل واتخذه الله عز وجل خليلا من إنه إبراهيم الخليل هذا الشاب الذي وُلِدَ في"" بابل ""وتررعرع فيها ورأى الناس يعبدون الاصنام ما رضي بعبادتها وما رضي بأحوال الناس { وَلَقَدْ آَتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ } الله عز وجل الهم هذا الفتى التوحيد والايمان وإذا به يُنكر على قومه عبادة الاصنام وعبادة الاوثان واستنكر هذا الفعل فأراد أن يدعوهم إلى الله عز وجل وأول من بدأ به أبوه أقرب الناس إليه دخل إليه يدعوه إلى الله جل وعلا
إبراهيم عليه السلام وهو فتى يدعوا قومه إلى الله جل وعلا أول من بدأ به أباه دعاه إلى الله جل وعلا بأحسن أسلوب فالانبياء أرحم الناس بالناس أرحم الخلق بالخلق أبوه الذي ملأ بيته بالاصنام جاءه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعوه إلى الله جل وعلا أنظروا الاسلوب الذي بدأ به إبراهيم يُنادي أباه المُشرك الكافر الذي كان يأمر إبراهيم بالسجود للصنم يرد عليه إبراهيم فيقول { يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ يَسْمَعُ وَلاَ يُبْصِرُ وَلاَ يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً }يستمر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام بدعوة أبيه وأبوه يصد بل أبوه كان يأمره بعبادة هذه الاصنام فيرد عليه إبراهيم صحيح أنني صغير صحيح أنني أصغر منك سِنا فأنت أبي وأنا إبنك لكنني قد أتيتوا من
العلم أكثر منك يا أبي { يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءنِي} وكل خطاب يبدأه يآ أبتي { إِنِّي قَدْ جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً } مع أنه مُشرك لكن الاسلوب رحمة لِين رِفق ما كان الرفق في شيء إلا زاله ثم إستمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعوا أباه إلى الله جل وعلا {يآ أبَتِ لاَ تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ } لأنك لو عبدت الاصنام فإنك تعبد الشيطان هو الذي يأمرك بعبادة الله الاصنام {ياَ أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا يآ أبت إنِّي أخَافُ أنْ يَمَسَّك }شوفوا الاسلوب أنا خائف عليك يآ أبي القضية ليست فقط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر القضية ليست لك أبين لك الحق من الباطل لا القضية خوف عليك يآ أبي وإن كنت مُشركا لكنني أرفق بك
وأرحمك { يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً}رد أبوه على هذا الفتى الذي يدعوا إلى الله بكل قسوة أنظروا كيف رد عليه قال يا إبراهيم لا إن لم تنتهي إذا ما توقفت عن هذه الدعوة لأرجمنك سوف أرميك بالحجارة حتى الموت ثم طرده قال واهجروني ماليا لا أريد أن أراك في بيتي خرج إبراهيم وهو يقول لأبيه قال { سَلاَمٌ عَلَيْكَ } يسبه ويشتمه ويهدده وهو مشرك ويرد
إبراهيم { قَالَ سَلاَمٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً } سوف أدعوا الله عز وجل لك واستغفر الله عز وجل لك ما لم ينهاني الله عز وجل عن هذا هذه دعوة إبراهيم لأبيه وهذا هو أسلوبه مع أبيه وإن كان كافرا أو مشركا
كان إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يخرج إلى قومه فيراهم يعبدون أصناما وتماثيل فكان يستنكر عليهم هذه العبادة وفي يوم من الايام قال لهم بكل جُرأة وشجاعة قال { مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلْ الِّذِي أنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } كانوا يجلسون عند هذه التماثيل يعبدونها كأنها خلقتهم كأنها تنفعهم أو تضرهم فكان وهو فتى صغير عاقل أعطاه الله عز وجل الحكمة وأتاه رُشده كان يقول لهم ما هذه التماثيل فردوا عليه بكل جهل وسفاهة { قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءنَا لَهَا عَابِدِينَ}فإذا به يُنْكِر عليهم قال أنتم وأبائكم في ضلال مبين لستم أنتم فقط بل حتى أبائكم كنتم في ضلال مبين كيف يجرأ شاب صغير يكلم قومه بهذا الكلام فردوا على إبراهيم الخليل قالوا له { قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ
اللاَعِبِينَ } تلعب معنا يآ إبراهيم أهذا لعب أهذا هُزءٌ بِنَا هذا إستهزاء على ديننا ودين أبائنا وأجدادنا إياك نحذرك يآ إبراهيم أن تلعب وتخوض في مثل هذا فرد عليهم بكل جُرأة وبكل قوة قال { بل ربكم رب السموات والارض وأنا على ذالكم من الشاهدين } أين كبار القوم أين العقلاء شاب صغير يقول لكم هذا الكلام ثم هدد أصنامهم {وَتَا للهِ }يُقسم { وَتَاللهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ } ما إن تُغادر يوم من الايام إلا وأكيد هذه الاصنام وأهدمها هدما يهدد من يهدد آلهتهم فتى صغير بهذه الشجاعة وبهذه القوة لِما لأنه متوكل على ربه عز وجل خرج الناس وهم يسمعون إبراهيم الخليل يقول لأكدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ما توقعوا أن يفعلها ما توقعوا أن
يجرأ إبراهيم على هذا الفعل فإذا بهم يخرجون ليوم الزينة جاء إبراهيم الفتى الصغير إلى ساحة الاصنام إلى ساحة التماثيل فوجد عندها الذبائح اللحوم الطعام الشراب كل أنواع القرابين فسأل هذه الاصنام وهو يعلم أنها لا تتكلم قال ما لكم {مَا لَكُمْ لاَ تَأْكُلُونَ} أفلا تأكلون كولوا من هذا الطعام كولوا من هذه الذبائح كل من هذه الفواكه كولوا أنتم آلهة أنتم معبودون لما لا تأكلون هذا الطعام حتى هذا الطعام لا تستطيعون على أكله وهو يعلم إبراهيم الخليل أنهم لا يستطيعون ما لكم لا تنطقون ردوا علي أجيبوني فذهب إبراهيم الخليل من حنقه على هذه الاصنام وهذه المعبودات الذتي تُعبد من دون الله عز وجل فجاء بِقُدُّومْ مثل الفأس جاء به إلى هذه الاصنام وهو يكلمها تكلموا إنطقوا كولوا من هذا الطعام فأخذ هذا المعول أو هذا
القدوم وأخذ يضرب هذه الاصنام وهو فتى صغير يكسر ماذا يكسر آلهة القوم يكسر ماذا أصناهم التي ورثوها عن أبائهم وأجدادهم أي قوة أي جرأة من إبراهيم عليه السلام وهو فتى أخذ يضرب ويضرب ويضرب { فَجَعَلَهُمْ جُذَاداً } فتت الاصنام كلها إلا صنما { فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلاَّ كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ }وضع الفأس أو القدوم عند الصنم الكبير الذي لم يكسره أنظروا لعقله أنظروا لحكمته حتى يحج قومه وضع هذا القدوم عند الصنم الكبير وفتت البقية كلها جعلها كا التراب فإذا بالقوم يرجعون فرحين مستبشرين ليروأ أمرا غريبا ليروأ أمرا عظيما حصل في بلادهم أول ما ذهبوا إلى أصنامهم إلى آلهتهم وكانوا في كل مرة الطعام يختفي ربما تأكله الشياطين وتأخذها فإذا بهم يرون الالهة صارت ترابا أخذوا يصيحون
أخذوا يبكون أخذوا يصرخون فإذا بهم ينادون في القوم { قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ}أنظروا للجهل والغباء والسفاهة إله يُهدم إله يُفتت إله يَصِيرُ تُرابا وتسألون من فعل هذا بألهتنا إذى هو أقوى منهم إذا كان حقا عليكم أن تعبدوه من دون الاصنام لو كان هناك مسحة من عقل لكن حتى العقل ما فيه حتى الفطرة فسدت{ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ } من أعدو جاءنا أ إله أخر مالذي حصل فتكلم بعض الناس الذين سمعوا إبراهيم يهدد الاصنام{ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ} فذهبوا إلى إبراهيم الخليل فتى صغير فربطوه ومسكوه وجاؤا به أمام الناس جميعا والكل حانق والكل غاضب والكل يريد الانتقام من هذا الذي فعل هذا بالالهة تخيلوا هذه المحكمة {قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ } لِتُعقد المحاكمة ولْيُأتى بالمتهم ولتأتي المحكمة وليشهدوا الناس جميعا على هذا الفعل أي فعل إنه تهديم هذه الاصنام فجاء الناس جميعا تجمعوا على من على إبراهيم وهو فتى صغير منهم أبوه منهم أهله وأقربائه لكنه كان ثابتا صامدا لا يبالي عليه السلام فسألوه { أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا } لست أنا بل الذي فعلها هذا الصنم الكبير هذا الكبير الذي بيده المعول فسألوه إن كانوا ينطقون إن كانت الاصنام آلهتكم تنطق سالوهم من الذي فعل هذا بهم فإذا بهم يلتفتون بعضهم إلى بعض قالوا لقد علمتم إنكم أنتم الظالمون لقد علمتم أن الذي فعلتم خطأ وأن هذه الالهة ليست بألهة إنكم أنتم الظالمون فإذا بهم إنقلبوا على رؤسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون فإذا بهم
ينكشفون ويُفضحون فإذا بقائلهم يقول حَرِّقُوهُ وَانْصُرُواْ آلهتكم إن كنتم فاعلين إتفق الناس على حرق إبراهيم الخليل وهو فتى صغير يُحرق هذا الفتى لِما لأنه دعاهم إلى الله جل وعلا يُحرق لأنه ذكرهم بالله وحجهم بمنطقه وعقله وأدلته لكن القوم لا يعقلون ما وجدوا سبيلا لأيقاف إبرهيم الخليل عن دعوته إلا بالحرق بالنار {قَالُوا حَرِّقُوهُ}لأنه أشد أنواع القتل تعذيبا{ حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ } وسبحان الله الالهة تنصر ولا تُنصر آلهة مُفتت آلهة مُهدمة قالوا إجمعوا الحطب لحرق إبراهيم الخليل ربطوه وحبسوه حتى يُحرق بالنار فذهب الناس كل منهم يجمع حطبا ومن حرصهم ومن حِرصهم كانت المرأة إذا أرادت أن تنظر إلا الاصنام والألهة قالت مثلا
لئن نجا الله أي تقصد آلهتها تقصد أصنامها لئن نجا آلهتي ولدي أو شفت إبني من هذا المرض لأجمعن حطبا لحرق إبراهيم ينذرون على حرق إبراهيم عليه السلام وهو فتى صغير جمعوا حطبا عظيما وأشعلوا فيه نارا عظيمة بل وصلت النار إلى مرتفع عال حتى أن الطير إذا مرت فوق النار سقطت من شدة حرها أي نار هذه أي جحيم هذا قالوا {إبْنُوا لَهُ بُنْيَاناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ}نار عظيمة صارت جحيما يريدون فيها حرق إبراهيم الخليل نار تجمع الناس في ذلك اليوم منهم أبوه منهم أمه لِيروا كيف يُحرق إبراهيم الخليل فتى صغير أرادوا الاقتراب من النار لإلقاء إبراهيم فلم يستطيعوا لم يستطيعوا إلقاء إبراهيم لأن النار عظيمة ما إستطاعوا
الاقتراب منها فربطوا إبراهيم الخليل في مَنْجَنِيقْ هذا المجنبق الذي ترمى منه القذائف ربطوا في هذا المنجنيق إبراهيم الخليل الان إنها اللحظات الاخيرة لحرق هذا الفتى سينتهي كل شيء جاءه جبريل عليه السلام قال له وجبريل بطرف جناح قلب قرية جبريل بصيحة دمر أمة جبريل سيد الملائكة قال له يإبراهيم ألك إلي حاجة تريدوني الان أساعدك فنظر إليه وقلبه متعلق بالله قال يا جبريل أما إليك فلا أما إلى الله فنعم حسبي الله ونعم الوكيل
بدأ إبراهيم الخليل يستعين بالله ويدعوا الله جل وعلا والقوم يشهدون حرق إبراهيم الذي رُبط وَوُثِّق بحبال لِيُمعن في قتله وإحراقه والكل يشهد فإذا به يُرمى في النار رمي الخليل في النار نعم وأي نار نار عظيمة اُسْقِطَ إبراهيم الخليل فيها فإذا بربنا عز وجل يقول {قُلْنَا يَا نَارُ}والنار مخلوقة لله عز وجل { قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ } ولو قال الله عز وجل بردا لمات إبراهيم عليه السلام من البرد لكن قال الله وسلاما ولو توقفت الاية هنا لصارت كل نار الدنيا بردا وسلاما لكن قال الله على إبراهيم أي فقط على إبراهيم{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً} قام الناس كلهم يشهدون كيف
يحترق هذا الفتى فإذا به لم يحترق منه إلا شيء واحد الحبل الذي وثق به فقام إبراهيم وكبر وسجد لله عز وجل شكرا لله والناس ينظرون أبوه منهم أمه منهم الكل متعجب أما أبوه كان مُشركا قال من قلبه نِعْمَ الرَّبُ ربك يا إبراهيم إنه أبوه قال نِعْمَ الرب ربك يا إبراهيم أما أمه فنادت إبنها وهو في النار يصلي ويسجد لله عز وجل قالت له يا بني سال ربك أن أدخل إليك فدعا الله عز وجل فدخلت إليه في النار والناس يشهدون والناس
ينظرون{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الأسْفَلِينَ}خرج إبراهيم من النار والناس خائفة قيل ظل في النار أياما قيل ظل في النار ساعات الله أعلم كم مكث في النار لكنه بعد أن خرج لم يقترب الناس منه النار لم تحرقه أي رجل هذا هل آمنوا بعد هذا الكلام لم يؤمن به إلا إبن أخيه وإسمه ""لوط ""إلى الان ما اُرسِل وزوجته"" سَارَة"" هاذان اللذان فقط آمن به أما بقيت القوم كفروا به مع أنهم رأوا هذه الاية البينة ناده الملك وإسمه"" النمرود""هذا الملك الظالم ندى إبراهيم الخليل عليه السلام لما سمع بالخبر قال آئتوا به فلما جيئ بإبراهيم وكان فتا صغيرا شابا قال له يا إبراهيم سمعت أنك فعلت كذا وكذا أتزعم أن لك رب قال نعم ربي الله الذي خلقني وخلقك وخلق كل
شيء ربي الله الذي يحي ويميت {ألَمْ تَرَ إلَى الّذِي } من إنه ملك من الملوك ظالم طاغية آتاه الله عز وجل الملك{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ} فرد الملك بكل سفاهة ووقاحة قال أنا أحي وأميت القضية إحياء وإماتة سهلة فنادى رجلا بالسجن فقال لجنوده أقتلوه فقتلوه أرأيت أمَتُّهُ وندى رجلا سوف يُعدم قال له أطلقتك وتركتك حرا قال أرأيت أحييته أحييت هذا وأمت ذاك إنه الجهل إنها السفاهة إنه قِمَّة الجنون أي عقل هذا يتكلم به هذا الرجل وهذا ملكهم إسمه النمرود والفتى يرد عليه بكل عقل وبينة ودليل { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ } لِما { أَنْ آَتَاهُ اللهُ الْمُلْكَ} الملك أعماه وأعما بصيرته { إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ }وهذا الكل يشهد به الكل يعلم به أن الله عز وجل يُحْيِيِ والله عز وجل يُميت فإذا به
يقول بك صفقاة {قاَلَ أنَا أحْيِ وَأُمِيتْ}عَلِم إبراهيم الخليل أن هذا الرجل يريد الجدال لأجل الجدال فقط هذا لا يعقل فطلب منه أمرا آخر وأخبره بشيء جديد هذا الشيء الجديد لا يستطيع أن يفعله وهذا من تمام عقل إبراهيم قال أرأيت إلى الشمس كل يوم تشرق من المشرق وتغرب في المغرب هذا فعل الله عز وجل ما رأيك أن تأتي بالشمس من المغرب يوما قال إبراهيم { فَإِنَّ الله يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ظل إبراهيم الخليل يحج
قومه بُهِت الملك بُهِت الناس وهم يرون هذه الايات البينات لم يستطيعوا فعل شيء لكنهم مع هذا لم يستجيبوا لأبراهيم مكروا به فقرر إبراهيم مع إبن أخيه لوط وزوجتة ""سَارَة ""أن يخرجوا لله عز وجل ويهاجروا ويبلغ دين الله جل وعلا أين هاجر إبراهيم أين ذهب ماذا صنع ماذا حدث لأبراهيم وهل رزقه الله عز وجل أولادا هذا ما سوف نعلمه بإذن الله عز وجل في القادمة كونوا معنا أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نذكر في الحلقة الماضية أننا تكلمنا عن نبي الله إبراهيم عليه السلام وأنه كان في العراق وقد كسَّر الاصنام وفتَّتها وأرادوا أن يحرقوه وهو فتى صغير لكن الله عز وجل نجاه ثم إستدعاه" النمرود "الملك الطاغية وجادله يريد الاستهزاء به يريد التكبُّر عليه يريد أن يسخر به أمام الناس وأبحثه الله عز وجل ذلك الملك الطاغية إبراهيم في العراق دعا إلى الله عز وجل فلم يؤمن به إلا إبن أخيه" لوط "عليه السلام وزوجته سارة وفي هذه الاثناء يريدون قتل إبراهيم الخليل يريدون أن يمكروا به أذِنَ الله عز وجل لابراهيم أن يُهاجر فهاجر من العراق إلى فلسطين إنها هجرة طويلة الانبياء يُهاجرون يسيرون في الارض الله عز وجل أذِنَ لاهل الايمان أن يسيروا في الارض مهاجرين له { فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هكذا الانبياء يُهاجرون في الارض يسيرون فيها { قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ } خرج إبراهيم عليه السلام مع لوط عليه السلام مع سارة من العراق ووصلوا إلى فلسطين الارض المباركة { وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ}واستقر إبراهيم عليه السلام مع زوجته في فلسطين
إرتحل إبراهيم الخليل مع زوجته سارة من فلسطين إلى مصر يدعوا إلى الله جل وعلا لما وصل إلى مصر لم يكن هناك أحد يعبد الله جل وعلا إلا هو وزوجته وابْتُلِيَ إبراهيم الخليل ببلاء آخر علم أن هناك ملك جبار ظالم بمصر يعتدي على النساء إذا سمع أن هناك زوجة لرجل إغتصبها وأخذها عُنْوةً وظلما ليغتصبها أرسل جنوده إلى إبراهيم الخليل فلما وصل الجنود إلى إبراهيم الخليل سألوه عن المرأة عن زوجته فقال إنها أختي يقصد إبراهيم الخليل أختي في الله أختي في الدين لم يقصد أنها ليست بزوجته وإذا بالجنود يرجعون إلى الملك فأسر الملك أن يُأتِيَ بهذه المرأة ذهب الجنود إلى إبراهيم وجدوا عنده زوجته سارة حاولوا أخذ المرأة زوجة إبراهيم عليها السلام سارة منعهم إبراهيم الخليل لكنهم دفعوه منعوه وتخيلوا كيف تُأخذ زوجة إنسان منه عُنوة وإلى ملك جبار حُبِسَ إبراهيم الخليل في بيته يدعوا الله جل وعلا أن ينجي الله زوجته سارة أخِذت وسُلِبَتْ غصبا وعُنْوَةً إلى الملك الظالم اُدخِلت إليه في قصره لما اُدخِلت إليه في قصره أخذت تدعوا الله جل وعلا أن ينجيها الرب عز وجل من هذا من هذا الملك الظالم فلما حاول هذا الملك الظالم أن يقترب منها فإذا بها تدعوا الله جل وعلا فسقط الرجل سقط هذا الملك الظالم شُلَّ جسمه لم يستطيع الحراك نادها يستغيث بها إدعي ربك أن يُنجيني أن يشفيني فإن فعلت فنجاني ربك فإنني سوف لن أقترب منك مرة أخرى دعت الله عز وجل فإذا به يغدر لِيقوم ويعتدي عليها يُحاول أن يقترب منها وهو يقترب دعت الله عز وجل مرة أخرى { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} فشُلّ الرجل فناداها يستغيث بها وتخيلوا المنظر إبراهيم الخليل يدعوا الله جل وعلا وسارة ترفع يديها وتدعوا الله جل وعلا والرجل كلما شُلَّ إستغاث بسارة رضي الله عنها وعليها السلام فتدعوا الله فيشفيه الرب عز وجل ثم بعدها لما قام المرة الثانية غدر الرجل وحاول أن يعتدي بسارة للمرة الثالثة فدعت الله عز وجلا { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي } فإذا به يُشَلُّ المرة الثالثة فيستغيث بسارة يقول لها إدعي ربك أن يشفيني فلما دعت الله وَشُفِي وَقَامَ من ثوره إذا به يُنادي جنوده أيها الجنود أيها العساكر تعالوا إلي فلما دخلوا عليه قال خذوها قال خذوها فإنها شيطانة فإنها شيطانة وأعطاها أمَةً من إيمَائِهِ إسمها هاجر رجعت سارة معها هاجر إلى إبراهيم الخليل فلما دخلت عليه سألها مالذي حصل مالذي حدث فقالت نجاني الله عز وجل من الرجل الظالم نجاني الله عز وجل من الرجل الظالم وأخدمني هاجر وأعطاني هاجر وإذا بسارة وإبراهيم الخليل وهاجر يعودون إلى فلسطين مرة أخرى لِتبدأ مرحلة جديدة من مراحيل حياة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام
إبراهيم الخليل عليه السلام مع زوجته سارة وهاجر رجعوا مرة أخرى إلى فلسطين فلما رجعوا إلى فلسطين ورأت سارة أن إبراهيم الخليل مضى به العمر وَكَبِرَ بالسن ولم يُنجب ولم يرزقه الله عز وجل الولد فأعتطه هاجر قالت خذها تزوجها ربما يرزقك الله عز وجل الولد فتزوج هاجر فأنجبت هاجر أول ولد لابراهيم الخليل وسماه إسماعيل عليه السلام إنه الولد الاول كم فرح إبراهيم الخليل بهذا الولد فلما فرح به غارت من سارة فأرادت أن يبتعد هو وهاجر عنها فأوحى الله عز وجل لابراهيم أن هاجر أنت وزوجتك هاجر وإبنك إسماعيل إلى أرض قاحلة إلى واد ليس ذي زرع ولا ماء ولا بشر أي أرض هذه إنها مكة هاجر يا إبراهيم فذهب إبراهيم مع هاجر وإبنه الصغير إسماعيل الرضيع الذي للتو ولِد وذهب بهما إلى أرض قاحلة إلى واد بين جبال إلى أرض لا زرع فيها لا ماء فيها لا إنس فيها لاطير فيها لا حياة فيها فوضع زوجته هاجر وإبنه إسماعيل الرضيع وليس لهما إلا شيء قليل من ماء وشيء من ثمر وتركهما فذهبت خلفه هاجر تقول يا إبراهيم لمن تتركنا وهو يرد عليها يا إبراهيم لمن تتركنا وهو لا يرد عليها حتى قالت له يا إبراهيم آ الله أمرك بهذا فلتفت وقال نعم أمرني رب أمرني رب جل وعلا { وَعَلَى االلهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } هنا قالت هاجر إذا فذهب فلن يُضيِّعنا الله إذا فاذهب فلن يُضيِّعنا الله تركهما إبراهيم الخليل أرض قاحلة بين جبال واد لا زرع فيه ولا ماء تركهم إبراهيم الخليل ثم ذهب إلى رأس جبل ورفع يديه إلى السماء وأخذ يدعوا الله عز وجل لهما { رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ }أي واد هذا إنها مكة ربنا لِيُقيموا الصلاة أخذ يدعوا لهم فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون بقيت من هاجر وإسماعيل في الارض القاحلة الارض الميتة نفذ الماء نفذ الطعام بقي الرضيع يبكي ويصيح من الجوع ماذا ستفعل الان هي تعلم أن الله لن يُضيِّعها لكن لم يأتي أحد يُنجدهما صعدت إلى أرض مرتفعة إسمها الصفا ثم ركضت إلى أرض أخرى إسمها المروى فأخذت تسعى من الصفا إلى المروى تنادي ألا هل من مُغيث ألا هل من مُجيب سبعة أشواط وانتهت في المروى فلما إنتهت هناك على هذه الارض المرتفعة على هذا الصعيد سمعت صوتا عند ولدها فإذا ظل شخص عند إسماعيل الرضيع الذي لا زال يبكي من شدة الجوع والعطش ركظت أمنا هاجر ركظت إلى إبنها تنجده فإذا هو جبريل بنفسه قد نزل وإذا به يضرب الارض بجناحه وإذا الارض تنبع ماء أي ماء هذا خير ماء على وجه الارض إنه ماء زمزم لِما شُرِب له أطهر ماء الماء المبارك فلما ظهر شيء من الماء أسرعت أم إسماعيل إلى هذا الماء تسقيه ولدها فإذا بها تستعجل لو تركت هذا الماء ولو تركت جبريل لصار زمزم نهرا يجري وماء مَعِيناً سقت إبنها وشربت شيئا من هذا الماء ثم قا لها جبريل عليه السلام لِمَنْ تَرَكَكُمَا إبراهيم قالت تركنا لله عز وجل قال جبريل إذن فلن يُضيعكما الله ثم قال لها جبريل في هذا المكان في هذا المكان سيكون بيت الله وسيبنيه هذا الغلام وأبوه ثم عاشت هاجر وإسماعيل في هذا الوادي ورزقها الله عز وجل الثمرات والخيرات فمرت قافلة من الجنوب من" جُرْهُمْ" قبيلة من العرب قافلة تمر فرأت طيرا يحوم في هذا المكان فجاءت فرأت الماء والخير واستأذنت أم إسماعيل أن يجلسوا معها في هذا الوادي فأذنت لهم أم إسماعيل وعاش العرب في تلك البقعة المباركة وهنا بدأت قصة مكة
إبراهيم الخليل عليه السلام وهو في فلسطين يذهب ويتفقد إبنه إسماعيل الرضيع الذي تركه في مكة بلغ معه السعي بدأ يلعب إسماعيل عليه السلام كم أحبه إبراهيم أبوه جاءه على كِبَرْ فلما بلغ معه السعي وبدأ يلعب وبدأ يتحرك وبدأ يُعين أباه قال يا بُناي إن الله عز وجل أمرني بأمر مالذي أمرك به يأبي قال إن الله عز وجل أمرني أن أذبحك بِرؤية رآها إبراهيم تخيلوا أمر الله عزوجل لابراهيم أن يذبح إبنه الذي إنتظره سنين طويلة وفي هذا العمر الذي بدأ يلعب ويسعى قال إن الله أمرني أن اذبحك يا بُناي أنظروا إلى ردِّ الابن قال{ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } الله اكبر أي إختبار هذا أي بلاء هذا لم يكن الامر كلاما بل حقيقة وفعلا الابن يقول لابيه يا أبت إذبحني كما أرك الله عز وجل فلما أسلما أي سلَّما أمرهما لله عز وجل وتله للجبين وضع صخرة على الارض ثم جاء بإبنه وشحد السكين أحَدَّ السكين فقال الابن لابيه يا أبت يا أبت ضع وجهي على الارض قال لِما يا بُناي قال حتى لا تنظر إلى وجهي فترحمني { فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ }إبراهيم الخليل جَرَّ السكين على رقبة إبنه فلم يقطعه وإذا بإبنه يقول للاب يا أبت إسماعيل يقول لابيه يا أبت شُدّ عَلَيَّ شُدّ عَلَيَّ إنه أمر الله عز وجل ويَشُدُّ إبراهيم لكن السكين لم يقطع ونجح إبراهيم بالاختبار{ وَنَادَيْنَاهُ } سمع مناديا يُناديهِ إبراهيم الخليل نظر إلى السماء من الذي يُناديني { وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا } نجحت بالاختبار { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }من يستطيع أن يمتثل أمرا كهذا إلا إبراهيم الخليل العجيب ليس فقط إبراهيم بل إبنه الذي يقول لابيه يا أبت إفعل ما تؤمر لكنه علق الامر على ربه جل وعلا قال ستجدني إن شاء الله من الصابرين واستجاب لله ونجح إبراهيم في الاختبار نظر إلى السماء فإذا بكبش ينزل من السماء { وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}أنزل الله عز وجل كبشا فداءا لاسماعيل فذبحه إبراهيم الخليل نيابة عن إبنه إستجاب إبراهيم لربه أي بلاء هذا { إنَّ هَذَا لَهُوَ البَلاَءُ الْمُبِين }إنه خليل الله وإبنه الذين إستجابا لله عز وجل
إبراهيم الخليل مع زوجته سارة يعيشان في فلسطين وكان إبراهيم معروفا بكرمه للضيوف لا يدع يوما إلا وضيف فيه ضيفا في يوم من الايام رأى ثلاثة من الناس غُرباء لا يعرفهم غرباء عن فلسطين لا يرى عليهم أثر السفر ضيفهم إبراهيم الخليل في بيته فلما دخلوا عليه قالوا سلاما قال سلام قوم مُنكرون الوجوه قد إستنكرها إبراهيم عليه السلام فلم يرى عليهم أي أثر للسفر فلما ضيفهم أسرع إلى أهله متخفيا فذبح عجلا شواه طبخه فقربه إليهم لكنهم لم يمد أحدا منهم يده ضيوفك لا يأكلون الامر فيه شيء { قَالَ ألاَ تَأْكُلُونَ } لم يأكلوا { فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً } لم يرأو أن إبراهيم الخليل قد خاف قالوا لا تخف نحن لسنا بشرا نحن ملائكة الرحمن أنا جبريل هذا ميكائيل وهذا إسرافيل أعظم ملائكة الرحمن قد آتينا إليك من الذي جاء بكم زوجة إبراهيم سارة كانت تُعد الضيافة قائمة وتسمعهم البيت صغير قال من الذي جاء بكم قالوا إنا اُرْسِلْنَا إلى قوم لوط لِنُدمر هذه القرية سمعتهم من سارة فضحكت واستبشرت لأن القوم الظالمون سيدمرهم الرب عز وجل وإمرأته قائمة وضحكت فلما سمعوا زوجة إبراهيم تضحك بشروها بولد سيأتي لها بعد طول عمر وبعد زمن طويل وقد عجزت المرأة وكَبُرت بالسن بُشِّرت بإسحاق ليس هذا فقط بل سترين إبن إسحاق عليهم السلام وهو يعقوب عليه السلام فلما بُشِّرت قالت { يَا وَيْلَتَاهُ أَ أَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إنَّ هَذَا لَشيْءٌ عَجِيبٌ }ردت الملائكة على سارة { قَالُواْ أتَعْجَبِينَ مِنْ أمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهْلُ الْبَيْتِ إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ } لاتتعجبي إنه أمر الله عز وجل إبراهيم وسارة لما ذهب عنهما الخوف واطمئنا بدأ إبراهيم الخليل الحليم بالناس الرحيم بالبشر يُجادل الملائكة ألا يُعذبوا قوم لوط قالوا إصبروا عليهم لا تستعجلوا على عذابهم ربما يؤمنون إن فيهم قوما آمنوا فيهم لوط فيهم بناته يُجادل الملائكة في من في قوم لوط { فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ }يا إبراهيم الامر قد جاء وعذاب الله سينزل سينزل وقضى الله أمرا لا مَرَدَّ له وسوف يُعذب قوم لوط وينجي الله عز وجل الذين آمنوا بِشارة مع كرم ضيافة لابراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام ولزوجته سارة بعد أن بُشِرت بهذه البِشارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب تركت الملائكة إبراهيم الخليل وذهبت إلى قوم لوط
كان إبراهيم عليه السلام يمر أحيانا على إبنه إسماعيل وأمه هاجر في مكة يتفقد أحوالهما فلما قوى سَاعِدُ إسماعيل واشتد مرعليه إبراهيم الخليل فوجده يرمي وكان إسماعيل راميا تعلم الرمي للجهاد في سبيل الله وكان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول تعلموا الرمي فإن أباكم يقصد إسماعيل كان راميا وفي يوم من الايام جلس إبراهيم عند إبنه إسماعيل فقال يا بُناي إن الله عز وجل يأمروني بأمر قال ما هو يا أبي قال إن الله عز وجل يأمروني أن أبني في هذا الوادي بيتا يكون هذا البيت لعبادة الله عز وجل لتوحيد الله جل وعلا البيت سيكون لله قال يا أبي وما تريد مني قال أريدك أن تُعينني يا بني فقام إسماعيل يجمع الحجر في الواد حجرا تل والاخر حجرا تل والاخر وإبراهيم الخليل يرفع القواعد يضع الاثاث ويرفعه ويبني بيتا سيكون لله عز وجل أي بيت هذا إنها قصة الكعبة وبدايتها إبراهيم الخليل مع إبنه إسماعيل يرفعان بيتا سيكون آية للناس سيكون
هذا البيت له شئن كبير بين البشر هذا البيت ليس كغيره من البيوت إنه أول بيت وُضِع للناس { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ.} يرفعان الحجر تل والحجر حجر تل وحجر ليرفعان بيتا لم يكن على هذه الصورة التي هي عليها اليوم كان بيتا عاديا أحجار بعضها فوق بعض يُصور هذا البيت ليكون مكانه الطواف ليكون مزارا للناس يزورنه في العالم كله ليكون شأنا لهذا البيت اليوم الملايين تحج إلى هذا البيت لا ندري ما قصته كان واد لم يكن حتى الماء فيه لم يكن فيه شيء من الزرع أو الحياة ففجر الله عز وجل فيه أطهر ماء ثم بُني فيه أعظم بيت {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ أيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إبْرَاهِيمْ }كان إبراهيم عليه السلام يقف في مكان سمي مقام إبراهيم ليرفع الحجر فوق الحجر ليبنيان بيتا وهما يبنيان هذا البيت أعظم عمل وأعظم بيت كان يدعوان الله عز وجل {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}يدعُوِانِ الله عز وجل أن يتقبل منهما هذا العمل وأي عمل إنه بناء الكعبة حتى إذا بقي حجر واحد بقي حجر قال إبراهيم الخليل لابنه يا بني إيتني بآخر حجر أضعه بهذا الركن كان في أحد الزوايا حجر ناقص قال يا بناي إعطيني حجرا قال يا أبي كسلت يا أبي تَعِبت قال يا بُنَاي إذهب فذهب بعيدا إسماعيل فجاء جبريل قال ما تريد يا إبراهيم قال أريد حجرا
أضعه في هذا المكان قال خذ هذا الحجر إنه من الجنة فوضعه إبراهيم الخليل وسمي الحجر الاسود قيل كان أبيضا فصار أسودا لذنوب الناس لا زال الحجر إلى اليوم موجود ولا زالت الكعبة شاهدة ولا زال هذا البيت شاهدا على تاريخ مضى مالذي فعل إبراهيم الخليل بعد بنائه للبيت وكيف جاء الناس يحجون هذا البيت ويطوفون حوله وما قصة إبراهيم مع الطير أربعة طيور لهم قصة مع نبي الله إبراهيم وماذا حصل لابنيه إسماعيل وإسحاق بعد هذا وأين عاش وكيف كانت حياتهما هذا موضوع حديثنا إنشاء الله في الحلقة المقبلة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
|