كاتب الموضوع :
غرور انثى 2010
المنتدى :
الارشيف
الجزء السابع .................
لا شك ان التفرع كانت لهما فيه ذكرى معينة ..و الشعر و العيون ربما رآهما في اللعبه او لعبة مشابهة و ضيق ميساء ربما ناتج عن امر لا يذكره .. لو كانت لا تريده لما تزوجته من الاصل و هو يعرف انها لا ترفضه و تعامله بدون حواجز و بمحبة كبيرة طوال عمرهما .
لكن مكانا ما في عقله بقي متمردا على هذه التفاسير العرجاء ..
على الطرف الاخر كانت شيرين تراقب ما يحدث مع تامر و تتتبع كل جديد عنه ..
لا يزال حب تامر حيا و قويا في قلبها ..
لكنها لا تقبلان تبني سعادتها على تعاسة اعز صديقاتها ..
كانت تعرف بأمر فقدانه المؤقت للذاكرة .. هذا سيجعله ينساها بالتأكيد ..
و لم تكن العلاقة بينها و بين ميساء منقطعة و ان جفت كثيرا بعد الزواج ..
و رغم قبولها بالامر الواقع الا انها لم ترض بالاقتران بأحد رافضة عشرات الخطاب و اولهم اقرباؤها .. لقد كان حب تامر متأصلا في نفسها ..
لطالما بكت عيونها الرائعة بصمت وقهر و هي تتذكر مشوار حبها القصير الجميل و كيف انتهى بكارثة كانت هي من صنعها ..
هي من اقترحت امر الزواج على تامر .. لكنها مع ذلك لم تطق ان تكون العروس ميساء التي تحبها كاشد ما تحب الصديقة صديقتها المخلصة رغم فارق السن بينهما ..
ولو لم تكن تحب تامر لكان تامر افضل عريس تتمناه لها ..
و كانت تدرك ان ميساء تبادلها نفس المشاعر .. لكن الحب لا يقبل القسمة على اثنين .. فاما ان يكون تامر لميساء او لشيرين .. و هذا لا جدال فيه .. احدهما تعيش و الاخرى تتحطم .
لذا و بما ان ميساء قد تزوجت تامر فعلا لم يبق لشيرين الا ان تختفي في ظلام النسيان .. و فقدان ذاكرة تامر يجبرها اصلا على ذلك لأنه ليس فقط لم يذكرها بل لم يذكر زواجه من ميساء نفسها و لن يتطوع اهله طبعا لتذكيره بشيرين ..
لكن كل هذا لم يمنعها من تسقط اخر اخباره بطرق نسائية خبيثة ..
الحب لا يعرف الذبول ان كان حبا حقيقيا كهذا .. فلا يزال في مكان ما من قلبها امل بان يستعيد تامر ذاكرته و يتذكر شيرين .. و يحبها ..
لم يكن تامربالطبع يشعر بكل هذا ..
لكنه كان يحس انه يعيش حالة حب قوية ولا يدري من حبيبته ..
و ما دام تزوج ميساء فما المانع ان تكون هي تلك الحبيبة؟
امر منطقي جدا جدا ..
سيطلق كل الحب المنتظر في زوايا قلبه ليكون من نصيب ميساء الجميلة .. زوجته ..
و حملت الايام التالية تغييرات جذرية في حياة الاسرة ..
فقد عاش تامر قصة حب جميلة مع ميساء لبتي تقبلت حبه بحذر صنعته حياتها السابقة معه .. تدرك انه فاقد للذاكرة و بالتالي قد لا يدرك ما يفعل ..
و بما انه زوجها اذن ما المانع ان تكسبه الان و للابد؟
و هكذا راحت تتجاوب معه و تعيش معه قصة الحب التي تعتبرها من حقها الشرعي فهي زوجته و هذه المشاعر من حقها لا من حق احد اخر و لو كانت شيرين اعز صديقة لها على الاطلاق ..
و كان تامر يحاول اسعاد ميساء بكل الطرق بعكس حياتهما السابقة التي لا يدري عنها شيئا و كانت هي سعيدة راضية بهذه الحياة الجديدة و لذا لم تحاول تذكير تامر بالماضي ولا باية طريقة من الطرق و هذا ما فعله الكل ايضا ..
و هكذا استقر الوضع و حرص الكل على ان لا يخرج عن مساره هذا لدرجة انهم غيروا طريق مرور تامر ليبتعد عن ذاك المدخل الموصل لمنزل شيرين ..
و تنهد تامر نافضا رأسه متحررا مؤقتا من الذكريات ..
و نظر حوله يتأمل الناس مرة اخرى ..
كم قصة وراء كل بسمة ؟
كم حكاية وراء كل وجه؟
كم منهم سعيد و كم منهم تعيس؟
لا يدري ..
لكنه يدرك كم تناوبت السعادة و التعاسة عليه .. و كم تألم و كم عانى و كم احس بالسعادة .. لك يكن هناك اسعد وقتا عنده من اوقاته مع شيرين و اتعسها عندما ابتعدت عنه ..
اه يا ذاك الشيطان المدعو بالحب ..
و اه يا ذاك الملاك المسمى حبا ..
اذا كان الحب عدوك فستذوق عذابا رهيبا لا يطاق ..
و ان اسعدك الحظ بصداقته كنت من السعداء في الارض ..
و عاد تامر يسرح بالذكريات ..
الف الف مبروك .. انه صبي كالقمر يا تامر .. كم يشبهك , قالتها امه وهي تحمل المولود الجديد بين ذراعيها بسعادة كبيرة و والده مبتسم بفخر و حنان .. لقد اتى للدنيا من يحمل اسم العائلة اخيرا بعد طفلتان كالقمر انجبتهما ميساء من تامر ..
و قالت اخته الكبرى بسعادة : جميل ان يصادف مولده عيد زواجكما الخامس .. سيكون حفلا مزدوجا رائعا .
سألتها امها : اين يارا و نسرين.؟
قالت : تركتهما عند عمتهما حنان .. فهي اليوم لا عمل لديها .
قالت الام بعتاب: حنان لديها اولادها يا علياء .
قالت علياء : لاجل ذلك هي اقدر .. ستلعبان مع اولادها بحديقة الالعاب بمنزل حنان و لن تكونا عبئا عليها .. لا شك انهما نامتا الان .. ثم ان نرمين ستمر عليها و تساعدها .
كان تمار صامتا سعيدا بالمولود الجديد .. و بقي منتظرا ان يتحدث والده ليطلق عليه اسما كما جرت العادة ..
طبعا الجد لا يمكن مجادلته بشأن الاسم مهما كان ..
و صمت الكل احتراما و هم ينتظرون الوالد الكبير ان يتحدث ..
و تقدم الجد السعيد و تناول حفيده برفق و بسمل ثم قال : ما اجمله .. لقد اخذ من ميساء و تامر كل شيء ..
و رفع رأسه نحو العائلة و قال : سيكون اسمه فادي باذن الله .. خذه يا تامر .. يتربى بعزك ان شاء الله .
فادي ...
فادي ..
لماذا احب هذا الاسم هكذا رغم ان البقية لم يبد عليهم انهم احبوا الاسم كثيرا؟
لا شك ان كل واحد وضع في ذهنه اسما و دعا الله طويلا ان يختارة الجد .. في سرهم طبعا ..
لا يدري سبب شعوره ان اسم فادي دخل قلبه بسلاسة غريبة ..
و بقي محملقا في العيون العسلية الدقيقة للطفل الصغير ..
و شعر انه يغوص في بئر عميقة مظلمة الجوانب ..
و قبل ان يتعمق بالغوص وجد نفسه يقفز خارجها عندما سمع صوت الاب يقول بقوة و قد اقلقه قليلا سرحان تامر: هيا يا تامر .. دع الصغير من يديك ليرتاح .
تنبه تامر و ناول الطفل لجدته بارتباك من استيقظ من نومه على دوي مدفع ..
و رغم الحفل في اليوم التالي و سعادته بالمولود الجديد و كل الصخب الا انه لم يستطع نسيان ايم وليده الجديد فادي .. لماذا يشد هذا الاسم ذهنه بقوة الى المجهول؟
طبعا لم يكن يذكر انه اسم شقيق شيرين الاصغر و الذي تعرف عن طريقه اليها في مدينة الملاهي .. و كيف له ان يذكر و كل من حوله يعمل على ان لا يذكر؟
و هكذا بقي تامر صريع حيرة مبهمة تتمثل بعيون زرق و شعر اشقر و الان اضيف لها اسم .. ذات يوم سيعرف .. ماذا سيعرف؟ لا يعرف.. !!
و الى ان يأتي ذاك اليوم سيعيش حياته كما هي .. ولا خيار اخر ..
كان كل شيء يسير كما تحب العائلة و اكثر قليلا..
لكن رياح الماضي لم تكن قد ماتت بعد ..
ففي تلك الفترة كان افراد العائلة المنكوبة و التي كانت على عداوة مع عائلة تامر تعيد لملمة شتاتها خصوصا بعد خروج عدد من افرادها من السجن ..
قد يبرد الانتقام لكن لا يموت ..
كانت شيرين تزور منزله بغير وجوده فهو منزل اعز صديقاتها ..
كانت شيرين تسعد بملاعبة اولاده .. الذين كانت تحس انهم جزء من تامر .. حبها الكبير و تحس انهم كانوا يجب ان يكونوا اولادها هي لا ميساء .. و كانت ميساء تتجاهل مسألة علاقة شيرين بتامر سابقا زز فكل واحدة تكتم عن الاخرى معرفتها بالامر ..
|