لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-09, 10:00 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Feb 2009
العضوية: 122593
المشاركات: 28
الجنس أنثى
معدل التقييم: لحظة ضياع عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
لحظة ضياع غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مبدعه انتي غرور انثى

القصه جذبتني كثيرا ولكن هل الحادثه التى صارت لثامر من ضمن ذكرياته يتذكرها ام حدثت والان تسير حياته كلها بالواقع والحاضر

 
 

 

عرض البوم صور لحظة ضياع  
قديم 25-06-09, 01:54 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء السابع .................





لا شك ان التفرع كانت لهما فيه ذكرى معينة ..و الشعر و العيون ربما رآهما في اللعبه او لعبة مشابهة و ضيق ميساء ربما ناتج عن امر لا يذكره .. لو كانت لا تريده لما تزوجته من الاصل و هو يعرف انها لا ترفضه و تعامله بدون حواجز و بمحبة كبيرة طوال عمرهما .
لكن مكانا ما في عقله بقي متمردا على هذه التفاسير العرجاء ..
على الطرف الاخر كانت شيرين تراقب ما يحدث مع تامر و تتتبع كل جديد عنه ..
لا يزال حب تامر حيا و قويا في قلبها ..
لكنها لا تقبلان تبني سعادتها على تعاسة اعز صديقاتها ..
كانت تعرف بأمر فقدانه المؤقت للذاكرة .. هذا سيجعله ينساها بالتأكيد ..
و لم تكن العلاقة بينها و بين ميساء منقطعة و ان جفت كثيرا بعد الزواج ..
و رغم قبولها بالامر الواقع الا انها لم ترض بالاقتران بأحد رافضة عشرات الخطاب و اولهم اقرباؤها .. لقد كان حب تامر متأصلا في نفسها ..
لطالما بكت عيونها الرائعة بصمت وقهر و هي تتذكر مشوار حبها القصير الجميل و كيف انتهى بكارثة كانت هي من صنعها ..
هي من اقترحت امر الزواج على تامر .. لكنها مع ذلك لم تطق ان تكون العروس ميساء التي تحبها كاشد ما تحب الصديقة صديقتها المخلصة رغم فارق السن بينهما ..
ولو لم تكن تحب تامر لكان تامر افضل عريس تتمناه لها ..
و كانت تدرك ان ميساء تبادلها نفس المشاعر .. لكن الحب لا يقبل القسمة على اثنين .. فاما ان يكون تامر لميساء او لشيرين .. و هذا لا جدال فيه .. احدهما تعيش و الاخرى تتحطم .
لذا و بما ان ميساء قد تزوجت تامر فعلا لم يبق لشيرين الا ان تختفي في ظلام النسيان .. و فقدان ذاكرة تامر يجبرها اصلا على ذلك لأنه ليس فقط لم يذكرها بل لم يذكر زواجه من ميساء نفسها و لن يتطوع اهله طبعا لتذكيره بشيرين ..
لكن كل هذا لم يمنعها من تسقط اخر اخباره بطرق نسائية خبيثة ..
الحب لا يعرف الذبول ان كان حبا حقيقيا كهذا .. فلا يزال في مكان ما من قلبها امل بان يستعيد تامر ذاكرته و يتذكر شيرين .. و يحبها ..
لم يكن تامربالطبع يشعر بكل هذا ..
لكنه كان يحس انه يعيش حالة حب قوية ولا يدري من حبيبته ..
و ما دام تزوج ميساء فما المانع ان تكون هي تلك الحبيبة؟
امر منطقي جدا جدا ..
سيطلق كل الحب المنتظر في زوايا قلبه ليكون من نصيب ميساء الجميلة .. زوجته ..
و حملت الايام التالية تغييرات جذرية في حياة الاسرة ..
فقد عاش تامر قصة حب جميلة مع ميساء لبتي تقبلت حبه بحذر صنعته حياتها السابقة معه .. تدرك انه فاقد للذاكرة و بالتالي قد لا يدرك ما يفعل ..
و بما انه زوجها اذن ما المانع ان تكسبه الان و للابد؟
و هكذا راحت تتجاوب معه و تعيش معه قصة الحب التي تعتبرها من حقها الشرعي فهي زوجته و هذه المشاعر من حقها لا من حق احد اخر و لو كانت شيرين اعز صديقة لها على الاطلاق ..
و كان تامر يحاول اسعاد ميساء بكل الطرق بعكس حياتهما السابقة التي لا يدري عنها شيئا و كانت هي سعيدة راضية بهذه الحياة الجديدة و لذا لم تحاول تذكير تامر بالماضي ولا باية طريقة من الطرق و هذا ما فعله الكل ايضا ..
و هكذا استقر الوضع و حرص الكل على ان لا يخرج عن مساره هذا لدرجة انهم غيروا طريق مرور تامر ليبتعد عن ذاك المدخل الموصل لمنزل شيرين ..
و تنهد تامر نافضا رأسه متحررا مؤقتا من الذكريات ..
و نظر حوله يتأمل الناس مرة اخرى ..
كم قصة وراء كل بسمة ؟
كم حكاية وراء كل وجه؟
كم منهم سعيد و كم منهم تعيس؟
لا يدري ..
لكنه يدرك كم تناوبت السعادة و التعاسة عليه .. و كم تألم و كم عانى و كم احس بالسعادة .. لك يكن هناك اسعد وقتا عنده من اوقاته مع شيرين و اتعسها عندما ابتعدت عنه ..
اه يا ذاك الشيطان المدعو بالحب ..
و اه يا ذاك الملاك المسمى حبا ..
اذا كان الحب عدوك فستذوق عذابا رهيبا لا يطاق ..
و ان اسعدك الحظ بصداقته كنت من السعداء في الارض ..
و عاد تامر يسرح بالذكريات ..
الف الف مبروك .. انه صبي كالقمر يا تامر .. كم يشبهك , قالتها امه وهي تحمل المولود الجديد بين ذراعيها بسعادة كبيرة و والده مبتسم بفخر و حنان .. لقد اتى للدنيا من يحمل اسم العائلة اخيرا بعد طفلتان كالقمر انجبتهما ميساء من تامر ..
و قالت اخته الكبرى بسعادة : جميل ان يصادف مولده عيد زواجكما الخامس .. سيكون حفلا مزدوجا رائعا .
سألتها امها : اين يارا و نسرين.؟
قالت : تركتهما عند عمتهما حنان .. فهي اليوم لا عمل لديها .
قالت الام بعتاب: حنان لديها اولادها يا علياء .
قالت علياء : لاجل ذلك هي اقدر .. ستلعبان مع اولادها بحديقة الالعاب بمنزل حنان و لن تكونا عبئا عليها .. لا شك انهما نامتا الان .. ثم ان نرمين ستمر عليها و تساعدها .
كان تمار صامتا سعيدا بالمولود الجديد .. و بقي منتظرا ان يتحدث والده ليطلق عليه اسما كما جرت العادة ..
طبعا الجد لا يمكن مجادلته بشأن الاسم مهما كان ..
و صمت الكل احتراما و هم ينتظرون الوالد الكبير ان يتحدث ..
و تقدم الجد السعيد و تناول حفيده برفق و بسمل ثم قال : ما اجمله .. لقد اخذ من ميساء و تامر كل شيء ..
و رفع رأسه نحو العائلة و قال : سيكون اسمه فادي باذن الله .. خذه يا تامر .. يتربى بعزك ان شاء الله .
فادي ...
فادي ..
لماذا احب هذا الاسم هكذا رغم ان البقية لم يبد عليهم انهم احبوا الاسم كثيرا؟
لا شك ان كل واحد وضع في ذهنه اسما و دعا الله طويلا ان يختارة الجد .. في سرهم طبعا ..
لا يدري سبب شعوره ان اسم فادي دخل قلبه بسلاسة غريبة ..
و بقي محملقا في العيون العسلية الدقيقة للطفل الصغير ..
و شعر انه يغوص في بئر عميقة مظلمة الجوانب ..
و قبل ان يتعمق بالغوص وجد نفسه يقفز خارجها عندما سمع صوت الاب يقول بقوة و قد اقلقه قليلا سرحان تامر: هيا يا تامر .. دع الصغير من يديك ليرتاح .
تنبه تامر و ناول الطفل لجدته بارتباك من استيقظ من نومه على دوي مدفع ..
و رغم الحفل في اليوم التالي و سعادته بالمولود الجديد و كل الصخب الا انه لم يستطع نسيان ايم وليده الجديد فادي .. لماذا يشد هذا الاسم ذهنه بقوة الى المجهول؟
طبعا لم يكن يذكر انه اسم شقيق شيرين الاصغر و الذي تعرف عن طريقه اليها في مدينة الملاهي .. و كيف له ان يذكر و كل من حوله يعمل على ان لا يذكر؟
و هكذا بقي تامر صريع حيرة مبهمة تتمثل بعيون زرق و شعر اشقر و الان اضيف لها اسم .. ذات يوم سيعرف .. ماذا سيعرف؟ لا يعرف.. !!
و الى ان يأتي ذاك اليوم سيعيش حياته كما هي .. ولا خيار اخر ..
كان كل شيء يسير كما تحب العائلة و اكثر قليلا..
لكن رياح الماضي لم تكن قد ماتت بعد ..
ففي تلك الفترة كان افراد العائلة المنكوبة و التي كانت على عداوة مع عائلة تامر تعيد لملمة شتاتها خصوصا بعد خروج عدد من افرادها من السجن ..
قد يبرد الانتقام لكن لا يموت ..
كانت شيرين تزور منزله بغير وجوده فهو منزل اعز صديقاتها ..
كانت شيرين تسعد بملاعبة اولاده .. الذين كانت تحس انهم جزء من تامر .. حبها الكبير و تحس انهم كانوا يجب ان يكونوا اولادها هي لا ميساء .. و كانت ميساء تتجاهل مسألة علاقة شيرين بتامر سابقا زز فكل واحدة تكتم عن الاخرى معرفتها بالامر ..

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
قديم 25-06-09, 01:55 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

و كانت ميساء لا تتضايق من حضور شيرين عندها و ملاعبة اولادها .. فهي تريد ان تكون الامور طبيعية جدا .. فقد صار تامر زوجها و ابو اولادها و لن تدع الماضي يعكر حياتها خصوصا ان شيرين صادقة في مشاعرها تجاهها و تجاه اولادها ..
الزمن كفيل بترميم الجروح خصوصا انه لم يحصل بين شيرين و تامر اكثر من علاقة حب قصيرة الامد اشبه بالصداقة القوية كما تعتقد .. لكنها لم تكن على صواب ..
و الحق يقال ان الاطفال كانوا سعداء جدا بشيرين و رقتها و معاملتها الرقيقة لهم ..
و الاسرة لم تعترض على وودها ..
اولا للحفاظ على الحلف مع عائلتها و ثانيا ان امر تامر قد تم حسمه و لم يعد هناك مجال للماضي فكل ذهب في حال سبيله اذن لا مانع من عودة الامور لمجراها ..
و في منزل بعيد في الضواحي كان رجل ضخم الجثة كث اللحية و الشارب غزير الشعر و اخر متوسط الطول اصلع يرتدي نظارات انيقة يسيران بصمت في الطرقة الخلفية .. و كان الضخم يقول باهتمام : اذن لا يزال تامر حيا و لكنه فاقد الذاكرة .
قال الاخر : نعم .. عندما هاجمونا وقتها و نسفوا الفيلا و قتلوا من قتلوا من رجالنا كان هو ينقذ زوجته المختطفة و التي اختطفها عرفان ساعتها و تعرض هو لطلق حارق اصاب طرف رأسه و انقذه مراد رئيس الامن عندهم من الموت و غادروا المكان لتصل بعدها قوات الشرطة و تعتقل الرجال بتهمة حيازة السلاح الثقيل بلا ترخيص و اعتثلوك انت من المطار و انت عائد كما تعرف من فرنسا يومها بتهمة تهريب السلاح ..
قال الاخر بضيق : اعرف هذا الجزء .
قال الاخر : من يومها لم يقم لنا قائمة .. العائلتان اتحدتا عبر النسب و الثالثة لدى تهديد ابنتهم .. لم تكن تصلك التفاصيل كلها بسبب عزلك في السجن كما تعرف .
قال الرجل و هو يتوقف : لن يذهب كل هذا هدرا .. سننتقم .
قال الرجل : و كيف؟ لا مال ولا رجال ولا شيء .. كل شيء ضاع .
قال الرجل الضخم : ليس كل شيء .
سأله الاول باهتمام : كيف؟
قال الثاني مبتسما بغموض: لا تشغل بالك .. لكن اريد منك مراقبة تامر بدقة هو و اسرته .. اريد ان اعرف كل شيء عنهم .. حتى نمرة حذائه .. و لا تحاول انت ولا غيرك مهاجمته حتى لو كان وحيدا .. لدي انتقام افضل من الموت له .
قال الرجل بتفكير ك انا اثق بك .. لذا سأبذل جهدي لتأمين المعلومات لك .
قال الضخم ملوحا بسبابته : بكل التفاصيل الدقيقة .. وبلا هجوم مهما كان وضع تامر.
ابتسم الاول وهز رأسه و غادر المكان ..
و بقي الاول ينظر الى ما حوله بشرود نسبي ..
لم يكن حقيقة يحسب حساب نكبة كهذه التي حلت بعائلته ..
لكنه كان يخطط سرا لصنع عائلة خاصة به و بالتالي حشد سرا الاموال و عددا من الرجال المخلصين له لهذا الهدف ..
و ها قد حانت فرصة ماسية لهذا بدمار العائلة الاصلية ..
سيسود بعائلة جديدة يكون هو زعيمها ..
و سيعلن انطلاقة العائلة الجديدة بضربة موجعة للاسرة الاخرى يخطط لها من الان ..
لكن عليه ان يخطط للامر جيدا جدا..
ان لا يقع في اخطاء الماضي ..
فهذه المرة لن تكون كالسابق .. فكل الامور تغيرت ..
و راح يراجع في ذهنه الخطة التي اعدها .. جاهل صديقه عندما قال انه لم يكن يعرف بما يحصل .. و قد اجاد و التمثيل عليه .. كان يعرف بكل ما يحصل بكل تفاصيله ..
و على هذا بنى خطته .. فصمت طويلا .. و ادعى الجهل و الانقطاع عن الدنيا حتى نسيه الكل و لم يعد احد يذكره تقريبا .. ثم خرج من السجن ليجد الساحة معدة ..
منافسوه زالوا و العائلات انشغلت بامورها الداخلية و اطمأنت الى زوال الخصوم بعد كل تلك السنين .. و لحسن حظه لم يرافق خروجه أي مظهر ملفت ..
لم يعد هناك من يحتفل بخروج احد او يحزن لسجنه او حتى موته .. كانت ضربة قاصمة .. و هو سيرد الضربة لكن دون ان يناله منها نصيب بشكل او بآخر ..
و تنهد بارتياح .. ان غدا لناظره لقريب ..
علين ان يصبر حتى تكتمل المعلومات لديه و بعدها سيتحرك .. انه عصر المعلومات قبل كل شيء اخر ..
و في الجانب الاخر لم يكن احد بالطبع يدرك ما يحاك لهم في الخفاء ..
فكانت اسرة تامر تعيش بسعادة و هناء كأسرة مثالية لا يشغل بالها شاغل ..
المال موجود و الاقارب كثر و الكل يسعى لسعادتهم وهم لا مشاكل لديهم ..
لكن كان للقدر تصريف اخر لم يكن بالحسبان ..
فلم تكن مرحلة الالام قد ولت بعد ..
كان رجال العائلة الاخرى يراقبون كل حركات و سكنات تامر .. و يسجلون بدقة كل ملاحظاتهم و يرسلونها الىالزعيم الجديد الذي يصنف تلك المعلومات و يدرسها و يستخرج منها ما يفيده في خطته الجهنمية ..
و بعد ايام طوال اكتملت المعلومات المطلوبة و بدأ الرجل عمله ..
و في معمل سري صغير ملحق بمنزله بدأ الرجل يخلط المواد ببعضها ..
كان يركب سما زعافا بطيء العمل لكن تكفي قطرات منه لقتل فيل خمس مرات متتالية ..
في عالم الاجرام يتعلم المجرم الكثير و الكثير من اساليب القتل السرية و المباشرة و كيف يستخدمها بحرفية و بدون اثارة الشك ..
و علم السموم الاجرامي كان يستهويه كثيرا ..
ساعات طوال مضت حتى اكتمل صنع المزيج الشيطاني من عدة سموم ..
لا يريد لتامر اية فرصة للنجاة ..
و بحث في معمله عن قنينة مناسبة فلم يجد فاتجه لمطبخه و افرغ قنينة صغيرة من الصودا و غسلها جيدا و وضع السم بها .. لم يكن لونها يختلف عن لون الصودا مما اوحى له بفكرة ما لكنه نفضها و قرر المضي بالخطة الاصلية فهي اضمن كثيرا ..
و وضع القنينة المدمرة على الطاولة بين ادواته و غادر المكان بعد ان اغلق النوافذ ثم اغلق الباب و تفقد المكان و غادر المنزل كله لأجل الخطوة التالية ..
و اتجه الرجل الى سوق شعبي و ابتاع ملابس غير انيقة لكنها ليست ممزقة ولا رثة ..
و عندما ارتداها ظهر بمظهر رجل مستور الحال لا يظهر فقره الا للمدقق ..
و اتجه الى حلاق فازال لحيته و شاربه و خفف حاجبيه و كل ذلك لأول مرة في حياته .. فلم يحدث ان حلق شاربيه من قبل ولا خفف شعره لهذه الدرجة اطلاقا و لم يعد حاجباه كثان مميزان .. صار رجلا عاديا كالاف يسكنون المدينة ..
و اتجه الى احد النوادي الراقية و طلب مقابلة المدير ..
في غرفته كان تامر يجلس على اريكة في الصالة يسرح باللعبة المنزوية بحزن جامد في الزاوية .. لم يسمح لأحد بلمسها من اطفاله و كان يعتني بها باهتمام رغم انها صارت نادرة في السوق و حل محلها ما هو افضل و احدث ..
شعر اشقر ..
عيون زرقاء ..
تامر ..
لعبة بسرجين ..
مدخل يفضي للمجهول ..
ماذا يربط بين كل هذه الامور التي تقرع فكره بين الحين و الاخر؟ ..
لا يدري ..
حقا لا يدري ..
و كالعادة شعر بالصداع فتنهد و نفض رأسه و نهض من مكانه و اتجه لفراشه و نام ..
في الصباح كان ينطلق كالعادة بسيارته مع ميساء لتوصيل الاطفال الى روضتهم .. و من ثم قضاء ساعات قليلة في النادي قبل ان يذهب الى عمله الذي يبدأ من ساعات الظهر ..
و جلسا الى طاولتهم المفضلة و اشار تامر للنادل ..
و قالت ميساء معلقة : يبدو ان عبد الواحد قد ترك العمل .. هذا نادل جديد.
لم يعلق تامر .. و لم يهتم بتبدل نادل او غيره؟
و اقترب النادل الضخم منهما مرتديا الزي المميز للنادي و قال بأدب جم : صباح الخير .. هل من خدمة اقدمها لكما؟
قال تامر : من فضلك .. عصير المانجا و طبق مكسرات منوع .

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
قديم 25-06-09, 02:02 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

انحنى النادل باحترام و انطلق يلبي الطلب ..
دقائق و عاد و معه الطلب ..
و فيما هو يصف الكؤوس و الطبق على الطاولة سأله تامر: جديد انت هنا؟
قال الرجل بارتباك خفيف: نعم .. اليوم هو يومي الاول فقد انتقل زميل الى بلد آخر و رشحني مكانه .. انه عمل جيد و مريح .
هز تامر رأسه و لم يجب .. ليس مستعدا لسماع قصة حياة هذا النادل ..
و لم يكمل النادل كلاما بعدها بل اكتفى بصف ما بقي و هو كوب ماء و مملحة و مناديل ورقية على الطاولة و غادر الى طاولة اخرى يجلس اليها بعض الرواد ..
و لم يول الزوجان اهمية كبرى للامر .. نادل جديد لا اكثر ..
و مضت ايام على هذا الحال ..
و في احد الايام كان الرجل يقرر ان الوقت صار مناسبا للعمل ..
و فتح معمله و استخرج زجاجة السم القاتل و خرج بها من المعمل و اغلقه باحكام و فتح القنينة و نقل قطرات منها الى انبوبة اختبار صغبرة و اغلقها باحكام و وضعها في جيبه و وضع القنينة التي تحوي السائل المتبقي على رف قريب لكي يتخلص منها عند عودته .. يجب ان لا يتخلص منها الان فقد يحتاجها لكرة اخرى فيما لو لم يتمكن من تنفيذ الضربة اليوم .. يجب ان لا يتسرع ..
و اتجه الرجل الى النادي كالعادة .. و انتظم في عمله كأن كل شيء رتيب ممل كالعادة ..
و في وقتهما المحدد حضر تامر و ميساء الى النادي و هما يتحدثان في امر ما ..
و جلسا الى الطاولة كالعادة و طلبا العصير و المكسرات ..
و اتجه الرجل يحضر الطلب .. و استغل انشغال الكل بعمله ليفرغ محتويات الانبوبة في الكأسين معا و يضعها في جيبه .. بصماته عليها لذا يجب عدم تركها هنا ..
و سار كالعادة ككل يوم و قدم الطلب لهما و انصرف لغيرهما ..
السم يبدأ مفعوله عادة بعد ساعت طويلة يكون هو خلالها خارج البلاد او قد تنكر بطريقة جديدة و تخلص من السم و اوراقه الثبوتية المزورة و كل ما يدينه ..
لقد اعد العدة بشعر مستعار و شارب و حواجب تعيده لسيرته الاولى ..
لقد حسب حساب كل شيء ..
و رآهما بطرف عينيه يتحدثان و لمح ميساء ترتشف من كوبها فاشاح بوجهه و اتجه الى المطبخ ليكمل عمله بارتياح شديد ..
و لم يظهر على ملامحة أي تغير و هو يعمل ككل يوم .. كان محترفا بحق ..
و بعد ثلاث ساعات مر على طوالتمها ليأخذ الكؤوس الفارغة و باقيا المكسرات ..
( وداعا تامر و ميساء ... لن تعيشا حتى مساء الغد .. و وقتها سأكون على متن الطائرة في رحلة سياحية احتفالا بموتكما .. و القادم اكبر .. ) .. و لم يقدر على منع ابتسامة صفراء من التسلل لشفتيه وهو يصفر بلحن شعبي شائع ..
و عاد من عمله كالمعتاد ليجد صديقه ينتظره و لما رآه مبتسما ادرك نجاح العملية فقال له بمرح حقيقي : هيا نتناول عشائنا فقد اعددت لك مائدة تليق بزعيم مثلك .
ضحك الضخم قائلا: احسنت يا صديقي فانا اتضور جوعا .
و جلسا الى المائدة يأكلان بشهية كبيرة ..
و في ذلك الوقت كانت ميساء تعاني من الام مبرحة في البطن مما استدعى نقلها فورا للمستشفى .. و هناك شخصوا حالتها على انها تسمم بمادة خطرة ..
و بدأوا بغسيل للمعدة و اعطائها العقاقير الطبية ..
و كان واضحا من وجوه الاطباء ان وضعها صعب جدا ..
و سأل والد تامر الطبيب عن حالتها
فقال الطبيب بعد صمت : تسمم مضاعف من خلطة شديدة السمية و الخطورة بطيئة العمل .. لقد تناولت الخلطة السامة جدا بكمية كبيرة.. لا اريد ان اسأل كيف فهو اختصاص الشرطة .. لكن حدث هذا قبيل ساعات .. و الى ان ظهرت الاعراض كان السم قد سرى بكل دمها .
قال الوالد بقلق: و كيف وضعها الان؟
قال الطبيب : لا اخفي عليك ان وضعها حرج جدا .. لو تناولت كمية اقل لكان وضعها افضل كثيرا .. لكن .. لندع الله ان تنجو من هذا السم المميت .. نحن نبذل اكبر من جهدنا من اجل ذلك و استعنا بأكبر خبراء السموم .. لكن .. كل شيء بيد الله
و تركه الطبيب و الوالد يقول بقلق ناظرا للارض : و نعم بالله .. ونعم بالله .
و جلس تامر ساهما مصدوما لا يدري ما يقول او يفعل و اسرته حوله يأكلها القلق ..
و اقترب مراد منه و قال : تامر .. انفض عنك الحزن و ركز معي قليلا ..
نظر اليه تامر بشرود فتابع باهتمام : لقد تسممت ميساء من شيء اكلته .. ما الذي اكلته اخر مرة ؟ و ماذا اكلت طوال اليوم؟ لقد كنت انت معها .؟
قال تامر : لقد اكلنها الكثير من الاشياء معا و لم يحدث لي شيء .
قال مراد : اذا تذكر ما الذي اكلته لوحدها منذ خرجتما في الصباح و حتى بداية ظهور الاعراض عليها .. ارجوك ركز و تذكر جيدا .. فقد يساعد هذا على علاجها ..
ونظر تامر بشرود الى ضابط شرطة و عدد من رجاله يقفون بعيدا قليلا ينظرون اليه ..
و صمت قليلا ثم قال بشرود : اولا تناولت صباحا كوبين من العصير في النادي فقد شربت كوبي كوني لم اشربه و كانت عطشة .. و ثانيا تناولت علبة كولا من محل تجاري اثناء تمشينا خارج النادي من ثلاجة كبيرة .. و بعدها تناولت حبة مثلجات من بائع متجول كان حوله عدد من الاطفال .. و اخر ما تناولته حبة تفاح من مائدة في البيت .. عدا ذلك تناولناه معا ..
تركه مراد و اتجه الى ضابط الشرطة و تحدث اليه قليلا و انطلق معه خارج المستشفى ..
و عاد تامر يغرق في دوامات سوداء بلا قرار ..
كان نشيج اولاده يمزق قلبه المحطم بقسوة ..
كانت الدموع تسيل من عينيه بصمت مقهور ..
يا لقسوة هذا العالم ..
و خرج طبيب اخر من غرفة ميساء مكفهر الوجه و ابتعد مسرعا بلا اية كلمة ..
و عاد قلب تامر يسقط بين قدمية برعب ..
دقائق و عاد الطبيب و معه اثنان اخران و مميرضة تدفع اماها عربة عليها اجهزةو ادوية و دخلوا الغرفة و اغلقوا الباب خلفهم باحكام ..
كان القلق يفتك بالاسرة كلها .. حتى فادي الصغير انطلق يبكي بين يدي خالته التي ضمته باكية بحرقة ..
و خرج طبيب مسود الوجه و قال : تريد ان تراكم .
صدم كلامه الجميع فهز رأسه بيأس و اشار للغرفة فاندفع الكل يدخلون الغرفة و يتحلقون حول السرير .. و خرج كل الطاقم الطبي بصمت حزين..
كانت ميساء شاحبة الوجه للغاية و قد اتصلت بها الاجهزة و خرطوم الاكسجين ..
و فتحت عينها بضعف شديد و العرق يغمر وجهها بغزارة .. و فتحت فمها بضعف و رفعت يدها بضعف اكبر مشيرة الى اولادها الذين يبكون وراحت تلمس وجوههم .. كانت الالام تفتك بها فتكا كسكاكين تمزق كل جسدها ..
و رفعت يدها صوب اختها مشيرة الى فادي فانحنت اختها باكية بالطفل و وضعته على صدر اختها التي ضمته بضعف و الدموع تسيل من عيناها ..
و كان الاطفال يبكون منادين امهم بحرقة متعلقين بالفراش ..
و نظرت اليهم دامعة بضعف و الم يشتد كل لحظة ..ثم نظرت الى تامر و راحت انفاسها تتسارع فترة قبل ان تقول بضعف بالغ اليم : اريد .. ان اطلب .. منك .. امرا .
اقترب تامر يجر قدميه بلوعة و قال : روحي فداك يا حبيبتي .
اغمضت عيناها فسال منهما الدمع و قالت بضعف شديد : اريد .. ان . تـ .. تزوج .. شـ .. يريـ .. ن .. ابـ .. ـنـ..ـة ..أبـ ..و .. فـا ..دي .
طفرت الدموع من عيون الجميع و ميساء تتراخى قليلا و تغمض عيناها ببطء ثم تستكين..
و قال تامر بقوة من بين دموعه : لا .. مستحيل .. لن ..
و وقع نظره على وجه ميساء البارد المصفر و تعالى بنفس اللحظة صفير جهاز القياس .. فراح تامر يهز ميساء هاتفا بخوف و فزع : ميساء .. ميساء ..
لكنها لم ترد فاندفع نحو الباب الزجاجي محطما اياه دون وعي و تناثر الزجاج ارضا بصوت عال لكنه لم يتوقف وهو يهتف صارخا مندفعا الى الممر بجنون: ايها الطبيب .. اين انت .. ايها الطبيب.. بحق الله أين انت ؟
اندفع الطبيب و الممرضات و راحوا يفحصون ميساء بسرعة ..
ثم راحوا يستخدمون جهاز الصدمات الكهربائي ..
و راح جسد ميساء الضئيل يقفز مع كل صدمة ثم يعود للاستكانة و الجهاز يواصل اطلاق صفيره بلا تغيير و الاسرة تتقلب باكية ما بين اليأس و الرجاء ..
ثم اعتدل الطبيب بيأس حزين و مد يده و اسبل عيون ميساء .
فصرخ تامر : لااااااااااااااااااااااا .. ميسااااااااااااااااااااااااااااااء .. لااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
و راح الاطفال يبكون صارخين متعلقين بالفراش : ماما .. لا تتركينا .. مامااااااااااا ..
و ضمها تامر الى صدره هاتفا بلوعة باكية: ميسااااااااااء .. لااااااااااااا.. يا الله .. لااااااا .
حتى فادي الصغير كان يبكي واضعا اصبعه في فمه ناظر لأمه مرددا : مّا.. مّا ..
و راحت دموع تامر تسيل على وجه ميساء المصفر الساكن وهو يبكي بحرقة ولوعة بلا حدود و اطفاله يمسكون باصابع امهم الباردة يتلمسون حنانها وقد صاروا ايتاما بلا ام..
و اقترب الاب من تامر و امسك بيديه و ابعده عن ميساء باكيا .. و تامر ينشج باكيا بحرقة ناظر ا لميساء مرددا : يا الله .. ميساء .. لماذا يارب ؟ ميساء .. ردي علي ..
كان بكاء الاولاد يقطع القلب و هم يحتضنون كف امهم مرددين : ماما .. ماما .. اريد ماما ..
و كانت يارا الصغيرة تحاول الوصول الى وجه امها لتلمسه لكن اناملها الصغيرة لا تصل للوجه المستكين و اثار الدموع عليه لم تجف ..
و كانت البنت الاخرى نسرين تضم يد امها تحاول استشعار الدفء بها كما مضى ودموعها لا تتوقف كانها لا تصدق انها صارت بلا ام ..و كانت تبكي بنشيج يدمي القلب ..
و كانت شقيقات تامر يبكين بصوت مسموع و تامر يصرخ بجنون : ميسااااء .. دعوني .. لماذا؟ .. يا الله خذني و دعها .. يا الله دعها لي .. لا تحرمني منها .. ميسااااااء .
و تملص من يد والده و رمى نفسه على السرير يبكي بلوعة ..
و اقترب منه والده دامعا يقول: كفى يا تامر .. اطلب لها الرحمة يا بني ..
قبض تامر اصابعه على الغطاء فوق ميساء و هو يدفن وجهه به منتحبا .. كانت نار الحزن المستعرة في قلبه لا تطاق ..
و عاد الوالد يبعده فجن جنونه و راح يضرب وجهه و رأسه بكفيه صارخا باسم ميساء ..
و شاهد اولاده يحيطون بامهم يحاولون بيأس الحصول على حنانها باكين بحرقة ..
فصرخ بكل قوته : لااااااااااااا.. ميسااااااااااااااااااااااااء.
و هنا دخل عدد من الاطباء و جروا تامر بعيدا و غرس احدهم ابرة في ذراعه فشعر بدوار شديد و سقط ارضا لكنه لم يغب عن الوعي بل بقي ينظر الى السرير و الجسد المسجى باكيا بلوعة شديدة و الم مفرط ..
و اخرجوه للممر و اجلسوه على مقعد هناك و معه بقية الاسرة و الاولاد ..
و شاهد الممرضات من وراء الزجاج يلففن ميساء بغطاء ابيض و يغطين وجهها و يجهزنها فهاج حزنه و نزل دموعه بغزارة و هو يندفع صوب الغرفة ..
لكن دموعه منعته من الرؤية جيدا فاصطدم بالجدار و الباب قبل ان يعيده الاطباء للخارج .

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
قديم 25-06-09, 02:03 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

و قال له الوالد دامع العينان : اطلب لها الرحمة يا بني .. ما تفعله لن ينفعها في اخرتها .. ما تفعله لا يجوز يا بني .. احمد الله انها لم تعان طويلا .. لقد استراحت من الالم يا ولدي .
تهاوى تامر ارضا قائلا : اااه يا الله .. ميساء .. خذني يا رب .. لا تتركني لعذابي ..
ضمت والدته رأسه لصدرها باكية قائلة : لا قدر الله يا بني ..كفى ..ستقتل نفسك.
في تلك اللحظة كان الاطباء يدفعون سرير ميساء خارج الغرفة ..
فاطلق تامر صرخة ملتاعة و هو يتشبث بسريرها و اطفاله يلتفون حول السرير صارخين منادين على امهم و البنت الوسطى تصيح : ماما .. لا تذهبي ماما .. ماما .. لا تتركيني.
جذبه والده برفق قائلا : كفى يا تامر .. اطلب لها الرحمة يا بني .. كفى ارجوك .
و ابعدت شقيقات تامر بناته عن السرير الذي راح يبتعد و روح تامر تنتزع من مكانها خلفه و بكاء اطفاله يمزق قلبه بقسوة شديدة .. و فادي الصغير يردد ( مّا .. مّا ) باكيا ..
و بقي ينظر من بين دموعه اليها ..
كانت تبعتد ..
لن يراها من جديد ..
قبل ساعات كانت نابضة بالحياة ..
كانت تتحدث اليه ...
يسمع صوتها ..
يضحك معها ..
يمسك يدها ..
يلاعبها ..
تتدلل عليه ..
يمازحها و تمازحه ..
يغرق في عيناها الجميلتان ولا يرغب في الخروج منهما..
لا يصدق انها لن يراها بعد اليوم ..
لا .. هذا لا يمكن ان يحدث له .. هذا يحدث للغير فقط و ليس له ..
هل حقا لن يمسك كفها من جديد؟
لن يضمها الى صدره مرة اخرى؟
لن يسمع صوتها ابدا؟
كيف؟
لماذا؟
ما اقسى هذا القدر الاسود ..
كان عقله يغلي كمرجل بخاري متفجر ..
كان حزنه يلسعه كنار مستعرة في قلبه لا يطيقها بشر ولا جان ..
يريد ان يصرخ ..
ان يحطم الدنيا ..
ما فائدة الحياة بلا ميساء؟
ما نفع أي شيء بعد ميساء؟
يريد ان يلحق بها الى العالم الاخر ولا يتركها ..
لكن نشيج اطفاله الذي مزق حطام قلبه الدامي اعاده للارض ..
لو مات ماذا سيحل بهم؟
هل تحتمل قلوبهم الصغيرة صدمتان معا؟
و ترك دموعه تسيل انهارا و هو لا يقوى على النهوض من ماكنه بسبب الحقنة التي اودعها في عروقه و كان من المفروض ان ينام اثرها ..
لكن شدة انفعاله و حزنه منعا نومه ..
و كيف ينام و ميساء ستنام تحت التراب بعيدا عنه؟
بعد ان كانت تنام في فراش ناعم وثير ستنام تحت التراب ..
قلبه و حبه و ملاكه ستدفن بعيدا عنه ..
سينزل فوقها المطر في الشتاء ..
و ستكون وحدها ..
(لا .. لا تبعدوها عني .. ايها الناس .. انها تخاف الوحدة .. ستبرد في المطر .. اعيدوها لي ... اعيدوها بالله عليكم .. اتوسل اليكم اعيدها .. خذونيانا و اعيدوها ..)
و انهار باكيا على الارض و امه تحتضن رأسة باكية بحرقة ..
و بقي ينظر الى الممر الذي اخذوا ميساء منه على امل ان يراها قادمة مبتسمة و تقول له انها بخير و تمسح دموعه باناملها الرقيقة ..
لا يمكن ان تموت ميساء ..
لا يمكن ان تتركه يحزن ..
ستعود .. بلا شك ستعود ..هي ذهبت لتستريح فقط .. متعبة كانت لا اكثر ..
سيأتي الطبيب و يقول له انها نائمة فقط ..
و سيقول له انها كانت متعبة و ستصحو و تعود للبيت ..
تعود لأطفالها تلاعبهم ..
ستحضن فادي الصغير و يضحك بين اناملها التي تداعب خواصره الطرية ..
و سيمد يده الى شعرها يمسكه كي ينام كعادته كل يوم ..
و سيغفو فادي و هي تغني له اغنية جميلة بين يديها ..
و ستمشي على رؤوس اصابعها لتضعه في السرير ..
ستغطيه و تقبله ثم تسدل الناموسية على سريره و تبتعد بهدوء كي ينام ..
اجل ..
لن يسمح لأحد ان يقول له ان ميساء ماتت ..
من سيعلم يارا دروس الحساب؟
و من سيساعد نسرين على تسريح شعرها في الصباح؟
من سيخفف عنه عناء العمل في المساء بسهرة رومنسية في حديقة المنزل كل يوم؟
من سيعلم فادي الصغير اول خطوات المشي ؟
اه يا ميساء .. اه يا حطام قلبي الحزين ..
عودي بالله عليك .. عودي و لا تتركينا ..
لا تموتي .. فأنت لم تشبعي من الحياة ..
جديدة انت على الموت .. ذاك الدرب الاسود البعيد .. ايها الموت ترفق بها .. رحماك ..
كان تامر يفكر و يتكلم و يبكي في ان معا ..
و كان مراد يقول للاب وهو ينظر الى تامر بحزن : لقد عرفنا الفاعل .. انه غالب الونش و معه صابر المفك .. لقد لقيا ربهما بعد ان تناولا العشاء .. يبدو حسب ظروف المكان انهما تناولا عين السم بالخطأ و كان موجودا في قنينة صودا وجدوها فارغة بالكامل و هما صريعان في غرفة الجلوس و عثرت الشرطة على معمل سري اكدوا ان السم صنع داخله .. و قد تحفظوا على المكان لحين اكمال التحقيق .
اغمض الاب المفجوع عينيه قائلا : لقد لقي عدالة الله .. لكنه ترك لنا مصيبة كبيرة .
هز مراد رأسة و غادر ..
سيقع على عاتقه امر الجنازة و ترتيبات ما بعدها فالاسرة لن تكون بحالة تسمح لها بالقيام بكل تلك الامور .. وهو يعرف ما سيفعل ..
كان حزينا للغاية على ما اصاب ميساء ..
و غاضب اكثر على من فعل هذا ..
لكنه قلق اكثر و اكثر على تامر ..
لن يسمح لصديق عمره ان يجن او يموت حزنا على ميساء ..
تكفي خسارة واحدة بحجم خسارة ميساء لهذه العائلة لتعيش حزينة سنين طوال ..
و تنهد بسخط شديد ..
كيف فعلوها ؟
كيف ؟
لقد حرص بنفسه على بتر اطرافهم كلهم ..
لكن رأسا كان لا يزال في السجن و نسيه الكل حتى هو ..
و ها هو يطل و يلدغهم في مقتل ..
و مات و مات سره معه ..
و نفض مراد رأسه ..
لا وقت لهذا الان . فالجرح العميق لا يزال ينزف ..
يجب ان يقوم بواجبه ..
و راح يجري اتصالات شتى بجهات عديدة ..
و بعد نحو نصف ساعة او اكثر عاد للمشفى ليجد الاسرة لا زالت غارقة بدموعها ..
لا يلومهم ابدا ..
حتى هو يكاد يبكي مثلهم لولا ان واجبه يقهر مشاعره ..
و اقترب من الاسرة الثكلى المصدومة و طلب منهم بأدب العودة معه للمنزل ..
و كما توقع كان الرفض بالاجماع ..
لكنه قال : لقد طلبت نقل ميساء الى المشفى الوطني لأنه قريب من منزلكم لكي يتم اخراجها الى المنزل باقرب وقت غدا من اجل اجراءات الدفن ..
و عندما اتى مراد على ذكر الدفن انخرط الكل في البكاء من جديد خصوصا تامر الذي حقا فقد السيطرة على نفسه مما اجبر الاطباء على تخديرة بجرعة قوية انهار على اثرها ارضا ..
و اقبل عدد من رجال مراد كان قد اتصل بهم فاشار لهم فاتجهوا الى تامر و الاسرة و راحوا ينقلونهم خارج المستشفى الى سيارات خاصة بالعائلة ..
و غادر الركب التعيس مبنى المشفى دون ان يدرك ان ميساء لم تغادر ثلاجة الموتى ..
لكن لم يرد مراد لهم ان يتعذبوا اكثر من هذا ..
لا بد لهم ان يرجعوا للمنزل ليستعدوا لمراسم الدفن العائلية ..
لقد رتب كل شيء .. الصحف .. المعزون .. مكان العزاء .. استقبال الوفود .. مكان الدفن و ساعته و خط سير الركب .. كل شيء ..
فقد اتصل اتصالات شتى برجاله و غيرهم و الكل الان خلية نحل يعملون على ان يكون الامر جاهزا في الصباح ..
بقي امر واحد ان تجهز العائلة نفسها للامر ..
وهو اصعب الامور و اكثرها حساسية ..
كانت الساعة تدق العاشرة مساء عندما وصلت السيارات للمنزل ..
و كان رجال مراد قد ازالوا كل صور ميساء و قامت الخادمات باخفاء ملابسها و ادواتها كلها بناء على تعليمات مراد ..
يجب ان تهدأ النفوس ولو قليلا حتى يمكنه العمل في ظل هذا الظرف التعيس..
ولا حاجة لوصف تلك الليلة ..
فقد باتت العائلة اسوأ ليلة لها على الاطلاق ..
و في تمام العاشرة صباحا كان موكب جنائزي مهيب يغادر المشفى تتقدمه سيارة فاخرة سوداء مكللة بالزهور تحمل نعش ميساء منطلقة في الشارع الخالي الذي تم تحويل السير عنه بالتنسيق مع شرطة المرور لمنع الزحام فقد كان عدد السيارات المشاركة كبيرا جدا ..
و في المنزل كان رجال مراد يرتدون حللا و نظارات سوداء حدادا على الفقيدة ..
و في المنزل القت الاسرة النظرة الاخيرة على ميساء التي كانت تبدو كانها نائمة لا ميتة ..
و بكى تامر حتى كاد يفقد الوعي و حتى ابعدوه عنها بالقوة ..

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة حب ... في زمن لا يعترف بالحب ... فهل ستستمر ام سيكون مصيرها مثل ماسبق .....
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:08 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية