لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-05-09, 08:24 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء الرابع

لو لم تكن شيرن بحياته لما وجد على سطح الارض من نسل حواء افضل ولا اجمل من ميساء لتكون شريكة عمره ..
كاد ينسى شيرين في بحر عيون ميساء العسلية المتألقة بجمال اخاذ لا يقاوم ..
كانت تختلس اليه النظر بحياء و تشيح بوجهها بخجل كلما التقت عيناهما تاركة سهما كبيرا ينفذ الى قلبه مع كل نظرة ..
لكن حب شيرين كان درعا صلبا تتحطم عليه تلك السهام الجميلة رغم انها تترك اثرا عميقا .
و بمهارته المعهودة فتح تامر مع ميساء حديثا شيقا انهمكا فيه ناسيين ما و من حولهما .. و ليس اسعد على قلوب الاهل من رؤية العروسين منهمكين بالحديث فهذا دلالة المحبة و الانسجام و بالتالي يحرم مقاطعتهما لأي سبب الا ان يكون سببا قويا و تقوم ام احدهما بالتدخل و باسلوب لبق لتخبرهما بلطف مثلا ان حريقا اصاب المنزل و يكاد يشويهما و بالتالي عليهما التكرم بالمغادرة .. او ان قنبلة تحت قدميهما تكاد تنفجر و بالتالي يجب تغيير المكان لكي لا تتلف ملابس السهرة .. و اقل من ذلك لا يستحق المقاطعة ابدا ..
ان لتقاليد الخطبة قواعد صارمة اكثر من جيش روسيا ..
و مضت ساعات و تامر و ميساء يتحدثان بشتى المواضيع و قد ذاب حاجز الخجل و التردد بينهما و صارا يتعاملان كما يجب مع بعضهما ..
و في وقت متأخر غادرت اسرة تامر منزل اسرة ميساء بعد ان اتفق الطرفان على تفاصيل حفل الخطوبة و مكانه و اجراءاته و ما الى ذلك من عشرات التفاصيل التي يجب ان تراعي العادات و التقاليد و العلاقات العامة مع الاسر الاخرى ..
و عاد تامر الى منزله شاعرا بدوار ..
كان يشعر كأنه يخون شيرين بخطبته ميساء رغم ان هذه كانت فكرة شيرين نفسها ..
كيف اطاع فتاة صغيرة بأمر جلل كهذا ؟
هل كانت تريد التخلص منه ؟ هل تريد ابعاده عنها ؟
لا .. مستحيل .. فهي تحبه .. بكل المقدسات يقسم انها تحبه .. و هو يحبها ..
اذن ليثق بحبها و ليمض قدما في خطتهما معا ..
و هذا ما كان ..
كانت حفلة الخطوبة صاخبة للغاية تحدثت عنها الصحف كثيرا و انفقت الاسرتان مبالغ هائلة فيها .. انها حفلة القرن كما اسموها ..
لكنهم غيروا رايهم عند حفل الزواج الذي جاء بعد اسبوعين فقط من حفل الخطوبة فقد كانت الاسرتان مستعجلتان جدا لإتمام الزواج .. ولولا كلام الناس لكان الزواج بعد يومين من الخطوبة ..!!
كان حفل الزواج حفلا يشبه الاساطير بكل معاني الكلمة ..
فقد جرى الاحتفال في حدائق سياحية تم حجزها بالكامل مدة ثلاثة ايام و اختيار منطقة تسمى ( جنان هاواي) كمكان رئيسي للعرس الذي استمر ثلاثة ايام كاملة دون توقف ولو لدقيقة و اشترك به المع نجوم الفن في المنطقة كلها .. كان مهرجانا حقيقيا صنعت به عجائب تستحق التسجيل في موسوعة جينيس للارقام القياسية .ز كانت اضواء الليزر و المفرقعات الملونة و الزينات و الاضواء تصنع جوا احتفاليا قلما يشهده بلد عبر العالم و كان العرس مفتوحا لجميع الناس مع احتياطات الامن طبعا .. و قدر عدد الحضور بعشرين الفا لكل يوم .. فالطعام مباح و الشراب .. ناهيك عن عشاق الفن الذين حضروا لرؤية نجومهم المفضلين على الطبيعة يحيون عرسا مذهلا بتكاليفة و اعداده و تقنياته ..
اذا كانت حفلة الخطوبة اسموها حفلة القرن فكيف بالعرس؟
لا يدري ان كانت شيرين طالعت الاخبار ام لا .. فهي مسافرة انذاك لقضاء العطلة الصيفية مع اسرتها خارج البلاد في جولة سياحية سنوية كما فهم تستمر حتى اخر الصيف و قرب افتتاح المدارس ككل عام ..
و ربما كان هذا افضل ..
فهو لا يطيق فكرة ان تكون شيرين بالمنزل تطالع اخبار خطوبته و تتألم ..
و ربما كونها غر مطلعة على ما يجري بعث عنده راحة نفسية ساعدته على اتمام الخطوبة كما يجب و دون اية منغصات ..
و هكذا صار تامر و ميساء مخطوبان رسميا لبعضهما ..
و كان تامر لا يقصر مع ميساء ابدا في حقوقها و لا واجباته تجاهها ولا يجعلها تحس بأي شيء .. رغم ان ضميره كان يعذبه ..
ما ذنب ميساء لكي تكون ضحية حبه؟
كيف ستستقبل مسألة زواجه من شيرين ان انكشف الامر؟
كيف ستكون ردة فعل العائلتان؟
لا شك ان جهنم ستزور الارض وقتها و تتربع في المدينة ..
لكن ليبق كل شيء كما هو مخطط له و عندما يتزوج شيرين و يتم حلمه ساعتها لكل حادث حديث و سيجد طريقة ليبقي الامر سرا ..
لا بد ان شيرين الان تتمتع بالسياحة كما فراشة جميلة تنتقل من خميلة لأخرى تنشر سحرها في كل مكان تزوره ..
هذا افضل لها من ان ترى تامر يمسك بيد فتاة اخرى و يسير معها في مكان ما في حين ان شيرين كان من يجب ان تكون مع تامر لا غيرها ..
اه لشيرين و عيون شيرين و جمال شيرين و حب شيرين ..
و هل كثير ان تشتعل حرب لأجل شيرين ؟
و هل غريب ان تنحر الاضاحي عند قدمي فاتنة كشيرين قرابين وثنية ؟
اه شيرين .. يا حارقة روما قلبي .. يا فينوس الحب القاسية .. احبك .
و قطع ذكرياته طرقات خفيفة على الباب ..
و نهض من مكانه بنشاط و سأل: من ؟
اتاه صوت رصين يقول : انا ابو جودت .. العشاء جاهز يا سيدي.
العشاء؟
و نظر الى ساعته .
لقد استغرقته الافكار حتى الليل دون ان ينتبه ..
فقال بسرعة : حسنا انا قادم ..لحظات فقط .
لم يعلق الرجل و انصرف ..
و نزل تامر الى مائدة العشاء حيق التم شمل الاسرة .. والداه و شقيقاته الثلاث و حولهم الخدم ..
و لم يتحدث احد حول الحادث ابدا على الطعام ..
امور الاسرة يجب ان لا يسمعها الخدم ولا العاملين بالمنزل ..
و انتهى الغداء على خير و تفرقت الاسرة من حول المائدة كل الى شأنه ..
و ما ان استقر تامر على سريره حتى سمع طرقات ناعمة على الباب .. و انفتح الباب و دخلت شقيقته الوسطى نرمين قائلة : ما الذي جرى يا تامر؟
قال تامر سارحا في السقف : لا تقلقي يا نرمين .. مجرد حادث عابر راح لسبيله.
قالت : الى متى ؟ هل سنظل نعيش القلق كل يوم؟
قال : ليس طويلا يا عزيزتي .. ليس طويلا .
قالت : منذ اشهر و انت تكرر هذا الكلام .. سيقتلنا القلق عليك يوما .
قال تامر مبتسما : لا تقلقي يا نرمين .. شقيقك له الف روح بجسد واحد .
و قبل ان تتابع نهض قائلا : هم من يجب ان يقلق يا نرمين و ليس نحن .
قالت بغيظ : سحقا .. اكل هذا من اجل فتاة ؟
نظر اليها تامر بصمت قليلا ثم غادر الغرفة بلا كلام .
و سمعها تقول من خلفه بنبرة باكية : سيقتلني القلق عليه يوما .
و ركب تامر سيارته و انطلق بها مرة اخرى فى ليل تملأه انوار المدينة حتى استقر به المقام في حديقة عامة اتخذ بها مكانا منزويا يطل على منظر جميل ..
هذه الحديقة تقع ضمن سيطرة اسرته لذا لا خوف من مشاكل جيدة رغم انه لا يخاف تلك المشاكل ابدا فهو قادر على تخطيها بسلاسة و يسر ..
و طلب كأسا من عصير الاناناس راح يتأمله قليلا ثم ارتشف منه رشفة ..
انه عصيرها المفضل .. شيرين .. حبيبة قلبه ..
و عادت الذكريات تجره اليها ..
اه لدموعها عندما عرفت..
اه لعينين يسيل منهما خمر الجنة ..
اه لوجه ملاك تكسوه الدموع الفضية ..
و تلك النظرة بعينيها ..
تلك الملامة بنظراتها ..
أي قلب من صخر يمكنه ان يصمد امامها دون ان يتصدع؟
أي فؤاد يمكنه ان لا ينفطر لمرأى ذاك الحزن يرتسم على الوجه الملائكي؟
لماذا يا تامر؟ لماذا؟ .. سألته باكية بحرقة ..
قال محطم الفؤاد : اليس هذا ما اردت يا قلب تامر؟ اليس هذا ما اجبرتني عليه ؟
قالت نافضة رأسها كمن يريد الخروج من حلم : لا اصدق .. حقا لا اصدق.
قال بلوعة : شيرين .. اقسم لك انني لم احبب سواك .. وان ميساء ...
قاطعته صارخة من بين دموعها : الم تجد غير ميساء؟ هل انقطع نسل حواء الا من اعز صديقاتي؟ لن اغفر لك هذا ابدا .
قال برجاء حزين : لم اكن اعلم يا شيرين .. ارجوك .. ماذا افعل ؟
بكت بحرقة انخلع لها قلبه من مكانه و راحت تقول : ميساء؟ لا اصدق .. كيف تجرؤ؟
قال بحزن : و كيف لي ان اعرف؟
قالت باكية : لو كنت تحبني حقا اليس من واجبك ان تعرف اهلي و اصدقائي و ما يختص بي؟ الست انا اعرف كل هذه ا لاشياء عنك؟
قال بملامة : لو كنت تعرفين الم تعرفي ان ميساء قريبتي ؟
صرخت قائلة بقلب جريح : كنت اعرف .. و اسعدني هذا اكثر مما تتصور .. لكن ان تتزوجها هذا كثير..
و تركته وانطلقت نحو سيارة اسرتها التي ينتظرها بها سائق و حارسان و قريب لها لم يره من قبل ..
و اندفع خلفها يريد اللحاق بها لكن الحارسان اعترضاه فصرخ بجنون هادر: ابتعدوا عن طريقي.
لم يتحرك الحارسان و بقيا متحفزان فسحب مسدسه هاتفا : سأقتل من يعترضني.
سحب الحرس اسلحتهم فسحب حرسه اسلحتهم ايضا و كذلك قريبها .
و كاد الامر يتحول الى ساحة قتال لولا ان صرخت شيرين : كفى .
توقف الكل فصاحت بهم : كفى .. وحوش .. كلكم وحوش .
قال تامر : شيرين .. ارجوك ..
قاطعته باكية: انا التي ارجوك يا تامر .. كفى .. اريد ان اذهب .. اتركني لوحدي
.

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
قديم 16-05-09, 02:28 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ناقد مبدع


البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38720
المشاركات: 2,993
الجنس أنثى
معدل التقييم: Emomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييمEmomsa عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1554

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Emomsa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الجزء رائع ... ومازالنا نغوص في اعماق ذكريات تامر .....وحبه ... الذي انكتب عليه الموت قبل ميلاده ....

هل شيرين ابنة احدى العائلات الاخرى الذين بينهم وبين عائلة تامر عداوة ام ان العداوة بدأت منذ بداية حبهما ... وطلبه للزواج منها ....
مازال هناك غموض ارجو ان ينكشف قريبا مع توالي الاحداث ....


ما شاء الله متمكنة من خيوط رواياتك وتنتقلين بين الماضي والحاضر بحرفنة وتصفين مشاعر تامر بدقة.......


منتظرين الاحدث القادمة بشوق لا تطولين .....

 
 

 

عرض البوم صور Emomsa  
قديم 16-05-09, 06:47 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2008
العضوية: 94465
المشاركات: 456
الجنس أنثى
معدل التقييم: sandy0 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 24

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
sandy0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

جميلة اختى بجد تسلم ايدك

و دايما يا رب فى تميز مستمر

 
 

 

عرض البوم صور sandy0  
قديم 17-05-09, 03:13 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2007
العضوية: 38061
المشاركات: 156
الجنس أنثى
معدل التقييم: mshmshty عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
mshmshty غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

رواية كتير رائعة وبتفكرنى بقصة ورميو وجوليت

منتظرة اعرف باقى الاحداث وبليز متتأخريش علينا

تسلمى على الرواية الرائعة

 
 

 

عرض البوم صور mshmshty  
قديم 21-05-09, 09:39 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Dec 2007
العضوية: 58488
المشاركات: 26
الجنس أنثى
معدل التقييم: غرور انثى 2010 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
غرور انثى 2010 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : غرور انثى 2010 المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الجزء الخامس


خفض تامر سلاحه بيأس ممزق القلب و قريب شيرين يدخل شيرين السيارة و ينظر لتامر
نظرة حقد و شماتة و دار حول السيارة و احتل مكان السائق و انطلق و شيرين تدفن وجهها بكفيها باكية بحرقة ..
و بقي تامر واقفا ينظر الى السيارة المبتعدة تحمل قلبه داخلها ..
لولا الحياء لجلس و بكى كالاطفال ..
و اعاد سلاحه الى غمده ببطئ و عاد صامتا الى السيارة الخاصة به و اراد اللحاق بسيارة شيرين لكن قائد الحرس منعه .. كان قائد الحرس من اصدق أصدقاءه و هو رجل مخلص بحق لطالما ساعده في المآزق ..
و كان مراد قائد الحرس شابا ذكيا حلو الكلام حازما لا غنى للاسرة عنه لذا اعطوه صلاحيات لاحدود لها تصل لدرجة التصرف دون استشارة احد الا في الامور الكبيرة ..
و لذا كان اول ما فعله في ذاك الموقف وقتها ان جرد تامر من مسدسه و اشار لرجاله فانقضوا على تامر و قيدوه فراح يصرخ بهم بجنون : هل جننتم ؟ ماذا تفعلون؟
قال مراد بهدوء لرجال: ضعوه في المقعد الخلفي و لا تتركوه وحده .
جلس حارس على يمين تامر المقيد و اخر على شمال و قاد مراد السيارة يجلس بجواره حارس يحمل سلاحه متحفزا ..
و انطلقت السيارة مسرعة و تامر يقول بغضب لمراد : هل نسيت من انت ؟ كيف تفعل هذا بي؟ هل انت هنا لحراستي ام لخطفي؟
قال مراد بحزم : اصمت و دعني اركز بالقيادة.
صرخ به تامر : انت مجرد موظف عندي .. هل سمعت .. موظف يأخذ راتبه اخر الشهر .
قال مراد ساخرا : اه .. الراتب ..ذكرتني .. اريد علاوة هذا الشهر .
صرخ به تامر : هل تسخر مني ؟ انت مفصول انت و كل كلابك .
قال مراد لحرسه : كمموا فمه.
صرخ به تامر : خائن ..
و كمم الحرسان فمه فبقي يهمهم بغضب شديد .
و وصلوا الى المنزل فاشار مراد لرجاله فحملوا تامر الغاضب الى الحديقة و هرعت شقيقاته بجزع و رحن يحللن وثاقه و جاء والده و معه بعض مستشاريه ..
و سأل بغضب : من فعل هذا بتامر؟
كان تامر قد تحرر فنزع الكمامة عن فمه و ضرب بها الارض صارخا بغضب: من ؟ اسأل قائد حرسك الهمام .
نظر الاب لمراد بغضب فقال الاخير بهدوء : نعم انا من فعل هذا .
نهض تامر ملوحا بسبابته في وجه مراد بغضب قائلا: ستدفع الثمن يا مراد انت و رجالك الخونة .. لا اريد ان اراك هنا بعد اليوم .. و ساقتلك لو شاهدتك ولو بالشارع.
قال الوالد : كفى .. ماذا حصل يا مراد؟
روى له مراد ما حصل ببساطة .
و قال تامر : انا تامر يقيدني رجالي .. أي مهزله هذه؟ كيف يمكن الثقة بهم بعد اليوم؟
تنهد الوالد مطرقا ثم قال بحزم : مراد .
نظر اليه مراد بهدوء فتابع : لا تنس تفقد مجموعة الحراسة المسائية فجواد مريض اليوم.
ابتسم مراد بصمت فهدر تامر: ماذا؟ هل سيبقى؟ لقد قيدني و عرضني للخطر .
قال الوالد : ولو صفعك لكنت اعطيته مكافئة .
حملق بهم تامر بدهشة قائلا : ماذا؟
تجاهله الاب و عاد للفيلا بتمهل .
و جلس تامر على العشب ..كان يدرك انهم على حق
كان يفرغ توتره بمن حوله بعد ذهاب شيرين ..
و تفرق الكل من حول تامر و بقي رامي الذي قال لتامر بهدوء : ان كانت تحبك حقا فلن تخسرها يا تامر .. لكن ميساء هي المشكلة بينكما .. مشكلة لا ذنب لها .
و تركه و اتجه الى رجاله ليتابع عمله .
و بقي تامر مكانه و الدنيا تدور حوله بدوامة سوداء قاسية ..
و طوال الايام التالية كان يحاول الاتصال بها لكن دون فائدة ..
لقد غيرت رقم هاتفها و عملت له حظرا على المسنجر و لم تعد تذهب الى أي من الاماكن التي كانا يترددان عليها و لم كين يمكنه ان يراها الا عندما تغادر منزلها فحسب و يكون معها حارس او قريب .. و لاحظ ان قريبها ذاك يكثر الذهاب عندهم ..
يبدو انه يريد استغلال الوضع للتقرب من شيرين ..
لكن يبدو انها لا تحبه كما لاحظ ..لا تحب صنف الرجال عموما ..
ما كان يعطيه الامل انها كانت تنظر اليه بحزن و عتاب لا بغضب و كره ..
و هذا جعله يستمر في المحاولة لاقناعها بالعودة اليه لكن بلا فائدة ..
و للاسف انعكس الامر على حياته الداخلية ..
ميساء ادركت بطريقة او باخرى ما يحدث و انها متعلق بشيرين ..
و جن جنونها ..
تامر زوجها يحب اعز صديقاتها؟
اذن هذا هو سبب ابتعاد شيرين عنها مؤخرا ..
و استحالت حياتها مع تامر جحيما لا يطاق ..
تامر يرى ان شيرين احق من ميساء بالزواج كونه يحبها ..
و ميساء ترى تامر يخونها مع اعز صديقة لها ..
و كانت العادات تجبرهما على اخفاء الخلاف بينهما امام الناس .. و الابتسام ..
كان تامر ممزقا بين ميساء و شيرين ..
ممزق ما بين قلبه و ما بين عقله و واجبه ..
عقله يقول له ان ميساء زوجته و لها حقوق الزوجة بكل دقائقها و ان زواجهما هو محور هام للعائلتين و مصدر قوة لا غنى عنه ..
و قلبه يجري وراء شيرين الجميلة الغاضبة كحصان جامح يجر خلفه صاحبه جرا..
و يكاد و الحق يقال ان يفقد كلا الامرين معا .. قلبه و عقله ..
لكن .. هل سيستسلم للامر؟
كلا ..لن يخسر احدا .. لن يخسر اسرته و زوجته و لن يخسر قلبه ايضا ..
سيحارب الدنيا لأجلهما معا ..
كانت شيرين وقتها تعاني ايضا من نارين .. نار حبها لتامر و نار حبها لصديقتها ميساء..
نفس النار تعاني منها ميساء ايضا .. ما بين تامر و شيرين ..
لكن لم تنقطع العلاقة ما بين شيرين و ميساء و كأن احدهما لا تدري بعلاقة الاخرى مع تامر
شيرين لا تظهر لميساء حبها لتامر و ميساء لا تظهر لشيرين انها تعلم بحب تامر لها ..
لعبة مؤلمة بينهما .. لعبة اخفاء المشاعر..
لم يكن تامر يتميز بالصبر الجميل ..
لكنه لم يكن متهورا ..
و كان شديد العناد فيما يختص بما يريد ..
لذا لم ييأس من ان يستعيد شيرين و لم يترك الامر للزمن في نفس الوقت ..
و انطلق صوب منزل شيرين و ما ان وصل حتى شاهد سيارتها تنطلق بها فلحق بها ..
كان يعلم انه ترافق الحرس عادة و انه الان بلا حراسة و قد يتعرض للاذى فيما لو حاول التحدث لها .. لكنه لم يبال ..
و سارت سيارة شيرين مسافة طويلة لم قبل ان تصل مكانا لم تكن شيرين تقصده من قبل ..
حي شعبي قديم متداخل المباني و الزقاقات ..
يبدو انها ملت كل الاماكن و قررت الابتعاد عن عالمها ولو قليلا ..
و هبطت شيرين كأجمل ما تكون الفتيات .. متألقة بفستان بسيط جميل ..
و دهش تامر ان لم يجد معها الا سائق عجوز لا اكثر .. لا حراسة ..
اذن قد يمكنه محادثتها دون عوائق ..
و نزل بدوره من السيارة و سار خلفهما على مسافة نحو عشرين مترا لكي لا يحرجها مع السائق الذي تبدو الطيبة عليه..
كان يفكر في طريقة لكي يجلس معها .. سينتظر حتى يبتعد السائق عنها ولو دقيقة لكي يكلمها ولو كلمة ..
و سارت شيرين و السائق خلفها حتى وصلت مكانا بعيدا نسبيا عن الحي الشعبي .. كان واضحا انها تسير على غير هدى .. فقد كانت المنطقة عبارة عن منازل نصف مهجورة ..
و اسرع تامر في مشيه قليلا .. وما ان صار على مسافة عشرة امتار منها حتى وجد ان اربعة من الشبان يعترضون طريقها بشكل ينذر بالسوء .. و سمع احدهم يقول لها : دعك من هذا العجوز و تعالي معي يا حلوتي فانا اقدر على اسعادك منه ..
قالت له بغضب: انقلع من هنا ايها الوغد؟
ضحك الاربعة و قال اخر : وقحة و جميلة .. هذا ما احبه .
قال السائق : ابتعدوا ايها المجرمون.
قال احدهم بتحد مستهتر : و ماذا لو لم نبتعد؟ هل ستضربنا؟
و ضحك الاربعة بنزق ..
و هنا وصل تامر فتعلقت به شيرين بخوف قائلة : تامر .. الحمد لله انك هنا.
قال احد الشبان لتامر بقسوة: هذا الفتاة لنا ايها الولد .. اذهب الى امك.
استدار تامر نحوه و قال بهدوء : هكذا ؟
قال الشاب ملحا بسكين بين يديه : نعم هكذا و انصحك بان تكسب عمرك .. البنت لنا .
قال تامر بحزم : وانا انصحك بالابتعاد .
اقترب الشاب الضخم منه حتى لامس وجهه وجه تامر و قال : و ان لم ابتعد؟
و فجأة صدر صوت طلق مكتوم .. و تراجع الشاب بألم و دهشة و هو يضع يده على معدته و الدم يسيل من بين اصابعه ..
و رأت شيرين مسدس تامر يتصاعد منه الدخان ..
و دفع تامر الشاب بقدمه فسقط على ظهره .. و رفع مسدسه نحوه و اطلق سبع طلقات اخرى مدوية على صدر و رأس الشاب الذي تناثر جزء منه بمنظر دموي بشع و جسد الاخير ينتفض محتضرا .. و ادار مسدسه بسرعة صوب البقية المأخوذين و اطلق رصاصة اصابت ترقوة ثان ..
و نفذ رصاص تامر فاسرع يستبدل خزانة الرصاص باخرى مما اتاح للثلاثة مجال الفرار لا يلوون على شيء و المصاب يصرخ برعب ..
و اعاد تامر مسدسه لغمده و قال لشيرين المصدومة : هيا نخرج من هذا العفن .
و سارت شيرين معه كالمنومة مغناطيسيا .. لا .. مستحيل .. هذا حلم ولا شك ..
لم تر من قبل انسانا يقتل امامها هكذا .. لم تر رعبا اشد في حياتها من هذا ..
و قال تامر لها و هي لا تعي ما حولها : اياك يا ملاكي ان تخرجي من جنتك الى مكان اخر .. فكل مكان هو جحيم لا مكان فيه لملاك .. الا ملائكة العذاب امثالي .
و ترك السائق ينطلق بها بسيارته كأن عفاريت الدنيا تلاحقه وهو يجري اتصالاته مع اهلها .. و ركب سيارته و عاد الى منزله ..
كانت هذه الحادثة ما فجر الحرب بين العائلات ..
ففي نفس اليوم كانت عائلة الشاب تطالب برأس تامر الذي اصر انه كان يدافع عن نفسه .. و قالت عائلة الشاب القتيل ان تامر تعمد اعدام الشاب بوحشية بعد اصابته لذا يجب ان يعدم و قالت عائلة تامر ان الشاب لو لم يمت لقتل تامر فور ابتعاده كما ان هناك ثلاثة اخرين كانوا مستعدين للفتك به لذا كان الموقف دفاعا عن النفس..
و عرضت عائلة تامر دية للقتيل لكن العائلة الاخرى اصرت على موت تامر .. و من هنا بدأ الصراع و تعددت الاصابات و اختلفت الاهداف من الحرب كلية ..
و لم تنس عائلة الشاب ان شيرين كانت ضمن الحدث لذا طالبت بها فهبت عائلتها لتدافع عنها و وجدت انها مضطرة للتحالف مع عائلة تامر ضد تلك العائلة الكبيرة مما صنع توازنا في القوى يميل قليلا جدا لصالح حلف العائلات المكون من عائلة تامر و عائلة شيرين و عائلة ميساء قريبة تامر ..
العائلات عادة تتكون من الاف من الافراد و تملك موارد غزيرة و مناصب في الدولة و محامون و تمتد العائلات الى كل فروع الدولة مما اعطى الصراع ابعادا متشعبة و جعل احتواء المشاكل امرا عسيرا للغاية حتى على الدولة ..
فكل حدث يقيد ضد مجهول و كل من يعتقل تهب لجان محاماة لاطلاق سراحه ولا احد يترك دليلا خلفه عند العمل ضد الاخر ..
امر معقد يستعصي على الشيطان !!
و هكذا وجدت المدينة نفسها في صراع يلتهم خيرة شباب و مقدرات اكبر عائلاتها و لم يكن بالإمكان لبقية العائلات الا تحاشي الصراع و حماية نفسها ..
و حاولت الدولة ارسال فرق امن كثيرة لكن الصراع لم يزل .. بل تحول الى ضربات خاطفة سريعة مخططة جيدا بحيث تنسب الى مجهول كل مرة عدا حالات قليلة و حتى في هذه الحالات القليلة لا يكاد احد يبقى في السجن بعد تدخل جهات عليا و ضباط و محامين و ما الى ذلك .. كان الامر كأنه صراع المافيا في الثلاثينات ..
و تنهد تامر قاطعا ذكرياته بنفسه هذه المرة و رفع عينيه يتأمل رواد المكان .. يحسدهم على حياتهم الهادئة البسيطة الخالية من المشاكل .. لماذا لم يكتب له ان يعيش مع شيرين بمكان بعيد هادئ لبقية العمر؟ يتمنى ذلك .. يتمناه من كل قلبه الجريح ..
اه لدنيا ليس فيها شيرين .. تكون خرابا و لو كانت مرتعا للغيد الحسان ..
و نهض تامر من مكانه و راح يتمشى حتى وصل الى قرب جدول رقراق يجري بهدوء و الاسماك تلعب داخله مختطفة قطع الخبز او طعام الاسماك مما يلقى لها من قبل العمال المكلفين بالاشراف على المكان ..
و سرح ببصره في الماء و الاسماك و الحصى مجترا ذكرياته من جديد..
كانت علاقته مع ميساء تتدهور يوما عن يوم رغم انه كان يقوم بواجباته نحوها على اتم وجه .. لكن معرفتها ان قلبه ليس لها كان يجعل حياتها جحيما لا يطاق ..
و كانت عندما يفيض الكيل بها تخرج للترفيه عن نفسها حتى تتناسى ما تعيشه من عذاب داخلي مرير ..

 
 

 

عرض البوم صور غرور انثى 2010  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
قصة حب ... في زمن لا يعترف بالحب ... فهل ستستمر ام سيكون مصيرها مثل ماسبق .....
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:30 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية