كاتب الموضوع :
غرور انثى 2010
المنتدى :
الارشيف
الجزء الثالث ..........
قال : و ما ذنب الفتاة الاخرى كي اظلمها بزواج مصلحة و يكون فكري و قلبي بعيد عنها؟ كيف سأعيش معها و كيف سأكون منصفا في معاملتي لها ؟ انت لا تفهمين شيئا .
قالت : جرب و لن تندم.
قال ك و ان لم ينجح الامر؟
قالت : سينجح .. فقط لا تدمر الدنيا من حولك لأجل انانيتك .
قال : لنفترض انني وافقت غبائك هذا و تزوجت قريبتي .. هل ستنتظرينني فعلا ؟
قالت و هي تنظر للافق مضيقة عيناها بشقاوة : لنفكر بالامر .. هل سأنتظره؟
و عادت تنظر الى كوبها ثم شربت رشفة منه و قالت : لا طبعا .. لن انتظرك .
قال بدهشة : ماذا؟هل .. ؟
قاطعته قائلة : سأحضر انا و والدي لخطبتك من اهلك و لا تقلق بشأن الشبكة و المهر فهي جاهزة عندي و فستان الفرح اشتريته لك من باريس .
ضحك قائلا : شقية كالقرود.
قالت : غبي كفرس النهر .
سألها : ماذا تأكلين ..؟ لم نتناول طعاما منذ فترة .
قالت : سأطلب اكلة احبها جدا .. و هي لا تقدم بالمطاعم لكن يمكن لأي مطعم اعدادها .
اشار للنادل فاقترب و قال تامر :اطلبي .
التفتت الى النادل و قالت : اريد لحم دجاج على شكل شرائح صغيرة بطول 2 سم مقلية مع الفستق و البهارات المشكلة و مخلوطة بالخبز المحمص مع بعض الملح المرشوش فوقها.. متى يمكن ان يجهز الطبق ؟
قال النادل بارتباك خفيف : بعد عشر دقائق يا سيدتي.
تابعاه بنظرهما و هو ينصرف نصف متعثر .
و قالت شيرين باستغراب : يبدو انه مستجد هنا.
ابتسم تامر و لم يجب .. فالنادل المسكين اصابته عيون شيرين بالدوار .. فكيف له ان يحتمل سحر نظراتها .. لن يستغرب تامر ان يحضر النادل بدل طبق شيرين شيئا اخر لا علاقة له بالطعام .. كأن يضع في صينية الطعام هاتف المدير او اسطوانة الغاز و يملحها لها ..
لكن النادل خيب ظنه و احضر الطبق الذي طلبته شيرين بوقت اقل مما حدد
و احضر مثله لتامر ايضا و وضع كأس ماء في المنتصف و مناديل قماشية منمقة الترتيب و شوكة و سكين على كل طبق ثم غادر متحاشيا النظر لأي منهما .
حكيم هذا النادل .. حكيم و مخلص ..
هكذا فكر تامر و هو يتذوق الطبق .. كان لذيذ الطعم ..مقرمشا و شهيا ..
و علقت شيرين قائلة و هي تتناول طعامها : انه طبقي المفضل عندما اكون نصف جائعة او اكون خارج المنزل .. و احيانا داخل المنزل .
تناولا طعامهما بصمت نسبي .. فكل منهما كان يفكر في اتجاه ..
كان هو يفكر فيما قالته شيرين و يحاول ايجاد حل بديل دون فائدة
و هي كانت تفكر في حياتها القادمة .. هل حقا ستقبل التخلي عن عالمها الصغير .. امها .. ابيها .. شقيقها فادي ؟ هل هذا مجرد حلم ؟
لكنها تحبه .. تعترف انها احبته .. ليس من اول لقاء ولا من الثاني ولا العاشر .. لكنه حب نشأ في ظلال مخفية من قلبها و نما بالتدريج حتى كبر دون ان تدرك و لم تقاومه .. بل كانت تراقبه بشغف و سرور ..
و انهيا وجبتاهما على مهل ..
و طلب تامر عصيرا فقالت للنادل : الاناناس لو سمحت .
و قالت لتامر بخجل خفيف : انه المفضل لدي بين العصائر .
قال تامر : و انا احبه ايضا .. احبه و احب من يحبه .
قالت بخجل : تامر .. انت تخجلني .
قال باسما : تكوني اجمل و حمرة الخجل تكسو اذنيك .
قالت : و انت تكون افضل و انت ساكت.
و بعد نصف ساعة كانا يستقلان سيارته في طريقهما للمنزل ..
و قطع افكار تامر صوت باب السيارة الغريبة ينفتح بهدوء كأن احدا يهم بالنزول .. لكن لم ينزل احد .. و فتح الباب الثاني ايضا و لم ينزل احد ..
سحب مسدسه برفق و بشكل خفي و عمّره دون ان يحدث صوتا و رفع زر الامان استعدادا لاطلاق النار .. في جيبه ذخيرة كافية ليبقى حيا حتى تصل المساعدة ان احسن التصرف و مسدسه مليء بالرصاص .. و بدأ يرسم في ذهنه خطة العمل .. هذه الصخرة التي يجلس عليها تصلح كساتر من جهتين .. يبقى جهة الرجل الذي هبط من السيارة .. سيتدبر امره اذا ما لزم الامر .. فهو بعيد نسبيا و لكي يشارك في المعركة يحتاج لدقيقة كاملة ..
و عليه ان يتخلص منهما خلال تلك الدقيقة ..
ان فتح الباب هكذا يعني استعداد الخصم لاستخدامه كساتر لتبادل اطلاق النار ..
لا شك انهما الان يعمران اسلحتمها الرشاشة ..
و مد يده بخفة الى هاتفه النقال وهو يضع زجاجة العصير على الصخرة و لمس ازراره بسرعة و ارسل الاستغاثة المسجلة مسبقا في هاتفه
بعد نشوب الحرب الخفية تلك بين العائلات صار الكل يحتاط لأسوأ الاحتمالات
و لم يطل انتظار تامر .. فقد هبط رجلان يرتديان الاسود و ينتعلان نظارات شمسية على عيونهما .. ضخام الجثث كمجرمي الافلام و يحملان رشاشان خفيفان مزودان بكواتم صوت و لمح تامر الرجل الثالث يجري نحوه و هو يخرج من سلته رشاشا مماثلا ..
و انزلق تامر بخفة و هو ينقلب على بطنه مطلقا رصاصة مدوية اخترقت عين اولهما و صرعته حالا قبل ان يطلق أي منهما رصاصة واحدة..
و انهمر مطر من الرصاص على الصخرة التي اختفى تامر ورائها ..
و تطايرت شظايا زجاجة العصير شبه الفارغة و سال العصير على الصخرة
كان يتمنى ان لا يسيل دمه معها ..
و بسرعة وجه مسدسه نحو الرجل الذي يجري و اطلق صوبه رصاصتان جعلتاه يحتمي بسيارة واقفة مما اخفاه عن تامر الذي عاد يصوب رصاصه نحو الرجل الاول المحتمي بباب السيارة ..
مأزق لطيف بلا شك ..
كان الصيادون يفرون من المكان و بعضهم القى بنفسه في البحر هربا من الرصاص ..
و اطلق تامر رصاصة مدوية صوب الرجل البعيد ليجبره على البقاء مكانه .. ثم زحف بسرعة حول الصخرة و اطل بسرعة مطلقا رصاصة حطمت زجاج السيارة لكنها لم تقتل الرجل للاسف .. و ان ملأت رأسه بالزجاج ..
و عاد تامر يتدحرج و يرسل للرجل البعيد رصاصة اخرى و عاد مكانة تاركا رصاصات الاخير تئز من فوق رأسه ..
و هنا تعالى صوت ابواق الشرطة .. فزاد جنون اطلاق النار .. يريد كل طرف انهاء الامر قبل وصول الشرطة .. و لكن تامر لم يكن صيدا سهلا ..
و برصاصات ثلاث اصاب مقتلا من الرجل البعيد الذي غادر مكمنه وراح يجري نحو تامر مطلقا النار عله يظفر به ..
و هنا سحب الرجل الغليظ زميله القتيل كأنه دمية قماش و القاه مع رشاشه على المقعد الامامي و انطلق بالسيارة مفرغا خزانة الرصاص فوق رأس تامر الذي لم يتمكن من مجرد اخراج رأسه .. و توقف الرصاص و اطل بحذر شديد فرأى السيارة تقف عند جثة الرجل البعيد و الضخم يخطف الجثة الثانية و سلاحها الى الداخل و يطلق لسيارته العنان .. و اسرع تامر يخرج الى سيارته و ينطلق بها ايضا مخفيا سلاحه تحت المقعد و غسل يديه بسائل ذو رائحة نفاذة لإخفاء رائحة البارود ..
و كما توقع استوقفه الشرطة و سأله احدهم عما يجري فقال بذعر مصطنع : مجانين .. انهم مجانين .. لأجل بعض الاسماك يشعلون حربا .
سأله الشرطي : من هم ؟
قال بنفس اللهجة مشيرا للاشيء : سيارة كبيرة و رشاشات و اخرون خلف الصخور .. يا ربنا اللطيف .. سأفر بجلدي.
تركه الشرطي يمر و اتجه مع زملائه لمكان الحادث و تامر ينطلق بخفة مبتعدا عن المكان .. لحسن حظه الشديد لم تصب سيارته بالرصاص و الا لتوقف للاستجواب .. طبعا سيدعي انها اصيبت بعراك المجهولين ..
و شاهد سيارة سوداء داكنة الزجاج تسير نحوه .. انها النجدة وصلت سريعا لكن ليس بسرعة كافية فالمعركة لم تدم لأكثر من دقائق ثلاث .. يبدو ان من خطط للامر حسب حساب النجدات جيدا ..
و انطلق تامر نحو قصر والده و سيارة الحراسة تستدير و تلحق به مسرعة .. لا بد ان الاخبار قد وصلت لعائلته التي تنتظر بقلق وصوله و اعطاء التفاصيل .. كثيرا ما تكون هناك فرقة دعم لفرقة الاغتيال للتدخل حال فرار الهدف او فشل المهمة لسبب او اخر .. لكن وجود الحراسة لا بد سيفشل المهمة كذلك كون سيارة تامر مصفحة .. كل المهمين يستخدمون تلك السيارات المصفحة منذ اندلاع حرب العائلات تلك .. تلك الحرب التي بدأت بسبب شيرين بالذات و ملأت ساحات المدينة دما ..
و وصل تامر و مرافقيه بسلام الى حمى العائلة ..
كانت مهمة فاشلة لعائلة الاخرى..
لكن الخطير فيها انها استهدفت شخصية من كبار العائلة هذه المرة لا احد رجالها العاملين بالحراسة او غيره ..
و هبط تامر من سيارته و هو متوتر واجم ..
انها احد المرات النادرة التي يتم فيها الهجوم في وضح النهار و بوجود عشرات الشهود ..
يبدو ان مرحلة جديدة من الصراع توشك ان تنطلق ..
مرحلة حاسمة ..
و عقد اجتماع سريع لرؤوس العائلة سمح لتامر بحضوره لكي يروي ما حصل ..
و بعد ان اعطى التفاصيل تركهم ليقرروا بينهم ما سيفعلون ..
احتراما للكبار يقوم الشبان باعطائهم خصوصيتهم و عدم التدخل بكلامهم رغم انه غير ممنوع عليهم البقاء و المشاركة في الاجتماعات ..
و صعد تامر الى جناحه الخاص و استلقى على سريره واضعا كفيه خلف رأسه و اطلق لذكرياته المحببة العنان مرة اخرى ..
تعالت زغاريد ام تامر و هي تجلس مع زوجها في منزل والد ميساء التي احاطت بها اسرتها و جلست خجلة مبتسمة .. كانت من الجمال بحيث يمكن جدا لتامر و غير تامر ان يقع في حبها بسهولة كبيرة ..
لكن حب شيرين كان قد سبق حب ميساء .. و مع هذا لم يكن تامر متضايقا من امر خطبته لميساء .. فهذه رغبة حبيبته اولا و كذلك انقاذ لعائلته و ايضا لميساء مكانة كبيرة في قلبه كادت تصير عشقا لولا ان القدر ارسل شيرين لتأخذ مكان ميساء في وجدان تامر ..
كانت قبلات شقيقات تامر لا تفارق خديه و العناق لا يكف من حوله ..
زواج كهذا لهو حدث كبير للعائلتين يستحق ان يقام له مهرجان كامل ..
و كان والد تامر سعيدا فخورا بولده و هو يتحدث لوالد ميساء السعيد ايضا بالخطبة ..
و دارت كؤوس الشراب المشكلة من افخر العصائر و المشروبات على الموجودين ..
و جلس تامر قرب ميساء التي تكاد تذوب خجلا بعد ان حمل الاقارب العروسان حملا الى كرسي مزدوج ليكونا قرب بعضهما ..
و كانت كاميرات الاسرتين تلمع مخلدة هذه اللحظات الجميلة ..
و التفت تامر الى ميساء الخجلة التي تنظر للارض بحياء ..
جميلة كزهرة نرجس ..
رقيقة كورقة اقحوان ..
ناضجة كثمار الجنة ..
مشرقة كشمس اذار ..
|