كاتب الموضوع :
غرور انثى 2010
المنتدى :
الارشيف
وهذا جزء صغير عشان اشوف باقي الردود
الجز الثاني
ساعات طوال بقيت للظهر .. ولأول مرة يشعر بملل و عجز كهذا .. عزاؤه الوحيد كتابها الذي بين يديه يطالع بشغف كل حماقات المراهقة على صفحاته ..
كانت بعضها اشعار غزلية .. و بعضها تشبه رسائل الجوال .. و ملاحظات دراسية .. و ارقام مختلطة .. و عبارات ساخرة .. و مجرد خطوط متداخلة .. اذا كنت تريد معرفة قصدي فامسك كتاب طالبة مشاكسة و طالعه لتعرف ..
و كانت تلك الخطوط بنظره افضل من خرائط الكنوز
و الرسومات الساذجة اجمل من لوحات دافنشي و بيكاسسو
و الكتابات اعز من مخطوطات العقاد ..
كان يريد للوقت ان يمر ليرسل لها اللوحة التي وضع بها كل فنه و جهده لاتقانها و في نفس الوقت لا يريد للوقت ان يتحرك ليبقى كتابها بين يديه فهو اثر عزيز للغاية منها .
لم يدر كيف مر الوقت .. لكنه نسي نفسه حتى جاءت السيارة و فيها فادي و اخذ الرسمة و الكتاب و غاب عنه و هو كالمخدر.
و ايقظه اتصال مدرب الكراتيه ليذكره بموعده في النادي مما جعله ينطلق كالمجانين الى سيارته ليلحق بالتدريب اليومي بعد ان نسي بقية الامور الصباحية ..
و عند المساء كان يرسل رسالة يستفسر لشيرين يسألها عما حصل بشأن الدروس الخصوصية .. و بعد ارسل الرسالة راح يتصفح النت .. و قبل ان يغلق البرامج لملله منها و بدون مبرر و على غير عادته ابدا عاد يفحص بريده الوارد و لدهشته وجد ردا منها اسرع يفتحه بلهفة ليجدها تخبره ان والديها لم يمانعا لكن يريدا معرفة المعلم و مكان الدروس .
تردد قليلا .. ثم قال لها ان تخبرهما انه طالب جامعي و ان مكان الدروس هو بيتها .. كان يتوقع انه ربما كان حولها او احدهما من يرسل له .. ربما .. كذلك فعشرات الطلاب يعطون الدروس الخصوصية اما من اجل المال او من اجل الخبرة الميدانية في دراستهم..
مرت فترة صمت قبل ان يصله رد منها يقول انها ستبلغ والديه بالامر .. و سألها بحذر عما اذا كان بالامكان الانتقال لبرنامج المسنجر بدل البريد لأجل نقاش التفاصيل فردت بالايجاب ..
و اسرع يشغل البرنامج و يضيف بريدها اليه ..
و اسرع يرسل لها تحية مسائية ردت عليها حالا ..
و بدى بالحديث عن الدروس الخصوصية و تشعب الحديث شرقا و غربا و الى كل الجهات الغير مدونة في كتب الجغرافية حتى انتصف الليل فاعتذرت منه بلطف شديد لأن لديها مدرسة في الصباح فرد بتحية رقيقة و طلب منها التواصل عبر المسنجر .. و رد بالموافقة و فصلت الخط فاغلق الجهاز و اوى لفراشه كأسعد انسان في الكون ..
كان يحلم بها ليل نهار ..
و ها هو على وشك ان يلتقي بها بانتظام عبر الدروس الخصوصية ..
سيكون بقربها اكبر قدر ممكن ..
و وجد نفسه بعد ايام يجلس معها في صالة منزلهم يدرسها مادة الرياضيات ..
كانت متجاوبة جدا معه و لا تتعامل معه بأي تحفظ ..
و توثقت الصلة بينهما مع تكرار الدروس و انتقاء حاتم لكلماته و مراقبة تصرفاته,,
و صار يجرؤ على ان يدعوها للخروج معه و تناول العصير في النادي او للتمشي في مكان هادئ ..
كانت الفتاة معجبة جدا به فهو وسيم رجولي غني لطيف ذكي و موهوب ..
و كان هو يهيم بها حبا ..
كانت شيرين من الفتيات التي قال عنهن احد الكتاب : انها فتاة اذا امسكت بيدها و ذهبت الى السوق و سالك الناس عنها فقلت انها ابنتي لما كذبك احد .. و ان قلت انها زوجتي لما وجدت الا مصدقا ..
و رغم تنامي الحب بينهما الا ان احدهما لم يصارح الاخر بمشاعره ..
بقي بينهما حاجز هو حاجز التخوف من ان يكون الطرف الاخر قد يرفضه و انه قد يكون قد اساء فهمه فيفقده للابد اذا ما صارحه بمشاعره ..
و رغم انه كان حبا صامتا الا انه كان قويا بما يكفي ليعيش بعمق ..
و مع مرور الايام كان الحب يورق المزيد من العمق في القلوب الفتية..
و كانت ايضا ترسم علامات عالية على شهادة شيرين في اخر الفصل و تفوقا جديدا انعش قلب والديها و رضاهما عن المعلم الجديد .. لم يكونا بعد يدركان وجود الحب كدافع لهذا التميز المفاجئ ..
و كانا حذرين حتى امام فادي الصغير .. فالصغار لا رابط لألسنتهم حتى حبات الشوكولاتة الكبيرة التي كان تامر يغرقه بها بين حين و اخر ..
و كانت تستغل اوقات فراغها لمواعدته متحججة بذهابها الى السوق او الى صديقاتها للنزهة و كانت تتفق مع زميلاتها على تغطية غيابها بين حين و اخر مقابل تغطيتهن .
و ذات يوم و فيما هما يجلسان في حديقة جميلة و كانت تداعب العصافير بطفولة انتبه لأمر غيبه عنه الحب الجارف ..
لا تزال شيرين بنتا صغير نسبيا ..
و هذا قد يعني ان حبها هو مجرد اعجاب طفولي لا اكثر
و حتى لو كان حبا حقيقيا فكيف له ان يرتبط بقاصر؟
لن يتم القاضي العقد اذا ما فكر بالزواج منها كما كان يأمل بكل كيانه .
أي معضلة هذه ؟
و اسودت الدنيا بوجهه دفعة واحدة و ملأت الغصة حلقه فجف عن الكلام لدرجة اثار انتباه شيرين التي كفت عن معابثة الطيور و استدارت نحوه متأملة بنظرة شك فاحصة متسائلة ..
فصمت لا يحير جوابا فرفعت حاجبيها بتساؤل ملح
فنكس عينيه للارض لا يدري كيف يخبرها بما جال بخاطره .. فاقتربت منه و رفعت اليها وجهه لتطالعها عيون محمرة ادركت معها ان وراء الاكمة ما ورائها ..
فجلست بجانبه بصمت تنتظر ان يبوح بما في خاطره..
و ادرك عقم البقاء صامتا .. و بكلمات سريعة شرح لها ما دار بخاطره للتو.
و صدمها الواقع الذي غاب عنها طويلا في غمرة الحلم الجميل ..
فجلست ساهمة بجانبة و اركن خديها الورديين على كفيها الرقيقين و سرحت واجمة ..
و طال الصمت قليلا قبل ان يقول لها بحزم : لن ارضى عنك بديلا .. ولو حاربت الدنيا كلها ..انت لي فقط يا شيرين .. لي فقط و سأقتل من يحاول اخذك مني .
نظرت اليه بصمت .. كان الجد الشديد مرتسما على وجهه المتحفز ..
لم تكن تشك في صدقه لكن .. هو لا يعيش وحده في الكون لذا لن يقدر على تخطي الغير متى اراد او قتل والديه مثلا ..
حقيقة كانت تتصور ما سيحصل لو عرف اهلهما بالامر
اهلها سيقولون ان عليه اكمال دراستها قبل التفكير بتلك الامور
و اهله سيفكرون له بعروس من باب زواج المصلحة او الاقارب او ما شابه ..
و في كلا الحالين سيكون اما القلبين مشوار طويل من العذاب و المصادمات ولا تدري اين يوصل في نهايته .
كان تامر من النوع الذي لا يترك للايام ان تتصرف قبله لذا كان و بصمت يقرر في نفسه امرا .. سيخطب شيرين من اهلها و ليحصل ما يحصل .. و صارحها بالامر
و رغم خوفها من ردة فعل اهلها الا انها وافقت .. اول ما سيتبادر الى ذهن اهلها ان الدروس الخصوصية لم تكن كلها دروسا مدرسية و قد يشكوا في انها كانت فريسة له بطريقة او باخرى .. لكنها ايضا ستبذل جهدها دفاعا عن حبها الاول .
و في ذلك المساء كان تامر يذكر لأمه رغبته بخطبة شيرين .. و فرحت الام بطلب الابن بداية لكنه صارحها انها لا تزال صغيرة السن و اعطاها العنوان و التفاصيل فوجمت الام
كانت تدرك ان زوجها سيعترض لصغر سنها و لأنها ليست من العائلة او من جماعته من اصحاب الشركات رغم انها من عائلة ميسورة ..
و الحقيقة ان الام نفسها كانت تطمح لتزويج تامر من ميساء الجميلة ابنة ابن عمها فاروق صاحب الاموال الطائلة و شريك زوجها في عدد من شركاته ..
لكنها تدرك ان تامر ابنها الوحيد بين ثلاث اخوات و يجب عدم خسارته ..
و قررت ترك الامر لزوجها ليبت فيه خصوصا ان زوجها يوافقها الراي بالنسبة لميساء منذ زمن رغم انهما لم يفاتحا تامر بالامر اطلاقا بل بقي مجرد كلام بينهما و ان كانا يرتبان للامر بهدوء و خفية عن طريق تكرار الزيارات و الحفلات و غير ذلك من تقارب الاسرتين المستمر و ترك ( العروسين ) دوما وحدهما بما يشبه الاتفاق الصامت بين الاسرتين على النسب المقبل ..
لم يكن هناك ما يعيب ميساء .. بل الحقيقة كان يميل اليها نوعا ما ..
فهي جميلة .. ذكية .. مثقفة .. ذات شخصية ساحرة كبطلات الافلام او فتيات القصص.
لكن الحب كان يدخر له شيرين
و اه من شيرين و جمالها الجارف
و أي عاقل او مجنون لا يمكنه الوقوع في حبها؟
انه مستعد للتخلي عن ميساء و سحر ميساء و ثروة ميساء و اسرة ميساء و كل ميساء بالدنيا فقط مقابل شيرين لا اكثر .
لكنه خائف من محيطه .. فلن يسمحوا له بالزواج كما يريد ..
اتمنى اشوف تفاعل اكثر .................... وانتظر توقعاتكم
|